وفلسطين الحاضرة اليوم ضمن هذا المحفل الدولي الكبير في دورته الحادية والسبعين، تضيف حوله الشيخ: "ندرك أهمية هذا التواجد إلى جانب نهضة صناعة سينمائية فلسطينية أثبتت جدارتها في الأعوام الفائتة من خلال ما حققته من جوائز عالمية في مختلف المسابقات الرسمية في مهرجانات سينمائية مختلفة.. هذا الدور لا يقل إنجازاً عن تواجد جناح فلسطيني في مهرجان كان تأكيداً على الحضور والمضي قدماً في تصدير صورة فلسطين من خلال الأفلام بعد أن أصبحت الصورة ضبابية في وسائل إعلامية متنوعة".
قبل سنوات وحتى السنة الماضية في الدورة السبعين لمهرجان كان السينمائي ذائع الصيت، كان حضور فيلم فلسطين في إحدى الدورات خبراً يستحق الذكر والإشادة والتناقل الصحافي له.
لكن هذه السنة في نقلة تبدو نوعية وتوازي فعلياً الحضور السينمائي الفلسطيني في المشهد العالمي، حظيت فلسطين بجناح خاص بها.
وعندما نقول سينما فلسطينية، نتحدث عن رواية فلسطينية تقابل رواية الاحتلال، ضمن هذه الحرب المفتوحة في العالم على مصراعيها أمام مثقفين ومبدعين من مجتمعات في العالم تتحلى بحد ما من الديمقراطية القادرة ربما على التأثير برأي الحكومات وكسب أطراف جديدة لمساندة الحقوق الفلسطينية المشروعة.
الناقدة الفلسطينية علا الشيخ قالت لـ "رمان" حول النقطة تحديداً "نحن نبحث دائما عن آليات جديدة لنذكّر العالم كله بتواجدنا رغماً عن أنف كل الاتفاقيات الدولية ولنذكرهم بحقنا المشاركة في كل ما له علاقة بنقل وجهات النظر بالنسبة للمخرجين الفلسطينيين، فقد كانت تجاربهم في التواجد عالمياً، فريدة، واستطاعوا ترك بصمتهم الفنية من خلال أفلامهم".
”مؤسسة الفيلم الفلسطيني“ كانت هي صاحبة الريادة في هذا العمل النوعي بالتعاون مع وزارة الثقافة الفلسطينية والقنصلية الفرنسية في القدس، وهنا تضيف الشيخ حول الجناح الفلسطيني في مهرجان كان السينمائي: "على أمل أن يظل هذا التواجد يصب لمصلحة السينمائي الفلسطيني بعيداً عن تدخل السلطة والأحزاب الفلسطينية، لأن نجاح السينما الفلسطينية تحديداً بالـ 10 سنوات الماضية كان بسبب تحررهم من الإنتاجات التي كانت تساهم بها الأحزاب لغرض فرض رؤيتها".
المسؤولون عن هذه المشاركة النوعية أكدوا أنها ستلقي الضوء على السينما الفلسطينية التي حققت نجاحاً واضحاً عبر أكثر من فيلم وأكثر من ممثل ومخرج، نالوا جوائز رفيعة في مهرجانات سينمائية دولية لها نصيبها من المكانة والاحترام في الوسط الفني العالمي
ومن هنا تبدو فكرة جناح فلسطين ضمن مهرجان كان السينمائي، قيمة مضافة للتعريف بالسينما الفلسطينية والشعب الذي ينتج هذه المعرفة، وهنا يقول المخرج الفلسطيني رائد أنضوني لـ "رمان": أنا أفكر بأن هذا مشروع حقيقي وجامع للسينما الفلسطينية سواء في فلسطين أو كل مكان بالعالم" ويضيف أنضوني: "الثقافة والسينما هنا تتجاوز حدود السياسة، ففلسطين ثقافياً وسينمائياً هي ما يقارب 13 مليون فلسطيني أينما كانوا، لهذا تجد المشاريع المقدمة من أماكن مختلفة". رائد أنضوني الحائز على جائزة الدب الفضي ضمن مهرجان برلين السينمائي بدورته الـ 67 عن فيلمه "اصطياد أشباح"، مشارك في المهرجان بإدارة إحدى جلسات الحوار، ومستشار لـ 5 مشاريع أفلام وثائقية مشاركة.
هل كنا نحتاج لمثل هذه المحافل لنقدم مقولتنا وروايتنا وحقيقة ما يحدث لشعبنا وبلادنا؟ هذا السؤال فعلياً أجابت الناقدة الفلسطينية علا الشيخ قائلة: "كل ما يتعلق بفلسطين لا يمكن اعتباره ترفاً.. والتواجد الفلسطيني في المحافل العالمية يصب لتوجيه نظرات العالم إلى مصطلحات تسبق الحدث نفسه.. مثل تواجد الجناح الفلسطيني في مهرجان كان السينمائي والعناوين التي سبقت هذا التواجد مثل فلسطين تكسر الجدار.. فلسطين تتحدى الاحتلال.. علم فلسطين يرفرف في كان".
وفلسطين الحاضرة اليوم ضمن هذا المحفل الدولي الكبير في دورته الحادية والسبعين، تضيف حوله الشيخ: "ندرك أهمية هذا التواجد إلى جانب نهضة صناعة سينمائية فلسطينية أثبتت جدارتها في الأعوام الفائتة من خلال ما حققته من جوائز عالمية في مختلف المسابقات الرسمية في مهرجانات سينمائية مختلفة.. هذا الدور لا يقل إنجازاً عن تواجد جناح فلسطيني في مهرجان كان تأكيداً على الحضور والمضي قدماً في تصدير صورة فلسطين من خلال الأفلام بعد أن أصبحت الصورة ضبابية في وسائل إعلامية متنوعة".
بعد أيام سيختتم مهرجان "كان" السينمائي فعالياته، وجديده جناح فلسطين التي خلقت لنفسها مكاناً، عبر أفلام عبرت في سنوات مضت، ولاقت إعجاباً وحضوراً كبيرين وشهرة عالمية لبعضها.
في السنوات القادمة ربما تنافس فلسطين على أبرز جوائز المهرجان، وحتى ذلك الحين يبقى جناح فلسطين في المهرجان السينمائي الرفيع، جرعة أمل قدّمها الفن الفلسطيني هدية للشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة.