أناناستي

2021-02-25 14:00:00

أناناستي
Shed Of Rebellion, Jacek Yerka Shed

جورج جريس

كاتب من فلسطين

سمعت باب منزلي يُدقّ؛ فتحتُ الباب؛ رأيت صديقي العجوز متأبّطًا هديتين؛ عانقني بشدّة غير متوقّعة؛ شرع يفتح الهديّة الأولى بتلهّف وضحكة وديعة وعينين منخفضتين... كانت طاولة محبوسة مزركشة الألوان.

استيقظت مذعورًا فأدركت فورًا أنّي قد حلمتُ مرارًا على شاكلة هذا الحلم فوضعتُ يدي على خدّي الأيسر فلمسته مرخيًّا، فتحسّستُ الأيمن فوجدْته طبيعيًّا؛ أما وجنتي اليسرى وكأنّها كلّها هابطة، حتّى عيني اليسرى تكاد لا تفتح... أمّا المادّة الّتي قرأتها قبل نحو أسبوعين عن علامات العصب السّابع بدأت تتلوّى في ذهني. فقفزت إلى المرآة فطمأنتني وأرتني وجهي على أحسن ما يُرجى. وأرتني أيضا الطبلة مزركشة الألوان -كنت قد اقتنيتها من سوق "الرّابش" قبل أربعين عامًا- الّتي جهزت عليها من ليلة البارحة بنطال "كوردروي" عنابيّ اللّون وقميص ذات مربعات زرقاء اشتريتهما من سوق الأحد في لندن قبل أكثر من ثلاثين عامًا. وبجانب الطبلة زوج حذاء باولينغ كنت قد نسيته في قدميّ بعد مغادرة قاعة "الباولينغ" في حين من الزمن كنت غارقًا في هذه اللعبة. كويتُ القميص والبنطال وأنزلتهما غاية في الترتيب على الطبلة ووضعت الجوارب في حذاء "الباولينغ" بعد أن غادرني شريكي العجوز ليلة أمس وسحقني في لعبة المحبوسة... فمن يرى أحجاري السوداء تعتلي محكمة على غالبية أحجاره البيضاء كان ليُدهش كيف أتى بالدو شيش وأطبق على حجري المفتوح الوحيد في خانة الخشب.                                                                              

أمر مألوف أن أحلم بعد ليلة بطولها قضيتها في لعبة المحبوسة... أن أحلم بحجارة زهر يفوق عدد مسطحاتها الستة، كبيرة وصغيرة، وخانات الطاولة ما بعد الخشب، وتقنيات عبقرية في رمي الزّهر تستجيب لحظّي وتعلن انتصاري، وشريكي العجوز الّذي يأتيني كلّ يوم وكل ليلة ليلاعبني حظّه حتّى يموت في قعر الطّاولة...

هذا ما أتاني إلى الذّعر... تبدّدت كلّ معالم الذّعر بعد خمس دقائق من استفاقتي في هذا الصّباح المشرق.. فاليوم عيد ميلاد أناناستي- أي ابنتي- لأنّني من عشّاق الأناناس، تلك الفاكهة التي تمزج بين الحلاوة والحموضة والرطوبة. لا أقصد عيد مولدها.. إنه عيد اختيارها. اليوم تمام الساعة الخامسة مساء سيحضر مخرجون ومبدعون من أطياف العالم إلى معهد الفنون المسرحية الذي تتعلم فيه لينتقوا أجمل المواهب لمشروع عالمي بين المسرح والسينما. 

