٧ مشاهد من جدلية "المقاطعة/التطبيع" الثقافية في مصر

2019-07-10 14:00:00

٧ مشاهد من جدلية
Khaled Hafez, Tomb Sonata in Three Military Movements II

كانت تلك القاعدة، باستثناءات قليلة، كان أبرزها محمد صلاح، الذي ذهب إلى تل أبيب، وتفادى جدلية مصافحة الإسرائيلي عن طريق تحيتهم بقبضة يده، ثم تفادى عار الهزيمة وانتصر، بل وأحرز هدف فريقه السويسري، وسجد في قلب تل أبيب وعلى مرأى من الكل، ثم عاد أدراجه مكللاً بالحب الجارف والنقاط الثلاثة.

2019

في أحد مقاهي محافظة الجيزة، في فبراير الماضي، جمعتني الصدفة بحشود غفيرة من جمهور نادي الزمالك جاؤوا لمتابعة مباراة الفريق الأبيض أمام بترو أتلتيكو الأنجولي.. وبعد ساعة من اللعب، أطلقت صرختي، أنا الأهلاوي الوحيد، وسط حشود زملكاوية، احتفالاً بهدف التقدم للفريق الأنجولي.

الشاب الجالس أمامي، وكان برفقة زوجته، ترك الأرجيلة والعصير والشاشة واستدار ناحيتي، حملق في عيني طويلاً قبل أن يتساءل باستنكار: "هو حضرتك إسرائيلي؟" لا داعي للقول أن فريق العمل بالمقهى أنقذني من علقة محترمة، عندما شكلوا طوقاً حولي لمنع الجمهور الزملكاوي من الفتك بـ "الإسرائيلي" المندس وسطهم.

هذه الواقعة، عينة صغيرة من الموقف الشعبي المبسط من "إسرائيل".. كل من يعادي الذوق العام المصري هو عدو، أو إسرائيلي، كل من يخرج عن الإجماع المصري، حتى لو كان ذلك في مجال خفيف ويحتمل الاختلاف والمنافسة والمناكفة مثل كرة القدم.

2013

العام الذي بدأ فيه محمد صلاح أولى خطواته للحصول على لقبه الشهير "فخر العرب". يرجع ذلك لواقعة متعلقة بثنائية المقاطعة/التطبيع، إذ جرت العادة قبل عصر "أبو مكة" على أن يرفض اللاعب العربي المحترف في أوروبا، زيارة إسرائيل، ضمن تيار عربي ومصري عارم يميل للمقاطعة. وكانت الأندية الأوروبية، تلعن القرعة التي أوقعتهم مع "مكابي تل أبيب" أو "بيتار" أو "هبوعيل حيفا"، ثم يوقّعون العقوبات الإدارية والخصومات المادية على ذلك اللاعب العربي الممتنع عن السفر، لأنه لم يوفِ بنود عقده، ولم يخدم الفريق في مباراة مهمة على المستوى الأوروبي.

كانت تلك القاعدة، باستثناءات قليلة، كان أبرزها محمد صلاح، الذي ذهب إلى تل أبيب، وتفادى جدلية مصافحة الإسرائيلي عن طريق تحيتهم بقبضة يده، ثم تفادى عار الهزيمة وانتصر، بل وأحرز هدف فريقه السويسري، وسجد في قلب تل أبيب وعلى مرأى من الكل، ثم عاد أدراجه مكللاً بالحب الجارف والنقاط الثلاثة.

1994

أخذ المسرحي المصري الشهير علي سالم (1936 – 2015) سيارته وانطلق في رحلة برية من بيته في القاهرة متجهاً إلى سيناء، ومنها إلى الداخل الإسرائيلي، ثم عاد وكتب كتابه المثير للجدل "رحلة إلى إسرائيل".

عُرِف علي سالم كمسرحي نابه، بسبب أعماله المبكرة، ثم جاءت مسرحيته الأشهر "مدرسة المشاغبين" لتصبح محور حديث كل عربي، وصار علي سالم علماً. كان ذلك في 1973. أما في 1977 فأعلن سالم رأيه مؤيداً لمبادرة السلام وللرئيس محمد أنور السادات. ووجِه سالم بموجة عارمة من الانتقادات، إلا أن ذلك لم يمنعه من التشبث برأيه، حتى أن تأييده للتطبيع كان آخر تصريح له قبل رحيله بأيام قليلة في لقاء على قناة أون تي في، أكد خلاله أنه غير نادم على اختياره ولا رحلته لإسرائيل وأنه فخور بكتابه "رحلة إلى إسرائيل".

