خيط حرير كنعاني.. هوية وطن وعنوان قضية لشعب يتحدى الاحتلال

2017-08-25 17:00:00

خيط حرير كنعاني.. هوية وطن وعنوان قضية لشعب يتحدى الاحتلال
تصوير: أسامة السلوادي

يشكل تنوع تصاميم ومطرزات الثوب الفلسطيني منذ أيام الكنعانيين وحتى يومنا هذا، لوحات فنية تراثية مزجت بين الحضارة الكنعانية والحضارة العربية الإسلامية عبر مراحل التاريخ والعصور، ومنذ عام النكبة 1948، غالباً ما تعبّر مطرزات وألوان أثوابنا عن معاناة الشعب الفلسطيني، وكأن المرأة الفلسطينية كانت توثق أحداث فلسطين على أثوابها من حيث أنواع وأشكال التطريز من أشجار الزيتون وطائر العنقاء الذي ينبعث من تحت الرماد ويمثل الكبرياء. كما أنّ الألوان هي الأخرى، والتي يغلب عليها اللون الأحمر كرمز لدماء الشهداء والأخضر الذي يرمز للخصب، عبرت عن أوجه حياة الفلسطينيين.

برزت في فلسطين منذ أقدم العصور وحتى يومنا هذا حضارتان رئيستان، هما الحضارة الكنعانية والحضارة العربية الإسلامية. وإنّ حصر الحضارات القديمة الكبرى بالحضارة الكنعانية لا يلغي أهمية الحضارات الأخرى المتعددة، التي عاشت كل منها ردحاً من الزمن (نذكر منها الحضارة الفارسية واليونانية والرومانية)، لا بل إنّ هذه الحضارات استنارت بالحضارة الكنعانية وأثرت وتأثرت فيها، والثابت تاريخياً أنّ الحضارة الكنعانية كانت شعلة أنارت بوهجها حضارات الشعوب التي استقرت في فلسطين، والذين هاجروا إليها واندمجوا معها ولم يهاجروا منها قط.

ولقد شكل التراث الفلسطيني بمضامينه المختلفة، تعبيراً صادقاً عن الشخصية العربية الفلسطينية بأبعادها وعمقها وانتمائها الكنعاني العربي الإسلامي، الأمر الذي دفع بالحركة الصهيونية منذ بدايات القرن العشرين إلى تكرار محاولاتهم لطمس هذا التراث وسرقته.. فما كان من الفلسطينيين إلّا أن حشدوا قواهم دفاعاً عن ثقافتهم، حتى يحافظوا على هويتهم في مواجهة العدوان الوحشي المسلّط عليهم، ولقد تعددت وتنوعت أشكال المواجهة مع الغزاة الجدد، وكان أن طالت هذه الحرب الشرسة الأزياء الفلسطينية، ليس من اليوم وإنّما منذ أقدم العصور، فالمتتبع للأدبيات الإسرائيلية التي تحاول جاهدة إيهام العالم بأنّ اليهود هم بناة الحضارة العريقة في أرض كنعان، وأنّ ما قدمته هذه الحضارة من صناعة وعلوم وفنون وأزياء إنّما هو نتاج "العبرانيين"، وهو ما تدحضه الاكتشافات والبحوث والدراسات العربية والغربية في آنٍ واحد.

وفي خضم هذه المعركة الحضارية كان الزي الفلسطيني طرفاً رئيسياً فيها، حيث يعمد الصهاينة على سرقته في وضح النهار، كما فعلت وزيرة الثقافة الإسرائيلية "ميري ريغيف" في مهرجان "كان" السينمائي مؤخراً.

ويشير مختصون في هذا المجال إلى أنّه بعد هزيمة حزيران/يونيو 1967، ظهر الوعي الفلسطيني بالثوب المطرز من جديد، وبدأت المرأة الفلسطينية بإعادة إحياء صنعة تطريز الثوب، ونشره من جديد بين أبناء الشعب الفلسطيني على امتداد الجغرافيا الفلسطينية الممزقة وفي الشتات والمنافي البعيدة، خاصة بعد أن تأكد أنّ المحتل يقوم بسرقة التراث الفلسطيني بعد سرقة الأرض، حيث عملت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على تنظيم معارض في دول العالم لما استولوا عليه من تراث فلسطيني ومنه الأزياء الشعبية الفلسطينية، وبدأوا ينشرونها إعلامياً على أنّها من إرث الحضارة العبرية. 