سيارتي لم تسر منذ أكثر من شهر؛ وعدني كهربائي السيارات منذ البارحة أن يأتي اليوم صباحًا ليصلح الانقطاع. هاتفه ما زال مغلقًا، سيعرقل ذهابي. أناناستي تنتظرني على نار؛ ربما ستكون ازدحامات كبيرة في الطريق إلى العاصمة. في أي وضع ستكون ابنتي الآن قبل احتفال المونولوجات؟ مراجعات عاصفة. أنا أعرف جيّدًا ما يتلعلع في داخلها الآن: خوف؟ ما أجمل هذا الخوف! أناناستي تشبهني أنا تمامًا. لم تشبه أمّها قط -أقصد طليقتي- عليّ ألا أسرد لكم موضوع الطلاق. فهو منسيّ بالتّمام والكمال... المهم أنّني طلقتها بعد زواج لم يدم سنتين كانت ثمرته الوحيدة: "أنانستي" الوحيدة الشهيّة. حتّى أنّها أجمل منّي... شعرها المموّج الكثيف المنتشر، عيناها البرّاقتان... وكل شيء... ذلك يفتح لي ألبوم الذكريات. أناناستي ولم تكمل بعد عامها الثالث آثرت البقاء معي، في منزلي، أكثر أيام الأسبوع؛ كم أغاظ ذلك أمها. كانت أناناستي الشقيّة ترافقني إلى الطبيعة الوعريّة، تسبح في الوعر. تقفز عن شجرة الخروب؛ تقطف لي وردة تخبئها في ظهري؛ تغمض لي عينيّ؛ تقفز عليّ؛ تدبّ تزحف على الرجلين والقدمين؛ تهرب مني، تركض، تناديني من بعيد، تحاكيني، تحاورني بالفطرة... وأنا منسجم معها لأنني هكذا رأيتها... منسجم أنا كالأطفال؛ كلّ منّا يتأرجح على غصن ويحاور الآخر؛ والطبيعة كلّها تنادينا وتستجيب لنا. حتّى أنّني لم أتردد أن أعلّمها ما تعلّمته من أربعين عامًا. هي تصغي بشغف لقصص تشيخوف وكافكا. وأيضًا لمونولوجات وديالوجات كنت قد أنتجتها أنا منذ زمن. لم ألحظ هذا وحدي فحسب... بل شاهدتُ كل من شاهدها، سنة بعد سنة، في الشارع، في الدكان، في المناسبات، كل من يلحظها، كان ينخطف بسحرها وتألقها ومشيتها ورنين صوتها وانبعاث جاذبيتها. لم أبخل عليها بشيء. زوّدتها بكل معلومة وتفصيل عن المسرح والسينما والفنون. وقد أفرغت لها تجربتي القديمة عن حالة الممثل ونفسيته المتغيرة بين العلوّ والهبوط والاستكانة والقلق... وأخذتها معي إلى عكا القديمة حيث الباب الخشبي الكبير... فأفضيت لها بكل أسراري... لا أستطيع أن أخفي عنها شيئًا، حتى سألتني ما هذا الباب؟ كنت مارًّا من هنا، في أزقة عكا القديمة، قاصدًا الميناء فرأيت نفسي أدخل من هذا الباب، باب مسرح "اللّاز"، صدفة.. لا أعرف إذا كنت سأسميها صدفة. فهذه الصدفة من عشّقني نفسي كما يعشق النجار خشبته. أنا عشقت نفسي وكلهم عشقوني.. وحتّى بعد ذلك في نفس معهد العاصمة الّذي أرسلت أناناستي إليه، قال لي المعلم حينها بأنني سأصبح نجم العاصمة. 

بعد لحظات صمت طويلة أمام الباب الخشبيّ الّذي يفضي الآن على قفر مهجور، رأت أناناستي علامات الذّبول والإربداد على وجهي فسألتني وهي تدير بذراعها حول ظهري وكأنها تقطع أي شيء من كل شيء: "حقًّا يا أبي، لماذا لم تكمل...؟".

