​​​​​​​"لكي نفهم المهبل جيداً علينا أن ندرك أنه لا يرتبط مع مخ الأنثى فقط بل بشكل أساسي مع روحها أيضاً."

سيكولوجيا التوتر والنشوة والإبداع (ترجمة)

2019-04-25 14:00:00

سيكولوجيا التوتر والنشوة والإبداع (ترجمة)
101 VAGINA

ولنبسط الموضوع بهذه الطريقة، وبهذا الدليل الهام ينبغي لنا أن نفهم أن الاغتصاب والاعتداء الجنسي وما يصاحب ذلك من صدمة، ليس فقط مجرد شكل من أشكال الجنس القسري، بل يجب فهمه أيضاً على أنه شكل من أشكال الجروح للدماغ والجسم وحتى كنوع من أنواع الإخصاء.

المقال لماريا بوبوفا، منشورة بالإنكليزية في "براين بيكينغز"

"كلما اقتربنا من تحليل ما نطلق عليه "جذاب" أصبح فهمنا واضحاً أن الإثارة الجنسية هي الشعور بالحماس الذي نختبره عندما نجد شخصاً آخر يشاركنا قيمنا وإحساسنا بمعنى هذا الوجود"، يقول هذا الكاتب إلين دي بوتون في كتابه "تأملات في الجنس"، ولكن في محاولته لمواجهة الاختزال الذي يصور النشاط الجنسي البشري باعتباره مجرد ظاهرة فسيولوجية مدفوعة ببطء ببيولوجيتنا التطورية، فإن دي بوتون يجادل بشكل كبير عن طريق المضي في الاتجاه المعاكس، وإلغاء التفاعل المعقد بين الدماغ والبيولوجيا، وعلم النفس وعلم وظائف الأعضاء، الذي يدفع التجربة الجنسية البشرية.

وهذا بالضبط ما درسته نعومي وولف، مؤلفة كتاب "أسطورة الجمال" عام 1991، والتي تناقش في كتابها "المهبل: تفسير جديد" الاكتشافات الرائعة للعلم وراء سوء فهم العلاقة بين الجسد والدماغ والدماغ والأعضاء التناسلية والوعي والجنس، وبين الشعري والعلمي، والذي يتوضح هو مدى تأثير التجربة الجسدية للمرأة على كل جانب من جوانب الحياة تقريباً، على التوتر والإبداع ومروراً بالآلية المعقدة التي تربط بين الوجود والبيولوجيا.

تكتب ولف:

"إن المتعة الجنسية للأنثى والتي لكي تُفهم بشكل صحيح يجب أن نفهم أنها لا تتعلق بالجنس ولا بالمتعة فقط، بل تفيد أيضا في معرفة الأنثى لنفسها وآمالها بإبداعها وشجاعتها، تركيزها وروح مبادرتها، سعادتها وتفوقها، وفي موقع متوسط من الإدراك يشبه إلى حد كبير إحساس الحرية، ولكي نفهم المهبل جيداً علينا أن ندرك أنه لا يرتبط مع مخ الأنثى فقط بل بشكل أساسي مع روحها أيضاً".

[…]

وعندما نفهم ماذا تؤكد لنا المختبرات والعيادات المتطورة في أنحاء العالم -بأن مهبل المرأة ودماغها عبارة عن شبكة واحدة و"نظام واحد كامل"، وأن المهبل يتوسط علاقة الأنثى بثقتها بنفسها وتفوقها- والأجوبة على تلك الألغاز التي تبدو غامضة تقع في فهم هذه الصلة.

الركن الأساسي في هذه التوسط هو العصب الحوضي للأنثى -نوع من المعلومات السريعة التي تتفرع من قاعدة الحبل الشوكي إلى عنق الرحم، وتربطه بالدماغ وبالتالي تتحكم في الكثير من الاستجابة الجنسية- لكن هذا الطريق العصبي يشبه متاهة معقدة، الهندسة المعمارية التي تختلف اختلافا كبيرا من امرأة إلى أخرى، فريد من نوعه تماما لكل واحدة منهن.

