طارق حمدان - مجلة رمان الثقافية https://rommanmag.com/archives/author/68rommanmag-com مجلة ثقافية فلسطينية مستقلة Sat, 02 Nov 2024 08:42:11 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.6.2 https://rommanmag.com/wp-content/uploads/2024/10/cropped-romman_logo-pink-32x32.png طارق حمدان - مجلة رمان الثقافية https://rommanmag.com/archives/author/68rommanmag-com 32 32 أسئلة مواطَنة https://rommanmag.com/archives/20391 Mon, 22 Feb 2021 20:49:10 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%a3%d8%b3%d8%a6%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%b7%d9%8e%d9%86%d8%a9/ اليوم  أصبحتُ فرنسياً  ذهبتُ إلى قاعة البلدية  التي كانت تعجُ بعرب وروس وآسيويين وأفارقة  غنوا جميعهم “لا مارسييز”    كنتُ أقفُ في القاعة  كمسيحٍ يقفُ على بحرٍ تتلاطمُ فيه الأمواج  والأفكار تقفزُ كأسماكِ السلمون   واحدة عن الاستعمار وإرثه، أخرى عن دعم الدكتاتوريين، عن سوق الأسلحة، عن اليمين واليسار، الاشتراكيين والرأسماليين.. وأخرى كثيرة غيرها    هل […]

The post أسئلة مواطَنة appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
اليوم 

أصبحتُ فرنسياً 

ذهبتُ إلى قاعة البلدية 

التي كانت تعجُ بعرب وروس وآسيويين وأفارقة 

غنوا جميعهم “لا مارسييز” 

 

كنتُ أقفُ في القاعة 

كمسيحٍ يقفُ على بحرٍ تتلاطمُ فيه الأمواج 

والأفكار تقفزُ كأسماكِ السلمون  

واحدة عن الاستعمار وإرثه، أخرى عن دعم الدكتاتوريين، عن سوق الأسلحة، عن اليمين واليسار،

الاشتراكيين والرأسماليين.. وأخرى كثيرة غيرها 

 

هل أضربُ رأسي بكل ذلك؟ 

أم أكتفي بالاستمتاع  

بجبنة السانكتير ونبيذ الكوت دو رون، ببراكين أوفيرن وحدائق فرساي؟ 

 

أكنسُ كل الأفكارِ، أبعثرها على أرضية القاعة كعامل تنظيفٍ يسرعُ الانتهاء من وظيفته 

أستحضرُ الإخوة لوميير، أزهار شارل بودلير، خيبات إديث بياف، حذاء رامبو وقميص كوكوشانيل 

 

الفرنسيون الجدد

معي الآن في القاعة

 يصدحون بـ مارسييز مكسرة 

جاءوا من الصباح الباكر 

بملابس جديدة وأجساد تفوح منها رائحة شامبو وعطور رخيصة

دخلوا القاعة التي عُلق على جدارها الأيمن صورةٌ لـ إيمانويل ماكرون مبتسماً

وعلى الأيسر منحوتة مغبرة لـ ماريان، رمز جمهوريتي الجديدة

الفرنسيون الجدد 

يغنون

والكلُ يصدحُ 

بشفاهٍ متلعثمة ومارسييز مكسرة 

 

النشيد يقرع في أذني: 

“هؤلاء الجنودُ الهمجيون

الذين يأتون حتى أسرّتنا

لذبح أبنائنا ونسائنا

إلى السلاح، أيها المواطنون

شكّلوا صفوفكم

فلنزحف.. فلنزحف

وليتشبّع ترابُ أرضنا من دمائهم القذرة”

 

أتخيلُ “روجيه دو ليل” في إحدى ضواحي القدس 

محتمياً خلف صخرة 

يكتب هذه الكلمات في مواجهة الاحتلال..

هل يمكنُ أن يتحولَ هذا النشيد إلى “لا مارسييز” فلسطينية؟ 

هل يتناسب الدم مع شعارات اليوم المطرزة بالإنسانية؟ 

 

مرحباً فرنسا 

ها أنا أخرجُ من قاعة البلدية 

مثقل الكتفين

أحملكُ كطفل في أول مشيته يحملُ جبلاً من الأسئلة 

قد أرمي بعضها عندما أتعب 

قد أحتفظُ بالباقي 

أو أتخلى عنها كلها 

إلا سؤالاً واحداً 

سيظلُ يقرع كمطرقة حدادٍ في رأسي الصلب: 

ماذا يعني أن تحصلَ على بيتٍ 

بعد أن تحرم من بيتك؟

أن تقرأ فاتحةَ أيامٍ مقبلة 

وخلفكَ كراريسٌ كثيرة 

كلما هبَّت عليها  الريح

تناثر منها الحبر واستوطن في صدرك

 

في ذاك اليوم،

 كان الجو صحواً رغم البرد الشديد 

عدتُ إلى المنزل 

تلقيتُ رسائل كثيرة بالفرنسية والعربية والإنجليزية  

كلها تهنئ وتبارك 

صديقي أعد لي جاتو بكريمة ملونة 

بالأحمر والأبيض والأزرق

ابتهجتُ كثيراً 

والتهمتها قطعة قطعة 

حتى انتفخت معدتي 

 

حين حلَ المساء

كانت جمهوريتي الجديدة  

تجلسُ أمامي على طاولةِ المطبخ 

هي، كأم تحدق بولدها  العاق 

وأنا، كولد صفعه الخذلان 

تبادلنا نظرات طوال

وحين تعبت 

ذهبت إلى السرير 

 

اليوم، 

وبعد عامين على دخولي القاعة 

مازلتُ أراها كلَ صباح

تجلسُ بصمتٍ على طاولة المطبخ 

أحياناً أتجاهلها 

أحياناً أبادلها ذات النظرات 

وأخرى أنهالُ عليها بأسئلة لا تنتهي 

أسئلةٌ 

أعرفُ مسبقاً 

أن جمهوريتي الجديدة 

لن تجيبَ

على أي واحدٍ منها. 

