افتتاح "مهرجان عمّان السينمائي الدولي – أوّل فيلم" في ظروف استثنائية

2020-08-24 17:00:00

افتتاح

يختتم مهرجان عمّان السينمائي فعالياته في ٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٠، حيث سيُعرض فيلم "الأقصر" للمخرجة الأردنية – البريطانية زينة الدرّة في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام ويتم الإعلان عن الأفلام الفائزة في مختلف الفئات. 

في ظل ظروف استثنائية، انطلقت الدورة الافتتاحية من مهرجان عمّان السينمائي الدولي – أوّل فيلم الليلة الماضية، ٢٣ آب (أغسطس) ٢٠٢٠، بحضور نحو ٤٠٠ شخص. المهرجان، الذي كان من المقرر افتتاحه في شهر نيسان (أبريل) الماضي بحضور جمهور كبير في صالة مسرح، تم تأجيله بسبب جائحة كورونا. للحفاظ على المهرجان دون اللجوء الى العروض عبر الإنترنت ومع استمرار إغلاق صالات السينما، تحتّم على المنظمين إيجاد حلول مبتكرة للحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي.

إذاً انطلق مهرجان عمّان السينمائي الدولي، وهو أّوّل مهرجان من نوعه يُنظّم في سينما للسيارات (درايڤ-ان) في الأردن والمنطقة. ولإتاحة الوصول لأكبر عدد من محبي الأفلام، تُنظم عروض أخرى أيضا في المسرح الخارجي للهيئة الملكية الأردنية للأفلام بينما تُعقد أنشطة أيّام عمّان لصنّاع الأفلام عبر الإنترنت. 

اصطفت نحو ٢٠٠ سيارة في منطقة البوليڤارد - العبدلي الجديد في عمّان بانتظار الافتتاح، وتم توجيه الجمهور في سياراتهم إلى أماكن الوقوف المخصّصة لهم. استُهل الافتتاح بحفل موسيقي أحيته المجموعة الموسيقية الأردنية تكريماً للملحن والموسيقار الإيطالي إنيو موريكوني، الذي أحدث ثورة في المعزوفات للأفلام ورحل عن هذا العالم الشهر الماضي. حضر حفل الافتتاح الأمير علي بن الحسين، رئيس مجلس مفوضي الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، وزوجته الأميرة ريم علي، رئيسة المهرجان، التي أطلّت عبر الشاشة مخاطبة الجمهور بكلمة ترحيبية. 

ردّا على سؤال حول إصرار وعزم فريق مهرجان عمّان على إبقائه بالرغم من التحديات التي يفرضها الوباء، شدّدت الأميرة ريم على أهمية إيجاد سبل لتقديم الدعم لصنّاع الأفلام من أصحاب الأعمال الأولى وخاصة في مثل هذه الأوقات. وأضافت: "لقد عانى قطاع صناعة السينما في جميع أنحاء العالم بشكل كبير ومعه جميع القطاعات الاقتصادية التي تعتمد على السينما. هذه فرصة نادرة لصنّاع الأفلام لعرض أعمالهم وللتنافس فيما بينهم والاستفادة من المزيد من التدريب والفرص. طالما هناك طرق لتحقيق ذلك بأمان، لا داعي للتقليل من شأن الثقافة أو حرمان الفنانين من الفرص للمضي قدماً."

عُرض فيلم الافتتاح "البؤساء" لأول مرة في الأردن على ثلاث شاشات سينما كبيرة. ولقد أحدث مخرجه لادج لي مفاجأة غير مسبوقة في السينما الفرنسية والعالمية المعاصرة. بفيلمه هذا، وهو عمله الإخراجي الأول، وضع معياراً جديداً لدراما المواجهة ودراما الوعي الاجتماعي، مما منحه ترشيحاً لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي في حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ ٩٢ هذا العام.

