نقطتان على الهامش: الأولى في الاستقلالية، أن الاستقلال لا يجب أن يكون من المنظومة فقط، إنما أيضاً من أنفسنا ومن الشُرطة الذاتية التي قد نربيها بأنفسنا. الاستقلال في الشكل والفحوى والمضمون، وبغضّ النظر عن حربنا مع المؤسسة، مطلوب بنفس الدرجة. نريد أفلاماً جدلية، ونريد أفلاماً جريئة كما أننا نريد أفلاماً خلافية.
قبل أيام قليلة أسدل الستار عن فعاليات مهرجان حيفا المستقلّ للأفلام بنسخته الثالثة، بعد أن قدم لعشاق الفن السابع فرصة لمشاهدة 40 فيلماً روائياً ووثائقياً، ما بين قصير وطويل من فلسطين والوطن العربي، والعالم، وهو ما أعاد لحيفانا شكلها قبل النكبة، وكأنه كما قال الممثل الفلسطيني رمزي المقدسي هو "أول الرجوع" لأرض فلسطين التاريخية..
المهرجان الذي بدأ منظموه يستعدون للتحضير لدورته القادمة، نضعه في هذا التحقيق "تحت المجهر" لنسأل عدداً من المشاركين به والمتابعين من سينمائيين وفنانين وكتّاب عن رأيهم في ما تحقق في الأيام الستة، وما تابعوه من عروض للأفلام ومشاركات بالندوات والورشات وخلق مساحة من التفاعل والحوار..
الممثل والمخرج محمد بكري: مهرجان مستقلّ بكل معنى الكلمة
شاركت للمرة الأولى في هذا المهرجان الرائع، وكان فيلمنا «واجب» قد افتتح هذه الدورة. برأيي ما ميز المهرجان هو أنه تظاهرة شبابية حيث أن كل القائمين عليها تتراوح أعمارهم بين ٢٠ حتى ٣٥ سنة، وهو مهرجان مستقلّ بكل معنى الكلمة، لم يمول من أي مؤسسة إسرائيلية.
أما الأفلام التي برمجت للعرض فهي أفلام منتقاة بغاية الدقة، وتخدم هموم وآلام وآمال صناعها، والأروع من هذا كله أن هؤلاء الشباب والشابات خلقوا حيفا أخرى لا تشوبها شائبة إسرائيلية حتى أن ملصقات وأفيشات المهرجان باللغتين العربية والإنجليزية فقط، والأجواء عربية حيفاوية كما كنّا نتمنى لتعيد لأذهاننا كيف كانت حيفا قبل الاحتلال بحلة حضارية عربية فنية خلابة. ومما شدني كثيراً أن كل قاعات العروض كانت في بنايات عربية حيفاوية، وفي أزقة المدينة القديمة.
في إحدى الليالي شاركت في مداخلة بعد عروض لأفلام قصيرة وقلت: إن هذا المهرجان مدعاة للاعتزاز، وإن الشباب والشابات هم كأبنائي. ونحن أنا وأنتم امتداد واستمرارية لبعضنا البعض، وأستطيع الآن أن أرحل عن هذا العالم مطمئناً، وكما قال المثل: "من خلف ما مات“.
الممثل رمزي مقدسي: "حجر الورد" وأول الرجوع
هذه التجربة الشابة (مهرجان حيفا المستقلّ للأفلام)، التي قام بها عدد من الشباب والصبايا في حيفا هي بالنسبة لي أول الرجوع لأرضنا، لأنه بعد كل الخيبات التي مررنا بها كمجتمع واضح أن هذه التجربة، لإخلاصها ولعدم تأطرها بأي حزب سياسي، تسير باتجاه النجاح، لسبب أول هو أن الشباب والصبايا (منظمو المهرجان) عندهم اندفاع جميل أن يكون لدينا مهرجان في الداخل الفلسطيني المحتل يكون فلسطينياً مئة بالمئة بعيداً عن المؤسسة الإسرائيلية وبدون حتى أي تدخل سياسي محلي فلسطيني، وهذا أهم ما في الأمر.
