ميسان حمدان - مجلة رمان الثقافية https://rommanmag.com/archives/author/172rommanmag-com مجلة ثقافية فلسطينية مستقلة Sat, 02 Nov 2024 08:42:02 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.6.2 https://rommanmag.com/wp-content/uploads/2024/10/cropped-romman_logo-pink-32x32.png ميسان حمدان - مجلة رمان الثقافية https://rommanmag.com/archives/author/172rommanmag-com 32 32 عن الخوف والاختلاف لدى الكويريين الفلسطينيين https://rommanmag.com/archives/20247 Fri, 09 Oct 2020 06:01:12 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d9%81-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ae%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%81-%d9%84%d8%af%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%8a%d8%b1%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%84/ ما هي الأوجه المختلفة لنظرة الكوير لأنفسهم على أنهم فئة أو مجتمع بحد ذاته، سواء كانت من خلال الأفراد أو عمل المؤسسات؟ وكيف يؤثّر ذلك على نظرة المجتمع الفلسطيني لهم وعلى تعامله معهم، والذي يعتبرهم أساسًا مختلفين (بنبرةٍ سلبية) وينبذهم في أحيانٍ كثيرة؟  ما هو دور سلّم الأولويات على مستوى الطرح ثمّ الفعل، والذي بموجبه […]

The post عن الخوف والاختلاف لدى الكويريين الفلسطينيين appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
ما هي الأوجه المختلفة لنظرة الكوير لأنفسهم على أنهم فئة أو مجتمع بحد ذاته، سواء كانت من خلال الأفراد أو عمل المؤسسات؟ وكيف يؤثّر ذلك على نظرة المجتمع الفلسطيني لهم وعلى تعامله معهم، والذي يعتبرهم أساسًا مختلفين (بنبرةٍ سلبية) وينبذهم في أحيانٍ كثيرة؟ 

ما هو دور سلّم الأولويات على مستوى الطرح ثمّ الفعل، والذي بموجبه يتوزّع النضال الفلسطيني على درجات، والتي بحسبها تتجزّأ القضية لتصبح قضايا، منها المُلحّ فالمهمّ فالأقل أهمية فغير المهمّ، وتحوي في طيّاتها مقارنات بين أهل المجتمع الواحد وفقًا لقوالب وتسميات يعتبرها المعظم مُنزلة ولا حاجة لتفكيكها، وكيف يؤثر كل هذا على الفرد الفلسطيني الكوير؟

ما المشكلة في وجود نضال جامع، وهل يتطلّب هذا مجهودًا إضافيًّا؟ ثم، لماذا هنالك تساهلٌ مع فكرة وحدوث قمع “الأفراد الضعفاء لأفرادٍ ضعفاء مثلهم”؟ هل العدد هو ما يُكسب المجموعة قوةً؟ أم المرئية والظهور؟ أم هي الفكرة؟ 

أسئلةٌ كثيرةٌ تشغلني فيما يخصّ موضوع الكويريّة في فلسطين، وفي هذا المقال لن أحاول الإجابة على هذه الأسئلة، لأنني لا أملكها، ثمّ أن هذا مقالٌ غيرُ ناقدٍ، بل هو مجرّد مساحة لطرح الأفكار وتفكيكها لمحاولة فهمها، حيث أنّ معظمها يدور داخل دوامةٍ من الطبقات والجوانب التي لا يمكن فصلها والنظر إليها بتجرّدٍ في السياق الفلسطيني، كما وأنني سأحاول التركيز على هذه الأفكار من خلال ثنائياتٍ، قد تُسهّل التّواصل معها. 

في السياق الفلسطيني، لا يمكننا الحديث عن الكويرية دون التطرّق إلى السياق الاستعماري والرأسمالي، ومن غير الصحّي أن نتحدّث عن المجتمع الفلسطيني وكأنه بقعةٌ في اللاشيء، وكأن ما يحيط به لا يؤثّر على موازين القوى في داخله، ولو اختلفنا معها. فما يميّز وضع الكوير في فلسطين عن باقي الأماكن هو وجود الاحتلال، إذ أنّه، وبرأيي، حقيقة وجود الكوير ليست مشروطة بمدى ظهورهم بشكل مرئي ككوير، إنّما كفلسطينيين وفلسطينيات.

