مثقّفون فلسطينيون ضدّ "صفقة القرن"... نافذ أبو حسنة

2019-06-24 13:00:00

مثقّفون فلسطينيون ضدّ
ما هو تأثير "صفقة القرن" على مستقبل القضية الفلسطينية؟ وكيف ينظر المثقف الفلسطيني إلى محاولات الإدارة الأمريكية لتمرير هذه الصفقة بالتعاون مع جهات عربيّة وبهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال عقد «ورشة البحرين» الاقتصادية في المنامة يومي 25 و26 حزيران/ يونيو الجاري؟ وما هو دور المثقف الفلسطيني في مواجهة صفقة الأوهام والعار وسبل التصدي لها؟ أسئلة وجهتها "رمان" لعدد من المثقفين الفلسطينيين داخل الوطن وخارجه، وهذه إجابات عنها.

أعدّ الملف: أوس يعقوب.

 

مضى وقت في الحديث عما يسمّى بـ«صفقة القرن»، وليس من نص يحمل المسمى نفسه، بل تسريبات ونتف، يُزعم أنها أجزاء من الصفقة. وهناك سياسات أمريكية شديدة الانحياز إلى دولة الاحتلال، وقد تجاوزت ما هو معتاد في محطات عديدة منها: نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، الحرب على "الأونروا"، وقف المساعدات للسلطة الفلسطينية، إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، الاعتراف بسيادة دولة الاحتلال على الجولان السوري، دفع نظم عربية إلى التطبيع المباشر مع دولة الاحتلال، إلى إجراءات أخرى، مترافقة مع إنذار بالاعتراف بسيادة الاحتلال على الضفة الغربية.

يجري اعتبار هذه الإجراءات جزءاً من «صفقة القرن»، وعند الجمع بينها وبين التسريبات المتعلقة بالخطة الأمريكية، فإنّ الحديث عن حل إبداعي بتعبيرات جاريد كوشنر، هو ضرب من الادعاء الفارغ.

ما يجري يمثل عودة بالسياسات الأمريكية إلى المربع الذي يرتكز إلى: إيجاد حل إنساني لقضية اللاجئين عبر التهجير والتوطين، وإلهاء ما يتبقى من الفلسطينيين على أرضهم بمشاريع تحسين الحياة. كان هذا مدار السياسات الأمريكية على مدى ثلاثة عقود من الصراع، حتى ليبدو الكلام عن "حل الدولتين" طفرة في جهود كلينتون وخارطة جورج بوش الإبن، ومرحلة أوباما المملة. بكلمة: هذا لم يكن قابلاً للصرف في أي وقت. لن يكون كذلك الآن.

أجّل الأمريكيون تكراراً الإعلان عن خطتهم، ولعلهم يكتفون فقط بخلق وقائع على الأرض.

«ورشة البحرين» خطوة في سياق خلق الوقائع، تستهدف إيجاد مظلة للتطبيع العلني، تخدم المتهافتين عليه، وهذا جل ما تريده واشنطن اليوم: دفع التطبيع واعتباره أولوية لتحقيق الإدماج المهمين لدولة الاحتلال، وإنهاء حقوق الشعب الفلسطيني.

لا ينفصل دور المثقف عن كونه مواطناً صاحب حق في أرضه ووطنه. إن أردنا كلاماً أكثر وضوحاً، فإنّ على المثقف أن يكون في طليعة المدافعين عن الحق. هناك الآن محاولات لإشاعة اليأس واعتبار ما تخطط له واشنطن قدراً لا راد له. الحقيقة ليست كذلك، نستطيع المقاومة وإفشال الحرب الجديدة علينا، وعلى المثقفين إبقاء شعلة المقاومة والتحدي متقدة.