إياد شماسنة - مجلة رمان الثقافية https://rommanmag.com/archives/author/184rommanmag-com مجلة ثقافية فلسطينية مستقلة Sat, 02 Nov 2024 08:41:12 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.6.2 https://rommanmag.com/wp-content/uploads/2024/10/cropped-romman_logo-pink-32x32.png إياد شماسنة - مجلة رمان الثقافية https://rommanmag.com/archives/author/184rommanmag-com 32 32 “لم نعد نؤمن بأن للبرتقالة شقّين، نحن جناحا الوطن”… نادي حيفا الثقافي https://rommanmag.com/archives/19427 Thu, 20 Sep 2018 06:32:24 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d9%84%d9%85-%d9%86%d8%b9%d8%af-%d9%86%d8%a4%d9%85%d9%86-%d8%a8%d8%a3%d9%86-%d9%84%d9%84%d8%a8%d8%b1%d8%aa%d9%82%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%b4%d9%82%d9%91%d9%8a%d9%86%d8%8c-%d9%86%d8%ad%d9%86-%d8%ac%d9%86/ كثيراً ما تكون الكتب بوابات بعث حضاري، وتكون الأفكار التي تحركها الكتب موجات وتحركات ثقافية أو سياسية تنعكس على الواقع المعاش ثقافياً أو فكرياً. في نادي حيفا الثقافي القابع في حضرة حيفا العظيمة وأنفاس الكبار في الثقافة والأدب والثقافة من السابقين والأولين واللاحقين، وعلى خلفية قراءة كتاب “من مروج الجليل – مذكرات طبيب من الناصرة” […]

The post “لم نعد نؤمن بأن للبرتقالة شقّين، نحن جناحا الوطن”… نادي حيفا الثقافي appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
كثيراً ما تكون الكتب بوابات بعث حضاري، وتكون الأفكار التي تحركها الكتب موجات وتحركات ثقافية أو سياسية تنعكس على الواقع المعاش ثقافياً أو فكرياً. في نادي حيفا الثقافي القابع في حضرة حيفا العظيمة وأنفاس الكبار في الثقافة والأدب والثقافة من السابقين والأولين واللاحقين، وعلى خلفية قراءة كتاب “من مروج الجليل – مذكرات طبيب من الناصرة” للدكتور الياس سليم سروجي، الذي يتحدث فيه عن الدورِ الثقافي للمجلسِ المحلّي الأرثوذكسي في عهد الانتداب لفلسطين، التقى المحامي حسن عبادي مع زميله ظافر والمحامي الحيفاويّ فؤاد نقارة في باحةِ مسجدِ الجرينِةِ الحيفاويّ.

شارك الثلاثة في جنازةِ المرحومةِ سَروينازْ ايراني/ دقة بتاريخ ٣٠/١١/٢٠١١١، حدّث حسن عبادي الرفاق عن الكتابِ وسألتُه مستفِزًّا: “وينكمْ” فلم يكذّبْ الرفاق خبرًا وبادروا لدعوةٍ تشاوريّةٍ كان من ثمرتها تأسيسُ نادي حيفا الثقافي في الحادي عشر من شهر شباط عام ٢٠١٢.

التقيت أنا (إياد شماسنة) بالمحامي فؤاد نقارة الذي يذكر اسمه الراحل “حنا نقارة” الذي يحمل شارع في رام الله اسمه بافتخار، في ملتقى دار فضاءات الابداعي في عمان عام ٢٠١٧، كنت مشاركا بتوقيع واطلاق روايتي” الرقص الوثني” وكانت مع نقاره زوجته ونخبة من المثقفين ورفقة الروائي حسين ياسين لاطلاق رواية “علي” التي تم ترشيحها للبوكر العربية من قبل دار الرعاة في رام الله، وبذلك بدأت معرفتي ومتابعتي لأنشطة نادي حيفا، إلى تمت دعوتي لاطلاق وتوقيع ومناقشة روايتي ”امرأة اسمها العاصمة“ ورواية ”الرقص الوثني“ في آخر يوم من شهر آب من هذا العام.

