اعتبر المفكّر العربي عزمي بشارة، مدير عام المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أن المقاومة في قطاع غزة يجب أن تتحضر لأسوأ السيناريوهات الممكنة، مشيرًا إلى أنّ هناك حالة من الحيرة والارتباك في إسرائيل بعد الإذلال الذي حدث في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. وشدّد بشارة في حديث خاص إلى "العربي"، على وجود حاجة إلى موقف وتحرك عربي في مواجهة المذبحة المستمرّة في غزة، لافتًا إلى أنّ ما يجري في القطاع المُحاصَر ينسف فكرة إمكانية تهميش القضية الفلسطينية، التي خلقها مسار التطبيع في الآونة الأخيرة.
وفيما لاحظ أنّ التحول الذي حصل عند بعض القيادات العربية جاء بعد تحرك الشارع العربي وقصف مستشفى المعمداني في غزة، شدّد على أنّ الدول العربية قادرة على التأثير فيما يجري في قطاع غزة إذا اتخذ حُكّامها خطوات جدية ومشتركة ضد إسرائيل. وإذ استغرب بشارة أنّ الموقف الرسمي العربي لم يطالب بوقف العدوان منذ اليوم الأول، رأى أنّ كلّ ما يجري في غزة يجب أن يكون خطًا أحمر وليس التهجير فقط. وأكد أنّ إسرائيل تستهدف المدنيين ضمن سياسة تدفيع ثمن لها أهداف، معتبرًا أنّ الأسرى في غزة لا يشكلون أولوية عند القادة الإسرائيليين، وجازمًا أنّ مشوار رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو السياسي "انتهى".
وفي حين لفت إلى أنّ حدة الاشتباكات على الجبهة الشمالية تزداد بشكل مستمر وقد تصل فعلاً إلى حالة حرب، رجّح ألا تمانع إيران دخول حزب الله اللبناني على خط الحرب إذا ما اتخذ قرارًا بذلك. وتوقف بشارة عند تغطية الإعلام الغربي للتطورات في غزة، حيث لاحظ أنّه "تجنّد لدعم إسرائيل وعمل على تغييب السياقات في نقل ما يجري"، مشدّدًا على وجوب "محاسبة" هذا الإعلام على طبيعة تغطيته.
عن التلفزيون العربي