وتنوّعت المواد الأرشيفيّة لتشملَ العديد من المجموعات الشخصيّة والعائليّة والفنّيّة والمؤسَّسيّة التي تعود لمواطنين وأدباء وفنّانين وصُحف ومجلّات وجمعيّات ونقابات مهنيّة، وغيرها، مثل مجموعات موسى العلمي وخليل السَّكاكيني وتوفيق زيّاد ومحمود شقير وعلي قزق وشريف كناعنة وحسين البرغوثي
أعلن المتحف الفلسطيني عن انطلاق المرحلة الثانية من مشروع الأرشيف الرَّقمي، والتي تمتدُّ لثلاث سنوات بدأت من آذار 2021، وتهدف إلى جمع ورقمنة ما يزيد 180 ألف مادّة أرشيفيّة تُضيء على جوانب مختلفة من التاريخ الاجتماعي الفلسطيني من عام 1800، وتتوسّع لتجمع جزءًا من الأرشيفات الفلسطينيّة من العائلات والمؤسَّسات، وأرشيفات فلسطينيّي الشتات في الأردن ولبنان.
وتنطلق المرحلة الثانية من المشروع بمنحةٍ مُقدَّمة من صندوق أركيديا، وبالشَّراكة مع جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس (UCLA)، التي تستضيف المواد الأرشيفيّة الإلكترونيّة، وتتكفّلُ بحفظها ونشرها على منصَّة مكتبتها الرَّقمية بعد نشرها على منصَّة المتحف الإلكترونيّة للمشروع.
ويُعدُّ أرشيف المتحف الفلسطيني الرَّقمي من أهم مشاريع المتحف، وأحد منصَّاته الرَّقمية الدائمة، إذ بدأ العمل عليه قبل ثلاث سنوات، وانتهت مرحلته الأولى برقمنة وأرشفة ونشر 122,583 مادّةً أرشيفيّةً، تَضمُّ وثائقَ ورقيّة وصورًا فوتوغرافيّة وقطعًا وأعمالاً فنّيّة وتسجيلات مرئيّة وفيديوهات تنتمي إلى مجموعات أرشيفيّة مُهدَّدة، تُوثّق تاريخ فلسطين منذ مطلع القرن التاسع عشر حتى وقتنا الحاضر، أُتيحت على موقع المشروع الإلكتروني باللُّغتين العربيّة والإنجليزيّة.
وتقول مديرة المتحف الفلسطيني، د. عادلة العايدي- هنيّة، ضمن هذا السّياق: "يُعدُّ إنجاز المشروع في مرحلته الأولى وانطلاق مرحلته الثانية إضافة نوعيّة في سياق الحفاظ على الأرشيف الفلسطيني، فبعدَ تاريخٍ طويلٍ من ضياع الأرشيف الفلسطيني، يُوحِّد المتحف الفلسطيني الجهود مع أفراد المُجتمع ومؤسّساتهِ لضمان حفظ هذا الأرشيف ومنع ضياعه ووصوله إلى العالم من خلال الفضاء الرَّقمي".
وتنوّعت المواد الأرشيفيّة لتشملَ العديد من المجموعات الشخصيّة والعائليّة والفنّيّة والمؤسَّسيّة التي تعود لمواطنين وأدباء وفنّانين وصُحف ومجلّات وجمعيّات ونقابات مهنيّة، وغيرها، مثل مجموعات موسى العلمي وخليل السَّكاكيني وتوفيق زيّاد ومحمود شقير وعلي قزق وشريف كناعنة وحسين البرغوثي وفاطمة المُحِبّ وسعادة إرشيد وفرانسوا أبو سالم وسميح القاسم وعمر القاسم، بالإضافة إلى مجموعات مسرح الحكواتي وجمعيَّة الاتحاد النسائي العربي وجمعيَّة الهلال الأحمر الفلسطيني، والاتحاد العام للمرأة الفلسطينيّة ومؤسَّسة تامر للتعليم المجتمعي ودار الطفل العربي في القدس، وبلديات سلفيت وطولكرم ونابلس وسرية رام الله الأولى وفرقة الفنون الشعبيّة، وصحيفتيّ الطليعة والشَّعب، وغيرها من المجموعات الغنيّة التي تُؤرّخ وتُوثّق لأنشطة المؤسّسات المختلفة، وللتاريخ الشخصيّ المغمور لعائلات وأفراد في فلسطين، ولدورٍ محوريّ للشخصيّات الوطنيّة والفنّيّة التي أثّرت في الحياة اليوميّة الفلسطينيّة ومشهدها السياسي والاجتماعي والثقافي.
وجديرٌ بالذّكر أنّ مدير مشروع الأرشيف الرَّقمي د. سليم أبو ظاهر، مَثّل المشروع في العديد من المؤتمرات والندوات التي أضاءت على إنجازاته، وعلى العديد من المسائل المُتعلّقة بأرشفة التاريخ الاجتماعي الفلسطيني، منها: ندوة رقميّة بعنوان "المتاحف الفلسطينيّة، متاحف من أجل فلسطين"، بالشَّراكة مع مؤسَّسة الدراسات الفلسطينيّة ومتحف فلسطين في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة، وجلسة حواريّة بعنوان "حديث الأربعاء"، بالتّعاون مع جمعيّة الثقافة العربيّة، ومحاضرة بعنوان "الأرشيف نظريًّا، الأرشيف فلسطينيًّا"، التي عقدها المتحف الفلسطيني، إضافةً إلى فعاليّات منتدى فلسطين للنشاط الرَّقمي. كما أسَّس المشروع لعقد عدد من الشَّراكات مع مؤسّسات محلّيّة تُعنى بالعمل الأرشيفي والبحثي، إذ وقِّعَت مذكّرة تفاهم مع مدى الكرمل- المركز العربي للدّراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة في حيفا، ويجري استكمال العمل للتوقيع مع بقيّة الشركاء المُحتملين.
يٌمكن للجمهور تصفّح النسخة التجريبيّة من موقع الأرشيف الرَّقمي للمتحف الفلسطيني على الرّابط www.palarchive.org، ومن المتوقَّع إطلاقه بحلّةٍ جديدة خلال الربع الثاني من العام الجاري.
صندوق أركيديا هو صندوق خيريّ تأسَّس على يد ليزبيت راوسينغ وبيتر بالدوين، وتأتي منحة الصندوق للمتحف الفلسطيني في ظلّ سعيه لتحقيق أحد أهدافه الخيريّة، والتي تُركّز على حفظ التراث الثقافي المُهدّد. منذ انطلاقه في عام 2001، قدّم الصندوق منحًا بقيمة تتجاوز 500 مليون دولار أمريكي.
تُعتبر مكتبة جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس إحدى المكتبات البحثيّة الرائدة في مجال المجموعات والخدمات المكتبيّة على نطاق عالمي. في العام الماضي، تمكّن ما يزيد عن 20 مليون مستخدم من الدخول إلى مكتبة الجامعة ومصادرها الرًّقميّة، التي تضمّ الآن أكبر مجموعة صور طيفيّة في العالم. وتُغذّي المكتبة، خلال حفظها للتراث الثقافي العالمي، عمليّة انتقال المعرفة بين الأجيال المتعاقبة حول العالم.