قصص محمود شقير العامرة بحس الدعابة وخفة الظل والمفارقة الساخرة 

2021-02-20 03:00:00

قصص محمود شقير العامرة بحس الدعابة وخفة الظل والمفارقة الساخرة 
SLIMAN ANIS MANSOUR, The Daughter of Jerusalem, 1978

في سياق آخر تقيم هذه المجموعة تقاطعاً وتوازيات مع رواية "المتشائل" لإميل حبيبي في تلميح واضح إلى المصير الذي ينتظر الفلسطينيين في المناطق الفلسطينية التي احتلت بعد 1967. فلم يبقَ أمام الفارس الفلسطيني، الذي يحمل رمحه في مدينة ما عادت راغبة في الحرب، إلا الحيلةُ، والتخفّي،

على مدار تجربته الإبداعية التي تغطي حوالي ستة عقود من الزمن، يسعى الكاتب والقاص والروائي الفلسطيني محمود شقير (مواليد 1941) إلى التعبير عن مكابداته كفلسطيني، تعصف به محاولات مستمرة لمحو هويته واستلاب وجوده وأرضه والمكان الذي ولد فيه وعاش وتكوَّن وجدانيّاً وثقافيّاً. من هذا الجرح العميق، الذي انفتح في وجدانه منذ كان في السابعة من عمره عند سقوط فلسطين وقيام دولة إسرائيل عام 1948، تتشكَّل حكاياته وقصصه وأمثولاته التي نعثر عليها في  مجموعاته القصصية ورواياته ومرويَّاته عن مدينة القدس، التي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن قريته جبل المكبّر التي نجت من الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 لتقع فريسة هذا الاحتلال عام 1967. وعلى الرغم من مشاغل العيش والحياة اليومية، والعمل السياسي والحزبي، والانتماء إلى اليسار وحركة المقاومة الفلسطينية، الذي كلفه بضع سنوات من حياته إذ اعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعد 1967 ثمَّ أبعدته إلى خارج فلسطين، قبل أن يعود إليها بعد اتفاق أوسلو، إلا أن ما أنجزه شقير، في القصة القصيرة أولاً، ثمَّ في الرواية والكتابة للأطفال، يجعله واحداً من الأعلام الأساسيين في السرد الفلسطيني. لقد أنجز في العقود الخمسة الأولى من حياته القليل من الأعمال، لكنه في العقود التالية، التي تحرر فيها من العمل اليومي، والشقِّ السياسي منه بصورة خاصة، أنجز عدداً كبيراً من الأعمال القصصية والروائية، والقصص التي كتبها خصيصاً للأطفال والفتيان، مستخدماً ذاكرة الطفل والصبي فيه ليطلَّ على مشهد القرية التي كتب عنها أفضل قصصه ورواياته، ساعياً إلى تصوير تبلور وعي الفلسطينيين بالنكبة التي حلَّت بهم، والوطن الذي ضاع وأُلحقت أجزاء منه بدول أخرى (الضفة الغربية بالأردن، وقطاع غزة بالإدارة المصرية).

