ميس الريم قرفول - مجلة رمان الثقافية https://rommanmag.com/archives/author/34rommanmag-com مجلة ثقافية فلسطينية مستقلة Sat, 02 Nov 2024 08:41:08 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.6.2 https://rommanmag.com/wp-content/uploads/2024/10/cropped-romman_logo-pink-32x32.png ميس الريم قرفول - مجلة رمان الثقافية https://rommanmag.com/archives/author/34rommanmag-com 32 32 مثل سفنٍ أو كاماسوترا… عن النباتيين والدم! https://rommanmag.com/archives/19362 Sun, 22 Jul 2018 18:12:25 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d9%85%d8%ab%d9%84-%d8%b3%d9%81%d9%86%d9%8d-%d8%a3%d9%88-%d9%83%d8%a7%d9%85%d8%a7%d8%b3%d9%88%d8%aa%d8%b1%d8%a7-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a8%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a7/ حين دخلت مصادفة إلى غرفة شريكتي في السكن انتبهت إلى صورة فوق مكتبها مرسوم عليها فرخ بطّ وبعبارة كبيرة مكتوب: أن تأكل اللحم يعني أن تقتل الحيوان. في الجهة المقابلة داخل رفوف المكتبة كتاب كبير جداً “كاماسوترا”. من الممتع مراقبة غرف الآخرين ومحاولة فهم العالم ولو من نافذة صغيرة يقدمها ترتيب شخص لغرفته ويعرض فيها […]

The post مثل سفنٍ أو كاماسوترا… عن النباتيين والدم! appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
حين دخلت مصادفة إلى غرفة شريكتي في السكن انتبهت إلى صورة فوق مكتبها مرسوم عليها فرخ بطّ وبعبارة كبيرة مكتوب: أن تأكل اللحم يعني أن تقتل الحيوان. في الجهة المقابلة داخل رفوف المكتبة كتاب كبير جداً “كاماسوترا”. من الممتع مراقبة غرف الآخرين ومحاولة فهم العالم ولو من نافذة صغيرة يقدمها ترتيب شخص لغرفته ويعرض فيها أفكاره.

في فرنسا يوجد طبقة “اجتماعية واقتصادية” من الفرنسيين يطلق عليهم بالفرنسية اسم “بوبو” بو الأولى تعود للبرجوازيين: بورجوا، والثانية للبوهيميين: بوهيمي. وهو مصطلح أطلقه أول مرة الباحث الاجتماعي الفرنسي ميشال كلوسكارد في كتابه: الفاشية الجديدة وإيديولوجيا الرغبة سنة 1973.

يأكلون الطعام الصحي والبيولوجي وغالباً النباتي، لديهم اهتمامات بالبيئة والأدب والفن. وجود مثل هؤلاء الأشخاص في فرنسا، وكتجربة ذاتية، لم يكن سيئاً، بالعكس، رغبتهم بالتغيير تجعل من سلوكهم حيال الآخر مرحّباً وفاعلاً ومتفاعلاً، وربما متعاطفاً في بعض الحالات، هذا لا يشكل قاعدة عامة بطبيعة الحال. مع هذا لم أستطع منع نفسي من التوقف عند مفردات الجملة المكتوبة بجانب صورة فرخ البط: قتل، تأكل، لحمة، حيواناً.

أحياناً انتماؤكَ لعالمين، حياتكَ داخل بيئتك المحيطة بشكل مباشر والبيئة التي تنتمي لها والتي يصعب التخلص من أثرها حين يكون ثمة خلل داخلها يجعلكَ تُخضع التجارب الحياتية للمفارقة بشكل مستمر. الإنسان بوصفه ممراً للمفارقات ومعبراً لها، وفي مرحلة ما قد يتحول إلى مجرم، ولو بفكرة أو صورة. لستُ من محبي اللحمة بشكل كبير أو من المدافعين عن مطبخنا العامر “بالدسوم” واللحوم من دون رحمة لا للحيوان ولا للإنسان، لكن لماذا يكتفي الأوروبي المثقف عند هذا الحد من الموقف؟ أن يتوقف عن أكل اللحم لئلا يقتل الحيوان؟ من دون تعميم، لكن هي محاولة لكشف الثغرة التي لا تجعله يرى المفارقة كما أراها. أحياناً لكثرة ما يوجد دم في مخيلتي أشعر بأن ثمة جريمة في مكان ما قريب مِن عدم الفعل. جريمة ناشفة بلا لون ولا رائحة ولا حتى أي أثر، لا لأنها كاملة بل لأنها فعلاً لم تحدث كما كل الجرائم. باستثناء الدم فهو هنا.

