ولو استخدمنا نفس المنطق لفهم العلاقة الاستعمارية الإسرائيلية مع البحر الأحمر، لفهمنا منطق الدول العربية وتحديدًأ الدور السعودي والمصري، وموقعه من مقولات الحرب، واصطفافاتها، والأهم منظومة الاستعمار الصهيوني، والدم والقتل الغزي.
1
في معجم المعاني الجامع، تأتي كلمة "بحر" مرتبطة بأكثر من معنى؛ "بَحَر الأرض: شقها"، "رأى البحر ففرق ودهش"، و"التبحر في العلم التوسع فيه". وفي القاموس المحيط "بحر: تحير من الخوف"، و"بحر: خاف ودهش لدى رؤيته البحر". وفي المعجم الوسيط: استبحر المكان أي اتسع وانبسط.
ما الذي يعنيه ارتباط معان البحر في مجملها بالقوة في إحداث الشق والفصل، والسطوة في إحداث الدهشة والتفرقة، والتوسع في العلم والمكان والمكانة؟ ما الذي يعنيه ارتباط البحر بالخوف والرهبة؟
من أين يبدأ أثر البحر في تاريخنا البشري؟ هل من اللغة؟ وهل لنا أن نسبق اللغة ومعاجمها وقواميسها في فهم البحر وماهيته وهويته؟ يجوز لنا أن نختار لحظة ما قبل اللغة، حين كانت الأسماء أسماءً حاضرة بماهيتها لا بلغويتها؛ حين قرر الإله أن آدم يستحق السجود، لمنحة الأسماء.
يحضر البحر في المخيال السردي التوحيدي في قصة الخلق، خلق آدم، من خلال حدثين متراكبين ومتداخلين أساسيين: الترويض والتسمية. إذ يُعلن الرب أن "الأرض حينها كانت فوضى وبورًا وظلامًا في الأعماق، وأنفاس الرب تحوم فوق المياه" (سفر التكوين)، فكان أول ما فعله الرب هو ترويض المياه الثائرة، لتظهر الأرض: "لتجتمع المياه أسفل السماوات في مكان واحد حتى تظهر الأرض الجافة، وهكذا كان. ودعا الرب اليابسة الجافة بالأرض، والمياه المجتمعة أسماها البحار، وارتأى الرب أنها جيدة" (سفر التكوين).
ومع أن الجنة لا مجال فيها للترويض والتسمية، بما هي انفتاح لغوي على الخيال غير المروض للصالحين والأبرار، لا يوجد بحار. فالبحر لم يرد في قصص الجنة إلا بعد خروج آدم وحواء، إذ ظهر البحر لهما كبيئة غريبة، وبعد الخروج فقد آدم سلطته على "الأسماء كلها"، التي مُنحت له -دون استحقاق ولا جهد ولا تفكر- ليدخل الجنة هو وزوجه.
لا جنة تتسع لبحر!
هذا التحول، وهذه الاستعارة المركزية، ولو على مستوى اللاوعي، أسست لنظرة للبحر باعتباره كيانًا مصابًا بالنزق؛ نزق الخروج على التسمية والترويض. نزق، لا جنة تسمو لخياله وانفتاحاته وممكناته، نزق يتهدد فكرة الجنة في أساسها.
تتعزز هذه النظرة مع ترويض الجسد لحظة الخروج. فكان ابنا حواء وآدم، قابيل هو المزارع الأول، وهابيل هو الراعي الأول، والرعي والزراعة أفعال وعلاقات أرضية، دفعت بالبحر إلى مساحات المجهول والغرائبي، والخطير، وغير الإنتاجي ولا الاجتماعي (فلا أبوة أو أمومة أو أخوة في البحر). يقول عالم الأنثروبولوجيا هيو برودي: "سفر التكوين هو قصة الخلق التي يجري تفسير البيئة الزراعية العنيفة وغير المستقرة من خلالها، والتي قُدمت على أنها حتمية"(1)، ونضيف بأنها طمس للبحر.