تُرجم الكتاب إلى العبرية والإنجليزية، وبموجبه، مُنح سالم الدكتوراه الفخرية من جامعة بن غوريون في 2005، ولاحقاً حصل على 50 ألف دولار من مؤسسة أميركية (تراين) التي منحته جائزة تسمى (الشجاعة المدنية). نُفي علي سالم من الدوائر الثقافية المصرية، نفي شعبي، وعاش في عزلة طويلة، وقيل إنه اضطر في إحدى فترات عزلته إلى تسجيل النكات على شرائط كاسيت وبيعها ليكسب رزقه. رحل علي سالم في 2015.

2016

كشف الصحفي والروائي والناقد المصري محمود الغيطاني (1976) في مقال له بدورية "البوابة" المصرية، تعاقد الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي مع المترجمة الإسرائيلية ميخال سيلع لترجمة رواية "ذاكرة الجسد" إلى العبرية، وجاء في مقال الغيطاني المنشور في فبراير 2016

"تعاقدت الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي مع المترجمة الإسرائيلية ميخال سيلع من أجل ترجمة روايتها "ذاكرة الجسد" إلى اللغة العبرية، وقامت مستغانمي بالفعل بالموافقة على التعاقد بينها وبين المترجمة، وتقاضت حقوقها المادية كاملة مقابل هذه الترجمة التي تعمل عليها المترجمة الآن، والمدهش في الأمر أن هذه الترجمة بدأت بمبادرة شخصية من أحلام مستغانمي من أجل ترجمة روايتها، ويبدو أن حلقة الوصل الرئيسية بين المترجمة والروائية الكاتب واسيني الأعرج، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يترجم فيها شيء من أعمال مستغانمي إلى اللغة العبرية فقد سبق أن تُرجمت مختارات من قصائدها عام 2007 في كتاب صدر بعنوان "أصوات من البحر الآخر" بترجمة للمترجم اسحق شيفويم الذي صدر عن دار كاشف لا شيرا في تل أبيب".

أثار مقال الغيطاني لغطاً كبيراً، استدعى تصريحات كثيرة من مستغانمي والأعرج، ومن المعلوم أن القضية الفلسطينية في الجزائر خط أحمر، لذلك جاءت ردود الفعل متشنجة وعصبية.

يقول محمود الغيطاني في تصريحات لـ "رمّان" عن تلك الحادثة: "بالتأكيد أنا مع الترجمة من العبرية إلى العربية والعكس ليس في مجال الآداب فقط، بل في كل مجالات المعرفة، وهذا الموقف مني معلن ومعروف منذ مدة طويلة، وحينما كتبت عن ترجمة أحلام مستغانمي للعبرية لم يكن موقفي رافضا بقدر ما كان كاشفا، وهذا ما قلته نصا حتى أثناء كتابتي عنها: لسنا ضد الترجمة للعبرية، لكننا ضد أن يتم ذلك في السر والخفاء، ثم يخرج علينا هذا الكاتب الذي تمت ترجمته ليتاجر بمعاني الوطنية والقومية العربية، والشهداء وعدائه للعدو الصهيوني!

هذا ما فعلته أحلام حينها. ترجمت للعبرية سراً وتاجرت في العلن بالملايين من الشهداء وظهرت في مظهر المدافع عن القوميات، وهذا هو موقفنا الرافض. لكن هذه الترجمات بين اللغتين ضرورة لا مناص منها، وهو أمر لا علاقة له بأي حال بالوطنية والقوميات؛ فالمعرفة ليست حكرا على أحد، وحتى لو كانت حكرا لعدوي فأنا سأستعيرها منه؛ لأنها ضرورية لي. نحن نقول في النهاية: الأدب العبري، أو الثقافة العبرية وليس الأدب أو الثقافة الإسرائيلية؛ لأن الفكر والفن ينسبا دائما إلى اللغة المكتوبان بها وليس إلى الأيديولوجيات، والسياسات".