ويساعد هذا التنوع في أسلاك الشبكة العصبية الأنثوية شديدة التعقيد في الحوض على تفسير سبب وجود محفزات مختلقة للنشوة الجنسية لدى النساء. (على النقيض من ذلك، فإن الشبكة العصبية الذكرية للحوض أبسط بكثير، وتتألف من مسارات عصبية منتظمة نسبياً ومرتبة بدقة في دائرة تحيط بالقضيب تشكل المتعة)، وتشير ولف أن هذه الحقيقة البيولوجية تتصادم بشكل مثير للجدل مع الأوهام الثقافية المسيطرة لكيفية تنفيذ الجماع الجنسي:

النموذج الإباحي للجماع -حتى النموذج التقليدي يكون سريعاً وموجهاً نحو الأهداف، ويركز على تحفيز ربما منطقة أو منطقتين من جسم المرأة- لن يقدم شيئاً للعديد من النساء، على الأقل ليس بطريقة عميقة، لأنه ينطوي على جزء سطحي من إمكانيات استجابة النظام الجنسي العصبي للمرأة.

العنصر الرئيسي الآخر للتجربة الجنسية هو الجهاز العصبي اللاإرادي (ANS)، وهو محرك الإثارة، التي تتحكم في جميع تقلصات العضلات الملساء وتؤثر على استجابة الجسم خارج السيطرة الواعية. ويشمل كلاً من الانقسامات الودية وغير الودية، ويضمن أنها تعمل في انسجام تام. لأن الإثارة تسبق النشوة الجنسية، يحتاج الجهاز العصبي اللاإرادي أولاً إلى القيام بعمله الخاص قبل أن تتمكن الشبكة العصبية المعقدة في الحوض من العمل بسحرها. تقول ولف:

بالنسبة للمرأة التجاوب الجنسي يتضمن الدخول في مرحلة مختلفة من الوعي... تكون المتعة عند المرأة بيولوجيا مختلفة عما يفهمه البعض، وتعتمد بشكل أساسي على النظام الحساس والسحري الذي يهدأ ببطء ويحبط بسهولة.

تذكرنا ولف بأنه ليس من الغريب أن تستجيب المرأة سيكلوجياً للاغتصاب، بالرغم من الألم الجسدي الهائل والتوتر الناجم من هذه الاعتداءات، ولكن هذه الاستجابة ليست نفسها أثناء النشوة متكاملة الأبعاد والتي تحدث عندما يعمل العقل والجسم في تناغم، وينطبق هذا على المواقف الجنسية غير العنيفة كالاغتصاب ولكنها تهاجم الجهاز العصبي اللاإرادي (ANS) بطريقة أو بأخرى:

إذا تم تجاهل ردة فعل الجهاز العصبي اللاإرادي، فيمكن أن تمارس المرأة الجنس وتصل للنشوة، لكن ليس بالضرورة أن تشعر بالراحة أو الاكتفاء أو التواصل أو أن تقع في الحب، وذلك لأن جزءاً بسيطاً من قدرتها على الاستجابة تتم الممارسة معه .

على الرغم من أن الجهاز العصبي اللاإرادي مهم للغاية إلا أنه ليس مفهوماً بشكل جيد، وإن أكثر ما هو ملفت فيه أنه يتأثر تأثراً عميقاً بالمشهد العقلي، ويقود الترابط الثابت بين الدماغ والمهبل، فهو يعمل كمترجم بين النفسي والجسدي، ويكون عرضة لما يسميه علماء النفس"التوتر السيء"( على النقيض منه "التوتر الجيد" تختبره النساء في السيناريوهات الجنسية المثيرة أو الخطيرة التي يتعرضن لها عندما تكون السيطرة ممتعة ومقنعة)، أما "التوتر السيء" فينبع من الافتقار المتصور للسلامة، ووجود الأمان ضروري للغاية لإقحام المخ الأنثوي في نوع من النشوة الجنسية "العالية" التي لا يمكن تحقيقها إلا في هذه تشرح ولف:

هذه العلاقة البيولوجية التطورية للنساء لانجذاب محتمل بناءً على الأمان العاطفي لديها تأثيرات لا يمكن المغالاة فيها، لكن نختصرها بأن الاسترخاء يسمح بحدوث النشوة.