ثنائية الخوف والأمان

في واقعٍ تسوده موازين القوى المختلفة، والتي على ما يبدو أنّها تتشكّل وفقًا للعدد، لا لأي اعتبارٍ آخر، أيّ أنّ أيّ مجموعةٍ تشكّل الأكثريّة في أي سياقٍ كان تكتسبُ بشكلٍ تلقائي القوة والسيطرة وتتمتع بصلاحية ممارسة القمع، يتكوّن شعورٌ بالخوف لدى المجموعة التي تقلّ عن غيرها عددًا، فمثلًا، الفلسطينيون الذين يشكّلون الأقلية في الداخل المحتلّ لا يتمتّعون بأيّة قوةٍ تُذكر أمام دولة الاحتلال ومؤسساتها، يدفعهم هذا الحال إلى التعامل مع أنفسهم على أنهم أقلية خائفة، والتي تحتاج إلى التماسك داخليًا، حيث يُترجم هذا بقيمة الأمان، التي بدورها تتمثّل بالتواصل الطبيعي بين الفلسطينيين كأهلٍ لمجتمعٍ واحد، ولكن أيضًا من خلال المؤسسات التي يُقيمُها بعض الأفراد والمجموعات والتي تُعنى باحتياجاتٍ مختلفة ومتنوعة، سياسية كانت أم اجتماعية أو حتى ثقافية. تشكّل هذه المساحات دوائر آمنة يتشارك فيها الفلسطينيون اهتماماتهم واحتياجاتهم بعيدًا، ولكن بشكلٍ غير منفصلٍ عن المحيط الأكبر. 

هذا يسري، وبشكلٍ طبيعي، على المجموعات المختلفة في داخل المجتمع الفلسطيني، لأنه، وللأسف، حينما تصبح العدسة موجّهة نحو المجتمع على أنه العيّنة الكبيرة، نلاحظ قمع مجموعاتٍ معيّنة، والتي تُعتبر في هذه الحالة الأكثرية، لمجموعاتٍ أخرى مختلفة عنها وتقلّ عنها عددًا. فمثلًا، قد يمارس بعض الأفراد أو المجموعات التي تتمتع بالقوة دون أي اعتبارٍ عادل، العنف على أشكاله ضدّ الكوير في المجتمع فقط لأنهم مختلفون، فيولّد هذا خوفًا كبيرًا من الآخر المختلف، ليلجأ الكوير بدورهم إلى تكوين دوائر آمنة مكوّنة من أفرادٍ أو مؤسسات، لخلق مساحة يستطيعون من خلالها مشاركة اهتماماتهم واحتياجاتهم. لكنّ في هذه الحالة يكون القهر مضاعفًا، إذ أن المجتمع الفلسطيني الأوسع يصبح بالنسبة للكوير موحشًا، والمحيط الأكبر المتمثّل بالاحتلال يُعتبر الوحش أصلًا، في الوقت الذي يمكن أن يكون المجتمع الفلسطيني الأوسع هو الحضن الدافئ. 

ثنائية الاختلاف والتواجد الطبيعي

معنى كوير (Queer) بحسب ويكي الجندر: كوير (أيضاً: أحرار الجنس وخوارج وأشخاص ذوي الهويات الجندرية والجنسية غير النمطية) هو مصطلح يشير إلى الأقليات الجنسية والجندرية المختلفة غير المغايرة الجنسية. يعني هذا اللفظ في الأصل كل ما هو”غريب” أو “مختلف”. في أواخر القرن التاسع عشر، استخدمت لفظة كوير لذم وسب مثليي الجنس وذوي الميول الجنسية المختلفة، إلا أنها استخدمت بعد ذلك للتعبير عن كل ما هو خارج عن المألوف والمهيمن. كما ظهر لقب كوير كبديل راديكالي للمختلفين جنسيًا، كجزء من المشروع السياسي الغربي، ويكثر استخدامه عالميًا الآن. في الوقت الحالي، يُعد استخدام لفظة “كوير” من أصحاب الميول الجنسية المختلفة جزءًا من عملية استرداد واسترجاع قوة هذه اللفظة من أنظمة القهر، على عكس ما كان يحدث في الماضي حينما كانت تستخدم لذم أو سب لأصحاب الميول الجنسية المختلفة.

بالرغم من أن كوير تعني المختلف، بيد أنّها قد تشكّل أزمة في مجتمع لا يتقبّل الاختلافات. بالطبع لا أقصد القضاء على الاختلافات، إذ أنها القاعدة الأساسية لوجود نسيجٍ مجتمعي صحيّ. لكن النظرة إلى المختلف في حالة الكوير، تتعدى صحة وجوب الاختلاف، وتدّعي عدم طبيعية وجود الأشخاص الكوير، وكأنّهم حطّوا من مركبةٍ فضائية.  

تتمثّل هذه النظرة تجاه الكوير في الحياة اليومية التي لا تخلو من العنف الكلامي والجسدي حدّ القتل أحيانًا، لكنّنا قد نصادفها أيضًا في سياقٍ نضاليّ، حيث أنّه ما دام الأشخاص الكوير منخرطون في النضال الأساسي للفلسطينيين، والذي بموجب سلّم الأولويات يُعتبر أساسيًا، دون أن يُظهروا أنفسهم على أنهم كوير (حمل العلم مثلا)، فبالتالي وجودهم مقبول، أمّا إذا ما ظهروا أكثر، فقد يستدعي هذا المشهدُ استغرابًا، أو حتى عدم تقبّلٍ من ذات الأشخاص الموجودين في مظاهرةٍ من أجل العدالة.   

