يوميات غسان كنفاني... (1959 ـ 1965) (2/2)

2017-04-08 05:00:00

يوميات غسان كنفاني... (1959 ـ 1965) (2/2)

هذا الجزء الثاني من اليوميات، لقراءة الجزء الأول... هنا

1/4/ 1965

هنا صوت فلسطين!

بعد جهود مريرة، استمرت شهورًا طويلة، استطاعت منظّمة التّحرير الفلسطينيَّة، أخيرًا، أن تفتتح إذاعتها في القاهرة ثلاث ساعات يوميًّا، وقد فوجئ كلّ الثّوريين في العالم بالبرنامج الثّوري الّذي تقدمه هذه الإذاعة: فبوسعك في السّادسة والنّصف أن تستمع إلى مجموعة من الأغنيات. في السّابعة: طائفة من الأغنيات. وفي السّابعة والنّصف يحدث تغيير مهم، فيسمعونك «باقة» من الأغنيات. في الثّامنة إلاَّ ربعًا: ثلاث أغنيات. في الثّانية يطرأ تعديل آخر: أغنية واحدة طويلة. في الثّامنة والرّبع: إعادة للمجموعة الأولى من الأغنيات منقّحة ومزوّدة بفهرس وهوامش. في الثّامنة والنّصف مفاجأة: نشرة الأخبار تغنّيها ليلى مطر، والتّعليق لنجيب السّراج. في التّاسعة: برنامج ما يطلبه المستمعون. في التّاسعة والرّبع: أغنيات لم يطلبها المستمعون. في التّاسعة والنّصف: ختام (أغنية عائدون).

يقال إنّ أحد المستمعين أرسل برقية تهنئة إلى الإذاعة، فلُحّنَتْ على الفور، لتنويع البرامج!

3/4/ 1965

هؤلاء الّذين يتنكّرون بالخاكي

لأسباب تحتاج إلى دراسة دقيقة، يصادف دائمًا أنَّ المدنيين الّذين يلبسون البدلات العسكريَّة، ويتصوّرون وهم واقفون في داخلها، يبدون وكأنَّهم مدعوون إلى حفلة تنكريَّة ..

والمشهد الطّازج لهذا الموضوع هو الأستاذ أحمد الشّقيري، حيث لا تبدو البزّة العسكريَّة أداة تنكريَّة فقط، ولكنّها تبدو غريبة بعض الشّيء، كرجل قفز إلى داخلها مباشرة من منصّة الأمم المتحدة!

السيد شو ـ قاي ـ ري ـ (بعد عودته من الصّين الشّعبيَّة) أعلن أنَّه لن يخلع بزته العسكريَّة قبل استرجاع فلسطين. شيء ممتاز ومشجّع، ولكن ألن تبدو البزة الخاكيَّة غريبة بعض الشّيء، في أروقة الفنادق الضّخمة والقصور الفخمة؟

المهم أنَّ شباب المخيّمات قرّروا بالمقابل أن لا يلبسوا البزّات العسكريَّة إلاَّ إذا، ببساطة وتواضع، أمَّن لهم الشّقيري هذه البزّات!

8/ 4/ 1965

إعلانات.. مع الأحداث!

على ذمَّة راويين، جاءا أمس من القاهرة ودمشق معًا، ذكرا، معًا، أنهما شاهدا على أبواب المقاهي في القاهرة ودمشق الإعلان التالي (وقد شاهده راوٍ ثالث في بيروت):

«المطلوب زبائن جدد لطاولات ثابتة ذات مواقع استراتيجيَّة، خصم على الطلبات 20 في المئة، المؤهّلات المطلوبة: قصص نضاليَّة قديمة، ذات تفصيلات دقيقة ومثيرة، يمكن أن تروى مرَّة ومرّتين وعشر مرّات على مسامع شخص واحد، وكذلك المطلوب أن يلمّ الزّبون بخطط نظريّة للمستقبل يمكن شرحها بالتّفصيل، الأوراق الثّبوتية: شهادة بالسّجن مدّة شهر واحد على الأقلّ، قصاصة من جريدة قديمة تحمل مقالًا عنيفًا للزّبون المشار إليه، شهادة شخصين على الأقلّ بأنَّ الزّبون مطارد، جواز سفر غير مجدّد.. المراجعة في الدّاخل، وبالثّياب الرّسميَّة».