كما أن التقدير والاسترخاء يمكن أن يزيد من الاستجابة الجنسية للإناث، فإن "التوتر السيء" يمكن أن يتداخل بشكل كبير مع جميع العمليات الجنسية للمرأة.

[…]

أكد الباحثون أن "التوتر السيء" لديه التأثير ذاته على نشوة المرأة وعلى مهبلها نفسه، فعندما تحس المرأة بأنها مهددة وغير آمنة، يقوم الجهاز العصبي الودي ونظيره الجهاز العصبي اللاودي في الجهاز العصبي اللاإرادي بالركل، وهذه النظام ينظم آلية الدفاع "القتال أو الهروب" فيفرز الادرينالين والكاتيكولامينات في الدماغ، ويؤثر على أجهزة مثل الهضم ونعم بالطبع على الاستجابة الجنسية فيقفلها، فتضيق الدورة الدموية لأن القلب يحتاج إلى كل الدم المتاح لمساعدة الجسم على القتال أو الهروب، وتكون الرسالة للجسم: "أخرجني من هنا"، ونحن نعلم الآن البيئة المهددة -والتي يمكن أن تشمل تهديدات لفظية غير مباشرة عن المهبل أو حتى لغة مخادعة حول المهبل- وهذا يمكن أن يغلق الاستجابة الجنسية للمرأة.

هذه النظرية مفادها أن البيولوجيا تتطلب الوعي والعكس صحيح، وهي نظرية ليست جديدة، لكن ما أضافته ولف هو الإثبات على أن "التوتر السيء" خاصة الاغتصاب والصدمة الجنسية المبكرة، يكون لها آثار بيولوجية عميقة:  

هناك أدلة متزايدة  وإن كانت لا تزال أولية، على أن الاغتصاب والصدمات الجنسية المبكرة يمكنها "البقاء في الجسم" بالفعل - وحتى البقاء في المهبل- وتغير الجسد على المستوى البنيوي الأكثر حميمية. الشفاء ممكن، ولكن يجب أن يكون العلاج متخصصًا. يمكن للاغتصاب والاعتداء الجنسي المبكر أن يغيرا فعليًا عمل الجهاز العصبي الودي (SNS) وهو أمر بالغ الأهمية للإثارة الأنثوية؛ وإذا لم تكن مدعومة بالمعالجة الصحيحة، فيمكنها أن تغير الطريقة التي تتنفس بها المرأة بشكل دائم، ومعدل قلبها، وضغط دمها، وردة فعلها المفاجئ بطريقة لا تخضع لأي سيطرة واعية.

المثير للدهشة أن بعض الدراسات قد وجدت أن الجهاز العصبي الودي يرتبط بمجموعة متنوعة من المخاطر الصحية التي تبدو وكأنها غير مرتبطة بالصدمات الجنسية، ومنها الدوار ومشكلة في التوازن، ومشاكل في النظر، والاستجابة المرتفعة للجفلان، بعبارات أخرى إن الاعتداء الجنسي يغير الدماغ بطريقة تخرب أجهزة الجسم المتعددة وتضر بالاستجابة الصحية للتوتر، تلخص ولف هذا بطريقة مؤثرة:

ولنبسط الموضوع بهذه الطريقة، وبهذا الدليل الهام ينبغي لنا أن نفهم أن الاغتصاب والاعتداء الجنسي وما يصاحب ذلك من صدمة، ليس فقط مجرد شكل من أشكال الجنس القسري، بل يجب فهمه أيضاً على أنه شكل من أشكال الجروح للدماغ والجسم وحتى كنوع من أنواع الإخصاء.

من خلال إظهار مدى قوة العلاقة بين العقل والجسم، اكتشف الباحثون الكوريون أن التوتر والصدمات الجنسية يؤثر فعلاً على المستوى البيولوجي وحتى على عمل المهبل نفسه، فعند دراسة فئران الإناث وجدوا أن: "التوتر البدني المزمن يعدل "السلوك الجنسي" من خلال آلية يُعتقد أنها تنطوي على تغييرات معقدة في الهرمونات الجنسية وعمل الغدة الصماء والناقلات العصبية"، والأكثر من ذلك أنهم كانوا قادرين على تحديد الآلية البيولوجية الدقيقة المسئولة عن هذا التفاعل العميق:

من الواضح أن أكسيد النيتريك (NO) وأكسيد النيتريك سينيثاز (NOS) يلعبان دوراً مهماً في التورم المهبلي والبظري -يساعدان العضلات الملساء على الاسترخاء وانتفاخ الأنسجة المهبلية استعدادًا للإثارة والنشوة- وهذه المواد الكيميائية وتأثيرها يتم إحباطه عندما تصاب الأنثى بالتوتر السلبي.

