عماد الأحمد - مجلة رمان الثقافية https://rommanmag.com/archives/author/92rommanmag-com مجلة ثقافية فلسطينية مستقلة Sat, 02 Nov 2024 08:40:59 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.6.2 https://rommanmag.com/wp-content/uploads/2024/10/cropped-romman_logo-pink-32x32.png عماد الأحمد - مجلة رمان الثقافية https://rommanmag.com/archives/author/92rommanmag-com 32 32 فرانسوا تروفو: 10 أفلام أساسية (ترجمة) https://rommanmag.com/archives/19206 Thu, 05 Apr 2018 12:40:45 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d9%81%d8%b1%d8%a7%d9%86%d8%b3%d9%88%d8%a7-%d8%aa%d8%b1%d9%88%d9%81%d9%88-10-%d8%a3%d9%81%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a3%d8%b3%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%b1%d8%ac%d9%85%d8%a9/ كتبها ديفيد باركينسون لموقع BFI، وهذه ترجمتنا لها…   قدم فرانسوا تروفو الذي كان من أبرز المخرجين الأساسيين للموجة الفرنسية الجديدة بعضاً من أفضل كلاسيكيات الحركة من فيلم Jules et Jim إلى Day for Night. قيل إن جيرار ديبارديو  قاوم الظهور بدور البطولة في The Last Metro عام 1979 لأنه رأى أن المخرج فرانسوا تروفو قد أصبح برجوازياً. […]

The post فرانسوا تروفو: 10 أفلام أساسية (ترجمة) appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>

كتبها ديفيد باركينسون لموقع BFI، وهذه ترجمتنا لها…
 

قدم فرانسوا تروفو الذي كان من أبرز المخرجين الأساسيين للموجة الفرنسية الجديدة بعضاً من أفضل كلاسيكيات الحركة من فيلم Jules et Jim إلى Day for Night.

قيل إن جيرار ديبارديو  قاوم الظهور بدور البطولة في The Last Metro عام 1979 لأنه رأى أن المخرج فرانسوا تروفو قد أصبح برجوازياً. ربما لم يعد تروفو ذلك الناقد الناري الذي ندد أفلام “cinéma du papa” على صفحات مجلة Cahiers du Cinéma في الخمسينات أو حتى ذلك الكاتب المبدع الذي كان في طليعة الموجة الفرنسية الجديدة. لكنه ظل المخرج البارز، الذي كان حبه للسينما واحترام ماضيه السابق واضحاً في كل لقطة ومشهد في أعماله. ربما تكون الأفلام اللاحقة أقل طموحاً من الناحية الأسلوبية، وربما احتوت حتى على آثار “تقليد الجودة” السيء. ولكن تروفو لم يتغير حقاً على الإطلاق، حيث كان دائماً آخر الواقعيين الشعريين.

 

Les Quatre Cents Coups
1959

أصبح الفيلم ذي الميزانية المنخفضة والذي نفذ على أساس أن يكون عبارة عن مختارات فيلمية موجزة خلال فترة الاحتلال، والفيلم الذي أذكى الموجة الفرنسية الجديدة، فيلماً متجذراً وأساسياً للغاية في تجارب وخبرات تروفو الخاصة. تعكس العلاقة التي يعيشها المخرج البالغ من العمر 27 عاماً مع نجم الفيلم المراهق جان بيير ليو علاقته في الحقيقة مع أستاذه ومعلمه أندريه بازان، مع استمرار تطور شخصية أنطوان دونيل. تعد هذه الدراسة في اغتراب الأحداث دراسة خطية تقليدية، على النقيض من سمعة تروفو كناقد لاذع في مجلة Cahiers du Cinéma، حيث يتضمن هذا الفيلم الكثير من مميزات الواقعية الجديدة، وأفلام نوار (الجريمة والدراما الهوليوودية) والمثقفين المكرّسين مثل جان فيجو وجان رينوار وروبرتو روسيليني. لكن كاميرا هنري ديكاي العميقة والمحمولة باليد واللقطات الثابتة في لحظات الذروة الدرامية جعلت من الفيلم فيلماً رائعاً للغاية، ولا تزال قوته المجردة وتأثيره حاضراً حتى اليوم.

 

Shoot the Piano Player
1960

كان فيلم تروفو الثاني المأخوذ عن رواية ديفيد غوديز القاسية Down There مع السخرية السوداء للإخوة ماركس وريموند كوينو، المغامرة الثانية لتروفو عبارة عن جرعة كبيرة من المتعة التي تتضمن المجازات والموسيقى والتقنيات التي جاءت أقرب ما تكون لترجمة نظرياته النقدية في العمل السينمائي. هناك أكثر من لمحة وسمة من سمات تروفو في عازف البيانو قليل الكلام تشارلز أزنافور، الذي يتورط مع العصابات بعد أن يبدأ العزف في حانة متواضعة في قاع المجتمع الباريسي. تتصارع كل من الكوميديا والمأساة لتنتصر في النهاية، حيث يحشو تروفو الأحداث غير المتوقعة بالضحكات المليئة بالتأملات الذاتية والتي تبدو من الآراء الأكثر جرأة نظراً للبساطة الواقعية والتقشف في تصوير راؤول كوتار. إنه فيلم لا يقاوم بالفعل ولا يمكن أن يتكرر أبداً.

 

Jules et Jim
1962

أكد هذا الاقتباس الخالد لرواية هنري بيير روش، الذي رافقته الموسيقى الخلابة لجورج ديليرو، وعلى نحو مثير للدهشة إلى ذلك التوافق بين الموجة الفرنسية الجديدة و”تقليد الجودة” الذي كان تروفو قد عارضه في مقالته في مجلة Cahiers عام 1954، “اتجاه معين في السينما الفرنسية”. الفيلم الخلاب الذي يندرج تحت قسم أفلام الزمن الجميل Belle Époque فيلم يخطف الأنفاس، حيث الصديقين العزيزين هنري سيري وأوسكار ويرنر أصبحا محاطين بتلك الروح النقية، جان مورو. بطّأ تروفو الإيقاع في مرحلة ما بعد الحرب لنقل المزاج المتغير، حيث يتجه هؤلاء الثلاثة إلى المأساة بعناد وصلابة. اتهمه بعضهم بخيانة مثله النقدية، ولكن هذه الميلودرامية السامية تدل على النضج الإخراجي لدى تروفو.

 

La Peau douce
1964

أتاح التأخير في تصوير مشروعه الوحيد باللغة الإنجليزية عام Fahrenheit 451 ،1966 الفرصة لإتمام هذه الملحمة المتعلقة بالعلاقات، والتي تكشف عن تأثير ألفريد هيتشكوك عليه، والذي أجرى تروفو معه مقابلة نشرت في كتاب. كان السرد قائماً على قصص الصحف، ولكن تفاصيل السيرة الذاتية مع ذلك صبغت الأحداث التي تدور حول اكتشاف الزوجة الأولى نيللي بينيديتي علاقة زوجها الأكاديمي جان دوسايي مع المضيفة الجوية فرانسواز دورلياك. كانت الأناقة الرائعة في عمل تروفو في تحويل ميلودراما أشبه بأعمال المخرج دوغلاس سيرك إلى عمل أشبه بأعمال هيتشكوك أمر محير وفذ للغاية. إلا أن النقاد المعاصرين وصفوا الفيلم بأنه ساخر وقذر، ولم يتم الاعتراف بهذا الفيلم إلا مؤخرا نسبياً بوصفه تشريحاً متميزاً لعادات الطبقة المتوسطة.

 

Stolen Kisses
1968

لم يقصد تروفو أبداً أن تصبح شخصية أنطوان دونيل في فيلم Les Quatre Cent Coups شخصية متكررة أبداً. ولكنه عاد أربع مرات إلى أناه الآخر الذي يبدو وكأنه بمثابة صمام الأمان بعد عدة مشاريع تطلبت ذلك على نحو خاص. خرج تروفو من فيلم الإثارة والانتقام عام The Bride Wore Black 1968، وشعر بوضوح بالحاجة إلى إعادة النظر في أسلوبه السينمائي المتحرر المبكر سابقاً، ووضع جان بيير ليو في سلسلة من المغامرات الهزلية التي تبدأ بتسريحه الشائن من الجيش وينخرط في عدة أعمال كئيبة لسوء حظه كموظف في فندق، ومخبر خاص ومصلح لأجهزة التلفاز. يزيد من تعقيد الأمور تلك العلاقة الرومانسية مع كلود جيد ودلفين سيريج يزيد من تعقيد الأمور، ولكن شغف تروفو في الفيلم يبقى نقياً وساحراً.

 

Day for Night
1973

وضع تروفو نفسه في شخصية مخرج نصف أصم في هذه الشخصية الخاصة للغاية، في محاولة للتوفيق بين النظرية الثقافية وشغفه بالعلاقة العضوية لصناعة الأفلام بالناس، وأضاف لهذه الشخصية الكثير من الحكايات والنكات والعبارات لنقل متعة وألم صناعة السينما. لا أحد يدعي أن الفيلم داخل الفيلم Meet Pamela هو عمل فني، ولكن تروفو يستخدم لقطات الاستوديو للاحتفاء والسخرية من الفوضى وانعدام الأمن والخداع والأنانية والشهوة التي تختبئ وراء الكواليس. حصل على ترشيحات للإخراج والسيناريو وكذلك لأوسكار أفضل فيلم أجنبي، ولكنه ربما شعر بارتياح أكبر للأصالة التي قدمها في تصوير عالمه على الشاشة.

 

Small Change
1976

عاد ترفو الذي عانى طفولة صارمة إلى موضوع بداية النضوج في أفلام مختلفة مثل Les Mistons 1957 وThe Wild Child 1969. ولكن هذا التجميع الاستعراضي الذي صور في بلدة تييرس الريفية يعد من أشد النظرات ثاقبة العميقة في نفسية الأطفال الذين يواجهون مجموعة من القضايا اليومية. وينصب التركيز الرئيسي على جوري ديموسو وفليب غولدمان اللذين يتعين على كل منهما التعامل مع والد معوق وأم متعسفة قاسية. يحفر تروفو مجدداً في ذكرياته الخاصة، ويغزل بأناقة ورشاقة لحظات من الشوق والاكتشاف والخطر والتمرد والانتقام لتعزيز اقتناعه بأن الأطفال يعشون في “حالة نعمة“.

 

The Green Room
1978

شغلت قصة هنري جيمس القصيرة “مذبح الموتى The Altar of the Dead ” تروفو طيلة فترة السبعينيات، حيث تعاون مع كاتب السيناريو جان غروت في دمج أفكار من تولستوي وتشيخوف وبروست لنقل الكآبة التبجيلية التي شعر بها تجاه العدد المتزايد من الأصدقاء والملهمين الذين ماتوا. دفعه فقدان روبرتو روسيليني وهنري لانغلوا أخيراً إلى العمل، وشارك البطولة مع ناتالي باي والمصور السينمائي نستور ألمندروس، قدم نفسه في شخصية كناجٍ من الحرب الكبرى يدمره الشعور بالذنب ويكتب مرثية لها، والذي يبني ضريحاً لزوجته الراحلة، ومنح الفيلم لمسة من المصداقية، إن لم نقل ذلك الشعور بالنقص الموجود في “رسالة مكتوبة بخط اليد“.

 

The Last Metro
1979

لطالما انتُقد تروفو بسبب فشله في معالجة المواضيع السياسية، واتهمه بعضهم بالتملص من القضايا التي لا تزال ترخي على فرنسا ذلك التصور الكئيب ولكن الرومانسي للاحتلال النازي. غير أنه أصر على أن مذكراته عن الحرب في باريس تعكس فهمه الطفولي الذي كان ينظر إليه إلى تلك الأحداث. يظهر ذلك التوتر بين البراءة والخبرة بوضوح في جميع أجزاء القصة التي تركز على جهود كاثرين دونوف لإنجاز فيلم سينمائي بينما تخبّئ الزوج اليهودي هاينز بيننت تحت صالة مونمارتر التي يملكانها. لدى عميل المقاومة الفرنسية جيرارد ديبارديو والمخرج مثلي الجنس جان بويريت أيضاً الكثير من الأسرار التي يخفيانها، ولكن خفة الدم الساخرة تزين هذه الدراما المكثفة بنفس الأناقة والجمال التي تمنحها إياها إضاءة نستور ألمندروس.

 

Vivement dimanche!
1983

كان الأدب التجاري بالنسبة لتروفو مصدر إلهام متكرر طوال حياته المهنية، وقام بإعادة صناعة فيلم The Long Saturday Night لتشارلز ويليامز في فيلم تبين أنه فيلمه الأخير. فهم الفيلم على أنه عربون محبة لشريكته الجديدة فاني أردانت، التي برعت في تقديم دور سكرتيرة بروفنسالية (من خارج باريس) التي تتحول إلى محققة خاصة لتبرئة رئيسها وكيل العقارات جان لوي تراتينيو من تهمة قتل زوجته وحبيبها. ولكن هذا الفيلم كان أيضاً تحية للأفلام الكوميدية القديمة لهوارد هوكس وأفلام الخدع البصرية لألفريد هيتشكوك، وكانت النكهة التي أضافها تروفو لربط الأحداث من خلال تلميحات وإيهامات سينمائية بارعة ساحرة للغاية كما كانت الصور أحادية اللون المثيرة للعواطف والذكريات. يا لها من نهاية سينمائية ومسيرة فنية ووداع رائع.

The post فرانسوا تروفو: 10 أفلام أساسية (ترجمة) appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
آكيرا كوروساوا: 10 أفلام أساسية https://rommanmag.com/archives/19149 Tue, 06 Mar 2018 23:54:23 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%a2%d9%83%d9%8a%d8%b1%d8%a7-%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%88%d8%b3%d8%a7%d9%88%d8%a7-10-%d8%a3%d9%81%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a3%d8%b3%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d8%a9/ كتبها جاسبر شارب لموقع BFI، وهذه ترجمتنا لها… آكيرا كوروساوا (23 مارس 1910- 6 سبتمبر 1998) واحد من الأسماء المألوفة القليلة من السينما اليابانية في الغرب، وذلك بفضل أفلام الحقب الزمنية الرائدة مثل فيلم Seven Samurai عام 1954، The Hidden Fortress عام 1958، Kagemusha عام 1980. تعود الشعبية المذهلة لهذه الأفلام إلى حد كبير إلى تأثرها الكبير بأفلام هوليوود، […]

The post آكيرا كوروساوا: 10 أفلام أساسية appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
كتبها جاسبر شارب لموقع BFI، وهذه ترجمتنا لها…

آكيرا كوروساوا (23 مارس 1910- 6 سبتمبر 1998) واحد من الأسماء المألوفة القليلة من السينما اليابانية في الغرب، وذلك بفضل أفلام الحقب الزمنية الرائدة مثل فيلم Seven Samurai عام 1954، The Hidden Fortress عام 1958، Kagemusha عام 1980.

تعود الشعبية المذهلة لهذه الأفلام إلى حد كبير إلى تأثرها الكبير بأفلام هوليوود، لا سيما أفلام المخرجين الغربيين مثل جون فورد. وينعكس هذا في حد ذاته في السهولة التي وضعت من خلالها هذه الأفلام بدورها قالباً لأفلام الإثارة يمكن اقتباسه بسهولة من قبل المخرجين من جميع أنحاء العالم. انظر إلى أي ملحمة تاريخية حديثة، أو إلى مشاهد معارك الخير والشر التي تظهر في الكثير من أفلام بيتر جاكسون المقتبسة عن أعمال تولكين، وحاول تخيل كيف يمكن أن تبدو في عالم بديل لا وجود لكوروساوا فيه. 

التأثير الواضح لهذه الأفلام العظيمة يجعل من السهل ملاحظة الجوانب الإنسانية والشخصية للمجموعة الواسعة لهذا المخرج العظيم من الدراما المعاصرة البسيطة والاقتباسات الأدبية القوية. يعد وضع قائمة تضم أهم 10 أفلام لا بد من مشاهدتها لكوروساوا مهمة مستحيلة، بوجود 30 عنوان باسمه كمخرج منذ فيلمه الأول عام 1943 Sanshiro Sugata (وغيرها الكثير ككاتب سيناريو)، لا يوجد شيء متوسط في هذه المجموعة الكبيرة والمتنوعة من الأعمال، وقد حذفت العديد من الأفلام لإعطاء صورة أكمل عن الثمار الرائعة لمسيرة سينمائية امتدت إلى ستة عقود. 

No Regrets for Our Youth
1946

يعد هذا الفيلم المستوحى من العديد من الأحداث الحقيقية، دراما ذكية ومتوازنة حول الأيديولوجيات المتذبذبة والولاءات الشخصية التي وضعت في سياق زمني يمتد بين 1933-46، أعوام العسكرة المتزايدة للإمبراطورية اليابانية خلال هزيمتها في زمن الحرب. يوكي، الابنة المدللة لأستاذ القانون في جامعة كيوتو الذي فصل تعسفياً من منصبه بسبب معتقداته اليسارية. يصور الفيلم علاقاتها على مر السنين مع اثنين من طلابه السابقين المتنافسين على عواطفها، وعلاقة الحب والزواج لاحقاً من أحدهما، الذي يقبض عليه بسبب أنشطته المناهضة للحكومة، ثم لا يراه المشاهدون بعد ذلك. 

لا تركز أعمال كوروساوا الإجمالية على التعاطف مع الشخصيات النسائية على وجه الخصوص، ولكن الدور الرئيس الذي أدته سيتسوكو هارا (المعروفة أكثر  في أعمالها مع ياسوجيرو أوزو) في فيلمه الروائي الخامس (وأول أفلامه في فترة ما بعد الحرب) يعرض جانبا آخر لهذا للمخرج، كما يعد أكثر أعماله السياسية صراحة.

Scandal
1950

أنجز كوروساوا أول فيلمين من أفلامه مع استوديو Shochiku  (إلى جانب اقتباس رواية “الأبله” لدوستويفسكي في عام 1951)، توجه هذه الدراما الاجتماعية الحيوية انتقاداً   أخلاقياً للصحافة الصفراء وصحافة الإثارة، حيث يلتقط مصورو الباباراتزي  صورة الرسام الصاعد الذي لعب دوره توشيرو ميفون جالساً في شرفة الفندق مع المغنية الشهيرة (لعبت دورها الممثلة يوشيكو ياماغوتشي)، وألهمت الصورة قصة ملفقة في مجلة فضائح شهيرة. وغني عن القول أن الفنان الغاضب يرفض الاستسلام لهذا الأمر ويتعهد بمحاكمة محرر المجلة. 

وهناك عمل آخر أقل شهرة للمعلم، فيلم Scandal ولكنه مع ذلك يستحق الدراسة  ليس فقط كمثال على البراعة التقنية والأسلوب التركيبي القوي لكوروساوا وحسب، بل لانتقاده أيضاً لبعض الجوانب الأقل استساغة لعمليات التغريب. 

Rashomon
1950

الفيلم الذي أطلق اسم كوروساوا خارج حدود وطنه (وأسماء نجمي الفيلم توشيرو ميفون وماشيكو كيو أيضاً)، ووجهت جائزة الأسد الذهبي التي حصل عليها فيلم Rashomon  في البندقية في عام 1951 أنظار جيل ما بعد الحرب من المهرجانات الدولية وجمهور أفلام الآرت هاوس إلى الثمار اللذيذة المتعددة والمتنوعة للسينما اليابانية.

قام السيناريو الذي يجمع بين قصتين قصيرتين لريونوسوك أكوتاغاوا أيضاً بكسر قالب الحبكة السينمائية التقليدية، وعرض مفهوم الراوي الذي لا يمكن الاعتماد عليه في رواياته المتناقضة عن اغتصاب زوجة الساموراي كما نقلها المشتبه فيهم الرئيسيون والشهود على الجريمة، ومن ضمنهم شهادة الساموراي المقتول نفسه من خلال وسيط آخر. يضيف التصوير السينمائي الجوي الخلاب لكازو مياغاوا، والأجواء التي تعود إلى فترة هييآن في أواخر القرن العاشر الكثير إلى الأجواء المثيرة والمدهشة للفيلم.  

