غزة ورام الله في "قلنديا الدولي"

2016-10-05 06:09:49

غزة ورام الله في
Jack Persekian, “Sea Crop,” 2015, photo montage, 26 x 33cm . courtesy Qalandiya International)

غزة – تغريد عطاالله

تُشارك معارض غزة الفنيّة في فعاليات "قلنديا الدولي"- المحفل الفني الملهم للفنون المعاصرة- اليوم الأربعاء تحت شعار "هذا البحر لي"، ويتناول موضوع "العودة" في السياق الفلسطيني، وبجهدٍ تشاركيٍّ بين ١٦ مؤسسة ثقافية في فلسطين والخارج، لتتحدى بذلك غزّة المحاصرة دولياً منذ عشرة أعوام، محاولات الاحتلال الإسرائيلي إقصائها وإبعادها عن المشهد الثقافي، وتثبت حضورها في هذا المحفل الكبير.

يُنظّم معرض قلنديا الدولي هذا العام، متجاوزاً الحدود من فلسطين إلى بيروت وعمّان ولندن، متميزًا باتساع مداه الجغرافي وخلق شراكات دولية جديدة، تُضيف للمشهد الفنّي، ما تُضيفه من أشكال وهيئات وطرق وأساليب الفنون المعاصرة في التعبير عن هموم الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات.

ممثل جاليري شبابيك للفنون المعاصرة، الفنان التشكيلي سرحان، يرى أنّ أهمية مشاركة غزة في هذا الفعالية "تكمن في تسليط الضوء على غزة، كمدينة تحتفل بالحياة، برغم صعوبة الأوضاع المعيشية التي تتكبدها غزة، بسبب الحصار الإسرائيلي على القطاع". من ناحية أخرى، يرى سرحان أنّ "مشاركة غزة في المحافل الفنيّة، أمر بالغ الأهمية، لتحرير غزة من دائرة التضامن الدولي معها، كمدينة محاصرة، إلى التعاون معها كجهة منتجة للفنون، كأيّ مكان آخر في العالم، يتطلّع للخلق والتطوير والإنتاج.

رفضه قسر تقديم الأعمال الفنيّة على عنوان التضامن مع غزة، مشيراً إلى رغبته في إثبات الحالة الفنيّة في قطاع غزة كشريك في منظومة الفن الفلسطيني في العالم، وبالذات في محفل فنّي، كمعرض قلنديا الدولي.

في السياق نفسه، يؤكد ممثل جاليري التقاء، الفنان التشكيلي رائد عيسى، رفضه قسر تقديم الأعمال الفنيّة على عنوان التضامن مع غزة، مشيراً إلى رغبته في إثبات الحالة الفنيّة في قطاع غزة كشريك في منظومة الفن الفلسطيني في العالم، وبالذات في محفل فنّي، كمعرض قلنديا الدولي.

 يُشارك في هذه الاحتفالية، لفيف من الفنانين: ماجد شلا، شريف سرحان، محمد الحواجري، مي مراد، دينا مطر وغيرهم، لتكون هذه التجربة ــ والتي يحتفل فيها للمرّة الثالثة على التوالي ــ تجربة فريدة وجديرة بالاحتفاء بها، لا سيما أنه من المتوقع أن يحضر المعرض لفيف من المهتمين والمثقفين والنقاد، إضافة إلى جمهرة كبيرة من أجهزة الإعلام المحلي والدولي. 

انطلاق فعاليات "قلنديا الدولي" - رام الله

أعلنت اللجنة التنظيمية لـ "قلنديا الدولي"، أمس الثلاثاء، عن انطلاق فعاليات النسخة الثالثة من المحفِل الفني الملهم للفنون المعاصرة، اليوم الأربعاء، تحت شعار "هذا البحر لي"، وبتنظيم ١٦ مؤسسة ثقافية، ومشاركة حوالي ٢٠٠ فناناً محلياً وعالمياً. 

وقال أعضاء اللجنة التنظيمية في مؤتمر صحافي عقد في مركز خليل السكاكيني الثقافي في رام الله: إن "قلنديا الدولي" سينطلق بحفل افتتاحي غداً في حيفا بالتزامن مع غزة وبيروت وعمان ولندن، وستمتد الفعاليات حتى ٣١ تشرين الأول في القدس ورام الله وبيت لحم. 

وحول ثيمة هذا العام، قال مدير برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان محمود أبو هشهش: "اخترنا العودة لأن النكبة ببساطة لا تزال تجدد نفسها وتتحول من شكل إلى آخر، وهذا ما يجعل سؤال العودة سؤالاً حاضراً وملحاً على كل المستويات، خاصة أن العودة تحولت إلى خطاب سياسي وتذكر في المناسبات بطروحات تفتقر للجدية. هنا يأتي واجبنا كعاملين في المشهد الثقافي للإبقاء على الأسئلة المصيرية" 

وحول اختيار شعار "هذا البحر لي" يضيف: "من شأن البحر أن يسحب فكرة العودة من ساحة الساسة ومحدوديتها إلى ساحة البداهة والحتمية" 

من جهته أكد مدير جمعية الثقافة العربية إياد برغوثي، على أن "قلنديا الدولي" تأتي بإنجازين رئيسيين أولهما استمرار الشراكة الحقيقية بين المؤسسات الثقافية، والتي تشاركت في الموارد والمصادر مع الإبقاء على الاستقلالية، رغم التحديات والجغرافيا المفككة، وثانيهما تعزيز البعد الدولي بخلق شراكات جديدة في عمان وبيروت ولندن، ودلالات هذه الشراكات خاصة في سياق الحديث عن العودة واللجوء. 

هذا واستعرضت منسقة المشاريع في مؤسسة المعمل للفن المعاصر ألين خوري أبرز معارض وفعاليات "قلنديا الدولي" لهذا العام، مؤكدة على أهمية الطروحات المقدمة في الأعمال الفنية المختلفة والتي تتناول العودة واللجوء من منظور مختلف وبطريقة غير مباشرة، إضافة إلى تنوع الفعاليات المقدمة خارج إطار موضوع العودة. 

يذكر أن قلنديا الدولي ينظم كل عامين بدءاً من عام ٢٠١٢، ويقوم على الشراكة العريضة والتعاون والتشبيك، ويهدف إلى تعزيز دور الثقافة دور الثقافة في فلسطين، وترسيخ مكانة فلسطين الثقافية في العالم. 

للاطلاع على برنامج "قلنديا الدولي" كاملاً: http://www.qalandiyainternational.org/