وسيم السلطي - مجلة رمان الثقافية https://rommanmag.com/archives/author/45rommanmag-com مجلة ثقافية فلسطينية مستقلة Sat, 02 Nov 2024 08:41:17 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.6.2 https://rommanmag.com/wp-content/uploads/2024/10/cropped-romman_logo-pink-32x32.png وسيم السلطي - مجلة رمان الثقافية https://rommanmag.com/archives/author/45rommanmag-com 32 32 رنا عناني: التحدي الأكبر لـ “قلنديا الدولي” هذا العام كان التمويل https://rommanmag.com/archives/19501 Mon, 26 Nov 2018 17:15:19 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%b1%d9%86%d8%a7-%d8%b9%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ad%d8%af%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%83%d8%a8%d8%b1-%d9%84%d9%80-%d9%82%d9%84%d9%86%d8%af%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88/ اختتم قلنديا الدولي في نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر فعاليات نسخته الرابعة في فلسطين وحول العالم، والتي ناقشت ثيمة “التضامن”، إذ امتدت الفعاليات من 3 إلى 30 تشرين الأول بافتتاح 10 معارض فنية وأكثر من 70 فعالية بتنظيم 9 مؤسسات ثقافية و27 شريك في الفعاليات المصاحبة، وأكثر من 100 فنان محلي ودولي. شمل برنامج قلنديا الدولي […]

The post رنا عناني: التحدي الأكبر لـ “قلنديا الدولي” هذا العام كان التمويل appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>

اختتم قلنديا الدولي في نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر فعاليات نسخته الرابعة في فلسطين وحول العالم، والتي ناقشت ثيمة “التضامن”، إذ امتدت الفعاليات من 3 إلى 30 تشرين الأول بافتتاح 10 معارض فنية وأكثر من 70 فعالية بتنظيم 9 مؤسسات ثقافية و27 شريك في الفعاليات المصاحبة، وأكثر من 100 فنان محلي ودولي.

شمل برنامج قلنديا الدولي افتتاح معارض فنية في القدس ورام الله وبيرزيت وحيفا ومجدل شمس وغزة والتي امتد بعضها حتى شهر تشرين الثاني/نوفمبر، إضافة إلى تنظيم سلسلة “لقاءات قلنديا” التي ناقشت ثيمة التضامن بالعلاقة مع فلسطين والمشهد الثقافي. كما نُظمت أكثر من ٧٠ فعالية تنوعت بين العروض الأدائية والندوات والحوارات والجولات الميدانية، وعروض الأفلام في فلسطين وخارجها. عن مفهوم التضامن وفعاليات النسخة الرابعة من قلنديا الدولي وصعوبات التنظيم كان لرمان الحوار التالي مع رنا عناني، منسقة المهرجان.

رنا عناني

 

حَملَ “قلنديا الدولي” في دورته الرابعة هذا العام ثيمة التضامن، كيف تلاقت هذه الثيمة مع أهداف ما انطلقت من أجله فعاليات قلنديا منذ العام 2012 كتعزيز دور الثقافة في فسلطين وترسيخ مكانتها الثقافية في العالم؟

قلنديا الدولي في جوهره هو فعل تضامني ما بين المؤسسات الفلسطينية العاملة في الثقافة، فالتشارك وتجميع الموارد المالية والبشرية ما بين هذه المؤسسات، مكّنتها من تنظيم حدث له وقع وصدى على الصعيدين المحلي والدولي وبشكل خاص في ظل مصادر التمويل الشحيحة لفعاليات ثقافية من هذا النوع. هذا بحد ذاته هو استعادة لفعل ولروح التضامن الذي أثبت نجاعته خلال فترات معينة من التاريخ الفلسطيني، وتلاشى خلال الفترة الحالية على الصعيد الشعبي، رغم أننا في أمسّ الحاجة إليه. وبرأيي فقد جسّد قلنديا الدولي في الثيمة التي طرحها هذا العام، الفكرة الأساسية التي انبثق منها عام ٢٠١٢. وخلال السنوات الماضية نجح في أن يكون منبرًا على الصعيد المحلي والعالمي، يعطي مساحة للفن والفنانين، ويُعرّف العالم على الفن والفنانين في فلسطين.

ونلاحظ بشكل واضح هذا العام بأن قلنديا الدولي أصبح بوصلة تجذب كثير من الناس من حول العالم لحضور الفعاليات والتعرف على فلسطين من خلال الفن.
 

ما هي أبرز الصعوبات والتحديات التي واجهت القّيمون على تنظيم فعاليات قلنديا؟

كثيرة هي تحديات العمل المشترك في سياق بلد محتل ومتقطع الأوصال. في هذه النسخة بالإضافة إلى كافة التحديات السياسية، فقد شكّلَ التمويل أبرز هذه التحديات. وللتوضيح، فإن كل مؤسسة تقوم بتنظيم برامجها وتؤمن تمويل هذه البرامج بنفسها، أما النشاطات المشتركة مثل التنسيق والتصميم والطباعة البرنامج.. الخ، فيتم تمويلها بشكل مشترك بالإضافة إلى الاعتماد على تمويل القطاع الخاص الفلسطيني.

في هذا العام لم يوفق قلنديا الدولي في الحصول على تمويل من القطاع الخاص الفلسطيني، وبالتالي تم تخفيض ميزانيات العمل المشترك بشكل كبير مما كان يعني الاعتماد بشكل كلي على تمويل المؤسسات للعمل المشترك وكان ذلك تحدياً كبيراً.
 

Austerity (2018) by May Hirbawi

لا شك بأن الظروف السياسية التي تمر بها فلسطين في الوقت الراهن صعبة ومعقدة، كيف أثرت تلك الظروف على تنظيم الفعاليات، وهل حدثت مواجهات مع سلطات الاحتلال يمكن الحديث عنها؟

كمؤسسات ثقافية تعمل تحت الاحتلال، هناك مواجهات مع الاحتلال على أكثر من مستوى وهي جزء لا يتجزأ من إصرارنا على تواجدنا وعملنا من فلسطين. التحديات التي تتكرر في كل نسخة، تبدأ من رفض منح فيزا لبعض الفنانين والمشاركين، إلى تأخير وصول الأعمال في الموانئ، مرورًا بتكبيل حرية الحركة ما بين المدن الفلسطينية وقطاع غزة والقدس والداخل الفلسطيني المحتل.

وفي أثناء تخطيطنا لقلنديا الدولي كانت كل هذه الأمور حاضرة في أذهاننا، وتم بناء البرامج بناء عليها، من أجل العمل على تذليلها قدر المستطاع. فأصرينا مثلا على افتتاح قلنديا الدولي في القدس، رغم معرفتنا بأن كثير من الجمهور لن يستطيع الوصول لحضور حفل الافتتاح، كما سيّرنا رحلات من رام الله إلى الجولان المحتل وحيفا والقدس بهدف التغلب على تقطيع أوصال الجغرافيا الفلسطينية. ونحن سعداء بأن الفعاليات وخاصة افتتاح قلنديا في القدس حضره جمهور كبير على عكس التوقعات.
 

Copy of Taysit Batniji, Wallpaper 2015- Interlude exhibition, Alhoash

 

نحو 100 فنان من مختلف الجنسيات شاركوا في فعاليات قلنديا الدولي، هل وجدتم صعوبة في التواصل والتنسيق معهم، أم أنكم أتبعتم آلية خاصة حافظت على مستوى التنسيق والتعاون؟

العمل التشاركي يجعل من الممكن أن يتم التنسيق مع عدد كبير من الفنانين. فكل مؤسسة تقوم بالتنسيق مع فنانيها والتواصل معهم. أما فيما يتعلق بالتنسيق ما بين المؤسسات المشاركة وعددها ٩ ومع منظمي الفعاليات المصاحبة وعددهم أكثر من ٢٠، فقد شكل لنا تحدياً كبيراً، خاصة عند وضع برنامج يتألف من أكثر من ٧٠ فعالية. ولكن لا بد من الإشارة إلى التعاون الكبير ما بين المؤسسات والتزامها في إنجاح قلنديا الدولي، ومحاولتها بشتى الطرائق التغلب على العوائق التي كانت تظهر خلال فترة التنظيم، وكذلك الأمر فيما يخص الفعاليات المصاحبة، وكان الهدف أمام الجميع الالتزام لإنجاح الحدث.
 

Copy of 'Gods Army', installation by Jumana Emil Abboud at the Lutheran School, commissioned by Al Ma'mal for the Jerusalem Show iX, 2018, photo credit Issa Freij

 

شهدنا مشاركة عربية خجولة، ألا يمكن اعتبار ذلك ضعفا في موضوع المشاركة العربية، خصوصاً أن التضامن هو الشعار الذي جمع الفعاليات؟ أم أن هناك اعتبارات أخرى لموضوع التواصل مع الدول العربية ومشاركتها في البرنامج؟

لا أعتقد أن المشاركة العربية كانت خجولة هذا العام، مقارنةً مع الفعاليات المشاركة من كافة أنحاء العالم. هناك مثلا عدد كبير من الفنانين العرب المشاركين في فعاليات البرنامج الأساسي وبرنامج الفعاليات المصاحبة. إذ شارك فنانون من لبنان وسوريا ومصر، بالإضافة إلى مشاركة فنانين من الجولان السوري المحتل وعددهم ١٦ من خلال معرض مشترك في رام الله.

أما فيما يتعلق بالفعاليات المصاحبة لقلنديا الدولي فكانت هنالك مشاركتان عربيتان، وهما مشاركة في قطر “مهرجان سينما فلسطين- الدوحة” وهو يحدث للمرة الأولى، وينظمه بعض النشطاء بشكل مستقل، بالإضافة إلى مشاركة “ستوديو اكس” من عمان بفعالية جرى تنظيمها في جامعة كولومبيا في نيويورك، التي ناقشت موضوع التضامن الفلسطيني-الأسود.  ونحن نتطلع دوما لمشاركة أكبر على الصعيد العربي رغم كافة الأوضاع التي تمر بها المنطقة.
 

Copy of Opening of Toward Hope exhibition, Eltiqa&Shababelk from Gaza 3

 

كيف تقيمين الردود والانطباعات التي تركها قلنديا الدولي في نسخته الرابعة؟

الانطباعات إيجابية بشكل كبير. الفعاليات المصاحبة لقلنديا الدولي جلبت الكثير من القوة للمهرجان ومكنته من الانتشار في أنحاء العالم. فقد وحدت قلنديا الدولي بثيمة التضامن الفن والفنانين في وجه العقبات على المستوى الثقافي، في وقت فشلت فيه السياسة من تحقيق ذلك.

كما رأينا حضوراً لافتاً على الصعيدين المحلي والدولي، وافتتاحات المعارض عجت بالناس والزوار رغم كثافة هذه الفعاليات خلال الأيام العشرة الأولى. قلنديا الدولي عملت كذلك على تقديم فنانين جدد على الساحة الثقافية الفلسطينية وهذا أمر غاية في الأهمية، واستقطاب شراكات مستقبلية جديدة كذلك.
 

Past Tense by Jack Persekian, 2018

 

شهر من المعارض والحوارات وعروض الأفلام وورش العمل والجولات الميدانية وغيرها، هل أسهمت هذه الفعاليات والأنشطة في استكشاف مفهوم التضامن أم أنها جزء من هذا الكشف والذي لا يمكن حصره في شهر واحد؟

مفهوم التضامن واسع وله جوانب متعددة وقلنديا الدولي فتحت الباب أمام هذا النقاش. تستطيع المؤسسات الثقافية طرح موضوع التضامن من خلال معارضها على شكل تساؤلات واستكشافات يقوم بها الفنانون، ولكن بالتأكيد الهدف ليس الإجابة عن الأسئلة بقدر ما هو طرح الأسئلة وإثارة النقاش.

