ياسر خنجر - مجلة رمان الثقافية https://rommanmag.com/archives/author/18rommanmag-com مجلة ثقافية فلسطينية مستقلة Sat, 02 Nov 2024 08:40:18 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.6.2 https://rommanmag.com/wp-content/uploads/2024/10/cropped-romman_logo-pink-32x32.png ياسر خنجر - مجلة رمان الثقافية https://rommanmag.com/archives/author/18rommanmag-com 32 32 “قنّاص” وقصائد أخرى https://rommanmag.com/archives/18631 Fri, 07 Apr 2017 04:00:00 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d9%82%d9%86%d9%91%d8%a7%d8%b5-%d9%88%d9%82%d8%b5%d8%a7%d8%a6%d8%af-%d8%a3%d8%ae%d8%b1%d9%89/ قنّاص يهمسُ القنّاص في أُذنِ الرصاصةِ فيضَ لعنتهِ، يُمسّدُ ظهرَها العاري يُكفكفُ فضّةَ الأفقِ التي انسكبَت  على وهجِ النحاس، يُزيلُ دمعتَهُ النديّة. يَنتَقي مِن بينِ آياتِ البلادِ رسولةً كانَ الرصيفُ صلاةَ خُطوَتِها وركعَتَها الأخيرةَ قبلَ بابِ البيتِ. يغرسُ بينَ أضلُعِها  بُذورَ المعدنِ المصقول، يَثقبُ قلبَها لهبٌ، مدرّبةٌ رصاصتُه على البوحِ بكلّ ضغائنِ الروحِ، بكلّ حِرابها […]

The post “قنّاص” وقصائد أخرى appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
قنّاص

يهمسُ القنّاص في أُذنِ الرصاصةِ فيضَ لعنتهِ،

يُمسّدُ ظهرَها العاري

يُكفكفُ فضّةَ الأفقِ التي انسكبَت 

على وهجِ النحاس، يُزيلُ دمعتَهُ النديّة.

يَنتَقي مِن بينِ آياتِ البلادِ رسولةً

كانَ الرصيفُ صلاةَ خُطوَتِها

وركعَتَها الأخيرةَ قبلَ بابِ البيتِ.

يغرسُ بينَ أضلُعِها 

بُذورَ المعدنِ المصقول،

يَثقبُ قلبَها لهبٌ، مدرّبةٌ رصاصتُه

على البوحِ بكلّ ضغائنِ الروحِ،

بكلّ حِرابها

وضبابها

وركام غايتِها الخراب.

……..

يهمسُ القنّاصُ في أُذنِ الرصاصةِ نصفَ بَسملَةٍ،

يكسرُ نصفَها الثاني،

يُصيبُ صلاتَنا بالكفر.

 

فسحة

جثثاً نكونُ إذا لم يذرفِ القبرُ في أنفاسِنا وجعَ السؤال،

جثثاً نكونُ إذا ظلّ الجوابُ رهنَ هذا الغيبِ،

رهنَ السماءِ أو رهنَ المقبرة،

فاترك لنا -حينَ ترخي ظلَّك في وقتِنا- يا نبيّ الهاوية،

فسحةً مِن ترابٍ أوسَع من القبرِ قليلاً، 

أعمَقُ مِن شَهقةِ الموتِ،  

نَزرعُ في حُضنِها مَنيّ حلمٍ صغيرٍ

أو نَزرعُ الذكريات.

واترك لنا حينَ تَسحبُ ظلّكَ مِن وقتِنا،

غيمةً واحدةً أنقى من حدقةِ العينِ قليلاً،

أعلى  من سماءٍ صافية،

نكتبُ فوقَها سِفرَ الذهابِ إلى أفقِ الحياة.

فاترك لنا فسحةً مِن ترابٍ أوسعُ من القبرِ قليلاً، 

لا لشيءٍ،

لا لشيءٍ غير شهية صبحٍ جديد.

 

جثثاً نكونُ إذا لم يذرفِ القبرُ في أنفاسِنا وجعَ السؤال.

جثثاً نكونُ إذا ظلّ الجوابُ رهنَ هذا الغيبِ،

رهنَ السماءِ أو رهنَ المقبرة.

جثثاً نكونُ إذا أفلَتَت من وقتِنا

شهيّة صبحٍ جديد.

 

جوع

يا أُمّنا الله،

أنجبيني اليومَ كما أنجبتِني من قبلُ.