حتى هذا اليوم؛ يناقش نادي حيفا كتاباً في الشهر وقد أنجز حتى اليوم ٥٩ كتابًا، والكتاب المرقم  بالستّين سيكون “نساء، ولكن” للروائيّة نور عبد المجيد.

تطوّرت فكرة النادي، فاهتم الأعضاء لاحقاً بعقدِ أمسياتٍ ثقافيّة لإشهارِ كتابٍ بحضورِ الكاتبِ، وعلى ذلك تم انجاز عشراتِ الأمسياتِ المميزة لتضيء شمس الثقافة من جديد في حيفا كما كانت في عهد الإنتداب.

أقيمت أمسياتِ تكريمِ أديبٍ أو شخصيّةٍ وطنيّةٍ ثقافيّة للأحياء ومنهم حنّا أبو حنا، د. منير توما، سعاد قرمان، د. أسعد الأسعد، ليانا بدر، كمال حسين إغباريّة، د. نزيه قسيس، د. المتوكّل طه وأحمد دحبور قُبيل وفاته وغيرهم، ليقتبس كل منهم قبس حب ويشعل ضوءاً في منارة حيفا.

بعد ذلك تم إحياء مِنبر  الشعرِ وهو نوع من الأمسيات العُكاظيّة الحيفاوية لتكونَ منصّةً تقام كلّ ثلاثة شهور بمشاركة أربعة شعراء، ويوم الخميس ٢/٨/٢٠١٨ كانت الأمسية العكاظيّة الخامسة عشرة.

لقد أفسح النادي المجال لعشرات الرسّامين والفنّانين التشكيليّين بعشرات المعارض ومنهم ظافر شوربجي، جميل عمريّة، سمر بدران، نجية ياسين، صالح عليصات، نبهان زهران، د. يوسف عراقي، ناجي العلي وتوفيق عبد العال وغيرهم. بالإضافة إلى فنّانين ومغنيين ومنهم ألبير مرعب، أمل مرقص، لبيب بدارنة، نبيل عازر، فرقة بيت الموسيقى الشفاعمريّة، جوقة الكروان، نزار الشايب، عنان زريق، نزار بغدادي، الياس عطاالله، سامر علو، أمين ناطور ورمسيس قسيس وغيرهم.

يرافق الأمسيات عرض شريط “لمسة وفاء” لمراحيمنا ومنهم غسان كنفاني، ناجي العلي، شكيب جهشان، توفيق زيّاد، محمود درويش، سميح القاسم، عبد الرحيم محمود وغيرهم.

بادر أعضاء النادي في السنوات الأخيرة بتكثيف حضور إخوتهم من شتى أرجاء الوطن والشتات، يقول عبادي “لم نعد نؤمن بأن للبرتقالة شقّين، نحن جناحا الوطن”، فكانت أمسيات لأحمد دحبور، سامح خضر، روز شوملي، يحيى يخلف، عائشة عودة وباسم الخندقجي، محمود شقير، جميل السلحوت، سمير الجندي، نادية حرحش، محمد قراعين، عاطف أبو سيف، أنور حامد، سميح مسعود، د. عبد العزيز اللبدي، عادل سالم والدكتور يوسف عراقي وغيرهم كثر.

وفي سياق النشر والتوزيع من أجل إشهار إصداراتهم، تم التواصل والتعاقد مع عدد من دور النشر، ومنها: دار فضاءات، دار الرعاة، دار الشروق ودار الجندي، فكانت أمسيات مع إصدارات  قاسم توفيق، جهاد أبو حشيش، زياد محافظة وبثينة العيسى.

توثّق أمسيات نادي حيفا الثقافي بالصوت والصورة، وتنشر على صفحة النادي الفيسبوكية المفتوحة للجميع، وتنشر خبرًا عن كلّ أمسية في عشرات المواقع الإلكترونيّة والصحافة المكتوبة، وكذلك نقوم بتعميم المداخلات على المواقع.

لقد أصبح هذا المنبر صَرْحًا أدبيًا راقيًا حاضنًا لكُتّابنا، أدباءنا، شعرائنا ومُبدعينا، وكذلك لناشرينا، بدون رقابة أو تمييز رغم محاولات البعض التطاول على هذا المشروع الهام، ورغم محاولات عرقلته، ويفتخرُ أعضاؤه أنهم أصبحوا قُدوةً في حيفا وخارجها .

من الجدير بالذكر أن كلّ النشاطات بمجهود شخصيّ، تطوّعيّة ودون ميزانيّات من أيّة جهة كانت! وجميع نشاطات النادي تتم برعاية المجلس الملّي الأرثوذكسي الوطني في حيفا.

The post “لم نعد نؤمن بأن للبرتقالة شقّين، نحن جناحا الوطن”… نادي حيفا الثقافي appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
أسامة السلوادي… عين فلسطين، بين دفتي الصورة والحكاية https://rommanmag.com/archives/19409 Thu, 06 Sep 2018 06:21:28 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%a3%d8%b3%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d9%88%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d8%b9%d9%8a%d9%86-%d9%81%d9%84%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d9%86%d8%8c-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%af%d9%81%d8%aa%d9%8a-%d8%a7/ في الثامن عشر من آب/أغسطس 2018، قبل يوم واحد من اليوم العالمي للتصوير الفوتوغرافي، قام المصور الصحفي والفنان أسامة السلوادي، بتوقيع كتابه “رام الله: الصورة والحكاية” الذي قام بنشره برعاية بلدية رام الله، وذلك بعد عشر سنوات من إصدار كتاب مماثل عن مدينة القدس. أسامة السلوادي، إعلامي ومصور صحفي مثابر ومثقف، عمل مع وكالة الصحافة […]

The post أسامة السلوادي… عين فلسطين، بين دفتي الصورة والحكاية appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>

في الثامن عشر من آب/أغسطس 2018، قبل يوم واحد من اليوم العالمي للتصوير الفوتوغرافي، قام المصور الصحفي والفنان أسامة السلوادي، بتوقيع كتابه “رام الله: الصورة والحكاية” الذي قام بنشره برعاية بلدية رام الله، وذلك بعد عشر سنوات من إصدار كتاب مماثل عن مدينة القدس.

أسامة السلوادي، إعلامي ومصور صحفي مثابر ومثقف، عمل مع وكالة الصحافة الفرنسية لمدة أربع سنوات، أصيب بعيار ناري خلال تغطيته للأحداث اليومية في مواجهة الاحتلال.

في السابع من تشرين الأول عام 2006، أصيب السلوادي برصاصة طائشة في مدينة البيرة أورثته شللاً نصفياً في الأطراف السفلى، لكنه استمر في النضال الفوتوغرافي على كرسي متحرك، وكان له دور في توثيق عدد من اللقطات الهامة التي عرفت عربياً وعالمياً.

كتاب “رام الله: الصورة والحكاية“، كتاب فوتوغرافي يوثق لمرحلة مهمة من حياة مدينة رام الله، وهو الكتاب الحادي عشر للمصور الفنان، وقد قال السلوادي عن نتاجه من الكتب أنها أحد عشر كوكبا، تيمناً بالكواكب التي رآها يوسف النبي عليه السلام في منامه تسجد له مع أمه وأبيه، يتضمن الكتاب مجموعة الصور التقطها السلوادي خلال مشواره المهني في رحلته مع الكاميرا من الانتفاضة الأولى والثانية مروراً بالاجتياح الإسرائيلي للضفة الغربية عام 2002، ثم يستعرض الحياة اليومية والثقافية، والأكلات الشعبية والطبيعة.
 

ويعتبر الكتاب، وفق ما أعلن عنه، جزءاً من مشروع بلدية رام الله الثقافي، تحدث عنه السلوادي، وشكر كل من عمل معه ليصبح الكتاب بين أيدي الناس، فذكر في صفحته على الفيسبوك كلاً من شادي درويش ومرام طوطح وأحمد أبو لبن.

من الجدير بالذكر أن السلوادي، قد ساهم في إرسال الثقافة والصورة الفلسطينية إلى العالم، وشارك في العديد من المعارض المحلية الفلسطينية ثم العربية في الأردن ومصر والإمارات ثم عالمياً في إيطاليا والولايات المتحدة وفرنسا، ونشر في مجلتي تايم ونيوزويك، ثم نشرت له مجلة ناشيونال جيوغرافيك-النسخة العربية، صور فتاة فلسطينية اسمها رناد حتاوي، بالثوب الفلسطيني التقليدي قبل عشر سنوات، ثم أصبحت حتاوي جزءاً من مشروع آخر للسلوداي لتوثيق الزي الفلسطيني الشعبي بعنوان “ملكات الحرير”.