الموضوع مهم في هذا الوقت بالتحديد، وهو بحاجة أن يصبح جزءًا لا يتجزأ من العمل الثقافي في فلسطين تحديدا، مثلما هو بحاجة أن يتخطى البعد الثقافي وأن يمس جوانب الحياة المختلفة في فلسطين ليصبح جزءًا من طريقة الحياة في فلسطين، خاصة في ظل ما نعيشه من محاولات الفصل والتفكيك وتراجع مستمر على المستوى السياسي.
 

Copy of Jose Luis Benavdes, Monument to Santa Anna's Leg, Video and installation

 

ما هي الخطط القادمة لقلنديا الدولي في 2020؟

قلنديا الدولي ليس مؤسسة وإنما هو شبكة من المؤسسات المتغيرة في كل نسخة، طبعا هناك مؤسسات منظمة أساسية لكل نسخة. ولكن بنية قلنديا الدولي بهذه الطريقة تسمح له بالتغير والتبدل في كل نسخة حسب الظروف التي تحيطه وحسب الثيمة المطروحة. قد يكون من المبكر الحديث عن الثيمة الجديدة لقلنديا الدولي حالياً، ولكن النقاشات جارية بخصوص بنية النسخة المقبلة والثيمة، وبالتأكيد سيكون لقلنديا الدولي بعد جديد.
 

 

 

 

The post رنا عناني: التحدي الأكبر لـ “قلنديا الدولي” هذا العام كان التمويل appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
غدير شافعي: نعمل لكشف النّقاب عن دعاية “الغسيل الوردي” الإسرائيلية https://rommanmag.com/archives/19493 Tue, 20 Nov 2018 11:49:20 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%ba%d8%af%d9%8a%d8%b1-%d8%b4%d8%a7%d9%81%d8%b9%d9%8a-%d9%86%d8%b9%d9%85%d9%84-%d9%84%d9%83%d8%b4%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%91%d9%82%d8%a7%d8%a8-%d8%b9%d9%86-%d8%af%d8%b9%d8%a7%d9%8a%d8%a9/ بمشاركة عربية وعالمية واسعة، اختتمت السبت الماضي مؤسسة “أصوات” فعّاليات مهرجان “كوز” للأفلام الكويرية في دورته الثالثة، في حيفا مع فيلم “ع شفير”، حيث نجح المهرجان في دورته الحالية في استقطاب وعرض أكثر من 12 فيلماً دوليًا عربيًا ومحليًا في أربعة أماكن عرض شملت مسرح خشبة ومساحة والمنجم وسين. عن فعاليات هذه المهرجان وصعوبات التنظيم التي واجهت […]

The post غدير شافعي: نعمل لكشف النّقاب عن دعاية “الغسيل الوردي” الإسرائيلية appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>

بمشاركة عربية وعالمية واسعة، اختتمت السبت الماضي مؤسسة “أصوات” فعّاليات مهرجان “كوز” للأفلام الكويرية في دورته الثالثة، في حيفا مع فيلم “ع شفير”، حيث نجح المهرجان في دورته الحالية في استقطاب وعرض أكثر من 12 فيلماً دوليًا عربيًا ومحليًا في أربعة أماكن عرض شملت مسرح خشبة ومساحة والمنجم وسين. عن فعاليات هذه المهرجان وصعوبات التنظيم التي واجهت القائمين عليه ورسائل وأهداف الدورة الثالثة من “كوز”، كان لرمان الحوار التالي مع مديرة مؤسسة “أصوات” غدير شافعي.
 

بداية، هل يمكن الحديث عن “أصوات” والتعريف ببداياتها وتوجهاتها واهتماماتها؟

“أصوات” هي حركة نسويّة من أجل العدالة والحريّات الجنسيّة والجندرية في المجتمع الفلسطينيّ. تعمل من أجل تحقيق العدالة والحريات الفرديّة والجماعية لكافة أفراد المجتمع الفلسطينيّ، وننشط لخلق مجتمع فلسطيني تحرري يحترم ويحتوي الاختلاف والتعددية الجنسية والجندرية، ويناضل ضد كل أشكال القمع، العنف والتمييز، محليًا، إقليميًا وعالميًا.

نعمل من خلال محورين أساسيّين؛ محور الأبحاث وإنتاج المعرفة، والذي يوفر موادّ ومعلومات أصيلة وموثوقة حول المثليّة الجنسيّة والتعدّديّة الجندريّة وخصوصيّتها في المجتمعات العربيّة، كما ويعمل على توثيق ونشر سيرورات، تجارب وأدبيّات وأبحاث عن المثلية. ويعمل المحور الثّاني، المحور التّوعويّ التّربويّ، سويّة مع الناشطين/ات والمهنيين/ات من خلال تفعيل برامج وورشات تدريبيّة حول الهوية الجنسية والجندرية لتوفير المعلومات والأدوات للتعامل الإنسانيّ والمهني لأفراد المجتمع المثليّ كجزءٍ لا يتجزّأ من نسيج المجتمع الفلسطينيّ.

كما وننظم ومنذ 2015 كوز- مهرجان “أصوات” للأفلام الكويرية، والذي نسعى من خلاله، وبواسطة عرض أفلام من السينما الكويرية من ثقافات ونضالات متعددة ومحاورة بعض من مخرجيها والمشاركين فيها، إلى فهم السيرورات والتحديات التي ترافق إنتاج الأفلام الكويرية والهويّات الجنسيّة والجندرية المتعددة، المألوفة وغير المألوفة منها، وعلاقتها بالظواهر الاجتماعيّة والسياسيّة والثقافيّة المحيطة محليًا، إقليميًا ودوليًا. والذي يهدف إلى تعزيز النشاط والإنتاج الثقافي الفلسطيني البديل ليعمل على إنتاج أفلام فلسطينيّة عربية تعرض شخصيّات وقصص مركبة مدوّرة وعميقة.

تحدثتم في بيان الانطلاق بأن الدورة الثالثة الحالية ستشهد نقلة نوعية، بماذا تختلف هذه الدورة عن سابقاتها؟

هذه المرّة الأولى التي يستضيف المهرجان أفلاماً عربية ومحلية، من فلسطين ولبنان والعراق والإمارات المتحدة، إلى جانب الأفلام الأجنبية، من البرازيل وبولندا والولايات المتحدة، تعالج الطرائق التي شكّلت فيها السياسة، العلاج، القانون والدين، خطاباتها حول الجندر والهويات الجنسيّة. فقد حرصنا منذ البداية على استقطاب أفلام عربية لبناء التضامن والتعاون بين النضالات الإقليميّة من أجل إحقاق الحقوق الجنسيّة والجسديّة وجلب فن بديل جديد، تمّت موضعته في الهامش، إلى الصّدارة وحث المخرجين العرب على إخراج أفلام تعالج هذه القضايا. بالإضافة إلى التركيز على الخطاب السياسي ودورنا في مقاومة محاولات دولة الاحتلال والاستعمار في تلميع صورتها من خلال استخدام تسويق ذاتها كدولة ديمقراطية متحررة ومتسامحة تحترم الحقوق الجنسية وتحمي المثليين الفلسطينيين من “تخلف” مجتمعهم.
 

كيف كانت الردود حول الدورتين السابقتين، وهل وجدتم إقبالا وردود إيجابية دفعتكم للاستمرار في إطلاق الدورة الثالثة؟

كان هناك أصداء إيجابية للدورتين السابقتين مما حث مخرجين فلسطينيين على إخراج أفلام تعالج قضايا المثلية والحقوق الجنسية والجنسانية ودفع الإعلام المحلي والعربي للاهتمام بشكل خاص في تغطية المهرجان والاهتمام بخطاب “أصوات”. وأضاف العديد من الأصدقاء الجدد ودائرة الداعمين والنشطاء ليس فقط للجمعية ولكن في مجال الحقوق الجنسية والجنسانية وبالتالي تراكم هذه الجهود والنشاطات من مؤسسة “أصوات” ومؤسسات أخرى ينعكس في توسع المهرجان وتنوع الجمهور الحاضر والداعم والعمل على نشر المفاهيم الصحيحة فيما يتعلق بمثل هذه القضايا.

ما هي التحديات التي واجهتكم في تنظيم المهرجان سواء مع سلطات الاحتلال أو مع المجتمع الفلسطيني، وكيف تعاملتم معها؟

التحدي الأساسي في تنظيم مهرجان كوز كان وما زال إيجاد أفلام ناطقة باللغة العربية مبنية على شخصيات عربية تمّكن الجمهور من التواصل معها وتتماشى مع خطاب “أصوات” والتركيز على المجتمع الفلسطيني والعربي، على الرغم من أن هذا التحدي بات أخف من قبل إلا أن هذه الأفلام ما زال عددها محدود بالأخص عند الحديث عن نساء مخرجات عربيات. طبعاً من خلال بناء الشراكات المحلية والعربية تمكننا من الحصول على الأفلام العربية الموجودة ولكن نأمل أن هذه المهرجانات واهتمام الإعلام بإدراج هذه المواضيع سيشجع المخرجين والمخرجات العرب على إنتاج أفلام أكثر تركز على الحقوق الجنسية والجنسانية وبصوت النساء. إضافة إلى ذلك هناك التحدي في أماكن العرض المهيئة فنحن لا نعرض في أماكن إسرائيلية، والمسارح الفلسطينية الرسمية في الداخل تتعرض لهجوم شرس وتضييقات من حكومة الاحتلال وبالتالي فالشراكات والمساحات التي يوفرها حلفاؤنا في حيفا مهمة جدًا على الرغم من أنها ليست جميعها أماكن لعرض الأفلام إلا أن التفافهم حول خطاب “أصوات” وأهمية عملها والتزامهم الحقوقي والوطني يحثهم على التعاون والمساعدة دائما.

يشهد المهرجان هذه السنة مشاركة أوسع وأكثر تنوعاً من العالم العربي، كيف يمكن فهم هذه المشاركة وتوظيفها في تحقيق أهداف المهرجان؟

السينما بالنسبة لنا هي منصة من خلالها يمكن تمرير رسائل عديدة ومختلفة، ورواية القصة التي بإمكانها تكسير صور نمطية وأفكار مسبقة موجودة بالمجتمعات. فالسينما تتحدث لشريحة كبيرة من الناس الذين يتذوقوها أو ببساطة يشاهدون أفلامها (شبيهة بالموسيقى) لكن الإضافة هي إمكانية رواية قصة أو بناء شخصيات يتعاطف معها الجمهور ويعكسها على حياته.

ونرى أن السينما الفلسطينية حتى اليوم (ويمكن العربية إلى حد ما) لم تنجح بتبني خطاب أو إنتاج سينمائي يعالج مواضيع الجندر والجنسانية بعمق وبطريقة “ثورية” إن أردنا التحدث عن تغيير وعن طرح أمور بجرأة. بالعكس، هناك صوت مغيب في أغلب إنتاجنا السينمائي اليوم كصوت المثلياتين والمتحولاتين وحتى النساء أحياناً.

وهنا تكمن أهمية تنظيم مهرجان كوز لحث السينمائيين والمخرجين على التطرق لمواضيع كالجنسانية والجندر وتشجيع إنتاجات سينمائية تطرحها.

فاهتمامك للكتابة عن المهرجان ورسالته واهتمام الإعلام المحلي والعربي في تغطية فعاليات المهرجان هي مؤشر للتغيير الذي بدأنا نلحظه في السنوات الأخيرة وهذا بالطبع يعود لفعاليات وجهود العديد من المؤسسات النسوية والشبابية والكويرية في العمل على الهوية الجماعية والحقوق الفردية بما فيها الحقوق الجنسية والجنسانية والتشديد على كل مفهوم الجندر. وجميعنا يعرف قوة الإعلام الإيجابية والسلبية، بالتالي وقوف الإعلام إلى جانبنا والترويج لخطابنا يساهم بالتأكيد في هذا التغيير. بالإضافة لذلك، فمشاهدة المهرجان تزداد سنة بعد سنة، والنقلة النوعية في مضامين وجماليات وتصوير وإخراج ونوعية الأفلام تبث فينا الأمل. وكذلك أننا نتكلم عن جيل شبابي للمخرجين ولكن يبقى السؤال متى سنرى مخرجات فلسطينيات وعربيات يخرجن أفلاماً في هذا المجال بشكل أكبر.
 

