زاهر عبد الباقي - مجلة رمان الثقافية https://rommanmag.com/archives/author/103rommanmag-com مجلة ثقافية فلسطينية مستقلة Sat, 02 Nov 2024 08:40:38 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.6.2 https://rommanmag.com/wp-content/uploads/2024/10/cropped-romman_logo-pink-32x32.png زاهر عبد الباقي - مجلة رمان الثقافية https://rommanmag.com/archives/author/103rommanmag-com 32 32 «تنهيدة المغربي الأخيرة»: سلمان رشدي في متاهة الجحيم https://rommanmag.com/archives/18900 Thu, 14 Sep 2017 10:48:25 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%aa%d9%86%d9%87%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d8%b1%d8%a8%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%b3%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%b1%d8%b4%d8%af%d9%8a-%d9%81/ تأخرت الترجمة العربية لرواية «تنهيدة المغربي الأخيرة» كثيراً لأسباب عديدة ليس أقلها المنع الذي طال صاحبها سلمان رشدي، لا سيما بعد الخطر الذي حاق به إثر فتوى الخميني بهدر دمه بسبب روايته «آيات شيطانية». الرواية التي استقبلتها الصحافة والجمهور بكثير من الشغف بعد صدورها في أيلول/سبتمبر 1995 أصبحت اليوم متاحة للقارئ العربي بعد أن ترجمها […]

The post «تنهيدة المغربي الأخيرة»: سلمان رشدي في متاهة الجحيم appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
تأخرت الترجمة العربية لرواية «تنهيدة المغربي الأخيرة» كثيراً لأسباب عديدة ليس أقلها المنع الذي طال صاحبها سلمان رشدي، لا سيما بعد الخطر الذي حاق به إثر فتوى الخميني بهدر دمه بسبب روايته «آيات شيطانية».

الرواية التي استقبلتها الصحافة والجمهور بكثير من الشغف بعد صدورها في أيلول/سبتمبر 1995 أصبحت اليوم متاحة للقارئ العربي بعد أن ترجمها السوري عبد الكريم ناصيف، وأصدرتها “دار التكوين”. 

لا تختلف «تنهيدة المغربي الأخيرة» عن مجمل أعمال رشدي، لجهة الدوامة السردية التي تمثل علامة فارقة في أسلوب صاحب «أطفال منتصف الليل»، الرواية التي قدمته إلى العالم، وحازت على جائزة البوكر البريطانية مرتين.

في «تنهيدة المغربي الأخيرة» يبني رشدي حبكته على ثلاثة أبعاد؛ بعدين مكانين وهما الهند، مكان ولادة بطل الرواية وراويها موريس الزغبي، ثم إسبانيا، أرض الأجداد المطرودين من جنة الأندلس والمكان المشتهى للتنهيدة الأخيرة وأصل كنية موريس العائلية، فالزغبي من حيث المعنى تشير إلى الشؤم، والمقصود به هنا هو أبو عبد الله الصغير، آخر ملوك الأندلس الذي نفيت جاريته اليهودية إلى الهند وهي حامل وهناك امتد نسله. أما البعد الثالث فهو الزمن الذي يستعير حركة البندول صعوداً وهبوطاً بحيث تندمج البدايات بالنهايات، دون أن يلحق بالسرد رتابة البندول المملة.

بالعودة إلى أحداث الرواية يرجع رشدي بالزمن إلى عهد آخر حكام الأندلس العرب وتخيير اليهود بين المسيحية والمنفى وانطلاق كولومبس لاكتشاف طريق جديد للهند. في الهند يسرد الراوي تاريخ أجداده لأمه من جده الأكبر فرنسيسكو دي غاما، تاجر البهارات الثري، الوطني والتقدمي، مروراً بجدته إبيفانيا التي تهمس لأمه أورورا بلعنة ستضرب ولدها موريس الذي لم يولد بعد، في استعادة للعنة ماكوندو في مائة عام من العزلة. تبقى أورورا الشخصية الأكثر وجوداً في الرواية إن لجهة الأحداث التي شاركت فيها أو لجهة التطورات والتحولات المتناقضة للشخصية.

تتزوج أورورا من اليهودي إبراهام الزغبي بعد قصة حب جامحة تحدت فيها رجال الدين ومجتمع كوشين، ليولد بعدها موريس، لا كاثوليكياً ولا يهودياً، بل “يهوليكي” مجهول. المفارقة “الماركيزية” -إن صحت التسمية- أن موريس ولد بعد أن حملت به أمه أربعةَ أشهرٍ ونصف فحسب، هذا الوقت المضاعف سيرافقه طوال عمره ليبلغ السبعين وهو ما زال في الخامسة والثلاثين. بعدها سينتقل إبراهام بالعائلة إلى بومباي تاركاً ورائه المجتمع اليهودي في كوشين على وشك الانقراض، حيث ينخرط في أنشطة أكثر ربحاً، منها توريد الفتيات لمواخير المدينة، تهريب الهيروين والاتجار بالأسلحة حتى النووية منها. وإذا كان رشدي اختار هذا الدور الشرير لإبراهام فهو يظهر بعداً مركباً جديداً عند أورورا الرسامة الفذة والأم المشوشة التي تعاني من إحساس بالتقصير العاطفي تجاه ابنها موريس، لكنها تحسم صراعها الداخلي باختيار الرسم فضاءً لأمومتها. هنا يدخل موريس في رسومات أمه وتحضر إسبانيا في لوحات عن الهند حيث تنتهي سلسلة الرسومات بلوحةٍ تحمل عنوان الرواية، ويظهر فيها موريس كروح قابعة في الجحيم.