أذكر أن علم فلسطين وعلم الكوير قد حُملا في مظاهرة “صرخة كويريّة للحريّة” والتي جرت في نهاية شهر تمّوز 2020، وقد تساءل كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي: “شو خص علم فلسطين؟”

يأخذني هذا إلى واقعنا المليء بالقوالب والتسميات كشهيدٍ وأسيرٍ ومثليّ وشاذّ، التي نكرّر ذكرها دون أي تفكيك، والتي قد تُغرق أحدهم بالاحترام، وآخر بالذّم. ثمّ أنه ما هو الحال إن تشابكت التسميات؟ فماذا يحدث إن كان الشهيدُ مثليًا؟ أو الأسيرةُ مثليّةً؟ أي تعريف يفوز على الآخر؟ وما المشكلة فعليًّا في نضالٍ جامعٍ للاختلافات؟ ما هو المجهود الإضافيّ الذي قد يعثّر طريقنا في الوصول إلى واقع أكثر رحمةً وأقلّ قهرًا؟ ولم يكرّم الوطنُ أمواته ولا يلتفت إلى أحيائه المختلفين؟ 
 

للاستماع إلى المزيد من المقالات، يمكنكم الاشتراك في خدمة «صفحات صوت» إما من خلال الموقع أو تطبيق آبل بودكاست.

The post عن الخوف والاختلاف لدى الكويريين الفلسطينيين appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
يوم الأربعاء  https://rommanmag.com/archives/20065 Tue, 12 May 2020 07:14:22 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%a8%d8%b9%d8%a7%d8%a1/ لا أدري إن كانت نهاية العالم قد حلّت منذ حين، أو أنّها آتيةٌ لا ريب فيها. رُبّما تكون بدايةً لشيء ما. لا أعرف ما يُسمّى هذا بالضّبط. المرّة الثانية التي صدّقت فيها أنّ ثمّة نهاية للعالم، كانت عندما شاهدتُ عدنان ولينا في بداية الألفيّة الثالثة: “اندلعت الحرب العالمية الثالثة عام ٢٠٠٨، استخدمت فيها الشعوب المتحاربة […]

The post يوم الأربعاء  appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
لا أدري إن كانت نهاية العالم قد حلّت منذ حين، أو أنّها آتيةٌ لا ريب فيها. رُبّما تكون بدايةً لشيء ما. لا أعرف ما يُسمّى هذا بالضّبط.

المرّة الثانية التي صدّقت فيها أنّ ثمّة نهاية للعالم، كانت عندما شاهدتُ عدنان ولينا في بداية الألفيّة الثالثة: “اندلعت الحرب العالمية الثالثة عام ٢٠٠٨، استخدمت فيها الشعوب المتحاربة أسلحة مغناطيسية تفوق في خطورتها الأسلحة التقليدية، ونتيجةً لذلك، حلّ الدمار في البرّ والبحر فانقلبت محاور الكرة الأرضية وباتت الكرة الأرضية تعيش الكارثة المؤلمة. مضى الآن عشرون عامًا على الكارثة ولم يبقَ على هذه الجزيرة سوانا، أتت الحرب على معظم أجزاء الأرض، والآن أخذت الأشجار والحشائش تنمو ثانيةً وأخذت الأسماك تملأ مياه البحر. لقد انتعشت الأرض وامتلأت بالحياة من جديد.”

تشكّل تصوّرٌ في ذهن طفلة عن الحياة ما بعد النهاية. ولم تكن تلك الحياة سارّة، أو مختلفة عمّا قبلها.

أذكر أنني لطالما انتظرتُ وأخي عام ٢٠٠٨، لنرى ماذا سيحدث. منذ ذلك الحين، شُنّت حروبٌ كثيرة. واستُخدمت أسلحة عدّة، وانتهت الحياة في أماكن كثيرة. لكن هذا العالم الحقير، يبقى دائمًا على ما هو، لن يحفظ ماء وجهه قط.

أمّا المرة الأولى التي تعرّفت على شكل نهاية العالم، والتي يعتبرها معظمهم نهاية سعيدة، رغم أنّها دمويّة، فصدّقت، عندما حدّثتنا المعلّمة عن يوم القيامة، الذي سيأتي فيه الدجّال ليضع الطّالحين منّا في براميل من الزّفت، فأصبحتُ كلّما شاهدت عُمّالًا يخلطون الزّفت في أحد أحياء القرية، أشمّ رائحة القيامة.

عرفتُ رائحة نهاية العالم قبل أن أعي رائحة العالم نفسه.