غفل هذا المخيال عن السواحل بما هي أحياز طرفية، أو فضاءات ثالثة بين اليابسة والبحر، فكانت السواحل بما هي أطراف البحر التي ظلت "حدًا مراوغًا وغائمًا"، بتعبير رايتشل كارسون في كتابها "The Sea Around Us". تلك السواحل على تعدد أشكالها، تمامًا كما البشر؛ "كل إنسان يولد في هذا العالم له ساحل، له حافة، له حد، منطقة انتقالية بين نفسه والعالم"(2)، تساهم في شكل علاقتنا باليابسة والمدينة، والمعنى.
"المتوسط ليس جغرافيا"، وهو البحر الذي درجت تسميته "البحر العظيم”، هو مجموعة من الممارسات الاجتماعية والآراء الثقافية المرتبطة بالجسم المائي. لكن التاريخ بما هو ممارسة معرفية وسردية لطالما تعامل مع السواحل باعتبارها أماكن يبدأ عندها التاريخ وينتهي، لتنحصر أهميتها في كونها مساحات "عتبية/عتبات"؛ ليصيبنا التاريخ بفقدان ذاكرة جماعي بشأن سواحلنا، وبالذات في هذا الجزء من العالم حيث الذاكرة والتاريخ هي مساحات مستعمَرة.
2
في اللحظة التي طرد فيها آدم، بدأت رحلة بشرية مركبة من النفي واللجوء في وعي الإنسان، استدعت أمرين اثنين:
أولًا: عقلنة "الأسماء كلها"، بما أنها ما حمله آدم كزاد ليبدأ معها رحلته في الأرض.
ثانيًا: علمنة الإله التوحيدي، واستبداله بما هو "المنظومة" (أو "المرجعية" كما يحب الأيديولوجيون تسميتها) التفسيرية.
هنا بدأت الحداثة بما هي لحظة وعي (وليست لحظة تاريخية، أي أنها لم تحدث لحظة الطرد الاعتبارية، إنما لحظة إدراكه)، هنا استوعبنا شرطية وجودنا كبشر خارج السياق الجناني (من جنة) والإلهي. هنا بدأ إدراكنا لوجودنا في آن/زمان/تاريخ ومكان/جغرافيا، غير مقدسين. فكان البحر هو مجال التجربة الأول لضبط هذا التشابك بين المكان والزمان، والمقابل لكل ما هو غير مقدس ودنيوي ومادي.
يقول جون غيليس في كتابه "الساحل البشري" أن "البحر غالبًا ما يكون موقعًا للموتى، أو للخالدين. كان ذلك حقيقيًا لكل من الصين وأوروبا الوثنية. لقد عرفت المسيحية البحر على أنه مملكة الشيطان"(3). حتى ضمن مخيال الحداثة، لم يقدم البحر باعتباره المقابل الموضوعي للمكان الحداثي كالمدينة. "فكانت البرية تجتذب تحديدًا سكان المدينة والذين كانوا يبحثون عن مصادر للإلهام الاجتماعي والشخصي، التي كانوا يشعرون بأنها تنسل من بين أيديهم في المجتمع الصناعي الرأسمالي"(4). فكان اقتراح العالم الإنجليزي هالفورد ماكيندر بشأن الفرق ما بين المجال البري والبحري، هو الأطروحة الأساسية للمقاربات الجيوسياسية المعاصرة (5). ومن بعده قام كارل شميت، بالتأسيس الفكري والثقافي والفلسفي لتلك الثنائية (6).
هنا بدأت عملية عقلنة وعلمنة المجال البحري، دون الحاجة للولوج إليه، وكانت السواحل هي مفتاح هذه العلاقة.
