"فلسطين الدولي للكتاب": الاحتفاء بالثقافة عبر الأجيال في سبعينية النكبة

2018-05-08 10:00:00

من صفحة المعرض على فيسبوك

وفيه، في المعرض فرصة لتغطية النقص الذي يتسبب فيه سوء التوزيع في أنحاء فلسطين، بالنظر إلى عدم وجود دار وطنية للتوزيع، وبالنظر إلى أن الناشرين لا يغامرون بتسليم كتبهم إلى المكتبات برسم البيع، لأنهم سيجدون صعوبة في تحصيل أثمانها جراء عدم الثقة الناشئة بين الناشرين وبعض أصحاب المكتبات".

معرض فلسطين الدولي للكتاب، حدث ثقافي فلسطيني يؤكد عاماً بعد عام أنه فعل مقاومة بامتياز، وهو يأخذ في هذا العام أكثر من بعد سياسي وثقافي محلياً وعربياً ودولياً، وعلى كل الصعد الوطنية والشعبية والرسمية. كيف لا وهو ينعقد تحت شعار "فلسطين الوطن والقدس العاصمة"، ويأتي متزامناً مع إحياء سبعينية نكبة وطن وشعب اقتلعه الاحتلال الاستيطاني الإحلالي من جذوره، في "زمن ترامبي" يستبيح حقنا المشروع في المدينة المقدسة، ما يجعلنا نعمل كمثقفين وكتّاب فلسطينيين وعرب على إعلاء شأن الفعل الثقافي المقاوم، وبناء الوعي انتصاراً لمعركة التاريخ والحق الفلسطيني.

"رمان" تواصلت مع عدد من كتّاب وكاتبات الوطن الفلسطيني، للحديث عن مشاركتهم في دورته الحادية عشرة، ولمعرفة تفاصيل برامج فعالياتها…
 

عبد السلام عطاري: تتزامن هذه الدورة مع مرور سبعين عاماً على الاحتلال

الكلمة الأولى في هذا التحقيق كانت للكاتب والشاعر عبد السلام عطاري، رئيس اللجنة المنظمة لمعرض فلسطين الدوليّ للكتاب، الذي أكد لنا أن ما يميز هذه الدورة عن سابقاتها من دورات المعرض هو أنها "الأكبر من حيث المساحة التي تجاوزت الـ ٥٠٠٠ متر مربع وبعدد دور النشر التي وصلت مع التوكيلات لحوالي ٥٠٠ دار نشر وتوكيل، وأيضاً في البرنامج الثقافي الذي توج بشعار "فلسطين الوطن والقدس العاصمة"، إذ تتزامن هذه الدورة مع مرور سبعين عاماً على احتلال فلسطين ونكبة التهجير التي حلت بالشعب الفلسطيني ١٩٤٨، وكذلك تتزامن مع اقتراب تنفيذ وعد ترامب المشؤوم بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس. لذلك ركز البرنامج الثقافي للمعرض من خلال ندواته على امتداد الفترة من ٣ إلى ١٣ أيار على القضايا المتعلقة بهاتين المناسبتين. من خلال التركيز على استضافة الكتّاب من فلسطين المحتلة العام ٤٨ والشتات". مبيناً أنه رغم إعاقة الاحتلال الإسرائيلي إصدار التصاريح الخاصة بدخول الكتّاب والأدباء الفلسطينيين من غزة ومن الدول العربية الشقيقة إلا أنه "استطعنا أن نحقق من خلال استضافة الكتاب الذين يحملون الجنسيات الأجنبية للمشاركة في هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة“.

محمود شقير: للقدس "نصيب الأسد" من الحفاوة والتكريم

يحدثنا القاص والروائي المقدسي محمود شقير، عن مشاركته في فعاليات المعرض، فيقول: "هذه هي الدورة الحادية عشرة لمعرض فلسطين الدوليّ للكتاب. في انتظامه مرة كل سنتين؛ تقدير أكيد لأهمية هذا المعرض الذي تشارك فيه دور نشر فلسطينية وعربية وعالمية، وفيه فرصة لدخول الكتب إلى فلسطين ولتمكين محبي القراءة من الاطلاع على أحدث ما تنتجه المطابع في البلدان العربية من كتب.