كبرت ولم أشغل نفسي كثيرًا بحدوث الحرب العالمية الثالثة أو عدم حدوثها، ثمّ أن القيامة بالنسبة لي، أضحت مجرّد قصة خيال علمي، كتبها أحدهم منذ زمن طويل، وصدّقها كثيرون. لكنني وبصراحة، فضّلت دائمًا نسخة عدنان ولينا من نهاية العالم، فقد كانت مرئيّة وملوّنة ومُرفقة بالأغاني وقد احتوت على أسماء مثيرة كعمروس ونامق وعبسي وعلّام. وتلك الأسماء فضّلتها على الدجّال وإبليس، خصوصًا لأنّها كانت شخصيّات مصوّرة، لا مجموعة أحرف تنطلق من شفتيّ معلّمة لئيمة بائسة، تبثّ السمّ في أذهان أطفال، أصبحوا قطعانًا يحلمون بيوم القيامة السعيد. 

كبرتُ وأصبحت خلايا مخّي تتراقص حول عالمي، الذي كلّما بدأت بنسجه، تمزّق.

 

يوم الأربعاء، حزمتُ أغراضي باكرًا، وتركت ورائي مكان عملي المقفل، شوارع المدينة الفارغة، البارات موصدة الأبواب، ألعاب الطرنيب والكاتان في مطبخنا الدافئ، الباحثين عن أوراق التواليت، ورشة كتابة لا موعد لها، الموسيقى الكلاسيكية المنبعثة حديثًا من بيت أحد الجيران، الجيران الذين لم أرهم قط، غرفة صغيرة مُرتّبة وشمسًا ظهرت أخيرًا لتؤنس مساحات شاسعة من اللاشيء، وتوجّهت إلى المطار.

لم يمضِ على عودتي إلى برلين شهرٌ واحدٌ، وها أنا أتركها مجدّدًا. وكم تمنّى أصدقائي أن لا أسمع صوت المنبّه ذاك الصباح، فلا أصحو، ولا أذهب. وهذا، لا أخفيني سرًّا، قد أحزنني. لكنّ السعادة العارمة كانت تكسو وجهي النّاعس وقد ملأتُ حقيبتي هذه المرة ما يكفي من الكمامات والمعقّمات، بالإضافة إلى الحبوب المنوّمة المعتادة. 

لا أستطيع أن أحدّد مصدر خوفي هذه المرّة، لكنّ سبب سعادتي كان يبدو أكثر وضوحًا ويكاد يُقرأ من على جبيني. هذه ليست مصيبتي وحدي. ليست مصيبةً تنمو في دماغي وتنمو، ثم تُزهر، ثم تُثمر، ثم تتساقط أوراقها ثم تزهر من جديد.

فيما مضى، كلّما نظرت خارج دماغي، كبرت مصيبتي، والآن أنظر خارجه، فيبتسم. ليس عليّ أن أجيب على أسئلة مصيرية لا أعرف لإجاباتها أي ملامح. ليس عليّ أن أبرّر خياراتي لأحد. فجميعنا نغوص في المجهول، وجميع الخيارات تبدو مفهومة، أو على الأقلّ، لا نقاش فيها. مجرّد معلومات عابرة. يا للجمال!

وعلى العموم، لا أرى أي علاقة طردية تربط بين مقدار الخوف من الشيء وعدم الإقدام عليه. أي أنني لا أذكر أنّ خوفي من شيء، منعني من الإقدام عليه. لكنني لا أفهم لما تشدّني العلاقات العكسية، التي كلّما زاد مقدار المتغير الأول فيها، نقص مقدار المتغير الآخر. وحقيقةً، مع كمية المتغيرات المتداخلة، لا أودّ معرفة الجواب. دماغي حقًّا يبتسم، ولا يشعر بضرورة إجابة نفسه على هذا السؤال المصيري.  

خرجتُ من بيتي في نويكولن الساعة الرابعة صباحًا، متوجّهة إلى المطار وأنا على اطّلاع مسبق على تعليمات لا تنتهي أرسلها لي والدي الليلة التي سبقت يوم سفري. لا تقتربي من تجمعات كبيرة، احرصي على ابتعادك مسافة مترين على الأقل عن أي شخص كان، ضعي الكمامة في المطارات وعلى متن الطائرة، اغسلي يديك مع الصابون أو عقّميهما بوتيرة عالية، اشربي الماء كل ربع ساعة… بعد هذه الرسالة قلت له: لا أستطيع شرب الماء بوتيرة عالية كهذه! بصير بدي أزنقح!

لا عليكم، كل تلك التعليمات استطعت استيعابها، إلّا واحدة: تجنّبي عطسة أيّ شخص قريب كان.

نعم؟ كيف بحقّ الكون من الممكن تجنّب عطسة لسنا نحن من نُصدرها؟ هل كان عليّ أخذ كتاب “كيف تختفي” للطريق؟

يا للهول!