Ikiru
1952

قصة الموظف الحكومي العادي بدوام كامل والذي يوجه كل طاقاته عندما يعلم أنه مصاب بسرطان المعدة إلى إنجاز عمل إيجابي نهائي واحد، بناء ملعب للأطفال في حي فقير يغص بالأمراض، قصة مثيرة مليئة بالعواطف حقاً. تاكاشي شيمورا العادي الذي قدمه كوروساوا شخصية رائعة تمثل الرجل الذي يجد معنى حياته فقط عندما يطل الموت بوجهه القبيح، بينما يتصارع أقاربه الحصول على الأموال التي سيتركها. يقدم حضوره الغائب في المشاهد النهائية صورة معكوسة أكثر واقعية لفيلم فرانك كابرا Capra’s It’s a Wonderful Life، عام 1946.

Seven Samurai
1954

يصور الفيلم الذي تدور أحداثه في حقبة الممالك المتحاربة في أواخر القرن السادس عشر والذي يعد من أعظم إبداعات كوروساوا مجموعة من الساموراي الذين فقدوا أسيادهم يجندهم مجتمع زراعي لصد الغارات المتكررة عليه من قبل عصابة من قطاع الطرق.

ضم الفيلم الذي يعد أكثر إنتاج ياباني كلفة في عصره جميع السمات المرتبطة باسم كوروساوا: زمن ملحمي طويل يشرح بالتفصيل عملية تجنيد قوة المرتزقة، وتدريب المزارعين، وتحصين القرية تحسباً للهجوم الأكبر (تقلص الإصدار الأمريكي الأصلي للفيلم من وقت الفيلم الأصلي الذي كان 207 دقائق)، وتصوير خارجي في الموقع مع تركيز قوي على المناظر الطبيعية والظروف البيئية التي تعكس العالم النفسي الداخلي للعناصر البشرية فيه، وإعادة تشكيل دقيقة للغاية للأدوات والأزياء والأسلحة في ذلك العصر، والكثير الكثير من مشاهد المعارك المذهلة على الخيل والتي صورت باستخدام كاميرات متعددة. 

Throne of Blood
1957

يعد اقتباس كوروساوا العظيم لمسرحية ماكبث ونقلها إلى عالم القرن السادس عشر في اليابان، الذي يخلو من أي قوانين، واحداً من أرقى الاقتباسات لأعمال شكسبير على الشاشة في التاريخ، ورغم أن السيناريو لا يستخدم سطراً واحداً من المصدر، فهو عبارة عن نقل أمين للقصة التي كانت فعالة تماماً ضمن سياقها التاريخي. 

يترجم عنوان الفيلم حرفياً إلى “قلعة شبكة العنكبوت”، وتشكل الأجواء القوطية للقلعة المهجورة المليئة بالظلال الداكنة والغارقة في الضباب، الإطار المثالي لدور ميفون المعذب في شخصية واشيزو، الساموراي المغتصب للسلطة والمطارد بجرائم السابقة. تستند الفقرات الاستعراضية والأداء المسرحي إلى مسرح نو التقليدي، والذي يمنح الأجواء المسرحية المناسبة للأحداث، مما يقلص من الفجوة بين الحقيقي والخارق، في الوقت الذي يتفوق فيه كوروساوا على نفسه في ذروة الأحداث المدهشة تماماً حين يقع واشيزو في شر أعماله الدنيئة. 

Yojimbo
1961

يقوم الفيلم  (معناه: الحارس الشخصي) “الساموراي/ الغربي” لكوروساوا، المستوحى جزئياً من فيلم 1952عام Shane لجورج ستيفنز، على هذا التآلف بين الثقافات، وصولاً إلى الموسيقى التصويرية. عندما يتجول ميفيون الساموراي الغامض في بلدة مهجورة سيطرت عليها العصابات الإجرامية المتنافسة الشريرة، تصفر الرياح الزاعقة في الشوارع المهجورة يركض فيها كلب يعض بأنيابه على يد بشرية مقطوعة في فمه، والسكان المكسوون بالسخام  يرتجفون من البرد خائفون من أن يخطوا خطوة واحدة للخارج. 

يمثل زمن الفيلم القصير المتواضع الذي بلغ 110 دقائق (وفيلم Sanjuro 1962 الأقصر الذي تلا هذا الفيلم) نقطة دخول أكثر سهولة إلى مجموعة أعمال كوروساوا من ملاحمه البطولية المليئة بالسيوف والساموراي. ترك كوروساوا التعامل مع استديو Toho  بعد فيلم Red Beard عام 1965. ولن يخرج أي فيلم آخر في بلاده لمدة 15 عاماً بصرف النظر  عن فيلم Dodes’ka-den الذي كان إنتاجاً مستقلاً في عام 1970 (والذي كان أول فيلم ملون رائع له)، مع تحول نظام الاستوديوهات الياباني على نحو متزايد إلى نظام غير قادر  على استيعاب تكاليف فترات التصوير الطويلة والديكورات الكبيرة ومشاهد الحركة التي تتطلب هذه الأعمال إنتاجها. 

Dersu Uzala
1975

مثّل هذا الفيلم الذي فشل فشلاً ذريعاً مالياً ونقدياً، والذي يصور السكان الفقراء لمدينة من مدن الصفيح في ضواحي طوكيو، محاولة انتحار هددت بوضع حد لمسيرة كوروساوا المهنية. وضعته دعوة من موسفيلم في الاتحاد السوفييتي لحسن الحظ لإخراج هذا الفيلم 70 ملم الذي صور في سيبيريا  والمقتبس عن السيرة الذاتية للمستكشف الكابتن فلاديمير أرسينيف 1923، على الخريطة الدولية مجدداً بقوة. 

يستند الفيلم إلى مغامرات أرسينيف في عام 1902 مع حارس غامض كبير في السن وعاشق للطبيعة من قبيلة ناناي البدوية التي منحت اسمها للفيلم (وكان بمثابة نموذج لفيلم جورج لوكاس، Yoda)، ليشهد كوروساوا العودة مجدداً إلى الشكل الملحمي حيث يصارع كل منهما ضد الجليد وثلوج السهوب. حصل الفيلم على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.

Ran
1985

عاد كوروساوا إلى عالم ملاحم أفلام الحقب الزمنية بإنتاجين مشتركين دوليين، فيلم Kagemusha عام 1980، الذي أقنع كل من جورج لوكاس وفرانسيس فورد كوبولا استودياهات 20th Century Fox بتمويله جزئياً، وهذا الإنتاج الفخم الفرنسي الياباني المشترك، الذي شهد عودته إلى شكسبير مقتبساً مسرحية الملك لير.

يعد هذا الفيلم الذي يتمتع بتركيبة مماثلة من التوتر النفسي والأناقة الرسمية الصارمة للفيلم المشابه له والأكثر تعلقاً برهاب الأماكن المغلقة، Throne of Blood، فيلماً أكبر وأكثر جرأة في طموحه. نفذت كل لقطة من اللقطات الواسعة الكثيرة لصفوف الفرسان الحاملين للرايات والمهددين الصارخين المتجمعين على قمم التلال البعيدة ومشهد الصدارة الذي يتجول فيه أمير الحرب المهزوم هيديتورا في حالة من الذهول والاضطراب من الصراع المروع على قلعته المحاصرة، بدقة شديدة، وتم تشكيل كل مشهد من هذه المشاهد على نحو مثالي، وكل هذا لتوفير هذا النوع من اللحظات الروحانية المفعمة بالذهول المتسامي الذي فقدناه اليوم في عصر الجرافيك والمؤثرات البصرية. 

Madadayo
1993

جعل ابتعاد كوروساوا عن تسلسل الأحداث المفصّلة والدراما الداخلية المكثّفة التي كان مشهوراً بها، وتصويره لجزء غريب يمتد إلى ما يقرب من نصف ساعة يتضمن قطاً مفقوداً، حياته الإخراجية  تبدو وكأنها قد وصلت إلى نهايتها. بورتريه للكاتب الأكاديمي والمؤلف هياكن أوشيدا (1889-1971)، يتكشف على مدى العقود التي تلت تقاعد أوشيدا قبل بداية الحرب العالمية الثانية، حيث يخصص جزءاً كبيراً من الفيلم للحظات الفرح المصاحب لحفلات الشرب السنوية الصاخبة التي تقام في عيد ميلاده من قبل طلابه السابقين الذين يحترمونه. 

ربما يضيع معنى التلاعب اللفظي القاسي للحوار في الترجمة في بعض الأحيان (يشير عنوان الفيلم الذي جاء بمعنى “ليس بعد”، إلى أسطورة عن رجل عجوز يرفض التخلي عن إيمانه في الحياة)، الجانب الملموس للتأمل الذاتي في هذا الشغف بالحياة السعيدة جانب حقيقي لا يمكن إنكاره أبداً. المشهد الأخير مناسب ليكون أشبه بالمقطع الختامي للحن ما بالنسبة للمسيرة المهنية المذهلة لهذا المخرج الأسطوري كما يمكن للمرء أن يتمنى له. 

The post آكيرا كوروساوا: 10 أفلام أساسية appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
فيديريكو فليني: 10 أفلام أساسية (ترجمة) https://rommanmag.com/archives/19120 Mon, 19 Feb 2018 12:47:42 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d8%b1%d9%8a%d9%83%d9%88-%d9%81%d9%84%d9%8a%d9%86%d9%8a-10-%d8%a3%d9%81%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a3%d8%b3%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%b1%d8%ac%d9%85%d8%a9/ كتبها باسكال إيانوني لموقع BFI، وهذه ترجمتنا لها… أصبح فيديريكو فليني خلال مسيرته السينمائية الإخراجية التي امتدت إلى أربعة عقود من أشهر المخرجين الإيطاليين، ولكنك تشعر في السنوات الأخيرة، في الوقت الذي ظل الانتاج النقدي حول معاصريه بيير باولو بازوليني وميكلانجيلو أنطونيوني مزدهراً، بأن الاهتمام بفليني قد تراجع قليلاً. قد يبدو هذا غريباً، وخصوصاً عندما ترى أن La […]

The post فيديريكو فليني: 10 أفلام أساسية (ترجمة) appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
كتبها باسكال إيانوني لموقع BFI، وهذه ترجمتنا لها…

أصبح فيديريكو فليني خلال مسيرته السينمائية الإخراجية التي امتدت إلى أربعة عقود من أشهر المخرجين الإيطاليين، ولكنك تشعر في السنوات الأخيرة، في الوقت الذي ظل الانتاج النقدي حول معاصريه بيير باولو بازوليني وميكلانجيلو أنطونيوني مزدهراً، بأن الاهتمام بفليني قد تراجع قليلاً. قد يبدو هذا غريباً، وخصوصاً عندما ترى أن La dolce vita عام 1960 و 8½ عام 1963 لا تزال تمثل أطباقاً دسمة لعشاق السينما. ربما لم يهتم الكثيرون تماماً بالعديد من الأفلام التي قدمها في مسيرته الذهبية -وخاصة أفلامه في السبعينيات والثمانينيات- ولكن ليس هناك أي شك في أن أسلوبه الذكي والحر والكرنفالي (سواء من حيث الصوت أو الصورة) قد أنتج بعضاً من أكثر اللحظات الخلابة في عالم السينما.

I vitelloni
1953
 

يقدم فليني، الذي يعد المخرج المفضل لمجموعة من أعظم المخرجين من ستانلي كوبريك إلى مارتن سكورسيزي إلى وودي ألن، في فيلمه الثالث كمخرج، مجموعة من الأصدقاء الذكور الذين ينخرطون في أواخر مرحلة شبابهم في مغامرة في مدينة ساحلية إيطالية لا تختلف عن مسقط رأسه ريميني. يتضمن فيلم I vitelloni الكئيب والمضحك في الوقت نفسه، إحدى أكثر مقاطع الموسيقى التصويرية تأثيراً لنينو روتا. وسوف يصبح هذا الموسيقي واحداً من أقرب الشركاء المتعاونين مع فليني على مدى ثلاثة عقود، حتى وفاته في عام 1979.

La strada
1954
 

لعبت زوجة فليني، الممثلة جيوليتا ماسينا، بالفعل أدواراً صغيرة في أفلام زوجها الأولى Variety Lights عام1951 و The White Sheik عام 1952 و I vitelloni ولكن دورها في فيلم La strada يعد أعظم أدوار حياتها. لعبت دور جيلسمينا، امرأة شابة جميلة بريئة تباع للاعب السيرك القوي الذي يقدم عروض تحطيم السلاسل زامبانو (أنتوني كوين). أحرز فليني من خلال هذا الفيلم أولى جوائزه، وبقي لفترة طويلة واحداً من أكثر الأفلام المفضلة للجمهور. ذكر بوب ديلان فيلم La strada باعتباره أحد المؤثرات الرئيسية التي استوحي من خلالها أغنيته ” Mr Tambourine Man” عام 1965.  

Nights of Cabiria
1957
 

لعبت ماسينا دور عاهرة تدعى كابيريا في فيلم The White Sheik وبعد خمس سنوات عادت الشخصية نفسها كبطلة لفيلم فليني عام 1957، الذي تم تصويره في مدينة يفترض أن تشبه روما. تشبه كابيريا شخصية جيلسمينا في فيلم La strada من حيث طيبة قلبها. قالت الممثلة لينو ديل فرا قبيل إطلاق الفيلم: “لديها جوقة من الأصوات من حولها، أناس يراقبونها دون أن يفهموها أو يقومون باستغلالها. وهي ليست ضحية على الإطلاق، لقد فاجأتني قدرتها على الرد حقاً”. 

La dolce vita
1960
 

كان هذا الفيلم تحفة فليني السينمائية لعام 1960، وقصة حياته الشهيرة في أوحال مدينة روما المتألقة، وبداية التعاون الفني الطويل مع الممثل مارسيلو ماستروياني، والذي سيستمر حتى عام 1987 في فيلم  Intervista. تعد مشاركة أنيتا إيكبيرغ في البطولة بدور الممثلة الأمريكية سيلفيا رانك ونزولها في نافورة تريفي مع الصحفي اللعوب ماستروياني واحداً من أكثر الصور السينمائية الخالدة في تاريخ السينما. شكل فيلم La dolce vita من بين جميع أفلام فليني الأخرى أكبر أثر ثقافي ممكن لفيلم أن يحققه – جاء مصطلح “باباراتزي”، على سبيل المثال، من اسم أحد المصورين المشهورين في الفيلم.
 
½ 8
1963
 

هل صوّر فيلم سينمائي ما عملية مخاض صناعة الأفلام والعملية الإبداعية المرافقة لها على نطاق أوسع وأفضل من فيلم 8½ لفليني؟ نجد من خلال خلطة غريبة بين الاحتياجات الشخصية والمهنية بطل الفيلم ماستروياني الذي يلعب دور مخرج سينمائي، غيدو أنزيلمي، ينزلق مرة إثر مرة بين الأحلام والذكريات. أرخى الفيلم الذي صوره جياني دي فينانزو (مصور فيلمي La notte و Salvatore Giuliano أيضاً) ظلالاً قوية على الأفلام اللاحقة حول صناعة الأفلام، وربما كان أكثر الأفلام شهرة في هذا المجال فيلم Stardust Memories، عام 1980، لوودي آلن. 

Juliet of the Spirits
1965
 

عادت جولييتا ماسينا بعد غياب وصل إلى ما يقرب ثماني سنوات عن أفلام زوجها عودة استثنائية في أول أفلام فيلني الملونة. تستمر عملية المزج الرائعة بين الخيال والواقع التي شاهدناها في فيلم 8½  في قصة ربة منزل بورجوازية في منتصف العمر واهتمامها المتزايد بالغيبيات. وصف الأكاديمي بيتر بوندانيلا فيلم Juliet of the Spirits قائلاً: “إنه واحد من أوائل الأفلام الأوروبية في فترة ما بعد الحرب العالمية التي تتبنى قضية تحرر المرأة” وسوف يعود فليني إلى هذا الموضوع بأسلوب أكثر سخرية وبساطة في فيلم City of Women، عام 1980. 

Fellini’s Roma
1972
 

شكّلت روما جزءاً هاماً من عمل فليني ولم تستغرق سوى بعض الوقت لتحتل مركز الصدارة في عمله بأكمله. نرى فليني في هذا الفيلم، الذي يتميز بتصميم الديكور المذهل على يدي دانيلو دوناتي، يطور بنية فيلم La dolce vita الاستعراضية أكثر فأكثر، ويأخذنا عبر مجموعة من الفترات الزمنية في تاريخ المدينة. تميز الفيلم أيضاً تميزاً كبيراً لكونه تضمن أخر ظهور على الشاشة الفضية لرمز عظيم من رموز الثقافة الإيطالية لفترة ما بعد الحرب، آنا ماغناني.

Amarcord
1973
 

عاد فليني بعد مرور عقدين من الزمن على فيلمه I vitelloni، إلى ذكريات مسقط رأسه، ولكنه هذه المرة يستحضر على نحو أشبه بالحلم المشاهد والأصوات في طفولته خلال فترتي العشرينات والثلاثينيات. لا تشكل مجموعة من الأولاد المراهقين المشاغبين المعروفين، وبائعة التبغ الجذابة المكتنزة، والعم المجنون، وجمال المدينة الرائعة، سوى بعض الشخصيات الرائعة والمميزات المذهلة التي يغص بها فيلم Amarcord، يرافق كل هذه التركيبة المذهلة موسيقى تصويرية خارقة الجمال من تأليف نينو روتا مجدداً.

City of Women
1980
 

ليست كل أفلام فليني مدهشة للغاية مثل فيلم City of Women. تشكلت شخصية البطل سنابوراز، التي لعبها ماستروياني، لتبدو كشخصية غويدو في فيلم 8½. يتتبع الفيلم رحلة الشخصية السريالية الغريبة للغاية بعيداً عن الحضارة عبر مساحات مأهولة بالكامل تقريباً بالنساء. قال فليني للصحفية والناقدة السينمائية ليتا تورنابوني في عام 1980: “يشبه فيلمي دردشة بعد العشاء مع رجل شرب أكثر من اللازم. إنها قصة نساء الأمس واليوم، يقصها رجل لا يستطيع فهمهمن، أشبه بقصة “ليلى والذئب” التي تتجول في الغابة”. 

And the Ship Sails On
1983
 

تعاون فليني مع مصمم الإنتاج والديكور دانتي فيريتي الذي بنى الديكورات الداخلية والخارجية الكاملة لسفينة سياحية فاخرة تعود إلى فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى في استوديوهات Cinecittà لفيلمه الذي يصور رحلة مجموعة من الشخصيات تبحر من نابولي لنثر رماد مغنية الأوبرا المتوفية مؤخراً إدميا تيتوا (جانيت سوزمان). ربما يتباهى الفيلم بقدراته الفنية العالية وحيله وخدعه في كل لحظة وفي كل مشهد -وصولاً إلى البحر البلاستيكي المتلألئ- ولكن فيلم  And the Ship Sails On يبقى دون شك واحداً من أكثر الأفلام المؤثرة للغاية لفليني.

The post فيديريكو فليني: 10 أفلام أساسية (ترجمة) appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
10 أفلام عظيمة من ”الموجة الجديدة“ الفرنسية (ترجمة) https://rommanmag.com/archives/19091 Wed, 31 Jan 2018 10:59:56 +0000 https://romman.b5digital.dk/10-%d8%a3%d9%81%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%b9%d8%b8%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%ac%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b1/ كتبها صمويل ويغلي لموقع BFI، وهذه ترجمتنا لها… في الفصل الثاني عشر من الفيلم الرابع لجان لوك غودار، Vivre sa vie – 1962، تمر العاهرة نانا (التي لعبت دورها الممثلة التي أصبحت فيما بعد زوجته، آنا كارينا) وقوادها بالسيارة بجانب دار سينما حيث تجمّع الجمهور هناك لمشاهدة فيلم Jules et Jim، فيلم الآرت هاوس الذي أثار ضجة كبيرة […]

The post 10 أفلام عظيمة من ”الموجة الجديدة“ الفرنسية (ترجمة) appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
كتبها صمويل ويغلي لموقع BFI، وهذه ترجمتنا لها…

في الفصل الثاني عشر من الفيلم الرابع لجان لوك غودار، Vivre sa vie – 1962، تمر العاهرة نانا (التي لعبت دورها الممثلة التي أصبحت فيما بعد زوجته، آنا كارينا) وقوادها بالسيارة بجانب دار سينما حيث تجمّع الجمهور هناك لمشاهدة فيلم Jules et Jim، فيلم الآرت هاوس الذي أثار ضجة كبيرة والذي أنجزه صديق غودار ومنافسه في فترة ما، فرانسوا تروفو، الفيلم الذي أطلق في يناير من ذلك العام.

