المحادثة: إياد برغوثي

2016-11-04 06:39:50

المحادثة: إياد برغوثي
"فوق المدينة" . محمد الحواجري

كاتب وروائي من فلسطين

أعطني اسم لوحة أو صورة نرفقها بالمحادثة.

"فوق المدينة" لمحمد الحواجري

ولم هذه؟

لأنّ فيها تحليق فوق الأسوار، ولأنّ المدينة فيها توليفة مدن. ولأنّ فيها حبّاً رغم كل شيء.

ما الكتاب الذي تقرأه حالياً؟

"النقد الفني- دراسة جمالية وفلسفية"- لجيروم ستوليتز.

ما رأيك به؟

لا زلت في بدايته، يبدو منعشًا ومثريًا.

والكتاب الذي ستقرأه بعده؟

1Q84 لهاروكي موراكامي.

لماذا؟

جاء دوره، بعد سابقاته من روايات موراكامي. 

مِن الأفلام الأخيرة التي شاهدتها، أيهما كان الأجمل؟

"ذيب" لناجي أبو نوار.

لماذا؟

لا زالت ترافقني صور كثيرة وجميلة وقاسية من تلك المغامرة الصحراوية، أذكر أنّه أمتعني وفاجأني حين شاهدته. كذلك أعجبتني سرديته لنهاية الفترة العثمانية.

هل من فيلم تنوي مشاهدته في الأيام القادمة؟

لا.

لمن تسمع موسيقى أو أغاني؟

هويّتي الموسيقية سائلة جدًا. أكثر من اللازم حتى. أسمع للكثيرين، ومن كل الجانرات، جاز، سوفت روك، قدود حلبية، أناشيد صوفية، طرب، موسيقى كلاسيكية (شوبان خصوصًا)، موسيقى إلكترونية، ما شئت. بحسب الوقت والمزاج وبحسب ما أصطدم به خلال اليوم. لكن أكثر ما أحبّ وأقرب إلى نُواتي هي الأغاني بصوت نسائي وكلمات عربية.     

ومن المفضّل لديك؟

فيروز

ما اللون الطاغي على ملابسك؟

الأزرق

لماذا؟

ربما لأنّه هادئ.  

ما أفضل ما تطبخه؟

خبز ولبنه "مقحمشة" على الغاز.

أكيد؟

أكيد، إسأل منى.

وما هي أكلتك المفضّلة؟

ورق دوالي وكوسا.

وتحلياتك المفضّلة؟

كنافة.

تشرب الشاي أم القهوة بعد الغداء أم تنام؟

أشرب القهوة. لا وقت للنوم.

ما هو الوقت الذي تحبّه في اليوم؟

الغروب.

كيف تمضيه؟

كنت أجلس عند صخرة أو حافة سور قرب البحر أشاهده. اليوم أمسى يفلت مني، لكني ما زلت أحبّه.

ما المواقع الإلكترونية التي تتابعها يومياً؟

لم أعد أتابع المواقع الإخبارية والصفحات الثقافية بشكل يومي و"أفصفص" موادها كما كنت قبل بضع سنين، صرت أكتفي بفتح روابط المواد التي تلفت انتباهي مِن منشورات مَن أثق بهم أو مِمَن يجيدون الترويج.

وأي صفحات داخلية؟

الثقافة والفن، عمومًا. 

ما أكثر ما تحب في حيفا، حيث تعيش؟

الشجر الليلكي في أيّار. 

أي بلد تحبّ زيارته؟

ألمانيا.

ما الذي يميّزه؟

كثير من الثقافة والصناعة، وأنا مهتم نقديًا  بالأمرين، كلٌ على حدى، ومعًا، أي صناعة الثقافة، وثقافة الصناعة.   

لو كنتَ رئيس هذا البلد، ما أول قرار تتخذه؟

أستمر في استقبال اللاجئين.

حسناً، لنقل أن هنالك دولة اسمها فلسطين وأنت رئيسها، ما أوّل قرار تتخذه؟

أحفّز الإنتاج الصناعي والزراعي والمعرفي.

ما السبب؟

هذه قاعدة نهضة المجتمعات. أي استقلال هذا سيكون مع تبعية اقتصادية ونظام ريعي؟

وثاني قرار؟

تغيير مناهج وأساليب التعليم.

أعطني زماناً ومكاناً تحب أن تعيش فيهما؟

في يافا، بالثلاثينيات.

لماذا؟

طالما تخيّلت نفسي هناك وحينذاك. 

ما أكثر ما يزعجك بمن حولك؟

شعور الضحية والهروب من المسؤولية.

وبمن على صفحتك على الفيسبوك؟

الحضور المضطرب.

