سآتيك على عجل

2016-12-30 07:14:13

سآتيك على عجل
من مجموعة "١٠٠ يوم من العزلة" للفلسطينية نداء بدوان

سآتيك على عجل

في صباحاتي بجوار البحر،

أشتهي أن أحتسي قهوتي

معك،

وتعبق روحي بعطرك،

وتنسلّ الكلمات من بين عينيّ

فأحمل حقيبة يدي، 

وآتيك على عجل

أسير قرب الشّاطئ،

أفتّش عنك،

فأقبل إليّ

تغازلني نسمات الصّباح

وأنا آتية إليك

وأنتشي رائحة البحر

تترنّح الموجات متثاقلة

فتجتاح روحي نغمة

تأتيني من رائحة عطرك

فأسرع خطاي، وأفتش عنك

 

ابنة الدّنّان

طرّزني حرفًا من حروف قلبك

وأوشمني زهرة في ربوع ثغرك

واجعلني نهرًا ترتشف الحبّ منه

وعانقني، واحملني بعيدًا

وشدّني إليك واعتصرني خمرًا

فأنا ابنة الدّنّان

أقدّم الخمر بكؤوس من نرجسٍ

والخمر لا يُستطاب إلّا من يد الدّنّان

فتناول قدح الخمر من يدي

وارو عطش عشبي

وكلّما مرّ النّسيم فوق كرمي

دلّلني، وارتشفني عطرًا

وخالطني رواياتي وشوقي

وبعثرني في ثنايا الروح والمجون

واعزف على قيثارتي لحن الحبِّ

وراقصني في الفضا الخمريّ

ومرّغ وجهك بين كفي

وأمطرني بسيل من العشق

واغمرني بلمسات من حنين

وطوق خصري بعقد من الياسمين

وغازلني أنى شئت

وكيفما شئت

فالقلب الذي يعشق

لا يكسره إلا الحنين

ولا يوجعه إلا مر الفراق اللعين.

 

احتضني

في قبضة الرّيح قلبي

تتجاذبني الأعاصير

فاحتضني قبل أن يخيّم الظّلام

وعتم كانون يقتلني

افتح مخدعك لروايتي

واحنُ عليَّ

وانثر فوق جدائلي

عطرًا ليلكيًّا

ودفئًا ربيعيًّا

حتّى تستفيق زرقة الفجر

وتداعب مخيّلتي أسراب الطّيور

وتغزو ليل أحشائي

تلك البلابل البهيّة

واترك هدبك يداعب الخيالات

ويرقص في مهرجان الحبِّ

ويرتّل صلاة الياسمين

حين يغزوه الرّبيع باكرًا

ويقتل ثورة الرّيح

ويوقف تهاطل الأمطار

وتضيء الشّمس

في عينيّ شعلتها الحمراء

وتطبع في جبيني قبلةً

من نور

واسدل ستائر غرفتك القديمة

فوق بحر من الذّكريات

وتنكّر لماضيك الرّتيب

واحضني، واغزل في جسدي

خيوطًا ذهبيّة تعانق وجه الشّمس

وتحفر اسمينا على أوراق الشّج