ظهر كل من جودار وكارينا خلال الأشهر التي مرت بين إطلاق هذين الفيلمين، في فيلم Cléo from 5 to 7، الفيلم الذي بشر بولادة مخرجة رائعة أخرى هي أنيِس ڤاردا. كانت ڤاردا قد تزوجت في العام نفسه من جاك ديمي، الذي صدر فيلمه الأول الفريد من نوعه Lola عام 1961. وكما كان فيلم Lola مكرساً للاحتفاء بذكرى المخرج ماكس أوفولس، كان فيلم Vivre sa vie مكرساً لأفلام الدرجة الثانية (مثل أول فيلم لغودار Breathless الذي أنجزه في الستينيات، والذي كان أنتجته شركة Monogram Pictures لإنتاج أفلام الدرجة الثانية )، وكان مدير التصوير في كل من فيلمي Lola وفيلم Vivre sa vie راؤول كوتار ، وألّف الموسيقى لكل منهما ميشيل ليجراند…

وهكذا استمرت هذه الأعمال والعلاقة المشتركة بينهم. مثلت هذه السنوات أعواماً من التخمر الاستثنائي في السينما الفرنسية، حيث انطلق صانعوا الأفلام لأول مرة بحرية ليصبحوا بسرعة مخرجين لأفلام ثالثة ورابعة، مستلهمين الوحي السينمائي واليقين أن الأفلام يمكن أن تكون، بل ينبغي أن تكون، شخصية مثل الرسالة التي يتم تسليمها مباشرة إلى أيدي الجمهور. 

كانت السينما تمثل الحياة والتنفس بل كانت أشبه بطائفة أو دين. ظهرت نقلة السينما الأكثر شهرة في Vivre sa vie في بداية الفيلم، عندما كانت نانا تجلس دامعة ومفتونة في عرض التحفة السينمائية الصامتة The Passion of Joan of Arc لكارل دراير. هذا هو الأسلوب الذي أثّرت فيه الأفلام على باكورة الموجة الفرنسية الجديدة، وشغفها بالاقتباس من أشكال فنية أخرى​​ -سواء بكتابتها أو الإشارة إليها في الفيلم- والتي لا تزال منتشرة بشدة بعد أكثر من نصف قرن.

كانت هناك بشائر ونذر لهذه الموجة في عام 1955 (فيلم La Pointe-courte لڤاردا، 1956، وفيلم Bob le flambeur لجان بيير ملفيل، 1958، وفيلم Le Beau Serge لكلود شابرول)، ولكن الموجة الفرنسية الجديدة أصبحت طوفاناً في عام 1959، مع تروفو، غودار، إريك رومير وجاك ريڤيت الذين اقتفوا أثر شابرول في إنتاج الأفلام اعتماداً على خلفيتهم النقدية في مجلة Cahiers du Cinéma. تبعت أفلام Les Quatre Cents Coups لتروفو و Hiroshima mon amour لآلان رينيه، والفيلم الثاني لشابرول Les Cousins، مباشرة فيلم Breathless لغودار في مارس 1960، مما أعلن عن نوع من الطفرة الذهبية السينمائية حيث كان السينمائيون في فرنسا (وقريباً في جميع أنحاء العالم) يحملون كاميراتهم، ويرمون كتيب التعليمات حول إنجاز الأفلام، وينطلقون في الشوارع لتصوير العالم المتحرر من الأثقال المحافظة أو الشخصيات المنتحلة الفارغة من البعد الشخصي في مؤسسة صناعة السينما.

وصلت كمية الأفلام التي كان يتم إنتاجها في فرنسا لوحدها إلى أقصى درجة وصلت إليها السينما في التاريخ، كما سنرى عندما نستعرض الأفلام العشرة التي تعد من أرقى أفلام هذه الحقبة (فيلم واحد لكل مخرج من المخرجين الأساسيين). 

Hiroshima mon amour – 1959
المخرج: آلان رينيه 
 

كان هناك صلات – اجتماعية وأسلوبية – فيما بينهم، ولكن الموجة الفرنسية الجديدة اندلعت من مجموعتين متميزتين. فمن ناحية، كان هناك النقاد – الذين تحولوا إلى مخرجين مرتبطين بمجلة Cahiers du Cinéma (غودار، تروفو، شابرول، اريك رومير وجاك ريڤيت). ومن ناحية أخرى، كان هناك ما يسمى بمخرجي ليفت بانك The Left Bank (آلان رينيه، كريس ماركر، أنيِس ڤاردا)، لا تقل حداثة عنهم ولكنهم أقل من الآخرين ولعاً بصنع الأفلام لأنفسهم وحسب. 

جاء رينيه وماركر من عالم الأفلام الوثائقية، وبدأ فيلم رينيه الروائي الأول، Hiroshima mon amour، عندما كلف بإنجاز فيلم وثائقي حول القنبلة الذرية. كان ماركر في مجموعة العمل كمتعاقد ولكنه انسحب، وهكذا تحول رينيه – الذي كان حريصاً على عدم تكرار الأثر نفسه لفيلمه Night and Fog، الفيلم الوثائقي الذي أنجزه عام 1955 في معسكرات الاعتقال – للتعاون مع مارغريت دوراس لكتابة سيناريو فيلم روائي. كتبت دوراس، التي تشتهر بالأفلام الروائية التجريبية والرواية الفرنسية الجديدة، قصة عاشقين – امرأة فرنسية (إيمانويل ريفا) ورجل ياباني (إيجي أوكادا) – الذي تضطرب علاقته مع هيروشيما الحالية بذكريات شخصية وتاريخية على حد سواء.

كانت الذاكرة، والمدى الذي يتدخل فيه الماضي ليعيش في الزمن الحاضر، موضوعاً رئيسياً في الكثير من أعمال رينيه. أنجز رينيه مع الحوار المشوق الذي كتبته دوراس والموسيقى الطليعية التي ألّفها كل من جيوفاني فوسكو وجورج ديليرو، واحداً من أشجع أفلامه عام 1959، ولكن الفيلم الذي حقق قفزات هائلة إلى الأمام مع تصويره الدقيق لأفكار الأشخاص البالغين وعواطفهم، فتح الباب بالفعل، وخطت السينما الحديثة خطوة إلى الأمام.

Breathless – 1960
المخرج: جان لوك غودار
 

بعد مرور 10 أشهر على فيلم السير ة الذاتية Les Quatre Cents Coups لتروفو وتسعة على فيلم بعد Hiroshima mon amour، كان الفيلم الأول لغودار يمثل غرزة أخرى في نسيج الفيلم. كان التأثير المذهل للحداثة الرائعة هذه المرة، بكلمات الناقد كينت جونز، موسيقى الجاز الارتجالية الحرة لمواجهة موسيقى رينيه المكتوبة مسبقاً. 

تنطوي القصة على مجرم شاب، ميشيل (جان بول بلموندو)، الذي يسرق سيارة، يقتل شرطي، ثم يختفي في باريس مع صديقته الأمريكية (جان سيبيرغ) ينتظر القدر للقائها. هذا هو الأسلوب الذي لا يكترث لشيء والذي يقول غودار أنه يمثل المفتاح الحقيقي. صوّر الفيلم بكاميرات محمولة على كتف راؤول كوتار (المصور السينمائي الدائم مع غودار في جميع مراحل الفترة الأولى من حياته المهنية)، يقدم فيلم Breathless هجوماً شاملاً على القواعد المتبعة في صناعة الأفلام: القطع عندما تقول القواعد أنه لا ينبغي استخدام القطع. التصوير في الشوارع وفي الإضاءة الطبيعية؛ جمل موسيقية مشتتة تدرج فجأة، واغتنام كل فرصة لتذكير المشاهد بأن ما يشاهده عبارة عن فيلم وخيال. هذه الأفلام عبارة عن صورة مشبعة بالمعارف السينمائية والإشارة إلى الأفلام، ولكنها في الوقت نفسه تلك الأفلام التي حاولت رفع الوسيط الفني وهزه بقوة حتى يتلاشى كل ما نصدق بأنه يمثل الحقيقة. 

Les Bonnes Femmes – 1960
المخرج: كلود شابرول
 

كان كلود شابرول، مع غودار، المخرجين الأكثر غزارة من كبار مخرجي الموجة الجديدة. كان أول فيلم له في Le Beau Serge عام 1958 والذي يمثل أحد بواكير الأعمال في هذه الحركة، وبحلول نهاية الستينيات أنجز أكثر من 16 فيلم روائي آخر وعدة أفلام قصيرة. كان أكثر ارتباطاً بالأجناس التقليدية من بعض معاصريه، وتشكل أفلامه في الستينيات إلى حد كبير اليوم سلسلة أفلام التجسس المنسية إلى جانب سلسلة من أفلام الإثارة والرعب التي جعلته على مستوى المقارنة دائماً مع هيتشكوك (التي شارك كل من شابرول ورومير في كتابة دراسة رائدة عنها في الخمسينيات).

لم يكن فيلمه الرابع في عام 1960، Les Bonnes Femmes فيلم إثارة ورعب ولا فيلم تجسس – على الرغم من وجود انعطاف غير متوقع في الأحداث. يعد الفيلم تصويراً للكوميديا السوداء لأربع نساء باريسيات عازبات (من ضمنهن ستيفاني أودران و برناديت لافونت) اللائي يعملن في متجر للأجهزة الكهربائية. تسعى كل منهن لتحسين وضعها، سواء على الصعيد المهني أو العاطفي. يوثق شابرول لقاءاتهن المتنوعة مع مجموعة من الرجال المتواضعين في الفيلم بعين ذكية مليئة بالسخرية القاتمة من الرغبات والسلوكيات الإنسانية. رفض المتفرجون في ذلك الوقت تشاؤم الفيلم، ولم يأخذ الفيلم حقه بالانتشار كما ينبغي حتى اليوم- وهذا أفضل لمن لم يشاهد الفيلم ويرغب في تجربة الصدمة الكاملة لأحد أفضل أفلام شابرول. نوع صادم تماماً من المتعة.

Shoot the Piano Player – 1960
المخرج: فرانسوا تروفو
 

لم يكن الفيلم الثاني لتروفو، الذي أطلقه بين فيلميه اللذين احتفي بهما على أنهما تحفتين سينمائيتين تنتميان للموجة الفرنسية الجديدة، Les Quatre Cents Coups و Jules et Jim، يقل عن هذين الفيلمين أبداً. كان العرض الأول للفيلم في مهرجان لندن السينمائي في أكتوبر 1960، وهي مسألة لا تغير شيئاً من طبيعة الأمر- حيث كان الفيلم أقرب إلى طبيعة أفلام غودار Breathless أو Bande à part – 1964. اقتبس الفيلم من رواية كاتب روايات الجريمة البوليسية ديفيد جوديس، وقام تشارلز أزنافور بدور البطولة ولعب دور عازف بيانو كلاسيكي فاشل يتسكع مع أفراد العصابات بعد أن يحصل على عمل ليعزف الموسيقى الحزينة على البيانو في حانة باريسية محلية. 

ينغمس تروفو في عشقه للسينما الأمريكية متحرراً من الشكل التقليدي لأفلام السيرة الذاتية الذي اعتاد العمل من خلاله، منطلقاً بأقصى طاقته باتجاه أفلام الجريمة والدراما الهوليوودية، وأفلام الدرجة الثانية والكوميديا الصامتة، مستخدماً مجموعة من الحيل الغامضة للموجة الفرنسية الجديدة التي لا تزال فعالة حتى يومنا هذا. الفيلم عبارة عن فيلم كوميدي، وفيلم إثارة، وفيلم عن الأفلام والسينما- ولكنه بالرغم من كل تلك الحيل، يبقى فيلماً رائعاً بفضل الشعور الغامر الذي يمنحنا إياه الأداء الحزين للغاية لأزنافور ولأن تروفو قد أشبعه بالكثير من العاطفة والحساسية في كل لقطة. 

Lola – 1961
المخرج: جاك ديمي
 

كان جاك ديمي تابعاً لمجموعة ليفت بانك Left Bank (تزوج من فاردا منذ عام 1962 حتى وفاته في عام 1990)، ولكن عشقه اللامتناهي للسينما جعل منه واحداً من المتعاطفين بشدة مع مجموعة Cahiers المهووسين بالأفلام أيضاً. عندما كان في الثلاثين من عمره، كان فيلمه الأول يقتبس صراحة من فيلم ماكس أوفولس Lola Montès – 1955 وربما إلى أبعد من ذلك إلى فيلم The Blue Angel – 1930 لجوزيف فون ستيرنبرج – الأفلام التي  تصور حكايات جميلة للنساء العالقات في شبكات السيطرة والرغبة الذكورية. أما قصة ديمي التي تضم راقصة ملهى (أنوك إيمي) والرجال الذين يدورون في فلكها تتميز بشيء جديد يجعلها حداثية في جوهرها وتنتمي بوضوح للموجة الجديدة: نزعة طبيعية عادية أقرب لمستوى الشارع تبحث عن السحر السينمائي في الأماكن والمواقف الرتيبة المضجرة.

يجعل هذا الفيلم الذي يتميز بخلفيات بيضاء للمشاهد، حيث الصورة المعرضة بعدسات سينماسكوب على يدي مدير التصوير العظيم راؤول كوتار ، المدينة الساحلية الأطلسية، نانت، تبدو حقيقية للغاية وأشبه بحلم اليقظة في الوقت نفسه. كان ديمي أكثر مخرج حالم بين مخرجي الموجة الفرنسية الجديدة، وقد مهد ذلك الأسلوب الرومانسي بل دفع للدعوة للمزيد من القصص الخيالية من المدن الساحلية الفرنسية حيث بلغت موسيقى ميشيل ليجراند أفضل حالاتها وأرقاها في هذا الفيلم. 

Adieu Philippine – 1962
المخرج: جاك روزييه
 

توقف الكثير من مخرجي الموجة الفرنسية الجديدة أو تعثرت طموحاتهم بعد أن اندفعوا لإنجاز أفلامهم الأولى. بدأ كل من رومير وريڤيت في وقت مبكر، ولكنهما تعرضا للكثير من التأجيلات إما في الإنتاج أو إطلاق أفلامهما الأولى. كان أداء جاك روزييه بطيئاً أيضاً: واجه فيلمه الأول، الذي بدأ في عام 1960، صعوبات إنتاجية أخرت عرضه في دور السينما حتى عام 1962- ربما أدت لخسارته فرصة إسماع صوته للعالم بعد أن طغى الاعتراف والإشادة بأفلام بعض زملائه الذين كانوا قد أنجزوا في تلك الفترة فليمهم الثالث أو الرابع. 

لا يزال فيلم Adieu Philippine يحظى بالكثير من الاهتمام حتى اليوم، ويعد إلى حد ما الفيلم الأقل شهرة ولا تزال مشاهدته الأكثر صعوبة بين جميع الأفلام في هذه القائمة. وهذا أمر مخجل بالفعل، لأن هذه القصة لعلاقة شاب يعمل فنياً في التلفزيون ومغامراته مع فتاتين يذهبون جميعاً في عطلة إلى كورسيكا، تمثل الحركة في أرق معانيها وأكثرها عفوية. يعد هذا الفيلم الذي يتحدث عن الشباب والفوضوية والبهجة والمتعة واحداً من أفلام العصر الذي يعطيك شعوراً وكأن شخصاً ما أمسك الكاميرا، واحتشد الناس والأماكن والتقوا ليسقطوا معاً في فيلم. ومن المحزن للغاية أن روزييه لم يتبعه بفيلم آخر لما يقرب من عقد من الزمن، عندما واصل اهتمامه بالشباب وأجواء العطلات في أفلام أقل شهرة مثل Du côté d’Orouët – 1971 و Les Naufragés de l’Île de la Tortue – 1976، والتي لا تزال بحاجة إلى المزيد من الاهتمام والدراسة. 

Cléo from 5 to 7 – 1962
المخرجة: أنيِس ڤاردا
 

يمتد فيلم Cléo from 5 to 7 الذي يقارب زمنه الزمن الحقيقي للفيلم، إلى تسعين دقيقة مفعمة بالهدوء بين إجراء مغنية لاختبار السرطان واللحظة التي تتلقى فيها النتائج. ننضم إلى كليو (كورين مارشاند) بعد الاختبار مباشرة، عندما تزور مشعوذة تقرأ أوراق اللعب متأملة أن تخبرها بطالعها، ثم نتبعها إلى لقاءاتها مع الأصدقاء والمحبين، وإلى البروفة وإلى المحلات التجارية، قبل أن تقوم بنزهة مشؤومة في الحديقة. 

عادت فاردا إلى السينما، بعد سبع سنوات من فيلمها الأول في الموجة الفرنسية الجديدة La Pointe-courte، بهذا الفيلم الدرامي الرائع في الزمن الحقيقي، والذي تحاشت فيه الميلودراما الأساسية والعاطفية للفيلم لصالح صورة حساسة للعقل والروح المضطرمين بالاضطرابات. يعد هذا الفيلم التجريبي على نحو لطيف من ناحية الشكل، والمتجذر بقوة في الوقت نفسه في إحساسه بالزمان والمكان (الضفة الشرقية من باريس، من 5 حتى الساعة 6:30)، واحداً من تلك الأفلام العديدة من أفلام الموجة الفرنسية في أوائل الستينيات التي تقترب من أشكال الأفلام الموسيقية. 

ومع وصول الموسيقى المرافقة لكليو في الفيلم إلى أغنية ” Sans toi”، يتحول فيلم فاردا ذو النزعة الطبيعية أساساً في كل لحظة فيه إلى روتين متكامل ومترابط على نحو رائع عندما تغني الأغنية بمرافقة البيانو. يمكن في أفلام الموجة الفرنسية الجديدة تجربة عناصر من أجناس مختلفة من الأفلام مثل الفيلم الموسيقي أو أفلام العصابات ثم طيها ووضعها في صندوق الملابس. 

Le Mépris – 1963
المخرج: جان لوك غودار
 

قلنا بالفعل أننا سنتحدث عن فيلم واحد لكل مخرج في هذه القائمة، ولكن يمكننا خرق القواعد لأجل خاطر غودار. بين فيلم غودار الأول في عام 1960 وفيلم les événements من مايو 1968 (بعد أن ابتعد عن السرد السينمائي تماماً)، قدم الرجل 15 فيلماً – مليئة بالحيوية، وإعادة الصياغة كما يحلو له للسرد السينمائي، وإعادة صياغة وإعادة تشكيل الوسيط البصري المبتذل وضخ الأفكار الجديدة فيه، والمرئيات البصرية الشعبية والأناركية الصاعدة. كان كل ما يمكن للعاملين في حقل السينما لمدة سبع سنوات هو أن يحاولوا متابعة إبداعاته. 

بعد إنجازه لستة أفلام، أخرج غودار ما يبدو الفيلم الأكثر تقليدية في تاريخه في ذلك الوقت: مع نجمة كبيرة (بريجيت باردو)، تقنيات لونية مبهرة، تصوير بعدسات سينما سكوب (مرة أخرى على يدي راؤول كوتار)، وقصة متسلسلة نسبياً. اقتبس الفيلم عن رواية ألبرتو مورافيا، التي تدور حول كاتب سيناريو تضطرب حياته الزوجية المفككة فجأة خلال تصوير فيلم في إيطاليا لإنتاج ملحمة الأوديسة لهوميروس. ربما كان الفليم “تقليدياً” نسبياً، ولكنه بالتأكيد فيلمه الأكثر مباشرة من الناحية العاطفية، بنيت أحداثه الرئيسية من فيلم روبرتو روسيليني الذي يصور دراما الانهيار المدوي للعلاقة الزوجية Journey to Italy – 1954 حيث يتتبع بدقة خراب العلاقات بين العشاق. لا تزال الميزات المليئة بالحماس والحركة في فيلم Breathless بعيدة عن متناول غودار، ولكن فيلم Le Mépris يكشف عن التشاؤم المتصاعد حول الحب والسينما. يعد الفيلم فيلماً ثقيلاً صادماً للغاية، ولكنه فرجة سينمائية حقيقية لمن يبحث عن السينما في أرقى تجلياتها. 