وكما فعلت "ريغيف" في مهرجان "كان"، فإنّ زوجات الدبلوماسيين والمسؤولين الإسرائيليين يعمدنّ إلى ارتداء الثوب الفلسطيني في المحافل الرسمية، وقد كان في مقدمة من فعل ذلك قبل عدة عقود زوجة وزير الحرب الأسبق "موشيه دايان"، التي كانت تصر على ارتداء الثوب الفلسطيني في المناسبات الرسمية في كل دول العالم التي كانت تزورها، وكانت تقدمه بكل وقاحة على أنّه تراث يهودي – عبري! ناهيك طبعاً عن قيام مضيفات شركة طيران "العال" الإسرائيلية بارتداء الثوب الفلسطيني. الأمر الذي دعا النساء الفلسطينيات إلى التنبه لمصير ثوبهنّ فبدأن بإعادة المجد للثوب الفلسطيني.

وما محاولة أهالي مدينة الخليل عام 2009 انجاز ثوب مطرز ليسجل في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية كأطول ثوب في العالم، حيث بلغ طوله (32 متراً وعرضه 19 متراً)، إلّا خطوة أخرى تضاف لسجل الفعل الفلسطيني المقاوم لحماية تراثنا الوطني من الاندثار.

وقد عملت على انجاز هذا الثوب أكثر من 150 امرأة اشتغلن ليل نهار على تطريزه ليحتوي على مليون و400 ألف غرزه، تجمع بين عناصر الزي الفلسطيني القديم من مختلف المناطق الجغرافية كغرزة النجمة الكنعانية وشجرة الزيتون من شمال فلسطين وغرزة زهرة الليمون من قطاع غزة.
 
تصوير: أسامة السلوادي


مطرزات تحاكي إرث الحضارة الكنعانية..

 

يشكل تنوع تصاميم ومطرزات الثوب الفلسطيني منذ أيام الكنعانيين وحتى يومنا هذا، لوحات فنية تراثية مزجت بين الحضارة الكنعانية والحضارة العربية الإسلامية عبر مراحل التاريخ والعصور، ومنذ عام النكبة 1948، غالباً ما تعبّر مطرزات وألوان أثوابنا عن معاناة الشعب الفلسطيني، وكأن المرأة الفلسطينية كانت توثق أحداث فلسطين على أثوابها من حيث أنواع وأشكال التطريز من أشجار الزيتون وطائر العنقاء الذي ينبعث من تحت الرماد ويمثل الكبرياء. كما أنّ الألوان هي الأخرى، والتي يغلب عليها اللون الأحمر كرمز لدماء الشهداء والأخضر الذي يرمز للخصب، عبرت عن أوجه حياة الفلسطينيين.

ولعل من أهم مزايا الثوب الفلسطيني أنّه حافظ على شكل الثوب الكنعاني الذي لم يتغير حتى يومنا هذا، وهو يمتاز بالقبة والعروق التي تمتد باتجاه طولي من الكتف إلى الأسفل، في حين أنّ الثوب الأردني تكون خطوطه بالعرض، ولا قواعد ثابتة للثوب المصري، بينما ينحصر تواجد الثوب السوري في البادية ومنطقة حوران.

وتؤكد الباحثة الفلسطينية المغتربة حنان قرمان منير، الخبيرة في مجال التراث الفلسطيني، ومؤلفة كتاب «الأثواب التقليدية الفلسطينية.. جذور وتطور»، وجود مئات الوثائق والصور التي ترصد تطور الثوب الفلسطيني منذ العهد الكنعاني وحتى اليوم، ما يثبت الوجود المتصل للشعب الفلسطيني الذي يعتبر امتداداً للكنعانيين، ويدحض الرواية الصهيونية التي تزعم أنّ وجود الشعب الفلسطيني في أرضنا يعود لفترة الفتح الإسلامي فقط.

وأكدت قرمان منير، الخبيرة في مجال التراث الفلسطيني، والمقيمة في الولايات المتحدة الأميركية، والتي تعمل لصالح "مؤسسة التراث الفلسطيني": أنّ "الدراسات التاريخية الحديثة أكدت أنّ الثوب الفلسطيني يعود إلى ما قبل ميلاد السيد المسيح بأكثر من ألف عام“.