ووجد الباحثون أن الفئران المجهدة كانت أقل تقبلاً وأكثر عدوانية لشركائها الذكور، مما أظهر عدوانا وسرعة غضب قابلين للقياس، ورفضوا في النهاية الجماع. اتضح أن الإجهاد قلل من قدرة الفئران على الوصول إلى الإثارة بسبب ضعف تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية، ويخلص هذا العلماء بالتالي:

في الدراسات النموذجية للحيوان، يزيد الإجهاد العقلي أو البدني من مستوى هرمون الكاتيكولامينات، مما يؤدي إلى تقلص الأوعية الدموية، مما يقلل بدوره من تدفق الدم ويؤدي إلى خلل جنسي... وبما أن التوتر يصاحب زيادة إنتاج الكاتيكولامينات في الدم... من المعقول أن نفترض أن تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية يقل خلال فترات التوتر... تم قياس النورإيبينيفرين كمؤشر غير مباشر لمستوى الكاتيكولامينات ووجد أنه زاد في عينة الفئران التي تعرضت للضغط وانخفض في عينة الشفاء. هذه النتيجة تدعم بشكل غير مباشر الاقتراح بأن التوتر يؤثر على تدفق الدم للأعضاء التناسلية للأنثى.

"والأكثر شؤماً من ذلك كله بأنه إذا استمرت مستويات التوتر هذه لفترة طويلة فبمرور الوقت ستؤثر التغيرات الفسيولوجية على الأنسجة المهبلية نفسها، في الواقع اختبر الباحثون تلك الأنسجة بعد موت الفئران ووجدوا "تغيرات قابلة للقياس بيولوجيا".

وبالطبع النساء لسن فئراناً لكن هذا يثبت أن للتوتر آثاراً عميقة، وتؤكد ولف بأنه إلى جانب إضعاف قدرة المرأة على الوصول إلى النشوة الجنسية، فإن "التوتر السلبي" يؤثر على القدرة الكلية للفرح والأمل والإبداع، وعلى عكس الفئران فالإنسان يمكن أن يتعرض إلى أنواع إساءة أخرى وليس جسدية فقط، وتستشهد ولف بالميل الثقافي السائد بالاستهزاء بالمهبل وبصاحبته، وهذا ترسخه اللغة العامية عن الأعضاء التناسلية للإناث فتكتب ولف:

لا ينبغي إهمال التلاعب بتوتر المرأة عن طريق استهداف المهبل، فهذا السلوك -السخرية من المهبل- يوضح الشعور الشهواني -هذه الأفعال غالباً ما تكون غير شخصية وتكتيكية- استراتيجيات لممارسة نوع من أنواع الضغط على المرأة والذي يكون غير مفهوم بشكل واعٍ لكن يمكن الإحساس به، وحتى يمكنه أن يحيى في الذاكرة الشعبية مما يسبب استجابة عصبية واسعة لـ "التوتر السلبي" يؤدي إلى إضعاف النساء.

وتستشهد ولف بأحد الأمثلة المقلقة بشكل خاص:

في عام 2010 تجمع طلاب جامعة يال في حدث "استرجع الليلة" حيث تجمعت زميلات لهم في مجموعة للاعتراض على الاعتداءات الجنسية، لكن زملائهم الذكور هتفوا :"لا تعني نعم ونعم تعني الشرجية"، قامت بعض الشابات كردة فعل برفع دعوى على الجامعة، بحجة تسامح الجامعة مع مثل هذا السلوك وذلك أوجد بيئة تعليمية غير متكافئة. أخلاقياً كنّ على حق ومن ناحية علم الأعصاب أيضاً، وغالباً أحسست الفتيات بالذعر والغثيان في مواجهة زملائهم الذكور، فبشكل ما تلقوا رسالة مفادها أنهم في مواجهة مغتصبين محتملين، مما يجعل مستحيلاً عليهم أن يتجاهلن التعليقات غير الناضجة، كما يطلب من النساء في العادة أن يفعلن، ويشعرن أن هناك خطر أكبر للاعتداء جنسي، وإذا تعرضن للتوتر بشكل دائم بهذه الطريقة، سوف يخفض ذلك قدرة الشبكة الدقيقة العصبية للمحفزات وردود الفعل العصبية للشعور بالسعادة والرضا والكفاءة ومعرفتهم بهويتهن.

وصفت إحدى الدراسات الآثار المعقدة والدائمة لمثل هذا التوتر على أنه "اختلال وظيفي متعدد النظم"، وهو نمط طبي معروف ومنتشر يمكن أن يؤثر على مجموعة واسعة من قضايا الصحة البدنية مثل زيادة خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب واختلال هرموني ومشاكل الخصوبة، وتؤكد ولف أن أكثر العواقب المدمرة لهذه التغيرات الجسدية هي المعرفية والعاطفية:

يتفاعل الجسم الأنثوي بنفس طريقة "التوتر السيء" سواء كان السياق غرفة الولادة أو الجامعة أو مكان العمل. فإذا ما شعر الدماغ الأنثوي أن البيئة ليست آمنة ، فإن الاستجابة للتوتر تثبط عمل جميع الأعضاء والأجهزة نفسها  بغض النظر عن الإطار. ترتبط العديد من الإشارات التي تثير رغبة الإناث أو تقلصها بسؤال المخ الأنثوي: هل تحس بالأمان؟

لذلك إذا ذهبت المرأة إلى العمل أو للدراسة في جو خطير أو مهدد جنسياً يومًا بعد يوم، فإنها تخاطر-بسبب التأثير التراكمي طويل الأمد- بأن لا تحصل على "ردة الفعل المسترخية" والتي تؤثر عليها حتى خارج عملها ومكان دراستها.

[…]

إذا كنت تضغطُ على امرأة جنسياً بما فيه الكفاية، فمن المحتمل أن يؤثر هذا على أجزاء أخرى من حياتها بمرور الوقت، إذ ستواجه صعوبة في الاسترخاء في الفراش في النهاية، وكذلك في الفصول الدراسية أو في المكتب. سيؤدي هذا بدوره إلى منع زيادة الدوبامين، والذي بدوره يمنع إطلاق المواد الكيميائية في دماغها والتي من شأنها أن تجعلها واثقة وخلاقة ومتفائلة ومركزة وفعالة، خاصة إذا كانت تتنافس أكاديمياً أو مهنيا معك. مع أخذ هذه الديناميكية في الاعتبار ، تأخذ عبارة "fuck her up" معنى جديدًا.

[…]

يستجيب المهبل للإحساس بالأمان، وتتسع هذا الدورة الدموية لتصل إلى المهبل عندما تشعر المرأة بأنها آمنة، وبالعكس تتقلص الأوعية الدموية عندما تشعر المرأة بالتهديد، وقد يحدث هذا قبل أن تفسر المرأة بوعي وضعها على أنه تهديد، لذا إذا كنت تهدد المهبل شفهياً أو تهينه باستمرار في الجامعة أو مكان العمل، فأنت بذلك تشير باستمرار إلى عقل المرأة وجسمها بأنها غير آمنة، ويؤدي "التوتر السلبي" إلى رفع معدل ضربات القلب يومياً، حيث يُضخ الأدرينالين والكاتيكولامينات عبر نظامها، وهذا الاعتداء اللفظي يجعل إتمام المهام الأكاديمية والمهنية صعباً.

ومع ذلك، على الرغم من كل الأدلة العلمية المقنعة، فإن النقطة الأكثر إثارة وشمولية التي تؤكدها ولف هي أنثروبولوجيه:

الطريقة التي تُعامل بها أي ثقافة المهبل -سواء باحترام أو عدم احترام، عناية أو إهانة- هي استعارة لكيفية معاملة المرأة بشكل عام في ذلك المكان والزمان.