Claire’s Knee – 1970
المخرج: إريك رومير
 

كان اريك رومير من بين هؤلاء النقاد في Cahiers الذين التقطوا الكاميرا ليصنعوا الأفلام في نهاية الخمسينيات، ولكن فيلمه الأول، Le Signe du lion (صور عام 1959)، لم يعرض في الصالات حتى عام 1962. نجح الفيلم نجاحاً باهراً، وبدأ رومير سلسلته “Six Moral Tales” مع فيلمين قصيرين أن ينجز أخيراً فيلمه الروائي الثاني، La Collectionneuse، في عام 1967.

كان فيلم My Night with Maud – 1969 وفيلم Claire’s Knee هما اللذان أطلقا سمعة رومير ليشتهر أكثر من زملائه السابقين. قدمت أول سلسلة من سلاسل رومير العظيمة، “Six Moral Tales” المواقف التي يتم فيها اختبار بطل إخلاص البطل الذكر وصدقه أو خيانته في شؤون القلب. الحكاية قبل الأخيرة،Claire’s Knee ، عبارة عن فيلم خادع بسيط ولكنه غامض للغاية ومثير للقلق حول طبيعة الرغبة وتركيز الرغبة الجنسية على شيء ما (وخصوصاً لدى أولئك الذكور المغرورين المهوسين بسيقان جاراتهم). بعد الفيلم فيلما يركز على النزعة الطبيعية ويركز أيضاً على الأغراض والاهتمامات الفكرية في الوقت نفسه على نحو فريد من نوعه، أشبه بمشاهدة نسخة من رواية (العلاقات الخطرة-Les Liaisons dangereuses) أو حكاية رمزية أخلاقية من القرون الوسطى نقلت إلى موسم العطلات الصيفية على ضفاف بحيرة Lac d’Annecy.

Céline and Julie Go Boating – 1974
المخرج: جاك ريڤيت
 

ربما كان جاك ريڤيت في عصر عشاق السينما على الإنترنت صاحب الأسهم الأعلى من بين جميع مخرجي الموجة الفرنسية الجديدة (تغذي هذه الأسهم طائفة عشاق فيلمه الغريب والفريد من نوعه Out 1 الذي يمتد إلى 13 ساعة). لم تكن الأمور على هذا النحو في ذلك الزمن، لم يحظ أي فيلم من أفلام ريڤيت بتأثير واسع الانتشار أو بالشهرة التي حاز عليها أقرانه. وعلى الرغم من أنه بدأ تصوير أول فيلم له، Paris nous appartient، في عام 1957، لم يكن جاهزاً للعرض حتى عام 1961، في الفترة التي حصل فيها زلزال على نحو ما، أو التي يمكن اعتبارها فترة ما بعد الزلزال. وعندما أنجز ريڤيت بحلول عام 1974 فيلمه الروائي الرابع، ربما كان الناس يتساءلون إذا ما كانت الموجة الفرنسية الجديدة لا تزال على قيد الحياة. تراجع غودار إلى تجارب الفيديو الماركسية، وأخذ تروفو وشابرول يظهرون كتقليديين أكثر فأكثر، وأنهى رومير سلسلة أفلامه Moral Tales وأصبح بحاجة إلى اتجاه جديد.

لكل شيء نهاية، لذلك أدخل ريڤيت مع فيلمه Céline and Julie Go Boating الموجة الفرنسية الجديدة في حفرة الأرنب. استناداً على “أليس في بلاد العجائب – Alice in Wonderland”، يغزل قصة حول صديقتين (دومينيك لابورييه وجولييت برتو) تكتشفان أن تناول حلويات مغلية غامضة ينقلهم إلى منزل غريب حيث تمثلان ميلودراما جامدة بأزياء خاصة تعود إلى فترة ما. يتحدث الفيلم عن تعويذات تجعل السحر جزءاً من الحياة اليومية، والفيلم عن السرد حيث تبدو “القصة” وكأنها مستوحاة من أجواء الأيام الصيفية عندما نلتقي سيلين لأول مرة في حديقة باريس. ربما تكون الموجة الفرنسية الجديدة قد انحسرت، ولكن ريڤيت كان لا يزال ينوي متابعة الطريق.

The post 10 أفلام عظيمة من ”الموجة الجديدة“ الفرنسية (ترجمة) appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
اشتر قطة، اسهر حتى وقت متأخر، لا تشرب الكحول: أفضل 10 نصائح من الكتّاب عن الكتابة (ترجمة) https://rommanmag.com/archives/19057 Sat, 06 Jan 2018 08:49:55 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%a7%d8%b4%d8%aa%d8%b1-%d9%82%d8%b7%d8%a9%d8%8c-%d8%a7%d8%b3%d9%87%d8%b1-%d8%ad%d8%aa%d9%89-%d9%88%d9%82%d8%aa-%d9%85%d8%aa%d8%a3%d8%ae%d8%b1%d8%8c-%d9%84%d8%a7-%d8%aa%d8%b4%d8%b1%d8%a8-%d8%a7%d9%84/ هل اتخذت قراراً بأن تبدأ بكتابة رواية في السنة الجديدة؟ إليك بعض النصائح حول الكتابة من ليو تولستوي وموريل سبارك وجون شتاينبك وغيرهم من مشاهير الكتاب  نُشرت في “ذا غارديان” البريطانية يوم الأربعاء، ٣/١/٢٠١٨، كتبها ترافيس إلبورو وهذه ترجمتنا لها عملتُ وهيلين جوردون طيلة العام الماضي على إنجاز كتاب «أن تكون كاتباً- Being a Writer» الذي […]

The post اشتر قطة، اسهر حتى وقت متأخر، لا تشرب الكحول: أفضل 10 نصائح من الكتّاب عن الكتابة (ترجمة) appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
هل اتخذت قراراً بأن تبدأ بكتابة رواية في السنة الجديدة؟ إليك بعض النصائح حول الكتابة من ليو تولستوي وموريل سبارك وجون شتاينبك وغيرهم من مشاهير الكتاب 

نُشرت في “ذا غارديان” البريطانية يوم الأربعاء، ٣/١/٢٠١٨، كتبها ترافيس إلبورو وهذه ترجمتنا لها

عملتُ وهيلين جوردون طيلة العام الماضي على إنجاز كتاب «أن تكون كاتباً- Being a Writer» الذي يضم مجموعة من التأملات والنصائح والمقالات من بعض من الكتاب المفضلين لدينا عن العمل في الكتابة، اعتباراً من زمن صموئيل جونسون وغروب ستريت، إلى عصر “دوّار السيليكون” ولوري مور. 

سرعان ما اتضح، أثناء الأبحاث المرافقة للكتاب، أنه ليس هناك طريقة صحيحة لتحديد كيفية الكتابة الخلاقة، مما يجعلها فكرة متحررة للغاية ومفتوحة على الكثير من الاقتراحات. هناك الروائي الذي يحتاج إلى عزل نفسه في مكتب هادئ (جوناثان فرانزن)، والآخر الذي يعمل على نحو أفضل في مقهى محلي (ريفكا غالشن) أو الذي يبذل ما في وسعه لانتزاع ساعة للكتابة من بين كل تلك الأعمال المنزلية ومتطلبات الأطفال (أليس مونرو في شبابها).

ومن جهة أخرى، أصبح من الواضح أيضاً أنه إلى جانب كل هذه الأساليب المتنوعة، فهناك أفكار ونصائح معينة يشترك فيها العديد من الكتاب. يقول تشارلز ديكنز في رسالة موجهة إلى السيدة بروكفيلد في عام 1866: “إنكم تسرّعون سردكم باستمرار… من خلال ضخ السرد بطريقة تخطف الأنفاس، انطلاقاً من ذواتكم، بينما ينبغي على الأشخاص [الشخصيات] أن تسرد وتقود بالأفعال بأسلوبها”. القاعدة الأساسية: الإبداء، لا الإفصاح. العبارة التي ستغدو مألوفة لأي شخص يحضر صفاً في الكتابة الإبداعية في القرن الحادي والعشرين. 

وهكذا يضم كتابُنا الكثير من النصائح حول الكتابة، بدءاً من التعليمات العملية الصارمة إلى النصائح الاستثنائية اللامعة. لدينا كتّاب يتحدثون عن الأشياء المفيدة التي ناسبتهم، وعن الأساليب غير المفيدة التي لم تناسبهم. يناقش الكتّاب عدم قدرتهم على إنهاء مخطوطة ما، وعدم القدرة على العثور على ناشر، والشخصيات غير المكتملة والحبكات الملتوية الثقيلة التي لا يمكن السيطرة عليها. إليكم قليل من النصائح المفضلة لدينا، والتي نعتقد أن أي كاتب طموح ينبغي أن يحفظها عن ظهر قلب. 

هيلاري مانتل – يمكن للقليل من الغرور أن يمثّل عوناً كبيراً 
 Hilary Mantel

“الميزة الأكثر فائدة التي يمكن للكاتب أن ينمّيها هي الثقة بالنفس/الغرور، إذا استطعت السيطرة عليها بالطبع. إنك تكتب لفرض نفسك على العالم، وعليك أن تؤمن بقدراتك عندما لا يظهر العالم أي علامة على اتفاقه معك”.
 
2. ليو تولستوي و هوارد فيلبيس لوفكرافت – اختر ساعات الكتابة الأفضل بالنسبة إليك 
Leo Tolstoy and HP Lovecraft

يعتقد تولستوي أن أهم شيء بالنسبة إليه البدء مبكراً: “أكتب دائماً في الصباح. كان من دواعي سروري أن أسمع مؤخراً أن روسو أيضاً، يمشي لمسافة قصيرة بعد أن يستيقظ في الصباح، ثم يجلس ليعمل. يكون الدماغ في الصباح مفعماً بالنشاط على نحو فعال. غالباً ما تأتي أفضل الأفكار في الصباح بعد الاستيقاظ بينما لا تزال في السرير أو أثناء المشي“.

أو يمكنك النوم حتى وقت متأخر كما كان يفعل لوفكرافت: “في الليل، عندما ينزلق العالم الموضوعي مجدداً إلى كهفه ويترك الحالمين لوحدهم، يأتي هنا الإلهام والقدرات التي من المستحيل أن تأتيك في ساعة أخرى أقل سحراً وهدوء. لن يعلم المرء إذا ما كان كاتباً أم لا، ما لم يحاول الكتابة في الليل“.

3. ويليام فوكنر – اقرأ لتكتب 
William Faulkner 

“اقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ كل شيء، الكتابات التافهة، والكلاسيكية، الجيدة والسيئة، وانظر كيف يكتبها أصحابها. تماماً مثل النجار الذي يعمل كمتدرب ويدرس عمل معلمه. اقرأ! ستمتص وتستوعب كل هذه القراءات. ثم بعدها اكتب. ستكتشف إذا ما كانت كتابتك جيدة. وإذا لم تكن كذلك، ارمها من النافذة”. 

4. كاثرين مانسفيلد – كتابة أي شيء أفضل من عدم الكتابة على الإطلاق 
Katherine Mansfield

“إذا نظرتُ إلى الماضي أتخيل أنني كنت دائماً أكتب. كان هناك الكثير من الثرثرة بالفعل. ولكن كتابة مجرد الثرثرة أو أي شيء آخر، أي شيء كان، أفضل من عدم الكتابة أبداً”. 

5. إرنست همنغواي – توقف طالما أنت قادر على ذلك 
 Ernest Hemingway

“توقف دائماً في الوقت الذي تبلي فيه بلاء حسناً ولا تقلق أبداً حتى تبدأ الكتابة في اليوم التالي. وهكذا سيبقى لاوعيك يعمل على ما كتبته طيلة الوقت. أما إذا أخذت تفكر فيما كتبته بوعي، أو بدأت تقلق بشأنه، فسوف تفسده وسيكون دماغك مرهقاً قبل أن تبدأ حتى”. 

6. جون شتاينبك- أكتب صفحة واحدة في كل مرة 
John Steinbeck 

“تخلّ عن فكرة أن أفكارك ستنفد ولا بد أن تنتهي من العمل. دع عنك فكرة إنجاز 400 صفحة واكتب صفحة واحدة فقط كل يوم. هذا مفيد للغاية”. 

7. ميراندا جولاي – لا تقلق بشأن المسودات السيئة
 Miranda July

“كنت أشعر بضيق شديد عندما كنت أكتب الرواية. شعرت بأسوأ ما يمكن أن يشعر به كاتب .. كنت أعود إلى البيت كل يوم من مكتبي وأقول: “جيد، لا زلت معجبة بالقصة، لكنني أتمنى فقط لو كتبتها على نحو أفضل”. لم أدرك في تلك المرحلة أنني كنت أكتب مسودة أولى. كانت المسودة الأولى هي الجزء الأصعب. اعتباراً من هناك تبدأ المرحلة الأسهل نسبياً. كان الأمر أشبه بوجود بعض ألعاب المعجون أو الصلصال للعمل عليها، الأمر الذي يمكنني الاستمرار فيه وحسب، عليك إنجاز مليون مسودة وستتغير الأشياء جذرياً وستظهر شخصيات وتختفي أخرى وستحل الألغاز: لماذا هذا الشيء هنا؟ ألا ينبغي علي التخلص منه؟ ثم تدرك الموضوع، لا، هذا الشيء هنا في الواقع لأنه يمثل مفتاحاً لشيء آخر. أحب هذا النوع من العمل الأشبه بعمل التحري، حافظ على إيمانك باللعبة حتى يتم تبديد جميع الشكوك”. 

8. ف. سكوت فيتزجيرالد – لا تمزج بين الكتابة والشرب 
 F Scott Fitzgerald
 
“توضح لي شيئاً فشيئاً أن البناء الممتاز للغاية لكتاب طويل أو التوصل إلى أفضل التصورات والأحكام في وقت المراجعة لا يتوافق جيداً مع الخمور. يمكن كتابة قصة قصيرة وفي يدك زجاجة، أما الرواية فتحتاج إلى السرعة الذهنية التي تمكنك من الحفاظ على الاتجاه الكامل للقصة في رأسك لكي تتمكن من التضحية بلا رحمة بالمشاهد الثانوية… لكم تمنيت فعلاً لو أنني لم أكتب الجزء الثالث من رواية (رقيق هو الليل) تحت تأثير الكحول”. 

9. زادي سميث – لا تتصل بالإنترنت 
Zadie Smith

“اعمل على جهاز كمبيوتر غير متصل بالإنترنت”.

10. موريل سبارك * – اشتر قطة
 Muriel Spark

“إذا رغبت في التركيز بعمق على بعض المشاكل، وخاصة على جزء معين من الكتابة أو على ورقة عمل ما، ينبغي أن تحصل على قطة. ابق لوحدك مع القطة في الغرفة حيث تعمل. سوف تقفز القطة دائماً على مكتبك وتستلقي تحت مصباح مكتبك. يمنح ضوء المصباح القطة شعوراً عارماً بالراحة. ستستقر القطة وتهدأ، ستحظى بالصفاء والسلام الذي لا يضاهى. وسوف يتسلل إليك تدريجياً كل الهدوء والسلام من القطة المستلقية على مكتبك، هكذا ستتلاشى كل المعوقات التي تشتت تفكيرك وتعيق تركيزك، وتعيد لذهنك مجدداً ذلك التحكم الذاتي الذي فقده. لست بحاجة لمراقبة القطة طيلة الوقت. فوجودها لوحده يكفي. إن تأثير القطة على تركيزك لافت للنظر بالفعل وغامض للغاية”. 

* (أو بالأحرى، شخصية السيدة هوكينز في رواية:  A Far Cry from Kensington)

The post اشتر قطة، اسهر حتى وقت متأخر، لا تشرب الكحول: أفضل 10 نصائح من الكتّاب عن الكتابة (ترجمة) appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
خمس ممثلات إيطاليات أيقونيّات (ترجمة) https://rommanmag.com/archives/19050 Tue, 02 Jan 2018 14:50:18 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%ae%d9%85%d8%b3-%d9%85%d9%85%d8%ab%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d9%8a%d9%82%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%91%d8%a7%d8%aa-%d8%aa%d8%b1%d8%ac%d9%85%d8%a9/ كتبها باسكوال إيانون لموقع BFI، وهذه ترجمتنا لها… ازدهرت السينما الإيطالية منذ موجة الواقعية الجديدة حتى الستينيات وقدمت للشاشة الكثير من الممثلات الإيطاليات المبدعات. إليكم خمسة من النجمات اللواتي يجمعن بين العظمة والسحر والتألق، واللواتي لا غنى عن مشاهدة أعمالهن على الإطلاق.  ليست مفاجأة على الإطلاق بأن تكون إيطاليا، موطن النجمات الكبيرات على الدوام، قد قدمت لنا عدداً […]

The post خمس ممثلات إيطاليات أيقونيّات (ترجمة) appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
كتبها باسكوال إيانون لموقع BFI، وهذه ترجمتنا لها…

ازدهرت السينما الإيطالية منذ موجة الواقعية الجديدة حتى الستينيات وقدمت للشاشة الكثير من الممثلات الإيطاليات المبدعات. إليكم خمسة من النجمات اللواتي يجمعن بين العظمة والسحر والتألق، واللواتي لا غنى عن مشاهدة أعمالهن على الإطلاق. 

ليست مفاجأة على الإطلاق بأن تكون إيطاليا، موطن النجمات الكبيرات على الدوام، قد قدمت لنا عدداً كبيراً من الممثلات من الطراز العالمي. منذ البدايات المبكرة للسينما، قبل سنوات من تشكل نظام صناعة النجوم في هوليوود على هذا النحو، سلبت نجمات الشاشة الإيطالية ألباب الجماهير وأضحكتهم وأبكتهم بنفس القدر من السحر. أشعلت نجمات السينما الصامتة مثل فرانشيسكا بيرتيني وليدا بوريلي وبينا مينيشلي أحاسيس الجماهير ومشاعرهم بأدائهن الحماسي الاستثنائي، وحتى بعدما أصبحت أنماط التمثيل أكثر حضوراً مع دخول الصوت، لم تعانِ أولئك النجمات من أي هزة في نجوميتهن سواء من حيث جودة الأداء أو من حيث كمية الأعمال. ظهرت كل من إيزا ميراندا، أليدا فالي وكلارا كالاماي في الصف الأول في بدايات عصر دخول الصوت على السينما كما تميزت آنا مانياني، ليقدمن أعمالاً فذة وأداء تمثيلياً رائعاً على الشاشة الإيطالية الفضية. يمكننا البدء من مانياني في هذه المقالة التي تتحدث عن الممثلات الإيطاليات الخمس الأكثر شهرة.

Anna Magnani
 

الأفلام الأساسية

Rome Open City, 1945 – Bellissima, 1951 – Mamma Roma, 1962

أكثر ما يميزها

قدمت آنا مانياني رغم ارتباطها الوثيق بالدراما القاتمة الكثير من الأدوار الكوميدية أيضاً، وهذا ما تشترك به مع الكثير من النجوم الإيطاليين العظماء. جذب أداؤها الأخاذ وأصالتها العفوية في أفلام عديدة مثل Rome Open City لروبرتو روسيليني انتباه هوليوود إليها حيث ذهبت هناك لتقدم العديد من الأفلام. حازت مانياني على جائزة أوسكار أفضل ممثلة عن فيلم The Rose Tattoo، النسخة السينمائية لدانيال مان التي قدمها في عام 1955 عن مسرحية كتبها تينيسي وليامز خصيصاً لها. ظهرت أيضاً في اقتباس آخر عن مسرحية لويليامز – The Fugitive Kind, 1960 – حيث مثلت أمام مارلون براندو. ولعبت لدى عودتها إلى إيطاليا الشخصية الرئيسية في فيلم Mamma Roma, 1962 لبيير باولو بازوليني. كان المشروع الأخير المهم لمانياني عبارة عن ثلاثة أفلام تلفزيونية من إخراج ألفريدو جيانيتي وضع لها الموسيقى التصويرية إنيو موريكوني حملت عنوان أطلق عليها Three Women, 1971 لا بد من أعادة اكتشافها مجدداً. 

 اللحظة الأروع  في مسيرتها 

كانت لقطات الجولات الليلية في فيلم Mamma Roma لبازوليني من أجمل المشاهد الآسرة، ولكن لا يمكننا نسيان المشاهد الاستثنائية في فيلم Rome Open City حيث تذهب الشخصية التي تلعبها مانياني بعد الهروب من براثن جندي نازي في رحلة يائسة للعثور على خطيبها المقاتل مع المقاومة بعد أن تم القبض عليه. 