بحسب الأنثربولوجي الفرنسي مارك أوجيه في كتابه "اللاأمكنة"، الشاطئ أو الساحل هو "لا مكان"، شيء لنعبره لا لنسكن فيه. واللا-أمكنة حظيت بأقل اهتمام من الجغرافيين الحداثيين، فالقليل من الشواطئ لها مؤرخوها، حتى أن مرتادو الشواطئ لا علاقة لهم بسكانه السابقين. في الحداثة، تكون الشواطئ مساحات عبور، وليست مساحات استقرار، فقد روضت الحداثة مفهوم الساحل/الشاطئ، ومحت آثار الحيوات السابقة للشعوب الساحلية.
ولأن الحدود بين البر والبحر تبدو وكأنها ثابتة لا تتغير، فقد شكلت المجالات البحرية مساحات مطمئنة وخاملة، في ما يتعلق بسياسات الحدود بين البلدان، والسرديات الدولانية، في البر والبحر، بالنسبة للدولة الحديثة. أي أننا قلما ما نسائل البحار بما هي مساحات لتكوين سرديات الدولة، هي بدورها، إنما نعتبرها وكأنها أمر مسلم به، تابع للسياسية الدولانية البرية. وعليه فإن تاريخ البلدان الحديث (أو الحداثي) يتكون بالأساس بحسب العالم البري أكثر من البحري. (لا يمكننا أن نتخيل جماعات بدوية تعتاش مرتحلة على شطآن البحار، وتعتمد على صيد السمك، مثلًا! أو بدو رحل يعيشون في البحر، والصورة الأقرب لهذه الحالة كان القراصنة في القرنين الثامن والتاسع عشر، الذين كانوا مادة ثرية للشيطنة الخطابية الحداثية، قدمتهم باعتبارهم جماعة قذرة، ماديًا ورمزيًا، بلا أخلاق، وليسوا جماعات من الرحالة البحريين الثوريين. وحتى عندما نفكر في مساحات مائية أثرت على تاريخ الحضارة، يحضر في عقلنا الحداثي الأنهار والموانئ، لا البحار ولا المحيطات).
وأما آليات الإنتاج الاجتماعي الشاطئية أو الساحلية، فقد تمكنت، وترسملت وتسلعت، وما خرج عن هذه الأجهزة (الميكنة والرسلمة والتسلع) وهي أجهزة غير منفصلة عن بعضها، فقد ألقي به خارج منظومة الحداثة. واستلزم الأمر تعاضدًا بين الرأسمال والبيروقراطية الدولانية والعسكرية. ولعل ما يحدث في مصر في السنوات الأخيرة، وعلى امتداد شواطئها وسواحلها على البحرين الأحمر والأبيض، يمثل طورًا متأخرًا من هذا التعاضد. حيث بيعت كلها لحسابات رأسمالية وأصبحت أماكن استهلاك، على حساب المفهوم الوطني للإقليم والمجال الدولاني، وكذلك الجماعات الساكنة فيه (أهل الساحل).