وفيه، في المعرض فرصة لتغطية النقص الذي يتسبب فيه سوء التوزيع في أنحاء فلسطين، بالنظر إلى عدم وجود دار وطنية للتوزيع، وبالنظر إلى أن الناشرين لا يغامرون بتسليم كتبهم إلى المكتبات برسم البيع، لأنهم سيجدون صعوبة في تحصيل أثمانها جراء عدم الثقة الناشئة بين الناشرين وبعض أصحاب المكتبات".

يضيف صاحب «خبز الآخرين » قائلاً: "حفل هذا المعرض الحادي عشر بأنشطة عدة؛ من أبرزها ما له علاقة بالنكبة الفلسطينية في ذكراها السبعين، وبتوزيع جوائز القدس للثقافة والإبداع، التي كان للقدس فيها نصيب، حيث تم تكريم ”ندوة اليوم السابع“ المقدسية إلى جانب تكريم الشاعر المقدسي فوزي البكري. كما حفل المعرض بحضور روايات جديدة ودواوين شعرية ومجموعات قصصية وكتب أخرى لمؤلفين فلسطينيين وعرب من بينهم: واسيني الأعرج، إبراهيم نصر الله، يحيى يخلف، المتوكل طه، جميل السلحوت، مراد السوداني، مايا أبو الحيات، شيخة حسين حليوي. وتُعرض كتب جديدة لي في جناح ”مكتبة كل شيء“: «سقوف الرغبة»، و«حمام السطح»، وفي جناح ”الدار الأهلية“: «في انتظار الثلج»، وفي جناح ”مؤسسة تامر“: «فدوى طوقان.. الرحلة الأبهى»“.

نسب أديب حسين: تجديد الطاقة الكامنة في المثقفين

من القدس، كانت لنا وقفة أيضاً مع الكاتبة والأديبة نسب أديب حسين، التي تحدثت لـ"رمان" قائلة: "معرض فلسطين الدوليّ للكتاب هو متنفس وفرحة كبرى يعيشها المثقف الفلسطيني، وينتظرها متلهفاً من دورة إلى أخرى. يحمل معرض الكتاب أكثر من معنى وفقاً لأصعدة مختلفة، فعلى صعيد المجتمع الثقافي في فلسطين، هو مساحة جامعة تنير وتجدد الطاقة الكامنة في المثقفين، تحمل الفائدة والاستنارة، وتتيح مساحة للّقاء والتبادل الفكري. هكذا يلتقي المثقفون الفلسطينيون عموماً والأدباء خصوصاً بنظرائهم من أبناء الوطن الفلسطيني أو الوطن العربي، في مكان يحتفي بإنجازاتهم، وكلّ هذا يحمل الكثير من السعادة والطاقة الإيجابية".

تضيف صاحبة «أسرار أبقتها القدس معي»: "على صعيد الجمهور الواسع، يعزز المعرض أهميّة الكتاب والقراءة وكونها جزءاً من مكوناتنا المعرفية، بحيث يتيح مساحة واسعة من اللقاء بين الكتب والأدباء والجمهور، مقدماً نشاطات تخاطب الأجيال المختلفة. إضافة إلى هذا فإنّ معرض الكتاب الدوليّ في فلسطين يعزز الهوية الفلسطينية وينميها، ويؤكد على أن الثقافة أداة مهمّة في مواجهة الاحتلال. يأتي عنوان المعرض مؤكداً على التشبث بالأرض، وخاصة أرض القدس حاملاً اسم "فلسطين الوطن القدس العاصمة"، فيما يبعث قسم كبير من نشاطات المعرض الثقافية الذاكرة الفلسطينية، مستعرضاً إياها من خلال عدّة محاور. إقامة المعرض في هذا التوقيت، تزامناً مع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ومرور 70 عاماً على النكبة الفلسطينية، أمرٌ غاية في الأهمية وردٌ ثقافي قوي على كلّ سياسات الاحتلال وداعميه. ومما يؤكد رفض الاحتلال لهذه التظاهرة الأدبية المهمّة، هو رفضه تقديم التصاريح لجميع الأدباء الفلسطينيين المشاركين من غزة، وللكثير من الأدباء العرب الذين دعتهم وزارة الثقافة للمشاركة في نشاطات المعرض. بعد أن شهد المعرض السابق في الدورة العاشرة، حضور عشرات من الأدباء العرب الذين تحدّوا هاجس التطبيع أسوة بمن سبقوهم وزاروا فلسطين، وظهر المشهد الثقافي العربي قوياً في المعرض. شخصياً، تشارك ثلاثة من إصداراتي في المعرض «أوراق مطر مسافر»، و«أسرار أبقتها القدس معي» عن ”دار الجندي“ المقدسية، وإصداري الأخير «هواجس الماء.. أمنيات الزبد» عن ”دار الأهلية“ بعمّان، وسأتولى إدارة إحدى ندوات المعرض حول التجربة الذاتية بين المنفى والوطن لدى خمسة من كتاب القصة والرواية".