السّاعة تشير إلى العاشرة، كهربائي السيارات لم يأت بعد؛ قال إنه سيصلح الإنقطاع في أقل من عشر دقائق؛ لم يزل قليلٌ من الوقت. بدأت بتجارب التّصفيق؛ كيف عليّ أن أصفّق بأي رتمٍ وبأيّة حرارة وأنا أشاهد الحكّام المبدعين ينظرون إلى أناناستي المتوهّجة سطوعًا على خشبة المسرح، بلهف وشبق خالص؟ ثمّ يردّدون اسمها دون شكّ على الملأ... برافو... برافو... سيقف الجميع مصفقين ووحده تصفيقي سيكون على رتم وإيقاع آخر. أتتني فكرة أن أدرّب كفّي يديّ على التّصفيق الحارّ.. أزحت ملابسي عن الطّبلة المزركشة الألوان، وشرعت أضرب أناملي على طارة الطّبلة بين الدّوم والتّك. لم تكن عمليّة سهلة. فلم أحرّك أصابعي على هذه الطّبلة منذ زمن طويل وطارة الطبلة أصبحت مثل تنكة بالية. 

أناناستي تسألني دائما لماذا لم أصبح ضابط ايقاع؟ وكم أنا مفتون بكشف أسراري لها. اشتريت هذه الطبلة في سن الحادية عشرة من سوق الجمعة في القرية دون أن أبلغ أبي وأمي، بعد فترة طويلة قضيتها أضبط إيقاعي على ظهر الغسالة والبراد والطاولات. وبعد اقتناء الطبلة وتأكّدي من مهارتي وموهبتي، اشتدّ إصراري أمام أهلي على أن أشترك في حلقة خاصة من برنامج هواة للأطفال. وحين تقرر موعد هذه الحلقة وأوشك أبي وأمي أن يأخذاني على مضض إلى مكان الاحتفال، شرعتُ في الصراخ والعياط الحار من ألمٍ أصاب أصابعي سيحيل عنّي العزف على الطبلة. أبي وأمي لم يصدّقا صراخي لكنهما أدخالاني غرفتي وانصرفا. 

لا يهمني أي شيء الآن سوى أناناستي. قلت لنفسي إن لم يأت الكهربائيّ بعد ساعة كما وعدني سأسافر بالمواصلات العامّة. لبست البنطلون الكوردروي العنابيّ والقميص ذات المربعات الزرقاء ودسست تحته شالًا حريريًّا رقيقًا أخضر. تفاجئت بزيارة صديقي العجوز لي الآن... علمتُ منه أمس أنه سيسافر اليوم مع زوجته وأبنائه وأحفاده إلى ابنه في هنغاريا لإتمام حفل تخرجه. بعد أن دُهشت من مجيئه سألته: " لم تسافروا إلى هنغاريا؟!" أجابني متهكّما" كلّهم سافروا.. ومن يلاعبني حظّي في هنغاريا؟" قلت له إنّ لدي التزام مهمّ ولن ألعب معه المحبوسة اليوم. جلس أمام طاولة البلاستيك المتحركة وفتح طاولة المحبوسة وبدأ يصفّف أحجاره البيضاء وقال واثقًا" سنلعب جولة واحدة فقط وبعدها اذهب..." اعتدنا كل يوم أن نلعب ثلاث جولات على حدّ أدنى. هو من علّمني هذا اللّعبة منذ زمن حتى أصبحت متمرسًا جدًّا. نلعب كلانا بحرفيّة بالغة وسرعة اندفاعيّة، ننتظر حظّنا ونستقبله بهذه السّرعة، حسنًا كان أم سيّئًا. وفي كلّ جولة يضع كلّ واحد ورقة الخمسين مستورة تحت الطّاولة كرهن يجنيه الرّابح بعد نهاية الجولة. جولة واحدة لن تستغرق أكثر من عشر دقائق. ألقيت بحجريْ الزّهر إلى سطح الطّاولة بصلابة وقوّة وكنت قد استحثثته أن يلعب على عجلة أكبر. " أوب!. دو بيش" فوضعت لتوّي حجري الأسود حابسًا حجره الأبيض في خانة "اليَك". وذلك يحسم الجولة لصالحي. في غضون ذلك أمسك هو حجريْ الزّهر وخبّأهما في يده وقال صارخًا " أتاك بيش جهار وليس دو بيش" بعد مفاوضات صراخيّة أقرّ هو أن نلغي الجولة ونبدأ بجديدة... رفضتُ كلّ الرّفض وأعلنت له أنّ الجولة قد حُسمَتْ. فرفعت ظهر الطاولة وسحبتُ ورقتي الخمسين ودسستها في جيبي. نفض هو الطّاولة بأحجارها فوقعت أرضًا. وهبّ صارخًا يمطرني بالشّتائم ويقول إنني أكبر سارق في التّاريخ. طردته من بيتي وألقيت بالطّاولة من نافذة بيتي في الطّابق الثّالث. وصرخت له منها " لن ألعب معك بعد الآن".