أنجبيني الآنَ لا دليلَ ولا نبيّا،

 لا كاهناً، لا رسولاً أو غفور.

أنجبيني وليَكُن في بلادي صليبي، قبرَ هذا الحصار.

شاهقاً قدرَ جوعي، واضحاً مثلَ فجرٍ لا يَخيب،

 وقريباً مثلَ خفقَةِ قلبي من ضُلوعي. 

أنجبيني،

وليَكُن خُبزاً في بلادي جسميَ المَغدور.

 

الشجرة التي تصير

شجرةُ التوتِ التي عندَ بابِ البيتِ،

أمسكَت يديّ وهي تَمضي صوبَ مِدفأةِ الحَطبِ وقالت:

– كنتُ أسرقُ ظلّكَ دونَ أن تَنتَبه،

والآن إلى الجمرِ أسيرُ

فحدّق بظلّكَ

تُبصرُ الشجرةَ التي تَصيرُ.

 

جراح الغيمة

ليست وطناً، بلادٌ تتجنّبُ الغوصَ في وحلِها، 

إنها وقتك المكسور في الانتظار،

لحظة تمتدّ من آخرِ طعنةٍ حتى انكسارِ النصل.

والطريقُ الذي لا يعضّ قدمَيك، ليسَ دربك، 

رصيفُهُ هامشٌ يَكفي لتَدوينِ الملاحظة: “لن أعودَ مِن هُنا”.

ما كنتَ يوماً عاشقاً يا صاحبي

لو لَم تظنّها قُبلاً، جراح الغيمةِ في قلبكَ.

 

انتظار

في السجنِ نوافذُ قليلةٌ،

لا تَغمزُ للشمسِ ولا تُطلُّ على شَجَر،

لكنّها تُذكّرُ السجناءَ 

أنّ حلماً خلفَ هذا الجدارِ

وحبيبةً تَنتَظر.

 

في السجنِ أبوابُ كثيرةٌ

لا مِقبضَ لها، لا تُفتَحُ على زقاقٍ أو حديقةٍ،

كلّ سجينٍ واثقٌ أنّ خلفَ هذهِ الأبواب

ساعدَينِ جاهزَينِ للعناقِ

وقلباً على أُهبةِ الوَثبِ ما إن تَنفَتِح.

 

وفي السجنِ 

يَحدثُ أن يخلفَ الوقتُ وعداً ويراكمَ المراثي، 

فلا تَصدقُ نافذةٌ ولا يُفتحُ بابٌ،

تَبكي الحَبيبَةُ حينَ تَبغَتُها الجنازَةُ

وتَظَلُّ فاتِحَةً ذراعَيها

واثقةً أنّ عاشقها خلفَ بابِ السجنِ يَنتَظِرُ،

مِثلها يَنتَظِر.

 

خلاخل

وكنتُ أظن خطايَ تتوبُ إلى الدربِ 

حتى وجدتُ خطاكِ 

فتابَت إليها الدروبُ وتبتُ.

وكنتُ أحدّقُ في الغيمِ بحثاً عن الماءِ 

حتى وجدتُ رنينَ المعاولِ يصرخُ بي فامتثلتُ.

حملتُ على ظهريَ المتقوّسِ كلّ الينابيع 

كي تشربَ الأفقَ،

حين الغمامُ يضنُّ عليَ بدمعتهِ، 

وبئراً تتوبُ إليها الظباءُ حفرتُ.

فهل كانت البئرُ إلّا صدى خفقةِ البوحِ من شفتيكِ

وهل يشربُ النبعُ غيرَ رنين الخلاخلِ في قدميكِ؟

 

نوم

حملَت فَراشتَها إلى النومِ الذي خَشيَت 

ولَم يأتِ الصباح.

حملَت إلى نومٍ يُغافِلُ رمشها العالي،

 مناماتٍ 

وطائرةَ الورق،

لَم يأتِها وَحيٌّ ولا غمزَت للُعبتِها الرياح.

كانت تُخبّئ وردةً في جَيبِها، 

وتلمّ أوراقَ الحبق.

كانت تُطرّز ليلَها نجماً وتَلبسهُ وِشاح.

نامَت وفي يدِها خيوطُ الحلمِ، 

مفتاحُ الأفق،

كراسُ رسمٍ، دميةٌ والوقتُ مكسور الجناح.

فتعثّرت شمسُ الغدِ

وتلعثمَت فيها الطُرُق،

حملَت أراجيحاً إلى النومِ الذي خشيَت 

ولَم يأتِ الصباح.