انطلقتُ في طريقي، وكنت أحرص على ألا ألمس أسطح الأشياء العامة، أي كلّ شيء فعليًّا، فمثلا كنت أقصد أبواب القطارات التي سيدخل إليها أو يترجّل منها الآخرون وأنتظرهم ليفتحوها.

كلّما اقتربنا من المطار كان يظهر المزيد من الكمامات على الوجوه الجالسة أو المزيد من الوجوه الداخلة التي ترتدي الكمامات. 

وصلتُ إلى المطار. لم أدخل الحمام. لم أشرب الماء. لم أتحدّث إلى أحد. لم أغسل يديّ، لكنّي كنت أعقّمهما باستمرار. وبسرعةٍ  كبيرة أصبحت بجانب بوابة المسافرين إلى أرض الوطن، بكمّامة تكاد تغطّي وجهي كلّه.

لم يعطس أحد. حتى أنا لم أعطس.

لم يكن هناك الكثيرين ممّن اجتاحهم الشعور بالضمان والأمان تجاه أرض الوطن. على الرغم من ذلك، كان معظم المسافرين من الفلسطينيين.

هذه علاقةٌ طرديّة بامتياز.

رأيت أشخاصًا أعرفهم ويعرفونني، لكنّني لم أودّ التحدّث إلى أحد، لأتجنّب العطسة في حال حدوثها، ولأنني بارعةٌ في اختراع الأفكار وتصديقها، تساءلت: من هذه التي تجلس في الزاوية بشعرٍ محلوق وكمّامة؟ أنا لا أعرفها.

ولأنني لا أعرفني، كيف للآخرين أن يتعرفوا عليّ؟

حسنًا. لا أملك الماء. كيف سأتناول المنوّم؟

وسرعان ما تذكّرت أنّ مصدر خوفي بات مجهولًا، فابتسم دماغي موقنًا أنني سأنام بعد لحظات من جلوسي في الطائرة. 

كان لكلّ راكب ثلاثة مقاعد، إذ أن الطائرة شبه فارغة، لكنني وضعتُ طبيعتي البشريّة جانبًا ولم أطمع، فاكتفيت بالجلوس على المقعد المحاذي للشباك، مكتوفة الأيدي، في جيبي الأيسر هاتفي النقّال، وفي جيبي الأيمن المعقّم. انتابني شعور غريب دفعني لأقول في نفسي “إلى الجحيم أيتها القلعة” كما يقول عبسي، فابتسمت. وقبل أن تُقلع الطائرة، غفوت.

 

ياه! ما هذا الوطن الفارغ؟ وما هذه السلاسة المدهشة التي جعلتني أخرج من المطار كأنني أتمشى على شاطئ المتوسط؟ أنا معتادة على أن يستقبلني ضابطٌ، ثم يدعوني للجلوس في غرفة على الهامش لمدة ساعة على الأقل بعد أن يأخذ جواز سفري. لكن هذه المرة كانت مختلفة جدًا. 

كان من المفترض أن تهبط الطائرة الساعة 12:15 ظهرًا، لكنني في هذا الوقت، كنت أجلس في باحة المطار أنتظر والدي ليقلّني إلى البيت. على ما يبدو كانت السماء أيضًا فارغة. 

 

تتصل أمي، وتقول لي أن والدي في طريقه إليّ، وأنّه عليّ الجلوس في المقعد الخلفيّ الذي يفصل بينه وبين المقاعد الأمامية “نايلون”.

ضحكتُ بشدّة. لم أصدّق. حتى وصل والدي واكتشفت أن هذه حقيقة. المزيد من الحواجز في وطننا الجميل. 

هل لديك كمّامة أخرى؟ سألني، بعد أن قال لي مرحبا من مكانه في السيارة.

نعم، ناولته كيس الكمامات، حيث أمسكه بدوره بورقة، ووضع كمّامة على وجهه. وجلست أنا في المقعد الخلفيّ مشدوهةً. 

ما أن خرجنا من محيط المطار حتى انتابتنا موجة ضحك.   

تتصل أختي لتحدّث والدي، ولأنّ النايلون يفصل بيننا، بالكاد أستطيع سماع ما يقولان.

أسمع كلمة صرصور، ثمّ يقهقهان.

لحظة! هل نعتني أحدهم لتوّه بالصرصور؟ وأطلب توضيحًا من والدي. فيجيبني في ثالث مرة أسأله بعد أن ابتسم متجاهلًا من قبل.

هل نعتني أحدهم لتوّه بالصرصور؟

نعم، قالت على سبيل المزاح أنه يجب علينا أن نعقّم جميع الأمكنة التي يمرّ منه الصرصور. وأضافت مقتبسةً أبو عنتر في مسلسل “عودة غوار”: “صرصور وقع بصحن الحمص، شو فيها؟ ما الصرصور خلقة الله”.

 

لا أبالي، بإمكاني أن أكون صرصورًا. 