توزيع عادل للجرح!

ثمة شاعر إيطالي كتب في اليوم التالي لأحداث دامية في حلب بأنه رأى داخل الزرقة دماء على سماء إيطاليا. ليس من الجيد أن تنتثر الشروخ الملأى بالدم والجروح لتغطي كل الناس، ولكن ربما كان ذلك عادلاً ويجعل الأثر خفيفاً، أو قد يجعل الأشياء تذوب عن جليدها وتتحرك، قد نتحول إلى مخلوقات أكثر دموية بشكل أسطوري ولكن سيصير دمنا منتشراً في كل مكان بشكل عادل، أو ربما نتوقف عن النزف! هل العدالة هي الحل؟ الناس غالباً، كلما رأوا الجرح بعيداً، ابتعدوا أكثر وبدأوا البحث عن جروح قريبة كعملية تعويض عما يصيبهم من خلل ومحاولة إعادة للتوازن.

الرؤية من بعيد هل هي تحقيق للعدالة؟ عدالة أن يشاركك الآخر رؤية جرحك من دون أن يشعر به؟ أم أنها مصيبة لمن هو مُصاب من حيث أنها تعرّي جرحه بشكل سطحي بينما وحده من يموت!

هل وسائل التوازن هذه والتعويض هي أيضاً يقدمها هذا المحيط الاقتصادي والسياسي المتحكّم بعجلة استهلاكنا ومشاعرنا كما يقدم السلاح والبيتزا والحلول السياسية التي تشبه فقاعات اللايك على الفيس بوك… لا تنتج لا بيضاً ولا لحمةً في أغلب الحالات…

هدوء نسبي

في رواية ليلى سليماني الحائزة على جائزة الغونكور الفرنسية لعام 2016، تقتل مربية الأطفال الذين كانت تعنى بتربيتهم ضمن منزل عائلة ميسورة مادياً ومنتمية لطبقة البوبو هذه. هم ناس لطفاء يرتادون المسارح ودور الفن ويواظبون على امتلاك كل أدوات الثقافة ونقلها لولديهما، يعاملون المربية برقي وبلطف، ومع هذا تقتل أطفالهم! ربما هذا اللطف البارد الذي لا يتناسب مع عمق الجروح من الممكن أن يخلق الجريمة بكافة مستوياتها وظروفها ومع اختلاف عناصرها ومنفذيها!

لماذا فعلتْ ذلك؟ ما هذا الشرخ الكبير الذي يحدث في بعض الحالات في مجتمعات هادئة ظاهرياً؟ ماذا حين تتوقف الثقافة عند رفوف المكتبات؟ عندما تصير المكتبات هي أيضاً بوبو: مكتبات لا تأكل اللحم لئلا تقتل الحيوان؛ ترمي علبة السردين الصدئة داخل قمامة مخصصة للمواد القابلة لإعادة التصنيع…

عملية جنسية على العالم كله

أحياناً المفارقة تصيب بالذهول، لا لوم يقع أبداً على الأفراد الذين يحققون ما يرضيهم عبر تلبية قناعات معينة هي فعلاً ذات نية طيبة وجوهر صالح كالكفّ عن تناول اللحم أو منتجات الحيوانات بشكل كامل ” فيجان”، أو التفكير بالضرر اللاحق بالبيئة ومحاولة تجنبه والتوعية له. لكن ماذا عن الضرر الناتج عن المفارقة؟ الجوهر داخل المفارقة يصير لمعانه مصدراً للشك والوحشة، تلك المفارقة التي تفصل الحضارات بالبحر والسلاح وبصفحات فيس بوك وبنوك وتحويلات وأسهم بورصة تنزل وتصعد بشكل كبير

مثل عملية جنسية على العالم كله،

مثل سفنٍ، أو كاماسوترا.   

The post مثل سفنٍ أو كاماسوترا… عن النباتيين والدم! appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
عشرة أصابع أو أكثر بقليل https://rommanmag.com/archives/18816 Mon, 24 Jul 2017 11:50:44 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%b9%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%b5%d8%a7%d8%a8%d8%b9-%d8%a3%d9%88-%d8%a3%d9%83%d8%ab%d8%b1-%d8%a8%d9%82%d9%84%d9%8a%d9%84/ لي حياتي ولأهلي حياتهم لي حياتي ولأهلي حياتهم لي حياتي وللموت أدواته قنبلة سكين حادة تصلح لتفاحة أو لقلب  حبةُ سمّ ملفوفة في رأس دواء سرطان في الشرايين يتمشّى وحده لكل منا مرضه في آخر الطريق. لي حياتي ولأهلي وللآخرين معاناتهم ولي منها جزء قطعةُ القرميد على رأس البيت  متعبٌ  تحطّ عليه الطيور كي تهاجر […]

The post عشرة أصابع أو أكثر بقليل appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
لي حياتي ولأهلي حياتهم

لي حياتي ولأهلي حياتهم

لي حياتي وللموت أدواته

قنبلة

سكين حادة

تصلح لتفاحة أو لقلب 

حبةُ سمّ ملفوفة في رأس دواء

سرطان في الشرايين يتمشّى وحده

لكل منا مرضه في آخر الطريق.

لي حياتي ولأهلي وللآخرين معاناتهم

ولي منها جزء

قطعةُ القرميد على رأس البيت 

متعبٌ

 تحطّ عليه الطيور كي تهاجر

كيف أستطيع الرؤيا بقلبي المثقوب

لي حياتي وللآخرين حياتهم ولأهلي حياتهم

أقف على فِترينات المحلات 

أمسح الزجاج

وأرى عبر الزجاج

وأطلق ضحكة من المفارقات 

ضحكتي تنقذني 

ضحكتي زوّادتي 

يا للسخرية 

مر رجل وعاكسني بكلمات غزل

أحاول أن أفهم الحياة من عدسات جديدة 

وكل مرة عيناي تتحولان لجبل داكن 

سامحْني 

إن لم أكتب عن التراب وعن الماء الشفيف يتخلله 

مَن سيكتب؟

مَن سيشعر بالرغبة؟

قال لي أنت ساحرة

انقبضتُ 

ما يضحكني هو اللكنة 

تشبه تلك التي يتكلم بها الرجال المنتظرون في موقف البرامكة وسط دمشق

ينتظرون ماذا؟

عصا سحرية تقلب حياتهم 

كثير من كلمات الغزل تمر في الهواء مجاناً

كثير من الشفاه تشتهي التواصل بقبلة أو بكلمة 

تواصلٌ تواصلٌ

تُرى

 لمَ ينتاب الفضول نفس اللكنة؟

والرغبة العارية 

رجالٌ مثل أعمدة الإنارة 

لكنْ مطفأين

ولي حياتي ولكم حياتكم 

أملؤها بالطحين 

أحاول أن أغلقَ المقابض على التردد الذي تبديه أمي حيالي 

والخوف الذي يبديه أخوتي حيالي ومني

والخشية التي تركني عليها أبي فوق النباتات 

وتركتُه 

والحب الذي تعطيني أختي حتى أصب عليها صوتي 

متلاحقاً ومحموماً على الهاتف 

أختي التي صارت الآن في أوروبا مثلي

أحاول أن أقلِبها حتى أرى القطرات الصغيرة التي كنتُها 

يوم عرضتْني الشمسُ للألوان 

هنا 

ولكن لي حياتي وللآخرين حياتهم

ولكلّ منا حياته وموته 

يلعب بها الكرة 

أو يمزقها بين ساقيه 

وهو يركض بين البلاد والذكريات وبين صورة يحاول تأجيلها 

معلّقةً

على الحيطان.