وعلى هذه الإيقاعات الصّارخة وجدت نفسي في محطّة القطار متّجهًا نحو العاصمة.

ستكون أناناستي الآن وراء الكواليس؛ اخترتُ لها مونولوج عظيمًا. كم تماهت معه حين ألقته أمامي وكأنّه خُلق لها وحدها. لن تتهيّب من أي جمهور؛ لكنها ستبقى ممتعضة من تلكّئي وتقاعسي. كان عليّ أن أصل قبل الخامسة بكثير وأن أدخل إلى جانبها في الكواليس. لن يمنعني أحد من الدخول... كلّهم يعرفونني هناك... هناك تعلّمت قبل أربعين سنة. استصعب الإفضاء بكل مشاعري... عشقني الطّلاب والطّالبات والمعلّمون والمعلّمات ورئيس المعهد. كانوا ينتظرون كلّهم عملي القادم.. تقدّمت إليّ زميلة لي ذات مرّة بعد أن أتممت مونولوجي أمام الصّفّ وصفّقوا لي بحرارة بالغة... وقالت: " أنا على استعداد أن أشتري بطاقة باهظة جدًّا مقابل أن أشاهد عرضًا لك".. كلّما دخلت باب المعهد تأتي زُمَر من كلّ اتّجاه، شابّات وشبّان، ليعانقوني ويغرقوني بالقبل. والمعلّم القدير جوني أعلن أمام الجميع "هذا هو نجم العاصمة المستقبلي"... ومرّة واحدة فقط ألقيت مونولوجي أمام الصّفّ وصفّقوا لي تصفيقًا مزيّفًا شعرتً أنّ حضوري لم يطب لهم... كآبة شديدة صدمتني... حمّلت أمتعتي وأخذت أوّل قطار إلى القرية. 

وصلت بوابة المعهد وتأكّدت أنّني متأخر عشر دقائق عن الخامسة. بدأت أركض وألهث نحو القاعة الكبيرة؛ لم أقصد الباب الرّئيسيّ للقاعة، إنّما ذلك الّذي يؤدّي إلى خشبة المسرح والكواليس. منعني الحارس من الدّخول، فقلت له إن ابنتي مشتركة في العرض؛ فمنعني أيضًا. فأجبته بنغمة أعلى "هل تعرف الأستاذ جوني؟ لو سمحت ناد لي الأستاذ جوني... هو يعرفني منذ أربعين عامًا" لم يأخذ ولم يعطِ إنّما منعني بحزمٍ أكبر. توجّهت إلى باب القاعة الرئيسي حيث يدخل الجمهور، وجدت حارسًا آخر فمنعني أيضًا من الدخول. سمح لي فقط أن أقف بجانبه؛ ألصقت أذني في الباب وكأنني أتأبّطه. سمعت مونولوج يلقيه شاب ضخم الصوت. سألتُ الحارس "هل تعرف الأستاذ جوني؟"

"جوني؟.. ربما يوجد هنا عامل نظافة اسمه جوني"، " لا.. لا.. جوني معلّم مسرح قدير علّمني قبل أربعين عامًا وما زال يعلّم ابنتي حتّى الآن"؛

" قبل أربعين عامًا؟ أظنّ أنّه مات". أسندتُ مرّة أخرى أذني إلى الباب. لم يكن صوت أناناستي.