وتختم نسب حديثها قائلة: "يحمل معرض الكتاب الكثير من الفرح إلى قلبي وأنتظره بلهفة كلّ عامين، وأشعر بامتنان كبير لوزارة ثقافتنا الفلسطينية، على عملها الدؤوب في إخراج المعرض بأفضل ما هو ممكن“.

صابرين فرعون: محاكاة واقعنا الفلسطيني

ونبقى في القدس لنتحدث مع صاحبة «أثلام ملغومة بالورد» عن خصوصية هذه الدورة من المعرض، الروائية الشابة صابرين فرعون، التي قالت: "يُعد معرض فلسطين الدوليّ للكتاب فرصة للمعرفة وللتبادل الثقافي والفكري من خلال الأمسيات والندوات والأنشطة التربوية وحفلات إشهار الكتب وتوقيعها وشراء الكتب القيِّمة التي لا تتوافر في المكتبات المحلية، كذلك تسعى دور النشر لعمل شراكة واتفاقيات نشر وترجمة مع المستثمرين الأجانب والمستشرقين من أجل إيصال الكتاب العربي عالمياً". مضيفة: "أما عن اختيار مدينة رام الله لإقامة معرض الكتاب، فأرى أن رام الله تخضع وتدار بشكل شبه كامل من قِبل السلطة الوطنية الفلسطينية، وتُعتبر حلقة وصل تربط الداخل المُحتَل والقدس الشريف بالضفة الغربية من جهة وتربط باقي مدن الضفة مع بعضها إدارياً وأمنياً واجتماعياً وبحركة النقل والمواصلات، كذلك تُعد رام الله مركزاً للفعاليات والأنشطة الثقافية بسبب انتشار المؤسسات الثقافية مثل وزارة الثقافة الفلسطينية، واتحاد الكتّاب الفلسطينيين، وساحة بلدية البيرة ومكتبة البلدية، كذلك هناك مساحات كافية لإقامة معرض الكتاب، وهي مقر لمعظم الوزارات والمرافق الحيوية والسياحية".

وتنوه صاحبة «مرايا المطر» في معرض حديثها معنا، أن "شعار معرض فلسطين الدوليّ هذا العام يمثل واقعنا الفلسطيني وأنه لا بديل عن القدس الشريف عاصمة دولتنا، حتى إذا سعى الاحتلال لتقسيمنا سياسياً، فسنبقى شعباً واحداً، يسعى لوحدته الوطنية والتمسك بها".

وتختم محدثتنا قائلة: "أنا في صدد توقيع روايتي «أثلام ملغومة بالورد»، الصادرة عن ”دار فضاءات للنشر والتوزيع“ في عمّان، بالإضافة لتوقيع مجموعتي القصصية «جريمة نصف زرقاء»، الصادرة العام الماضي عن نفس الدار. أيضاً سأشارك مع مجموعة من الأدباء الشباب في ندوة "أدب الشباب" التي تنظمها وزارة الثقافة ضمن فعاليات معرض فلسطين للكتاب الدوليّ“.

إياد شماسنة: مساهمة حضارية في مشروعنا المقاوم

الشاعر والروائي المقدسي إياد شماسنة، كان آخر من تحدثت معهم "رمان" من مبدعي مدينة القدس، فقال: "معرض فلسطين الدوليّ للكتاب خطوة إلى الأمام في العمل الثقافي، واستمراريته دليل على مثابرتنا للمساهمة الحضارية في دعم وترويج الثقافة، ومعنى أن يكون المعرض في رام الله، في الوقت الذي يتم استضافته في المكتبة الوطنية التي هي الإنجاز الابراز من الناحية المؤسساتية لوزارة الثقافة، هو أننا نستثمر كل الطرق الحضارية ونستحق الحياة لأننا نحمل راية العلم في يد والثقافة باليد الأخرى، لتبقى المقاومة في قلوبنا.

