سعيد زاغة: السجادة الحمراء لا تستحق كل هذا الذل

2021-10-22 10:00:00

سعيد زاغة: السجادة الحمراء لا تستحق كل هذا الذل

سعيد المقيم حاليا في بريطانيا ويحمل جواز سفر أردني مؤقت مثل الكثيرين من الفلسطينيين، غادر بريطانيا متوجهًا إلى مطار القاهرة ثم الغردقة، لكن دخوله مطار القاهرة تحوّل الى كابوس، وسلسلة من الأخذ والرد مع إدارة المهرجان التي كانت تطمئن زاغة فيما يشهد بنفسه أفعالا متناقضة تماما من قبل أمن المطار!

 سعيد زاغة مخرج فلسطيني في رصيده فيلمين قصيرين ويعمل على تطوير فيلمه الروائي الطويل الأول "حشيشستان". كجزء من تطوير الفيلم وتجنيد الموارد له تقدم سعيد ومنتجة الفيلم طلبات لعدة مهرجانات وصناديق وبضمنها مهرجان الجونة بدورته الخامسة. وبالفعل؛ تمت دعوته للمشاركة في "CineGounaPlatform" الذي يستضيف ثلاثة عشر فيلما من العالم العربي في مرحلة التطوير.

سعيد المقيم حاليا في بريطانيا ويحمل جواز سفر أردني مؤقت مثل الكثيرين من الفلسطينيين، غادر بريطانيا متوجهًا إلى مطار القاهرة ثم الغردقة، لكن دخوله مطار القاهرة تحوّل الى كابوس، وسلسلة من الأخذ والرد مع إدارة المهرجان التي كانت تطمئن زاغة فيما يشهد بنفسه أفعالا متناقضة تماما من قبل أمن المطار!

في حديث مع سعيد حول الحادثة قال: "تمت دعوتي بشكل رسمي للمهرجان، واعلمني المسؤول عن تنسيق زيارات الضيوف في المهرجان بأنه تم تنسيق زيارتي، لكني عندما وصلت مطار القاهرة قيل لي بأني لم أحصل على تنسيق دخول للأراضي المصرية، فعرضت الدعوة للمشاركة في المهرجان وأعلمته بأن إدارة المهرجان أكدت لي أنها قامت بالإجراءات الرسمية اللازمة، لكن اتضح بعد ساعات من الانتظار ان ذلك لم يحصل وقرروا ترحيلي".

وتابع زاغة: "قام أمن المطار باحتجازي في غرفة سجن، أو "تخشيبة" كما يسمونها. بلا حقيبة او هاتف او حتى حذاء، احتجزوني لساعات في مكان كريهة الشكل والرائحة، منعت حتى من شرب الماء. كان الموقف مهينًا جدًا، صاحبته تصرفات وتفوهات مؤذية، وعند السماح لي بالخروج للسفر عائدًا إلى لندن على متن طائرة مصرية. رافقني ضابط حتى دخولي الطائرة وبقي جواز سفري محتجزًا لديه إلى حين وصول الطائرة إلى مطار هيثرو. خلال السفر كنت مراقبا حتى من عند مدخل الحمام. بدا الأمر سخيفا جدا وكأني سأهرب من الشباك، ولكنه مهين جدا. كانت هذه تجربة كفيلة باتخاذ قرار عدم العودة إلى مصر مجددًا، لا يمكنني المخاطرة"!  

بعد انتشار الأخبار حول ما تعرّض له زاغة، قرر الفنان محمد بكري مقاطعة المهرجان الذي دعاه لتكريمه وللمشاركة في ندوة، وحول هذا الموقف يقول سعيد: "لقد سمعت تصريحات الفنان محمد بكري، أنا لا أعرفه شخصيا ولكني كنت حريصا على التواصل معه وإبداء شكري وتقديري لموقفه وشجاعة قراره لأنه فنان له اسمه في المشهد السينمائي العربي. اتمنى ان يكون هناك موقف موحد للفنانين مناهض لمثل هذه المعاملة، فلست الفلسطيني الأول الذي يواجه موقفا كهذا، فقد سبقني في مواقف شبيهة كل من الممثل علي سليمان والمصور ايهاب ابو العسل، وكثيرون آخرون واجهوا مواقف مفزعة لكنهم فضلوا عدم الحديث عنها. أنا مقتنع بأننا يجب أن نعلن موقفًا لأنه من غير المنطقي بل متناقض ان نخرج للعالم بتصريحات وافلام تناهض الاحتلال والقهر ونكون خنوعين أمام الذل الممارس علينا من دولة عربية. علينا التحلي بالصراحة مع انفسنا ما بين كرامتنا وانسانيتنا أو السجادة الحمراء، باعتقادي السجادة الحمراء لا تستحق التعرض للذل"!

يعاني مهرجان الجونة السينمائي هذا العام من إشكاليات عدة، بين انتقادات وتصريحات وأخطاء فنية وحتى استقالة مديره الفني المخرج أمير رمسيس. وبالتزامن مع كل هذه الإشكاليات، لم يكن سعيد زاغة الضيف الوحيد للمهرجان الذي عانى ولم يتمكن من الوصول، وحول هذا الموضوع قال سعيد: "لم يكن هناك تواصل بيني وبين إدارة المهرجان، ولم احصل على رد فعل رسمي. لا أعلم من المسؤول عما يحدث، قرأت عبر وسائل التواصل الاجتماعي في السابق عن معاناة مخرجين عرب قبيل الوصول للمهرجان. لا أعرف طبيعة الاتصالات بين إدارة المهرجان وتنسيق زيارات الضيوف وبين الأمن، لكني لا أعتقد أن المهرجان لديه نوايا سيئة بتاتا تجاه ضيوفه".