يعد دوستويفسكي الأب الروحي لجميع أبطال رواياته الرئيسيين، بمعنى أنه كان يشكل نموذجاً بالنسبة لهم. إن عظمة دوستويفسكي ليست في تنبؤاته، بل في رؤاه الثاقبة التي تجلت في رواياته الخالدة؛ وليست في أن التاريخ سار في الطريق الذي تنبأ به، بل في أن أفكاره تجسدت في مدارس واتجاهات نفسية وفلسفية وأدبية، كمدرسة التحليل النفسي والفلسفة الوجودية والرواية المتعددة الأصوات وغيرها.