طاقم المهرجان

عنصرية الاحتلال دفعته إلى تصدير نفسه للعالم كعصري وحديث يحارب مجتمع فلسطيني متخلف ومعادٍ لحقوق المثليين ومنغلق على مسائل الجنسانية التي تخصه، كيف يعالج المهرجان هذه العنصرية؟

يدين الجانب الدعائيّ لمفهوم “الغسيل الورديّ” الفلسطينيين بأنّهم ليسوا “حضاريّين” بما فيه الكفاية ليفهموا ويحترموا الحقوق “المثليّة”، بالتالي فَهُم يُحرمون من الحصول على موارد وفرص متساوية. بالنسبة إلى الفلسطينيّين “المثليّين”، يحدّ “خروجهم من الخزانة” هُويّاتهم الجنسيّة بالمفهوم الإسرائيلي اليهوديّ للمثلية، حتى عندما لا تنطبق معايير المقياس الضيّق على سياقهم المحلّي.

يستثمر مفهوم “الغسيل الورديّ” كلّ جهوده لإبقاء صورة الرّجعيّة والعنصريّة مطبوعة في الأذهان، لتبرير أشكال الاضطهاد والتمييز ضد الفلسطينيّين، والتشكيك في انتمائهم.

وبخصوص مفهوم “الغسيل الورديّ”، فإنّ “أصوات” تستثمر جهودها في كشف النّقاب عن دعاية “الغسيل الورديّ” والتي تهدف إلى رسم صورة زائفة لإسرائيل كدولة ديمقراطيّة، متحرّرة وداعمة نسبياً لحقوق المثليّين/ات. فالاستخدام الإسرائيلي لإستراتيجيّة “الغسيل الورديّ”، كاستخدامها لاستراتيجيّات أخرى من التّبييض (Whitewashing)، الذي يسعى إلى صرف الأنظار العالميّة عن أنظمة الاحتلال والاستعمار والتّمييز العنصريّ الموجّه ضدّ الفلسطينيّين. وقد تكمن خطورة هذه الاستراتيجيّة بأنها تعمل على ترسيخ صورة عنصريّة وخاطئة عن الفلسطينيين والعرب، من خلال وصفهم بالرّجعيّة والتخلّف وكمَنْ يعانون من رهاب المثليّة.

يقدّم الخطاب المثلي الإسرائيلي النمطي الهوية وأسلوب الحياة المتعلقة “بالمثلية” وحقوقها تبصّراً مثيراً للاهتمام: أن إسرائيل تخشى من أن يتّنظم الفلسطينيّون حول القضايا التي تتقاطع مع الاحتلال، والتّمييز العنصريّ، والاضطهاد المبنيّ على الهويّة الجنسيّة والجندريّة. اليوم، وبوجود حملة مقاطعة فعّالة ومدعومة من قبل حلفاء دوليّين، والإدراك أنّ “الغسيل الورديّ” هو إستراتيجيّة مضلّلة ومتمسّكة بالدّعاية الاستعماريّة التي تبيح ظلم الفلسطينيين، سوف تتمكّن حركاتنا المثليّة والمحلية بإزالة هياكل العنصريّة الإسرائيليّة والاحتلال من الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة. وهذا هو العمل السياسي الذي بجب أن نصبو إليه.

ما هي الرسائل التي يرجو القائمون على المهرجان إرسالها من الدورة الثالثة؟

يسعى المهرجان لترويج التعددية كمبدأ في المجتمع وليس فقط بالقضايا التي تعنى بالجنسانية، ويعمل على خلق مساحة مستقلة لعرض مضامين تعالج الحقوق الجنسية والجنسانية. كما يسلط المهرجان الضوء على أهمية التواصل مع الحيز الأكبر وكسر الحصار الثقافي من خلال التواصل مع عالمنا ومع مخرجين ومنتجين يتحدثون لغتنا، ومع الحلفاء الذين تتقاطع نضالاتهم مع نضالاتنا لنتعلم من تجارب بعضنا البعض ولنشجع الإنتاج الناطق باللغة العربية لنتمكن من التواصل مع جمهورنا ونعمل على تنويعه وتوسيعه، ومن هذا المنطلق تحديداً حرصت “أصوات” على بناء شراكات مع أماكن عرض فلسطينية ومتنوعة وعرض الأفلام هناك.

كما تشدد “أصوات” على أهمية تشجيع النساء الفلسطينيات والعربيات ودورهن في هذا الإنتاج من منظور نسوي ولعكس صوت النساء المغيب في السينما.

إن هدف “كوز” ورسالته تتماشى مع هدف “أصوات” في خلق مجتمع فلسطيني تحرري يحترم ويحتوي الاختلاف والتعددية الجنسية والجندرية، ويناضل ضد كل أشكال القمع والعنف والتمييز، محليًا، إقليميًا وعالميًا، والسينما قادرة على التأثير وتشكيل الوعي والمعرفة المطلوبة لتحقيق ذلك

ما هي الخطوات القادمة والبرامج الجديدة “لأصوات”؟

ستستمر الجمعية بتطوير مشاريعها التوعوية التربوية من خلال التدريبات والورشات وبناء الشراكات المحلية والإقليمية حول الهوية الجنسية والجندرية لتوفير المعلومات والأدوات للتعامل الإنساني والمهني لأفراد المجتمع المثلي كجزءٍ لا يتجزّأ من نسيج المجتمع الفلسطينيّ. بالإضافة إلى الاستمرار في العمل لإنتاج المعرفة لنوفر موادّ ومعلومات أصيلة وموثوقة حول المثليّة الجنسيّة والتعدّديّة الجندريّة وخصوصيّتها في المجتمعات العربيّة، كما وتعمل على توثيق ونشر سيرورات، تجارب وأدبيّات وأبحاث عن المثلية. وبالرغم من الالتفاف الجماهيري حول نشاطات “أصوات” بسبب شراكاتها مع مجموعات نسائية في كل مكان بما فيه ذلك القرى غير المعترف بها ومؤسسات محلية وإقليمية إلا أنها ستحاول الوصول إلى شرائح جديدة لم تسنح لها الفرصة بعد بممارسة مسؤولياتها اتجاهها.

توفر أيضاً “أصوات” مساحة لأي مبادرة وتتفاعل مع احتياجات المجتمع بشكل مستقل وتعمل كداعمة ومدعمة من مجوعات نسائية وفق أجندات اجتماعية اقتصادية سياسية وتصوّر من منظور نسوي.
 

The post غدير شافعي: نعمل لكشف النّقاب عن دعاية “الغسيل الوردي” الإسرائيلية appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
«حبّ بري».. الجانب الآخر من الحياة https://rommanmag.com/archives/19461 Sun, 21 Oct 2018 05:22:55 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%ad%d8%a8%d9%91-%d8%a8%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a7%d9%86%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a2%d8%ae%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%a9/ ضمن مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"

The post «حبّ بري».. الجانب الآخر من الحياة appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>

في أقاصي الشمال من العالم حيث آخر المناطق التي يعيش فيها بشر (2000 شخص)، على جزيرة في القطب الشمالي تدعى سفالبارد التي تتبع للنرويج، يقع ”بنك يوم القيامة“، أكبر بنك لحفظ حبوب المزروعات في العالم، وهو اسم له دلالته العلمية والدينية على حد سواء، وتُفصِح جمانة منّاع مخرجة فيلم «حَبّ بري» عن هذه الدلالة في أثناء شرحها عن ذلك البنك بأنه “مشروع علمي يهتم بخزن حبوب المزروعات في حالة حدوث كوارث مناخية أو كوارث أخرى من صنع الإنسان”، وهناك أيضا جانب آخر ديني، وهو تخيّل الآخرة كـ “حدث قادم والذي من الضرورة أن نعد أنفسنا له”.

عملية نقل البذور وحفظها وتهجينها بين سورية ولبنان والنرويج خلال 12 شهر، هذه الفكرة البسيطة لفيلم «حَبّ بري»، ولكن الفكرة الأهم هي كيفية نقل تلك العملية وطرحها فنياً وبعيداً عن التوثيق الممل والتسجيل المباشر، فالحساسية التي رافقت عملية النقل والتسجيل، أظهرت قدرات المخرجة منّاع من خلال دمجها بين الزراعة والفن والموسيقى والرمز والحداثة، وإبراز شاعرية الإنسان المزارع وعلاقته بالأرض، فوليد، المزارع السوري، هو ضد فكرة بنك حفظ البذور وضد فكرة التحديثات في مجال الزراعة التي أدخلتها الشركات الحديثة وأدخلت تقنيات من أجل إكثار البذور: “الأرض فيها حياة، لها حياة، وطالما دخلتها مواد كيماوية ما بتكون مبسوطة”.

في العام 1977 باشر المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) عمله في ريف حلب الجنوبي، وأنشأ بنك لتخزين الحبوب، بعد اتفاق جرى بين المركز والدولة السورية، من أجل العمل على تطوير الواقع الزراعي وتحسين المستوى المعيشي للسكان وتحليل التربة وإصلاحها وتطويرها ومعالجة الملوحة في تربة البادية، وهو الأمر الذي يراه أحد المزارعين غير مجدٍ، بسبب استخدام المواد الكيماوية في الزراعة، استمر عمل المركز حتى العام 2013 بعد أن تدهورت الأوضاع الأمنية في حلب، فلم يعد من الممكن العمل في مثل تلك الظروف، وأصبح من الصعب الحفاظ على ذلك المخزون الكبير من الحبوب (نحو 141 ألف عينة)، فارتأى المركز نقل ذلك المخزون إلى لبنان عن طريق افتتاح بنك الجينات اللامركزي في بلدة تريل البقاعية، بعد إعادة نقل البذور من سفالبارد إلى لبنان، وبنك يوم القيامة في سفالبارد يحفظ 80 في المئة من “نسخة الأمان” التابعة للمورثات الزراعية في حلب، في مقابل 20 في المئة نقلت إلى لبنان إذ “نقل نسخ الأمان تم في 325 صندوقاً وصلت إلى النروج، و128 صندوقاً منها عاد ووصل إلى لبنان منذ العام 2013”.
 

في هذا الانتقال، تبرز قيمة الأرض ومدلولها، كما ينطوي بعد آخر في عملية النقل تلك من سورية إلى سلفالبارد ثم لبنان، وهو الخراب والدمار الذي حل بسورية وحلب تحديداً، ونقل بنك البذور منها، ما يعني فقدان الحياة بالكامل، فالبذور هي وعد بحياة جديدة لنباتات جديدة يقتات منها المزارع ويفرح لدرجة مشاركة دودة الأرض فرحها: “مبسوط قد ما دودة الأرض مبسوطة” يقول وليد وهو يعاين الدودة بين يديه، ولكن بعد فقدان الأرض والبذور، كان لا بد للفلاح السوري من ترك أرضه مُبعداً ومُكرهاً، ولجأ إلى أراضي لبنان باحثاً عن أرض يستطيع دب الحياة فيها من جديد، إذن، موت في أرضه وحياة في أرض غيره، واستطاعت المخرجة منّاع تمرير مشاهد منح الحياة للأرض الجديدة بطريقة فيها الكثير من الحب والفرح، لتبرز طبيعة العلاقة بين الأرض والفلاح، من خلال مشاهد الفلاحات السوريات اللاتي يرقصن وينصبن الدبكة في أثناء علمهن في الأرض بين سنابل القمح والمحاصيل الأخرى، فعملهن في الزراعة أفضل بكثير من الجلوس في المنزل، كما يتم عرض مشهد يُبرز الدقة والفنية التي تتعامل بها الفلاحة في عملية استخراج البذور من أمهاتهن.      
 