1969

أمام هذا الارتياب العربي، والتشكك، والشد والجذب، هناك موقف إسرائيلي ثابت، متمثل في ضرورة ترجمة الأدب العربي، وهذا ما عبرت عنه صحيفة يديعوت أحرونوت في مقال بعنوان: "الأدب العربي الحديث بوابة ثقافية للعالم العربي" وورد في المقال: "في أحيان كثيرة ينتمي الكتاب العرب لتيار الواقعية، ويصفون الكثير من الشخصيات، بل ويتم وصف أماكن واقعية كقرى أو مدن، والمهم في كل الموضوع أن التركيز في الكتابة لا يرتكز على الحكام أو أصحاب المراكز والقوى بل على أصحاب الطبقة الوسطى الذين يتكيفون مع التغيرات الاجتماعية والسياسية ويواجهون الأسئلة الوجودية وهذا ما يعكسه الأدب، وهذا هو ما يهمنا؛ فمن خلال الأدب نتمكن من فهم طبيعة الشعب، ومن هذه الناحية كان محفوظ رائدا في هذه الكتابة، ويأتي تابعه الأبرز علاء الأسواني من خلال أعماله، وقد اُعتبر الأسواني في مصر باعتباره قام بثورة في الكتابة بعد أن كان له موقفا من خلال اعتصامه في ميدان التحرير خلال الثورة، وبالنسبة لنا يُعتبر الأسواني شخصية مثيرة وتستحق الترجمة، ولا يمكننا تجاهل أن هذا التيار هو فن بحد ذاته، وتخطيط الشخصيات فيه ورسمها جاء بصورة دقيقة وحساسية شديدة لدرجة أن القارئ يستطيع تخيلها وفهمها والتماهي معها، ونحن كقراء يهود نستطيع الاستمتاع بهذه التجربة وأن نفهم من خلالها تجربة كاملة استطاع من خلالها تمرير الكتاب العرب صورة واضحة ودقيقة عن المجتمع المصري".

ترجمت إسرائيل، من الستينيات الأدب العربي، القديم والحديث، ومازالت تفعل، ووفق أحد المراجع فإن إسرائيل ترجمت منذ قيامها وحتى 1992 ما يزيد على 1900 كتاب من العربية إلى العبرية.  بدأت إسرائيل في ترجمة نجيب محفوظ في أواخر الستينيات من القرن المنصرم، أي قبل عشرين عاماً كاملة من حصوله على نوبل وتحوله إلى أيقونة عالمية ورمز للأدب العربي والمصري، وترجمت إسرائيل 10 روايات كاملة للعم محفوظ، على النحول التالي:

"زقاق المدق" ترجمها إسحق شريبر، وعام عوفيد وصدرت في 1969، "اللص والكلاب" ترجمة مناحيم كابليوك وسفريات بوعاليم وصدرت في 1970، "حب تحت المطر" ترجمها يوأب جفتي وصدرت في 1976، و"الشحاذ" ترجمها جحيتا برنر وصدرت في 1978، "بين القصرين" ترجمها سامي ميخائيل وسفريات بوعاليم سنة 1981، و"ثرثرة على النيل" ترجمها مايكل سيلع، وصدرت في 1982، و"ميرامار" ترجمها إسحق شنيوم وصدرت في 1983، و"قصر الشوق" ترجمها سامي ميخائيل وسفريات بوعاليم صدرت سنة 1984، و"السكرية" ترجمة سامي ميخائيل وسفريات بوعاليم وصدرت سنة 1987، "أولاد حارتنا"، وترجمها دافيد سجيف ونشرت عام 1990.

ومن الأدباء العرب الذين ترجمتهم إسرائيل: المغربي عبد السلام البقالي، والجزائري واسيني الأعرج "سيدة المقام"، والسوريين زكريا تامر، وأدونيس، ومحمد الماغوط والمصريين يوسف إدريس، يوسف زيدان "عزازيل" بترجمة بروريا هورفتس، نوال السعداوي، وإيمان مرسال "جغرافيا بديلة" بترجمة ساسون سوميخ، وصبري موسى "السيد من حقل السبانخ"، والعراقي عبد الوهاب البياتي، والكويتية سعاد الصباح.