ولو أمعنا النظر إلى هذا التعاضد، مع الأخذ بعين الاعتبار العلاقة العضوية بين الحداثة والاستعمار، لوجدنا أن حماية ودعم وفتح الأقاليم والمساحات الجيو-استراتيجية أما إسرائيل، هو الهدف الأساسي من كل هذا التعاضد. بداية من بيع تيران وصنافير المصرية، إلى تملك رؤوس أموال خليجية ساحل مصر الشمالي، وهو أمر لا يختلف في البنية والتركيب عن تعامل الدولة المصرية مع أهالي سيناء بحسب اتفاقية كامب ديفيد، حيث طمس البنية المجتمعية والعلاقة مع الأرض والبحر لصالح شكل استهلاكي ومتواطئ مع البنية الاستعمارية الإسرائيلية وسيطرتها على المجال والموارد والأفراد والجماعات.(7)
3
في علوم الاتصال وإنتاج المجال السوسيو-جغرافي بين الشعوب، يقترح المؤرخ الفرنسي ميشيل برونو نموذجًا بيانيًا للعالم العربي والإسلامي، نجد أن البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، يقعان في القلب منه (8). وهو الأمر الذي يتفق فيه برونو مع كريستيان غراتالو (9) أن إنتاج المجال العربي والإسلامي، عبر التاريخ، وأدى إلى انتظام مجتمعات تلك المنطقة في كيانات جغرافية وإقليمية، في قلب العالم القديم، في توزيع يرتكز بالأساس على عدة عوامل كالحركة والاقتصاد، وكذلك البحر المتوسط والمحيط الهندي. وبالتالي فإن ما يفعله اليمن السعيد في مضيق باب المندب، هو إعادة تشكيل لمجالات الاتصال الجماعاتية، ما قبل الدولة القومية الحديثة ذات الجذور الاستعمارية، بالاستناد إلى التاريخ البحري للعرب. ولو عدنا قليلًا إلى تاريخ البحر الأحمر، أو بحر الحميرين نسبة إلى الدولة الحميرية (115 قبل الميلاد – 525 ميلادية)، لوجدناه ضاجًا بالحياة في التاريخ العربي(10)، حتى أن ذكره يرد في كتابات عدد من الرحالة العرب والأجانب، مثل ناصر خسرو وإبن جبير وابن بطوطة وجون لويس بوركهارت، وسارل ديدييه.
إن العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بما هي علوم الحداثة وأدوات خطابها الاستعماري، ستقتصر الدور اليمني المساند، في شبكة العلاقات الجيوسياسية، وهو الأمر الذي نراه جليًا في الخطاب السياسي الغربي، لدى الإشارة إلى أن إسرائيل تحارب إيران في العراق واليمن ولبنان، وهو خطاب ينتزع عن العربي فاعليته في المواجهة الحربية والمقاومة. وتلك نظرة استعمارية استشراقية، تقوم على إنتاج تصور ما للذات والآخر، ضمن مخيال استعماري حربي. تمامًا كما صدرت لنا صورة الصوماليين باعتبارهم قراصنة يسعون للمكاسب، متعامية عن دور القراصنة في مقاومة الاحتلال الأمريكي خلال تسعينيات القرن الماضي. وعليه يمكننا القول أن الحد الجنوبي لفلسطين هو باب المندب، وأن هناك تدور رحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية الأمريكية الغربية، على غزة واليمن معًا.
4
بن غوريون والبحر.
من غير المعروف لدى الكثير منا موقف محدد لبن غوريون من البحر الأبيض المتوسط، لكنه صرح في مقال له عام 1937 أن البحر "مساحة صحراء من ماء، وجب على الأمة اليهودية أن تستأثر بها" (11). كما قرر المؤتمر الصهيوني في لوسرن في سويسرا، إنشاء إدارة بحرية في الحركة الصهيونية تعكس الموقف المتغير من البحر الأبيض المتوسط لأهداف استعمارية واستيطانية. أبدى بن غوريون أيضا دعمه للمسعى الصهيوني البحري الجديد وأثنى على نتائجه المحتملة وتأثيره على مستقبل الييشوف. فأعلن أن تدشين ميناء تل أبيب كان ”تحولا جديدا إلى برنامجنا السياسي وبرنامج إعادة التوطين اليهودي“ وأدى إلى ”الشكل والمعنى البحري الأوسع للمتوسط“ (12) وأعلن أن على الحركة الصهيونية أن تعترف "برسالتها النبيلة الجديدة المتمثلة في غزو البحر بنفس القوة التي تجلت في الفوز بالإيميك" - وهي منطقة زراعية في شمال فلسطين المحتلة (13). وبهذه الكلمات، صرح بن غوريون إلى أن ما يسمى بغزو البحر كان لا بد من القيام به على نفس المنوال الذي تم به تطوير المستوطنات الزراعية. من هنا يمكننا فهم المحاولات الأمريكية لتطويع البحر لصالح إسرائيل من خلال اقتراحات ومشاريع هيمنة استعمارية كالميناء المؤقت، وغيره. يقول بن غوريون:
"لقد كان غزو سكان المدن للأراضي أول مغامرة عظيمة لحركتنا اليهودية، ولمسعانا في البلاد. وهناك مغامرة ثانية، عظيمة أيضا، وربما أصعب من الأولى، لا تزال تنتظرنا - غزو البحر. […] بدون البحر لا يوجد مدخل، ليس هناك فضاء […] إن البحر الأبيض المتوسط هو الجسر الطبيعي الذي يربط بلدنا الصغير بالعالم بأسره. والبحر جزء عضوي واقتصادي وسياسي من بلدنا. وهو لا يزال حرًا. القوة التي دفعتنا من المدينة إلى القرية تدفعنا الآن من الأرض إلى البحر […] إن الطريق إلى البحر طريق لتوسيع بلدنا، وزيادة قاعدتنا الاقتصادية، وتعزيز مشاعرنا الوطنية، وفرض موقفنا السياسي، والسيطرة على الاقليم. يَفْتحُ البحرُ أُفقاً غير مُحَدَّدة لنا. […] وينبغي لنا أن نتذكر دومًا أن بلدنا يجمع بين الأرض والمياه، وكلاهما لنا.(14)
ولو استخدمنا نفس المنطق لفهم العلاقة الاستعمارية الإسرائيلية مع البحر الأحمر، لفهمنا منطق الدول العربية وتحديدًأ الدور السعودي والمصري، وموقعه من مقولات الحرب، واصطفافاتها، والأهم منظومة الاستعمار الصهيوني، والدم والقتل الغزي (14).
هوامش وإحالات:
-
Brody, Hugh, 1994. The Other Side of Eden, Farmers and the Shaping of the World, New York: Free Press, p 13 – 14.
-
Carson, Rachel, 1951. The Sea Around Us, New York: Oxford University Press, p 15.
-
غيليس، جون، 2015. "الساحل البشري"، ترجمة ابتهال الخطيب، الكويت: عالم المعرفة، العدد 430، ص 188.
-
المصدر نفسه، 189.
-
يُنظر: Mackinder, Halford, 1904. The Geographical Pivot of History, The Geographical Journal , Apr., 1904, Vol. 23, No. 4, pp. 421-437
-
يُنظرSchmitt, Carl, 2006. The Concept of the Political, Chicago: Chicago University Press.
-
يُنظر:
https://www.un.org/unispal/document/auto-insert-189037/
و http://muqtafi.birzeit.edu/InterDocs/images/284.pdf
و https://www.peaceau.org/uploads/camp-david-accords-egypt-1978.pdf -
يُنظر:
برونو، ميشيل، 2021. "أوراسيا: قارة، امبراطورية، أيديولوجيا أو مشروع"، ترجمة معاوية سعيدوني، بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. -
غراتالو، كريستيان، 2018. "هل يجب التفكير في تاريخ العالم بطريقة أخرى؟"، ترجمة الهادي التيمومي، المنامة: هيئة البحرين للثقافة والآثار.
-
يُنظر:
زيدان، جرجي، (غير معروف التاريخ)، العرب قبل الإسلام، القاهرة: دار الهلال. -
Siegel, Bjorn, 2021, “Going Down to the Sea”: David Ben-Gurion’s Maritime Turn and Jewish Migrations to Mandatory Palestine, 1933-1948, Revista Crítica de Ciências Sociais, 125, p9.
-
Kaplan, Eran & Penslar, Derek J. (editors), 2011. The Origins of Israel, 1882–1948: A Documentary History, Wisconsin: University of Wisconsin Press, p111.
-
المصدر نفسه، ص 113.
-
Siegel, Bjorn, 2021, “Going Down to the Sea”: David Ben-Gurion’s Maritime Turn and Jewish Migrations to Mandatory Palestine, 1933-1948, Revista Crítica de Ciências Sociais, 125, p10.
https://www.reuters.com/business/red-sea-attack-fears-disrupt-global-trade-patterns-2024-01-16/