اعترافات خبيثة... وقصائد أخرى

2020-10-03 00:00:00

اعترافات خبيثة... وقصائد أخرى
Girl with a White Dog - Lucian Freud - Oil paint on canvas - 30 × 40 in. 76.2 × 101.6 cm - ARoS Aarhus Art Museum

من هذا الغبي الذي قال: / إن الكلاب لا تحب الدماء / وكل يوم صباحاً أراها في الشوارع / تلاحق بنات الجيران في طريقهن إلى المدرسة

اعترافات خبيثة

بعد هذا العمر لا أعرف ما أحب وما أكره

لم أزعج أمي يوم ما حول ألوان أو أنواع الطعام 

ولم أضرب نادلة الحانة لأني طلبت الكحول

واستبدلته بمشروبات غازية

بعد هذا العمر لا أعرف ما أحب وما أكره 

لم اشترِ امرأة في حياتي، ولا أختلف مع الفضيلة أو الرذيلة 

أحب مذاق جميع أنواع الأدوية

ولم أتعاطً في حياتي أي نوع منها 

جربت كل أنواع المخدرات 

ولم أعرف ما أحب أو أكره 

فتركتها 

ولا أعرف الفرق بين الألوان 

ولا أعرف المسافات 

ولا أستطيع تمييز الحلو عن الحامض

ولا أحب المراهنات الصغيرة 

وقد أخسر رأسي لتعويض خسارة جارة لا أحبها 

وأكره الشوارع المزدحمة بالجنود والعاهرات

أذهب إلى جميع المقاهي على اختلاف روادها

وألعب جميع أنواع الألعاب المفيدة والضارة 

وأجمعُ كل المبيقات في غرفة واحدة 

وعلى سرير واحد

الجنة والنار، الأعلى والأسفل، مكانين 

في مؤخرة رأسي لم أسكن هناك يوما 

ولا فرق إن نمت مع الخطيئة أو نمت وحيداً

لا أعرف ما أحب وما أكره

 

طريق المقبرة 

١

في طريق المقبرة 

مرّت ثلاث نساء

وعربة واحدة

٢

في الليل ونحن نعد

وليمة من تأخروا من الموتى

كانت الشواهد ترقص دون موتاها

٣

أجلس على باب المقبرة 

أهدهد على طمأنينة العالم 

تمرين كأي شتاء

بارد وخفيف

٤

كسلّم الموسيقى

أهدي إليها موتي 

أغنية أغنية

 

صديقات أمي

كانت أمي كلما مررنا على بيت 

أرملة في الطريق 

وضعت علامة على باب بيتها 

وعندما مات أبي

أدركت أن أمي كانت تجمع عناوين صديقاتها

 

عيد ميلادي ، ورائحة اللحم المحروق

١ 

كانت الشمس في صحيانها الأول حين مررنا من فوق الجسر، كانت الجثث تغطي وجه الماء ورائحة العفن المنبعثة من اللحم الآدمي المحروق، تجعلنا نغطي أنوفنا بأيدينا التي أكل منها شوك الطريق ما أكل، مررنا وحين شارفنا على اجتياز الجزء الأخير من الجسر صرخ أحدنا:

- انتظروا انتظروا يا رفاق هناك أحد منهم ما زال يتنفس

كانت عيوننا مسمرة على المسافة المتبقية من الجسر وأرواحنا تنظر إلى الجثث المترامية في الماء

٢

تلك التي تقاتلوا على التهامها كانت بقايا جثتي 

وذلك الذي اختلفوا على لونه كان دمي 

حين هبت العاصفة تناثر الأهل وتبعثر الجيران 

بحثت عنكِ في أرجائي، كنت مشغولة بالرحيل. اختبأت خلف الشجرة المسنة تلك الشجرة التي لعبنا بترابها ونحن بريش القرى

كنتُ أنتظر أن يمر الغزاة وتهدأ العاصفة!!

كنت خائف جائع حين أخذت أقطع من فخذي الأيمن وأشوي على نار هادئة كم كان لحمي لذيذاً

٣

لا شيء يعكر مزاجي اليوم

ستمر الدقائق الأخيرة من العام الماضي

وأنا أجلس أشرب الشاي 

وألعب الورق مع أشخاص لا أعرفهم 

كان جو المقهى حاراً جداً 

كنت ألبس ملابس حفيفة

وأشرب الشاي ولا أفكر بشيء آخر

الشمس حفرت قناة في عظامي 

والكل ينتظر مني أن أتركهم وأذهب للسهر مع أصدقاء آخرين 

فالليلة عيد ميلادي

لكن مرت الدقائق الأخيرة من العام الماضي، وأنا ألعب الورق وأشرب الشاي

وكان العالم ذبابة تطن خلف مؤخرتي
 

نشيد الأغبياء

١

من هذا الغبي الذي قال:

إن الأبقار لا تحب الموسيقى 

وكل يوم أراها من شرفة بيتي 

تصطف في الطابور العسكري مترنحة طربأ

على النشيد الوطني

٢

من هذا الغبي الذي قال: 

إن الكلاب لا تحب الدماء

وكل يوم صباحاً أراها في الشوارع 

تلاحق بنات الجيران في طريقهن إلى المدرسة