ثلاثة وعشرون عاماً، والسلوادي يحمل الكاميرا، حتى عندما أصيب، واضطر إلى الجلوس، كان جلوساً للمحترفين، أصبح أقرب للأرض، فأنجز ”بوح الحجارة“ عام 2014 و ”الحصار“ عام 2008 و ”وملكات الحرير“ عام 2012 و ”ها نحن“ عام 2005 و ”المرأة الفلسطينية: عطاء وإبداع“ عام 1999 و ”الختيار“ عام 2014 و ”القدس“ عام 2010 و ”أرض الورد“ ثم ”زينة الكنعانيات“. وقد أعلن السلوادي أنه سينتصر من خلال الصورة، وهو بذلك يعتبر أنه يخوض معركة شخصية ويقول إنه ”لا يقبل فيها إلا: النصر أو النصر“.

ومع أن السلوادي ما زال مشروعاً متكاملاً بعدد من المراحل؛ في شخص إنسان، يبحث عن استدامة التمويل والعمل المؤسسي الذي يتيح تحقيق طموحه، ويعتبر أنه ما زال مقاتلاً بالصورة، إلا أنه كان عراباً لإطلاق مشاريع التراث بحفظه وتوثيقه، وكان بانتقاله من التصوير الإخباري إلى التصوير الفني التوثيقي رافداً هاماً للحركة الفنية الفلسطينية، وبذلك استحق عدداً من التكريمات والجوائز، بدءاً من تقدير وزارة الثقافة الفلسطينية عام 1996 لتغطيته أحداث انتفاضة النفق مروراً بالتكريم من قبل مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام الوثائقية، ثم الميدالية الذهبية للاستحقاق والتميز من الرئيس الفلسطيني محمود عباس عام 2012، وانتهاءً بالتكريم من قبل اتحاد كتاب وأدباء فلسطين واللجنة الوطنية للتربية للثقافة والعلوم، ومنح لقب “عين فلسطين”.

في خطته التالية أعلن السلوادي في صفحته على “الفيسبوك” أنه غير متعجل لإصدار أي كتاب جديد لاحق.. قد يصدر طبعة ثالثة من كتاب “ملكات الحرير” أما مشروعه الآخر فهو الغوص في أرشيفه الخاص لإصدار كتاب يحوي أجمل أعماله منذ بدأ رحلة التصوير، وأشار إلى أن خطته تتضمن إصدار هذا الكتاب عام 2020، أما بخصوص بحثه في تاريخ الطعام والزراعة والطقوس والميثولوجيا، فقد اعتبر نفسه دارساً للموضوع، وأنه يريد أن يتعلم ويبحث حتى لو استغرق هذا المشروع عشر سنوات من أجل أن يتم كما يجب، وكما تستحق قصة الحضارة الفلسطينية الشامية.

يريد أسامة السلوادي من خلال مشروعه القادم أن يكتب حكاية فلسطين من جديد بطريقة بسيطة وسهلة مرفقة بسرد بصري، وقد أكد أنه في رحلته سيوغل في التاريخ إلى العصر النطوفي (9500 قبل الميلاد) ويسير عائداً في هذا الطريق حتى يصل لما نحن عليه اليوم، موضحا أن هذا المشروع مرحلة جديدة في حياته المهنية لا يشبه كل ما سبق.
 