تثير بدورها جزيرة سفالبارد العديد من التساؤلات حول الحياة والموت وعلاقتنا بالأرض، وهي التي تحتوي ”بنك يوم القيامة“ مخزن البشرية للحبوب، منها ما يزرع حتى الآن ومنها ما توقفت زراعته، ولكن ما تزال بذوره محفوظة، عملية حفظ الحياة في مكان تكاد تنعدم فيه الحياة حيث القطب الشمالي وما يواجه الجزيرة من آثار المشاكل المناخية كالإنهيارات الثلجية، فهناك من يموت كل عام بسبب هذه الانهيارات، حيث تشكّل التغييرات المناخية تحديات قاسية، إلى جانب غرابة قوانين تلك الجزيرة، هذا ما يثير التساؤلات، إذ تتحدى هذه الجزيرة القوانين الدولية السائدة، كون هذه الجزيرة تعد مكاناً مفتوحاً لمن يستطيع الوصول إلى هناك، وبعد الوصول والحصول على مكان عمل ومأوى لبدء حياة جديدة لا يمكن لأحد أن يطردك منها، فالجزيرة هي خارج القوانين الدولية التي تَفرض على الناس الحصول على تأشير الدخول (فيزا)، والمثير في هذا المكان أيضاً أنه لا يسمح للناس هناك بإنجاب الأطفال أو الموت والدفن على أرض الجزيرة.

يذكر بأن فيلم «حَبّ بري» عُرض في الدورة الأخيرة من ”مهرجان برلين السينمائي“، وكذلك أمس في مهرجان ”أيام فلسطين السينمائية“، وفاز بجائزة “رؤية جديدة” في الدورة الأخيرة لمهرجان كوبنهاغن التسجيلي الدولي في الدانمارك، كما فاز بجائزة البيئة في مهرجان شيفيلد البريطاني، وجائزة في مهرجان “دوكوفيست” (Dokufest) في كوسوفو.
 

 

 

The post «حبّ بري».. الجانب الآخر من الحياة appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
معرض “النكبة… على طريق العودة”: استعادة لحياة ما قبل النكبة https://rommanmag.com/archives/19455 Wed, 17 Oct 2018 08:44:09 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d9%85%d8%b9%d8%b1%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%83%d8%a8%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%84/ من ١٥ أكتوبر حتى ١٥ نوفمبر، في مؤسسة الدراسات الفلسطينية ببيروت

The post معرض “النكبة… على طريق العودة”: استعادة لحياة ما قبل النكبة appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>

افتتحت مؤسسة الدراسات الفلسطينية يوم الإثنين 15/ 10 معرضاً تحت عنوان “النكبة… على طريق العودة”، وجرى عرض مختلف المستندات من صور فوتوغرافية ووثائق وأوراق خاصة وخرائط منذ زمن ما قبل النكبة عام 1948 إلى وقتنا الراهن، معتمدين في ذلك العرض على أرشيف مكتبة المؤسسة الذي يضم نحو 10 آلاف صورة مقسمين على إحدى عشرة مجموعة، إلى جانب وجود 25 مجموعة من الأوراق الخاصة (الوثائق والخرائط والكتب)، ويستمر المعرض حتى 15/ تشرين الثاني، يصاحبه عدد من النشاطات من محاضرات وحوارات وعروض أفلام وثائقية.

سبعينية النكبة وقبلها ستينية وخمسينية، نَعدّ نكباتنا عاماً بعد عام وعقداً بعد عقد، هل نبكيها أو نستعيد مأساتنا أم نجدد ذكراها تأكيدًا على عودتنا وحقنا في تراب فلسطين، ربما جميع ما ذكر، وسواء كان هذا أم ذاك، فإن المدلول الأكيد هو أن النكبة مستمرة إلى الآن منذ وقوعها، وبسبب ذلك لا بد من تجديد المطالبة بالعودة إلى الأرض من خلال العودة إلى حياة ما قبل النكبة والكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني التي سببت طرده وتهجيره من دياره وجردته من أملاكه.

العودة إلى ما قبل النكبة

هذه العودة كانت التيمة الأساس في المعرض، إذ عادت بنا الصور والوثائق والأوراق الخاصة إلى الحياة الاجتماعية التي كان يعيشها الشعب الفلسطيني في أرضه، فكانت حياة مفعمة بالحيوية، قبل أن تشن العصابات الصهيونية حملتها الشعواء وترتكب المجازر والفظائع في قتل الفلسطينيين واستلاب أملاكهم متذرعين بحجج واهية كفكرة “الأرض الخالية” التي كانت تعني بأن من يسكن فلسطين لا يمتلكون أي روابط اجتماعية أو ثقافية تربطهم بالأرض التي يعيشون عليها، الأمر الذي يجعل ترحيلهم عنها أمراً سهلاً، وهذا ما دلت عليه عبارة “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض” التي روّجَ لها الأديب الإنكليزي “يسرائيل زانغويل” المقرب من “تيودور هرتزل”، الذي كان يرى في الفلسطينيين (أشباه بدو) لن يتمسكوا بأرضهم وسيسارعون في “طي خيمهم” ويرحلون عنها.

دحض تلك الأفكار، عَبّرت عنه الصور التي عُرضت، وأكدت بما حوته من تفاصيل للحياة التي كانت موجودة قبل الاحتلال، بأنها أرض لشعب امتلك تاريخاً وتراثاً وثقافة أصيلة، ربما يرى البعض بأن الصور والوثائق أضعف تأثيراً من أفعال مقاومة أخرى، ولكن هذا التأثير هو جزء من المقاومة بشكلها غير التقليدي للتعبير عن الحق، وله أهميته في “إعادة الاعتبار للقضية وتسليط الضوء على تاريخ الشعب الفلسطيني، تلك القضية التي فقدت أهميتها وزخمها الإعلامي” على حد تعبير “جانيت” أمينة مكتبة مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وتولي مؤسسة الدراسات عناية كبيرة ومسؤولية جدية في الحرص على أرشيف مكتبتها، إذ تقوم المؤسسة بـ “رقمنة الأرشيف، ونسخ آلاف الصور والأوراق والخرائط المؤرشفة وحفظها بدقة عالية”، وهو مشروع مهم ويحتاج وقتاً طويلاً لما له من ضرورة.
 

يوم استقلالهم يوم نكبتنا

يعيد المعرض إلى الواجهة مسيرات العودة الأولى، ففي سنة 1998 “نظم عدد من الفلسطينيين والفلسطينيات في المناطق التي احتُلت سنة 1948 مسيرة عودة إلى قرية الغابسية المدمرة شرق عكا”، وفي سنة 1999 “تشكّلت اللجنة القطريّة للدفاع عن حقوق المهجرين في إسرائيل، التي هدفت إلى إعلاء صوت المهجرين الفلسطينيين من قراهم الأصلية وربط الأجيال الشابة بماضيها وتراثها وأرضها، وذلك من خلال تنظيم مسيرات سنوية في ذكرى نكبة فلسطين، إلى أنقاض القرى الفلسطينية التي دمرتها القوات الصهيونية وهجرت سكانها، وذلك خلف شعار يوم استقلالهم يوم نكبتنا”.

تجددت مسيرات العودة تلك في 30/ 3/ 2018 تزامنا مع ذكرى يوم الأرض، وانطلقت مسيرات العودة في قطاع غزة على امتداد السياج الفاصل بين القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948، وطالب الفلسطينيون بعودة اللاجئين وكسر الحصار، بمشاركة مئات الآلاف من الأشخاص، ومنذ ذلك التاريخ ومسيرات العودة تنظم بشكل دوري كل يوم جمعة، وسقط حوالي 200 شهيد وأكثر من 16 ألف جريح برصاص قوات الاحتلال التي حاولت وتحاول ثني ومنع مثل تلك المسيرات التي تهدد وجودها.

في معنى النكبة

يحيل موضوع إحياء ذكرى النكبة إلى مسألة قليلاً ما يتم التطرق إليها، وهي مصطلح النكبة، متى تم استخدامه؟ ومَن أول من صاغه واستخدمه؟ بعد البحث تبين أن النكبة بما تعنيه من حلول المصيبة، كان الشاعر المصري أحمد محرم (1877- 1945) أول من تنبأ بها للفلسطينيين وذكرها في قصيدة (نكبة فلسطين) التي نشرتها جريدة البلاغ المصرية سنة 1933، ويقول فيها:

يا فلسطينُ اصطليها نكبةً

هاجها للقومِ عَهْدٌ مُضطرِمْ

في فؤادي جرحك الدامي وفي

كبدي ما فيك من حزن وهم
 

ولكن النكبة بمعناها الذي حل بالشعب الفلسطيني، فقد صاغه وذكره المفكر قسطنطين زريق (1919- 2000) في كتابه “معنى النكبة” الذي صدر في شهر آب سنة 1948، ووصف التطورات التي ألمّت بالشعب الفلسطيني بعدها بالنكبة، وبأنها ليست فقط ما تعنيه من تشريد الشعب الفلسطيني وإنما في إقامة “دولة إسرائيل”.

بيد أن عدة مصادر أوردت بأن أول من ذكر النكبة ليس المفكر زريق، وإنما الاحتلال ذاته، ويقودنا إلى ذلك دليل، عبارة عن منشور كان من المفروض أن يلقى من الطائرة على قرية الطيرة بعد سقوط اللد والرملة، يتوعد فيه جيش الاحتلال أهالي القرية بدك قريتهم بالمدافع والطائرات والدبابات، وتدميرها بالكامل، و”لتلافي النكبة” عليهم الاستسلام وإلقاء السلاح، أي أن جيش الاحتلال كان أول من وصف ما حل بالفلسطينيين من ويلات بالنكبة.

كما قام المؤرخ الفلسطيني عارف العارف (1891- 1973) بذكر النكبة في كتابه (نكبة فلسطين والفردوس المفقود) الذي رأى أن النكبة بدأت منذ اليوم الأول الذي صدر فيه قرار التقسيم يوم 29 تشرين الثاني من العام 1947.
 

The post معرض “النكبة… على طريق العودة”: استعادة لحياة ما قبل النكبة appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
معرض “الجدار/ بيروت”… عندما تستحيل الحياة جداراً والخراب جمالاً (+ صوَر) https://rommanmag.com/archives/19418 Fri, 14 Sep 2018 06:32:03 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d9%85%d8%b9%d8%b1%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af%d8%a7%d8%b1-%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%aa-%d8%b9%d9%86%d8%af%d9%85%d8%a7-%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d8%ad%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d8%a7/ افتتحت دار النمر للفن والثقافة، يوم 12/ أيلول في بيروت، معرض “جوزيف كوديلكا: الجدار/ بيروت” بالتعاون مع وكالة ماغنوم للصور، فاحتفت جدران الدار بسلسلة من الصور البانورامية التي شكلت مجتمعة نسخة عن جدار الفصل العنصري في فلسطين، بينما كان “بيروت” عبارة عن توثيق لنهاية الحرب الأهلية وحال مركز العاصمة بيروت مُدمراً في نهاية العام 1991. […]

The post معرض “الجدار/ بيروت”… عندما تستحيل الحياة جداراً والخراب جمالاً (+ صوَر) appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>

افتتحت دار النمر للفن والثقافة، يوم 12/ أيلول في بيروت، معرض “جوزيف كوديلكا: الجدار/ بيروت” بالتعاون مع وكالة ماغنوم للصور، فاحتفت جدران الدار بسلسلة من الصور البانورامية التي شكلت مجتمعة نسخة عن جدار الفصل العنصري في فلسطين، بينما كان “بيروت” عبارة عن توثيق لنهاية الحرب الأهلية وحال مركز العاصمة بيروت مُدمراً في نهاية العام 1991.