9/4/1965

السّبب الحقيقي وراء الأزمة!

يجب أن يفهم الناس أنَّ عدم اكتراث أعضاء الحكومة بأزمة الغلاء في البلد يعود إلى سببٍ بسيط، وهو أنَّهم يقومون بتطبيق ريجيم غذائي بناء على نصائح الأطبّاء، ولذلك فهم يأكلون خضرة مسلوقة، دون دهن، ودون لحم، في محاولة يائسة لتذويب كروشهم.

وهم لن يقولوا للناس «كلوا بسكوت إذن»، لأنَّهم أنفسهم لا يأكلون البسكوت، بناء على تعليمات الرّيجيم.

وكذلك، فإنَّ غلاء أجور المواصلات في البوسطة الجديدة يعود إلى سبب مماثل، وهو أنَّ معاليهم يفضّلون المشي، للغايات الرّيجيِّميَّة نفسها.

ولذلك، فليس هناك أي سوء نيِّة في الموضوع، والصّحف الّتي تتحامل على الحكومة ليس عندها أي ذوق ولا تقدير، يعني أنَّها لا تهتم بالقضية الأساسيَّة القائمة الآّن، وهي تذويب كروش أركان الحكومة.

صحيح أنَّ الصّحف لا تتعاطف مع الحكومة، ولا تقدّر ظروفها واهتماماتها وهمومها، ولا تتعمّق في البحث عن سبب عدم اكتراث الحكومة بأزمة الغلاء!

14/4/1965

شرط يشرط فهي شروط!

طارت 700 قاذفة أميركيَّة «لتأديب» فيتنام الشَّماليَّة، فتصدّت لها 6 طائرات كركوعات من مخلّفات الحرب الكورية، على طريقة العصابات في الأرض، وهات يا طاخ طاخ، فسقط ما فيه النّصيب.

وأرسلت واشنطن احتجاجًا: فيتنام لا تريد أن «تتأدّب» يا أمم يا متحدة فما العمل؟ وأجابت فرنسا، بصفتها المجرّبة: «فتشوا على موقع استراتيجي يكون اسمه ديان بيان فو، وتمترسوا فيه، فتلك الطّريقة الوحيدة المجدية لإنهاء القتال في الهند الصّينيَّة..»!

ومن هنا جاءت دعوة جونسون إلى مفاوضات بلا شروط، هو أن يكفّ رجال الفيتكونغ عن «تشريط» وجه العم سام، ولذلك فإنَّ من حق هذا العجوز أن يطالب بمفاوضات بلا شروط، فكيف يعقل أن يجلس إلى مائدة المفاوضات بوجه «مشرط»؟

22/4/1965

بحث أولي في الطّبّ السَّياسيّ

يقال: «صنّج» الإنسان، أي أصابته ضربة برد «فتصنَّج». «تصنَّج» الَّتي إذا أضيفت لها أل التَّعريف أصبحت اسمًا.

«الأصنج» في اللّغة هو المخلوق الّذي أصابته لفحة برد فعجز عن تحريك الجزء الّذي تلقَّى فيه هذه اللَّفحة من جسده، ولا تستعمل هذه الصِّفة في وصف من لا يستطيع تحريك عقله، أو ضميره، إلاَّ إذا دخلنا إلى البلاغة، فأطلقنا اسم الجزء على الكلّ، وهو دخول معروف في اللّغة.