إن حضور المعرض والمشاركة فيه مهم جداً بالنسبة لي، خصوصاً أن لي حفل توقيع لأعمالي، خاصة رواية «الرقص الوثني»، وهو يذكرني بالأصدقاء الذين رفض الاحتلال تصاريح دخولهم للمشاركة من كتاب وشعراء ومثقفين وناشرين من غزة والوطن العربي، وقد أحزنتني "الصناديق" التي لم يصل أصحابها بسبب العراقيل التي وضعها المحتل، وتلك الحواجز والاختناقات التي تمنع المواطن من الوصول إلى المعرض والمغادرة بيسر، بينما سررت بلقاء الأصدقاء من الروائيين الكبار والإعلاميين".

ويختم صاحب «التاريخ السري لفارس الغبار» قائلاً: "أعتقد أن معرض الكتاب يجب أن يكون سنوياً، وأن يتم اعتبار مكانته استراتيجية لما يشكله من تظاهرة ثقافية هامة ونقطة التقاء لمزيج من عناصر الثقافة الفلسطينية“.

عبد الغني سلامة: عندما ينحاز الفلسطيني للثقافة والتنوير

من رام الله يحدثنا الكاتب والقاص عبد الغني سلامة، عن هذه الدورة قائلاً: "تنظيم معرض دولي للكتاب في فلسطين، هو بحد ذاته إنجاز، وتحد للاحتلال، وبرهان آخر على مدى انحياز الفلسطينيين للحياة، والثقافة والتنوير.. وإن كانت هذه المسألة طبيعية ولا تحتاج إلى تأكيدات، لكن لنتذكر التقييدات والمعوقات التي يضعها الاحتلال أمام الفلسطينيين لمنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية.. وأيضاً، فإن انتظام عقد هذا المعرض (وهذه الدورة 11) لهو دليل نجاح، وإنجاز يُحسب لوزارة الثقافة. وتنظيم معرض للكتاب، بالإضافة لبقية الأنشطة والفعاليات الثقافية، سواء التي تنظمها وزارة الثقافة، أم التي تأتي بمبادرات من جهات ثقافية أخرى، مسألة في غاية الأهمية؛ تقيم جسوراً بيننا وبين محيطنا العربي والإنساني، وتتيح للمثقفين العرب ولكافة المبدعين في العالم التعرف عن كثب على معاناة الفلسطينيين، وطريقتهم في العيش، وممارسات الاحتلال.. وأيضاً الإطلاع على التجربة الثقافية الفلسطينية. كما هي في المقابل تتيح للقارئ والمثقف الفلسطيني التعرف على المبدعين العرب والعالميين، والإطلاع على نتاجهم ومؤلفاتهم، وهي مسألة ظل الفلسطينيون محرومين منها لسنوات طويلة..". يتابع صاحب «فلسطين في الأسر الصهيوني»، قائلاً: "بالنسبة لي، سعيد جداً بهذا المعرض، أنتظره بشوق واهتمام، من سنة إلى أخرى.. التقي به بأصدقاء ومثقفين وكتّاب ودور نشر.. وأيضاً أعرض فيه كتبي، وأشارك في حضور، وأحياناً إدارة وتقديم بعض الندوات الثقافية، هذه الدورة سأدير ندوة "محمود درويش شخصية العام الثقافية"، بمشاركة الأديب يحيى يخلف، والفنان خالد حوراني والمترجم الشاعر فادي جودة.. كما أشارك في هذه الدورة من خلال خمسة كتب: «من سرق روايتي» ”الدار الأهلية“، «فلسطين في الأسر» ”مكتبة كل شيء“، «بورتوريه لحماس» ”مركز الأبحاث“، «الأصولية الإسلاموية الجديدة» ”دار الرعاة“، «قبل أن نرحل» ”الدار الرقمية““.

طارق الصيرفي: المعرض "عرس يسرُّ الصديق ويغيظ العِدا“..

من نابلس حدثنا الشاعر الشاب الدكتور طارق الصيرفي، عن رأيه بهذه الدورة ومشاركته الخاصة فيها، فقال: "يعدّ معرض فلسطين الدوليّ للكتاب حدثاً ثقافيّاً مهمّاً في فلسطين، إذ تشارك فيه العديد من دور النشر العالمية والعربية والفلسطينية، وذلك بهدف تسهيل وصول الكتاب الجديد إلى المواطن الفلسطيني الذي يعاني بسبب الاحتلال الصهيوني من الاطلاع على أحدث الإصدارات من الكتب في مختلف التخصصات والعلوم.