الحياة كجدار

“ليس لدى الفلسطينيين الكثير من الفرص، وعليهم ألا يفقدوا الأمل”، بهذه الكلمات اختتم المصور التشيكي الأصل “جوزيف كوديلكا” كلمته التي بدأ فيها معرض “الجدار/ بيروت”، وتجلت تلك الكلمات في عدسته التي التقط بها سلسلة من الصور لجدار الفصل العنصري خلال رحلته إلى فلسطين بين عامي 2008 و2012، مختاراً تقنية الصور البانورامية، لتشكّل تلك الصور مجتمعة بجسم واحد ألبوماً مطويّاً بطول ٢٢ متراً يضم ٣٥ صورة تم توليفها في شريط واحد، بشكل يشبه الجدار، فتجول بك تلك السلسة في تفاصيل ذلك الجدار، حتى ترى مدى سطوته وقسوته بحق من يفصل بينهم، وتتلمس الدمار الذي حل مكان البناء، باقتلاعه مساحات شاسعة من الأرض، وتفهم مدى سطوة الموت على الحياة، وفي الوقت ذاته الحياة كرغبة يسعى إليها من وقف وبقي صامداً أمام هذا الصرح المخزي والعنصري. يتخلل الصور الكثير من التفاصيل التي يصعب الحديث عنها، وهذا في صلب ما ذهب إليه كوديلكا عندما قال: “لم أصادف ما يفوق هذا الجدار قوة وتأثيراً، لا في أنقاض وسط بيروت ولا عند تصوير تشوهات طبيعة أوروبا بفعل المناجم، وهذا الجدار يبتر الأرض ويشوهها”.

وعن المراحل والخطوات التي أدت إلى وصول هذه الصور وعرضها بالطريقة المعادِلة للجدار نفسه، بعد أن كانت موجودة في كتاب، وقد استغرقت من كوديلكا ثماني زيارات إلى فلسطين، تقول رشا صلاح، المديرة التنفيذية للدار، لرمّان: “من البديهي القيام بمثل هذا المعرض، فدار النمر ملتزمة دائماً بمعارض عن قضايا تخص فلسطين، كما كان العمل مع لاريسا سنسور رائعاً، وكيفية تخيلها للجدار وكيف يمكن أن نتخطاه، وتحدت الاحتلال والجدار والحدود وما وراء الجدار، وكان العمل بطريقة خيالية فنية أنتجت شيئاً عظيماً”.

وأضافت أن “للمصوّر كتب ومواضيع ليست عن الجدار، ونحن معنيون بما يخص الجدار من عمله، والصور كانت معبرة معبرة جداً وملهمة، وتبين كيف أن الجدار الإسرائيلي يدمر الأرض ويقتلع الشجر، وكيف يقف الفلسطيني صامداً رغم ذلك”.
 

جوزيف كوديلكا ورشا صلاح . تصوير: أحمد أبو سالم . رمّان

 

 تصوير: أحمد أبو سالم . رمّان

الخراب كجمال

في الجزء الآخر من ثنائية المعرض، “بيروت”، تتمظهر التفاصيل في صور المدينة المدمرة (ساحة المدفع، شارع المعرض، سيتي سنتر، مقهى السلام، مبنى العازارية)، وكأنها المعادل البصري للذاكرة المثقلة بمرويات الحرب ونهايتها، بيد أنها لا تنتمي للتوثيق وحسب، أي توثيق الدمار وما خلفته الحرب، ففي الصور كل مساحة من مركز المدينة له معناه وتفصيله وقصته، فتحول الدمار إلى آثار شاهدة على الحياة والموت معا، وأضحى الخراب جمالاً امتلأ بالرموز، وانعكس في النفس تارة شعوراً مريحاً في معرفة تاريخ تلك المرحلة، وتارة غير مريح في العمران على تلك الآثار.

التوثيق والرمز والمشاعر، ثلاثة أساسات يعتمدها كوديلكا أثناء عمليات التصوير التي يقوم بها، فالصور شديدة التباين في أثرها، موصولة المعاني بما تريد أن تبينه وتوضحه للعالم، فأنت أمام ثنائية، تمثل بداية ونهاية، عن طريق عدسة استطاعت أن تصل بين فلسطين وبيروت، الزمن فقط هو ما يفصل بينهما، بداية من الجدار الذي استحالت معه حياة الفلسطينيين إلى جحيم، ونهاية بالخراب الذي أخذ شكلاً جمالياً، ولم يكن منفراً بسبب أنه تدمير للمكان، وهنا تبرز مشاعر كوديلكا ورمزيته في الصور التي يلتقطها، مبتعداً عن الإبهار البصري بالألوان، معتمداً على الصيغة البانورامية، إذ برزت حميمية اللحظة التي أُخذت فيها الصورة والمعنى الذي أحسّهُ عندما التقطها، واستطاعت أن تحافظ على معانيها وأحاسيسها، فلا تقول “ما أسوأه من تاريخ” بل “ما أجمله من احتفاظ بالتاريخ بهذه الطريقة”.

بما يخص هذه الثنائية، حدثنا المسؤول الإعلامي في دار النمر عمر ذوابه بأنه في هذا الخصوص من الجيد الاستعانة بما كتبته دومينيك إدّه “الارتباط المأساوي بين المشروعين والمدينتين”، وأن “مشروع بيروت يتكلم عن هدم البناء بينما الجدار عن بناء الهدم”، مضيفاً بأن “وجود الجدار في فلسطين يدمر التواصل بين البشر ويدمر الحياة ويدمر مشاغلهم والطبيعة، وهذا هو تركيز جوزيف في إبراز تأثير الذنب الذي اقترفه الإنسان بحق الطبيعة والمساحة، وتأثير الجدار على الفضاء الذي يشغله، فالرابط واضح جداً، ونتج عنه هذا الجمع بين الجدار الذي تم تنفيذه بين سنة الـ 2008 و2012، ومشروع بيروت الذي تم في 1991 ونتج عن تصوير بيروت كتاب تم نشره في 1992”.

 تصوير: أحمد أبو سالم . رمّان

 

 تصوير: أحمد أبو سالم . رمّان

 

 تصوير: أحمد أبو سالم . رمّان

الانتشار العالمي والوصول بشكل أوضح

يدفعنا المعرض وما حواه من صور لها تاريخها، إلى السؤال عن مدى أهمية هذا المعرض، وكيف يمكن أن يساعد في إيصال حياة من ظُلِموا بأكثر مظاهر التاريخ عنصرية، جدار الفصل العنصري، وهل الفن ما يزال نوعاً من المقاومة غير المباشرة، التي تسهم في تصدير حالة الشعب الفلسطيني وما الذي يعانيه من الممارسات المتواصلة بحقه، يرى عمر بأن الرد على تلك الأسئلة يتمحور حول الدور الذي يجب أن نفعله، فهم كدارٍ تهتم بالفن والإنتاج الثقافي، لهم رسالة وهي: “منح مساحة للفن والإنتاج الثقافي من فلسطين والمنطقة العربية ومن الشرق الأوسط، فبالتالي هذا المعرض هو استكمال للرسالة التي نحاول إيصالها، والجمع بين الجدار الذي آثر على حيوات الناس في الضفة الغربية والداخل”.

والارتباط بين المشروعين يوضح هذه الرسالة، فـ “مشروع بيروت يركز على نهاية مرحلة مأساوية من التاريخ اللبناني، وكانت بالطبع القضية الفلسطينية أحد محاور الحرب الأهلية الأليمة، ومن هاتين التجربتين، استطعنا أن نبرز المعرض كشاهد على التأثير البشع الذي يتسببه الجدار، وتأثير الحرب الأهلية على مدينة بيروت، وتأثير إعادة البناء على مدينة بيروت الذي كان نوع آخر من الهدم”.

يستقبل المعرض زوّاره حتى ٢٢/١٢/٢٠١٨
 

 تصوير: أحمد أبو سالم . رمّان

 

 تصوير: أحمد أبو سالم . رمّان

 

 تصوير: أحمد أبو سالم . رمّان

 

The post معرض “الجدار/ بيروت”… عندما تستحيل الحياة جداراً والخراب جمالاً (+ صوَر) appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
عرض «الاعتراف»… إمتاع الفكر والرؤية https://rommanmag.com/archives/19266 Thu, 10 May 2018 12:21:27 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%b9%d8%b1%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%81-%d8%a5%d9%85%d8%aa%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%83%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a4%d9%8a%d8%a9/ الاعتراف/ الندم، الثأر/ العدالة، العنف/ الغفران، مقولات نَبضَ بها عرض الاعتراف من تأليف وائل قدور وإخراج عبد الله الكفري الذي عرض على خشبة مسرح ”دوار الشمس“ في بيروت يومي 7 و8 من الشهر الجاري، بأداء كل من جمال سلوم، حمزة حمادة، أسامة حلال، سهى نادر وشادي مقرش، وقدم العرض ضمن مهرجان ”ريد زون“ 2018 في […]

The post عرض «الاعتراف»… إمتاع الفكر والرؤية appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>

الاعتراف/ الندم، الثأر/ العدالة، العنف/ الغفران، مقولات نَبضَ بها عرض الاعتراف من تأليف وائل قدور وإخراج عبد الله الكفري الذي عرض على خشبة مسرح ”دوار الشمس“ في بيروت يومي 7 و8 من الشهر الجاري، بأداء كل من جمال سلوم، حمزة حمادة، أسامة حلال، سهى نادر وشادي مقرش، وقدم العرض ضمن مهرجان ”ريد زون“ 2018 في بيروت، الذي يسعى إلى تقديم أعمال فنية تقارب مواضيع تتعلق بحرية التعبير.

خمس شخصيات سورية في عام 2012 تجمع بينهم صلات مختلفة كالقرابة والصداقة والحب، يرصد العرض بالتحليل مفاهيم إنسانية متعددة ويضيء على التحولات التي أخذت بالظهور والتشكل، إبان عام من الحراك السوري، أولى هذه التحولات ما تعرض له ”الخال جلال“ (جمال سلوم) وهو ضابط سابق تخلى عنه النظام السوري قبل زعزعة استقرار حكمه، ليعاود الأخير الاتصال بجلال طالبًا منه العودة للخدمة بعد اندلاع الحراك وبداية ظهور التسليح كخيار لبعض الثوار، الأمر الذي يسبب جدلًا حادًا بين جلال وابن اخته ”عمر“ (أسامة حلال) ذاك الشاب المسرحي، محاولًا منع خاله من اتخاذ قرار العودة للخدمة، وهو ما لا يوافق عليه جلال ويبقى مُرجّحًا خيار العودة، ويُظهر ذلك مدى الرغبة لدى جلال في استعادة مجده واستعادة القوة التي كان عليها لسنوات طويلة، ولكي يصبح ذلك ممكنًا، يطلب من عمر الاكتفاء بالحد من ”طيشه“ لأنه لم يعد بمقدوره حمايته، وأن يسافر عقب انتهائه من إخراج عمله المسرحي ”الموت والعذراء“ للكاتب الأرجنتيني “آرييل دورفمان”.    
 عبد الله الكفري

استخدم المخرج تقنية المسرح داخل المسرح، إذ نشاهد في العرض مشهداً من مسرحية ”الموت والعذراء“ التي يقوم بإخراجها ”عمر“، هنا يصبح التداخل في أكثر من موضع بين العرضين، خاصة وأن ”الموت والعذراء“ يقوم على لقاء بين سجين وجلاد سابقين، ”هيا“ (سهى نادر) خليلة عمر، تؤدي دور السجينة السابقة التي تعرضت للاغتصاب والتعنيف أثناء فترة اعتقالها، التي تحظى بجلادها السابق الدكتور (شادي مقرش) مكبلة إياه في منزلها، لتحاول انتزاع اعتراف منه تحت تهديد السلاح بأنه هو من قام بتعذيبها واغتصابها، مقابل نكران الدكتور، فدليلها الوحيد هو صوته فقط، لتجد نفسها تحت ضغط نفسي بين الثأر لنفسها منه بقتله، والضغط الذي يمارسه زوجها عليها، بعدم اتخاذ قرارها على أساس العنف فقط، لأن بفعلتها تلك تكون قد أعادت السيناريو الذي يمارسه الأمن في انتزاع الاعترافات تحت التعذيب والتهديد دون أن يسمحوا للمعتقلين بأن يدافعوا عن أنفسهم ولو بكلمة واحدة، لذا يطلب منها أن تحتكم لمحاكمة عادلة ومن ثم يمكنها اتخاذ القرار، يمر ذلك دون أن يتضح تمامًا فيما إذا كان فعلًا هو من فعل بها ما ادعته أم لا، تنتقل مناقشة القتل إلى خارج التدريبات بين عمر وهيا، حيث ترى بأن القصاص من الجلاد يحقق العدل ولو كان هذا القصاص لا يمس النظام ككل، كيف لا وهيا لديها شقيق معتقل ولا تدري عنه شيئًا رغم كل محاولاتها الوصول لأخباره.