لغتي منقبضة 

مرتبطة ببعضها عبر السلاسل 

السلاسل التي أراها في حنجرتي 

تمنعني من الكلام 

وتدفعني على التفكير

ما أقوله لا يُصدّق

لأن لي حياتي وللآخرين حياتهم 

ولكلّ منا حياته 

ودفتره الصغير.
 

عشرة أصابع أو أكثر بقليل.

عندما أشكّ في كل هذا
 أنظر للسماء وأقول
أنظر لأصابعي وأقول
يحبني حقاً ما يساوي هذي الأصابع.. وأكثر بقليل
 يهدأ الاضطراب فيَّ
 يهدأ الاضطراب فيّ من عشرة أصابع وأكثر بقليل
 بما يُعدّ على اليد.. وبعض الأقلام التي تمر فيها
بكلّ الثبات حتى أكتب عن
أو أفكر بهذا الحب الذي يبعث الطمأنينة
من عشرة أصابع وأكثر بقليل

The post عشرة أصابع أو أكثر بقليل appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
“أقوال هزّت العالم” و “راحلةٌ إلى الموت” https://rommanmag.com/archives/18387 Wed, 02 Nov 2016 05:11:10 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%a3%d9%82%d9%88%d8%a7%d9%84-%d9%87%d8%b2%d9%91%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85-%d9%88-%d8%b1%d8%a7%d8%ad%d9%84%d8%a9%d9%8c-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%aa/ أقوال هزّت العالم أقوالٌ هزّت العالم: شجرةٌ قديمة ترتعش من مداعبة الهواء الخجول. أقوال هزّت العالم : شجرة محنّاةٌ أصابُعها، وتنظر للفواكه على صدرها بنشوة أو بشهوة. أقوال هزّت العالم: شجرة تحوك رداء جديداً بعدَ الذي سقط مِن فعل العواصف. أقوال هزّت العالم: عصفورٌ يحاول أن ينحتَ نافذةً له في جسد الشجرة ولا ينجح فيطير. […]

The post “أقوال هزّت العالم” و “راحلةٌ إلى الموت” appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
أقوال هزّت العالم

أقوالٌ هزّت العالم:
شجرةٌ قديمة ترتعش من مداعبة الهواء الخجول.

أقوال هزّت العالم :
شجرة محنّاةٌ أصابُعها، وتنظر للفواكه على صدرها
بنشوة
أو بشهوة.

أقوال هزّت العالم:
شجرة تحوك رداء جديداً بعدَ الذي سقط مِن فعل العواصف.

أقوال هزّت العالم:
عصفورٌ يحاول أن ينحتَ نافذةً له في جسد الشجرة
ولا ينجح
فيطير.

أقوال هزّت العالم:
ضوءُ منزلٍ يثقبُ عينَ الشجرة
بينما هو يهبط مرتاحاً على الكراسي
في قيلولة
لمْ يتعلَّمْ المشي بعد
وإلّا كان صارَ
ذئباً.

أقوال هزّت العالم:
«تفاحة مضيئةٌ»

تبدو ثم تختلج
البئرُ، مرساةٌ قديمة
راكدةٌ بينما البحر يهتزُّ في داخلها معبرَ صندوقِ فُرجة. 

صورٌ تتحرك بسرعة
ولا تخرج
إلى أي مكان.

أقوالٌ هزّت العالم:
فتاةٌ تتمشى في البريّة¡ توتٌ بريّ على صدرها، العسل الوحشي الأحمر يتدلّى مخرباً جسدها الأبيض، بينما أمها في المنزل تراقبها مِن وراء شرفة ينمو عليها نبات الدّلب الوفي
عمودان شقَّهما القمر إلى ظلين
يتحركان
مع الستائر.