وتمتاز الأثواب الفلسطينية من حيث الطول الفضفاض وبزخم التطريز عليها لإخفاء معالم جسد المرأة، كون إظهارها كان عيباً، كما يمتاز الثوب البدوي بالطول وبرفع العب «الصدر» حتى لا يشعر أحد بأنّ المرأة حامل، ولتستطيع المرأة وضع الأشياء الثمينة داخل العب، وهو مأخوذ عن ثوب السيدة العذراء مريم (عليها السلام)، التي حملت ووضعت من دون أن يشعر بها أحد بسبب كون ثوبها فضفاضاً.


كما يمتاز الثوب الفلسطيني أيضاً بأنّ كل منطقة تعبّر في ثوبها عن طبيعة سكانها، فمنطقة الساحل على سبيل المثال يمتاز ثوبها بأنه خليط إغريقي ويوناني وساحلي بشكل عام، في حين يخلو الثوب الجبلي من التطريز بسبب عمل النسوة في الزراعة وعدم وجود الوقت لديهنّ للتطريز، بينما يمتاز ثوب منطقة بئر السبع وسط فلسطين بغزارة التطريز بسبب توفر الوقت، ومن ميزات الثوب الفلسطيني في بعض المناطق الفلسطيني نذكر:

الثوب المجدلاوي: وهو من أشهر الأثواب الفلسطينية ويتم تصنيعه بأيدي أبناء المجدل الذين حافظوا على صناعة الغزل والنسيج خاصة بعد هجرتهم وعيشهم في قطاع غزة وغيرها من الدول المجاروة.


الثوب المقلم: يصنع من قماش الحرير المخطط بأشرطة طولية من نفس النسيج وتشتهر مناطق جنين والطيرة والطيبة بهذا الثوب.


الثوب السبعاوي: يخص منطقة بئر السبع وأثواب هذه المنطقة من الأثواب التي تمتاز بدقة تصميمها وزخرفتها.


الثوب التلحمي (ثوب الملكة): ثوب عريق قديم كان خاصاً بملكات فلسطين في القديم وتشتهر به منطقة بيت لحم.

الثوب الإخضاري: مصنوع من الحرير الأسود وزخارفه متعددة مستمدة من البيئة الفلسطينية في فصل الربيع، وتشتهر به قرى الخليل.


ثوب الجلاية: ثوب منتشر في معظم مناطق فلسطين وخاصة الخليل وقطاع غزه وبثر السبع.


ثوب سلمة (قضاء يافا): ثوب مطرز بكثافة عند الردف والبنادق والأكمام، وتكون القبة مربعة الشكل، ويستعمل اللون الليلكي والأخضر مع الأحمر ليصبح أكثر اتقاناً، ويلبس معه شداد على الخصر.


ثوب بئر السبع: لونه أحمر ومزخرف بألوان زاهية، وهذا الثوب غني بالتطريز على الردف والجوانب (البنادق) والخلف. وعلى الأكتاف وخلف الرقبة قماش من الصايا (نسيج تراثي يمتاز بنقوش فنية زاهية).

ثوب قضاء بئر السبع: معظم هذا الثوب مغطى بالتطريز وبألوان زاهية مع مناجل على الجوانب. استعملت الصايا على الأكتاف ويلبس معه شداد من الصايا.

ثوب قضاء غزة: التطريز يختلف قليلاً عن باقي الأثواب والقبة مثلثة الشكل، ولا يلبس معه شداد.


وفوق الثوب ترتدي المرأة الفلسطينية نوعاً من المعاطف يمكن حصرها فيما يلي:  

الصدرية، أو التقصيرة، أو القفطان، أو الصرطلية، أو الصلصة، وجميعها مختلفة الأنواع والألوان. وتضع المرأة على رأسها الحطة، أو المنديل المطرّز، أو الطرحة. 

 
تصوير: أسامة السلوادي


كتاب يوثق بصرياً أزياء فلسطين التاريخية..