إن أنشأت حزباً سياسياً ماذا ستسمّيه؟

الحزب الديمقراطي. 

وإن أنشأت مؤسّسة، ماذا سيكون مجالها؟

الإنتاج الثقافي. 

ما أسوأ صورة نمطية عن العرب؟

أنّ الديمقراطية لا تناسبهم.

وأسوأ صورة نمطيّة للعرب عن الآخرين؟

أنّهم أقلّ أخلاقًا.

ما أفضل ما يمكن أن يحصل للفلسطينيين خلال سنة؟

أن لا يزداد الوضع سوءًا.

وما الأسوأ؟

أن نظنّ أنّه جيد لمجرد أنّه لم يزدد سوءًا.

هل من مقهى أو بار مفضّل لديك؟

مقهى "راي" في حيفا.

لمَ هو بالذات؟

ارتاح فيه. مكان غير متكلّف، وأصحابه لطيفون. 

ما الذي تشربه غالباً؟ حدّد نوع القهوة أو البيرة أو مهما يكن.

أفضّل القهوة العربية، أو الإسبرسو، وأحيانًا أمريكانو، أو نصف لتر بيرة شقراء من البرميل، لا نوع معين.

إياد:

كيف تقيّم الوضع الثقافي لفلسطينيي الداخل، من ١ (الأسوأ) إلى ١٠؟

7

لماذا؟

هناك مواهب وقدرات وتجارب وإنجازات وطاقات كامنة هائلة، كما أن هناك حالة وجودية ملهمة ودافع للتعبير عن الذات والهوية، لكن في الوقت ذاته هناك إشكاليات ناتجة عن الوضعية السياسية، ونقص في مصادر الدعم، خصوصًا للفن المستقل، والتي إن توفّرت ستخلق برأيي حراكًا مغايرًا وقويًا.

أذكر لنا خمساً من المعوقات للتقدم الثقافي في الداخل.

١- معيق التمويل؛ توفّر التمويل الإسرائيلي كأداة سيطرة وتشويه، وغياب التمويل أو الاستثمار العربي والفلسطيني الذاتي.
٢- المعيق الاجتماعي-العقائدي الديني، في البلدات والشرائح المحافظة والمتدينة، وابتعاد جماهير عريضة عن الفنون.
٣- المعيق السياسي الجغرافي، هناك حواجز فعلية ذهنية وسياسية جغرافيّة وقانونية حقيقية ومعقّدة تمنع التواصل الثقافي الطبيعي بين الناس في المنطقة العربية، وحتّى داخل مناطق فلسطين التاريخية.
٤- معيق النشر والترويج ليكون الإنتاج الإبداعي قادرًا على الحياة اقتصاديًا.
٥- معيق النقد، غياب الحركة النقدية الفنية والأدبية المتفاعلة مع الواقع.

أيهما الأهم، عملك في مؤسسة ثقافية في الداخل أم الكتابة الأدبية؟

المؤسسة. حاليًا..

لماذا؟

لست متأكدًا تمامًا، لكن يبدو لي أنّ بناء مؤسسة ثقافية مستقلة بالداخل تكون جادّة ومؤثّرة ومُغيّرة، وقادرة على الاستمرار والتقدم في ظروف شديدة التعقيد، قد يكون عملاً ذا أهمية خاصة. أعي تمامًا أنّ عملي الإداري خلال السنين الثلاث الماضية أتى على حساب كتابتي الأدبية، لأني أخذت المهمة الإدارية على محمل الجدّ، لكني تعلمت من الإدارة والمأسسة الكثير عن نفسي وعن الناس، ما آمل أن يثري عالمي الأدبي.     

كتبت القصص، وكتبت الرواية، أين تجد نفسك أكثر؟

صعب عليّ أن أحدد في أيهما أكثر.

لماذا؟

لأني وجدت نفسي في كتابة القصة والرواية، على حدٍ سواء. وأجدهما متشابهتين جوهريًا كتجارب تعبير أدبي نثري وكمبانٍ سردية، رغم الفرق في الشكل والتقنيات والطول. السؤال أين تجد القصة التي أرغب بكتابتها نفسها أكثر، وما مداها، ما الشكل الأنسب لها.  

هل تعمل على كتاب جديد؟

نعم.

ما هو؟

رواية جديدة، أفكر فيها وأخطط لها من قبل حتى أن أبدأ بكتابة رواية "بردقانة"، ترافقني منذ زمن، لكنها كانت تتطلب مني جرأة لم تكن لدي طيلة الوقت بصراحة، لخصوصية موضوعها. لكني الآن أعمل عليها وآمل أن أتمكّن من نشرها خلال سنة 2017.