السبب الثاني هو أن هذا المشروع كالكثير من المشاريع التي كانت في بلادنا منذ زمن مُنجزة بحبّ، وتشبه هذا المهرجان المنظم بحب كبير، ولهذا أرى أنه سينجح لطالما بقي مستقلاً.
من ناحية ثانية، البساطة التي لمستها بالمهرجان وأعني هنا قلة الإمكانيات، هي أجمل شيء هنا، لكن هذا لا يعني أنه ليس بجاجة للدعم لا بل من الضروري دعمه ليكون حاله أفضل، ولكن من تجربتي كممثل حضر الكثير من المهرجانات السينمائية العالمية، أقول: إن المهرجان بنسخته الثالثة كما هو مع إضافة بعض اللمسات على التنظيم والبرامج والعروض سيصبح أروع مستقبلاً.
وكنت في إحدى ندوات المهرجان قد قلت للحاضرين ما قال الشاعر الراحل حسين البرغوثي ذات يوم "هذا حجر الورد". نعم ما يحدث في حيفا اليوم هو فعلاً "حجر الورد" لفلسطين وللرجوع إلى فلسطين التاريخية وهذا رأيي الشخصي.
وفي الختام أرى أنه من المفروض علينا كفنانين فلسطينيين أينما كنا أن نلتقي حول هذا المهرجان ونقف إلى جانب هؤلاء الشباب والصبايا ونساهم في دعم المهرجان في دوراته القادمة.
الفنان المسرحي عامر حليحل: نافذة حيفا على العالم
تكمن أهمية مهرجان حيفا المستقلّ للأفلام في مكونات اسمه:
مهرجان: أن يقوم مجموعة من الصبايا والشبان بإقامة "مهرجان" وسط شح الإنتاج الفني العام، واليُتم الذي يعيشه الحراك الفني الثقافي الفلسطيني في الداخل، هو أمر يصب في رفع الروح المعنوية العامة ويتعالى على الأوضاع والمحدوديات وانعدام الامكانيات وكل محبطات الوطن في التحرك من أجل إقامة حدث ثقافي فني مستديم.
حيفا: إن هذه المدينة التي يتفتح بدفيئتها معظم النتاج الفني الثقافي الفلسطيني في الداخل، لإتاحتها الحياة المدينيّة الفردانية والمُهيئة للظروف المطلوبة لعملية الإبداع الفني من ناحية، ومن ناحية أخرى لكونها تواجه حرباً على تحركها الثقافي وعلى مؤسساتها الفنية الثقافية من قبل المؤسسة الحاكمة. لذلك هي الفضاء المُلح لنمو هذا المهرجان.
المستقلّ: كيف تسمي مهرجاناً "مستقلّ" في بلد يتحكمون تقريباً بكل شيء يخصك ويخص وجودك فيها؟ والجواب يكمن في السؤال. الاستقلال بأسمى درجاته هو الاستقلال الفكري والذهني والوجداني، قبل أن يكون استقلالاً من صكوك وأختام وبوابات.
الأفلام: السينما، هذه النافذة الكبيرة على العالم، تجلس في حيفا وترى بيروت، تجلس في حيفا وتتعاطف مع أمريكا اللاتينية، تجلس في حيفا وتحتضن جنين، تجلس في حيفا وتشعر أنك في العالم.
نقطتان على الهامش: الأولى في الاستقلالية، أن الاستقلال لا يجب أن يكون من المنظومة فقط، إنما أيضاً من أنفسنا ومن الشُرطة الذاتية التي قد نربيها بأنفسنا. الاستقلال في الشكل والفحوى والمضمون، وبغضّ النظر عن حربنا مع المؤسسة، مطلوب بنفس الدرجة. نريد أفلاماً جدلية، ونريد أفلاماً جريئة كما أننا نريد أفلاماً خلافية.
