أسامة بواردي، منتج الفيلم: «الهدية» استحقّ اهتمام المشاهدين

2021-04-14 01:00:00

أسامة بواردي، منتج الفيلم: «الهدية» استحقّ اهتمام المشاهدين

فيلم «الهدية» لفرح نابلسي ليس أول فيلم فلسطيني يرشح للأوسكار، فهنالك فيلم «عمر» لهاني أبو أسعد وفيلم «الجنة الآن» وغيرهما من الأفلام، فلسطين تحقق نجاحات في السينما عالمياً. أما عن السرد البسيط، فمن خبرتي في صناعة الأفلام،

بأسلوب سينمائي بسيط وفي ٢٤ دقيقة من الدراما والتشويق، يحصد فيلم «الهدية» للمخرجة الفلسطينية البريطانية جائزة أفضل فيلم بريطاني قصير في حفل توزيع جوائز بافتا (أكاديمية فنون السينما والتلفزيون البريطانية) كما ويحصد العديد من الجوائز، وهو مرشح للأوسكار عن أفضل فيلم روائي قصير، والذي ستخرج نتائجه خلال أيام، يُعرض الهدية على شبكة نتفليكس.

قابلنا، للحديث عن الفيلم، أسامة بواردي، منتج فيلم «الهدية»، وهو ومنتج فلسطيني شارك في إنتاج العديد من الأفلام مثل «٣٠٠٠ ليلة» للمخرجة مي مصري والأفلام الروائية لآن ماري جاسر ومنها «واجب» و«ملح هذا البحر»، وكذلك «الجنة الآن» لهاني أبو أسعد، وغيرها.

كان السينمائي، رمّان

كيف وصل فيلم فلسطيني بإنتاج بسيط، إلى الأوسكار؟ 

فيلم «الهدية» لفرح نابلسي ليس أول فيلم فلسطيني يرشح للأوسكار، فهنالك فيلم «عمر» لهاني أبو أسعد وفيلم «الجنة الآن» وغيرهما من الأفلام، فلسطين تحقق نجاحات في السينما عالمياً. أما عن السرد البسيط، فمن خبرتي في صناعة الأفلام، فإن الفيلم البسيط في حال كانت فكرته عميقة ينال اهتماماً أكبر من الجمهور، من خلال قصة سينمائية بأسلوب إخراجي واضح حقيقي فيه أصالة تروي القضية وتؤثر في المشاهدين. نحن لسنا بحاجة إلى قصص متشابكة ومعقدة ورمزية عالية، فقد يكون السرد خطياً يحمل طابعاً إنسانياً يفهمه الجمهور أينما وجد.

يحكي الفيلم قصة فلسطيني يريد شراء هدية لزوجته في ذكرى زواجهما، فيذهب مع ابنته لشراء حاجيات فيواجه حواجز التفتيش الإسرائيلية في الذهاب والعودة، والتنكيل والتعذيب والفصل العنصري. يسلط الفيلم القصير الضوء على كيفية حرمان الفلسطينيين من حقهم الأساسي في حرية التنقل والحركة، فتظهر علاقة الأب بابنته الصغيرة وسط عالم قاسٍ يُحيط بهما، ويتجلى نجاح الفيلم في ذروة الأحداث فيؤثر عاطفياً على المُشاهد، وقد عمّق ذلك الأداء المميز للممثل صالح بكري بدور الأب والطفلة مريم كنج، بدور الابنة ياسمين.

حدثنا عن مرحلة ما قبل الإنتاج لفيلم الهدية؟

تعرفت على فرح من خلال هند شوفاني، من فريق العاملين على الفيلم، فقد شاركتْ في الكتابة، وهي أيضا مونتير الفيلم. قرأت القصة فتأثرت وشعرت بأنها تمثلني. 

هل لأنك أب ولديك ابنة؟ لذلك شعرت بالانتماء للقصة؟

هناك أنواع منتجين: منتج لا يهتم في الموضوع بل ينصب اهتمامه في الربح والمبيعات، ومنتج مستقل، مثلي، يهتمون في المضمون والفكرة. عملت في هذا الفيلم لسنوات عديدة منذ العام ٢٠١٨ وحتى الآن. بالتالي يجب أن أحب الفيلم حتى أستطيع الاستمرار، فنحن، منتجي الأفلام المستقلة، نعمل أحياناً بلا مقابل، الأفلام القصيرة في الغالب لا تحقق الربح، الدافع كان القصة، الفيلم يعبر عني بشكل أو بآخر كإنسان، كرجل، كأب، وكفلسطيني. 
 


ماذا عن التحديات التي واجهتكم خلال إنتاج الفيلم؟

أحد أكبر التحديات هو التمويل، فنحن في فلسطين لا نملك مؤسسات صناعة أفلام وشركات إنتاج عملاقة، فتحملتْ فرح جزءاً من التمويل، وحصلنا على جزء آخر من مؤسسة الدوحة للأفلام، وبعض التمويل المحلي، أما التحدي الآخر فهو أن فرح كانت تريد أن تحقق أحلاماً كبيرة ولكن الميزانية لا تسمح، فهي طموحة جدا. 

يبدو أن طموحها أوصلها إلى الأوسكار، كيف تشعر الآن وأنت تحدثنا من الولايات المتحدة وقد وصلت إليها قبل ساعات لحضور الحفل؟

بالتأكيد الشعور جميل، ليس فقط من أجل الجائزة بل لأننا كصانعي أفلام نعمل لسنوات بجهد للحصول على تمويل، ناهيك عن ساعات التصوير الطويلة دون كلل أو ملل، حتى يتسنى للناس مشاهدة الفيلم والتعاطف مع قصته. ولأن فيلمنا ترشح للأوسكار وأصبحت الناس في كل أنحاء العالم تهتم لرؤيته، فهذا هو النجاح الحقيقي، أن تصل فكرتك وصوتك إلى المنابر العالمية، وتأكّدي أنه ليس بالأمر الهين، ففيلم «الهدية» فيه رسالة ولم ننتجه للتسلية، وصلنا إلى هنا بسبب الإصرار وحبنا للعمل، وحتى نوصل صوت فلسطين للعالم ونؤكد على حقنا وقضيتنا.

هل تملك السينما الفلسطينية مقومات ومؤهلات لتنافس؟ 

نعم نحن لدينا المواهب والشغف ونحن شعب نحب السينما. أثناء التصوير في محافظة بيت لحم لا تتخيلي كمية الحب والمساعدة والكرم التي حظينا بها من الناس، الشعب الفلسطيني شعب كريم ومحب، هنالك مواقف حدثت معنا تنسيك الجهد والتعب، ليس من الناس فحسب بل أيضاً السلطات المسؤولة والبلدية. كما وأن العاملين على الفيلم جميعهم فلسطينيون باستثناء مدير التصوير. لدينا كوادر مؤهلة فالعاملين في الإخراج والإنتاج والإضاءة والديكور والمكياج والمونتاج والصوت فلسطينيون، وعلى ذكر الصوت فقد خسرنا مهندس الصوت المتميز رجا دبية حيث توفي بعد انتهاء عمله على الفيلم وكانت خسارة حقيقية. 

كيف ترى فلسطين من عدسات نسائها المخرجات، وهنّ كثر؟

المرأة الفلسطينية امرأة قوية ومستقلة وهذا ليس وليد اللحظة، إنه نتاج تراكم سنوات طويلة من النضالات والثورات والنكبات وثقافة المقاومة والانتفاضة، وإلى اليوم. نحن كشعب شرق البحر الأبيض المتوسط، لنا علاقة بباقي الشعوب المتوسطية، أصولنا مختلطة كما وأن تنوع الأديان والأعراق أغنى المرأة الفلسطينية وثقافتها. نساؤنا لديهن الشجاعة، المرأة الفلسطينية هي رمز الثورة ،حاملة على أكتافها البيت والأسرة والنضال والبندقية. المخرجات اليوم يرتقين بالسينما الفلسطينية وهذا فخر لنا.