والبرد هو ريح تأتي من الجزر البريطانيَّة في كافَّة الفصول، وتكون من الحدِّة بحيث تخترق الملابس الَّتي «تغطِّي» الجسم، فإذا كان المصاب لا يتمتّع «بالمناعة» الحقيقيَّة اخترقت جلده أيضًا، ووصلت إلى عقله، وتلك أخطر الحالات.

و«التَّصنيج»، في الطّبّ، على أنواع، منه ما هو مؤقَّت يزول بزوال السَّبب، ومنه ما هو مزمن، وينصح الأطبَّاء «المصنّج» عادة باللّجوء إلى بيته، وطمر جسده تحت الأغطية، والامتناع عن الحياة الاجتماعية، وخصوصًا السِّياسيَّة.

والعلاج هو أن يعرق المصاب حتَّى يسيل عرقه، ويمكن أن يحدث ذلك عن طريق الخجل، أمَّا إذا كان المصاب لا يخجل فحالته ميؤوسة.

15/ 5/1965

المرحليَّة في التَّطبيق

تمشيًا مع إيمانه بفلسفة المرحليَّة، قرَّر بورقيبة أن يقسم شعار «التَّعايش السِّلمي» مع إسرائيل إلى مراحل، فيكتفي الآن بالمرحلة الأولى من كلمة تعايش، وهكذا فإنَّ شعار هذه المرحلة هو «تع» فقط، على أساس أنَّ (... آيش) تأتي في المرحلة القادمة.

والاحتمالات، بالنِّسبة للمرحلة الثَّانية مفتوحة للاجتهادات، بما يتناسب مع الواقعيَّة في تلك المرحلة. فإذا كانت الواقعيَّة، آنذاك، مناسبة، فلن يحول حائل دون أن تكتمل «تع» بـ «تعاليلي يا بطَّة»..

وعلى ضوء الواقعيَّة في تلك المرحلة القادمة، فإنَّ «تع» قد تضحي «تعيس»، أو «تعبان»، أو «تعتير».

ولا بأس، بعد حفلة كوكتيل أميركيَّة، أن تملي الواقعيَّة بأن تأخذ «تع» صيغة جديدة كأن يقال: «تعتعة السِّكر».

أمّا «آيش»، المرحلة الثَّانية من «تع»، فليس لها إلاَّ نهاية واحدة: «آيش يا خال»؟

5/6/1965

في الشعر البيروقراطي!

«إكبس إيده»، اصطلاح بيروقراطي شائع بين طاولة وأخرى في دوائرنا العنكبوتيَّة، إكبس تربح، لا تكبس تخسر، إذا كنت كبِّيسًا معاملتك عالعين والرَّأس، جديد على هالشغلة روح شفلك سل واشتغل بسوق الخضرة، وتذكَّر دائمًا قول شاعرنا البيروقراطي الأوَّل: لا تقل أصلي وفصلي أبدًا، إنما أصل الفتى ما قد كبس...

والكبسة، في وجهها الآخر، موقف أخلاقي، فمن حيث الكمِّيَّة فإنَّ الكبسة الواحدة تتراوح بين اللِّيرة والمئة، فالأمر يتوقَّف على أخلاقك، وحجم معاملتك. أمَّا من النَّاحية الكيفيَّة، فالقصَّة هنا تتعلَّق بخبرتك الأكروباتيَّة، فإمَّا أن تناول النَّصيب من تحت الطَّاولة، أو تشبكها بأوراق المعاملة، أو تعلن عنها إعلانًا مهذَّبًا لا يطاله القانون حين تقول: كأنَّما بنيّة طيّبة: «شوف اللِّي بتأمره»!

ولذلك قال الشَّاعر: إكبس! كبست من الكبسات ما كبست كبوس كبسي، وما قد يكبس الكبس.

22/6/1965

موَّال أبو دراع.. للآنسة أشا!