 

كَتب الكثير من المسافرين إلى فلسطين خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين عن الأزياء التقليدية الفلسطينية وخاصة الثوب «الدجني» الدارج في منطقة بيت دجن القريبة من نابلس، ويظن الناس خطأ أنّه خاص بأهالي بيت دجن وهو في الحقيقة كان لباس الكهنة الموجودين في المعابد زمن الكنعانيين الذين كانوا يعبدون الإله «داجن»، ويلاحظ أنّ زي بابا الفاتيكان مقتبس من هذا الثوب شكلاً ولوناً.


أما ثوب القدس، فإنّه أكثر ثوب يمتاز بوجود أثر لكل العصور التي مرت على القدس، فعلى الصدر توجد قبة ملكات الكنعانيين، وعلى الجوانب تظهر طريقة التصليب منذ أيام الحكم الصليبي، كما يظهر الهلال والآيات القرآنية كدليل على عودة القدس للحكم العربي الإسلامي. وبشكل عام، فإن آثار النكبة تظهر على الثوب الفلسطيني، إذ يظهر الحزن والحنين من خلال الألوان، من خلال اختفاء الألوان الزاهية.

وفي كتابه الجديد «ملكات الحرير»، الصادر عام 2012 في مدينة رام الله، يعرض المصور الصحفي أسامة السلوادي، مجموعة كبيرة من الصور الحديثة للأثواب الفلسطينية التي كانت تتميز بها كل منطقة وبلدة وقرية ومدينة في أرض فلسطين التاريخية.

ضم الكتاب الواقع في (207 صفحات، من القطع الكبير) صور لـ 26 شابة وسيدة قمنّ بارتداء مجموعة واسعة من الأثواب الفلسطينية المطرزة، التي يعود بعضها إلى أكثر من 120 عاماً. 

يقول السلوادي، أنّه عثر على هذه المجموعة الواسعة من الأثواب من أناس لديهم مجموعات خاصة منها، التي تعكس ألوانها وشكل التطريز عليها المنطقة التي ينتمي إليها من الجليل إلى غزة.

وتأتي تسمية الكتاب بـ«ملكات الحرير» من أثواب ”ملكات الكنعانيين“ كما يوضح السلوادي، مضيفاً: "وجدت من خلال دراستي أنّ الرسومات والتطريز على ثوب مناطق الجنوب هي نفس النقوش التي طرزت بها ملابس «ملكات الكنعانيين»، وكذلك لاحتواء الأثواب على خيوط الحرير“.

أما مضمون الكتاب، فيركز بشكل إبداعي على الزي الفلسطيني، وما يمثله باعتباره جزءاً هاماً من التراث والثقافة الوطنية، والذاكرة الشعبية للأزياء التراثية الآخذة بالاندثار، ويحتوي على شرح مفصل (باللغتين العربية والانجليزية) عن طبيعة القماش والرسومات المستخدمة والمناسبات التي كانت تختلف فيها طبيعة النقوش المطرزة على الثوب بحسب المنطقة التي يرتدى فيها. 

ووفقاً لما ورد في مقدمة صاحب العمل، فقد تم تصوير أزياء تلبسها نساء وفتيات فلسطينيات في بيئة فلسطينية تظهر أيضاً جمال الإنسان الفلسطيني وجمال الطبيعة بدءاً من مدن قرى الجليل الأعلى المحتل وحتى بئر السبع، مروراً بالقدس، ونابلس، ورام الله، وحيفا، وغزة، وغيرها من المدن والقرى والمناطق الفلسطينية.


وقد ضم الكتاب مقالين، الأول للدكتور شريف كناعنة، المتخصص بالتراث الفلسطيني، قدم فيه شرحاً عن الملابس الشعبية ودلالاتها، وحمل المقال الثاني، للدكتورة هنيدة غانم، الباحثة في مجال علم الاجتماع، عنوان «نساء يحيكن بالحرير» ومما جاء في هذا المقال، قولها: "هل نكشف سراً عندما نقول إنّ الثوب الفلسطيني يكشف عن كل ما نريد أن «نخفيه» بلغة مشفرة، ويخفي ما نريد أن نغيبه ونتناساه بذكاء وحكمة، والأهم أنّه يرسم حدود الجسد وفقاً لخريطة القيم التي تحكم علاقة المجتمع بالمرأة/الأنثى. فالتطريز يزين منطقة الصدر والأكمام والسيقان بألوان زاهية متمايزة، ويخصها ويميزها بذلك لأنّها مكامن الأنوثة وخريطة جسد متخيل يُحتفى به وبجماله، وهو يفعل ذلك من غير فجاجة وابتذال. لكن أيضاً من غير خجل مصطنع وشكلي. إنّ الثوب الفلسطيني المطرز الذي اعتادت جداتنا على التباهي به هو نقيض الثوب الحديث التقليدي الذي يغلب عليه لون واحد هو السواد أو الكحلي الغامق، الذي أخذ يحل محل الأول تدريجياً حتى استبدله".

