يُذكر أن قلنديا الدولي انطلق في العام 2012 كمحفل ملهم للفنون المعاصرة، وينظم كل عامين عبر الجغرافيا الفلسطينية المفتتة ساعيًا إلى الربط ما بينها وتعزيز دور الثقافة في فلسطين، وترسيخ مكانة فلسطين الثقافية في العالم. ويعمل القائمون على قلنديا الدولي،
أعلنت اللجنة المنظمة لقلنديا الدولي اختتام نسخته الرابعة في فلسطين وحول العالم التي ناقشت ثيمة "التضامن"، حيث امتدت الفعاليات من (3 – 30 تشرين الأول) بافتتاح 10 معارض فنية وأكثر من 70 فعالية بتنظيم 9مؤسسات ثقافية و27 شريك في الفعاليات المصاحبة، وأكثر من 100 فنان محلي ودولي.
شمل برنامج "قلنديا الدولي" افتتاح معارض فنية في القدس ورام الله وبيرزيت وحيفا ومجدل شمس وغزة والتي تمتد بعضها حتى شهر تشرين الثاني، إضافة إلى تنظيم سلسلة "لقاءات قلنديا" التي ناقشت ثيمة التضامن بالعلاقة مع فلسطين والمشهد الثقافي. كما نُظمت أكثر من ٧٠ فعالية تنوعت بين العروض الأدائية والندوات والحوارات والجولات الميدانية، وعروض الأفلام في فلسطين وخارجها.
وشهدت فعاليات "قلنديا الدولي" هذا العام إقبالًا جماهيريًا واسعاً في المناطق المختلفة، فاستكشف معرض "فاصلة" الذي نظمه حوش الفن الفلسطيني معاني التضامن وعلاقته بالحاضر الفلسطيني، كما أطلقت مؤسسة المعمل للفن المعاصر معرض "على أبواب الجنة التاسع: القدس واقع واحتمالات" الذي بحث في المجموعات، والأرشيفات، والمؤسسات الموجودة في المدينة متسائلًا حول مكانية، وكيفية، وزمانية القدس.
أما في غزة، فقدّمت مجموعتا التقاء وشبابيك معرض "بين الجميع قربت آمادا"، الذي ركز على مفهوم التضامن في سياق الوضع الراهن في غزة. ونظّمت مؤسسة عبد المحسن القطان بالتعاون مع متحف جامعة بيرزيت معرض "مدينة اللد: الحديقة المغيبة" الذي قدم دراسة حول ممارسات التطهير العرقي الذي تعرضت له المدينة وعزلها عن محيطها بشكلٍ تعسّفي، وسياسات التخطيط العرقي المنهجية لصالح المهاجرين اليهود. وأطلق المتحف الفلسطيني كتاب "غزْل العروق: عين جديدة على التطريز الفلسطيني" الذي يستكشف التطريز الفلسطيني مُركزًا على أوجه التضامن التي تتكشف في الممارسات التاريخية للتطريز الفلسطيني وفي تحوله إلى رمز وطني.
وتفحّص معرض "دَين" الذي نظمه مركز خليل السكاكيني الثقافي الكيفية التي غیّرت فهمنا لدور التضامن في الممارسات الفنیة والثقافیة من خلال النظر في ممارسات فنية موجودة وإعادة النظر في طرق العمل معًا. ومن خلال سلسلة من الحوارات والسرحات والتدخلات بعنوان "عونة: تجميع، تبادل، وتعاضد"، قام رواق بمعالجة ومحاولة إلقاء الضوء على البيئة المبنية كوسيلة من وسائل العمل الجماعي ووسطًا للتفكير في مفاهيم مثل الاستقلال والمجتمع. واستكشف الفنانون في معرض "حراك دائم" الذي نظمته بلدية رام الله "السؤال الاجتماعي" بشكل تفاعلي مع مفهوم "التضامن" لا سيما بالانفتاح على التجارب العالميَّة وخلق تجارب محلية معاصرة.
وشمل قلنديا الدولي للمرة الأولى هذا العام برنامج زخم من الفعاليات المصاحبة، ففي رام الله شمل البرنامج ثلاثة معارض هي: المعرض البحثي "الدعاية يا حبي: فلسطين في منشورات هنغاريا الاشتراكية" للقيمة إستر ساكس، ومعرض "الخط الرابع" لمجموعة فنانين من الجولان السوري المحتل، ومعرض 100 عام لجاك برسكيان؛ وفي حيفا المعرض الجماعي "كل ما يعلو لا بد أن يلتقي" والعرض الأدائي " في الطريق...'بدون... وورد'... ثلاث حكايات"، وفي القدس تم عرض مسرحية "برتقال وحجارة" لفرقة مسرح عشتار؛ وفي بيت لحم تم تنظيم فعالية "البيت" في دار يوسف نصري جاسر للفن والبحث.
أما البرنامج التضامني من حول العالم فقد شمل افتتاح العمل التركيبي "إنسمبلز" للفنان يان لاميتز، وتنظيم مجموعة من العروض المسرحية بالتعاون مع مسرح فوروم فريرز في ألمانيا. وفي الولايات المتحدة، تم افتتاح مجموعة من الجداريات التضامنية مع فلسطين في أوكلاند وسان فرانسيسكو، وتنظيم العرض الأدائي "دم للبيع" للفنان خالد جرار، كما نظمت الجلسة الحوارية "التضامن الأسود الفلسطيني: 1968/ 2018" في جامعة كولومبيا. وفي المملكة المتحدة تم تنظيم سلسلة من جلسات الاستماع لمشروع راديو أيرث هولد، وافتتاح عرض "ماذا نفعل فيما تبقى" بتنظيم من ويلز-فلسطين للتبادل الإبداعي. أما في جنوب أفريقيا فقد تم تقديم العرض الأدائي "أداء التضامن والتعاطف" في متحف فلسطين هناك، وفي قطر نُظم مهرجان سينما فلسطين الدوحة بالشراكة مع قلنديا الدولي.
يُذكر أن قلنديا الدولي انطلق في العام 2012 كمحفل ملهم للفنون المعاصرة، وينظم كل عامين عبر الجغرافيا الفلسطينية المفتتة ساعيًا إلى الربط ما بينها وتعزيز دور الثقافة في فلسطين، وترسيخ مكانة فلسطين الثقافية في العالم. ويعمل القائمون على قلنديا الدولي، الذي يجيء نتاجًا لشراكة عريضة بين طيف واسع من المؤسسات العاملة في حقليّ الفن والثقافة، على تضافر جهودهم ومواردهم وخبراتهم من أجل تنظيم هذا الحدث الدولي، في محاولة للتغلب على كثير مما يفرضه الواقع من تحديات وصعوبات.