النقطة الثانية تتعلق بالانتشار، في حيفا أحياء مهمّشة تتجاهلها المؤسسة الحاكمة وتريد لها أن تبقى مهمّشة قدر الإمكان، ونحن أيضاً أهملناها ولا نصلها بمنتوجنا، أتمنى على الإخوة في المهرجان أن يبنوا مستقبلاً برنامج الأحياء في حيفا، أن يصلوا إلى الزقاقات والساحات عسانا أن نكشف عدداً أكبر على ثقافتنا وفننا وأن نضم أشخاصاً جدد إلى محيطنا الثقافي الفني.
الكاتب والصحافي نوّاف رضوان: الخروج من علبة الاحتلال
كان التنوع واضحاً في اختيار الأفلام لهذا العام؛ 40 فيلماً تتراوح بين روائية ووثائقية وتسجيلية وقصيرة، بالإضافة إلى إقامة ورشات عمل تساهم سنة بعد أخرى في تفعيل أدوات التواصل بين صنّاع الأفلام لطالما كنا بحاجة إلى هكذا مساحات مختلفة نتحرك فيها، والخروج من العلبة التي حدّدتها إسرائيل لنا كفلسطينيين، إذ جاء هذا المهرجان لخلخلة كل هذه المفاهيم حتى ولو كان في نطاق ضيق في البداية.
يطوّر المهرجان أدواته عاماً بعد عام، ويبدو أن هناك خططاً وإستراتيجيات لبقاء هذا المهرجان، ولكنه يحتاج المزيد من الأفكار والمبادرات الشبابية الجديدة لضمان استمراره، وليكون جزءاً من المشهد السينمائي ليس في فلسطين فحسب، وإنما على المستوى العربي والدولي.
أظن أن المهرجان يحتاج إلى تفعيل أدواته في التواصل مع المجتمع المحلي بشكل أكبر، مدناً وقرى. صحيح أن المهرجان في كل عام يصل إلى عدد أكبر من الناس، مقارنة بالدورتين السابقتين، وهناك الكثير من الأفكار التي يمكن أن تطبّق، مثل العمل تقديم منح إنتاجية من المهرجان، بالإضافة إلى تقديم جوائز لأفلام فائزة، لا ليكون المهرجان لعرض الأفلام فقط، وإنما مساحة للتنافس والتطوير.
الثقافة تجلس على الهامش. ونحن الفلسطينيون في حيفا نعيش على هامش المدينة، أي أننا ثقافياً على هامش الهامش، وما نحتاجه في السنين القادمة، من الجميل إدراك القائمين على المهرجان ضرورة التواصل مع المؤسسات المدنية، وهو ما يمكن أن يتحوّل لاحقاً إلى ظاهرة سينمائية حقيقية، تصل إلى عدد أكبر من الجمهور، ما يضمن استمرار المهرجان، وأن تسترجع حيفا مكانتها الثقافية والفنية التي كانت عليها في يوم من الأيام.
الكاتب والصحافي ربيع عيد: إنتاج حيز عام فلسطيني مستقلّ
تكمن أهمية المهرجان في اعتقادي، إلى جانب كونه يُقدم مجموعة أفلام فلسطينية وعربية وعالمية مميزة للمشاهدة، هو في خلقه لفضاء عام فلسطيني مستقل ثقافياً.
لا يمكن قراءة هذا الفضاء العام المتشكّل بعيداً عن بحث الفلسطيني في أراضي 48 عن مدينته المفقودة في النكبة، والقصد بذلك ليس بكاءً على الأطلال، بل خلق تلك المدينة بهوية فلسطينية ومعاصرة.
شكّلت أيام المهرجان ممارسة فعلية لإنتاج حيز عام مستقلّ ثقافياً؛ كان كل يوم يبدأ من ساعات الظهيرة حتى المساء بعرض أفلام وتنظيم الندوات والورشات، في عدد من المسارح والمقاهي والجمعيات بمدينة حيفا، ما خلق مساحة من التفاعل، والحوار، والنقاش، والالتقاء، وكتابة المقالات النقدية حول الأفلام، فنجاح المهرجان ارتبط بالتعاون مع هذه الفضاءات العربية الفلسطينية الموجودة في حيفا، ومن ضمنها مواقع إعلامية عربية، ومؤسسات، ومحال تجارية، التي تشكّل هذا الحيز؛ فالمقهى على سبيل المثال، وإن كان بملكية خاصة، ليس حيزاً خاصاً، بل حيز عام يؤدي دوراً في تشكيل الوعي ضمن سياقاته المحلية. هذا الأمر حول مدينة حيفا إلى مهرجان شبابي فلسطيني ثقافي على مدار أسبوع كامل.
