ونص إنجلز سابق الذكر واضح في هذا المجال، حيث أن الروابط، أو "شبكة العلاقات المفهومية" (حسب مهدي)، تُستنبط من الوقائع. لهذا فإن تحديد نمط الإنتاج يفترض بالضرورة درس الوقائع الاقتصادية والبنى المجتمعية العيانية، وليس "التأليف النظري". وهذا يفتح على إشكالية مفهوم "نمط الإنتاج الكولونيالي"، وعلى كلية البنية التي صاغ بها مهدي التناقض، بالضبط لأنها تقترب من اللفظية أكثر مما تعطي تصوراً حقيقياً للواقع، أو تقدّم آليات "عقلية" لفهمه. فهي "تجريد فارغ"، ومتاهة تُغرق النظر بين التحديد والصيرورة. بين فهم البنى وفهم حركتها.