يتطرق العرض لموضوعة الاعتراف من محاور مختلفة، فها هو عمر يحاول أن يوقع ”رضوان“ (حمزة حمادة)، بفخ الاعتراف بسرقته لأمواله، يرفض رضوان وهو صاحب الشخصية العشرينية المرتبكة، تلك التهمة، ليضعه عمر أمام خيارين، إما الاعتراف أو أن يبلغ خاله جلال بذلك، فرضوان عسكري يخدم في بيت جلال، مما يزيد إرباكه وحيرته، فيجبره الخوف على مصيره بعد أن أبلغه جلال بأن يلتحق بالخدمة الميدانية وإنهاء خدمته الثابتة، على الاعتراف بنفسه لجلال بأنه قام بسرقة المال من عمر مضطرًا لإرسالها لعائلة صديقه الذي مات، وأنه على استعداد للعمل بعد التسريح وإرجاع المال، مقابل عدم مشاركته بالخدمة الميدانية، لكن يتضح أن عمر لم يخبر جلال، ويتضح أن سرقة رضوان للمال أمر غير مثبت

يشارك جلال رأيَ هيا بأن يكون القتل هو نهاية عرض ”الموت والعذراء“، ويبرز تدخله في مناقشة العرض، عبر خطين، الأول قراءته لقسم كبير من المسرحية متوقفًا عند مشهد اعتراف الدكتور، والثاني عبر لقائه للمثلين بعد دعوة عمر لهم على الغداء الذي يقوم بتحضيره جلال، والنقاش الأول يكون مع ”أكرم“ (شادي مقرش)، ممثل ومعتقل سابق، ليبدأ جلال بطرح الأسئلة على أكرم، محاولًا أن يتعرف على موقفه من العرض، وكيف موقفه وهو يؤدي دور السجّان، وفي الوقت ذاته كان معتقل، مما يدفعه للتشكيك بمدى قدرته على أداء هذا الدور، لاختلاف الشخصيتين، لذا يُرجِئ حكمه إلى ما بعد مشاهدة العرض.
وائل قدور

المساءلة نفسها يوجهها جلال لهيا بسؤاله إياها عن تعرضها للاغتصاب من قبل أو التعذيب، فترد هيا بالنفي، وأنها تعمل جاهدة على استحضار مواقف مشابهة أو مروية لها في عقلها ثم تحاول الشعور بتلك اللحظات، ما دفع جلال لأن يطلب منهم التمثيل والحكم من خلال المشاهدة، لا يوافق أحد في البداية، ولكن بعد أن روى أكرم قصته مع مصادفته لسجانه عندما كان معتقلًا، وكيف آثر الصمت على محادثته، ينتهي عرض الاعتراف بمشهد تمثيلي، يبدأ من حيث توقف جلال عن القراءة، يعتري المشهد الحقيقة هذه المرة، فالسلاح حقيقي لصاحبه الضابط جلال، تحمله هيا، ويبدأ المشهد بانفعال الدكتور أكثر من العادة، طالبا من السجينة السابقة أن تقتله وتنهي الأمر، بيد أنها تميل إلى ان تختم المشهد والعرض بسؤال العدالة وإمكانية تحقيقها.

رغم عمق الدلالات الفلسفية والإنسانية للمفاهيم المهيمنة في الواقع السوري والتي تشكل المفاصل في نص الاعتراف، وأهمها الغفران أمام العنف المستمر منذ سنوات، استطاع المخرج الإمساك بتلك المفاصل، ومقاربتها فنيًا عبر طرحها على المسرح في وقتنا الراهن، والتعبير عنها كما لو أن النص كتب منذ فترة قريبة، ولم يعطينا إجابات محددة وجاهزة، بل تركها مفتوحة كما حال الواقع السوري اليوم، فالاحتمالات أمام هذا الواقع كثيرة والنهايات عبارة عن مشاهد متعددة وتحمل وجهات نظر مختلفة.

The post عرض «الاعتراف»… إمتاع الفكر والرؤية appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
مخيم اليرموك أيقونة الهوية… الجسد الذي يفقد روحه https://rommanmag.com/archives/19251 Mon, 30 Apr 2018 07:29:19 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d9%85%d8%ae%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%b1%d9%85%d9%88%d9%83-%d8%a3%d9%8a%d9%82%d9%88%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%87%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b3%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a/ ”صرخت بحارة الفقراء خلف مخيم اليرموك يدعوكم أبو ذرّ إلى عقد اجتماع جائع لتدارس الأوضاع …“ مظفر النواب القصف، الحصار، الموت، النزوح، هذه المفردات لازمت مخيم اليرموك في سنواته الأخيرة إلى أن شهد عملية عسكرية هي الأعنف في 19/ 4/ 2018، ودائماً ما كانت مفردة العودة هي المرادف والمعادل في إنكار ومواجهة ما يتعرض له […]

The post مخيم اليرموك أيقونة الهوية… الجسد الذي يفقد روحه appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
صرخت بحارة الفقراء
خلف مخيم اليرموك
يدعوكم أبو ذرّ إلى عقد اجتماع جائع
لتدارس الأوضاع …“

مظفر النواب

القصف، الحصار، الموت، النزوح، هذه المفردات لازمت مخيم اليرموك في سنواته الأخيرة إلى أن شهد عملية عسكرية هي الأعنف في 19/ 4/ 2018، ودائماً ما كانت مفردة العودة هي المرادف والمعادل في إنكار ومواجهة ما يتعرض له المخيم، نظراً لما يمثله من رمزية عالية، وأحد أوجه تفكيك هذه الرمزية وفهمها هو العودة إلى فلسطين.   

يعطي البعض تحليلاً للموقف، بأن المعادلة مفهومة وواضحة، حول ما يشهده المخيم في هذه اللحظات التاريخية من مصيره ومصير سكانه، ووضوحها يكمن بأن التدمير والتهجير هما السياسة التي مرت بها مئات المناطق السورية وخبرها ملايين السوريين، ولكن، رغم وحدة الحال التي يعبر عنها البعض وعشناها نحن أيضاً في المخيم، مع الاعتراف بمدى التصاقنا بالأرض السورية، يتخلل تلك الحالة بالمعنى الفلسطيني، خصوصية لم تفقدها أية منطقة في سورية، فمن منا لا يرى بأن خصوصية غوطة دمشق خلال الحراك، تختلف عن حمص وهي بدورها تختلف عن حلب ودرعا، أهمية هذه الخصوصية تنبع من مكانة كل منطقة وما قدمته وأثّرت عبره في المشهد السوري بشكل عام.

كان مخيم اليرموك للاجئ الفلسطيني، خيمته في ترحاله، الحاضنة للتنشئة الوطنية بعيداً عن التشوهات والادعاءات الوطنية التي كانت تجري خارجه، حيث تولد في المخيم، كل ما حولك يوصلك بفلسطين وإلى فلسطين، اللغة المثقلة بآلام النكبة والنكسة وذكريات الطفولة قبيلها التي تناقلها الأجداد ونقلوها لنا، مظاهرات الغضب والاستنكار إثر أي حدث فلسطيني وعربي، مكاتب الفصائل الهرمة التي كانت تحاول إحياء شبابها عبر شباب جديد يحمل همّاً ثورياً، رغبة وفضول الكثير من الأصدقاء السوريين والأوربيين التعرف على المخيم، التجاذبات السياسية والمشادات الكلامية حول موقف أو تحليل يخص شأناً ما، الفعاليات التقليدية في كل ذكرى، الأغاني الثورية تنبعث من نوافذ الشبان، مشاركة الألم والفرح، لحظات الولادة والموت، العادات والتقاليد، سيطرة الحالة الشعبية، السلوك كله يعبر وكأنه يتجهز للعودة إلى فلسطين.

صدمة كبيرة أحالتنا مذهولين ومفجوعين لما عصف بالمخيم مجددًا، مئات الآلاف نزحت عنه، وآلاف ما تزال موجودة فيه، لا لتحمي بيوتها التي أضحت ركاما، ولا محالها التي نهبتها الأيادي السوداء، وإنما بقيت لتحافظ ما استطاعت على إرث فلسطين في الخارج، مخيم اليرموك، أيقونة الهوية التي تشكلت وتمخضت عبر عشرات السنين، أثرت في شخصية اللاجئ وتكوينها، وأعطت المكان بعداً معنوياً في حاضره ومستقبله، بأنه المكان الآمن للانتقال إلى فلسطين.

من دون شك، إن تلك الهوية ومكوناتها، بقيت حاضرة في مستويين، الأول عند من بقي صامداً حتى الآن داخل المخيم، بعد الويلات التي شهدها وما يزال، والثاني هو حضورها عند من هُجّر من المخيم، وحمل بصماتها وخصائصها معه، لا يمكن التعميم هنا، فالبعض تنكّرَ لها، والآخر أثقل ترحاله وهجرته كاهلَه.

الحيوية التي يشعر بها اللاجئ، تُظهِر تأثير تلك الهوية، في ردات الفعل والسلوكيات والمبادرات التي يواصل اللاجئ التعبير عنها في منفاه الجديد، أو في رجاء الرجوع إلى مخيمه، ونافل القول بأن شوائب الهجرة والمنفى الجديد وفقد المكان، قد شابت تلك الهوية، ولكن يحاول اللاجئ قدر المستطاع إحياءها ودمجها في حياته الجديدة.

يبقى السؤال، ما هو الكفيل بمحو الآلام التي سبّبها جرح في صميم كينونتنا وحاضرنا؟ وكيف التعافي من فقدان المكان؟ ليس سهلًا الجواب الآن، يبدو أن الزمن سيكوّن محاولات التعافي، بمعزل عن المكان، فتبينُ أن موضوع فقد المكان قد اعتاده الفلسطيني، وكذلك التوازن الذي يمكن أن يحدث بين ذلك الجرح والفقد والتعافي والبدء من جديد، ويشكّل التأمل والتفكير في تاريخ الألم والفقد شرطاً لإمكانية التعافي تلك. الألم يذهب ولكن يبقى تاريخه، تماماً  كالفلسفة وتاريخها، بدايةً تكون الفلسفة، ومن ثم تأتي قراءة تلك الفلسفة ومراحلها المختلفة وإمكانية البناء عليها والتفلسف من جديد، والتفلسف هو فعل لا يحتاج مكاناً ثابتاً وزماناً واحداً.

فَقدنا المكان، لكن بقي تاريخ الأيقونة ومؤثراتها، فلا بد لنا من البناء من جديد والتفكير من جديد، والمرحلة الجديدة لها خصائص أخرى، اللامركزية، الاتفاق على الاختلاف، البناء بشكل أفقي توسعي، لا مكان واحد للانطلاق منه، القدرة على التأثير والتأثر وإنضاج التجربة، وحتى تكتمل التجربة لتختمر عنها أفكار ومفاهيم جديدة تتلاءم مع هذا المفصل التاريخي في الملف الفلسطيني بأكمله، يجب الالتفات نحو الساحة في غزة، الانتفاضة في مرحلتها المعاصرة، ودعمها.

كلنا مخيم جديد، كل واحد منا بوسعه أن يكون مخيماً ينطلق منه، يجمعه الاتفاق مع غيره على اختلافه، ويبقى الأمل هو علتنا الجميلة الموجعة، فالمخيم اليوم في حالة الجسد الذي يفقد روحه، إلا أن من بقي في المخيم ومن خرج منه يسعون للمحافظة على هذه الروح، يسوقهم الأمل بإعادة المخيم إليهم والعودة إليه، واستئناف الحياة فيه.

The post مخيم اليرموك أيقونة الهوية… الجسد الذي يفقد روحه appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
صادق جلال العظم.. الغياب الحاضر في جامعة دمشق https://rommanmag.com/archives/18433 Wed, 14 Dec 2016 04:05:14 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%b5%d8%a7%d8%af%d9%82-%d8%ac%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b8%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d9%8a%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%b6%d8%b1-%d9%81%d9%8a-%d8%ac%d8%a7%d9%85%d8%b9%d8%a9/ لم أحظَ خلال السنوات الأربع التي قضيتها بدراسة الفلسفة في جامعة دمشق بمحاضرة للمفكر الراحل صادق جلال العظم، وذلك لفارق العمر فلم يكن في حينها يحاضر في الجامعة. أحزنني هذا الأمر، وزادني حزناً أننا لم ندرس أياً من مؤلفاته، فكان خللاً في قسم الفلسفة حيث غياب النقد وعدم التطرق إليه كما مارسه وكتبه الدكتور العظم […]

The post صادق جلال العظم.. الغياب الحاضر في جامعة دمشق appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
لم أحظَ خلال السنوات الأربع التي قضيتها بدراسة الفلسفة في جامعة دمشق بمحاضرة للمفكر الراحل صادق جلال العظم، وذلك لفارق العمر فلم يكن في حينها يحاضر في الجامعة. أحزنني هذا الأمر، وزادني حزناً أننا لم ندرس أياً من مؤلفاته، فكان خللاً في قسم الفلسفة حيث غياب النقد وعدم التطرق إليه كما مارسه وكتبه الدكتور العظم في كتبه، وغاب بذلك طقس الحوار والمناقشة الجادة التي تخلقها مؤلفاته وتبعدنا عن الحضور الصامت في أكثر الأقسام الجامعية حاجة إلى تعلم النقد وأدواته ومدارسه والتمكن من ممارسته. 

بيد أن ذلك الغياب تحول معي لحضور دائم، فقرأت مؤلفات المفكر العظم خلال دراستي، وعرفت الأسباب الأخرى ــ غير السياسية ــ التي ينطوي عليها اختفاء التفكير النقدي الذي تحفل بها مؤلفات العظم، هي الأسباب ذاتها التي أجّلت تخرجي من الجامعة لقيامي بالإجابة عن سؤال “هل هناك فلسفة عربية معاصرة؟” مرة بالنفي ومبرراته، ومرة بصياغة ما أريد قوله على شكل تساؤلات لا تعطي إجابة واضحة، إذ كانت إجابتي مناقشة أكثر من تفريغ ما أحفظه على الورق، ولم أستوعب كيف يمكن إعطاء إجابة واضحة لهذا السؤال إذا كنا لا ندرس مؤلفات فلسفية وفكرية عربية لمفكر بقامة الدكتور العظم، أو كيف لي أن أجيب وأنا لا أملك الحرية في قول ما أريد في مسألة تعتبر من أهم المسائل الفكرية في الوطن العربي وهي “الفلسفة العربية” وما آلت إليه في وقتنا الراهن.

لقد أيقنت بعد قراءة «ذهنية التحريم» و«ما بعد ذهنية التحريم»، أن التحريم المزاول علينا ليس فقط سياسياً في الحديث عن الأمور المحظورة والتي تمس “سيادة الدولة” في سورية، وإنما التحريم يطال العلم والفكر، والاقتراب من النقد، وإرغامك على القبول بالمسلمات والتسليم بغيرها، وهذا مُبرر لعدم إثارة أفكار ومؤلفات العظم التي لا تقوى العيش في مناخات تفيض بالمسلمات ولا يحيطها مناخ الحوار والنقد. كذلك، لم نعش في سنوات الدراسة حفاوة الجدال والنقاشات الحادة، فأضحى ما تمنيته فور مباشرتي دراسة الفلسفة حملاً ثقيلاً وأحيانًا فارغاً لما عانيته من نقص أسلفت في الحديث عنه.

من هنا نستطيع أن نفهم مدى التزام المفكر العظم بمواقفه في التغيير والنقد والحرية والديمقراطية، وهي المواقف والكتابات التي تبناها ودافع عنها وحوكم لأجلها، ونزل من عليائه في أولى انتكاسات الفكر العربي المعاصر إبان نكسة حزيران، وبدأ يجابه تلك الهزيمة فكرياً، ويثير التساؤلات حول أسبابها، في كتابه «النقد الذاتي بعد الهزيمة»، التي رأى أنها ليست بالهزيمة العسكرية فقط، وإنما هزيمة فكرية، أسس لها الحط من قيمة العلم في مجتمعاتنا والارتفاع بالعادات والتقاليد الثقافية.

كما قادتني قراءتي لـكتب العظم المذكورة آنفاً إلى ما يشبه المقارنة بين ما أثارته وقت نشرها، من نقدٍ وشجب وإدانة وتخوين لشخص العظم لدفاعه عن حرية الكتابة، وبين ما يحدث الآن من اصطفافات وانقسامات حادة حول الثورات بين المثقفين والنخب في الوطن العربي سيما التي آثرت الوقوف في وجه الحرية وبررت للقاتل قتل ضحيته. الشبه هنا في أن الموقفين اتخذا موقف الضد من حرية التعبير، الأول ضد حرية الكتابة، والثاني ضد حرية الشعوب، ويمكن الذهاب إلى أبعد من ذلك، إذ بالمقدور القول بأن الموقف الأول ساهم أيضا في التخفيف من حدة الصدمة والمفاجأة جراء مواقف من كنا نعتبرهم مثقفين ونقاد، يحتم عليهم واجبهم الانحياز للشعوب وحريتها، والتنظير لها لا عليها. وإذا دل هذا على شيء فإنه يدل على الاستشراف في فهم الواقع العربي والقراءة العميقة للأحوال الثقافية والسياسية والاقتصادية التي منينا بها في مؤلفات المفكر صادق جلال العظم، ويدل على الأصالة الفكرية للراحل والتزامه المبادئ التي آمن بها مخضعاً تلك المبادئ للمراجعة والنقد الذاتي.

خلال الثورات العربية، اتسع الوعي الفلسفي، الوعي للحال الذي تبدو عليه ثقافتنا الفلسفية العربية ومثقفيها، وكيف تأثرت بهذه الثورات، وما هي الأسباب التي جعلت مواقف المثقفين والمفكرين العرب تأخذ مناحي عدة بين تأييد وتعارض في المواقف من الربيع العربي وبعض القضايا السياسية في الوطن العربي.

من هنا نستطيع أن نفهم مدى التزام المفكر العظم بمواقفه في التغيير والنقد والحرية والديمقراطية، وهي المواقف والكتابات التي تبناها ودافع عنها وحوكم لأجلها، ونزل من عليائه في أولى انتكاسات الفكر العربي المعاصر إبان نكسة حزيران، وبدأ يجابه تلك الهزيمة فكرياً، ويثير التساؤلات حول أسبابها، في كتابه «النقد الذاتي بعد الهزيمة»، التي رأى أنها ليست بالهزيمة العسكرية فقط، وإنما هزيمة فكرية، أسس لها الحط من قيمة العلم في مجتمعاتنا والارتفاع بالعادات والتقاليد الثقافية.

لا يمكن اختزال فكر الدكتور صادق جلال العظم والحديث عنه بمقال، ولو جرى لن يكون كافياً، إنما أحببت الإشارة إلى حضوره ومكانته في الفكر العربي المعاصر، ومدى تأثيره وتأثير أطروحاته ودراساته، التي ما زالت حاضرة في استشرافها الظروف التي يمكن أن تصل إليها المجتمعات العربية إذا ما بقيت على حالها دون تغيير جذري يطال، ثورياً ونقدياً، السائد والمقدس، والابتعاد عن التبريرات الجاهزة في تعاطينا وتحليلنا لمجريات الأحداث. 

The post صادق جلال العظم.. الغياب الحاضر في جامعة دمشق appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
هاني عباس: الالتزام الإنساني متأصل لدي وهو لا يعني الحيادية https://rommanmag.com/archives/18400 Fri, 11 Nov 2016 06:32:30 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d9%87%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b2%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%aa%d8%a3%d8%b5%d9%84-%d9%84%d8%af%d9%8a/ بعد أن غادر مخيم اليرموك قسراً قبل ثلاثة أعوام، لم يهدأ الفنان الفلسطيني/السوري هاني عباس أو يستسلم لقدر اللجوء الذي فُرض عليه، بل راح يعمل على مشاريع فنية في مكان إقامته في سويسرا، تسعى إلى إيصال صوت الإنسان إلى العالم، كان آخرها عمله على الإسفلت كمادة خام لصنع لوحاته. عن مشروعه الفني، والكاركاتير، وفلسطين واليرموك […]

The post هاني عباس: الالتزام الإنساني متأصل لدي وهو لا يعني الحيادية appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
بعد أن غادر مخيم اليرموك قسراً قبل ثلاثة أعوام، لم يهدأ الفنان الفلسطيني/السوري هاني عباس أو يستسلم لقدر اللجوء الذي فُرض عليه، بل راح يعمل على مشاريع فنية في مكان إقامته في سويسرا، تسعى إلى إيصال صوت الإنسان إلى العالم، كان آخرها عمله على الإسفلت كمادة خام لصنع لوحاته. عن مشروعه الفني، والكاركاتير، وفلسطين واليرموك واللجوء كان لرمّان معه هذا الحوار..

من الإسفلت الطبيعي والأيقونات/الأشخاص الصفراء صنعت لوحاتك وأقمت معرضاً فنياً هو الأول من نوعه في العالم، هل يمكن اعتبار هذا العمل أنه يتخطى أعمالك السابقة نحو جديد لم تحدد معالمه في مسيرة أعمالك، أم أنه كما عبرت سابقاً عن لوحتك “صرخة سورية”  التي رسمتها فور وصولك إلى جنيف وانتشرت بشكل كبير، بأنها كانت “أقرب إلى الفن التعبيري منها إلى الكاريكاتير”؟

طبيعة رسام الكاريكاتير الحقيقي هي التفكير الدائم وملاحظة الأشياء التي لا ينتبه لها أحد عادة، والبحث عن التفاصيل الدقيقة، والفكرة الخام.  خلال الفترة الماضية كنت أحاول أن أعطي للأفكار القوية حقها، وأسعى للابتعاد قدر ما استطعت عن الاستهلاكية في الأفكار، وهذا ترتب عليه تركي لعدة منابر كنت أعمل بها.

إعطاء الفكرة حقها يتطلب الذهاب بالتفكير بعيداً مهما كانت صعوبة تنفيذ بعض الأفكار، شيء يشبه البحث العلمي وهو تماماً ما حصل معي في إنتاج هذا المعرض إذ بقيت أكثر من سنة ونصف وأنا أحاول إيجاد الإسفلت الطبيعي الذي يمكنني أن أصنع  منه عملاً فنياً، كما قمت بالعديد من التجارب وجربت عدة خامات ومواد وأدوات للعمل.

فالفكرة هنا تصبح أكبر من المجال المتخصص به، وتكمن حريتك بالخروج عن المألوف والإطار العام، وتدفعك للمضي بعيداً خارج إطار تخصصك لتصل لتحقيقها.

هذا ما حصل تقريباً في لوحة “صرخة سورية”. الفكرة كانت أكبر من أن تنفذ بصيغة كاريكاتورية. تطلبت وقتاً طويلاً لتكون عملاً فنياً يعبر بشكل أصدق عن الحالة، ودائماً هنالك قاعدة أعتمد عليها وهي أن تعطي الأفكار القوية حقها تقنياً.

