ورصد ريع عروض الأفلام في مدينة القدس المحتلة للمسرح الوطني الفلسطيني "الحكواتي"، كمساهمة رمزية من "فيلم لاب فلسطين" لدعم صمود المسرح كصرح ثقافي مهم في القدس، في ظل الظروف المالية الصعبة التي يعيشها والتي باتت تهدد استمراريته.
اختتمت مؤسسة "فيلم لاب فلسطين"، مساء الاثنين، فعّاليات الدورة الثامنة لمهرجان "أيام فلسطين السينمائية" الدولي، بإعلان الفائزين بالنسخة السادسة من جوائز مسابقة "طائر الشمس الفلسطيني" وعرض الفيلم المغربي "علي صوتك" للمخرج نبيل عيوش، بحضور وزير الثقافة وضيوف المهرجان من الفنانين والمخرجين وصانعي الأفلام وممثلين عن المؤسسات الداعمة والشريكة والرعاة وجمهور عريض من عشاق السينما.
وأعلنت لجنة تحكيم مسابقة طائر الشمس الفلسطيني لفئة الأفلام القصيرة، والتي ضمت الممثل الفلسطيني العالمي علي سليمان والمخرج الفرنسي العالمي لادج لي، والممثلة الفلسطينية العالمية ياسمين المصري والتي لم تتمكن من الحضور بسبب رفض الاحتلال لتصريح دخولها، عن فوز فيلم "سرّي مرّي" للمخرج لؤي عوّاد بالجائزة وقيمتها 3000 دولار، كما حصل فيلم "ليل" للمخرج أحمد صالح على تنويه خاص من لجنة التحكيم. وتنافس على الجائزة 15 فيلمًا.
كما أعلنت لجنة تحكيم المسابقة عن فئة الأفلام الوثائقية والتي ضمت منسقة معهد آرسنال للسينما وفن الفيديو ستيفاني شولتيه ستراهاوس، والمخرج والمنتج الفلسطيني العالمي رائد أنضوني، والباحث والأكاديمي وأستاذ علم الاجتماع سليم تماري، عن فوز فيلم "فلسطين الصغرى، يوميات حصار" للمخرج عبد الله الخطيب بالجائزة وقيمتها 5000 دولار. وتنافس على الجائزة سبعة أفلام، توثّق حكايات اللجوء والنضال ومعاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال.
وأعلنت لجنة تحكيم المسابقة عن فئة الإنتاج، والتي ضمت مستشارة النصوص سيلينا أوكوما، والفنان الفلسطيني خالد حوراني، والمنتج السينمائي التونسي فيصل الحصائري، عن فوز مشروع "وجود" للمخرجة دينا ناصر بالجائزة وقيمتها 10 آلاف دولار. وتنافس على الجائزة ستة مشاريع قيد التطوير.
وقال مؤسس ومدير المهرجان حنا عطا الله: "نجتمع اليوم لأمسية سينمائية أخيرة ضمن مهرجان أيام فلسطين السينمائية بدورته الثامنة، لنتوّج معًا أسبوعًا حافلاً بالصور والروايات واللقاءات"، مشيرًا إلى أن برنامج المهرجان لهذا العام شمل 65 فيلمًا ما بين أفلام روائية ووثائقية، طويلة وقصيرة، وأفلام للعائلة والأطفال، إضافة إلى الأفلام التي تنافست على جوائز "طائر الشمس الفلسطيني".
ولفت إلى نمو جمهور المهرجان في مواقع العروض عامًا بعد عام، ما يعزز الدافعية لدى "فيلم لاب فلسطين" للاستمرار بالرغم من مختلف المعيقات، شاكرًا الجمهور الذي توافد على العروض في مدن القدس العاصمة ورام الله وبيت لحم وغزة وحيفا والناصرة.
وأعلن عطا الله عن إنجاز المرحلة الأولى من مشروع تعزيز البنية التحتية اللازمة لصناعة الأفلام، حيث تم تجهيز استوديو للمونتاج، استوديو تصحيح الألوان color grading، مؤكدًا أن هذه الإنجازات تشكّل خطوة جدية نحو تحقيق المزيد من الاستقلالية للمشهد السينمائي في فلسطين.
وأضاف أن "الاستثمار في هذا المجال هو أحد الطرق لرفع مستوى قطاع السينما في فلسطين وأهميته في نشر سرديتنا والوصول للعالم".
بدورها، قالت المديرة التنفيذية لـ "فيلم لاب فلسطين" علا سلامة إن الدورة الثامنة وضعت لبنة أخرى ضمن جهود المؤسسة في تعزيز وترويج ثقافة السينما في فلسطين بالرغم من المعيقات، وخلق منصة تحتفي بالمواهب الفلسطينية الصاعدة من مخرجين ومخرجات من فلسطين والشتات.
وشكرت سلامة كافة الشركاء والداعمين والرعاة الذين آمنوا بالرسالة التي تحملها "فيلم لاب فلسطين"، مؤكدةً أن "نجاحنا هو نجاح مشترك لنا جميعًا، لأننا تمكنا معًا على مر السنوات من أن نصبح مقصدًا في عالم المهرجانات، ونجحنا في أن نضم صوتنا للأصوات المجتمعة لصناعة الأفلام الدولية وإبراز ما يجمعنا معها مع الحفاظ على تفردنا في الوقت نفسه".
كما شكرت طاقم "فيلم لاب" وجميع المتطوعين الذين واصلوا الليل بالنهار طوال الأيام الفائتة لإخراج المهرجان بأبهى صورة للجمهور الفلسطيني.
واختتم المهرجان بعرض فيلم "علي صوتك" للمخرج المغربي نبيل عيوش، والذي نال ترشيح المركز السينمائي المغربي، لتمثيل المغرب في فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية ضمن مسابقة جائزة الأوسكار في دورتها الـ94.
والفيلم من بطولة إسماعيل أدواب ونهيلة عارف وأنس بسبوسي وأمينة كنان، وتدور أحداثه داخل أحد الأحياء الشعبية في مدينة الدار البيضاء حيث يعمل مغني الراب السابق أنس داخل مركز ثقافي. وبفضل تشجيعه ودعمه يجد شبان المركز طريقة جديدة للتعبير عن قضاياهم وواقعهم عبر "الهيب هوب".
وشارك في المهرجان، 65 فيلمًا من فلسطين ودول عربية وأجنبية منها: مصر والمغرب والجزائر ولبنان وسوريا وإيران ومالطا والبوسنة وصربيا وفرنسا وانجلترا وأمريكا والدنمارك والسويد، وتوزعت عروضه في 15 موقعًا، هي: المسرح الوطني الفلسطيني "الحكواتي"، مؤسسة صابرين للتطوير الفني، المركز الثقافي التركي يونس امره، والمعهد الفرنسي "شاتوبريون" في العاصمة القدس، وقصر رام الله الثقافي، ومؤسسة عبد المحسن قطان، ومسرح وسينماتك القصبة، والمسرح البلدي في رام الله، والجسر، ودار يوسف نصري جاسر للفن والبحث، ومؤسسة الرئيس بوتين الفلسطينية في بيت لحم، ونادي بلدنا في الناصرة، وجمعية الثقافة العربية في حيفا، وبيت الغصين الثقافي بالتعاون مع معهد غوته، والمركز الثقافي الفرنسي في غزة.
ورصد ريع عروض الأفلام في مدينة القدس المحتلة للمسرح الوطني الفلسطيني "الحكواتي"، كمساهمة رمزية من "فيلم لاب فلسطين" لدعم صمود المسرح كصرح ثقافي مهم في القدس، في ظل الظروف المالية الصعبة التي يعيشها والتي باتت تهدد استمراريته.
وشهد المهرجان النسخة الرابعة من ملتقى "صنّاع السينما" الفلسطيني، حيث ناقش المشاركون، الدروس المستفادة من تجارب صنّاع السينما محليًا وإقليميًا وعالميًا، بالإضافة إلى تسليط الضوء على المركبات المؤثرة في عملية بناء عجلة الإنتاج السينمائي، وصولًا إلى بناء رؤية مستقبلية لصناعة السينما في فلسطين.
وشهد الملتقى هذا العام سلسلة من اللقاءات والورشات المتخصصة في الإنتاج السينمائي، مع التركيز على كيفية تعزيز البنية التحتية للإنتاج لدعم صناعة سينما محلية، خصوصًا وأن قطاع السينما في العالم بأسره يحاول الآن تجاوز تداعيات جائحة كورونا والنهوض من جديد. بالإضافة إلى محاضرة (ماستر كلاس) للمخرج الفرنسي العالمي لادج لي، الحائز على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان "كان" عن فيلمه الروائي الأول "البؤساء" عام 2019.
ونظم المهرجان بالشراكة مع وزارة الثقافة وبلدية رام الله وبتمويل من: ممثلية جمهورية ألمانيا الاتحادية في رام الله، والقنصلية الفرنسية العامة في القدس، والبيت الدنماركي في فلسطين، ومؤسسة دعم الإعلام الدولي. وبرعاية من: مؤسسة غياث ونادية سختيان الخيرية، شركة جوال، صندوق الاستثمار الفلسطيني، بنك الاتحاد، شركة غرغور التجارية، وشركة "فاين"، والشريك الإعلامي: تلفزيون فلسطين، وبرعاية: شبكة راية الإعلامية، فضائية رؤيا، تلفزيون الغد، مزاج اف ام، ومجلة رمان الثقافية، ومنصة الاستقلال الثقافية.
والجدير ذكره أن مهرجان "أيام فلسطين السينمائية" الدولي، تنظمه مؤسسة فيلم لاب فلسطين منذ العام 2014 حيث أصبح تقليدًا سنويًا منذ ذلك الحين. ويهدف المهرجان إلى تنمية الثقافة السينمائية من خلال عروض الأفلام المحلية والدولية في المدن الفلسطينية، إلى جانب حلقات نقاش، وورش عمل احترافية، وبرامج متخصصة للجيل القادم.