Silvana Mangano
 

الأفلام الأساسية

Bitter Rice, 1949 – The Gold of Naples, 1954 – My Wife, 1964

أكثر ما يميزها

عندما بدأ المخرج جوزيبي دي سانتيس البحث عن الشخصية النسائية الرئيسة في فيلمه Bitter Rice ، فيلم الدراما والجريمة الرومانسي الذي تدور أحداثه في Po Valley ، كان يفكر في “ريتا هيوارث أخرى آتية من المقاطعات الإيطالية”. وسرعان ما أدرك أن القليل من الممثلات الإيطاليات المكرسات يمكنهن أداء مثل هذا الدور، أجرى دي سانتيس والمنتج دينو دي لورنتيس تجربة أداء لسيلفانا مانغانو، وهي مشتركة سابقة  في مسابقة ملكة جمال إيطاليا تمتلك أصلاً بعض الخبرة أمام الكاميرا.

تلقت مانغانو ودي سانتيس بعض الانتقادات بسبب الأداء المبالغ فيه في المشاهد الجنسية، ولكن أحداً لم يشكك على الإطلاق بالأثر الكبير الذي لا ينسى لهذه المشاهد، وقد عانت  مانغانو في سنوات لاحقة حيث كان الجمهور يتوقع منها دائماً أدواراً صاعقة مماثلة. تزوجت دي لورنتيس بعد فترة قصيرة من إنجاز فيلم Bitter Rice ولكنها بقيت انتقائية قدر الإمكان في اختيارها للمشاريع. حظيت بفترة ذهبية حقاً بين منتصف الثلاثينيات ومنتصف الأربعينيات، فقد منحت الأفلام التي شاركت فيها الكثير من الأناقة والرقص والحيوية مع مخرجين مثل بازوليني (Oedipus Rex – Theorem – Decameron) والمخرج لوتشينو فيسكونتي (Death in Venice – Ludwig – Conversation Piece).

اللحظة الأروع في مسيرتها  

لعبت مانغانو في أحد أجزاء فيلم Gold of Naples لفيتوريو دي سيكا دور عاهرة اسمها تيريزا تبين أن زواجها من رجل أعمال مجرد خدعة. يعد المشهد قرب نهاية الجزء عندما تقف تيريزا وحدها في إحدى الليالي في واحد من شوارع نابولي الفارغة، تتأمل محاولة أن تقرر إذا ما كان عليها العودة لمواجهة زوجها، مشهداً يخلب الألباب حقاً. نتابع مشهداً متقناً خلاباً يمتد إلى خمس دقائق خالية من أي حوار، نرى تغيير مزاجها من الرفض إلى الغضب للقبول عندما تعود مجدداً إلى منزل الزوجية. 

Monica Vitti
 

الأفلام الأساسية

Red Desert, 1964 – Jealousy, Italian Style, 1970 – That’s How We Women Are, 1971

أكثر ما يميزها

إذا فكرت لوهلة بالسينما الحداثية لمايكل أنجلو أنطونيوني فسيتبادر إلى ذهنك لا محالة ممثلة واحدة على الفور: مونيكا فيتي. كانت حاضرة دائماً في ما يطلق عليه “رباعية الاغتراب tetralogy of alienation: L’avventura – La notte – L’eclisse – Red Desert حيث لعبت غالباً أدوار فتاة جميلة منومة مغناطيسياً وشخصيات لا تضاهى في الأفلام الضخمة والهامة والجدية للغاية. كان  تحولها مع أواخر الستينيات فصاعداً إلى ممثلة كوميدية رائعة بمثابة مفاجأة للكثيرين، حيث أدت أدواراً قدمت فيها نقداً اجتماعياً من خلال الكوميديا. حظيت فيتي بأفضل المخرجين الذين تعاونت معهم بانسجام تام مثل ايتوري سكولا وماريو مونيتشلي ودينو ريزي. 

اللحظة الأروع في مسيرتها 

تقارب العلاقة الطويلة الأمد بين فيكتوريا (فيتي) وريكاردو (فرانسيسكو رابال) في المشهد الافتتاحي في الصباح الباكر من فيلم  L’eclisse على نهايتها، ويعاني كل منهما في التعبير عن مشاعره بطريقة ملائمة. يمثل فيلم Red Desert نقطة أخرى مشرفة من حياتها المهنية كممثلة درامية، ولنتعرف على مهارتها في الكوميديا أيضاً، لا نحتاج سوى إلى مشاهدة فيلم That’s How We Women Are لريزي. مثلت فيتي أفلاماً تجاوزت فيها بيتر سيليرز حتى من خلال اثني عشر دوراً منفصلاً، ​​بدءاً من الموسيقية التي تهتم بالشكليات والتفاصيل إلى دور أم صاخبة من نابولي لاثنين وعشرين طفلاً.

Sophia Loren
 

الأفلام الأساسية

Two Women, 1960 – Yesterday, Today and Tomorrow, 1963 – A Special Day, 1977

أكثر ما يميزها 

يمكننا القول إنها الممثلة الإيطالية الأكثر شهرة من بين جميع النجوم الآخرين. دخلت صوفيا لورين إلى عالم السينما بطريقة مماثلة لدخول مانغانو، ولكنها كانتا مختلفتين للغاية سواء من حيث خلفيتيهما أو من حيث مزاجهما. لم ترغب مانغانو على الإطلاق في أن تكون نجمة وغالباً ما شعرت بعدم الارتياح مع كل الزخارف التي تكتنف عالم النجومية، أما لورين فقد كانت تحدوها الرغبة على الدوام في أن تكون نجمة عالمية. وتزوجت لورين، مثل مانغانو، من منتج (كارلو بونتي) ولكنها منحته الحرية المطلقة في تشكيل حياتها المهنية.

بزغ نجمها في سن التاسعة عشرة، عندما لعبت دور بائعة بيتزا تخطئ في وضع خاتم زواجها في الاصبع الصحيحة في أحد أجزاء فيلم Gold of Naples. قدمت بين عامي 1955 و 1960 سلسلة من الأفلام في هوليوود، حيث وقفت أمام الكثيرين مثل كاري غرانت، فرانك سيناترا، أنتوني كوين، جون واين وكلارك جيبل. ولكن الدراما الحربية لدي سيكا Two Women كان أول فيلم يضعها على محك الاختبار كممثلة. منحها عملها مع دي سيكا في العديد من الأفلام مثل Yesterday, Today and Tomorrow – Marriage Italian Style, 1964 – Sunflower, 1970 – The Voyag, 1974 العديد من أدوارها الأكثر أهمية خلا مسيرتها المهنية.

اللحظة الأروع في مسيرتها  

ربما يكون أكثر ما نتذكر فيه لورين دائماً، سواء كنا محقين أم مخطئين، هو مشهد التعري الذي قدمته أمام مارسيلو ماستروياني في فيلم Yesterday, Today and Tomorrow، المشهد الذي تمت إعادة تمثيله مجدداً بعد 30 عاماً في الفيلم الكوميدي الساخر Prêt-à-porter, 1993 لروبرت ألتمان، والذي ضم الكثير من النجوم. 

قدمت لورين، بعيداً عن عملها مع دي سيكا، واحداً من أعظم الأدوار في حياتها في فيلم A Special Day لسكولا، ومجدداً أمام ماستروياني. يبدأ الفيلم في عمارة في روما في مايو 1938، بمناسبة زيارة أدولف هتلر إلى المدينة. نشاهد، بعيداً عن كل الأبهة والمراسم، أنطونييتا (لورين)، ربة منزل رزينة تلتقي غابرييل (ماستروياني)، المذيع في الراديو والذي تم صرفه من عمله مؤخراً. نشاهد كليهما في أحد المشاهد على السطح حيث تجمع أنطونييتا الغسيل ويتناقشان حول معتقداتهما السياسية. تجد نفسها منجذبة نحوه بعد حركة غزل مرحة يقوم بها غابرييل. يظهر المشهد، الذي قدم فيه كلا الممثلين أداء جميلاً، صوفيا لورين في أكثر حالاتها ضعفاً وحساسية. 

Claudia Cardinale
 

الأفلام الأساسية

Girl with a Suitcase, 1961 – Sandra, 1965 – Once upon a Time in the West, 1968

أكثر ما يميزها 

قدمت كاردينالي التي ولدت ونشأت في تونس فيلمها السينمائي الإيطالي الأول، فيلم السطو الكوميدي Big Deal on Madonna Street لماريو مونيتشيلي في عام 1958. لعبت دور الشقيقة الصغرى للص صقلي مخيف ومتسلط، وأظهرت للمنتج فرانكو كريستالدي (الذي تزوجته لاحقاً) الكثير من البوادر التي جعلته يجعل منها نجمة جديدة ورمزاً جديداً للجنس. وتابعت مسيرتها لتلقى الثناء من بازوليني نفسه على دورها في فيلم الجريمة والإثارة The Facts of Murder, 1959 لبييترو جيرمي، الفيلم الذي لطالما اعتبرته كاردينالي نفسها المفتاح في تطورها كممثلة.

تطورت سلسلة الأفلام التي عملت فيها خلال فترة الستينيات والسبعينيات بسرعة لتغدو واحدة من الممثلات الأوربيات الأكثر إثارة للإعجاب، حيث ظهرت في الكلاسيكيات المستقبلية للسينما الإيطالية مثل فيلم  Rocco and His Brothers, 1960 لفيسكونتي، وفيلم The Leopard, 1963، وفيلم ½ 8 ,1963 لفيديريكو فيلليني، وفيلم Once upon a Time in the West لسيرجيو ليون. مثلت كاردينالي في كثير من الأحيان في بطولات جماعية، ولكنها مثل الكثيرات من زميلاتها، مثل مانياني ومانغانو ولورين وفيتي، لم يتردد المخرجون أبداً في العمل معها في أفلام على نطاق أصغر وبناء قصص الأفلام حولها. جاء دوران من هذه الأدوار في أوائل منتصف الستينيات، في فيلم Girl with a Suitcase  لفاليريو زورليني وفيلم Sandra لفيسكونتي. 

اللحظة الأروع في مسيرتها

تبقى لحظة وصول (جيل مكبين)، الشخصية التي لعبتها كاردينالي في فيلم Once upon a Time in the West إلى محطة قطار فلاغستون واحدة من أكثر اللحظات الخالدة في سينما الستينيات بأكملها. 

تشق جيل طريقها خارج المحطة بعد أن تدرك أن زوجها بريت لن يلتقيها هناك. يصور ليون هذا الجزء الأخير في لقطة واحدة، حيث ترتفع الكاميرا فوق المحطة على أنغام الموسيقى الزاعقة لإنيو موريكوني.

The post خمس ممثلات إيطاليات أيقونيّات (ترجمة) appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
ملاحظات حول عزيز ضومط: كاتب عربي مؤيد للصهيونية (ترجمة) https://rommanmag.com/archives/19043 Wed, 27 Dec 2017 20:54:18 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a7%d8%aa-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%b9%d8%b2%d9%8a%d8%b2-%d8%b6%d9%88%d9%85%d8%b7-%d9%83%d8%a7%d8%aa%d8%a8-%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a-%d9%85%d8%a4%d9%8a%d8%af-%d9%84%d9%84/ تُرجم هذا الفصل من الكتاب الجماعي The Ottoman Middle East: Studies in Honor of Amnon Cohen وكتبه جاكوب م. لانداو كان عزيز ضومط، الذي يفضل كتابة اسمه (Asis) ضومط، واحداً من الأدباء العرب القلائل الذين كتبوا يبشرون بالمشروع الصهيوني، على نحو يختلف عن جميع الكتاب العرب في نهايات الحقبة العثمانية وفي فترة ما بين الحربين العالميتين. […]

The post ملاحظات حول عزيز ضومط: كاتب عربي مؤيد للصهيونية (ترجمة) appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
تُرجم هذا الفصل من الكتاب الجماعي The Ottoman Middle East: Studies in Honor of Amnon Cohen وكتبه جاكوب م. لانداو

كان عزيز ضومط، الذي يفضل كتابة اسمه (Asis) ضومط، واحداً من الأدباء العرب القلائل الذين كتبوا يبشرون بالمشروع الصهيوني، على نحو يختلف عن جميع الكتاب العرب في نهايات الحقبة العثمانية وفي فترة ما بين الحربين العالميتين. أجريت منذ عدة سنوات بحثاً عن حياته ونشاطاته ونشرته في مقال مطول، لم أناقش في المقال كتابات ضومط المؤيدة للصهيونية. سأناقش هنا هذا الموضوع، بعد أن أقدم ملخصاً مختصراً عن حياته.

ولد ضومط لعائلة بروتستانتية في القاهرة في 25 حزيران 1890، ولكنه أمضى معظم حياته في القدس وفي حيفا، مع زيارات مطولة إلى ميونخ وبرلين وفيينا وبودابست (وزيارات قصيرة إلى سوريا والعراق ومصر). كان والده يعمل كدليل لدى مستوطنين ألمان في شرق أفريقيا، وهكذا تعرف على أساسيات اللغة الألمانية، وطور مهاراته اللغوية في المدرسة الألمانية في حيفا وفي مدرسة الأيتام السورية في القدس، ثم لاحقاً في أوروبا (حيث درس في جامعة برلين في عام 1920 وكتب مقالات للصحف الألمانية). كانت أغلب أعماله باللغة الألمانية ما عدا بعض الاستثناءات مثل مسرحية “آخر بني أمية Der Letzte Omajade ” التي ترجمها أخوه  أمين بلان عن الألمانية، والعديد من المقالات الصحفية باللغة العبرية (يرجى مراجعة الحاشية). كما عرضت أعماله المسرحية باللغة الألمانية أيضاً. مات ضومط في برلين في 27 تموز 1943. أمضى ضومط طيلة حياته يحاول بناء جسرين حضاريين، بين العرب والألمان، وبين العرب واليهود. يهمنا هنا هذا الجسر الأخير، مع التأكيد على وجهة نظر ضومط تجاه المشروع الصهيوني.

ظهرت علاقات ضومط مع الصهيونية في اهتمامه الشديد وتقربه دون أي تردد من القادة الصهاينة البارزين في فلسطين وفي الخارج، مثل ليب ياف (1876-1948)، والبريغادير فردريك كيش (1888-1943)، وأفيغدور حاميري (1890-1970) وإسرائيل زانجويل (1865-1926) الذي أَحبه شخصياً وأعجب إعجاباً شديداً بموهبته الأدبية وبتعاطفه مع اليهودية. 

كتب ضومط أكثر من ثلاثين كتاباً، شعراً ورواية ومسرحيات، أغلبها طبعت على آلة نسخ الرسائل (المميموغراف). كان هذا أمراً معتاداً في مجال المسرح والدراما، حيث كان اهتمام الكتاب المسرحيين منصباً على أن يتم تمثيل مسرحياتهم على الخشبة (ونادراً ما كانت تطبع فيما بعد في كتب). ربما يشير بقاء معظم أعمال ضومط مطبوعة على الميموغراف إلى أن ضومط لم يتمتع بشهرة كبيرة، أو أنه لم يكن لديه خبرة كبيرة في عالم النشر.

يظهر تعاطف ضومط مع اليهود بوضوح في معظم مسرحياته وفي بعض مقالاته، ولكن دعمه لليهود في فلسطين وللصهيونية على وجه الخصوص ظهر في ثلاثة أعمال -مسرحيتان ورواية- كتبت جميعها في العشرينيات. وربما تشير  حقيقة أنه قلص بطريقة أو بأخرى مدى تعبيره عن مشاعره المؤيدة للصهيونية إلى خيبة أمله من الصدى الذي حظيت به أعماله المبكرة، وربما تشير أيضاً إلى قلقه وإدراكه للعنف المتزايد في المشاعر المعادية للصهيونية بين السكان العرب الفلسطينيين خلال فترة الثلاثينيات (على الرغم من أنه لم يكن كاتباً سياسياً بل كان يصنف على أنه مهتم بالأدب التاريخي). 

كُتبت مسرحية «جوزيف ترومبيلدور. دراما في ثلاثة فصول» في عام 1922 وطبعت على الميموغراف في عام 1924. تصف هذه المسرحية من خلال النثر الأنيق اليوم الأخير في حياة ترومبيلدور. تبدأ المسرحية بداية مميزة من خلال علاقة صداقة متخيلة بين اليهود والعرب، على الرغم من الجهود التي يبذلها “الضابط الأجنبي” (ربما تكون الإدارة البريطانية في فلسطين) للإيقاع فيما بينهم. بقي الشيخ العربي الشاب في المسرحية (عبد الرؤوف) على علاقة جيدة مع اليهود، على الرغم من تأليب العرب ضدهم وعدائهم وعلى الرغم من الحب الذي يكنه من طرف واحد لديبورا، الصبية اليهودية من منطقة تل حاي في الخليل، حيث تدور معظم أحداث المسرحية. كانت العلاقة الحميمة بين المستوطنين اليهود في تل حاي، والمشبعة بالرغبة في إعادة بناء بلدهم، أهم ما يميز الفصل الأول. تجري أحداث الفصل الثاني في كيبوتس قريب، كفر جلعادي، ويؤكد هذا الفصل على المشاكل الشخصية والوطنية التي تميز الحياة في الكيبوتس في تلك الفترة. يتم التحضير لحفلة خطوبة ترومبيلدور وحبيبته شالوميت، وتسمع أصوات عيارات نارية من جهة تل حاي، يسرع ترومبيلدور وأصدقاؤه إلى هناك للدفاع عن الحي. يصف الفصل الثالث بعض تفاصيل القتال مع “الغجر” (يبدو أن ضومط تعمد تجنب ذكر العرب). يهب عبد الرؤوف لمساعدة ترومبيلدور، ولكنهما يقتلان (هكذا يصور ضومط العلاقة الحميمة بين اليهود والعرب حتى الموت).

عرضت المسرحية في القدس في 3 كانون الثاني 1923 ثم عرضت لاحقاً في كراكوف وفي وراسو، كتب لها المقدمة إسرائيل زانجويل، الذي يصر على أن ضومط يحس بالعنصر الساميّ في دمه، العنصر الذي دفعه للدعوة للدفاع عن المشروع الصهيوني في فلسطين, وهكذا أصبح معبراً عن الكرم العربي. عبّر زانجويل عن أمله بأن تترجم المسرحية إلى العبرية وأن تعرض في القدس. حظيت المسرحية فيما بعد بمراجعات مميزة في الصحافة اليهودية في الواقع داخل فلسطين وخارجها.  

كُتبت رواية Pillars of Fire: A Novel of Contemporary Palestine في عام 1923. حققت مسرحية «يوسف ترومبيلدور» القليل من الشعبية كونها عرضت على الخشبة، ولكن الرواية لم تحقق مثل هذه الشهرة، وبقيت مطبوعة على الميموغراف. أُخذ العنوان بالطبع من الكتاب المقدس. أهديت الرواية لحاييم وايزمان (1874-1952)، والذي أصبح فيما بعد رئيس المنظمة الصهيونية العالمية، والذي يكن له ضومط الكثير من الاحترام. 

يؤكد ضومط في مقدمة الرواية على أنها مستقاة بالكامل من الوضع الحقيقي في فلسطين، ولكنه أراد أن يؤكد أيضاً على الهداية الإلهية لشعبه. تبدأ الرواية بسرد حول هجرة مجموعة من اليهود إلى فلسطين. يعبّر الدكتور راغب، العربي المسيحي، عن محبته لليهود على السفينة، شخصية موازية لشخصية عبد الرؤوف في مسرحية «يوسف ترومبيلدور». يرتبط راغب أيضاً بعلاقة حب مع فتاة يهودية تدعى أبيغيل. نقرأ نقاشاً حيوياً في حفلة رجوع راغب إلى الوطن في منزل والدته بين من يرون أن اليهود جاؤوا إلى فلسطين لطرد سكانها العرب منها، وأولئك الذين يمتدحون المزايا المتفوقة لليهود. يفشل راغب على كل حال في إقناع أعضاء الجمعية الإسلامية المسيحية المحلية حول صحة محبة اليهود أو السعي لصداقتهم. ينتقد أعضاء الجمعية راغب لنشره مقالاً يقف بجانب حق عودة اليهود إلى فلسطين. يعجب راغب لاحقاً في طريقه إلى تل أبيب بالنجاح اليهودي في زراعة الأراضي واستصلاحها. يلقي بعدها المحاضرات في مستشفى تل أبيب على الجميع حول نظريته التي تقول بأن الأسباط العشرة المفقودة تمثل في حقيقة الأمر أولئك المسيحيين العرب، وربما تمثل أيضاً المسلمين العرب في فلسطين. يتزوج راغب فيما بعد من أبيغيل، ولكنه يتعرض للطعن حتى الموت على يدي أحد البدو. ولكنه كان مقتنعاً في الحقيقة بأن حياته وعمله لم يذهبا سدى. 

