"هل يمكن تخيل عودة فلسطينية إلى فلسطين، وكيف يمكن أن تكون تلك العودة؟"؛ سؤال طرحته مجلة الدراسات الفلسطينية وسعت إلى الإجابة عليه عبر ملف يحفز ما يُطلق عليه "ذاكرة المستقبل".
النكبة الفلسطينية، مثّلت على الدوام ذكرى حدث حصل قبل 70 سنة من اليوم، ولا تزال تبعاته قائمة، فكُتب الكثير عن الحدث وعن التداعيات، لكن لا بد من إخراج النكبة من الماضي إلى رؤية مستقبلية، يُفترض أن تساهم في إنتاج استراتيجية لتحقيق تلك الرؤية.
دعي عشرات الكتاب والمثقفين للمساهمة في هذا الملف، وتم تبويب 25 مادة أرسلت إلى مجلة الدراسات، وفق نوعها: رسوم ولوحات، وحكايات ومشاهد مسرحية، ومقالات نظرية، تصب كلها في هدف فتح الباب أمام نقاش واسع حول العودة كمشروع ثقافي وسياسي.
وفيما كانت "مجلة الدراسات الفلسطينية"، في خضم ورشة لتصنيف مواد الملف وتحريرها، جاء نبأ وفاة محامية المعتقلين الفلسطينيين، فيليتسيا لانغر التي لها في بيت كل معتقل قصّة، اخترنا بعض أبطالها كي يتحدثوا عن تجربتهم مع فيليتسيا والأثر الذي تركته لديهم ولدى عائلاتهم خصوصاً، والمجتمع الفلسطيني على وجه العموم.
وفضلاً عن الملف والمحور، مقالتان في باب مداخل: لأحمد جميل عزم، عنوانها "صفقة القرن: وهم اخترعه العرب وحاربه الإسرائيليون"، تغوص في عمق هذه الصفقة: تفككها وتكشف عن تفاصيلها، وتخرج بخلاصة تظهر أن اللاهثين خلفها كانوا العرب، فيما كانت إسرائيل، المفترض أنها المستفيدة، هي من حاربها منذ البداية. مقالة أخرى بقلم النائب جمال زحالقه عنونها "قانون القومية: دستور الأبارتهايد الإسرائيلي"، يوضح فيها بنود القانون العنصري، ويحلل محتواه، ويحدد مخاطر هذا القانون الذي يأتي ليؤطر تشريعياً ما قامت إسرائيل بتنفيذه فعلياً منذ تأسيسها.
في العدد 116 أيضاً، مقالة لنسرين مغربي "الأصيل والدخيل" عن اختراع الإسرائيليين تاريخاً وفق الرواية التوراتية، بهدف إثبات أنهم أصليون على أرض فلسطين. وتعتمد المقالة في إبراز ذلك من خلال محتوى كتاب يغآل بن نون، "موجز تاريخ يهوة"، ومقارنته بكتابي "وعد الأفعى" لستيف جونز، و"متى وكيف تم اختراع الشعب اليهودي"، لشلومو ساند.
وفي باب وجهة نظر، يتناول الكاتب السوري ياسين الحاج صالح نظرية الإبادة السياسية، من خلال ما يجري في كل من سورية وفلسطين، إذ تتحول الإبادة السياسية في لحظة ما إلى إبادة فيزيائية عندما تستشعر السلطة خطراً وجودياً.