بدأ محمود شقير نشر القصص القصيرة في الصحف التي نشأت في الجزء الشرقي من مدينة القدس بعد نكبة 1948، وكذلك في مجلة "الأفق الجديد" (صدر عددها الأول عام 1961)، لكنه لم يصدر مجموعته القصصية الأولى "خبز الآخرين" إلا عام 1975 عن دار نشر صغيرة في مدينة القدس تدعى "دار صلاح الدين" حاملةً اسم أحد شوارع المدينة المقدسة. وتضمُّ تلك المجموعة الأولى عدداً من القصص التي كتبها شقير قبل احتلال 1967، وقصصاً أخرى كتبت بعد الاحتلال، وهي تعالج صدمة الفلسطينيين بسقوط ما تبقى من فلسطين في قبضة الاحتلال الإسرائيلي، كما تصور في الوقت نفسه تكوُّن البذور الأولى للمقاومة في رحم المجتمع الفلسطيني الذي لم يكن قد صحا بعد من ضياع فلسطين قبل أقل من عشرين عاماً. لكن ما يميِّز هذه المجموعة، التي بشَّرت بموهبة قصصية فلسطينية طالعة، هو روح الدعابة والفكاهة، والقدرة على تصوير عالم القرية بمفارقاته العديدة، وصدمة القرويين الذين يسافرون إلى المدينة المقدسة فيرون عالماً مختلفاً عن قريتهم البسيطة الهادئة التي يبدو فيها الزمن جامداً متوقفاً، في مقابل صخب المدينة وازدحامها. ثمَّة فتيان ريفيون يحجّون إلى المدينة للمتعة أو العمل؛ ونساء ريفيَّات تطحنهُّن الحياة وتجبرهُّن على الذهاب إلى المدينة لبيع ما يجملن من خضروات وفواكه وبيض، لكي يطعمن الأفواه الجائعة في عائلاتهن؛ ورجال يصرون على زيارة المسجد الأقصى لكنهم يصطدمون بقوات الاحتلال الإسرائيلي التي تمنعهم من الصلاة في الحرم القدسي. ومن خلال هذا الموزاييك الذي يضع عالمَ القرية في مواجهة عالم المدينة، وأبناء القرية وبناتها في مواجهة جشع أهل المدينة وقسوتهم، والمواطن الفلسطيني في مواجهة المحتل الإسرائيلي، يسعى محمود شقير إلى تصوير عذابات الفلسطينيين في طبقاتها المتعددة، دون أن يختزل هذه التجربة الفردية والجماعيَّة الوجودية لشخصياته في تأويل محدد. إن الصراع الطبقي بين الفقراء والأغنياء، كما الاحتلال، يفسِّران معاناة الرجل والمرأة الفلسطينيين: الاحتلال يسرق الأرض فيما صاحب العمل المستغل يسرق حياة الفقراء الفلسطينيين ويتسبَّب في موتهم جوعاً، أو في العمل الذي لا يحميهم من السقوط والموت في ورش بنايات المدينة العالية. لكن التفسير الطبقي للصراع، الذي تغذيه رؤية القاص المسلَّح بالنظرية الماركسية والمنتمي إلى الحزب الشيوعي، يلوِّن عالم قصص شقير التي تبدو أكثر حيويَّةً، عامرةً بحسِّ الدعابة وخفة الظل، وأكثر قدرةً على التقاط حسِّ المفارقة، عندما تتخلَّص من هذه الرؤية النظريَّة، المدرسيَّة، الشديدة التسييس، وتنطلق لتصور شخصياتها، نساءً ورجالاً، راغبين في الحياة والحب والمتعة، والانطلاق والتفتح والانفلات من أسر العالم الضيق الذي تمثله القرية في مقابل المدينة التي تتمتع بالانفتاح والصخب والوعد بالمتع والمغريات. 

في مجموعته القصصية التالية "الولد الفلسطيني" (1977)، ينتقل شقير لتصوير بذور المقاومة الفلسطينية، بشقيها السلمي والمسلح، بعد احتلال إسرائيل للضفة الغربية عام 1967، مازجاً بين التعليميَّة والشِعاريِّة التي تمجِّد المقاومة والتمسُّك بالأرض والدعوة إلى عدم الخروج والرحيل كما حدث في نكبة 1948 (وهو ما طبع أيضاً قصصه الموجهة إلى الأطفال والفتيان)، واللغة التعبيرية الرمزيَّة، ذات الطابع الشعري، التي ترفع المقاومة إلى سُدَّة الخلاص المسيحيّ والروح الرسوليَّة الممثَّلة في فداء المسيح، الفلسطينيِّ في هذه الحالة، للبشرية، والفقراء، والمعذبين في الأرض، والفلسطينيين، بدمه الذي يروي الأرض ويُطلِع منها زرعاً أخضر. ويمزج محمود شقير في قصته "رجل قام من بين الأحياء"، التي تبدو لي مركزية، وذات طابع رمزي، في مجموعة "الولد الفلسطيني"، بين هذه الرؤية الخلاصيَّة المسيحيَّة والرؤية التموزيَّة للعالم، المفعمة بالأمل والمستقبل، وانتصار الخير على الشر، والمستضعفين على من يتسلَّط عليهم ويذلهم. ويمكن أن نستقرئ في هذه الرؤية الخلاصيَّة نوعاً من الإيمان بالمقاومة السلميَّة التي يمثلها المسيح، أو الرجل الذي قام من بين الأحياء ليروي بدمه الأرض التي تخضرُّ ويزدادُ خصبها، ما يعكس بصورة من الصور غلبة المقاومة السلمية على المقاومة المسلحة، في أوج صعود المقاومة المسلحة للفلسطينيين في النصف الأول من سبعينيَّات القرن الماضي. 