…………………

نجمةٌ كانت تُراقبُ نومَها والمنامَ.

نجمةٌ سقطَت على خدّ اليمامَة،

حينَ لَم تعثُر على عينَيها شمسٌ.

نجمةٌ…

نجمتانِ صارَ دمعهُما غمامَ.

The post “قنّاص” وقصائد أخرى appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
وحدك والبلاد https://rommanmag.com/archives/18299 Fri, 19 Aug 2016 04:04:28 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d9%88%d8%ad%d8%af%d9%83-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%84%d8%a7%d8%af/ عطش كانَ في المنزلِ وردٌ لم يألَف يديّ تسكبانِ له الماء إن عطشَ كان قد تعوّدَ أن يشربَ المطرَ مِن ثدي السحابة. أمدّ يَدي أرجوجةً للوردِ، لا يكتفي. أسكبُ قلبي لهُ، لا يرتوي. أغرسُ رمشاً وتداً في ظلّهِ وأصابعي سلّماً، ولا يتّكئ الورد على رمشي، لا يصعدُ أصابعي سلّما. يبسَت سمائي والعصافيرُ جفَتها، والسحابةُ. إنني […]

The post وحدك والبلاد appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
عطش

كانَ في المنزلِ وردٌ

لم يألَف يديّ تسكبانِ له الماء إن عطشَ

كان قد تعوّدَ أن يشربَ المطرَ مِن ثدي السحابة.

أمدّ يَدي أرجوجةً للوردِ، لا يكتفي.

أسكبُ قلبي لهُ، لا يرتوي.

أغرسُ رمشاً وتداً في ظلّهِ وأصابعي سلّماً،

ولا يتّكئ الورد على رمشي، لا يصعدُ أصابعي سلّما.

يبسَت سمائي والعصافيرُ جفَتها، والسحابةُ.

إنني التيهُ، لا هَديَ لي

لا مستقَرّ لقلبي،

إلّا حين أعتادُ ثانيةً أن أحملَ أباريقَ الماءِ

من البئرِ التي هجرَتها الدموعُ،

من البئرِ التي هي أقربُ للترابِ الرطبِ

منها إلى السماءِ اليابسة.

وحدك والبلاد

وحدكِ تذهبينَ إلى النومِ

بشمسٍ في ثيابكِ،

ومساءٌ بمليون نجمةٍ وقمرٌ

عالقٌ في أكمامِ ثوبكِ.

وحدكِ

تنهضينَ مِن شقوق العتمِ

خضراءَ كغصنِ زيتونٍ،

بيضاءَ كقلبِ عاشقةٍ ينهبهُ جرحانِ وجرح،

سمراءَ ككحلٍ في رموش العين.

وحدكِ تعبُرين العتبة،

خُطاكِ تَستدرجُ الضوء حيثما وطأت،

فيحتفلُ بكِ الصبحُ

وتُشبهكِ البلادُ

ثم وحدكِ والبلاد.

مقبض باب

هنالكَ فأسانِ يَحتَطِبانِ خُطاك إلى المَوقدِ الباردِ،

إلى سفرٍ يابسٍ في الرماد،

وظلّان يَختطفانكَ،

عتمٌ أدَرتَ لهُ ظهركَ وصبحٌ يُخبّئُ شَمسَهُ عنكَ.

هنالكَ وَهمانِ يحتضنانكَ يا قلبُ،

أمسٌ لغيرِكَ دفءُ يديهِ،

غدٌ ليسَ يزرعُ وردَهُ في جَفنِكَ،

حذاءهُ أضيقُ مِن قدمَيك وعيناه مُهترئة. 

فلا تَمتطي صهوةً غيرَ نبضِك، يا قلبُ

غيرُ نبضِكَ لا يُسعفك.

هنالكَ بين الصحاري التي تَطعنُ بالرملِ كلّ صهيلٍ

وبين اخضرارٍ يُعرّشُ في خفقِكَ،

مقبضُ باب. وما بين هذا الخراب

وبين اخضرارٍ يُعرّشُ في خفقِكَ، مقبضُ باب.

هنالكَ ما بين يأسٍ يُحاصرُك،

وفأسٍ تُخاصرُك،

ومحراث موتٍ يُعلّقُ أشواكَ مِخلبِهِ في زوايا العيون،

هنالكَ خفقتُكَ التي نَشزَت في اليباب،

ومقبضُ باب.

