هاني زعرب . اطبع أي إسم . أكرليك، زفت وأصباغ على قماش، 429x192 سم، 2015
تقدّمنا جيّداً خلال العام، لدينا عائق أساسي هو أنّنا ندفع أقل من غيرنا أجراً للمادة (نسمّيه أجراً وليس مكافأة، فلا تكافئ الصحيفةُ الكاتبَ على مقالته كأنّها تتكرّم عليه! بل تدفع له حقّه/أجرها)، ونحن لا نستطيع أن ندفع مقابل كلّ ما ننشره، هذا ما أبعد البعض عن المجلّة، إنّما، في الوقت ذاته، هنالك من طلب منّا، منذ الأسابيع الأولى للمجلة، منح أجور مواده لعائلات فلسطينية محتاجة (لشراء أدوية وأغذية تحديداً) في مخيّمات لبنان، وهذا ما حصل ويحصل حتى اليوم.
قبل عام من اليوم انطلقت هذه المجلة، وخلال ٣٦٥ يوماً استطعنا أن نقدّم بالنّص والصورة، بالشكل والمضمون، بالرأي والتحليل والنقد والعرض… الثقافةَ الفلسطينية والسورية والعربية والإنسانية بمهنيّة أولاً، باستقلالية ثانياً، باحترام للقارئ والكاتب ثالثاً، بشكل عملي مدروس، وحديث، بجماليّة عالية، باعتناء بطبيعة المادة المقدّمة، وبموضوعها، بكيفيّة تقديم هذا الموضوع… رابعاً وخامساً وسادساً… دون أن يعني ذلك أنّ هذه السنة لم تخلُ من أخطاء: مواد محدودة جداً كان أفضل لو لم ننشرها.
لن أحكي هنا عن الخط السياسي للمجلة، الذي سارت وستكمل سيرها عليه، وقد ذكرته في أكثر من مكان آخرها مقالتي «جنّة جنّة جنّة»، لأركّز أكثر، هنا، على الناحية المهنيّة لها، بادئاً بالشّكل الجديد للموقع الذي انطلق مع بداية هذا الشهر، وهو تحديث للشكل الذي انطلقنا به قبل عام، مع الحفاظ طبعاً على الهويّة اللونيّة: تدرّج الألوان من الأحمر إلى الأزرق مروراً بتدرّجات الورديّ والبنفسجي، ما يسمح بتنوّع ضمن انسجام محدّد مسبقاً، وهو انعكاس بصريّ للخط التحريري للمجلّة الذي يسعى للتنوّع ضمن انسجام مسبق لمضمون موادها، بانحيازاتها السياسية والثقافية والاجتماعية.
أعطينا مساحة أكبر للصورة المرافقة للمقالة (ولا أقول: المرفقة بالمقالة)، هي أعمال فنّية لفنانين معظمهم من فلسطين، نؤكّد فيها أن للعمل الفنّي، المُقدّم هنا، الحق بالوصول إلى متلقّيه بشكله الكامل، مفروشاً على عرض الشاشة، مع معلوماته متى توفّرت (العنوان، الفنان، العام، الأبعاد…)، فللمساحة الواسعة للشاشة أمامنا ولفارق الوضوح بين الشاشة والصفحة المطبوعة، لا بد برأينا أن تكون الأعمال الفنية البصرية في المجلة الإلكترونية جزءاً حيوياً من المادة الصحفية، وذلك كي نَخرج من منطق أنّ وظيفة الصورة في الصحافة تنحصر في التوضيح. العمل الفني لدينا ليس صورة توضيحية (حتى هذه الأخيرة يمكن أن تكون فنّية). كانت هذه الفكرة أساسية لديّ كمحرّر خلال العام، وكانت أساسية كذلك أثناء العمل على الموقع الجديد الذي انطلق أوّل هذا الشهر، فزدنا مساحات الصّور.