كتبت هذه الرواية السطحية لخدمة هدف إنساني سام، التفاهم بين اليهود والعرب. تظهر بعض عناصر السيرة الذاتية في الرواية بكل وضوح: راغب هو بروتستانتي عربي يخبرنا بأنه درس الفنون المسرحية في بودابست مع أوسكار بيرجي، الأستاذ المعروف في الفنون المسرحية. يعود إلى منزل أهله في حيفا، حيث يذكرنا في بداية الرواية بعودة ضومط إلى حيفا في عام 1923. تتضمن أعمال راغب الأدبية كتابات حول اليهودية والصهيونية، المواضيع التي تشكل نسبة كبيرة من أعمال ضومط الأدبية أيضاً. يحمل تعاطف راغب مع اليهود والصهيونية الكثير من سمات تعاطف ضومط نفسه. تمثل انطباعات راغب القوية حول تل أبيب أصداء لانطباعات وحماسة ضومط نفسه، التي نشرها في مقال بعنوان “حلم تل أبيب”. يعلّق راغب أيضاً على الأسباط العشرة المفقودة، والتي تناولها ضومط في مقال آخر (نشر كلا المقالين بالعبرية). 

أنتجت مسرحية «لثام العناية – The Veil  of Anaya» (المطبوعة على الآلة الكاتبة ثم على الميموغراف) في برلين في عام 1929 وربما كتبت قبل ذلك بفترة قصيرة. تختلف هذه المسرحية عن العملين الآخرين اللذين تكلمنا عنهما آنفاً في أنها تعالج موضوع الصهيونية قرب نهايتها فقط.

يركز معظم النص على العادات والمعتقدات في شرق الجزائر. تمثل “العناية” شيء يقدمه شخص لشخص آخر لحمايته. تقوم الحبكة على ما يلي: نسيمة على علاقة حب مع فهد، رجل من أصول يهودية، ولكنها تعطي منديلها لرضوان، أخي زوجها، والذي يعتبر هذا المنديل دليلاً على “العناية”. يقتل فهد رضوان في مبارزة، ولكنه لا يتمكن من الزواج من نسيمة، حيث يقف دم رضوان حائلاً فيما بينهما. يقنع فهد أفراد القبيلة أن ما اقترفه كان عبارة عن ثأر، وهكذا يسامحونه بل ويختارونه ليكون زعيمهم. يرفض فهد ويفضل الهجرة إلى فلسطين التي يرغب بإعادة إعمارها مع اليهود الآخرين. 

تخلص ضومط من هذه النهاية الموجودة في النسخة المطبوعة عندما عدل النسخة على الميموغراف، ربما لخوفه من الاضطرابات التي بدأت في فلسطين في 1929. أدى هذا التغيير إلى تخفيف حدة النهاية في المسرحية، ولكن هذا يظهر بوضوح المشاكل التي يعانيها كاتب عربي يكتب عن فلسطين وعن الصهيونية. وفي جميع الأحوال عرضت المسرحية في برلين في عام 1929. 

درس مسرح هابيما في تل أبيب فكرة عرض المسرحية ولكنه تخلى عن هذه الفكرة نزولاً عند نصيحة حاييم ارلوسوروف وموشي شاريت. 

في الختام، لا بد أن نلاحظ أنه من المحتمل أن كلاً من عبد الرؤوف في مسرحية «يوسف ترامبيلدور» وراغب في الرواية، مع أن الأول عبارة عن شيخ قروي والثاني شاب مثقف ثقافة أوروبية، يمثلان التعاطف الشخصي الذي يكنه ضومط للصهيونية. ربما يكون تعرض كليهما في هذين العملين إلى الاغتيال في النهاية يمثل علامة على أن ضومط كان خائفاً من أن حياته قد تنتهي بنفس الطريقة، ومن هنا جاء التغيير في نهاية مسرحية der Annayaschlier. قد يكون من الصعب تقدير مدى التأثير الذي خلفته أعمال ضومط، ولكنها على الأرجح قد وصلت إلى بعض القراء العرب الذين يقرؤون الألمانية في فلسطين وفي الخارج، والذين لم يكن عددهم كبيراً في النهاية.

سافر ضومط إلى برلين في عام 1939 وأمضي أعوامه الأخيرة فيها. ولا يعود توظيفه من قبل وزارة الخارجية في ألمانيا النازية وفي الراديو الحكومي كمترجم خلال سنوات الحرب إلى ضرورات اقتصادية على ما يبدو، بل ربما يعود إلى يأسه من التقارب بين العرب واليهود في فلسطين.

فاروق وادي: عن كاتب فلسطيني بلغ عتبة نوبل

سليم البيك: عن الفلسطيني الصهيوني الذي ترشّح لنوبل

The post ملاحظات حول عزيز ضومط: كاتب عربي مؤيد للصهيونية (ترجمة) appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
10 أفلام نسوية عظيمة (ترجمة) https://rommanmag.com/archives/18973 Wed, 01 Nov 2017 12:31:41 +0000 https://romman.b5digital.dk/10-%d8%a3%d9%81%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%86%d8%b3%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d8%b8%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d8%aa%d8%b1%d8%ac%d9%85%d8%a9/ كتبها بيف زالكوك لموقع BFI، وهذه ترجمتنا لها… تعتمد معايير اختيار الأفلام في هذه القائمة على كونها أفلاماً روائية أنجزتها النساء وتقوم النساء بأدوار البطولة فيها. وقد أنجزت هذه الأفلام جميعها بإلهام من روح التحرر. هناك العديد من الأفلام البارزة التي تقدم صوراً صارخة لا تشوبها شائبة للنساء اللواتي يعشن في ظل القانون الأبوي والنظام الذكوري، ومن بينها […]

The post 10 أفلام نسوية عظيمة (ترجمة) appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
كتبها بيف زالكوك لموقع BFI، وهذه ترجمتنا لها…

تعتمد معايير اختيار الأفلام في هذه القائمة على كونها أفلاماً روائية أنجزتها النساء وتقوم النساء بأدوار البطولة فيها. وقد أنجزت هذه الأفلام جميعها بإلهام من روح التحرر. هناك العديد من الأفلام البارزة التي تقدم صوراً صارخة لا تشوبها شائبة للنساء اللواتي يعشن في ظل القانون الأبوي والنظام الذكوري، ومن بينها فيلم Wanda ،1971، لباردا لودن، وفيلم Jeanne Dielman, 23, Quai du Commerce, 1080 Bruxelles، 1975، لشانتال أكرمان. ولكنني أردت التركيز على الأفلام التي تقدم صوراً من الاحتفاء بالمرأة بدلاً من الأفلام التي تتحدث عن المصاعب التي تعانيها. وقد تم استبعاد الأفلام التي أخرجها الرجال، على الرغم من وجود بعض العناوين الرئيسية، لأنه غالباً ما يتم تغييب المخرجات الإناث عن هذا النوع من القوائم.

الأفلام الكلاسيكية النسوية نادرة للغاية، وغالباً ما تختفي الأفلام النسوية من ثقافة السينما. أين هي أفلام ستيفاني روثمان، على سبيل المثال؟ لماذا لم يتوفر فيلم Daughters of the Dust ،1991، للمخرجة جولي داش ولفترة طويلة على أقراص DVD؟ (رُمّمَ فيلم داش اليوم وسيتم إصداره في صيف 2017).

أما المخرجات الأخريات اللواتي ينبغي ذكرهن في سياق صناعة الأفلام النسوية فهن مخرجات هوليوود اللواتي كن في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينيات جزءاً من موجة جديدة من الأفلام النسوية، منهن جوان ميكلين سيلفر Between the Lines، 1977، وكلوديا ويل Girlfriends، 1978 وسوزان سيديلمان Smithereens، 1982 وفيلم Desperately Seeking Susan، 1985.

ينبغي الاعتراف أيضاً بالمخرجات العاملات في بريطانيا اليوم. تقدم أفلامهن أمثلة على شخصيات مثيرة للاهتمام وغالباً ما تكون ملهمة. تحافظ المخرجات المبدعات مثل غوريندر تشادها وأندريا أرنولد وكارول مورلي بطريقتهن الخاصة على هذا التراث السينمائي على قيد الحياة.

1928 – The Seashell and the Clergyman
المخرجة: جيرمين دولاك

لعبت المرأة دوراً هاماً للغاية في تطوير صناعة السينما، وتبقى هذه الحقيقة بالطبع من الحقائق غير المعترف بها عموماً. يمكن لمثال منظمات Suffragettes التي سجلت مسيراتهن في شريط الأخبار السينمائي في أوائل القرن العشرين، أن يوضح لنا هذا حيث كانت النساء ناشطات وراء الكاميرا أيضاً.

شاركت جيرمين دولاك في الحركة الفنية الطليعية في باريس في العشرينيات. ويمثل كل من فيلمي The Smiling Madame Beudet ،1922 و The Seashell and the Clergyman مثالين هامين للغاية عن بدايات الأفلام النسوية التجريبية الراديكالية، والتي توفر ترياقاً للفن الذي شكلته الأخوة السريالية. يمثل الفيلم الأخير المستوحى من كتاب أنطون أرتود الذي يحمل الاسم نفسه، نقداً خيالياً بصرياً للنظام الأبوي -الدولة والكنيسة- والحياة الجنسية للذكور. استقبله السرياليون في عرضه الأول بسخرية صاخبة، وأطلقوا على دولاك لقب ” une vache –البقرة”. 

يصور الفيلم شخصية نسائية مركزية ثورية للغاية تقاوم سلطة الملك ورغبة الكاهن. تحمل في أحد المشاهد الخالدة حمالة الصدر المحترقة عالياً، المشهد الذي سبق  نشاط الحركات النسوية بكثير! حُظر الفيلم من قبل المجلس البريطاني للرقباء السينمائيين في عام 1927، والذي كتب: “يعد هذا الفيلم فيلماً مشفراً غامضاً حتى يفقد أي معنى من معانيه تقريباً. وإذا كان هناك معنى ما، فإنه معنى غير مقبول بلا شك”.

1981 – Marianne and Juliane
المخرجة: مارغاريت فون تروتا

بدأت مارغريت فون تروتا صناعة الأفلام كجزء من موجة السينما الألمانية الجديدة في السبعينيات، والتي كانت تتعامل عادة مع قمع الدولة. استكشفت أفلامها الأولى سيكولوجيا العلاقات بين النساء، غالباً بين الأخوات أو الصديقات المقربات للغاية. استكشفت فون تروتا في فيلم في Marianne and Juliane (ويعرف أيضاً باسم German Sisters) الموضوعين الذين لا ينفصلان: القمع من جانب الحكومة وشعور الأسرة بالذنب. 

ويستند الفيلم استناداً كبيراً على حياة الأختين في الحقيقة كريستيان وغودرون إنسلين، وكانت الأخيرة عضواً رئيساً في جماعة الجيش الأحمر. يوثق الفيلم من خلال سلسلة من المشاهد المستعادة فلاش باك من الطفولة والعلاقة المتغيرة بين المرأتين، إحداهما صحفية، والأخرى مقاتلة في الشوارع. يقدم فيلم فون تروتا منظوراً أنثوياً فريداً من نوعه عن فترة العنف في تاريخ ألمانيا الغربية بعد الحرب، فضلاً عن تصويره لإسهامات الإناث في القتال.

1982 – A Question of Silence
المخرجة: مارلين غوريس

تقوم فرضية هذا الفيلم النسوي الراديكالي الهولندي على أن الرجال والنساء يعيشون في كونين مختلفين. الفيلم عبارة عن فيلم مؤامرة نسائي يتمحور حول حادث مركزي تتحد فيه ثلاث نساء، ربة منزل خرساء، وعاملة مقهى ثرثارة، وسكرتيرة في شركة، لضرب عامل في متجر حتى الموت.

وأثناء انتظار النساء للمحاكمة، تعمل طبيبة نفسية على تقييم مدى سلامتهن العقلية. يصور الفيلم الرحلة التدريجية للطبيبة النفسية من الجهل الكامل إلى الاستيعاب الكامل لهوية المدعى عليهن الثلاثة. تنحل عقدة الفيلم في مشهد المحكمة، عندما تنخرط كل من الطبيبة النفسية والشهود الإناث والمدعى عليهن أنفسهن جميعاً في موجة من الضحك الهستيري، مما يدفع القاضي إلى طردهم خارج قاعة المحكمة. تتابع النساء ضحكهن وهن خارجات من المحكمة بأسلوب هستيري، ويتركن الحيرة مرسومة على وجوه ممثلي القضاء الذكور المذهولين. وعند الإفراج عنهن من السجن، تم تقسيم الجمهور على نحو مماثل على أساس الجنسين: فهمت النساء ذلك، وكرهه الرجال!

1983 – Born in Flames
المخرجة: ليتزي بوردن

ينسج فيلم ليتزي بوردن، الذي تم إنجازه بميزانية منخفضة، سرداً فضفاضاً ومنطلقاً يضم أفلاماً منزلية تتضمن عروضاً وإضرابات محلية، ومقاطع فيديو مرممة، وأخبار التلفزيون، لتوفير نكهة مندفعة للنشاط في مدينة نيويورك المستقبلية. يتزامن هذا الخليط من اللقطات ذات الميزانية المنخفضة مع الصوت الصارخ القادم من محطات الراديو النسائية القادمة من الخارج، وكانت حقيقة أن معظم طاقم الفيلم لم يكونوا من المحترفين يعطي الفيلم ميزة الفيلم الخام، حيث نتابع مجموعة متنوعة من الشخصيات النسائية تكافح كل منها لتعيش. 

تجمع أفراد ومجموعات من النساء عند موت أديليد نوريس، النسوية النقابية السوداء، في حجز للشرطة، ليتظاهرن ضد قمع الدولة. تمثل منظماتهم وذلك الإبداع في نضالهم صلب اهتمامات الفيلم، حيث يشيد بالمساهمة المحورية للنساء الملونات في النضال السياسي: “أيتها النساء السوداوات، كن على استعداد. أيتها النساء البيضاوات جهزن أنفسكن. أيتها النساء الحمراوات فلتبقين على أهبة الاستعداد”.

1983 – The Gold Diggers
المخرجة: سالي بوتر

يمزج فيلم سالي بوتر مجموعة من الأنواع السينمائية تشمل أسلوب الأفلام الطليعية، والأفلام الفنية وأفلام الدعاية من خلال رؤية صارمة لقوة السلطة الأبوية والعلاقة بين الاقتصاد الرأسمالي والنساء كرموز وسلع قابلة للتبادل. يهتم الفيلم أيضاً بسلطة الصورة، حيث ظهر هذا من خلال دراسة السينما نفسها، تاريخها وقوتها الأيديولوجية.

صور الفيلم بتقنية الأبيض والأسود المذهلة عالية التباين في موقع في أيسلندا. استعادت صورها الصارخة لحظات خالدة من تاريخ السينما المبكر، مثل أفلام دي. دبليو. جريفيثس الصامتة والفيلم الهوليوودي الموسيقي Gold Diggers of 1933، الذي استمد هذا الفيلم اسمه منه. يتضمن الفيلم بالإضافة إلى ذلك جوانب النظرية النسوية في السينما، والتي تشمل مفاهيم النظرة الذكورية. تسلط العلاقة بين بطلتي الفيلم، إحداهما سوداء والأخرى بيضاء، الضوء على العلاقة المعقدة بين الجندر والعرق، مما يلقي الضوء بدوره أيضاً على العلاقات بين الرأسمالية والاستعمار.

اشتهر الفيلم بكون طاقم العمل فيه كان بأكمله من النساء. وكانت كاتبات السيناريو الثلاث، سالي بوتر روز إنجليش وليندساي كوبر، مسؤولات أيضاً على التوالي عن كل من العناصر الفنية: الرقص والتصميم الفني والموسيقى.

1985 – Vagabond
المخرجة: أغنس فاردا

اكتشفت جثة متجمدة لامرأة شابة في خندق في وسط الريف الفرنسي. يقدم هذا اللغز الافتتاحي سرداً بوليسياً يعرض سلسلة من الصور الفيلمية القديمة القصيرة، مشاهد فلاش باك للناس خلال مواجهاتهم مع الشابة، منى (ساندرين بونير)، في الأسابيع القليلة الأخيرة من حياتها. يستكشف الفيلم الذي صور في مناظر طبيعية ريفية متناثرة، مواقف الناس تجاه أنثى متشردة. عانت التحيز الجنسي من الرجال، بينما كانت النساء عموماً أكثر تعاطفاً. لقد حسدتها بعض الشخصيات بالفعل على حريتها.

لا تتميز أفلام فاردا دائماً بنساء قويات وحسب، ولكنها في تشكيلها لشخصية الأنثى التي تختار أن تعيش خارج المجتمع، أنتجت شخصيتها الأكثر ثورية. ويمثل دور منى في الواقع تجاوزاً لمفهوم الجندر، لأن نوع الحرية التي تسعى إليها كانت دائماً حكراً على الذكور. وهكذا تتحرر الصورة التقليدية للإناث من النظام الأبوي من خلال هذا الانعكاس الجذري.

1990 – The Company of Strangers
المخرجة: سينثيا سكوت

يستخدم هذا الفيلم قصص الحياة الواقعية لجميع الإناث المشاركات فيه لبناء قصته، والتي تدور حول مجموعة من كبار السن التقين معاً في رحلة باص سياحي. عندما يتعطل الباص في وسط الريف في كيبيك، تضطر مجموعة النساء هذه إلى أن يتعرفن على بعضهن البعض وعلى أن يعملن مع بضعهن البعض للبقاء على قيد الحياة. جميع النساء يتجاوزن السبعين من أعمارهن باستثناء سائق الحافلة السوداء الأصغر سناً، ويأتين من مجموعة متنوعة من الثقافات والخلفيات، تشمل امرأة من أصل أمريكي، وأرملة من الطبقة المتوسطة، ومثلية تصرح بميولها وراهبة. تنطوي المناقشات التي تجرى بينهن، والتي كان العديد منها مرتجلة، على تجارب الممثلات الشخصية، وتتناول قضايا مثل الشيخوخة والعنصرية والعزوبة والحب والزواج.

كانت روح النساء اللواتي يعانين من الإرهاق والحرارة الشديدة والجوع ملهمة حقاً. الفيلم عبارة عن فيلم يمنح شعوراً غامراً بالسعادة يركز على مجموعة من الإناث المهملات في السينما، وهن النساء الأكبر سناً.

1996 – The Watermelon Woman
المخرجة: شيريل دوني

يعد فيلم The Watermelon Woman مثل الأفلام القصيرة السابقة لشيريل دوني مزيجاً من الحياة الحقيقية والترفيه الخيالي، مع بعض الشخصيات، مثل شيريل ووالدتها، اللواتي لعبن شخصياتهن الحقيقية وبعض الممثلات الأخريات. سمت هذا النوع الرائع الخاص بها من الأفلام باسم ”Dunyementary”.

عادة ما يدور السرد حول شيريل، المخرجة، التي تسعى للعثور على الشخصية السوداء الأسطورية التي شاهدتها في الأفلام التي أنتجت في الثلاثينيات، (والتي أطلق عليها Watermelon Woman). تكشف شيريل تدريجياً وجود عدد من الممثلات الأمريكيات الهوليووديات واللواتي اختفين من التاريخ (بعضهن اختلقهن الفيلم والبعض الآخر كن ممثلات حقيقيات). 

يعد الفيلم فيلماً شخصياً، حول شيريل، وسياسياً، حول حياة ومساهمة السود في السينما. شارك كل من الدمج بين الواقعي والمتخيل، والمزج بين التصرفات الشخصية والأداء الفني، والجمع بين المواد الأرشيفية الحقيقية ولقطات الأرشيف التي تم إعادة تشكيلها في توضيح المشكلة الفلسفية لتمثيل الحقيقة، والأهمية السياسية لإعادة بناء التاريخ الذي تم إهماله. 