لماذا كل هذا مهم؟ لأن أسئلة الفضاء العام قضية سياسية ثقافية مركزية في حالة الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، فالدولة التي يعيشون فيها قامت على مصادرة الحيز العربي الفلسطيني من خلال مصادرة الأراضي العربية وقيام دولة إسرائيل التي تكن العداء لأي حيز فلسطيني مستقلّ، وبعيد عن عملية التحديث الإسرائيلية التي تؤدي إلى شكل من أشكال الاغتراب بالنسبة للعرب الفلسطينيين، لأنها على حسابهم. لكن في العقدين الأخيرين، بدأت تتشكّل حالة من الفضاء العام الفلسطيني المستقلّ، والبعيدة عن تصورات وإملاءات المؤسسة الإسرائيلية تجاه المواطنين العرب، المحكومة بعقلية استعمارية. في السنوات الأخيرة تكثفت هذه الحالة ومهرجان حيفا المستقلّ للأفلام حالة متقدمة في هذا الخصوص.
المدونة السينمائية والصحافية سماح بصول: صناعة سينما فلسطينية جديدة
لا يمكن بدء الحديث عن مهرجان حيفا المستقل للأفلام بدورته الثالثة دون الإشارة إلى الجرأة الكبيرة التي يتمتع بها المنظمون والمنظمات لتنسيق وإدارة برنامج حافل كهذا، وسط تحديات عديدة منها قرصنة الأفلام عبر الانترنت، واختيارهم لجدول عروض يزداد مهنية وتنوعاً عاماً بعد عام.
إن رغبة فلسطينيي الداخل بالإستقلال الثقافي كانت ولا تزال عميقة جداً، فالثقافة بوصلة تقود نحو بناء مجتمع صحي أكثر، منفتح على ثقافات جديدة، مطلع وذواق. وأرى في مهرجان حيفا المستقلّ للأفلام مساحة تغذي الجمهور بما ذكر آنفاً وأكثر.
هذا الملتقى المميز لا يتيح للجمهور الخروج لمشاهدة فيلم سينمائي فحسب، بل يتيح له الإطلاع على أفلام من بلدان تتواجد بمعظمها على هامش المشهد السينمائي التجاري الذي نرتاده، وفي اختيار أفلام أفريقية وأوروبية وعربية لا يألفها الجمهور، خطوة عظيمة لتوسيع دائرة معرفة جمهورنا من جهة وخلق فرص شراكات لصنّاع السينما من البلدان المختلفة من جهة أخرى.
إلى جانب الأفلام فالمهرجان يتيح لصنّاع السينما اللقاء وتبادل الخبرات، وفي هذا فائدة عظيمة خاصة إذا اجتمع هؤلاء على هدف هو صناعة سينما فلسطينية جديدة، خلّاقة ونابضة ومتجددة. هذا العام برز كم الأفلام الوثائقية الكبير وكان متنوعاً وغنياً، لكن ربما كان على لجنة الاختيار الالتفات إلى أن الجمهور يستسيغ الأفلام الروائية أكثر، فهي -أياً كان موضوعها وحدّته وقسوته- تبقى قصة تروى في إطار ترفيهي، وهذا لا شك طريق لاجتذاب أعداد أكبر من الجمهور.
أود الإشارة بالكثير من التقدير إلى فكرة عقد ورشة خاصة لجمهور الصغار. وهذه لفتة مميزة تؤسس لجمهور يتمتع بمعرفة سينمائية في ظل انعدام الأفلام المعدة لهذا الجمهور في دور السينما، أو عدم إتاحتها باللغة العربية (دبلجة أو ترجمة).