بدأ ذلك قبل عام ونصف، حين رسمتُ على ورقةٍ شكل الموقع وسلّمته إلى الجهة المصمّمة والمبرمجة، مرفِقاً ذلك بلوائح عديدة ومتتالية من الملاحظات دون أن أحصل على أفضل النتائج (على ما أردته تماماً)، "مرّقتُها" إلى أن قرّرنا، الشباب في ”بوابة اللاجئين الفلسطينيين“ وأنا، قبل أشهر من الآن أن نخرج بموقع جديد لـ ”رمّان“، أن يكون أولاً مستقلاً عن موقع ”البوابة“ بعنوان إلكتروني خاص به، ثم أن نخرج بشكل جديد للموقع، فرسمتُ مجدّداً على ورقة الشّكل كما أريده، مع لوائح جديدة من الملاحظات، توفّقنا بمصمّم ومبرمج ممتاز (وصبور في الاستماع لملاحظاتي ثم لملاحظاتي على تلك الملاحظات)، وخرجنا أخيراً بشكل يليق بمضمون المجلّة، بتصميمٍ كل زاوية فيه مدروسة، تخلّصنا من كل الكبسات الزائدة، فكّرنا بالزائر كمتصفّح للموقع وكقارئ للنص فيه وكناظر إلى الصورة فيه، فكّرنا جيّداً أين نضع ماذا، وكيف نضعه. أستطيع أن أحكي (مطولاً ربما) عن سبب كل تفصيل في الموقع الجديد، صفحته الرئيسية وصفحاته الداخلية.
تغييرات أخرى شكلية وخفيفة أحدثناها هذا الشهر، منها أنّنا فصلنا ”أقسام“ عن ”زوايا“، أضفنا قسم ”أخبار ثقافية“ أسفل الموقع، كبّرنا صور المواد على الصفحة الرئيسية، إضافةً إلى المادة الرئيسية طبعاً، وأكثرنا من عددها، مانحين بذلك فرصة أكبر لها كي تصل لقارئها، صلّحنا ”القائمة البريدية“ التي كانت معطّلة، وهي واحدة من الأخطاء المزعجة التي طالتنا من المبرمجين السابقين، أخطاء تقنية حرصنا على ألا يشعر بها زائر الموقع القديم… وغيرها.
أما عن السنة الثانية، بدءاً من اليوم، فما نحن متأكدون منه هو أنّنا سنكمل كما عرفتمونا خلال عام، شكلاً ومضموناً مشغولٌ عليهما، بخط تحريري ثابت، بفكرة أساسية كانت دائماً لدينا، هي أنّ الكتّاب والقرّاء جزء من المجلة، وأنّنا لسنا ”نملأ الفراغات“ بالمواد، وأنّني، كمحرّر المجلة، لستُ موظّفاً فيها أنتظر يوم إجازتي، وأنّ قرار نشر المادة من عدمه ينحصر بيني وبين كاتبه، وأنا حريص على إرسال رابط كلّ مادة أنشرها إلى كاتبها، وقبلها حريص على الردّ على جميع الإميلات وفي أي وقت من النّهار/الليل (وإن تأخّرتُ لأيام أحياناً) وأساساً على توضيح أسباب عدم نشر مادة ما. أمّا التأخّر في نشر بعض المواد فيعود لطبيعة المادة أولاً ولطبيعة ما نشرناه إلى حينه ثانياً، فمسائل عدّة تساهم في منح أولوية النشر لهذه المادة أو تلك دون أن يمسّ ذلك أهميّة أي من المواد.
تقدّمنا جيّداً خلال العام، لدينا عائق أساسي هو أنّنا ندفع أقل من غيرنا أجراً للمادة (نسمّيه أجراً وليس مكافأة، فلا تكافئ الصحيفةُ الكاتبَ على مقالته كأنّها تتكرّم عليه! بل تدفع له حقّه/أجرها)، ونحن لا نستطيع أن ندفع مقابل كلّ ما ننشره، هذا ما أبعد البعض عن المجلّة، إنّما، في الوقت ذاته، هنالك من طلب منّا، منذ الأسابيع الأولى للمجلة، منح أجور مواده لعائلات فلسطينية محتاجة (لشراء أدوية وأغذية تحديداً) في مخيّمات لبنان، وهذا ما حصل ويحصل حتى اليوم.
سنواصل مسيرنا إلى الأمام. سنبقى مجلّة شبابية حديثة جميلة قويّة صادقة جدّية مستقلة وحرّة (ليست مُوظّفة لخدمة أنظمة خليجية أو عربية)، سنبقى معنيّين قبل غيرنا بالثقافة المتحررة العلمانية التقدّمية الجريئة الجديدة المتجدّدة فلسطينياً وسورياً وعربياً.
سنبقى دائماً أبناء المخيّمات المخلصين لها.
لن أحكي هنا عن الخط السياسي للمجلة، الذي سارت وستكمل سيرها عليه، وقد ذكرته في أكثر من مكان آخرها مقالتي «جنّة جنّة جنّة»، لأركّز أكثر، هنا، على الناحية المهنيّة لها، بادئاً بالشّكل الجديد للموقع الذي انطلق مع بداية هذا الشهر، وهو تحديث للشكل الذي انطلقنا به قبل عام، مع الحفاظ طبعاً على الهويّة اللونيّة: تدرّج الألوان من الأحمر إلى الأزرق مروراً بتدرّجات الورديّ والبنفسجي، ما يسمح بتنوّع ضمن انسجام محدّد مسبقاً، وهو انعكاس بصريّ للخط التحريري للمجلّة الذي يسعى للتنوّع ضمن انسجام مسبق لمضمون موادها، بانحيازاتها السياسية والثقافية والاجتماعية.
أعطينا مساحة أكبر للصورة المرافقة للمقالة (ولا أقول: المرفقة بالمقالة)، هي أعمال فنّية لفنانين معظمهم من فلسطين، نؤكّد فيها أن للعمل الفنّي، المُقدّم هنا، الحق بالوصول إلى متلقّيه بشكله الكامل، مفروشاً على عرض الشاشة، مع معلوماته متى توفّرت (العنوان، الفنان، العام، الأبعاد…)، فللمساحة الواسعة للشاشة أمامنا ولفارق الوضوح بين الشاشة والصفحة المطبوعة، لا بد برأينا أن تكون الأعمال الفنية البصرية في المجلة الإلكترونية جزءاً حيوياً من المادة الصحفية، وذلك كي نَخرج من منطق أنّ وظيفة الصورة في الصحافة تنحصر في التوضيح. العمل الفني لدينا ليس صورة توضيحية (حتى هذه الأخيرة يمكن أن تكون فنّية). كانت هذه الفكرة أساسية لديّ كمحرّر خلال العام، وكانت أساسية كذلك أثناء العمل على الموقع الجديد الذي انطلق أوّل هذا الشهر، فزدنا مساحات الصّور.
بدأ ذلك قبل عام ونصف، حين رسمتُ على ورقةٍ شكل الموقع وسلّمته إلى الجهة المصمّمة والمبرمجة، مرفِقاً ذلك بلوائح عديدة ومتتالية من الملاحظات دون أن أحصل على أفضل النتائج (على ما أردته تماماً)، "مرّقتُها" إلى أن قرّرنا، الشباب في ”بوابة اللاجئين الفلسطينيين“ وأنا، قبل أشهر من الآن أن نخرج بموقع جديد لـ ”رمّان“، أن يكون أولاً مستقلاً عن موقع ”البوابة“ بعنوان إلكتروني خاص به، ثم أن نخرج بشكل جديد للموقع، فرسمتُ مجدّداً على ورقة الشّكل كما أريده، مع لوائح جديدة من الملاحظات، توفّقنا بمصمّم ومبرمج ممتاز (وصبور في الاستماع لملاحظاتي ثم لملاحظاتي على تلك الملاحظات)، وخرجنا أخيراً بشكل يليق بمضمون المجلّة، بتصميمٍ كل زاوية فيه مدروسة، تخلّصنا من كل الكبسات الزائدة، فكّرنا بالزائر كمتصفّح للموقع وكقارئ للنص فيه وكناظر إلى الصورة فيه، فكّرنا جيّداً أين نضع ماذا، وكيف نضعه. أستطيع أن أحكي (مطولاً ربما) عن سبب كل تفصيل في الموقع الجديد، صفحته الرئيسية وصفحاته الداخلية.
تغييرات أخرى شكلية وخفيفة أحدثناها هذا الشهر، منها أنّنا فصلنا ”أقسام“ عن ”زوايا“، أضفنا قسم ”أخبار ثقافية“ أسفل الموقع، كبّرنا صور المواد على الصفحة الرئيسية، إضافةً إلى المادة الرئيسية طبعاً، وأكثرنا من عددها، مانحين بذلك فرصة أكبر لها كي تصل لقارئها، صلّحنا ”القائمة البريدية“ التي كانت معطّلة، وهي واحدة من الأخطاء المزعجة التي طالتنا من المبرمجين السابقين، أخطاء تقنية حرصنا على ألا يشعر بها زائر الموقع القديم… وغيرها.
أما عن السنة الثانية، بدءاً من اليوم، فما نحن متأكدون منه هو أنّنا سنكمل كما عرفتمونا خلال عام، شكلاً ومضموناً مشغولٌ عليهما، بخط تحريري ثابت، بفكرة أساسية كانت دائماً لدينا، هي أنّ الكتّاب والقرّاء جزء من المجلة، وأنّنا لسنا ”نملأ الفراغات“ بالمواد، وأنّني، كمحرّر المجلة، لستُ موظّفاً فيها أنتظر يوم إجازتي، وأنّ قرار نشر المادة من عدمه ينحصر بيني وبين كاتبه، وأنا حريص على إرسال رابط كلّ مادة أنشرها إلى كاتبها، وقبلها حريص على الردّ على جميع الإميلات وفي أي وقت من النّهار/الليل (وإن تأخّرتُ لأيام أحياناً) وأساساً على توضيح أسباب عدم نشر مادة ما. أمّا التأخّر في نشر بعض المواد فيعود لطبيعة المادة أولاً ولطبيعة ما نشرناه إلى حينه ثانياً، فمسائل عدّة تساهم في منح أولوية النشر لهذه المادة أو تلك دون أن يمسّ ذلك أهميّة أي من المواد.
تقدّمنا جيّداً خلال العام، لدينا عائق أساسي هو أنّنا ندفع أقل من غيرنا أجراً للمادة (نسمّيه أجراً وليس مكافأة، فلا تكافئ الصحيفةُ الكاتبَ على مقالته كأنّها تتكرّم عليه! بل تدفع له حقّه/أجرها)، ونحن لا نستطيع أن ندفع مقابل كلّ ما ننشره، هذا ما أبعد البعض عن المجلّة، إنّما، في الوقت ذاته، هنالك من طلب منّا، منذ الأسابيع الأولى للمجلة، منح أجور مواده لعائلات فلسطينية محتاجة (لشراء أدوية وأغذية تحديداً) في مخيّمات لبنان، وهذا ما حصل ويحصل حتى اليوم.
سنواصل مسيرنا إلى الأمام. سنبقى مجلّة شبابية حديثة جميلة قويّة صادقة جدّية مستقلة وحرّة (ليست مُوظّفة لخدمة أنظمة خليجية أو عربية)، سنبقى معنيّين قبل غيرنا بالثقافة المتحررة العلمانية التقدّمية الجريئة الجديدة المتجدّدة فلسطينياً وسورياً وعربياً.
سنبقى دائماً أبناء المخيّمات المخلصين لها.