أقوال هزّت العالم:
شاب يقسم الهزيمة إلى مكعَّبات
ويحلم بتجميعها
كي يصنع كلمة تشبه قوسَ نصرٍ
يشتعل تحت برودته
ويدفعه خطوة للأمام
فقط حتى يتجرَّأ ويعانق شجرة الكرز قبالةَ منزله
لطالما اشتهاها.

أقوال هزّت العالم:
شجرة كرز يابسة
تصغي للموسيقا التي تخرج من السُّكَّر الذي خرج نافراً
من عنق علبة المُربّى الذي صنعته السيدة
التي ماتت
بينما حبوب الكرز التي لم تتحول لسكَّر بعد
تنتظر في الثلاجة
تقول: هو فصل الشتاء
الذي لا جذور له
ولا ورقاً يستحضر جثّته بينما نحن نصلّي
فوق المرتفعات.

أقوال هزّت العالم:
ثمرتا رُمَّان
ناضجتان جداً
بعض التهشّم يخرّب جمالَهما
مرَّ راعٍ وقال:
هنا رمّان طرفُه أصفر
وهنالك فراشات بيضاءُ وزرقاء
تدور على أفلاكِ العشب القصيّة
لكن يظلُّ العشب أخضر
وهذي خرافي
لونُ رمادي
وهذا لحني
إنهُ ينامُ 

تحت رأسي.

راحلةٌ إلى الموت

أنا راحلة إلى الموت
أعطِني أيّ شيءٍ يعيد التوازن لقلبي
لمّا سيتوقف
بينما يشاهدكَ وأنتَ ما زلتَ تكمل مصاغَكَ
وتحاول عبور الأنهار
حتى تكبرَ
بعد.

أنا راحلة إلى الموت
معي حقيبةٌ عليها صورتك
ومعي الكتاب الذي أعرتَني إياه حتى أحلم بكَ
ومعي بضعة كؤوس مجموعةٌ بعناية الفلاح الفائق في مداراته للتربة
يمد يده فيها حتى يقيس طول البذور
وحتى يرى غزارة الألوان
أنا راحلة إلى الموت
أعطِني الرسائل التي جمعتَها لكلِّ من تحبّ
أعطني الطريق إلى مفاتيحهم
أعطني نومكَ قليلاً حتى أحلمَ به
أعطِني أي شيءٍ لم يقل شيئاً بعد
ألا تعرف أنَّ الموتَ صمتٌ
واحتضار ؟
ورفيف الطيور سيمرّ نسمةً فوق ضريحي
بينما يدكَ تلاعب خصلاتِ شَعري
والأشياءُ ستظلُّ كما هي
جامدة
بينما ضجيجي يرتاح في دمي
وصورتي سترتعش فوق دمعاتك
التي ستذرفها
كما كنتَ تعدّ بسماتي
وتفتح باباً عريضاً أتوازن فيه
بين ظلّي
ومائي.

The post “أقوال هزّت العالم” و “راحلةٌ إلى الموت” appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
ملح البحر المرّ https://rommanmag.com/archives/18329 Thu, 15 Sep 2016 03:34:19 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d9%85%d9%84%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%ad%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d9%91/ ثمة ما يؤلم هناك مِن هذا البلد كلٌّ أخذ نصيبَه. حبيبةٌ تقول له أحبكَ كما يعرفها مشبعةً بماء الصنوبر وبالوحل الذي يتجمّع أواخر الشتاء ربما حفنةٌ من الرمل بقيت في جيوبه وهو يركض عبر المعابر فوق حشرجة الأسلحة المبعثرة بلمعان مدهش تحت شعاع الشمس يستحثّهُ كما حبات القمح للطيور الكامدة. ربما صورةُ رجل ميت وإذا […]

The post ملح البحر المرّ appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
ثمة ما يؤلم هناك

