«حياة الكتابة»: كيف أنقذت الكتابة كتّاباً عالميين من الكآبة؟

2018-08-16 10:00:00

«حياة الكتابة»: كيف أنقذت الكتابة كتّاباً عالميين من الكآبة؟

وقال الروائي أورهان باموق: الفن طريقي إلى السعادة. فقد قضى طوال الفترة الممتدة بين السابعة والثانية والعشرين من عمره يرغب في أن يصبح رساماً، وللأسف بعد عشرين عاماً من ذلك، لم يتحقق أي من تلك الأحلام بل صار روائياً.

يقدم عبدالله الزماي في كتابه «حياة الكتابة» إحدى عشر مقالة لكتّاب عالميين،هم: إدواردو غاليانو، إليف شافاك، أورهان باموق، إيزابيل الليندي، روبرتوبولانيو، كازو إيشيغورو، ماريا بارغاس يوسا، هاروكي موراكامي، يان مارتل.

يبدأ المترجم مقدمته بحقيقة ما وهي تعوّد القراء على التفاعل مع هؤلاء الروائيين من خلال شخصيات متخيلة، بينما تبقى شخصياتهم الحقيقية في منأى عن كل ذلك. هذه المرة هم يكتبون عن أنفسهم، عن شخصياتهم الحقيقية، عن مواقف الحياة التي جعلت منهم كُتاباً، وكيف ارتبطت الكتابة بالسعادة. بل هناك من اعترف أن الكتابة أنقذته من الجنون.

المنقذ والجنون

في مقال "حياة الكتابة" تحدث إدواردو غاليانو عن كتابه «كرة القدم في الشمس والظل» الذي أراد به أن يفقد محبو القراءة خوفهم من كرة القدم وأن يفقد محبو كرة القدم خوفهم من الكتب. لكن المفاجأة كانت أن أسهم هذا الكتاب في إنقاذ حياة إنسان. أما كتاب «المعانقات» فقالت له إحدى القارئات: “دائماً ما أحمله معي عندما أسافر، إنه صديقي المحمول".

وأشار صاحب رواية «أبناء الأيام» إلى المديح الذي لم يتلق مثله طوال حياته وكان ذلك في أحد الأمسيات القصصية في مدينة أورينس الإسبانية. مستطرداً: ”ظل رجل في الصف الخلفي يحدق فيّ دون أن يرف له جفن أو يبدي أي مشاعر. حين أنهيت القراءة، اقترب مني ببطء، وحدجني بنظرة شخص يريد أن يقتلني، لكنه لحسن الحظ، لم يفعل ذلك، بل قال لي: إنه لمن الصعب أن تكتب بهذه البساطة".

في مقال "كتبي رفاقي العقلاء والمجانين" تذهب بنا الروائية إليف شافاك إلى طفولتها البعيدة حيث عاشت مع والدتها العاملة وجدتها التي تعمل كمعالجة من نوع ما لذلك قضت الكثير من الوقت بمفردها. خلف كل ذلك كان عالم القصص عالماً ينبض بالحياة، كل شيء مهما بدأ صغيراً لديه قصة تستحق أن تروى.

وأشارت صاحبة رواية «لقيطة اسطنبول» إلى الدفتر الفيروزي اللون الذي شهد بداية الكتابة عن الحيوات الأخرى. لقد أنقذتها الكتب من الرتابة والغضب والجنون وتدمير الذات، وعلمتها الحب.

وقال الروائي أورهان باموق: الفن طريقي إلى السعادة. فقد قضى طوال الفترة الممتدة بين السابعة والثانية والعشرين من عمره يرغب في أن يصبح رساماً، وللأسف بعد عشرين عاماً من ذلك، لم يتحقق أي من تلك الأحلام بل صار روائياً.

الكتابة كعلاج

قالت الروائية إيزابيل الليندي إن مصدر الإثارة في الرواية الجيدة ليس الحبكة وحسب، فهي في أفضل حالاتها دعوة لاكتشاف ما وراء ظاهر الأشياء، إذ تتحدى طمأنينة القارئ وتسائل واقعه.

وتدين صاحبة رواية «بيت الأرواح» بالامتنان للأدب. إذ أنقذ ذكرياتها من لغة النسيان. وخلق عالمها الخاص بعد موت ابنتها الوحيدة باولا. وبحسب الليندي، الرواية ككل هي في النهاية سيرة ذاتية. أكتب عن الحب والعنف، الموت والخلاص، عن نساء قويات وآباء غائبين، وعن البقاء. فمعظم شخصياتي من الدخلاء، الأشخاص الفاقدين لحماية المجتمع، والأفراد غير التقليديين، وغير المحترمين، والجريئين.

ضمن خطة "الحادثة" تمكن الروائي كازو إيشيغورو من كتابة روايته «بقايا اليوم» في أربعة أسابيع. فيقول"لم أفعل شيئاً سوى الكتابة من التاسعة صباحاً إلى العاشرة والنصف مساءً، من الإثنين إلى السبت. كنت أتوقف لمدة ساعة من أجل تناول الغداء وساعتين من أجل العشاء، ممتنعا عن مقابلة أيّ كان، ناهيك عن الرد على البريد. لا أقترب من الهاتف، ولا أستقبل أحداً بالمنزل".

كيف كتب يان مارتل روايته «حياة باي»؟ بحسب مارتل إن معظم الكتب تأتي من المزيج ذاته لعناصر ثلاثة هي: التأثر والإلهام والعمل الجاد.