 

تتصل أمي لتحدّثني: ميسان، لا تدخلي منتعلة حذاءك. اخلعيه واتركيه في الخارج.

هل أخلع ملابسي أيضًا في الخارج؟ أسألها. 

ميسان هذا ليس وقتًا للمزاح. اخلعي حذاءك في الخارج وتوجّهي مباشرة لتستحمّي. سآخذ جميع ملابسك لأغسلها. 

 

لا أبالي، بإمكاني أن أكون جرثومةً أيضًا.

 

وصلتُ إلى البيت، وفعلتُ ما أرادت بعد ألقيتُ التحيّة عن بُعد. تناولَت ملابسي بكفوفها الزرقاوين، ثمّ أدخلتني السّجن. أقصد غرفتي. بعد أن أزلتُ عن جسدي مشقّة السفر. وفي كلّ مرة كانت تدقّ باب غرفتي، أفتحه لأجد صينيّة طعام أو شراب على الأرض، آخذها بخجلٍ، أمام نفسي وأمام الساكنات جميعها. تراقبُني تلك الساكنات وأنا آكل، فيبتسم دماغي، ثمّ أعيد الصينيّة خارج الباب، وأعود لأجلس في مختبر علوم الأحياء. 

 

ها أنا الآن أجلس في نفس المكان منذ عشرة أيام، توقظني في كلّ يوم ممرّضةٌ مهاتفةً إيّاي، تعتذر عن إزعاجها لي، ثمّ تتعرّف عليّ وتُثني على ما لا أفعله في حياتي الحالية، وتسألني عن درجة حرارتي، لأجيبها أنّها تتراوح بين 35.4 و 36.8 فتستوضح إذا ما كان هناك أيّ عوارض تستحقّ الاهتمام، لأجيبها يوميًا بالنفي. فأخشى أن تقول لي أن هذه درجات تستحق الاهتمام. لكن على ما يبدو جميعنا لا يعرف مصدر خوفه، أو ما بات يستحق الاهتمام فعلًا. يا لجمال الوحدة الوطنية. 

 وحتى الآن، عدت لممارسة الرياضة، حسنًا القليل منها، وقمت بإجراء محادثةٍ مع بو بريص، كان يعلم أنّ الماء يعيق حركته لكنّه كان يصرّ على النزول فيه، فحاولت مرارًا أن أقنعه بأن يعدل عن تصرّفاته. دون جدوى. كما وأجريت مسابقةً لمجموعة من النمل وتوّجت الفائزين منهم برشّة من مبيد الحشرات بعد أن رجوتهم أن يتركوا غرفتي وشأنها. والأمر الأكثر إثارة من أن النّمل يعمل بجدّ، هو عناده.

سرقتُ اللوز من شجرة جيراننا، وقد كانت تلك المرة الأولى التي أهرب فيها إلى الخارج لبضع دقائق، لكنّها كانت الشجرة التي اعتدت أن آكل منها منذ كنت طفلة، وقد مرّ ربيعان دون أن أتذوّق طعمها.

وأخيرًا، عدت للعمل والتواصل مع العالم الخارجي، لكن بشكلٍ افتراضيّ تامّ. أدرّس اللغة العربية للشاشة، أتحدّث مع الشاشة، وكم أخشى أن أقع في حب الشاشة، فهذه علاقة عكسيّة بامتياز. 

 

ربمّا لن ينتهي العالم كما تصوّرته الطفلة في داخلي من خلال قصة القيامة أو قصة عدنان ولينا، لكنّ تلك الطفلة باتت تشعر أن العالم المحسوس قد ينتهي، ويسود الافتراض مزيِّنًا عالمنا الجديد. أبوكاليبسنا الجديد. 

يبتسم دماغي، فهو لا يشعر بضرورة التفكير في هذه التداعيات، التي قد تكون هي الأخرى مجرّد افتراضات من نسيجه الممزّق.

يبتسم، ويغوص في المجهول. 

The post يوم الأربعاء  appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
أغنية الراب الفلسطينيّة، بلا مسلّمات أو قوالب https://rommanmag.com/archives/19320 Thu, 14 Jun 2018 07:38:29 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%a3%d8%ba%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%84%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d9%86%d9%8a%d9%91%d8%a9%d8%8c-%d8%a8%d9%84%d8%a7-%d9%85%d8%b3%d9%84%d9%91%d9%85%d8%a7%d8%aa/ لعلّ أغنية الراب الفلسطينيّة، هي تلك الأغنية الوحيدة التي ليست بحاجةٍ لإثبات هويّتها، كما أنّها لا تسعى إلى تجميل أيّ واقعٍ كان، ولا تجعله رومانسيًا أو زهريًا، خاليًا من الشّوائب والانزلاقات، فهي، بملامحها الغاضبة، لا تخضع لأيّ مسلّماتٍ أو قوالبَ، موسيقيّة كانت أم “أخلاقيّة”، بل على العكس تمامًا، فهي تُرغم المتلقّي على مشاهدة شريطٍ حقيقيٍ […]