فلا تَمتَطي نَصلَ هذا الرمادِ ووشمَ الصدأ.

لكَ القلقُ الأبديّ وصهوةُ نبضِك، هاجسُك المُتعثّرِ،

وكِسرةَ ضوءٍ على العتبات.

لكَ القلق الأبديّ ومقبضُ باب.

لاجئ

يومَ كنتُ صغيراً أمسكَت أمّي يدَيّ وقالَت:

سنملأُ جرّةَ ماءٍ من النبعِ “عينِ القَصَب”

ونجتازُ هذا الخراب،

تَعلّق بأطرافِ ثوبي

وثَبّت عيونَكَ في الأرضِ يا ابني لتَحفظَ وقعَ خطايَ،

تَتبّع رنينَ الخلاخِلِ في قدمَيّ لتَنجو.

إذا غبتُ عنكَ فلا تَنتظرني،

ولكن تَذكّر: هنالكَ شمسٌ تمدُّ يدَيها إليكَ برفقٍ

إذا اختارَ قلبُكَ من ضوئها دَربَهُ،

هنالكَ دربٌ إلى الصبحِ يُفضي. فلا تَنتظرني

ولكن تَتبّع رنينَ الصباحِ على وسنِ تحتَ جفنِك،

ورائحةَ الوردِ فوقَ سريرِ طفولتِكَ العاثرة.

……

منذُ كنتُ صغيراً

ظلّ خيطٌ ناسلٌ من ثوبِ أمّي

عالقاً في يديّ.

عيناك أنت

رغمَ أنّ الخرابَ يعمّ

هنالك عينانِ تنتبهانِ إلى نجمةٍ

سكبَت وَجهَها قبلاً فوقَ خدّ الحبيب.

تُضيئانِ حلكةَ هذا المساء.

رغمَ هذا الخراب، ورغمَ احتفالِ الحرائقِ فوقَ جذوعِ الشجر،

هنالك غيمٌ طريٌّ تدفّقَ من ثديهِ الماء

حين تعثّر في مَشيِهِ النهرُ أو نَهرَتهُ حصاةٌ.

هنالك كفّانِ تنتَصرانِ لوردِ الحدائقِ،

تَرتديان الحقولَ فتُزهرُ فوقَهُما شهقةُ البُرعُمِ،

تَسندُ الأرضَ كفّانِ لا تَتعبانِ من البحثِ عن شهقةِ البُرعُمِ.

رغمَ هذا الخراب، ورغمَ الجناحِ الذي خذَلَت خفقَهُ

ريشةٌ هشّةٌ كسرَتها الرياحُ،

هنالكَ قلبانِ يكتفيانِ بحلمٍ وحيدٍ كظلّ الغريبِ،

صغيرٍ كلفتَتِهِ الخائفة،

جميلٍ كصبحٍ تعوّد ألّا يخيبَ وألّا يُخيّبَ قلبينِ يكتفيانِ

بصُبحَيهِما فيهِ، يغفِرُ ما كانَ قبلَهُ من غفوَةٍ ونُعاس.

هنالكَ عينانِ تَستَدرِجانِ إلى العتمِ نجماً،

ويَقطرُ من بينِ جفنَيهِما الضوءُ،

عيناكِ أنتِ.

طريق

بكيتُ لأنّ حذائي ضيّق

ونصفُ الطريقِ إليكِ ازدحامٌ ووعرُ

ونصفٌ فلاةٌ وقفر.

بكيتُ لأنّ الوصولَ إليكِ مراوغةٌ في الصلاةِ

سجودُ المحبّين فوقَ سجاجيدَ كفر.

بكيتُ لأنّكِ تنأينَ عنّي

وفأسُ الخرابِ تُحطّب جذعي

تُهيّئني للمواقدِ قوتاً،

ألَم تحترق في لهيبي كفٌّ تحاولُ إخمادَ قلبي!

أكونُ الطريقَ، أكونُ الصلاةَ، الشجر،

أكونُ المواقِدَ، كلّ المواقِدِ أن يدفأ القلبُ فينا،

وأن تبرأ النارُ مِن أوجُهِ الاحتراقِ

وتَبقى على وَهجِها

رسولةَ ضوءٍ

وتَبقى على جَمرِها

رسولةَ دفءٍ.

أكونُ الطريقَ،

أكونُ الصلاةَ، الشجر.

The post وحدك والبلاد appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>