لعل جزئي المفضل في المهرجان هذا العام وما أود أن أثني عليه بصورة خاصة هو فتح الباب أمام طلاب السينما والخريجين لعرض أفلامهم، وهي فرصة لم تكن سانحة لمن سبقوهم وكانت خسارة لنا -محبي السينما والباحثين فيها- إذ لم تتح لنا إمكانية مشاهدة طلاب جامعات وكليات لا شك أنها كانت قيمة بمضمونها أو أسلوب صناعتها.
المخرج السينمائي الشاب شادي حبيب الله: شعب يحب السينما
أذكر الآن في مواجهة أسئلتك كيف كنتُ كلما دخلت مدينة حيفا، وأنا أتأمل بنايات المدينة باحثاً بين كرملها وبيوتها العتيقه عن شيء ما يشبهنا، فأجد الكثير من التفاصيل تحدثني بصمت لكني أمضي مسرعاً نحو مواعيد أخرى، غير أن هذه المرة أجدني في حيفا في توقيت آخر غير معتاد، حيث أسير في شارع يافا حتى أصل مقهى "مساحه" لكي أشارك بعرض فيلمي الروائي "مرجيحه"، المبرمج عرضه ضمن فعاليات مهرجان حيفا المستقلّ للأفلام.
أذكر أني دخلت المكان وأطلت النظر في جميع التفاصيل من حولي، ناظراً إلى السيدة التي تقتطع التذاكر في المدخل، ثم إلى الدرج الممتد نحو الطابق الثاني، وأنا أقول في نفسي: ما هذه المصادفة بأن يتم عرض فيلمي لأول مرة في حيفا، وتحديداً في مقهى يحمل اسم "مساحه". أدخل إلى غرفة العرض المتواضعة، وأتأمل وجوه الحضور الذي يملأ المكان، لأتفاجأ بأن هنالك من يعتلي المنصة ليقدم فيلمي للعرض، بنفس لهجتي، شخص يشبهني كثيراً. ولربما أتشارك معه حب أكلة العكوب التي لا يجيد طهيها سوى أمهاتنا نحن. فتدرك الحواس بأن المساحة هنا هي أكبر بكثير من هذا الحيز الضيق والجميل.. مساحة تتشكل ملامحها من جديد لتقول لك: ”مهرجان حيفا المستقلّ للأفلام برحب فيكو جميعاً“.
تتشكل في حيفا وعلى مدار السنوات الماضية ملامح ليست بجديدة عليها، لكنها تعود بكثافة معلنةً لنا ولادة مهرجان فلسطيني عربي للأفلام، يظهر لنا هذا العام بنسخته الثالثة، وكأنه جذع ثالث وجديد، يتفرع لكي يغرس نفسه عميقاً في أرض خصبة وبشر لنا بفيء كثيف بعد سنين عدة.
على مدار أسبوع كامل فتحت حيفا ميناءها الفني والثقافي لكي تستقبل أفلاماً وافدةً من أرجاء العالم، وتفتح قلبها لكي تجد حيزاً آمناً ودافئاً لكل من أحب السينما ووقع في غرامها. هذا التشكيل الخاص والمميز لمهرجان حيفا المستقلّ ما هو إلا بداية لشيء قد يمتد ويطالنا جميعا، بعد أن كان هذا العام مقتصراً على فئة صغيرة ومعينة جداً من مجتمعنا.
الآن أترقب بشغف أن أرى المهرجان في دوراته المقبلة وهو يمتد ليشمل جمهور من أهل الحليصا، والكبابير، ووادي الجمال، وليضم أبناء القرى والمدن والمجاورة الذين هم الأهم في تشكيل قاعدة عريضة لشعب يهوى السينما، وطال انتظاره وهو يقف على شبابيك التذاكر حتى سنوات السبعينات وما قبلها لكي يحكي للعالم: "احنا كمان شعب بحب السينما".