الرواية الإيروتيكية والعلاقة مع دور النشر

2017-11-11 11:00:00

الرواية الإيروتيكية والعلاقة مع دور النشر
Egon Schiele. Reclining female nude, 1917

ولا ننتظر من الكُتاب الذكور أن يكونوا مصابيح نيون أو مجرد مصابيح عادية في هذا الليل العربي الطويل حين نقرأ الرواية الفصامية «ليلة الدخول إلى الجنة» لروكز اسطفان. بلغة لا تخلو من زعرنة خفيفة (تحاول أن تصيب وتحفر دهشة في عيون القارئ؟) يخبرنا اسطفان على لسان مثقف يساري «العلاقة بين القحبة وزبونها علاقة لا مثيل لجمالها. اللغة التي يتبادلانها لغة منفلتة على مداها، تحطم كل الممنوعات والمحرمات التي تنوء اللغة عادةً تحت أثقالها. لغة القحبة هي لغة الثورة بعينها» نُحال إذن إلى متلصصين على الحياة الجنسية الغنية لأستاذ جامعة «ينكح» طيلة الوقت عدداً من «القحبات» قبل أن يلتقي لولو، فتاة كل ما يميزها أنّها عذراء تصغره بـ 35 عاماً. ليعيد النظر في نمط حياته الماجن ويستسلم لمعقل الزوجية.

 
الرومانسية لم تظهر في القرن الثامن عشر مع ظهور الضجر بأشكاله العديدة والحنين والأبخرة النسائية وسقم الحياة ومع انتشار القصيدة الغزلية الريفية والسير الذاتية والحدائق على الطراز الإنجليزي في القصور القوطية الصغيرة، بل ظهرت مع أغنية تتر «ليالي الحلمية» ”من وين بيجي الشجن“ ومع الخطين، الأصفر الغليظ والأخضر الرفيع والوردة المطبوعة بسذاجة أعلى أغلفة «روايات عبير» وأنتِ طفلة يرسلونها إلى بستان تفاح أبيض، تشترين كاسيت «على سرير النوم دلعني» لحبيبة مسيكة وروايات الجيب الشعبية التي كان البائع يحرص على لفها بجريدة الصباح  كي لا تقع عين فضولية على العناوين الهشة كالبسكويت: الراقصة والأرستقراطي، لا تقولي لا، حورية بحر الجليد، لن أطلب الرحمة، سيد الجزيرة، أرياف العذاب.. يرسلونكِ مع تحذير: لا تسترسلي في القراءة إلى ما بعد الصفحة الخامسة. 

قبل الصفحة الخامسة تعرفين أنه ”في وقت مبكر من ذلك الصيف“ نشبت مشاجرة ليلية في ”ويلفليت“، ما دفع بماري للفرار إلى نيويورك، تاركة وراءها زوجها وحديقتها، وابنها الصغير أيضاً. وتمكن ويلسون (زوجها) بعد عدة أسابيع من اقناعها بالعودة، واعداً إياها مرة أخرى بفتح صفحة جديدة. لكن ماري التقت في نيويورك صديق الجامعة المترف المنفرد في خيمة نصبها فوق صخرة تتكسر عندها أمواج البحر المتلاطم تلاطم شعره الذي أخذت به الرياح يمنة ويسرة. وباح لها بأن حبها أعياه وهدمه.

كانت التفاصيل تنطوي على قدر كبير من الجِدّة والخصوبة، كالمصابيح الأرضية والأقمشة وأواني النباتات الزاحفة وأرجل أسرّة الضيوف، وكان يهمنا أن نعرف أن ماري وويلسون يعيشان في منزل ضيق مستأجَر في منطقة هندرسون، في الشارع السادس والثمانين الشرقي، لم يكن المنزل بعيداً عن النهر ولم يكن بعيداً جداً عن مدرسة ولدهما الجديدة. ومع رشة خيانة هنا وقبلة بين شجيرات بخور مزهرة هناك، تجمع بنات حيّنا حفنة زهور رائحتها مسكرة من الشوارع الضيقة لماساتشوستس ويحلمن براقصات أوبرا وتجار طيور وأصحاب حانات ونزه ريفية طويلة. 

ليست حماسات هيلواز لروسو وخيبات أمل الشاب فيرتير وكآبة يونغ الليلة ما تدخلت في التكوين العاطفي والجنسي للمراهقات، بل قصص الجيب الرومانسية التي لم تكن تبالغ في صنع جماليات أدبية فائقة، لأنها لم تكن أدباً ببساطة. واللغة التي شكلت دوماً أسلوباً لتفسير العالم، العالم المُفكّر فيه، يمكن أن تتنحى جانباً هنا لصالح التجارب العاطفية والاستهلاكية السريعة التي وصلت إلى المحلات التجارية والصيدليات والمطارات ومحطات السكك الحديدية في السبعينات وكانت قبل ذلك تنشر على شكل حلقات إلى جانب القصص البوليسية وقصص الخيال العلمي في مجلات اللب الأمريكية (pulp magazine) وهي تسمية مستمدة من ورق لب الخشب الرخيص الذي كانت تطبع عليه هذه المجلات الشعبية كي تباع بعشر سينتات وترسم خريطة للانعطاف نحو الأحلام الذاتية.

اليوم بعد أن قضى علينا ما قضى على غيرنا من البشر من إدراك مُجفِل ومرير وبعد أن عرفنا ذلك الشعور السخيف بنشوة القبض على الحقيقة حين قرأنا «كم تنزهنا معاً من دون حب» لبيسوا (لا أعرف إذا كان واجبي أن أشكره أو أسبه)، ضربتنا ريح عاتية من الروايات الرومانسية الإيروتيكية وصفتها صحيفة «وول ستريت جورنال» بأنها: "مثل ساندويتش ماكدونالد لذيذة ورخيصة ومثيرة وتُستهلك خلال وقت قصير، وتشجع على المزيد. زبائنها بعشرات الملايين، وتنشر حول العالم“ حسناً.. هل نحن فعلاً مهيؤون لاستقبال هذه الشحنة العاطفية الدسمة؟ هل علينا أن نرى الحُب -هذا الثور- وهو يتحول إلى مكعبات ماجي؟ ونمضغ الحقد أمام واجهات المكتبات حين تشعّ بوقاحة في وجوهنا الأسماء نفسها: نورا روبرتس، باربارا كارتلند، جوليا كين ونورا إيفرون. 

لا ينفصل مسار حياة هؤلاء الروائيات الأمريكيات عن كتاباتهن، فتأطير الذاكرة الخاصة، باللغة المناسبة، بمثابة تقنية لم تفلت منها أي منهن: نورا إيفرون، الزوجة السابقة لكارل بيرنشتاين، الصحافي في «واشنطن بوست» الذي اشترك في كشف فضيحة ”ووترغيت"، كانت عشيقة ريتشارد كوهين، كاتب عمود في الصحيفة نفسها، وكان زوجها واقعاً في غرام مارغريت جاي، زوجة السفير الأميركي في واشنطن. من وحي هذه العلاقات الغائمة، كتبت إيفرون رواية «حرقة قلب» و«بلا نوم في سياتل» وأصبحت من أهم صنّاع السينما بأمريكا، ومن العار تفويت فيلم لديك بريد «You've Got Mail» بطولة ميغ رايان وتوم هانكس مع كوب شوكولا ساخنة في فترات عيد الميلاد. كاتي مورتون هي الأخرى، لا يمكننا أن نقرأها من دون أن تستوقفنا احتمالات ما عاشته خلال حياتها المثيرة، فقد ولدت في بودابست بالمجر، ودرست في جامعة السوربون في فرنسا. ثم تزوجت مليونيراً في نيويورك هجرته إلى أحضان النجم التلفزيوني اللامع بيتر جيننغز. أما نورا روبرتس (أشهر كاتبة رواية نسائية خيالية) فلم تتوان عن الزواج من نجّار جاء إلى منزلها لإصلاح رفوف المكتبة حين اكتسح الجليد واشنطن، كتبت: “ثلاثة أقدام من الجليد منعت الناس من الخروج من منازلهم. نضب مخزون الشوكولا عندي، وأصابني السأم، ورأيت أن أكتب مذكرات يومية“ هذه المذكرات شكّلت النواة الأولى لأكثر من مئتي رواية تصدرت أغلبها قائمة الكتب الأكثر مبيعاً ووزعت ما يناهز أربعمائة مليون نسخة.

لم تشتهر الروايات الإيروتيكية إلا بعد الحرب العالمية الأولى. عندما عاد الجنود الأميركيون من الحرب بروايات أوروبية «ساخنة» روجت لها دار «J’ai lu» و «Arlequin» في فرنسا، لكن قوائم البيست سيلر بدأت تثير شهية دور النشر الأخرى التي انضمت إليهما مثل «Michel Lafon» و «Hugo & Cie» بعد النجاح الذي لاقته رواية إي. أل. جايمس التي اقتبس عنها شريط خمسون درجة من الرمادي «Fifty Shades of Grey» دخلت دور النشر الرصينة قفص الذوق الشعبي فلا يمكن إهمال القارئات الهستيريات اللواتي ينزعن ملصقات الرواية من الأزقة ويعلقنها في غرفهن، ويرغبن في معرفة ما حدث بالضبط (في تلك الليلة) بين طالبة الأدب الإنكليزي الرقيقة أناستازيا والمليونير كريستيان غراي في غرفة ألعابه السرية التي تحوي كل الأكسسوارات الجنسية الخاصة بالميول السادية، كالقيود والحبال والسياط.

المفاتيح المحركة لهذه الروايات: الرومانسية والإيروتيكية النيئة التي تأخذ الرغبة إلى حدودها القصوى وهو ما يستدعي انتباه طيف كبير من المراهقين، هؤلاء المتشابهون في لغتهم، ومفاصل حياتهم اليومية، وتوقهم للاختبار. هكذا، أتمت آنا تود الكاتبة الأمريكية الشابة من خلف شاشة لابتوب في تكساس محل إقامتها، كل شروط المعادلة الترويجية عندما كتبت قصة إيروتيكية اختارت أن تنشرها إلكترونياً، وبصيغة فقرات طويلة، عبر موقع "واتباد"، ثم استتبعتها بأجزاء أخرى إلى أن انتهت بثلاثية تفيد مواقع الإنترنت بأنها نالت أكثر من مليار قراءة. يعني أكثر من ألف مليون «نقرة». الرواية تجرنا إلى تتبع «تيسا» فتاة هادئة ومملة من الطبقة المتوسطة لديها صديق يحبها وأم تهتم لأمرها. تنتقل إلى الجامعة حيث تلتقي بالشاب المثير والعنيد هاردين (هو النجم الموسيقي البريطاني هاري ستايلز المشهور في أوساط المراهقين) هاردين شغوف بالجنس. ومعه تنطلق علاقة تشبه ألعاب الملاهي المائية الخطرة. 

***

هذا الأدب الجنسي السطحي يتمّ الترويج له سرّاً في بلداننا العربية ومتابعته في غرف مظلمة، بعيداً عن العيون المتربصة، والمسلّحة بأحكام مسبقة، ففي الوقت الذي أصبحت فيه الأفلام الإباحية متاحة للجميع، واحتلت كلمة "Sex" المرتبة الأولى على محركات البحث، وتحديداً في الدول الأكثر تشدداً ومحافظة، بتنا ننظر إلى الجسد باعتباره مادة ساقطة أخلاقياً، مثل سكان جزر فيجي قديماً حيث كان نوم الرجل في غرفة زوجته يُعدّ أمراً مخجلاً ومخالفاً للأخلاق ولكن الزوجان يتفقان على مواعيد خاصة في الغابة لممارسة الجنس. 

تكاثرت النصوص التي تتناول الجنس على رفوف المكتبة العربيّة لكن الجدال الذي يطوق مؤلفات مثل «برهان العسل» لسلوى النعيمي عليه أن ينتهي، صحيح أننا وقعنا -نحن القرّاء- تحت إرهاب جديد هو خوفنا من نقد هذه التجارب لئلا نُتّهم بالأصولية واصطدمت كل لاء من لاءاتنا بعناوين الصحف: «إيروتيكية بامتياز، تُدخل الأدب المعاصر في مرحلة جديدة، حاسمة. جسد المرأة هنا يجاهر بطقوسه الإباحيّة». لا.  لنبدأ من هذا المشهد: «كنتُ أصل إليه مبلّلة، وأول ما يفعله هو أن يمد إصبعه بين ساقي، يتفقد العسل كما كان يسميه، يذوقه ويقبّلني ويوغل عميقاً في فمي». لكن البطلة ما تلبث أن تستدرك وتقول لشريكها: «من الواضح أنك تطبّق وصايا الرسول: «لا يقع أحد منكم على أهله كما تقع البهيمة، وليكن بينكما رسول: القبلة والحديث» ولماذا -إن كنا جريئين حقاً- نضطر إلى البحث عن مشروعية في الماضي، وكأن حاجاتنا الراهنة غير كافية لمنحنا هذه المشروعية؟ هل تحتاج حياتنا الجنسية إلى تدوينات السيوطي في فن النكاح «اليواقيت الثمينة في صفات السمينة»؟  لنعترف بأنّ هذا الأدب الجنسيّ يتغذّى من نقيضه، أي التّحريم، ولا يتغذّى من تربته المفترضة وهي الحرية. ولأنّ التحريم نمط، فقد أثمر نمطية في الكتابة المضادّة له، كما في نمطية القراءة، وينعكس هذا حتى على قراءة التراث الجنسيّ، وعلى سبيل المثال يُشار إلى الشيخ النفزاوي وكأنه فنان إيروتيكي، ويُختزل كتابه «الروض العاطر» إلى الجزء المتعلق بوضعيات الجنس فقط، وتُهمَل الفصول الأخرى المتعلّقة بالجسد، والأكثر فداحة أن يُشار إليه على أنه أدب جنسيّ، بينما هو كتاب تعليميّ متواضع. 

ولا ننتظر من الكُتاب الذكور أن يكونوا مصابيح نيون أو مجرد مصابيح عادية في هذا الليل العربي الطويل حين نقرأ الرواية الفصامية «ليلة الدخول إلى الجنة» لروكز اسطفان. بلغة لا تخلو من زعرنة خفيفة (تحاول أن تصيب وتحفر دهشة في عيون القارئ؟) يخبرنا اسطفان على لسان مثقف يساري «العلاقة بين القحبة وزبونها علاقة لا مثيل لجمالها. اللغة التي يتبادلانها لغة منفلتة على مداها، تحطم كل الممنوعات والمحرمات التي تنوء اللغة عادةً تحت أثقالها. لغة القحبة هي لغة الثورة بعينها» نُحال إذن إلى متلصصين على الحياة الجنسية الغنية لأستاذ جامعة «ينكح» طيلة الوقت عدداً من «القحبات» قبل أن يلتقي لولو، فتاة كل ما يميزها أنّها عذراء تصغره بـ 35 عاماً. ليعيد النظر في نمط حياته الماجن ويستسلم لمعقل الزوجية.

قلما نجد كاتباً مثل البيروفي مارغو بارغاس يوسا. في حوار أجري معه حول الإيروتيكا في روايته الشهيرة بجزأيها: «امتداح الخالة»، و«دفاتر دون ريغو بيرتو»، رأى أنّ الإيروتيكية تعني نزع صفة الحيوانية عن الفعل الجنسيّ، وتحويله عملاً فنياً يجتمع فيه الخيال والحساسية والفانتازيا والثقافة. أول ما يلفت في هذا العمل الجذاب، البناء الأدبي المنسوج على أساس مساحتين: قصة ملك ليديا الذي يعلن: «أنا قنداولس، ملك ليديا، البلد الصغير الواقع بين جونيا وكاريا في قلب تلك الأراضي التي ستُعرف بعد قرون باسم تركية، أكثر ما يسبب لي الفخر في مملكتي ليس جبالها المتشقفة بفعل الجفاف، ولا رعاة ماعزها الذين يُسارعون إذا اقتضى الأمر إلى مواجهة الغزاة الفرنجيين والإيوليين والدوريين الآتين من آسيا ويهزمونهم، أو يتصيّدون العصابات الفينيقية والإسبارطية والبدو الرحّل الإستيتيين الذين يأتون لسلب حدودنا وإنما مصدر فخري ردف زوجتي لوكريثيا». تتآلف هذه القصة التاريخية مع حكاية دونيا لوكريثيا التى يغويها الصغير ألفونسو وزوجها دون ريغوبيرتو الذي يعتبر الزواج عالماً شديد الغنى يمكن أن يستوعب كلّ الفانتازمات، لكن امتداح الخالة، هي قصة عن الشغف قبل كل شيء، شغف يوسا برواية «المفتاح» لجونيشيرو تانزياكي الذى يقترب من عتبة غرفة نوم يابانية ليكتب عن رجل عجوز يضع لزوجته المخدر كل يوم ليتأمل قدمها على مهل (لأنها تُظهر وقاراً في الفراش يفوق التحمّل وتتظاهر دائماً بالجهل وعدم المعرفة، وتعتبر ذلك إحدى ظواهر الحياء الأنثوي). صنع يوسا وحدته الجمالية وأدخل الجسد إلى مخبره الخاص، فجسد دون ريغوبيرتو يبدو دميماً قياساً إلى «أبطال رواياتنا»، لكن علاقته بجسده ومشهد استحمامه يعيدان الاعتبار إلى جسد الرجل بأكمله في حين يختزل الأدب الجنسيّ السطحيّ الرجلَ إلى «فحل» والمرأة إلى لازمة للقضيب المنتصب. 

وفي زمن تخوض فيه الكتابات الجنسية العربية حروبها الميكروسكوبية دونما سبب واضح، تفلت الروائية عالية ممدوح من هذه البلبلة وترتفع بعيداً في لحظاتها الدرامية ومفارقاتها حتى في الجنس، فلا يعود وسيلة لكسر تابو، لأن استقلاليته تحمله إلى مكانة أرفع من وظيفة أخلاقية محددة قد تنتفي بتغير المفاهيم وبروز قواعد جديدة. صاحبة «المحبوبات» و«ليلى والذئب» كتبت الحب شهياً، إيروتيكياً، بلغة ليست فجة ولا ناتئة ولا خجولة. روايتها «غرام براغماتي» تستدرك الشهوة وتؤنسنها، وتعجنها بالموروث الشعبي والأشعار البابلية لتتخطى بها كل عائق. بين مدينتين: باريس حيث تقيم «راوية»، وبرايتون حيث يقيم «بحر»، يبدأ الاثنان بتعاطي الانتظار بشراهة وتدوين كيف يفكّر كل منهما في الآخر. تقسّم عالية العمل إلى فصول، كل فصل على لسان أحد العاشقين ونراها تتحدث عن الاستحمام بلساني حال المرأة والرجل. راوية تستدعي قسوة أمّها في فرك جلدها بالليفة العراقية الخشنة، مثلما يستدعي بحر الحمامات العامة وقسوة الاستحمام. في المقابل، تفكر هي في متعة تحميم حبيبها، وينتظر هو أن تفركه بلسانها.