The post أسامة السلوادي… عين فلسطين، بين دفتي الصورة والحكاية appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
 “أبعاد ذاتية” لمنال ديب في دار إسعاف النشاشيبي بالقدس https://rommanmag.com/archives/19391 Mon, 20 Aug 2018 07:06:07 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%a3%d8%a8%d8%b9%d8%a7%d8%af-%d8%b0%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%85%d9%86%d8%a7%d9%84-%d8%af%d9%8a%d8%a8-%d9%81%d9%8a-%d8%af%d8%a7%d8%b1-%d8%a5%d8%b3%d8%b9%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84/ على مرتفع مطل، في حي الشيخ جراح، الفلسطيني الصامد، على مرمى البصر من أسوار مدينة القدس العتيقة؛ اختار أديب العربية إسعاف النشاشيبي إقامة قصره المهيب عام ١٩٢٢، والذي أصبح محجاً لكثير من الأدباء والمفكرين العرب. يقع قصر إسعاف النشاشيبي في طابقين تبلغ مساحة كل منهما ٢٩٦ متراً مربعاً، ويقع على قطعة أرض مساحتها ١٢١٠ متراً […]

The post  “أبعاد ذاتية” لمنال ديب في دار إسعاف النشاشيبي بالقدس appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>

على مرتفع مطل، في حي الشيخ جراح، الفلسطيني الصامد، على مرمى البصر من أسوار مدينة القدس العتيقة؛ اختار أديب العربية إسعاف النشاشيبي إقامة قصره المهيب عام ١٩٢٢، والذي أصبح محجاً لكثير من الأدباء والمفكرين العرب.

يقع قصر إسعاف النشاشيبي في طابقين تبلغ مساحة كل منهما ٢٩٦ متراً مربعاً، ويقع على قطعة أرض مساحتها ١٢١٠ متراً مربعاً. وقد أشرف على بنائه المهندس اليوناني الأصل سبيرو خوري، وينتصب بأحجاره زهرية اللون، قبالة جامع الشيخ جراح على خطوات من مستشفى السانت جون المعروف شعبياً باسم “مستشفى العيون” بالإضافة الى مستشفى السانت جورج المعروف “بالمستشفى الفرنسي”. هذا القصر المهيب فقد صاحبه عام ١٩٤٨، وتنقل بين أيدي المؤسسات، لتديره اليوم مؤسسة إسعاف النشاشيبي لخدمة الشأن الثقافي المقدسي في حي يكاد الاحتلال يستكمل تهويده بالاستيلاء على آخر ما يتبقى من مبان عربية فيه.

في هذا البيت العربي الثقافي أقامت الفنانة الفلسطينية الأمريكية معرضها الفني الذي أطلقت عليه اسم “أبعاد ذاتية“، في الفترة ما بين الثاني والتاسع من  ٢٠١٨. تعرض فيه عدداً من اللوحات المعبرة عن ثقافة الفنانة منال ديب، وتوجهاتها، تتميز اللوحات بواقعتيها وألوانها وتحررها المدرسي والفكري، وتظهر بألوانها الداكنة بين الرمادي والأبيض والأسود.
 

الفنانة ديب فنانة فلسطينية تحمل الجنسية الأمريكية، درست الفن التشكيلي ومن ثم علم النفس والعلاج عن طريق الفن، غادرت مدينة رام الله عام ١٩٦٨، لكن جذور عائلتها اللاجئة ترجع إلى قرية دير طريف، على طرف السهل الساحلي الفلسطيني المحتل، وبخصوص ذلك تقول ديب إن ذكرياتها تتشكل بما يجري في وجدانها ومشاعرها نحو فلسطين، إنها محاولة لرسم صورة رائعة للعيش في بيت يغمره الحب.

تعتقد منال ديب أن لوحاتها الفنية تعيدها إلى الناس الذين تحبهم مع رسالة إلى العالم كله، وهو أن كل ما يجري من فوبيا عالمية ضد العرب والمسلمين، ومن صورة مشوهة، لا يمكن أن يمنعها من إعطاء صورة إيجابية عن جذورها وهويتها الثقافية، مع ذلك تصبح الأعمال أحياناً سلوى وهروب، وتؤكد ديب أن واقع الوطن ليس كما تفكر فيه وتحبه؛ لذلك فإنها تحاول خلق وطنها الخاص الموازي في أعمالها الفنية؛ حيث تجد الراحة، والسلوان، ومنطقة آمنة للهروب إليها.
 

