صدور «أزمنة مثيرة- وقائع من سجلات القنصلية البريطانية في بيت المقدس (1956-1853)»

2017-11-17 11:00:00

صدور «أزمنة مثيرة- وقائع من سجلات القنصلية البريطانية في بيت المقدس (1956-1853)»
صدر قبل أيام، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت/ عمّان، كتاب القنصل البريطاني في بيت المقدس "جيمس فن" الذي أمضى فترة من حياته في فلسطين، بعنوان «أزمنة مثيرة- وقائع من سجلات القنصلية البريطانية في بيت المقدس (1853-1956)»، بترجمة الكاتب والمترجم الفلسطيني جمال أبوغيدا، الذي سبق له أن ترجم كتاباً للمؤلفة البريطانية "ماري إليزا روجرز" عنوانه «الحياة في بيوت فلسطين»، الصادر في العام 2013 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وهو إلى جانب ذلك روائي صدر له رواية «خابية الحنين» (2016).
كتب مقدمة -المجلد-، الذي جاء في 1048 صفحة من القطع الكبير، المؤرخ والباحث الأكاديمي الفلسطيني الدكتور جوني منصور (من حيفا)؛ الذي بين في البدء أن هذا الكتاب، الذي أشار مترجمه أنه جاء في (300,000 كلمة) ، وأخذ منه حوالي 650 ساعة كتابة حسب عداد تطبيق وورد طوال سنة كاملة، "صدر في لندن في العام 1878 في جزأين تألفا من 975 صفحة، فيه وصف لفلسطين في فترة دقيقة وحساسة للغاية كانت تمرّ بها منطقة الشرق الأوسط عموماً والدولة العثمانية خصوصاً، ألا وهي أزمة حرب القرم (1853 - 1856)، وهي تمثل في واقع الأمر (أزمنة مثيرة) أو (أزمنة عاصفة). لكنه لم يحصر نصوصه في هذه الفترة فقط، بل تطرق إلى ما سبقها وما تبعها لاحقاً.

ورأى د. جوني منصور أن الكتاب هو عبارة عن عملية توثيق لتدخل لا متناه تقريباً للقنصل البريطاني "جيمس فن" في الشؤون الداخلية للدولة العثمانية، سواء في سنجق القدس أو خارجه، وكأن هذه المنطقة خاضعة لنفوذه القانوني. ولم يردعه أي تأنيب ضمير بالنسبة لنشاطه هذا؛ حيث إن ضميره وإيمانه ومعرفته الملتصقة بمهمته السياسية سهلت عليه مهامه الدينية أيضاً، والتي لم يبتعد عنها. وبموجب فهمه وإدراكه للأمور أراد تعزيز قوة العثمانيين حلفاء بريطانيا في حرب القرم لمواجهة المخطط الروسي الداعي إلى تصفية "الرجل المريض".
وبين د. منصور، أن المؤلف "جيمس فن" يتطرق في كتابه بشكل تفصيلي على حالة النشاط الاستيطاني اليهودي بفلسطين، واصفاً حالة الفقر والقلة التي عاشتها شرائح يهودية في القدس خصوصاً.
وبين المؤرخ الفلسطيني أن المؤلف البريطاني يصف زيارة الثري اليهودي البريطاني "موشي مونتفيوري" للقدس وبناءه حياً لليهود وطاحونة هواء ليستفيدوا منها في طحن حبوبهم، ومواقف القيادات الدينية اليهودية التقليدية المشككة بمشروع مونتفيوري.
كما أشار د. جوني منصور، المحاضر في قسم التاريخ بالكلّيّة الأكاديميّة "بيت بيرل"، إلى الدور الذي لعبته وقامت به القنصلية البريطانية في القدس لصالح اليهود.

وبين كذلك حاجة اليهود إلى حماية لهم من قبل دولته التي يمثلها دبلوماسياً، وهو بهذا يعكس اهتمامه الشخصي واهتمام دولته بهذه الشريحة السكانية لتثبيت توجهات بريطانيا المستقبلية نحو الاستعمار الفعلي في المنطقة. وأيضاً ليستفيد من نظام الامتيازات الذي اتبعته الدولة العثمانية مع الدول العظمى، وبضغط من هذه الدول لحماية مصالحها الخاصة سواء في أراضي الدولة العثمانية أو من خلالها.
ومن جانب آخر، يُقدّم لنا الكتاب وصفاً عن الفلاحين والظلم الذي لحق بهم من قبل زعماء العشائر والأفندية والأعيان والآغوات المُعينين أو المرضي عنهم من قبل الدولة العثمانية لخدمة مصالح هذه الدولة.

وكانت "رمان" قد نشرت في 11 آب (أغسطس) الماضي مقابلة مع الروائي والمترجم جمال أبو غيدا.
كما نشرنا مقدمة الكتاب التي حررها المؤرخ الحيفاوي الدكتور جوني منصور: