"لم نعد نؤمن بأن للبرتقالة شقّين، نحن جناحا الوطن"... نادي حيفا الثقافي

2018-09-20 11:00:00

الشاعر الراحل أحمد دحبور، ابن مدينة حيفا. من صفحة النادي على الفيسبوك.

لقد أصبح هذا المنبر صَرْحًا أدبيًا راقيًا حاضنًا لكُتّابنا، أدباءنا، شعرائنا ومُبدعينا، وكذلك لناشرينا، بدون رقابة أو تمييز رغم محاولات البعض التطاول على هذا المشروع الهام، ورغم محاولات عرقلته، ويفتخرُ أعضاؤه أنهم أصبحوا قُدوةً في حيفا وخارجها .

كثيراً ما تكون الكتب بوابات بعث حضاري، وتكون الأفكار التي تحركها الكتب موجات وتحركات ثقافية أو سياسية تنعكس على الواقع المعاش ثقافياً أو فكرياً. في نادي حيفا الثقافي القابع في حضرة حيفا العظيمة وأنفاس الكبار في الثقافة والأدب والثقافة من السابقين والأولين واللاحقين، وعلى خلفية قراءة كتاب "من مروج الجليل – مذكرات طبيب من الناصرة" للدكتور الياس سليم سروجي، الذي يتحدث فيه عن الدورِ الثقافي للمجلسِ المحلّي الأرثوذكسي في عهد الانتداب لفلسطين، التقى المحامي حسن عبادي مع زميله ظافر والمحامي الحيفاويّ فؤاد نقارة في باحةِ مسجدِ الجرينِةِ الحيفاويّ.

شارك الثلاثة في جنازةِ المرحومةِ سَروينازْ ايراني/ دقة بتاريخ ٣٠/١١/٢٠١١١، حدّث حسن عبادي الرفاق عن الكتابِ وسألتُه مستفِزًّا: "وينكمْ" فلم يكذّبْ الرفاق خبرًا وبادروا لدعوةٍ تشاوريّةٍ كان من ثمرتها تأسيسُ نادي حيفا الثقافي في الحادي عشر من شهر شباط عام ٢٠١٢.

التقيت أنا (إياد شماسنة) بالمحامي فؤاد نقارة الذي يذكر اسمه الراحل "حنا نقارة" الذي يحمل شارع في رام الله اسمه بافتخار، في ملتقى دار فضاءات الابداعي في عمان عام ٢٠١٧، كنت مشاركا بتوقيع واطلاق روايتي" الرقص الوثني" وكانت مع نقاره زوجته ونخبة من المثقفين ورفقة الروائي حسين ياسين لاطلاق رواية "علي" التي تم ترشيحها للبوكر العربية من قبل دار الرعاة في رام الله، وبذلك بدأت معرفتي ومتابعتي لأنشطة نادي حيفا، إلى تمت دعوتي لاطلاق وتوقيع ومناقشة روايتي ”امرأة اسمها العاصمة“ ورواية ”الرقص الوثني“ في آخر يوم من شهر آب من هذا العام.

حتى هذا اليوم؛ يناقش نادي حيفا كتاباً في الشهر وقد أنجز حتى اليوم ٥٩ كتابًا، والكتاب المرقم  بالستّين سيكون "نساء، ولكن" للروائيّة نور عبد المجيد.

تطوّرت فكرة النادي، فاهتم الأعضاء لاحقاً بعقدِ أمسياتٍ ثقافيّة لإشهارِ كتابٍ بحضورِ الكاتبِ، وعلى ذلك تم انجاز عشراتِ الأمسياتِ المميزة لتضيء شمس الثقافة من جديد في حيفا كما كانت في عهد الإنتداب.

أقيمت أمسياتِ تكريمِ أديبٍ أو شخصيّةٍ وطنيّةٍ ثقافيّة للأحياء ومنهم حنّا أبو حنا، د. منير توما، سعاد قرمان، د. أسعد الأسعد، ليانا بدر، كمال حسين إغباريّة، د. نزيه قسيس، د. المتوكّل طه وأحمد دحبور قُبيل وفاته وغيرهم، ليقتبس كل منهم قبس حب ويشعل ضوءاً في منارة حيفا.

بعد ذلك تم إحياء مِنبر  الشعرِ وهو نوع من الأمسيات العُكاظيّة الحيفاوية لتكونَ منصّةً تقام كلّ ثلاثة شهور بمشاركة أربعة شعراء، ويوم الخميس ٢/٨/٢٠١٨ كانت الأمسية العكاظيّة الخامسة عشرة.

لقد أفسح النادي المجال لعشرات الرسّامين والفنّانين التشكيليّين بعشرات المعارض ومنهم ظافر شوربجي، جميل عمريّة، سمر بدران، نجية ياسين، صالح عليصات، نبهان زهران، د. يوسف عراقي، ناجي العلي وتوفيق عبد العال وغيرهم. بالإضافة إلى فنّانين ومغنيين ومنهم ألبير مرعب، أمل مرقص، لبيب بدارنة، نبيل عازر، فرقة بيت الموسيقى الشفاعمريّة، جوقة الكروان، نزار الشايب، عنان زريق، نزار بغدادي، الياس عطاالله، سامر علو، أمين ناطور ورمسيس قسيس وغيرهم.

يرافق الأمسيات عرض شريط "لمسة وفاء" لمراحيمنا ومنهم غسان كنفاني، ناجي العلي، شكيب جهشان، توفيق زيّاد، محمود درويش، سميح القاسم، عبد الرحيم محمود وغيرهم.

بادر أعضاء النادي في السنوات الأخيرة بتكثيف حضور إخوتهم من شتى أرجاء الوطن والشتات، يقول عبادي "لم نعد نؤمن بأن للبرتقالة شقّين، نحن جناحا الوطن"، فكانت أمسيات لأحمد دحبور، سامح خضر، روز شوملي، يحيى يخلف، عائشة عودة وباسم الخندقجي، محمود شقير، جميل السلحوت، سمير الجندي، نادية حرحش، محمد قراعين، عاطف أبو سيف، أنور حامد، سميح مسعود، د. عبد العزيز اللبدي، عادل سالم والدكتور يوسف عراقي وغيرهم كثر.

وفي سياق النشر والتوزيع من أجل إشهار إصداراتهم، تم التواصل والتعاقد مع عدد من دور النشر، ومنها: دار فضاءات، دار الرعاة، دار الشروق ودار الجندي، فكانت أمسيات مع إصدارات  قاسم توفيق، جهاد أبو حشيش، زياد محافظة وبثينة العيسى.

توثّق أمسيات نادي حيفا الثقافي بالصوت والصورة، وتنشر على صفحة النادي الفيسبوكية المفتوحة للجميع، وتنشر خبرًا عن كلّ أمسية في عشرات المواقع الإلكترونيّة والصحافة المكتوبة، وكذلك نقوم بتعميم المداخلات على المواقع.

لقد أصبح هذا المنبر صَرْحًا أدبيًا راقيًا حاضنًا لكُتّابنا، أدباءنا، شعرائنا ومُبدعينا، وكذلك لناشرينا، بدون رقابة أو تمييز رغم محاولات البعض التطاول على هذا المشروع الهام، ورغم محاولات عرقلته، ويفتخرُ أعضاؤه أنهم أصبحوا قُدوةً في حيفا وخارجها .

من الجدير بالذكر أن كلّ النشاطات بمجهود شخصيّ، تطوّعيّة ودون ميزانيّات من أيّة جهة كانت! وجميع نشاطات النادي تتم برعاية المجلس الملّي الأرثوذكسي الوطني في حيفا.