مِن هذا البلد كلٌّ أخذ نصيبَه.
حبيبةٌ تقول له أحبكَ كما يعرفها
مشبعةً بماء الصنوبر
وبالوحل الذي يتجمّع أواخر الشتاء
ربما حفنةٌ من الرمل بقيت في جيوبه
وهو يركض عبر المعابر
فوق حشرجة الأسلحة المبعثرة بلمعان مدهش تحت شعاع الشمس
يستحثّهُ كما حبات القمح للطيور
الكامدة.
ربما صورةُ رجل ميت وإذا سألتَه مَن هو، قال: كان أبي
أخي
أختي التي مزقتها الإبر على الشجر،
لما لم تطلْها،
والدموع.
ربما طريقٌ طويلٌ من الزيتون تحت شعاع الليل القاتم
وكتلةٌ من النجوم تنمو تحت أحشائه
أينما رآها في أي سماء تذكّرَ عينَه الأولى
طرقَه الأولى ومعابرَه
تعثّرَه في السيارات ثم خروجَه للهواء الطلقِ ذئباً جريحاً
مقصوصَ الأطراف
موصولاً لبعضها
وها هي تنمو في المنفى
وتؤلمه
هناك.

ابقَ واحداً

قالت له أنا لا أحبكَ
أحب مرآتي فيك
لا تصبح زهرةً
وتحيّر شَعري مشتّتاً يسأل عن قِطع وجهك
ابقَ واحداً
كالشجرة
متماسكاً
كريح تمرّ فيها.

تلة بلدي

مثل التراب صار الأموات في بلدي،
في تلة بلدي
والرمل يتزحزح عنها مثل الأنهار
والبحر يداعبها مثل شعرٍ أشقرَ لجسدٍ بريٍّ خلف الجبال
والورد لا يتفتح من مساماتها
والصوت
كلامٌ بشريٌّ مغروزٌ بالإبر.

فزاعات لا تعي معنى الحروب

في الأخبار
في الأخبار القديمة والأخبار التي تمشي إلينا مثل الزواحف
بعينين محترقتين من ورق الجوز
ثمة الكثير من المآسي
والدماء المتراكمة على الغبار
مثل زهرة عفنة
برائحة تشبه ثدياً بضّاً خرجَ ناجياً من المجزرة
من المآسي أحاول الخروج كالريح لما تخرج من المنزل المضطرب
أكتب عن الماء المُحتجزِ في البئر كأنه صرخةُ عروس لم تصل زفافها
عن العشب الطريّ
أهرب من البيت كي أكتبَ عن فزّاعاتِ القمح التي لا تعي معنى الحروب
ومع هذا واقفة
عن قدمين ذهبيتين لامرأة تنمو مثل الرمل قرب الماء حتى تصير حاجزاً أراقب القمر من ورائه
والكواكب
أهرب
ثم أقف أمام المرآة وأنا أتساءل
هل الشعر هروبٌ أم مواجهة؟
نزيفٌ أم تبخّر؟
شغفٌ أم أسى؟

أعود لطاولتي وتسبقني المراكب
وأحلم بها
كما تحلم شجرةٌ بأغصان لها..

الأخضر يحترق

البارحة دخلتُ في حلمك مثل قطرة عرق من جبينك
مزقت ستارة كانت تفصل عينيك عن الرؤيا وتجلّيتُ
مثل الأشباح أتراقص حيث توجد ظلالٌ
عفوتُ عن الكلام الكبير..سيّجتُه في قلبي مثل عصفورٍ
تركتُ طاسات الدم تلون عينيّ وتزيد اسودادهما
كالأخضر في الليل يحترق ويحترق
البارحة اختلّيتُ
كما العالم وتأرجحتُ
كما الأغنية.

ملح البحر المر

ضائعة في الوقت
تبحثين عن ساعة رملية
لترتديها
تبحثين عن منديل ورقي لتضعيه مثل زنبقة
على قبركِ
لما ترحلين.
تبحثين لرؤية البلاد كما يجب، مقسومة قسمين
لكنّ البحر يبعدكِ عنكِ
بالصرخات
بالملح المرّ.

The post ملح البحر المرّ appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>