2000 – The Day I Became a Woman
المخرجة: مرزية مشكيني

مرزيه مشكيني واحدة من مجموعة النساء اللواتي يعملن في السينما الإيرانية المعاصرة. يتكون الفيلم من ثلاث حلقات حيث يحكي كل قسم من الفيلم قصة أنثى في مرحلة مختلفة من حياتها. أولاً، هافا، التي تقترب من عيد ميلادها التاسع – اللحظة التي ينبغي عليها تقليدياً مغادرة عالم الطفولة والتوقف عن اللعب مع الأولاد. الثانية، أهو، زوجة شابة تعمل متسابقة في سباق الدراجات النسائية، على عكس رغبات عائلتها. وأخيراً، حورة، امرأة عجوز تذهب للتسوق دون توقف لشراء كل الأشياء التي لا تمتلكها. يظهر كل قسم من هذا الفيلم خيبة الأمل والرغبة المحبطة التي تعانيها المرأة. 

صور الفيلم في جزيرة كيش، جزيرة في الخليج ”الفارسي“ تضم مساحات واسعة من الرمال، وتمنح الفيلم تأثيره البصري الرائع. تصبح الصور في الحلقات الثانية والثالثة سريالية، فالمرأة الشابة على الدراجة، واحدة من بين مئات النساء المتشحات بالسواد من الرأس إلى أخمص القدمين، مسرعة على طول الطريق الساحلي في الريف الفارغ، وأسرة زوجها التي تعدو وراءها على ظهور الخيل، كانت هذه مشاهد لا تنسى، كما هو الحال بالنسبة للحلقة التي تصور المرأة مع مشترياتها – المحتويات الجديدة للمنزل جديد تطفو على طوف على سطح البحر. 

2008 – The Headless Woman
المخرجة: لوكريسيا مارتل

يمثل هذا الفيلم من جهة قصة امرأة في منتصف العمر، من الطبقة المتوسطة، تتعرض لحادث سيارة، فتعاني من ارتجاج، وتمتد معاناتها من القلق لاحقاً خوفاً من أنها صدمت، بل وربما قتلت حتى صبياً صغيراً. ويمثل من جهة أخرى موقفاً سياسياً يعالج مسألة “المختفين”: الآلاف من النقابيين والناشطين والطلاب اليساريين الذين فقدوا في عهد ديكتاتورية الأرجنتين في السبعينيات.

صنع الفيلم بحيث يتشارك الجمهور مع الشخصية الرئيسة في الارتباك والإحباط، فيرو (ماريا أونيتو). يغطي زوجها الذي يدرك أنها قد تكون مسؤولة عن وفاة صبي من السكان الأصليين على الأدلة، ويتركها بعيدة عن الشكوك. يربط الفيلم وضع المرأة غير الضعيف داخل الأسرة مع النظرة العنصرية داخل المجتمع.

صورت الكثير من المشاهد المثيرة من خلال الزجاج، أو في المطر، أو خارج إطار نافذة السيارة قليلاً، مما أبقى الجمهور، مثل فيرو، في الظلام. يحجب الفيلم بأسلوب منهجي الأدلة، ولا يعلم الجمهور، مثل الشخصية الرئيسة، ما الذي حصل بالفعل. وكما هو الحال مع اختفاء الأدلة في حالة أولئك الذين قتلوا أثناء عهد الدكتاتورية، لا يمكن فهم الحقيقة إلا بتتبع الآثار المتبقية وأنصاف الحقائق. هذا كل ما تبقى لفيرو، ولكنها في النهاية وأثناء محاولتها كشف ما فعلته، تتوصل إلى فهم آليات السلطة والسيطرة في العالم.

The post 10 أفلام نسوية عظيمة (ترجمة) appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
10 أفلام عظيمة عن الصحفيين (ترجمة) https://rommanmag.com/archives/18937 Sat, 07 Oct 2017 07:43:58 +0000 https://romman.b5digital.dk/10-%d8%a3%d9%81%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%b9%d8%b8%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d9%81%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d8%aa%d8%b1%d8%ac%d9%85%d8%a9/ كتبتها لو توماس لموقع BFI، وهذه ترجمتنا لها… كانت لحظة حصول فيلم Spotlight على جائزة أفضل فيلم وأفضل سيناريو في حفل توزيع جوائز الأوسكار 2016 لحظة انتصار للصحفيين في السينما. صوّر الفيلم بذكاء وعناية شديدة الجهود المضنية التي بذلها فريق الصحفيين في Boston Globe حول مزاعم إساءة معاملة الأطفال في الكنيسة الكاثوليكية، ومنح فيلم توم مكارثي الرزين والأخاذ […]

The post 10 أفلام عظيمة عن الصحفيين (ترجمة) appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
كتبتها لو توماس لموقع BFI، وهذه ترجمتنا لها…

كانت لحظة حصول فيلم Spotlight على جائزة أفضل فيلم وأفضل سيناريو في حفل توزيع جوائز الأوسكار 2016 لحظة انتصار للصحفيين في السينما. صوّر الفيلم بذكاء وعناية شديدة الجهود المضنية التي بذلها فريق الصحفيين في Boston Globe حول مزاعم إساءة معاملة الأطفال في الكنيسة الكاثوليكية، ومنح فيلم توم مكارثي الرزين والأخاذ طاقم الصحفيين الذين يرتدون ملابس رثة لقطات رائعة ومشاهد من البطولة السينمائية. يُعرَض الصحفيون في كثير من الأحيان على الشاشة كأشخاص ماكرين كاذبين غشاشين يبيعون أمهم كسبية مقابل قصة ساخنة ويرمون والدهم في المحيط مقابل بضع زجاجات من البيرة. تحمل الحقيقة في الواقع معان أعمق وأكثر دقة، على الرغم من أن جميع الصحفيين لا يمانعون في وجبة مجانية على الدوام. 

في حين لم تصل الأفلام الرائعة مثل فيلم Fear and Loathing in Las Vegas – 1998 الذي اقتبسه تيري غيليام عن رواية هنتر س. طومسون التي تحمل العنوان نفسه، وفيلم جورج كلوني Good Night, and Good Luck – 2005، إلى قائمة أفضل 10 أفلام، كان من الصعب أيضاً حرمان مذيعي ومذيعات الأخبار الرائعين من سان دييغو في فيلم Anchorman: The Legend of Ron Burgundy – 2004 من الوصول إلى القائمة نفسها. ولا بد أيضاً من تذكر شخصية لويز لين الرائعة التي لعبتها مارغوت كيدر في أفلام سوبرمان الأربعة، إذا أردنا الحديث عن الأفلام التي لم تركز على الصحافة وحسب بل قدمت شخصيات صحفية لا تنسى، وسيفقد أول جزأين من فيلم Die Hard الكثير بالطبع دون شخصية ريتشارد ثورنبورغ القذرة التي لعبها وليام أثرتون.

His Girl Friday – 1940
المخرج: هوارد هوكس
 

ظهر كاري غرانت، المحرر الماكر وروزاليند راسل، زوجته السابقة/المراسلة الناجحة في أدوار البطولة في هذا الفيلم الرائع المقتبس من مسرحية بن هيشت وتشارلز ماك آرثر The Front Page، عام 1928. توافق هيلدي جونسون (راسل) بعد الكثير من التزلف من قبل والتر بيرنز (غرانت)، على تغطية قصة أخرى حول التنفيذ المرتقب لإعدام مدان قبل أن تنتقل لتستقر في إحدى الضواحي المحلية. 

يقدم لنا هوارد هوكس من البداية إلى النهاية كوميدية سلسة سريعة مع حوارات متداخلة مبتكرة تتألف من جمل خطية متواصلة حارة. كما بادر هوكس بتغيير في المسرحية الأصلية وبث فيها الروح من خلال جعل شخصية جونسون امرأة بعد أن سمع سكرتيرته تتدرب على الحوار. وظفت راسل في الوقت نفسه كاتبها الخاص للمساهمة في كتابة القصة عندما أدركت أن غرانت قد حصل على أفضل الحوارات في الفيلم. ظهرت الحوارات اللفظية المتداخلة السريعة كحوارات عصرية طازجة للغاية. 

Ace in the Hole – 1951
المخرج: بيلي وايلدر
 

لعب كيرك دوغلاس في الفيلم الشهير Ace in the Hole دور مراسل الصحيفة المشهورة المطرود من عمله تشاك تاتوم، الذي يكدح بصعوبة ليعيش في البوكيركي في نيو مكسيكو، والذي صادف الشرارة التي يحتاجها بالفعل والتي نزلت عليه بهيئة رجل محلي محاصر في كهف انهار عليه. يتلاعب تاتوم الماكر بزوجة الضحية، زوجة العمدة الفاسدة أخلاقياً، وبمصور صغير في السن لتحقيق أهدافه الخاصة: القصة، ولا شيء دائماً أهم من القصة.

ينطلق فيلم بيلي وايلدر الساخر للغاية (والرائع) من تحليل حاد وقاس للواقع، ويستند إلى حدثين واقعيين غير مترابطين، أدى أحدهما إلى مشاركة المراسل للفوز بجائزة بوليتزر. تختتم الأحداث بشكل مختلف بالنسبة لتاتوم، في حين يتكشف أمامنا على نحو مذهل كيف يمكن تشكيل حكاية كبيرة من قصة صغيرة. لا مانع من تذكير المشاهدين حتى بثقافة الميمي المعاصرة على الانترنت online meme culture حيث يمكن لأي معتوه من خلال مقطع فيديو أحمق سريع الانتشار أن يحظى بشعبية جارفة خلال لحظات إلى أن يظهر أمام الجمهور المتعطش مقطع جديد وهكذا دواليك. . 

Sweet Smell of Success – 1957
المخرج: الكسندر ماكيندريك
 

كانت رائعة الكسندر ماكندريك الكلاسيكية عبارة عن فيلم سريع وحيوي وصاخب. وتتبّع حبكة الفيلم المراسل الصحفي في نيويورك سيدني فالكو (توني كورتيس) ومحاولاته للتحايل والزج بنفسه في حياة لجي. جي هنزيكر (بورت لانكستر) وفي أعمدته الصحفية المختصة بالفضائح من خلال تدمير العلاقة بين شقيقة هنزيكر الصغرى وأحد عازفي الجاز. لا تسير الرياح مع أشرعة مخططات هذين الشخصين الماكيافليين. مكنت حوارات فالكو وهنزيكر الخادعة العنيفة، وموسيقى إلمر برنشتاين وشيكو هاميلتون التصويرية المتوترة والشعور العفوي الذي يمنحه موقع التصوير في مانهاتن بالإضافة إلى الأزياء المغرية خلال الفيلم، تحفة ماكندريك السينمائية من قول ما تريده.  

وسط صخب وسائل الإعلام الحديثة في القرن الحادي والعشرين، أصبح الاعتماد الصحفي على العلاقات العامة (والعكس بالعكس) مفهوماً على نحو جيد من قبل المستهلكين. إلا أن السينما لم تصور من قبل أو منذ ذلك الحين العلاقات السائدة في هذا الوسط على أنها تصل إلى مثل هذا الأسلوب القذر. تميل العديد من الأفلام في هذه القائمة نحو الجانب المظلم من الطبيعة البشرية، والذي يمثل الجانب الأكثر شراسة لدينا.  

La dolce vita – 1960
المخرج: فيديريكو فليني
 

قد يكون فيلم La dolce vita استطرادياً ومفرطاً وغريباً بكل تأكيد ولكنه يمثل واحداً من الكلاسيكيات الحقيقية في السينما العالمية لأنه فيلم جميل ومبهج يصور حياة واحدة من أهم المشاهير في عالم السينما. تتألق تحفة فليني بدءاً من اللقطات الافتتاحية المذهلة والرائعة لطائرة هليكوبتر تحطم تمثال يسوع الذي يطل على روما إلى النجمة الواعدة أنيتا إكبيرغ، وعبث ومرح صحفي الفضائح اللبق مارسيلو ماستروياني في المشهد الشهير في نافورة تريفي. 

هناك الكثير من القذارة والسخافة التي تملأ هذا الجو وسط بريق المال والشمبانيا والأشخاص المدهشين. ولكن العيش في مثل هذا الجو يتطلب إرادة حديدية ومزاجاً صعب المراس للغاية كي لا ينتهي المرء عبارة عن فريسة يائسة منهكة في نهاية المطاف. وسيسعد اللغويون أيضاً اكتشاف أصول المصطلح باباراتزي، المستمد كما هو عليه اليوم من شريك ماستروياني، المصور الوفي باباراتزو.

The Day the Earth Caught Fire – 1961
المخرج: فال غيست 
 

يمثل فيلم The Day the Earth Caught Fire واحداً من الأفلام الأكثر تميزاً التي تصور الصحفيين البريطانيين في السينما. يعلم مراسل “ديلي اكسبريس” الخيالي “بيتر ستلينغ” (إدوارد جود) أن التفجير المتزامن للقنابل النووية في الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي قد غيّر مناخ الأرض ودفع الأرض لتصبح أقرب إلى الشمس. تطبق حالة الطوارئ عندما ترتفع درجة حرارة الأرض. في حين يحاول العلماء إنقاذ الموقف يذهب ستلينغ إلى الحانة لينتظر مصير البشرية. يمثل ستلينغ شخصاً نموذجياً من سكّيري ومتصيدي الفرص في شارع فليت ستريت، يساعده بقوة الصحفي المخضرم بيل ماغوير (ليو ماكرن) وعاملة مقسم الهاتف في وكالة ميت أوفيس، جيني (جانيت مونرو)، والتي يقع في غرامها. يشق الحبيبان طريقهما نحو انعدام اليقين ”الأخروي“ مع الكثير من الفكاهة وبعض المشروبات، أشبه بصحفي عالق في كتابة قصة نهايتها مسدودة.

يمثل الخيال العلمي الكثيف والمخيف لغيست عاملاً هاماً للغاية في الفيلم، بسبب اعتماده الدقيق على أخبار الحياة في لندن. عندما نشاهد ستلينغ وماغوير يخرجون من بارهما المفضل في شارع سانت بريد، يستذكر هذا الكاتب لياليه بعد العمل في المؤسسات القريبة. تحاول المؤثرات البصرية في الفيلم استخدام المحاكاة والتي تشمل التراكيب الحضرية العريضة الرائعة في لندن، ويتضمن الفيلم أيضاً لقطات حقيقية لشارع فليت ستريت المهجور، وجسر تشيلسي وكاتدرائية القديس بولس، مما يضيف الكثير إلى الواقعية والأصالة الصارمة للفيلم. 

All the President’s Men – 1976
المخرج آلان ج. باكولا
 

جاء هذا الفيلم بعد فيلمي Klute (1971) وThe Parallax View (1974)، ليشكل الجزء الثالث والأخير من “ثلاثية الجنون” لألان ج. باكولا التي تمثل دراسة سريرية وموجزة كما شهد الجميع. ساعد وجود مصدر غني ومهم مثل الكتاب الواقعي لكارل بيرنشتاين وبوب وودوارد الذي اعتمد عليه في هذا الفيلم على كتابة قصة رائعة، وخصوصاً عندما اقترنت هذه القصة بحضور روبرت ريدفورد، الذي ظهر بدور البطولة في شخصية وودوارد واشترى الحقوق الأولية للكتاب. 

كان تصميم برنشتاين (داستن هوفمان في شخصيته الماكرة) و وودوارد ومثابرتهما على كتابة تقرير دقيق من مكتب ووترغيت هو الذي أدى في نهاية المطاف إلى استقالة الرئيس الأميركي المخلوع ريتشارد نيكسون في حكاية رائعة، وصلتنا من خلال السيناريو الذي كتبه ويليام جولدمان. شاهدنا كلا الشخصيتين الرئيستين في مؤتمرات حقيقية للواشنطن بوست وفي مجموعات غرف الأخبار الحقيقية التي أنشئت وفق الأبعاد الحقيقية لهذه المكاتب والغرف. تظهر بوضوح درجة العناية والاهتمام من قبل جميع المعنيين في هذا العمل- وربما كان هذه أحد الأسباب التي جعلت من هذا الفيلم فيلماً محترماً من قبل الصحفيين وعشاق السينما من جميع المهن.

Network – 1976
المخرج سيدني لوميت
 

ليس من الحكمة دائماً أن نقيم فيلماً من خلال معجبيه، ولكن حقيقة امتداح Network من قبل كل من تشارلي بروكر وهارون سوركين تقول الكثير. حتى أن سوركين قد سمى الفيلم وكاتبه بادي شايفسكي عندما كان يقول إن أفضل سيناريو في الأوسكار هو The Social Network (2010)

حصلت نظرة سيدني لوميت المذهلة والمضحكة في خبايا شبكة تلفزيونية أمريكية خيالية على أربع جوائز أكاديمية. وبصرف النظر عن عظمة شايفسكي في كتابة السيناريو، فقد حصل بيتر فينش بعد وفاته على جائزة أفضل ممثل بينما حصلت فاي دوناواي وبياتريس ستريت على جائزة أفضل ممثلة وأفضل ممثلة مساعدة على التوالي. كان تحول فينش في دور مذيع الأخبار هوارد بيل إلى نبي صالح تحولاً عظيماً مفعماً بالأخلاق، ولا تزال صرخته “أنا مجنون كالجحيم” تتكرر بسخرية ويشار إليها على الداوم منذ أداها أول مرة. سيبدو أداء دوناواي كرئيسة برامج للشبكة مهووسة بالتقييمات (ديانا كريستنسن) مألوفاً للأسف للكثيرين في غرف الأخبار الحديثة. لا يزال فيلم Network يمثل عاصفة غاضبة وتنبؤية منذ ليلة عرضه الأولى وحتى عروضه الحالية المتكررة. 

Broadcast News – 1987
المخرج: جيمس ل. بروكس
 

يبدو فيلم Broadcast News من النظرة الأولى فيلماً جذاباً للغاية. تكمن بعض المخاوف الحقيقية والجنس أو الخطر وراء العواطف الهشة وفي جوهر علاقة الحب الثلاثية بين أعضاء فريق الأخبار التلفزيوني. كما تكمن أيضاً في كوميديا جيمس ل. بروكس النارية السريعة في حوارات لا تنسى مفعمة بالفرح الصادق. تملأ السخرية المبكرة للمراسل ألبرت بروكس من المنتجة المذهلة هولي هنتر التي لا تعرف الكلل جو الفيلم بالثقة بالنفس: “ألن يكون هذا عالماً عظيماً إذا ما جعلَنا انعدام الأمن واليأس أكثر جاذبية؟“

يجذب مذيع الأخبار الساحر ويليام هرت الانتباه عندما يدخل إلى مكتب واشنطن دي سي الحيوي حيث يعمل كل من هارت وبروكس، ولكنه لا يثير اهتمام الثلاثي على الإطلاق. لا يهم. يعد الكاتب والمخرج والمنتج بروكس بارعاً للغاية في الحفاظ على وتيرة الفيلم الفيلم الحيوية وعلى النكات في الوقت نفسه. خبران سريعان يخطفان الأنفاس يتضمنان تقريراً مباشراً قصيراً للغاية ويظهر أمامنا تحرير جاهز في الموعد النهائي. وفي الوقت نفسه يقدم جوان كوزاك إضافة كبيرة للفيلم إلى جانب الممثل المخضرم الذي لم يحصل على الكثير من حقه روبرت بروسكي. سيبقى جيمس ل. بروكس دائماً، البطل الحقيقي في الثقافة الشعبية، لدوره الكبير في تطوير مسلسل “عائلة سمبسون”، ولكن هذا الفيلم يمثل قيمة جديدة في سيرته الذاتية الهائلة. 

Nightcrawler – 2014
المخرج: دان جيلروي
 

تمثل رؤية الكاتب والمخرج دان جيلروي الغامضة حول آلة أخبار لوس أنجلوس نظرة سوداء ومسلية للغاية في الوقت نفسه. يلعب جيك جيلنهال دور لو بلوم في نسخة خبيثة، أكثر فساداً من الرسام المهووس الذي لعب دوره في فيلم Zodiac (2007). بلوم عبارة عن انتهازي يتمتع بأخلاق مشكوك فيها وكاميرا ذكية مجهزة بأنف فضولي قادر على تتبع ما تحتاجه محطات التلفزيون لتقدم الإثارة الحقيقية، أو ربما مجرد إرعاب مشاهديها. لعبت رينيه روسو دوراً ممتازاً في أداءها لشخصية نينا رومينا، مخرجة الأخبار المتواضعة المهادنة التي تركت نجاحاتها وراءها في المحطة حيث يبيع بلوم لقطاته للحوادث العنيفة. كما قدم ريز أحمد في الوقت نفسه أفضل أدواره منذ فيلم Four Lions (2010) في دور مساعد بلوم المرهق.