تصوير: أسامة السلوادي
 

فن التطريز.. حرفة تتوارثها الأجيال

 

يعدّ فن التطريز من الفنون الشعبية الفلسطينية التي مارسها الإنسان الفلسطيني في المراحل المختلفة، وتوارثته الأجيال، ليتحول عبر التاريخ إلى حرفة، تطورت لتصبح مورد رزق لفئة كبيرة من النساء في فلسطين حيث توفرت فيها خصائص تتلاءم مع البيئة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الفلسطيني، ومع الوقت تكرست مجموعة من وحدات التطريز التي شكلت في الغالب حديقة من الورود والأزهار والطيور منثورة على قبة الثوب والقماش.


وبمرور الزمن تنوعت وحدات التطريز من حيث الشكل والخيوط، وهي بجملتها آية في الجمال، وتدل على حضارة عريقة تمتد حتى زمن الكنعانيين، فقد أظهرت الحفريات الأثرية في فلسطين بأن النسيج كان معروفاً لديهم منذ القرن الرابع قبل الميلاد، وعند وصول الحضارة العربية إلى هذه المنطقة كان فن النسيج قد بلغ مستوى رفيعاً.

وابتداءً من العصور الوسطى عرفت في فلسطين مراكز لحياكة السجاد كصفد، الناصرة، المجدل، نابلس، أبو ديس، الجليل، وغزة، ففي هذه المدن حاك النساجون أجمل أنواع السجاد والألبسة والبرادع وأكياس استخدمت لبذر الحبوب (خرج) واللوازم البيتيه وغيرها.

ومن المعلومات التي أفاد بها الرحالة الأوروبيون والعرب في القرن التاسع عشر أنّ صناعة النسيج وخياطة الملابس كانت إحدى المهن الرئيسة للسكان العرب الفلسطينيين. ففي هذه المرحلة أنتجت المصانع الصغيرة أنواعاً مختلفة من الأنسجة والملابس. كان في الناصرة وحدها 300 نول حياكة، وفي المجدل 500 نول، وهكذا مع نهاية القرن التاسع وبداية القرن العشرين كانت كل عائلة في هذه المدن تمتلك نولها الخاص بها للحياكة.
ومن الأنسجة المعروفة، نذكر: ”الرهباني“ وهو نسيج بسيط وخشن من ألياف القطن السميكة مصبوغة بالنيلة والجوز الصيني ألوانه الأزرق الغامق والأسود.

أما ”المبروم“ فهو نسيج من نوع آخر من القطن متوسط السماكة يُقصر ليصبح ناصع البياض. في حين أنّ ”لب المبروم“ ذو الخيوط القطنية الرفيعة فيبقى عليه لونه الطبيعي أو يصبغ بالأسود .


كما نسج الفلسطينيون ”الكرمسوت“ بخطوط حمراء تميل إلى البني وهو حرير ممزوج بالقطن، كما نسجوا ”الحيدري المبرسن“ بلونه الأزرق مقطوعاً بخطوط من اللون الأحمر المتدرج.

وهناك أسماء متعددة للأنسجة الفلسطينية فـ ”التوبيت“ هو الأطلس الأسود من القطن، أما ”الهرمز“ فهو الحرير الأملس المخطط بألوان متعددة، و“الروزه“ بلونه البني الفاتح جداً، ومن هذه الأقمشة المتعددة الألوان خاط الفلسطينيون ملابسهم الجميلة الزاهية وصنعوا حاجياتهم المنزلية.


 
تصوير: أسامة السلوادي
 
تصوير: أسامة السلوادي
 
تصوير: أسامة السلوادي