تماشياً مع رؤية المهرجان بالاحتفاء بأصحاب الأعمال الأولى، عملت لجنة اختيار الأفلام في المهرجان بلا كلل على مدى أشهر للنظر في أكثر من ٧٠٠ طلب واختيار ٣٩ فيلماً من أحدث الإنتاجات العربية والعالمية التي لم يتم عرضها في الأردن.  من السودان "ستموت في العشرين"، من السعودية "آخر زيارة"، من العراق "شارع حيفا"، الفيلم الأردني – الفلسطيني "بين الجنّة والأرض"، من المغرب "سيد المجهول" و"نساء الجناح ج"، من تونس "بيك نعيش"، من الجزائر "أبو ليلى"، من لبنان "١٩٨٢"، جميعها أفلام تتنافس على جائزة السوسنة السوداء عن فئة أفضل فيلم روائي عربي طويل. 

وبالإضافة الى الأفلام المعروضة في سينما السيارات، سيتم عرض ١٠ أفلام تتنافس على جائزة السوسنة السوداء لأفضل فيلم وثائقي عربي طويل في المسرح الخارجي للهيئة الملكية للأفلام. اعتبارا من الليلة، سيتمكن عشاق الأفلام من مشاهدة أفلام وثائقية جريئة وتحثّ على التفكير من ثماني دول عربية مختلفة: "إبراهيم الى أجل غير مسمى"، "نحن في سجونهم"، "بيروت المحطة الأخيرة"، "حكاية ممثل خرج عن النص"، "الشغلة"، "فتح الله تي في، ١٠ سنوات وثورة لاحقا"، "نوم الديك في الحبل"، "في المنصورة، تفرقنا"، "مجانين حلب". 

أمّا الأفلام الدولية المختارة للعرض، وهي مزيج من الأفلام الروائية والوثائقية، فتتضمن: الفيلم الكولومبي "وادي الأرواح"، الفيلم البرازيلي "الحمّى"، الفيلم الإيراني "ذات مرة امرأة"، الفيلم الإيرلندي "غزة"، الفيلم الإيطالي "النسور الضالة"، الفيلم الكرواتي "النجم الصغير الصاعد"، الفيلم الكندي "صمت النهر"، الفيلم الفرنسي "سنونو كابول"، الفيلم الأمريكي "ميكي والدب"، الفيلم الكردي "لأجل الحرية". تتنافس جميعها على جائزة الجمهور. علاوة على ذلك، تتنافس ١٠ أفلام قصيرة، من بينها ثلاث أفلام أردنية قصيرة، على جائزة السوسنة السوداء لأفضل فيلم روائي عربي قصير، وهي: "الخروج"، "جلدة"، "رام"، "عودة الروح"، "آدم"، "الفخ"، "هدى"، "وحيد القرن"، أحنّ إليك، أحنّ إليّ". 

هذا وستقوم ثلاث لجان تحكيم مؤلفة من محترفين سينمائيين أردنيين وعرب ودوليين بالتباحث عبر الإنترنت واختيار الأفلام الفائزة التي ستحصل على جوائز نقدية.

يركز مهرجان عمان السينمائي الدولي على دعم صنّاع الأفلام المبدعين، لا سيما في أعمالهم الأولى، ويحتفي بالسينما وبتركيبتها المعقدة ويصبو ليصبح وجهة سينمائية أساسية لصنّاع الأفلام المحليين والإقليميين والعالميين. وفي هذا السياق، تقام أيام عمّان لصنّاع الأفلام بالتوازي مع عروض أفلام المهرجان، مع سلسلة من ورشات العمل والندوات ومنصات التسويق لمشاريع عربية قيد التطوير أو في مرحلة ما بعد الإنتاج. وتستلم المشاريع الفائزة جوائز نقدية وعينية من قبل لجنة تحكيم عربية مستقلة وذلك في ٢٦ آب (أغسطس). 

يختتم مهرجان عمّان السينمائي فعالياته في ٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٠، حيث سيُعرض فيلم "الأقصر" للمخرجة الأردنية – البريطانية زينة الدرّة في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام ويتم الإعلان عن الأفلام الفائزة في مختلف الفئات.