في معرض”أبعاد ذاتية” لوحات تضم حروفاً من الخط العربي، وألواناً عدة متناثرة بحريّة على سطح اللوحة. تكرر ديب رسم صورة وجه امرأة في لوحاتها، من المدهش أن تكون هذه الصورة هي صورة وجهها الشخصية في بوتريه جميل، كما أنها تؤكد أن كل لوحة من أعمالها تحمل حكاية تسرد ذاتها، عن الغربة، امرأةٍ تجابه عدواً غاشماً، بالإضافة إلى لوحات مرسومة بتقنية الرسم الرقمي ”الديجيتال“، وقد أشارت إلى أن فكرة الديجيتال تتوالد من وحي الإحساس اللحظي بعد قراءة نصّ كتابي مؤثر كالشعر.

يمكن القول إن منال ديب لا تنتمي إلى مدرسة فنية واحدة بذاتها، فهي تمارس فنها بكل المجازفة من خلال الدمج ما بين التشكيلي والخط والرقمي، وفي بعض الأحيان أدوات أخرى كلحاء الشجر أو قطعة قماش. وتذكر منال أن نقاداً فنيين نقدوا أعمالها تحت بند ”مجازفات فنية“، وهي مسرورة بهذا التصنيف النقدي، وتعبّر عن ذلك بالقول: “كل عمل لدي له قصة وتعابير مجازية، لا يمكن إسقاطها على مدرسة فنية بعينها”.

عن ظروف رسم اللوحات وإعدادها لتصل بكامل الأناقة إلى الجمهور، تقول منال ديب إن معظم لوحاتها تخرج إلى النور بعد قراءة قصيدة، تتأثر بها فتقوم بتحويلها إلى لوحة تشكيلية، فتصير لوحتها قصيدة. وتضيف “كلما تأثّرت بقصيدة عن بلادي فلسطين أو عن الغربة، تجدني أحولها إلى لوحة فنيّة.“

سبق لمنال ديب أن عرضت لوحاتها بين 29112012 و1122013 في إحدى معارض مقر الأمم المتحدة في نيويورك، متزامناً ذلك مع رفع مكانة فلسطين إلى دولة غير عضو في الهيئة الدولية، ومع أن مدة العرض كانت أطول مدة لفنان فلسطيني يعرض في تاريخ مقر الأمم المتحدة، إلا أنّ المعرض لم ينل اهتماماً من قبل المؤسسات الثقافية الفلسطينية، مع أنه لفت أنظار بعض المؤيدين لإسرائيل في نيويورك، فنشرت مقالات لاذعة مناهضة للمعرض. 

ومع كامل نجاحاتها، وانتشارها عالمياً وقد أصبح لديها الكثير من المعارض الفنية في أمريكا وأوروبا مع قلة في الوطن العربي، لكن منال ديب تقول إنها ما زالت تتلقى الانتقادات كونها فتاة فلسطينية تدرس الفن بشتى تكويناته وكيفية استخدامه للتعبير بحرية قد لا تلائم الثقافة أو ما تسمى التربية العامة وحدودها.

ومع شتى المحاولات التي بذلتها منال ديب للعودة والاستقرار في فلسطين إلا أنها باءت جميعها بالفشل، وكأن قدر الفلسطيني أن يزين الشتات بلوحاته وقصائده وعبقرية إنتاجه الفني والعلمي والأدبي، ما دام الوطن الفلسطيني محتلاً.

وكأن النوستالجيا طاقة الفلسطيني الجبارة التي تدفع أجمل ما فيه دوماً إلى الخروج حروفاً وألواناً وفناً تشكيلياً؛ يشهد على ذلك مقول الفنانة “الرسم هو ملجأي الوحيد من الغربة” وشهادتها الصريحة حول الغربة حيث قالت ” كان للغربة أثر كبير في نفسيتي وشخصيتي وبالنهاية في تكوين لوحاتي.“
 