ومن الأدب العربي القديم: "آراء في أهل المدينة الفاضلة" للفارابي، و"رسالة الغفران" للمعري، و"رسالة التوابع والزوابع" لابن شهيد الأندلسي، و"حي بن يقظان" لابن طفيل، و"الفتوحات المكية" لابن عربي، و"عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات" للقزويني.

2018

امتداداً لهذا الدأب والسعي الإسرائيلي لترجمة الأدب العربي، أثارت دار "ريلينج" الإسرائيلية لغطاً كبيراً عندما أقدمت أواخر العام الماضي على إصدار مجموعة قصصية مجمّعة لكاتبات عربيات، دون الحصول على موافقات منهن، المجموعة التي جرى عنونتها "حرية" ضمت قصصاً لـ 45 كاتبة عربية، بينهن 7 مصريات.

ردود الفعل العربية جاءت عصبية، فأصدر اتحاد الكتّاب المصري بياناً، بعد أن فوضته 4 من الكاتبات المصريات اللواتي جرى السطو على نصوصهن، وهن: سندس الحسيني، سعاد سليمان، شاهيناز فواز، انتصار عبد المنعم، والثلاث المتبقيات هن: دعاء عبد الرحمن، رحاب البسيوني، فاطمة حماد، وجاءت مطالبات اتحاد كتاب مصر كالتالي:

أولاً: مطالبة اتحاد الأدباء والكتاب العرب باتخاذ الإجراءات القانونية كافة بصفته ممثلاً لاتحادات الكتاب والروابط والأسر والجمعيات والمجالس العربية، وذلك وفقا لنظامه الأساس.

ثانيًا: مطالبة اتحاد كتاب فلسطين بمتابعة هذه القضية، والحصول على المطبوع الذي تم فيه اغتصاب حقوق الكاتبات المصريات والعربيات.

ثالثاً: رفع الدعاوى القانونية على الدار المغتصبة، واتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة بردع هذه المحاولات البغيضة من التطبيع الفكري والثقافي، ومن اغتصاب حقوقنا الأدبية والفكرية، مع اتخاذ الإجراءات التحفظية وفق القانون المصري، والمعاهدات والاتفاقات الدولية في هذا الشأن.

رابعا: مطالبة نادي القلم المصري، واللجنة الدائمة لحماية حقوق المؤلف بجامعة الدول العربية، لاتخاذ الإجراءات القانونية كافة ضد هذا الاعتداء الشائن على الحقوق الفكرية للكاتبات العربيات.

في نفس هذا العام الذي شهد ثورة المثقفين العرب على التطبيع، وبعد موقعة "حرية" بثلاثة أشهر فقط، كانت الروائية والأكاديمية المصرية منى برنس، تقدم فعل غريب حين نشرت على صفحتها في موقع الفيس بوك صورة رفقة السفير الإسرائيلي في القاهرة، بينما تهديه نسخ من أحدث أعمالها، ديسمبر 2018.

المثير للتساؤل في الأمر، أن منى برنس نفسها، اختارت أن تنسحب من إحدى الفعاليات الثقافية في ولاية آيوا الأمريكية، قبل سنوات، بدعوى وجود أدباء إسرائيليين!

2015

أما المجهودات العربية المشوبة بالريبة والخيانة والتخوين والقلق والهواجس الأمنية، فكانت الترجمة من العبرية إلى العربية، والمحدودة بحكم العوامل السابقة، فترجمت "خربة خزعة" ليزهار سميلانسكي، و"أراض للتنزه" لعوز شيلاح، و"الطريق إلى عين حارود" لعاموس كينان (الكرمل 1984)، و"فيكتوريا" لسامي ميخائيل، و"قصة عن الحب والظلام" لعاموس عوز، و"ياسمين" لإيلي عمير، و"صور على الحائط" لتسيونيت فتال كوبرفاسر. 

أما أحدث الأعمال العبرية المترجمة للعربية فهي رواية "تشحلة وحزقيل" للإسرائيلي ألموج بيهار، وهو يهودي من جذور عراقية. صدرت الرواية في القاهرة عن دار نشر "الكتب خان" في 2016 بتوقيع المترجم والروائي المصري نائل الطوخي.