إنّ معرض فلسطين الدوليّ للكتاب في دورته الحادية عشرة لدليل على نجاحه الظاهر، على الرغم من كل المعوقات التي يفرضها الاحتلال الصهيوني، التي تحول دون وصول الكتاب الجديد إلى أيدي الشعب الفلسطيني ليظل في حال انقطاع عن الحياة العلمية والثقافية من حوله. لذا فإنّ مشروع معرض الكتاب يشكّل نوعاً من أنواع المقاومة المشروعة التي يحاربها الاحتلال بوسائل قمعية متنوعة".

يتابع د.الصيرفي: "تتنوع الفعاليات في معرض الكتاب، فهو ليس مجرد معرض كتاب وحسب، بل إنه يتعدّى ذلك، فمن هذه الفعاليات إقامة الأمسيات الشعرية والأدبية، إذ يستضيف المعرض عدداً من الأدباء الفلسطينيين الشباب والشابات، بهدف تقديمهم إلى الجمهور والقرّاء، كما يعنى المعرض بإقامة ندوات ثقافية وأدبية تسهم في احتكاك المثقفين مع بعضهم البعض، وتبادل الثقافة والمعلومات. ويسلط الضوء على ثقافة الطفل وأدبه، من خلال بعض الفعاليات الخاصة بهذه الفئة من المجتمع، نظراً لأهميتها. وتستقبل فلسطين خلال أيام المعرض نخبة من مثقفي الوطن العربي وأدبائه الذين يشتركون بكتبهم أو بالندوات والأمسيات، ما يؤكد على التواصل العربي الفلسطيني، وهي خطوة ممتازة تدلّ على الأخوّة والمحبة والدعم المتواصل.

بقي أنْ نقول إنّنا نتمنى أن يمتدّ هذا العرس الفلسطيني العربي إلى كافة محافظات الوطن، فيقام المعرض كل عام في إحداها، ولا يظل مقتصراً على محافظة رام الله وحدها، فبذلك تشترك كافة المؤسسات الرسمية والوطنية والشعبية في إنجاح هذا العرس الذي يسرّ الصديق ويغيظ العِدا“.

حسن عبادي: فلسطين تقرأ...فلسطين تقاوم!

أخيراً، كانت لنا وقفة مع ابن مدينة حيفا في الداخل الفلسطيني المحتل، الكاتب والمحامي حسن عبادي، الذي قال: "لأن الثقافة مقاومة، يشكّل مَعرض فلسطين الدوليّ للكتاب في دورته الحادية عشرة في مدينة رام الله أداة مقاومة في وجه الاحتلال، ومخرزاً في عيون العدو، فرغم الموانع والحواجز ينطلق المعرض بحضور كُتّاب ودور نشر عربيّة، رغم غياب وتغييب الكثيرون، فحلمت بلقاء المبدع الجزائريّ حسان أحمد شكاط، والناقد التونسيّ عبد الدائم السلامي، وأخي الروائي الفلسطينيّ قاسم توفيق، وصديقي الأديب الناشر جهاد أبو حشيش وغيرهم كُثر ولكن يد الاحتلال الغاشم منعتهم من التواجد بيننا، فقطعاً تتحقق الأحلام يوماً ما. لا نُحب كلمة التواصل لأننا شعب واحد، الشعب العربي الفلسطينيّ، نعتزّ بعروبتنا وفلسطينيّتنا على حدّ سواء، تجمعنا الهويّة الواحدة  ونحن لا نستطيع ان نتواصل مع أنفسنا بل مع الآخر.

يتحسّر أخوتنا في الشتات على ما فات، على ما ضاع من وطن وأرض وما قدّموا من دماء وتضحيات، نقولها بصريح العبارة: نحن الحجر، نحن الوتد وهنا باقون! ولهذا بادرنا في ”نادي حيفا الثقافي“ بتكثيف حضور إخوتنا من شتى أرجاء الوطن والشتات، رغم منع الأخوة من الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة حضور ومشاركة أمسياتنا، ولم نعد نؤمن بأن للبرتقالة شقّين، نحن جناحا الوطن، هم منّا وفينا وأهلنا، حاضرون بيننا ولو غابوا".




 

من فعاليات المعرض

 

من فعاليات المعرض