The post  “أبعاد ذاتية” لمنال ديب في دار إسعاف النشاشيبي بالقدس appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
حين تتعاقد الأمم من الباطن: أسئلة التنوير والنقد في معرض مؤسسة عبد المحسن القطان https://rommanmag.com/archives/19369 Sat, 28 Jul 2018 13:27:30 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%ad%d9%8a%d9%86-%d8%aa%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%82%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%85-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%b7%d9%86-%d8%a3%d8%b3%d8%a6%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%86%d9%88/ عندما يرتبك المشروع السياسي، أو يغيب الضوء قليلاً عن الأفق الوطني، في ظل متغيرات قاهرة، تتراجع السلطة الحاكمة، تتخلى، أو يتم إجبارها على التخلي عن دورها الخدماتي، ويقتصر على التشريع والدفاع إن وجد، لصالح القطاع الخاص، أو بمشاركة ولو محدودة للقطاع الأهلي. في تلك التحولات؛ تتقدم الثقافة، ناقدة، تنويرية، مثيرة للأسئلة، باحثة عن الخيارات بين […]

The post حين تتعاقد الأمم من الباطن: أسئلة التنوير والنقد في معرض مؤسسة عبد المحسن القطان appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>

عندما يرتبك المشروع السياسي، أو يغيب الضوء قليلاً عن الأفق الوطني، في ظل متغيرات قاهرة، تتراجع السلطة الحاكمة، تتخلى، أو يتم إجبارها على التخلي عن دورها الخدماتي، ويقتصر على التشريع والدفاع إن وجد، لصالح القطاع الخاص، أو بمشاركة ولو محدودة للقطاع الأهلي. في تلك التحولات؛ تتقدم الثقافة، ناقدة، تنويرية، مثيرة للأسئلة، باحثة عن الخيارات بين المتاح والممكن والمأمول والمسموح، تنقد وتكرر النقد، عبر أدواتها الحضارية من فنون وعلوم وسينما ومسرح وغيرها.

على حافة رام الله، على بعد مئات الأمتار من ساحة مانديلا في ضاحية الطيرة، افتتح مبنى مؤسسة عبد المحسن القطان، ليكون أكثر من مجرد مركز ثقافي، بعد كثير من المعيقات، ليكون علامة مرجعية، وقد قالت المؤسسة في بيانها إنها تمضي بمثابرة لافتة في خدمة الثقافة للجميع وتعزيز المناعة الوطنية من خلال مشاريع ومبادرات في الوطن والشتات.
 

تصوير: بهاء نصر . وفا

 

تصوير: بهاء نصر . وفا

في لقاء إعلامي مع عمر القطان؛ نجل المؤسس عبد المحسن القطان، قال إن المركز الجديد أفضل ما يمكن عمله فلسطينياً تحت الاحتلال. ومن الجدير بالذكر أن المركز قد اعتبر المبنى الأول فلسطينياً الذي يتم تسجيله لدى المجلس الفلسطيني الأعلى للبناء الأخضر، وهو من تصميم المهندس الإسباني خوان بيدرو دونييري الشهير من أشبيليا، في 7730 متراً مربعاً. واشتمل على مسرح ومكتبة كبرى وجاليري واستديو للرقص، وإقامة للفنانين، ويدير أبحاثاً ونشاطات ثقافية وفنية، ويركز على العلوم والفنون والدراما. وقد وأشرف على تنفيذ المبنى فريق من 22 مهندساً إسبانياً، بالإضافة لفريق مهندسين فلسطيني.

وبمجرد الإعلان عن افتتاح المركز، شرعت المؤسسة في تنظيم معرض فريد وخلاق، تتميز الأعمال المعروضة فيه بكثير من النقد والابتكار، والبعث على التأمل والحوار، ويؤكد يزيد عناني القيم على المعرض أن هذا المعرض غير مرتبط بالقضية الفلسطينية فقط، بل هو مفتوح على علاقات أخرى في العالم. وقد اختار القيمون عنوان “أمم متعاقدة من الباطن” كعنوان غامض وجريء، مثير للأسئلة، والنقاش والتفاعل الخلاق. وهو كما قال الباحث من جامعة بيرزيت أباهر السقا: ”تفكير خارج الصندوق“ للتعبير عن العلاقات والتعاقدات الجديدة التي تنشأ باطنياً في عقود اجتماعية جديدة بدل العقد الواحد، وكأنها تشكل أمماً داخل الأمة، مثل الخدمات الصحية، الموارد العامة، الخصخصة، التعليم، تشظي الخدمات كنتيجة لتحجيم دور الدولة، وتقليص التزاماتها لصالح القطاع الخاص.
 