تتوالى فصول الأحداث بتسارع لاحقاً، مسلطة الضوء على حياة موريس في الهند وعلى حياة الهند نفسها من احتلال البريطانيين، وانقسام المجتمع بين مؤيد ومعارض مروراً بأحزابها وشخصياتها السياسية مثل نهرو وغاندي، وانزلاق البلاد في أتون صراعات وحروب طائفية وعرقية. في خضم هذه الأحداث تعود أورورا للظهور بشخصية الناشطة والمناضلة المدافعة عن حقوق الأقليات في وجه الأكثرية الهندوسية. بعد أن تقتل أمه وتخرب تجارة أبيه وتدمر النزاعات نصف مدينة بومباي، يقرر موريس الانسحاب من الهند إلى الأندلس مأخوذاً بحجم الدمار والبربرية، مصدقاً نبوءة أورورا في رسمه داخل الجحيم. 

يعود رشدي في الفصل الأخير ليقفل الدائرة مع الفصل الأول موازياً بين موريس وأبو عبد الله الصغير في مصيرهما المحكوم بالمنفى، وما يلبث أن يزيد على معاناة موريس، فتراه تائهاً بين السياح في إسبانيا كما لو أنه في إحدى متاهات دانتي المرعبة، باحثاً عن رسومات أمه المسروقة. بحثه أوصله إلى سجن بدأ فيه بكتابة حكاية العائلة، لتنتهي الرواية بموريس ساعياً للنوم قرب شاهدة قبر على أمل الاستيقاظ في زمن أفضل.

أخيراً، يبدو أن رشدي قد تعمّد الإيحاء في مضمون الرواية برسالة مفادها أن لأبناء المنافي مصير واحد هو الاغتراب والبحث عن الضائع والمفقود. أما في الشكل والبناء الروائي فإن أسلوب رشدي الذي يتوخى الفوضى في الكتابة يؤدي إلى إشكالية في المعنى، وبالتالي الخوض في غموض مقصود، وفي نفس الوقت يطيح ببنية الرواية الكلاسيكية. زدْ على ذلك الشخصيات الكثيرة التي تظهر وتختفي حتى في الصفحات الأخيرة، بالإضافة إلى حشر الأسماء والرموز والأساطير ما بين دفتي الرواية. كل هذا يجعل النص عصيّاً على الدخول في باب المتعة والدهشة الأدبية وإن ضم في طيّاته الكثير من المفاتيح. 

The post «تنهيدة المغربي الأخيرة»: سلمان رشدي في متاهة الجحيم appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
«رحلة الدم» لإبراهيم عيسى: تحامل الأدب على التاريخ https://rommanmag.com/archives/18855 Thu, 17 Aug 2017 07:28:21 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%b1%d8%ad%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%85-%d9%84%d8%a5%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d8%b9%d9%8a%d8%b3%d9%89-%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%af%d8%a8/ سببان رئيسيان دفعاني لقراءة رواية إبراهيم عيسى الأخيرة «رحلة الدم» (دار الكرمة – 2016) وهما: توصية صاحب المكتبة في بيروت، وازدرائي لمواقف عيسى “السيساويّة”، وبالتالي جاء الأمر إشباعاً لفضولي في التعرف على الجانب الأدبي للرجل. والمفارقة الغريبة التي جاءت بعد الانتهاء من القراءة، ذلك أنّ ما يمكن أن يقال عن الرواية فنيًا كان أقل بكثير […]

The post «رحلة الدم» لإبراهيم عيسى: تحامل الأدب على التاريخ appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
سببان رئيسيان دفعاني لقراءة رواية إبراهيم عيسى الأخيرة «رحلة الدم» (دار الكرمة – 2016) وهما: توصية صاحب المكتبة في بيروت، وازدرائي لمواقف عيسى “السيساويّة”، وبالتالي جاء الأمر إشباعاً لفضولي في التعرف على الجانب الأدبي للرجل. والمفارقة الغريبة التي جاءت بعد الانتهاء من القراءة، ذلك أنّ ما يمكن أن يقال عن الرواية فنيًا كان أقل بكثير مما هو فكريّ وسياسيّ.

