بعد فوز إبراهيم نصر الله.. سجل حافل للرواية الفلسطينية في "البوكر"

2018-05-10 11:00:00

بعد فوز إبراهيم نصر الله.. سجل حافل للرواية الفلسطينية في

وشهدت دورة العام الحالي 2018 أكبر تواجد فلسطيني في القوائم الطويلة للبوكر، إذ ضمت القائمة أربع روايات من أصل 16 رواية مرشحة: «وارث الشواهد» لوليد الشرفا، «على.. قصة حياة رجل مستقيم» لحسين ياسين، «الحاجة كريستينا» لعاطف أبو سيف، ورواية «حرب الكلب الثانية» لإبراهيم نصر الله.

بإعلان الأمانة العامة للجائزة العالمية للرواية العربية المعروفة إعلاميًا باسم البوكر العربية، منذ أيام فوز الروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله بالجائزة في دورتها الحادية عشرة، يتأكد الحضور الفلسطيني في الجائزة الأهم والأكثر انتشارًا وتأثيرًا في المشهد الأدبي العربي، حيث ثمة علاقة بين الرواية الفلسطينية والجائزة، تثبت أن ثمة تطورًا يجري، وأن الأدب كان ولا يزال قادرًا على التنفس تحت أنقاض الخراب، وأنه على الرغم من كل ما يجري إلا أن الأرقام تمنحنا بعض الحقائق حول الحضور الفلسطيني في البوكر العربية.

القوائم الطويلة

لم تشهد أولى دورات الجائزة التي انطلقت العام 2008 الإعلان عن قائمة طويلة، ولكن أُعلنت قائمة قصيرة مباشرة ضمت ست روايات فازت منها «واحة الغروب» للمصري بهاء طاهر، وفي الدورات العشر التالية، ترشحت 15 رواية فلسطينية من أصل 157 رواية وصلت للقوائم الطويلة على مدار الجائزة، بنسبة 9.5 % تقريبًا.

وترشحت الروايات الفلسطينية على جميع القوائم الطويلة للجائزة باستثناء أعوام 2011، 2014، و2017، وترشح 12 روائي منهم 10 روائيين وروائيتان، وترشح كل من الثلاثي إبراهيم نصر الله وعاطف أبو سيف وربعي المدهون مرتين، وفاز الأول والأخير بالجائزة.

وتواجدت فلسطين في العام 2009 بروايتين: «زمن الخيول البيضاء» لإبراهيم نصر الله، و«ماء السماء» ليحيى يخلف، وفي 2010 بثلاث روايات: «السيدة من تل أبيب» لربعي المدهون، «أصل وفصل» لسحر خليفة، و«من يؤنس السيدة» لمحمود الريماوي. وفي 2012 برواية «رحلة خير الدين بن زرد العجيبة» لإبراهيم زعرور، ورواية «يافا تعد قهوة الصباح» لأنور حامد عام 2013، ورواية «حياة معلقة» لعاطف أبو سيف العام 2015، وفي 2016 ترشحت ثلاث روايات للقائمة الطويلة: «مصائر: كونشيرتو الهولوكست والنكبة» لربعي المدهون، «مديح لنساء العائلة» لمحمود شقير، و«ترانيم الغواية» للكاتبة ليلى الأطرش.

وشهدت دورة العام الحالي 2018 أكبر تواجد فلسطيني في القوائم الطويلة للبوكر، إذ ضمت القائمة أربع روايات من أصل 16 رواية مرشحة: «وارث الشواهد» لوليد الشرفا، «على.. قصة حياة رجل مستقيم» لحسين ياسين، «الحاجة كريستينا» لعاطف أبو سيف، ورواية «حرب الكلب الثانية» لإبراهيم نصر الله.

القوائم القصيرة

66 رواية ترشحت للقوائم القصيرة للبوكر على مدار 11 دورة، منها 7 روايات فلسطينية، بنسبة ترشح 10.6%. وكان الحضور الفلسطيني منذ الدورة الثانية للجائزة العام 2009 برواية «زمن الخيول البيضاء» لإبراهيم نصر الله، ثم «السيدة من تل أبيب» لربعي المدهون العام التالي 2010، لتغيب الرواية الفلسطينية بعد ذلك لأربعة أعوام متتالية 2011، 2012، 2013، 2014، لتعود في القائمة القصيرة لعام 2015 ممثلة في رواية «حياة معلقة» لعاطف أبو سيف، ثم تشهد دورتي 2016 و2018 الحضور الفلسطيني الأبرز في القائمة القصيرة للبوكر، بواقع روايتين فلسطينيتين لكل دورة. في 2016 بروايتي «مصائر.. كونشيرتو الهولوكوست والنكبة» لربعي المدهون، و«مديح لنساء العائلة» لمحمود شقير، وفي 2018 بروايتي «وارث الشواهد» لوليد الشرفا، و«حرب الكلب الثانية» لإبراهيم نصر الله.