تصوير: بهاء نصر . وفا

بلغ عدد الأعمال المشاركة 53 عملاً فنياً؛ ما بين لوحة ومجسم وألبوم وأغنية، لحوالي 60 فناناً معظمهم من فلسطين بكامل أطيافها. هي أعمال مختلفة شكلاً ومضموناً؛ فأول ما يصادف الزائر هو مجسم ضخم يحاكي خاتم السلطة الفلسطينية للفنان مجدي حديد، في إشارة نقدية إلى تعاظم الشكل الرسمي للسلطة بناحيتها الأمنية التي تختم العلاقة بينها وبين الشعب، والسياسية الورقية، في ظل تراجع دورها الخدماتي والتحرري لصالح العمل الرسمي المتوج بالختم وكأنها يذكر بالمثل الشعبي الساخر “هيك مضبطة بدها هيك ختم”.

أما “القيمة المعاصرة”؛ فهو عبارة عن تصميم مختلف لعملة فلسطينية ورقية تحمل رموزاً متناقضة، مثل نص إعلان استقلال فلسطين، الذي يجسد طموحاً هاماً لدى الشعب الفلسطيني، ومنزل منيب المصري، المقام على جبل جرزيم، والذي يشبه قصر الملكة البريطانية من حيث المظهر، بينما رجل الأعمال منيب المصري يعتبر دوق مدينة نابلس، وروتشيلد فلسطين، وملك فلسطين غير المتوج بحسب عدد من الصحف العالمية، لما له من أثر في الاقتصاد والاقتصاد السياسي الفلسطيني، وكأن الفنان يثير الأسئلة عن دور رأس المال في المشروع الوطني، واحتمال التأثر والتأثير المتبادل: سلباً أو إيجاباً.

الفنان إياد عيسى؛ يطرح كوفية الشعب والقائد الفلسطيني، يقدمها على شكل ورق تغليف للهدايا، كناية عن تغول رأس المال وتحول الرموز الوطنية إلى سلع استهلاكية، وربما ذلك يشير إلى الإهانات التي توجه إلى كثير من الرموز الوطنية بأجندات حزبية؛ مثل العلم الوطني الذي يغيب أمام الأعلام الفصائلية، والكوفية التي أصبحت صفراء وخضراء، على أبواب المحال التجارية لتباع للأجانب، إضافة إلى عارضات الأزياء اللواتي اتخذن منها ملابس واكسسوارات، وما تحاوله إسرائيل عبر رأس المال من استيعاب وسرقة الرموز الوطنية من خلال تحويلها إلى منتجات استهلاكية مربحة.

الفنانة عواطف رومية، قالت في مقابلة إن ”عملها الذي استلهمته من بوستر تاريخي وطني، باسم ”البرتقال الحزين“، قدمته في المعرض على شكل برتقالة كبيرة مغلفة بأغلفة منتجات استيطانية، نقداً، وإثارة للذاكرة حول المنجزات الوطنية التي كانت عصباً للاقتصاد الفلسطيني قبل الشتات، ويقدمها الاحتلال اليوم إلى العالم مغلفة بأغلفته، ونتاجاً لمستوطناته المقامة على الأرض الفلسطينية، أحياناً بجهود عمال فلسطينيين لا ينالون إلا القليل.

متلازمة رام الله، أيضاً، ألبوم  غنائي جماعي، يناقش الآثار الجانبية للنظام  السياسي  الجديد بعد انهيار أوسلو، تحمل إحدى أغنياته عنوان “بدي مصاري”، ويناقش الغلاء والقروض والارتهان للبنوك.

يستمر المعرض من 27 حزيران وحتى نهاية أيلول، في المبنى الرمادي الغامق على شكل مكعب، أعلى تلة في ضاحية الطيرة التي تتوسع نحو الريف، وتستمر رسالة المؤسسة في التنوير والمساهمة في تكوين وترسيخ ثقافة نقدية فلسطينية، ذاتية للبنية والمشروع السياسي، كما قال عبر الرحمن شبانة أحد القيمين على المعرض.
 

تصوير: عواطف رومية

The post حين تتعاقد الأمم من الباطن: أسئلة التنوير والنقد في معرض مؤسسة عبد المحسن القطان appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>