تدور أحداث الرواية أساساً في زمن الخليفة عثمان بن عفان حتى مقتله، تتخلّلها قفزات تعود إلى فجر الدعوة الإسلامية. أما مكانياً فساحة الأحداث المركزية هي المدينة المنوّرة، حاضرة الخلافة ومنزل جلّ الصحابة، بالإضافة إلى فسطاط مصر، وكذلك البصرة والكوفة والشام. 

على امتداد أكثر من 700 صفحة، بنى عيسى شخصيات روايته بطريقة مركّبة، نجح من خلالها بمقاربة الشخصيات التاريخية بما فيها من تضاد بين ضمير ديني زاهد وجنوح سياسي إلى السلطة والمال في آن. ما منح الرواية مصداقية وقبولاً أغاظ السلفيين والمدافعين عن قدسية المرحلة ورجالاتها. 

يمتاز السرد في الرواية بلغة عالية فرضتها الأحاديث المأخوذة من بطون كتب التراث من جهة، وتمكّنُ الكاتب من منطق شخصياته الروائية من جهة أخرى. لذلك نجح صاحب رواية «مولانا» في خلق مشاهد حية تشبك القارئ بالأحداث، وإن بدت في بعض الأحيان أنها إضافات زائدة عن حاجة النص. 

من الصعب أن يقدم هذا المقال مراجعة شاملة لأحداث الرواية، لكن تجب الإشارة إلى نقطة مهمة تعمّد الكاتب استغلالها. إذ يقول في بداية التنويه “إنّ جميع شخصيات هذه الرواية حقيقية، وإن كل أحداثها تستند على وقائع وردت في المراجع التاريخية”. ثم يعدد خمسة عشرة كتابًا، من بينها المراجع المعروفة مثل «تاريخ الرسل والملوك» للطبري، و«البداية والنهاية» لابن كثير، و«أنساب الأشراف» للبلاذري، وكتب بحثيّة مثل «سقيفة حُبّى» لجورج كدر. كذلك يركّز التقديم على الغلاف الخلفي للرواية على هذه النقطة، وبذلك جهّز عيسى الأرضية “الصادقة” لروايته ووضع القارئ في برزخ بين التاريخ والأدب.

خلال أحداث الرواية، سوف يفي عيسى بوعده في تحقيق صدمة للقارئ، من خلال إيراد روايات تاريخية تضيء على الزوايا المعتمة في النفس البشرية، حتى وإن كان هؤلاء البشر صحابة النبي وأعلام الإسلام. فتقرأ مثلاً أن الخليفة عثمان يكاد لا يمتلك رأياً خاصاً به، سوى البقاء في المدينة وعدم خلع نفسه من الخلافة، وأنه كان قد أهدى زوجته حلياً من بيت مال المسلمين، فأصطدم مع الإمام علي وضُرِبَ عمار بن ياسر على هذا، وكان عبد الله بن مسعود قد تعرض سابقاً للضرب بسب معارضته طريقة الخليفة في إدارة بيت المال. أما محمد ابن أبي حذيفة، ربيب عثمان، فقد زوّر رسائل على لسان أمهات المؤمنين، عائشة وأم سلمة، ليؤلب الناس على خليفتهم وأميره في مصر، بينما محمد ابن ابي بكر وشقيق عائشة يصمت عن حقيقة الرسائل متواطئاً. أما طلحة، شريك عثمان وصاحبه، فها هو يموّل الثائرين على عثمان في المدينة. وسعد بن أبي وقاص يعتزل الشأن العام ويلحقه في الاعتزال كل من علي بن أبي طالب بعد فشل محاولاته للإصلاح، وعائشة التي انطلقت للحج.

إذاً جوهر الرواية هو الصدمة، وإلا فما الداعي لإقحام حديث عائشة عن مباشرة النبي لها خلال الحيض؟ من جانب آخر، يبدو أن إبراهيم عيسى تعمد أن تثير الرواية جدلاً من خلال إقحامها في صيغة كتاب تاريخي يستند على كتب التراث مباشرة، دون أن يولي أهمية كبيرة للتأكد من صحة أخبارها أو عدمه. فعلى سبيل المثال، «تاريخ الطبري» على أهميته إلا أنه يبقى مجموعاً من الأخبار المسندة لكنها ليست بالضرورة صحيحة. يقول نجيب محفوظ أنه قدم رائعته «أولاد حارتنا» على أنها رواية، لكن الناس تعاطت معها على أنها كتاب، وهذا بالضبط ما أراده عيسى لروايته. 

تكتسب «رحلة الدم» أهميةً استثنائية في توقيتها، فهي تصدر في زمن تراجعت فيه الكتابة النقدية لصالح الكتابة النسخية للتراث العربي الإسلامي، لكن تلك النقدية تظل محصورةً في حيّز الرؤية الشخصية للكاتب، لكونه لم يولِ الفن الروائي، بما فيه من تعدّد آراء وتضارب سرديات وجدل حول الحقيقية، تلك المكانة التي تسمح للنص أن يتجاوز الأحادية القائمة على الصدمة وحسب.

The post «رحلة الدم» لإبراهيم عيسى: تحامل الأدب على التاريخ appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>