الأولى. آه! والثَّانية آه يا وكالة أنباء الشَّرق الأوسط، والثَّالثة آه، يا وكالة أنباء الشَّرق الأوسط يا تعبانة.

الأولى آه منك من النَّاحية الفنِّيَّة: فبين صفحاتك يستطيع الصَّحافي أن يتعلَّم كيف يجعل جملته طويلة إلى درجة طلوع الرّوح، أداة الشَّرط في الأوَّل وجواب الشَّرط بعد 3 صفحات ونصف، ويا والتر ليبمان إضرب رأسك بالحيط!.

الثَّانية آه منك من النَّاحية التَّوقيتيّة: ففي عزّ الشّغل، آخر اللَّيل، والدقّ المحشور، يصل خبر من أربع صفحات رصّ، هامّ جدًّا، هو تلخيص أكروباتيكي لكتاب جديد صدر مؤخّرًا اسمه «العلم والخبر في روايات من ذهب ومن حضر وأخبار العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي السَّلطان الأكبر بقلم الشَّيخ ابن خلدون».

الثَّالثة آه منك من النَّاحية التِّجاريّة: فإذا حصلت على صور لكارثة الطَّيران، فبدلًا من توزيعها بالعدل والقسطاس على الزبائن والنَّاس، تبيعينها لأوَّل دفِّيع بالجملة، وعلى باقي الزبائن أن يشربوا البحر.. احتكاريَّات عجيبة غريبة للوكالة الَّتي تمثل دولة اشتراكيَّة رائدة.

الرَّابعة آه من الحالة عمومًا! فإذا كان المراقبون يغفرون تقصيراتك الفنِّيّة لشطارتك التِّجاريَّة، فكيف سيغفرون لك الآن «شطارتك» التِّجاريَّة؟

آه.. آه.. آه  يا عيني!

8/6/1965

المسألة مسألة خطأ نحوي!

توجد مذيعة في إذاعتنا العتيدة تضع على باب الأستوديو صندوقًا خشبيًا صغيرًا، فإذا ما استُدعيتْ لإلقاء نشرة أخبار، مثلًا، تناولت من ذلك الصّندوق الخشبي الصَّغير ضفدعة، عالماشي، تضعها في فمها، وهات يا نشرة أخبار: «كلمة منها، وكلمة من الضَّفدعة، قرقعة وطرطعة ونق وعن واه وايه، حتَّى إذا ما انتهت النَّشرة خرجت من الأستوديو، وأعادت الضِّفدعة إلى الصّندوق، وأغلقته من جديد».

قال الرَّاوي: والضِّفدعة المذكورة تأخذ تعويضًا على الخدمة، إذ إنَّها أحيانًا تتولَّى منفردة إلقاءَ الجزء الأوفر من نشرة الأخبار، أمَّا وقد رُفعت الحصانة الآن عن الموظَّفين، فسوف تقدَّم الضّفدعة للمحاكمة أمام مجلس خاصّ.

ويقول المطَّلعون إنَّ التّهمة الَّتي أُعِدَّتْ ملفَّاتها بصورة دقيقة الآن هي أنَّ الضّفدعة المشار إليها تخطئ في الصَّرف والنَّحو.

19/6/1965

هذا هو الأستاذ المشهور

«أستاذ» الجميع، وأستاذهم على وجه الخصوص، سيِّد الدسّ والنَّميمة، كاتب المقالات بلا تواقيع، الموحي بها دون تسميات، العارض خدماته على طرفي الخصام كتاجر السِّلاح المهرّب، والفارق أنَّه لا يطمع بأجر، «الاكتفاء الذَّاتي» هو أجرة المقنع، واكتفاؤه الذَّاتي لا يجيء إلاَّ عن طريق النَّجاح في الدسّ، ورؤية الدّنيا ملخبطة، وشيوع الاستغابة والبهدلة والسبّ والنطاح، إذا وافقته خالفك حتَّى لو على اسمه، وإذا خالفته وافقك لمجرّد التسلية، وهي مهنته الوحيدة في هذا الوجود المشغول.