The post أسئلة مواطَنة appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
على حائط  المدينة https://rommanmag.com/archives/18474 Wed, 11 Jan 2017 01:35:04 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%ad%d8%a7%d8%a6%d8%b7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%8a%d9%86%d8%a9/ المدينة   المدينة التي تجمع مهاجرين فقراء من أفريقيا  ومجرمي حروب من الشرق الأوسط  المدينة التي تفتح أبواب متاجرها الفخمة لأثرياء نفط الخليج العربي ولرأسماليين جدد من روسيا والصين والهند  المدينة التي يحج إليها شبان نصف موهوبين يأخذهم حلم أن يصبحوا فنانين  ورومانسيون سذّج يقضون أوقاتهم يعلقون أقفالاً ستجمعها البلدية لاحقاً المدينة التي تجمع المتطرفين […]

The post على حائط  المدينة appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
المدينة  

المدينة التي تجمع مهاجرين فقراء من أفريقيا 

ومجرمي حروب من الشرق الأوسط 

المدينة التي تفتح أبواب متاجرها الفخمة لأثرياء نفط الخليج العربي

ولرأسماليين جدد من روسيا والصين والهند 

المدينة التي يحج إليها شبان نصف موهوبين يأخذهم حلم أن يصبحوا فنانين 

ورومانسيون سذّج يقضون أوقاتهم يعلقون أقفالاً ستجمعها البلدية لاحقاً

المدينة التي تجمع المتطرفين بشتى أشكالهم مسيحيين ويهود ومسلمين 

يساريين ويمينيين ووسط

المدينة التي يفترش أرصفتها مشردون يلتحفون الكراتين

ويؤثثها برجوازيون بوجوه كالحة وكلاب بحجم القطط وقمصان زرقاء وبرتقالية

المدينة التي يتقاطر عليها السياح من كل حدب وصوب 

لالتهام كرواسون قادم من رومانيا 

وشراء ملابس مصنوعة في الصين 

المدينة التي ما زالت تعيش على إرث تم استنزافه 

حتى أصبح كيتشاً يشبه إعلاناً تجارياً لمساحيق تجميل رخيصة.

 

المدينة التي تغيرت كثيراً ولم تتغير أسقفها الرمادية  

وأرصفتها الضيقة 

استأجرتُ فيها شقة 

بنافذة تطل على شارع بأشجار عالية

أفتحها كل يوم

لأقول لها:

           صباح الخير 

           أيتها المدينة 

           التي أحببتها 

           كولد فقد أمه 

          وأحبّ زوجة أبيه.

 

Musulmans

المسلمون على كل محطات التلفاز

على جميع صفحات الجرائد

والإذاعات كلها تصدح:

musulmans.. musulmans.. musulmans

 

في ملصقات الأحزاب

في السوبرماركت

في البار، بين كؤوس البيرة والنبيذ وأطباق الشَركوتري 

في زوايا الأرصفة، وفي الأمسيات المنزلية يُحشَوّن مع لفائف الحشيش والماريوانا 

 

المسلمون هنا في كل مكان 

وكل لحظة  

يساعدون على تمضية الوقت

في “مدينة الأنوار”.

 

بدون قبلة واحدة 

الأسبوع الماضي  انتحرت أوسيان على تطبيق “بيريسكوب”

قبل أن تنتحر 

جلست في شقتها جنوب باريس

 تدخن وتشرب الكوكاكولا، وتتحدث مع المشاهدين 

بدت جميلة 

بعينين عسليتين واسعتين، شفتين حمراوتين لامعتين 

وشعر أسود يتموج حتى الثديين 

كانت تجلس على كنبة حمراء 

خلفها مطبخ

بخزائن رمادية نظيفة وثلاجة كبيرة ومايكرويف 

أنهت سيجارتها 

انتعلت حذاءها الرياضي، ومضت بنا نحو محطة القطارات. 

 

بعدها بأيام ذهب فرانكو لويس إلى حديقة الحيوان في سانتياغو

توقف أمام حظيرة الأسود

وضع مظلته جانباً 

خلع قبعته السوداء 

معطفه الكحلي، قميصه الأسود، شباحه الأبيض، 

حذاءه وجوربيه السوداوين، بنطال الجينز الأزرق ، كلسونه الأبيض 

وقفز عارياً خلف السياج 

والأسود تنهش جسده الجميل المشدود. 

 

أما أنا فلم أفكر يوماً بالانتحار 

لا في غرفتي التي بنيت فوق أنقاض مقبرة

ولا أمام الملأ الذي سيتسلى بهدية كتلك

 

وكما في فيلم بورنو رخيص 

سأظل أنكح فرج الحياة 

دون أن تحظى مني

بقبلة واحدة.

The post على حائط  المدينة appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>