كنت قد أجريت حواراً صحفياً في 2015 مع الطوخي، أثناء عمله على ترجمة الرواية، ووجهت له بعض الأسئلة عن مسألة "التطبيع/ المقاطعة..

 ماذا تترجم حالياً؟ هل واجهت مشاكل متعلقة باتهامات من قبيل التطبيع؟

منذ سنة أعمل على ترجمة رواية للكاتب الإسرائيلي من أصول عراقية ألموج بيهار، وأنا مستمتع جداً بترجمتها، وفخور بذلك، هي رواية جميلة وناعمة، على رغم أنها لا تشبه الروايات التي أحب أن أكتبها، تحكي عن يهود متدينين يعيدون اكتشاف ذواتهم قبل الهجرة إلى إسرائيل، عبر بغداد، ومن ضمن جمالياتها أن الروائي يحاول أن ينحت لغة ثالثة تهجن العبرية بالعربية، وبطل العمل واقع في مأزق بين تدينه وميوله اليسارية وتضامنه مع الفلسطينيين والإسرائيليين العرب، وهي أزمة الروائي نفسه.

هل كانت هذه الخلفية الأيديولوجية غير المنحازة للذات الإسرائيلية أحد العوامل التي دفعتك لترجمة العمل؟

بالطبع، فهناك دوماً محاولات للتوفيق بين الأديان والتقدمية، وألموج بيهار، يحاول أن يجيب عن هذا السؤال من ناحية الدين اليهودي، كما أنني أصنف نفسي ضمن اليسار، بخلاف ذلك كنت دوماً أتساءل لماذا علينا أن نترجم من العبرية عبر الإنكليزية مع أن العبرية والعربية مثل أختين! أنا أعي وجود إسرائيل التي أؤمن أنها عدو، أعي وجودها كعقبة، لكن لماذا علينا أن نقصر العلاقة التاريخية بين اليهودية والإسلام في صراع عمره أقل من مئة سنة؟

وفي شكل عام ظللت لسنتين أترجم عن العبرية في مدونة لي اسمها «هكذا تحدث كوهين»، ولم تواجهني اتهامات جادة بالتطبيع، أحدهم قال إنني «أؤنسن» العدو، والحقيقة أن العدو - شئنا أم أبينا- إنسان، ولكي تنتصر عليه عليك أن تفهمه وتفككه وتدرسه في شكل جيد. عدا عن ذلك، فإن هذا العمل بالذات معادٍ لإسرائيل، ويتحدث عن عملية التسطيح التي مارستها الدولة العبرية على اليهود من الناطقين بألسنة أخرى (العربية والإيديشية مثلاً). الجدل الرئيس في الرواية يعرض لاحتكار دولة إسرائيل لتعدد الذاكرة اليهودية وتلخيصها في عبرية تحمل لهجة شرق أوروبا!

وكيف تتصرف إن وجدت عملاً عبرياً شديد الجمال وفيه فنيات رفيعة إلا أنه يتبنى الخطاب الإسرائيلي الرسمي؟

سأترجمه، ثم سأفرد مقالاً للرد عليه. لا أجد حرجاً في أن أعلن أن هذا الكاتب فنان جيد إلا أن رؤيته السياسية منحطة.

 

مراجع:

  1. (نحن.. و"أبناء العم": الترجمة من العبرية إلى العربية.. تطبيع أم تثقيف؟) – محمود الغيطاني - مجلة البوابة 15 فبراير 2016.
  2. (رحلة إلى إسرائيل) علي سالم.. مكتبة مدبولي الصغير 1995.
  3. (لماذا يخشى العرب ترجمة الأدب الإسرائيلي إلى لغتهم) – أمين زاوي – إندبندنت أرابيا 6 يونو 2019.
  4. (تسع روايات له ترجمت إلى العبرية قبل نوبل.. وبعدها رواية واحدة. الصحافة الإسرائيلية تتهم نجيب محفوظ بعداء الإسلام وتقليد الغرب.. والتأثر بالتراث اليهودي) – يوسف القعيد – الحياة اللندنية – 20 ابريل 2001.