لكننا نلحظ انعطافة حادة في تجربة محمود شقير في تسعينيات القرن الماضي، حيث يطرح القاص جانباً الطابع التعليميَّ، الذي طبع بعض قصصه، ويفلت من أسر الرؤية الأيديولوجية الماركسية، التي قيَّدت تعبيره القصصي ومنعته من رسم شخصياته بريشة أكثرَ خفة، أكثرَ حيوية وإنسانية، ما يبُاعدُ بينها وبين الرؤية التخطيطية، المدرسيَّة، القالبيةَّ، التي تجعلها نمطيَّة تعبر عن سطوح الأشياء والعوالم، لا عن الأعماق والحقائق المركبة والمعقدة التي تستعصي على التأويل والشرح. هذا ما نعثر عليه، على سبيل المثال، في مجموعته "مرور خاطف" (2002)، التي تضم عدداً كبيراً من القصص القصيرة جداً، إذ تختزل تعبيرَها القصصي في أسطر أو صفحة أو صفحتين، دون تزيُّد، أو إضافة، أو شرح، أو تأويل، أو لجوء إلى أدلَجَة العالم، أو حشره في قالب فكري أو تأويلي وحيد محدد. ثمَّة ظواهر، وأحداث، وصور، وحوارات تدور أمام أعيننا، لكن الراوي لا يعلق عليها، بل يعرضها في سرد خاطف، مقتصد، تاركاً للقارئ أن يرى بنفسه ما يختفي وراء الظاهرة أو المشهد، أو على الأقل أن يشهد بنفسه ما شهده الراوي وعاينه من تجارب البشر ومكابداتهم في العيش. وهو ما يقترب بهذه القصص، سواءٌ في هذه المجموعة أو مجموعات أخرى اشتغل فيها شقير على تجريب هذا الشكل المختزل من الكتابة القصصية، من التعبير الشعري، أو شكل قصيدة الهايكو، أو عالم الأُمثولة allegory، أو الحكاية القصصية anecdote. لكن الأهمَّ في هذا السياق من تطور تجربة محمود شقير هو تخلُّصُه من تعليميَّة قصصه السابقة، وثقلِ الرؤية الأيديولوجية فيها، وانطلاقُه إلى أرض الإيداع الرحبة العامرة بالحيوات والشخصيات التي تواجه لغزَ العالم والوجود بالشك وعدم المعرفة. لا أدلجةَ، هنا، لا قوالبَ، لا تفسيرَ للعالم، بل خوضٌ في تجربة العيش الغامضة، المبهمة، التي يقف أمامها الإنسان عاجزاً، مكبَّلَ اليدين، في مواجهة الرحيل، أو الفناء، ربما، حيث "الموت يُقعي على عتبة الباب مثل كلب هرم لا يقوى على النباح"، كما يقول الراوي في واحدة من القصص التي تحكي عن عجوز وزوجته وقد تجمَّدا في الزمن ينتظران آتياً لا يأتي. 

يعود القاص في المجموعات التالية، التي صدرت في العقد الأول من الألفية الثالثة، إلى روح الدعابة، والفكاهة، والمرح، والسخرية، ولغة المفارقة، التي طبعت  قصصه الأولى في ستينيات القرن الماضي، حيث تبدو الفانتازيا، والعجيب، والغريب، وغير المتوقَّع، سمات أساسية مُكوِّنة للأحداث والشخصيات والوقائع اليومية وحوارات الشخصيات، لا شيئاً مُسقطاً من الخارج. في "صورة شاكيرا" (2003) تحتشد المجموعة بحكايات عن قرويين فلسطينيين يلتقون، أو يقيمون علاقات، أو يدَّعون بوجود علاقات، مع شخصيات عالمية شهيرة، سياسيين، ومغنين، وممثلات؛ موراتينوس، وكوفي عنان، وشاكيرا، وبريجيت باردو، ومايكل جاكسون، في تعبيرٍ ساخر، لاذع، ومفارق، عن الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون في ظل اتفاقات أوسلو التي لم تجلب لهم سوى مجيء المسؤولين الدوليين، وبعض نجوم كرة القدم، والممثلين والمغنين الذين تقاطروا على أرض السلطة الوطنية للتعبير عن تضامنهم، فيما كان الاحتلال يبني المستوطنات ويزيد عدد سكانها على الأرض الفلسطينية المحتلة، ويُرسِّخ سلطةَ احتلاله الأبدية. هكذا يبدو ادعاء أحد أبناء قبيلة الشْقيرات (عائلة القاص محمود شقير)، بأن شاكيرا هي من بنات عائلة شاكيرات، وسيلةً لاستعطاف قلب جندي إسرائيلي يعشق أغاني شاكيرا ورقصها لكي يسهِّل شؤون الحياة اليومية لابن العائلة. التأويلُ نفسه يصحُّ بخصوص قصص المجموعة الأخرى التي تخلط الحقيقة القصصية بالوهم والتخيُّلِ والكذبِ الأبيض، في محاولة لتصوير وهم التحرر من أسر الاحتلال الذي ظلَّ، بعد نشوء السلطة الوطنية الفلسطينية في أثر توقيع إعلان المبادئ بين الفلسطينيين والإسرائيليين عام 1993، ينوء بثقله على صدور الفلسطينيين، ويجعل حياتهم أكثر صعوبة، فيما تنسحب الأرض من تحت أقدامهم، ويترسَّخ الاحتلال يوماً بعد يوم. لكن هذا الواقع الحياتي الصعب، والتجربة الوجودية المعقدة للجماعة الفلسطينية في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، يجري التعبير عنهما بلغة فكهة، ساخرة، خفيفة الظل، ما يكشف عن عمق المفارقة، والواقع المرِّ، والتناقضات العميقة التي تشكل شرخاً عميقاً في حياة الفلسطينيين. وهو ما يذكِّر بكاتب فلسطيني آخر، إميل حبيبي (1921- 1996)، اتخذ من الفكاهة ولغة المفارقة والمحاكاة الساخرة Parody، خصوصاً في روايته العظيمة "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل" (1974)، أسلوباً للتعبير عن المقاومة السلبية والنضال من أجل البقاء في وجه مخطط المحو واستلاب الهوية الذي مارسته إسرائيل تجاه البقية الباقية من الفلسطينيين عام 1948. 

في انعطافة أخرى لتجربة محمود شقير، يسعى القاص إلى إقامة صلات ووشائج وتقاطعات مع أعمال أدبية عالمية، مع علامات ومبدعين كبار في تاريخ القصِّ الإنساني، في نقلةٍ تشير إلى رغبةٍ في رؤية تجربة الفلسطينيين وهي تتقاطع مع تجارب البشر الخاسرين في لغات وثقافات أخرى. وهو ما نعثر عليه في مجموعة "احتمالات طفيفة" (2006) التي تتخذ من شكل القصة القصيرة جداً وسيلة للتعبير عن هذه التقاطعات السردية والوجودية، إنْ من حيث الرسالة التي تحملها القصص، أو من حيث التوازي الذي تقيمه بين الشخصية المركزية، التي يُروى عنها (وتبدو مركزاً لكل هذه المشاهد القصصية التي يتشكَّل منها هذا الكتاب القصصي) وبين شخصية دون كيخوته Don Quixote في رواية الروائي الإسباني ميغيل دي سيرفانتيس Miguel de Cervantes (1547- 1616)، أو بينها وبين شخصية "الجندي الطيب شفيك"The Fate of the Good Soldier Svejk during the World War للكاتب التشيكي ياروسلاف هاشيك Jaroslav Hasek (1883- 1923). فالشخصية التي يُسَلسِل شقير حكاياتِها هي أشبه بفارس دي لامانشا الذي يحارب طواحين الهواء، حيث يحمل الفارس الفلسطيني رمحه في مدينة معاصرة، ظنّاً منه أن الحرب ما زالت قائمة. إن هذا الفارس الموازي، لدون كيخوته، يعيش في عالم من المُثُلِ التي اختفت، ويتجوَّلُ على فرسه في مدينة خلت من المحاربين، في إشارة إلى واقع الفلسطينيين الراهن وخساراتهم المتوالية. ويفسر هذه القصص القصيرة جداً اقتباسٌ من "دون كيخوته" يُصَدِّرُ به القاصُّ القسمَ الأول من مجموعته: (بالأمس كنت ملكاً على إسبانيا/ واليوم لا أملك برجاً/ يمكنني القول إنه لي). في الوقت نفسه ثمَّة مشاهد قصصية يلتقي فيها "دون كيخوته" الفلسطيني المعاصرُ مع الجندي الطيب شفيك في حانة في براغ حيث يُسرُِّ له الأخير أنه مشغولٌ بسرقة الكلاب التي يبيعها حتى يستطيع تحصيلَ لقمة عيشه. 

في سياق آخر تقيم هذه المجموعة تقاطعاً وتوازيات مع رواية "المتشائل" لإميل حبيبي في تلميح واضح إلى المصير الذي ينتظر الفلسطينيين في المناطق الفلسطينية التي احتلت بعد 1967. فلم يبقَ أمام الفارس الفلسطيني، الذي يحمل رمحه في مدينة ما عادت راغبة في الحرب، إلا الحيلةُ، والتخفّي، والسخرية، والمقاومة السلبية، للاستمرار في العيش. ولهذا تجمع واحدةٌ من هذه القصص الثلاثة معاً: دون كيخوته، الجندي الطيب شفيك، ومتشائل إميل حبيبي:

"وقفت عند أول الطريق. أتلَّفت في كل اتجاه. في تلك الأثناء... مرَّت عربات فيها جنود بأسلحة وعتاد. مرَّ "دون كيخوته" على صهوة فرس ومن خلفه تابعُه على ظهر أتان، مرَّ الجندي الطيب "شفيك"، أنفُه دقيق وعيناه صغيرتان. مرَّ رجل يتلفت مثلي في كل اتجاه، قال لي إنه كان مضطراً للمراوغة لكي يبقى في البلاد. اسمه "سعيد أبو النحس المتشائل". صافحته وقلت: أنا أيضاً اسمي سعيد! ثم مضى، وبقيت أتلفت في كل اتجاه".