يبدو لي، أحياناً، أن منتقدي إميل حبيبي لم يقرأوا "المتشائل"، رائعته، وهو أضعف الإيمان إذا ما حضرت الرغبة في الفهم ـ ولماذا يقرأون ما دام الميزان الثنائي جاهزا للحُكم؟ كم كان إميل حبيبي وجيله بحاجة إلى التشاؤل كي يظلوا هنا، كي يربحوا الوقتَ والمكان، أو ما بقي منه؟ أو أنهم ـ المنتقدون ـ لم يفهموا التشاؤل البنيوي في تجربة الجيل الأول من الباقين في وطنهم! والتشاؤل سِمة الناس في تلك الأيام وسِمة النفوس المنكوبة بما رأت وعاشت وبما أرادته من بقاء مشروط على متن وقت مستقطع تماماً قد يغدر بهم ويفرّ.