يعد فيلم Nightcrawler الذي يدرس على نحو مثالي تلك القذارة وسط عالم الأخبار التلفزيونية “البراقة” فيلماً رائعاً حول كيفية عمل بعض الصحفيين وعمل الصحافة،  ولكنه أيضاً فيلم قاتم ساخر للغاية من أفلام لوس أنجلوس يذكرنا في بعض الأحيان بأفلام مايكل مان Heat (1995) وCollateral (2004). 

Dear White People – 2014
المخرج: جوستين سيمين
 

فيلم Dear White People عبارة عن كوميديا رهيبة تسخر سخرية حادة من الطلاب والصحافة الطلابية ولكنه يقدم الأهم من ذلك بكثير، حيث يقول الكثير حول السياسة العنصرية في أمريكا اليوم. تظهر قصة العلاقات العرقية المتوترة على نحو متزايد في جامعة ايفي ليغو الوهمية من خلال الطلاب الأمريكيين من أصل أفريقي. يتميز تايلور جيمس ويليامز في مشاهده حيث يؤدي دور الكاتب مثلي الجنس ليونيل هيجينز في حين تلعب تيسا لين طومسون شخصية دي جي سامانثا وايت المضحكة والعدائية في الوقت نفسه. كانت أفضل الحوارات في هذا الفيلم من نصيب طومبسون، التي كان أداؤها ممتازاً في فيلم Creed(2015) الذي لم يحصل على ما يستحقه من الاهتمام، ومن أهم الحوارات التي أدتها في الفيلم: “ارتفع الحد الأدنى من المتطلبات اللازمة كي لا يبدو الأصدقاء السود عنصريين للتو إلى اثنين. عذراً، يا تايرون ولكن الجنائني الذي عندك لا يحسب من بين هؤلاء”. حوار حيوي ومتميز للغاية بالنسبة للكاتب والمخرج والمنتج المشارك جوستين سيمين.

The post 10 أفلام عظيمة عن الصحفيين (ترجمة) appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة) https://rommanmag.com/archives/18909 Tue, 19 Sep 2017 08:19:10 +0000 https://romman.b5digital.dk/10-%d8%a3%d9%81%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%aa%d8%b4%d9%88%d9%8a%d9%82-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%aa%d9%8a%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d8%b9%d8%a9-%d8%aa%d8%b1%d8%ac%d9%85%d8%a9/ غرائز وجاذبية قاتلة ضمن أفلام التشويق الإيروتيكية العشرة التالية

The post 10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة) appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
كتبها سيمران هانز لموقع BFI، وهذه ترجمتنا لها…

يمثل كل من الجنس والموت شريان الحياة لأفلام التشويق الإيروتيكية. وتشكل هذه الأفلام أسلوباً سينمائياً أكثر من كونها نوعاً منفرداً بذاته، يربط بين القتل المرضي والإغواء. يستعير هذا الأسلوب السينمائي الكثير من الخصائص من أفلام الجريمة والدراما (film noir)، على الرغم من أنه لم يتم الاتفاق على أي سمات جمالية خاصة به، ويصور هذا الأسلوب ميادين متعددة مثل الجريمة، والقواعد الإجرائية للشرطة وتظهر المرأة الفاتنة الشريرة في وسط القصة. كما ترتبط الأمثلة المتعلقة بهذا النوع من الأفلام بمواضيع الهوس والخداع والانتقام.

وبينما اتخذ فيلم التشويق الإيروتيكي أوجهاً وأشكالاً عديدة، ولّدتْ حقبة Baby Boomer (الأطفال الذين ولدوا بعد الحرب العالمية الثانية) السلسلة الأكثر شعبية من هذا النوع من الأفلام التي أطلق عليها اسم أفلام “Yuppies in Peril”. نقل هذا النوع الفرعي مخاوف ما بعد الحرب في أفلام الجريمة والدراما إلى مخاوف الرأسمالية المتأخرة، مع التركيز على رجال الأعمال الفحول الذين تتحول حياتهم رأساً على عقب بسبب علاقة مع امرأة خطرة. ومن الغريب أن أفلاماً مثل Attraction Fatal – 1987 و Basic Instinct – 1992 و Single White Female – 1992 والذي شكل نقلة نوعية نادرة في المشاهد المثلية بين النساء في أفلام من هذا النوع، وفيلم Disclosure – 1994، عرضت نساء محترفات ناجحات تفسر حريتهن الاقتصادية على أنها السبب المباشر لفسادهن الجنسي والمعنوي.

لم تكن أفلام التشويق الإيروتيكية لطيفة دائماً تجاه النساء اللواتي يظهرن فيها، واللواتي غالباً ما يعاقبن على حياتهن الجنسية، أو يعاملن بطريقة وحشية على سبيل التشويق الرخيص. ولكن دور المرأة الفاتنة غالباً ما يكون ممتعاً حتى في هذه الحالات، حيث يتيح للممثلات الفرصة لتدبير خطط الانتقام من الشخصيات الأبوية، والانغماس في المتعة الجنسية خلال هذه العملية أيضاً.

ويعد التشويق الرخيص في أفلام التشويق الإيروتيكية على أي حال أشبه بالبيتزا، فالبيتزا تظل ممتعة ولذيذة للغاية حتى عندما تكون دسمة ورخيصة. لم تعد هذه الأفلام مرغوبة إلى حد كبير، نظراً لسهولة الوصول اليوم إلى المواد الإباحية على الانترنت. 

إليكم 10 أمثلة رائعة تدفعنا إلى مشاهدة هذه النوع من الأفلام مجدداً. 

Dressed to Kill – 1980
المخرج: برايان دي بالما

يعد براين دي بالما أستاذاً في الفساد من الطراز الأول. تعشق الكاميرا التي يستخدمها دائماً اللحم الأنثوي، وتتحرك ببطء على المشهد الجنسي الناعم للجلد العاري في أفلامه ومن ضمنها فيلم الرعب للمراهقين Carrie – 1976 والفيلم الذي يركز على الإباحية Body Double – 1984 وفيلم الجريمة العاطفي المبتذل Passion – 2012. لا تعد الطريقة الفاسقة التي يتعامل فيها دي بالما مع الثدي العاري لإنجي ديكنسون في المشهد الافتتاحي في فيلم Dressed to Kill استثناء على الإطلاق في أفلامه، (مما يذكرنا بمشهد الحمام الذي لا ينسى في فيلم Carrie). 

وفي الفيلم الذي يمكن القول عنه بأنه السيناريو الأكثر سخافة من بين جميع أفلامه، حيث تُقتل ربة المنزل ديكنسون الشقراء الغامضة بوحشية وتبدأ ملاحقة العاهرة التي شهدت الجريمة، لعب أدوار البطولة كل من النجوم مايكل كين ونانسي ألين، ورفع أداءهما الملتزم من مستوى الفيلم مقابل التقنيات المبتذلة التي استعارها دي بالما من أفلام الدرجة الثانية منخفضة الميزانية. انظر إلى تقنية elliptical editing في المونتاج حيث تتقافز اللقطات وراء بعضها البعض في المطاردة الإيروتيكية الطويلة في جميع أنحاء متحف متروبوليتان في نيويورك، والتي تبدو وكأنها عبارة عن غمزة بذيئة تشير إلى مشاهد لوحة كارلوتا في فيلم Vertigo – 1958 لألفريد هيتشكوك. 

Body Heat – 1981
المخرج: لورانس كسدان

تجري أحداث الفيلم المثير باسمه وطبيعته Body Heat في سلسلة من ليال الصيف الحارة (يرتبط الجو الاستوائي الحار والرطب لولاية فلوريدا مع الكمية الهائلة من العرق التي تسيل خلال الفيلم). كان هذا الفيلم أول دور رئيسي لكاثلين تيرنر. لم تكن تعلم أن شخصية المرأة الفاتنة ماتي ووكر ستطبع مسيرتها المهنية القادمة لبقية حياتها (تابعت تيرنر مسيرتها لتؤدي صوت رمز الجنس في الرسوم المتحركة جيسيكا رابت).

 قدمت تيرنر هنا كل الأداء الشهواني الذي استطاعته والذي يتضمن اللعب بشعرها والصوت المثير لامرأة متزوجة عازمة على التلاعب بعشيقها لتقنعه بقتل زوجها الغني والمسن. تقول بحرارة وشهوانية لويليام هارت، المحامي القروي المتلعثم: “لست ذكياً جداً، أليس كذلك؟ كم أحب هذا النوع من الرجال”. أُخذت عناصر الحبكة من فيلم الجريمة والدراما لبيلي وايلدر Double Indemnity – 1944، على الرغم من أن المخرج لورانس كاسدان عدل القصة في الثمانينيات ليضمنها الكثير من العري، والشعر الطويل والموسيقى التصويرية القوية مع الساكسفون الزاعق. 

Matador – 1986
المخرج: بيدرو ألمودوفار

يدور فيلم Metador حول ثلاث شخصيات: مصارع الثيران المعتزل المهووس بالموت المروع، طالبه عديم الخبرة جنسياً، والمحامية التي تعاني من إدمان جنسي عنيف. عندما يعترف الطالب، الوجه الجديد (أنطونيو بانديراس) بقتل العديد من البغايا في محاولة للتكفير عن ذنبه المتعلق بحادث سابق ليس له أي علاقة على الإطلاق بالعنف الجنسي، يتم استدعاء المحامية (أسومبتا سيرنا) لتمثيله، مما يجعلها تقع في حبائل مصارع الثيران ناتشو مارتينيز.

تبدأ رقصة الجنس والموت، والتي ينقلها إلينا ألمودوفار بأسلوبه السوداوي الكوميدي النموذجي. يبدأ التشويق في لعبة المطاردة، حيث يحول ألمودوفار الأفضلية والسيطرة بين مصارع الثيران والمحامية، الذين يحومان حول بعضهما قبل أن يمسك كل منهما بقرني الآخر في النهاية. 

The Last Seduction – 1994
المخرج: جون دال

تتقابل خصاص أفلام الجريمة والدراما مع أفلام yuppie peril في فيلم جون دال The Last Seduction، تلعب ليندا فيورنتينو دور بريدجيت غريغوري، الفتاة الفاتنة الذكية التي تتمتع بغريزة بدائية للقتل. تهرب بريدجيت مع مبلغ 700 ألف دولار من النقود التي جاءت عن غسيل الأموال عندما يقوم زوجها (وشريكها في الجريمة) بصفعها على وجهها في شجار منزلي صغير. وتنتهي في بلدة صغيرة في نيويورك، حيث تتعرف على مايك (بيتر بيرغ) في حانة. تخطط للانتقام مستخدمة إغواءها الجنسي لإكراه مايك على مشاركتها الجريمة. 

وعلى الرغم من أن دال يستخدم الكثير من خصائص أفلام الجريمة والدراما مثل موسيقى الجاز، والصراخ العنيف والحوارات القاسية المضادة للبطلة، ولكن فيلمه لا يعد احتفاء بهذا النوع من الأفلام على الإطلاق. فيورينتينو بريدجيت امرأة متحررة لا يمكن أن نجد مثلها سوى في أواخر القرن العشرين، تتمتع بنزعة فردية وتصميم كبير يجعلان منها أكثر تميزاً بكثير من الفاتنات الشريرات اللواتي جئن قبلها. تؤدي حواراتها وهي تدخن السجائر مرتدية قمصانها الرجالية بعدوانية جارفة عنيدة وكأنها أشعة ليزر حادة (مطلقة دعاباتها الجافة). 

Eyes Wide Shut – 1999
المخرج: ستانلي كوبريك

تظهر نظرة ستانلي كوبريك الخاصة حول علم نفس الغيرة الجنسية بأبهى حللها الشتائية. من الأضواء الخرافية المتلألئة التي تضيء شوارع نيويورك في عيد الميلاد، إلى معطف توم كروز الثقيل الفخم، كل شيء على السطح في فيلم Eyres Widw Shut مذهب بلآلئ الثروة ولمعانها. يظهر كروز في دور البطولة بشخصية بيل هارتفورد، طبيب نزيه تضطرب حياته العاطفية عندما تعترف زوجته أليس (نيكول كيدمان) أنها حظيت بخيالات جنسية عن النوم مع رجال آخرين. أزمة هارتفورد الوجودية تقوده إلى مجتمع سري يستضيف حفلات عربدة جنسية جماعية لأشخاص ملثمين، حيث يترتب على هذا المزيد من الغرائب. 

أصبح لتأملات كوبريك في الخيانة بمساعدة الإضاءة الدافئة اللامعة وشريط الفيلم 35 ملم المحبب مزايا أشبه بالحلم تميزها عن جميع الدراسات والتأملات المعاصرة له. نادراً ما يتخذ تصوير مشاهد الجنس في فيلم Eyes Wide Shut منحى إيروتيكياً، لأن الأجساد العارية التي تظهر على الشاشة تمتاز بدلاً من ذلك بأجواء طقوسية، تراقب فيها كاميرا كوبريك وعينا هارتفورد الذي يلعب دوره كروز هذه المشاهد ببرودة متوترة وحيادية تأخذ أقصى أبعادها مع موسيقى جوسلين بوك القوطية السوداوية. 

In the Cut – 2003
المخرج: جين كامبيون

يحضر الشرطي الوسيم (مارك روفالو) للتحقيق في قضية طرف مقطوعة تم العثور عليها خارج شقة فراني أفيري (ميج ريان)، في فيلم الجريمة والدراما الجريء الجديد لجين كامبيون. حظي الفيلم بتخبط شديد على الصعيد التجاري (وحظي أيضاً بانتقادات شديدة من النقاد) حيث شعر الكثيرون بعدم الارتياح لرؤية الفتاة الذهبية المرحة في مثل هذا الدور القاتم والمليء بالمشاهد الجنسية. من الصعب معرفة ما إذا كان المحتوى الواضح الصريح، والإشارة الفرعية السياسية للنص لمرحلة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر (جاء الفيلم كضربة قاصمة على رؤوس الشرطة) أو أن أسلوب كامبيون الضبابي غير الخطي في السرد المنفر للجماهير في ذلك الوقت هو السبب. على أي حال، أثبت فيلم In the Cut مع مرور الزمن -استفادت كامبيون من الكيمياء المثيرة اللاسعة بين ريان وروفالو- أنه يصور هشاشة المتعة الأنثوية بطريقة محددة ومدروسة وإيروتيكية للغاية. 

كان روفالو ممتازاً كمحرك للإغراء، في حين كانت ريان مقنعة للغاية في أداء من أفضل الأدوار التي قدمتها كامرأة ذكية تكافح بقوة ضد الطريقة التي يمكن فيها للرغبة أن تعيق ملكة الحكم تماماً لديها. 

Swimming Pool – 2003
المخرج: فرانسوا أوزون

لا ينبغي أن يتم الخلط بين هذا الفيلم وفيلم جاك دراي لعام 1969، من بطولة آلان ديلون، الذي يحمل نفس الاسم. يدور فيلم فرانسوا أوزون، الذي يقدم لغزاً غامضاً على ضفاف بركة السباحة، حول روائية بريطانية منعزلة. عندما تهرب سارة (شارلوت رامبلينغ) بعيداً إلى منزل ناشرها في فرنسا للعمل على أحدث رواية جريمة من رواياتها، يقطع عليها سكونها هذا وصول امرأة جذابة تدعى جولي (لوديفين ساغنير). يشتت وجود جولي (العارية في أغلب الأحيان) سارة التي أصبحت في منتصف عمرها، ويجبرها على الانغماس في خيالات جنسية عبر التلصص- مما يوفر الكثير من التوابل الجذابة لروايتها. عندما تطفو جثة ميتة في حمام السباحة الخاص بالمنزل، تصبح الأحداث أكثر إثارة. 

على الرغم من الأجواء المشرقة والهادئة للبحر المتوسط، فإن الأحداث العجيبة الجميلة – حبكة القتل والبستاني المشكوك بضلوعه بالجريمة- تجعل هذا الفيلم مليئاً بالمتعة. 

Lust, Caution – 2007
المخرج: أنغ لي

تنقسم دراما الحرب العالمية الثانية الخصبة للمخرج إلى جزأين متساويين من التجسس والإثارة الجنسية. في شنغهاي (ولاحقاً في هونغ كونغ) خلال الاحتلال الياباني للصين، أمام الجاسوسة الشيوعية وونغ تشيا تشي (تانغ وي) مهمة لإغواء، وقتل، السيد يي (توني ليونغ)، رجل أعمال يعمل لحساب الحكومة اليابانية. وتتعرض الفتاة الفاتنة المغوية إلى الإغراء وتدخل في علاقة عاطفية حارة، تبطل أي خطط للتآمر السياسي.

إنه عبارة عن فيلم طويل يتحرك بوتيرة بطيئة (يحتفظ لي بمعظم الجنس في التسعين دقيقة الأولى). تتخلل هذه الوتيرة المتراخية من الأحداث مؤامرة سياسية، تظهر بشكل متقطع في رشقات نارية عنيفة وحادة. ومع ذلك يستفيد الفيلم من هذا المتسع الفسيح لالتقاط الانفاس، حيث لا يؤكد البطء سوى على ذلك الخليط من العناصر الحسية للفيلم، من التفاصيل المتعلقة بالملابس في فترة بالأربعينيات إلى الإضاءة الخافتة إلى مشاهد الجنس (البهلوانية الرائعة المثيرة للإعجاب). 

Stoker – 2013
المخرج: بارك تشان-ووك

تجتمع المزايا القوطية الجنوبية مع التشويق الرخيص في فيلم المخرج الكوري بارك تشان – ووك الأول باللغة الإنجليزية. انديا (ميا واسيكوسكا) مراهقة مهتمة بقراءة الكتب تنقلب حياتها الهادئة بعد أن يظهر لها العم تشارلي الساحر (ماثيو غود). تحتفظ انديا بتلك العلاقة الحية مع والدها المتوفى مؤخراً، وعلى الرغم من نوايا تشارلي غير الواضحة. يزيد وجوده من فرط حساسيتها المسبقة تجاه العالم من حولها، ويثير وصوله نوعاً من الصحوة الإيروتيكية لديها. 

ومع ذلك، فليست انديا وحدها التي تستثار حواسها بالحضور القوي لشارلي، بل تجد الأم غير المستقرة عقلياً إيفي (نيكول كيدمان) نفسها تنافس ابنتها على محبته. يصل فيليب جلاس إلى أقصى درجات التوتر الجنسي عندما يسقط قناع البرودة والمحبة الذي يرتديه تشارلي عن وجهه شيئاً فشيئاً. 

Stranger by the Lake – 2014
المخرج: ألين غيرودي

تمثل البحيرة الهادئة المتلألئة في فيلم الكاتب والمخرج آلان غيراودي Stranger by the Lake بقعة هادئة لرحلة مثلية في جنوب فرنسا. يخلع فرانك (بيير ديلادونشومبس) في جو من الحرارة الصيفية الشديدة ملابسه ويظهر كل ما يمتلك من وسامة فحولية على الشاشة، مما يثير صداقة أفلاطونية غير محتملة مع هنري (باتريك داسومساو) الرجل الحزين في منتصف العمر خلال هذه العملية. يجذب انتباهه منذ فترة طويلة ذلك القادم الجديد بشاربين ميشيل (كريستوف باو)، مما يتسبب توترات بين الشخصين الجالسين على البحيرة-، وتدب موجة من الذعر في قلب هنري.

يضيف غيرودي طبقة أخرى من الخطر عن طريق الإشارة إلى الجنس دون استخدام الواقي، والذي لا تزال فيه هذه الممارسة الشهوانية، حتى اليوم في مجتمع ما بعد الإيدز، مرتبطة بالموت. يظهر الجنس بكل وضوح في هذا التأمل الإغرائي حول الاثارة غير المشروعة من التلصص. ومع ذلك، يظل العنف أكثر تقييداً ويتصاعد ببطء قبل اشتعال النشوة النهائية للفيلم.

The post 10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة) appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>