The post أغنية الراب الفلسطينيّة، بلا مسلّمات أو قوالب appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
لعلّ أغنية الراب الفلسطينيّة، هي تلك الأغنية الوحيدة التي ليست بحاجةٍ لإثبات هويّتها، كما أنّها لا تسعى إلى تجميل أيّ واقعٍ كان، ولا تجعله رومانسيًا أو زهريًا، خاليًا من الشّوائب والانزلاقات، فهي، بملامحها الغاضبة، لا تخضع لأيّ مسلّماتٍ أو قوالبَ، موسيقيّة كانت أم “أخلاقيّة”، بل على العكس تمامًا، فهي تُرغم المتلقّي على مشاهدة شريطٍ حقيقيٍ مسجّلٍ لحياته، مجراها ومعالمها.

لا بل أكثر من ذلك، فهي تدفعه إلى مواجهة هذا الشّريط من خلال كشف السّتار عن أدقّ التّفاصيل، وأبسطها أحيانًا، بنبرةٍ طافرةٍ أو ساخرةٍ في كثيرٍ من الأحيان، في محاولةٍ لمحاكاة هذا الواقع البائس، الذي يمتاز بفائضٍ كبيرٍ من أساليب وطرق قمعٍ مختلفة، النّاتجة عن وجود كياناتٍ غاصبةٍ للحريّة الفرديّة، السياسيّة منها والمجتمعيّة، على حدٍ سواء.

فإنّ وجود الاحتلال من جهة، واتّباعه لسياساتٍ خانقةٍ -بطبيعة كونه احتلالًا- والتي تهدف إلى ترويض الفلسطينيّ في جميع أماكن تواجده، وإلى جعله شخصًا خانعًا لا رأي له ولا قوّة، وفرض “وجهاء المجتمع” لقوانين وحدود تساهم في بناء ثقافة القطيع المُطيعة والمُسالمة من جهةٍ أخرى، كلّ هذا، لم ينجح إذا تناولنا أغنية الراب الفلسطينيّة كفعلٍ أو كردّ فعل صارخٍ، صريحٍ، مباشرٍ وطاعن في تلك المحاولات جميعها.

ثيمة المعاناة المتنوعة

أمّا الأكثر أهميّة من كلّ هذا، وأشدّه إثارةً، هو تناول معظم مؤدّي الراب في حيفا ورام الله وشاتيلا وأوروبا، للعناصر ذاتها، والتي تشكّل موضوعاتٍ قريبةٍ من بعضها البعض، مؤكّدةً على فشل تلك المؤسسات السّاعية إلى تفتيت ما تبقّى منّا، فتأتي معظم الأغاني لتتمحور في معظم الأحيان حول ثيمة المعاناة في مناطق التواجد المختلفة، والتي تظهر بأشكالٍ مختلفةٍ أيضًا، من خلال التطرّق إلى الحديث عن الهويّة الفلسطينيّة، وما يُلحق بها من ملامح، كالحدّ من حريّة الحركة والتنقّل، الحدّ من حريّة التعبير عن الرأي، صراع الهجرة والبقاء، وبشكلٍ قاطعٍ: العودة.

كما تقوم أغنية الراب على نقد ما ومن في أعلى الهرم، ونصر ما ومن في أسفله، وبهذا يلحق النقد بالسّلطة السياسيّة والأبويّة والذكوريّة والحمائليّة، وباستخدام بعض الألحان الفولكلوريّة الفلسطينيّة في بعض الأحيان، كالدّبكة والدحيّة وأغانٍ تراثيّةٍ أخرى. بالإضافة إلى ظهور استخدام التّناص مع نصوصٍ أو أغانٍ عربيّة وفلسطينيّة قديمة، ليُوثّق التاريخ مربوطًا بالحاضر وكل ما يشكّله من أثرٍ عليه، حتّى الوصول إلى المستقبل.

كما أنّ اللغة المستخدمة في أغنية الراب، لا تتبع بالضّرورة لإطارٍ أو قالبٍ محدّد، فهي ليست بالضرورة لغة فُصحى أو عاميّة، مؤدّبة أو “بذيئة”، إنّما وجود أسلوبٍ حُرّ يمكّن بسهولة من استخدام اللغة والتّلاعب بها بشكلٍ جميلٍ وابداعيّ.