«أستاذ» رغم أنَّه لم يقرأ في السَّنوات العشر الأخيرة إلاَّ تذكرة هويَّته، وهو يقرأها مرَّتين في اليوم، من فرط الشكّ والتَّشكيك، ولولا صورته فيها لقال للنَّاصريِّين إنَّها مؤامرة بعثيَّة، ولقال للبعثيِّين إنها مؤامرة ناصريَّة، ولقال لكليهما، إذا صدف وجودهما معًا، إنَّها مؤامرة طليانيَّة!

مخترع الصَّرعات الَّلفظيَّة الأوَّل، وهي صواريخه الخاصّة في عالم لا يعرف، حتَّى الآن، أنَّه صنع صواريخ ترحل إلى القمر.

يقطف معلوماته من طاولات المقاهي، ومواقفه السِّياسيَّة من معاكسة المواقف الَّتي يسمعها بالمصادفة.

يعرض خدماته على الجميع، والثمَّن هو أن تطوّل بالك وتسمع له، فإذا حسب أنَّ الاستماع له ثمن رخيص، فذلك لأنَّك لم تستمع له بعد..

اسمه؟ ليس مهمًّا كثيرًا، ذلك أنَّه على استعداد لتغييره إذا استلزم الأمر، فتغيير الأسماء والمواقف بالنِّسبة له أسهل ممَّا تتصوَّر..

ولكنَّه إذا غيَّر اسمه فلا شكّ أنَّه سيظلّ محتفظًا بلقبه، لأنَّه الشَّيء الوحيد غير المكتوب في تذكرة هويَّته!

29/6/1965

أين ذهب الشّاب؟

من يدري، فقد يكون هذا العصر عصر العجائب والغرائب فعلًا. وإذا كانت التَّحليلات والفلسفات والنظريَّات غير قادرة على اكتشاف ما سيحدث، وأن ما يحدث عادة هو مفاجئ دائمًا، فلماذا لا نذهب ـ أنت وأنا ـ إلى نهر ما فنلقي كتبنا، ثمَّ نحمل أنفسنا ونفتّش عن «ضرِّيب مندل» يلعن أبو سنسفيل ماركس؟

هذا بالضَّبط ما فعله صديقٌ محروق القلب، وقد جاء ليلة أمس مصفرًّا مبيضًّا حانقًا حائرًا غاضبًا مرتبكًا، وقال إنَّ ضرِّيب المندل، في الحقيقة أكثر غموضًا من معادلات الدِّيالكتيك.

شو القصَّة؟ القصَّة يا مولانا أنَّه بعد بحث واستقصاء ورمل وصدف وقهوة وعظام وودع وبخور قال له ضرِّيب المندل إنَّ المستقبل القريب سيشهد حدثين هامَّين، أوَّلهما موت أحد الزَّعماء العرب، وثانيهما أنَّ زعيمًا آخر غير بارز جدًّا سيذيع بيانًا مفاجئًا يذهل النَّاس..

ورفض ضرِّيب المندل أن يشرح أكثر، إلاَّ أنَّه حين شاهد صاحبنا مصفرًّا قال له: اطمئن! إنَّ الحدثين معًا لن يكون سيِّئين جدًّا، وإنَّ الزعيمين اللَّذين أشرت إليهما ليسا زعيمين من الدَّرجة الأولى في الواقع، ولكن موت الأوَّل وبيان الثَّاني، قد يجعلهما كذلك!

يا حرام على الشَّباب! ولكن قل لي، إذا كان هذا الزَّمن لا يخجل من اتِّهام رجل مثل بن بللاّ بالخيانة العظمى، فماذا يستطيع الشَّباب أن يفعل إلاَّ استشارة ضرِّيب المندل؟