عدد مرات الفوز

تحتل فلسطين المركز الثاني مناصفة مع مصر في عدد مرات التتويج بالبوكر بواقع مرتين فوز، بعد السعودية صاحبة المركز الأول بثلاث روايات، وفي المركز الثالث تتواجد خمس دول فازت كل منها مرة واحدة وهي: المغرب، لبنان، الكويت، العراق، وتونس.

فقد فازت مصر عامي 2008 و2009 بروايتي «واحة الغروب» لبهاء طاهر، و«عزازيل» ليوسف زيدان، وفازت فلسطين عامي 2016 و2018 بروايتي «مصائر: كونشيرتو الهولوكوست والنكبة» لربعي المدهون، و«حرب الكلب الثانية» لإبراهيم نصر الله، وفازت المغرب عام 2011 مناصفة برواية «القوس والفراشة» لمحمد الأشعري، ولبنان في 2012 برواية «دروز بلغراد» لربيع جابر، والكويت في 2013 بـ «ساق البامبو» لسعود السنعوسي، والعراق في 2014 برواية «فرانكشتاين في بغداد» لأحمد سعداوي، وتونس في 2015 برواية «الطلياني» لشكري المبخوت.

لجان التحكيم

واستكمالًا للحضور الفلسطيني اللافت في البوكر العربية سواء على مستوى قوائمها الطويلة أو القصيرة أو عدد مرات الفوز، فإن هذا الحضور كان ملحوظًا أيضًا على مستوى لجان التحكيم، ومنذ الدورة الأولى العام 2008، ضمت لجنة التحكيم الفلسطيني فيصل دراج، ثم غابت فلسطين عن لجان التحكيم ست دورات كاملة، إلى أن عادت العام 2015 عندما كان مريد البرغوثي هو رئيس لجنة التحكيم في السنة التي شهدت فوز التونسي شكري المبخوت، وفي عام 2017 ترأست الفلسطينية سحر خليفة لجنة التحكيم للمرة الثانية التي يرأس فيها فلسطيني اللجنة، وإلى جوارها الفلسطيني صالح علماني عضوًا بلجنة التحكيم، وهي أكثر الدورات التي شهدت حضورًا فلسطينيًا على مستوى لجان تحكيم الجائزة، وفاز بهذه الدورة السعودي محمد حسن علوان، أما دورة العام الحالي 2018 فضمت لجنة التحكيم الفلسطيني محمود شقير، ليكون خامس فلسطيني يتواجد ضمن لجان تحكيم البوكر العربية.

وتضم لجنة التحكيم خمسة أعضاء، وحدث هذا خلال ثماني دورات للجائزة، فيما شهدت أعوام 2009، 2010، و2014 تواجد أربعة أعضاء فقط في اللجنة، وبالتالي يكون التمثيل الفلسطيني بنسبة 10% تقريبًا.

واللافت هنا، أن مرتين من أصل إحدى عشرة مرة كان رئيس لجنة التحكيم فلسطيني، وهي ملاحظة يمكن النظر إليها وتحليلها في سياق النظرة العربية الآن للرواية الفلسطينية، فالمسألة لا تقف فقط عند حدود الإبداع، بل أن النقاد والأكاديميين الفلسطينيين صنعوا ما لفت الانتباه إليهم، وهو ما يؤكد أن ثمة حالة كاملة صنعتها الرواية الفلسطينية الحديثة، وأن ثمة علاقة خاصة جدًا بينها وبين البوكر العربية، إذ أنه لا مجال للحديث عن مصادفة هنا، فالحضور والتأثير لم يقتصر على القوائم الطويلة فقط، إنما تعداها للقوائم القصيرة، وعدد مرات الفوز، وكذلك المشهد داخل لجان التحكيم، وهو ما يعطي انطباعًا عامًا أن الرواية الفلسطينية لها منجزها الآن، ولها حضورها الكبير رغم كل شيء، وأن المسألة غير قابلة للتأويل في سياق التعاطف مع قضية سياسية، وتقديم بعض التعويضات والتكريمات الأدبية والمعنوية في غمار ذلك، فالحقيقة أننا أمام مشهد أدبي عربي يعاد تشكيله ورسم خريطته وفق ظروف ومستجدات تفرض نفسها وتستحق منا بعض الملاحظة والانتباه.