انتهى العرض؛ فهببت مسرعًا نحو باب الكواليس؛ رأيت الممثّلين خارجين من الباب. اصطدمت بفتاة: "هل تعرفين أناناستي؟"؛ "من من؟"؛ "أقصد ابنتي... رنين..."؛ " آه، أنت أبوها؟... هي من ابتدأ العرض وألقت..."؛ "أين هي الآن؟"؛ " ألقت وغادرت..."؛ "كيف كان أداؤها؟ متى ستظهر النتيجة؟" شاب وسيم احتضن الفتاة من الخلف بقوّة جريئة مفاجئة وأخذ يهنّئها على أدائها الساحر ويقبّلها بلهف وهما يضحكان بصراخ في منتهى العفوية.

اتصلت بأناناستي أكثر من عشر مرات لحظة خروجي من المعهد حتى وصولي القرية؛ بعثت لها عشرات الرسائل؛ أناناستي لا تردّ ولا تجيب؛ كئيبة هي الآن. متحقّقٌ أنا من كلّ شعور يراودها. أريد أن أسمع صوتها؛ ربّما النّصّ الّذي قدّمته لها كهدية كان جادّا أو صلبًا أكثر من المألوف. هل وقعتْ في أوّل مطبّ لها؟ عندما أوصلتها في اليوم الأوّل من السّنة الأولى إلى باب المعهد واصلتُ معانقتي لها إلى أكثر من خمسة عشر دقيقة. وظللت أودّعها وأنا ألوّح لها بيدي كأنّها علم أحمر كذلك الّذي يُلوّح به العشاق في محطات القطار، استمريت على هذا النّحو حتّى غابت أناناستي عني. كيف أتواصل معها؟ يومين لم أنم. وأنا قد قطعتُ كلّ علاقة مع أمها. ليست لي وسيلة أخرى للتّواصل سوى هاتفها. أتمنى أن أسمع عتاباتها. لتوبّخني على تأخيري؛ فلْتفعل ما تشاء. انتشر سعالي في منزلي؛ تمنّيت أن تصيبني نوبة سعال؛ جاهدت نفسي على إيقاع سعال متعاقب؛ سجّلتُ صوت سعالي الصّاخب المتتالي بواسطة رسالة صوتية وأرسلتها لأناناستي. مرّت خمسة عشر ساعة وأناناستي لم تردّ جوابًا لرسالتي المرضية. أنا أعرف جيّدًا أنّها في حضن أمّها الشّامتة... ستقول لها أشياء كثيرة عني؛ ستنصحها أن تبدأ من جديد.. أن تدرس أيّ شيء، لتكون طبيبة، معلّمة، مهندسة، عاملة أظافر... على أن تكون ممثلة. 

كان لا بدّ أن أخبركم بكذبتي... وهذا سر آخر أفضي به إليكم... وهو كذبًا قلتُ بداية إنّني أنا من طلّق مَن كانت زوجتي... ولكن حقيقة هي من طلّقني. كانت دومًا، خلال زواجنا القصير، ترعبني بنظراتها... كنت أفهم جيّدًا، لكنّني أغضّ بصري وكأنني لا أفهم. كان لي أمل جديد بتوافق جديد حتّى جاءت جملتها الحاسمة والتي لم تكن أية كلمة بيننا بعدها: " لا أستطيع العيش مع زوج فاشل". 

سمعت باب منزلي يُدقّ؛ فتحتُ الباب؛ رأيت صديقي العجوز متأبّطًا هديتين؛ عانقني بشدّة غير متوقّعة؛ شرع يفتح الهديّة الأولى بتلهّف وضحكة وديعة وعينين منخفضتين... كانت طاولة محبوسة مزركشة الألوان.

والهديّة الثّانية فتحها وهو يداعب لسانه... كانت صينيّة كنافة شهيّة.