عالم مواز

بمعانٍ أخرى، تأتي أغنية الراب الفلسطينيّة لتخلق عالمًا جديدًا خاليًا من الحواجز التي قامت عليها، ولتضع مرآةً كُسرت مرارًا وتكرارًا، وخُبّئت لسنين طوال في أقبيةٍ مظلمةٍ، تكدّست بمفاهيم الـ”عيب” والـ”حرام” والـ”مش مناسب” والـ”لا يجوز”، لتجعل كلّ شيءٍ ممكنًا وجائزًا وجليًا، حتّى الوصول إلى تجارب مشتركة جميلة بين مؤدي راب فلسطينيّين وعرب في لبنان وسوريا، وما هذا إلّا تأكيدًا على تشارك الهمّ والمقاومة في آنٍ واحد.
 

 

رحلة اكتشاف الهُويّة

المرّة الأولى التي انكشفتُ فيها على أغاني الراب، كانت حين بدأتُ رحلتي في اكتشافي لهويّتي الفلسطينيّة، إذ أنّ في فلسطين الدّاخل، ربّما يتوجّب عليك اكتشاف فلسطينيّتك اكتشافًا، لا أن تولد معها، وذلك يترتّب بحسب مدى تركيب خلفيّتك وبيئتك.

لم يشغل هذا المركّب آنذاك، وحين كنتُ طالبةً في المدرسة، أيّ مكانٍ أو منحى في شخصيّتي، وكلّما ظهر، أقصوه، أخرسوه أو جعلوا له قالبًا مُهينًا.

كنتُ أعلم أنّني فلسطينيّة عندما كنت أستيقظ في منزلنا في كلّ صباح، أو بعد العودة إليه بعد كلّ دوامٍ مدرسيّ، لكنّ البيئة المحيطة، والتي تكوّنت من زملاء وزميلات وإدارة وبرنامجٍ تدريسيّ، كلّها، كانت ترمي بي في كلّ مرّةٍ من جديد إلى هاويةٍ من الصّراعات، وتتركني عالقةً في وحلها دون نجدة.

في حينها، بدأتُ البحث عن طريقٍ للخروج، وعلى المستوى الحسّي، لم أجد شيئًا أكثر حدّة وقوّة من أغاني الراب لإخراجي من ما لحق بي، وفي كلّ مرّةٍ كنت أستمع إلى تلك الأغاني، شعرتُ أنّ شيئًا ما في داخلي ينفجر، كأنّ النتوءات التي بقيت ظاهرة جرّاء ما عانيته من أزماتٍ وجوديّة، أخذت تزول. كانت حقًا “فشّة غُلّ” بكل ما يحمله هذا التعبير العاميّ البسيط من معنى.

كأنّ طريقًا أخذت تتعبّد.

لكنّني، لم أقرّر قط أنّني سأتبع هذا الطريق للتعبير عن ما يجول في خاطري، بل تجاربي جميعها، وإن كانت ضئيلة، فهي وليدة لحظةٍ معيّنةٍ، نتيجة حدثٍ أثّر بي حدّ القيام بفعل الكتابة، ومن ثمّ تحويله إلى مادّةٍ مسموعة، وبرأيي، هذا أكثر ما يميّز أغاني الراب عامّةً، ففي لحظةٍ معيّنةٍ يترتّب بعض الكلام الذي تراكم بأشكالٍ مختلفةٍ سابقًا، ليكسر روتينًا وما كان مفهومًا ضمنًا، دون أيّ قيد.

مشهد ليس كاملًا

بيد أنّ، ليس هناك أيّ شيءٍ كامل الملامح والأوصاف، سوى عنوان أغنيةٍ لعبد الحليم حافظ، فإذا نظرنا إلى المشهد العام لأغنية الراب الفلسطينيّة عن كثب، سنجد أنّه يكاد يخلو من التّجارب النسائيّة، فإلى جانب التّجارب الكثيفة والمبهرة التي قام ويقوم بها شبابٌ فلسطيني حُر، لا يزال الصّوتُ النّسائيّ غائبًا، ولا بدّ له أن يُسمع.

مقطع من أغنية “طب هل”، من تأدية “شب جديد” و”داكن”- موسيقى النّاظر:

لا ببيع حشيش ولا ببيع سلاح
ولا أنا بتاجر ولا إلي بالصّنعة
خال بلادنا بتخزي بس بنحبّ البلاد
شب جديد تأخّر معناها أزمة ع المعبر
ايري باللي بفتي بيحكي انه هذا راب
هذا علم مالو كتب هذا قرف على قرف
هذا عنده شغل على الخمسة فاق
ف طوابير على الدّور نتصفّت
مين يتفتّش في الأول نتدفّش
ف راس اللي قبالك نص ساعة بتتفرّج
هذا واقع أم حلم ولا بدري
قد ما تأزّم اخريتها رح تُفرج
 

 

هذا المقال هو جزء من ملف “الأغنية الفلسطينيّة، سردية الناس والمكان” إهداء لذكرى الفنانة الفلسطينيّة ريم بنّا. وهو من إعداد رشا حلوة.

 

The post أغنية الراب الفلسطينيّة، بلا مسلّمات أو قوالب appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>