فكرة محاكاة الأيقونات الصفراء للأشخاص الحقيقين بوضع مرآة في رأس  الأيقونة على اختلاف أشكالها، فيرى الشخص صورته ويبقى الجسم هو الأيقونة، ما يعني وضع الأشخاص في مواقف وأجسام قد تكون بعيدة جداً عنها (كمن يعترض دبابة) وقد يسبب ذلك ما يشبه الصدمة للزائر، لرؤيته لنفسه بعيداً عن (أناه)، ماذا تقول في ذلك؟

أحاول التركيز في هذه الحالة على قضية التشابه. التشابه بين البشر وجمادات أخرى موجودة حولنا. أرى أنه من الجيد بين فترة وفترة أن يعود الإنسان إلى حقيقته المجردة، ربما تكون صدمة ولكن يجب التأمل  بها جيداً، واستشعار الكونترول الضخم الذي يتحكم بالملايين من البشر، وهم بالنسبة له ليس أكثر من أشياء تشبه هذه الأيقونات الصفراء، بلا اسم وبلا إرادة، يحركها الكونترول كما يشاء، وهم بالنسبة له بنفس القيمة، بلا قيمة، مجرد أشكال تؤدي وظيفة معينة أو أرقام على جداول البورصة أو الناخبين أو الضحايا.

تتميز تلك الأيقونات بالسكون وعدم الحركة من جهة والصمت من جهة أخرى، يمكننا اعتبار ذلك واحدة من مقولات هذا النوع من الفن عبر إسقاطه على الواقع في ما يحصل من قتل وتدمير للإنسان وصمت آخرين على هذا القتل؟

هذه الأشياء تشبهنا إلى حد بعيد ويمكن إسقاطها على حياتنا بشكل عام،  وليس على منطقتنا فقط، الإنسان يتم تدميره في كل مكان، الشركات الكبرى تحتل العالم شعوباً وحكومات، والإنسان لديهم ليس أكثر من مستهلك لمنتج أو عميل لمصرف أو رقم إحصائي أو حقل تجارب لسلاح جديد!

هنالك قيادة وحشية لهذا العالم، آخر همها القيم والمفاهيم الإنسانية، ولهذا ركزت على نقطة التشابه في عملية الدعس على هذه الأيقونات الصفراء، مع أنها تقوم بعمل محدد لها، تقوم بعملها.

هل يملك اللون الأصفر دلالة محددة أخرى في هذا العمل، بعيداً عن دلالة اللون الذي نعرفه؟

لا، لا توجد دلالة معينة أكثر من أن الأيقونات البشرية الصفراء تُرسم عادة على الطرقات باللون الأصفر لجذب انتباه الناس.

ذكرت في تعريفك للمعرض أن طيف فكرته راودك قبل ثلاثة أعوام أثناء مرورك في أحد شوارع سويسرا، في المقابل عبّرت منذ فترة قصيرة على حسابك في الفيسبوك عن بعدك عن الشرق/موطنك الذي هُجِرتَ منه، منذ ثلاث سنوات أيضًا، كيف أثر عامل الزمن هذا في أعمالك؟

نعم حدث ذلك بعد وصولي إلى سويسرا بعدة أيام، عندما شاهدت الأيقونات منتشرة على الأرض وتصور في بعضها شكلاً من أشكال حياتنا… لفتت انتباهي بشكل كبير جداً، أثرت بي كثيراً.

هنالك عدة عوامل أثرت في عملي وعمل الكثير من الرسامين السوريين، الزمان والمكان والأحداث. لا يمكن أن تكون منفصلاً عما يجري في مكانك الأصلي وبنفس الوقت عليك أن تدرك بأنك الآن في مكان آخر له متطلباته الحياتية أيضاً، من الصعوبة أن تكون في مكان ما وكل تفكيرك وإحساسك في مكان آخر، صراع  المكان الحقيقي والمكان المعيش داخلياً، أما الزمن فيمضي بطيئاً وثقيلاً من عبء الذاكرة، ما نفقده في الواقع، يضاف إلى الذاكرة لتحمله… فتخيل كم تحمل هذه الذاكرة!

بُعدَك عن مخيم اليرموك وسورية وفلسطين، وما رافق ذلك من معارض وجوائز وعالمية استحقيتها بسبب التزامك الإنساني في فنك وعدم تأثرك بالتجاذبات السياسية الحاصلة. كيف أسهمت وتسهم تلك العالمية في نقل مأساة الشعب الفلسطيني والسوري لما حل بهم خلال سنوات خلت، وكيف استفدت من فرصة وجودك في مكان يحترم الإنسان والفن والإبداع؟

أنا دائماً أبحث عن المادة الخام، الفكرة الخام، حتى في طريقة تفكيري أركّز على القضايا البدهية والبسيطة بعيداً عن التعقيدات، أبتعد عن التجاذبات السياسية لأني لا أحب السياسة ولكن هذا لا يعني أنني لا أتخذ موقفاً، وموقفاً صارماً تجاه ما يجري، أقله أنني أسمي القتلة وأتباعهم ومؤيديهم، ولدي موقف واضح تجاه من يدعي الثقافة ويتخذ موقفاً سلبياً تجاه المجزرة الكبيرة التي تحصل سواء في فلسطين المحتلة بلدي الأم، أو في سورية.

الالتزام الإنساني متأصل بالنسبة لي وهو لا يعني الحيادية إطلاقاً. قول الحقيقة وكشفها، والحرية في قولها والتعبير عنها هو جزء أصيل من الإنسانية. الشعوب في العالم تناضل وتصرخ من أجل أبسط حقوقها وتفتخر بنضالاتها في سبيل ذلك وتفتخر بدفاعها عن قيمها وأراضيها، وتحاسب بقسوة كل متسبب بأي أذية صغيرة لمكتسباتها، فالإنسانية أيضاً لا تعني السكوت عن الحق أو المطالبة به.

هذه الأشياء تشبهنا إلى حد بعيد ويمكن إسقاطها على حياتنا بشكل عام،  وليس على منطقتنا فقط، الإنسان يتم تدميره في كل مكان، الشركات الكبرى تحتل العالم شعوباً وحكومات، والإنسان لديهم ليس أكثر من مستهلك لمنتج أو عميل لمصرف أو رقم إحصائي أو حقل تجارب لسلاح جديد!

مخيم اليرموك حيث ولدت ونشأت، له الجزء الأكبر من الذاكرة بأمكنته وناسه، حياة كاملة عشتها هناك، ولا زلت متأثراً بما يجري على المدنيين فيه  بالتأكيد، من حصار استمر لأكثر من ثلاثة أعوام، واعتقال وقصف متكرر، بالإضافة لما يجري بداخله من عملية قتل منظم للإنسان يتحمل مسؤوليته الكبرى مَن يحاصر المخيم، ناهيك أن الجرائم البشعة التي تُرتكب داخل المخيم هي نتيجة لهذا الحصار والقهر الممارس، ولا تقل بشاعة عن بشاعة الحصار.

المخيم هو المؤقت، وفلسطين هي الدائم. العلاقة الجدلية الكبيرة بينهما تفضي إلى صراع نفسي بين المؤقت والدائم. التمسك بالمؤقت لأجل الدائم أو تخطي المؤقت والمضي نحو الدائم لتصل إلى خصوصية كل مكان في قلبك وفكرك. وإن كان صحيحاً بأن المخيمات هي حدث مؤقت، إلا أنها كانت نواة لتكوين طريقة تفكيرنا ونظرتنا تجاه الدائم/الدائمة فلسطين.

هل ما زلت تمارس تدريس الفن في مدارس جنيف وما هي النتائج التي حققتها خلال تدريسك؟

نعم، لازلت أقدم حصص الرسم في مجموعة مدارس جنيف الدولية بنظام الحصص، هنالك نتائج على الصعيد الشخصي وهي التواصل مع جيل جديد من الطلاب وملاحظة الفروق في إدراك طبيعة الأشياء والنظرة إلى الحياة  بيننا عندما كنا في أعمارهم وبينهم أو بينهم وبين أبنائنا الآن.

أيضاً هنالك إعادة تنشيط لدماغي عندما أتواصل مع طلاب أدمغتهم لا تزال نقية وصافية وجريئة في طرح الأسئلة وعرض الأفكار، ناهيك أن إيجاد مكان للعمل في هذا المكان هو أمر مهم جداً بالنسبة لي.

أنا الآن في السنة التعليمية الثالثة لي هنا وهذه نتيجة إيجابية بالنسبة لي أن الإدارة مستمرة معي للمرة الثالثة وهو مؤشر لنجاح في هذا العمل إلا أنني أرغب في تطويره بشكل أكبر.

The post هاني عباس: الالتزام الإنساني متأصل لدي وهو لا يعني الحيادية appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
كفر قاسم: المجزرة المتجددة https://rommanmag.com/archives/18383 Sat, 29 Oct 2016 06:08:34 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d9%83%d9%81%d8%b1-%d9%82%d8%a7%d8%b3%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d8%b2%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d8%ac%d8%af%d8%af%d8%a9/ ملينكي: ما هو مصير من يعود إلى القرية بعد انتهاء عمله وهو لا يعلم بمنع التجول؟ شدمي: الله يرحمه. “شموئيل ملينكي” و”يسخار شدمي”، الأول ضابط في لواء حرس الحدود والثاني سيده وقائد اللواء في الجيش “الإسرائيلي”، دار هذا الحوار في صباح يوم الاثنين 29/10/1956 عندما أُعطيت الأوامر بقتل كل من “يخرق حظر التجول” الجديد في […]

The post كفر قاسم: المجزرة المتجددة appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
ملينكي: ما هو مصير من يعود إلى القرية بعد انتهاء عمله وهو لا يعلم بمنع التجول؟

شدمي: الله يرحمه.

“شموئيل ملينكي” و”يسخار شدمي”، الأول ضابط في لواء حرس الحدود والثاني سيده وقائد اللواء في الجيش “الإسرائيلي”، دار هذا الحوار في صباح يوم الاثنين 29/10/1956 عندما أُعطيت الأوامر بقتل كل من “يخرق حظر التجول” الجديد في المنطقة، وحوالي الساعة الرابعة والنصف من اليوم ذاته. قام رقيب في الحدود باستدعاء “وديع أحمد صرصور” مختار كفر قاسم وأبلغه أن حظر التجول من اليوم يبدأ في الساعة الخامسة مساءً عوضاً عن التاسعة، وأجابه المختار بأن هذا الوقت غير كافٍ لإبلاغ الناس، خاصة مَن هم خارج القرية، فوعده الرقيب أن يتم السماح لهؤلاء بالمرور وتركهم سالمين.

طُوقت القرية، وأقيمت الحواجز في منطقة الفلماية على المداخل، وفي تمام الساعة الخامسة، بدأ الجنود الصهاينة بإطلاق الرصاص صوب كل من يتحرك من بيته، رجالاً وأطفالاً ونساءً، حصدوا تسعة وأربعين روحاً، أمروا الناس القادمين بالاصطفاف، وأعدموهم برشاشات العريف “شومر” التي كانت متمترسة على المدخل الرئيسي. 

أثناء ذلك، كان الملازم “غيرائيل دهان” يقود سيارته على المواقع بين جثث الضحايا، ويقول: “لم يصل عدد القتلى إلى الحد المطلوب بعد، أريد مزيداً من القتلى”، إلى أن جاء أمر وقف القتل من “ملينكي”، بعد قتل 49 شخصاً من أبناء كفر قاسم، مدينة الشهداء، منهم عشرة صبية بأعمار صغيرة وعجوز في السادسة والستين من عمرها، كلهم قتلوا كنوع من تصفية الوجود الفلسطيني في تلك المنطقة واستكمالاً لاقتلاع وجود 40 ألف فلسطيني، وهذا ما أكدته عدد من الصحف والاعترافات التي كُشفت بعد زمن طويل من المجزرة.

إبان فترة قصيرة من ارتكاب الصهاينة مجزرة كفر قاسم، تمكن عضوا الكنيست الإسرائيلي “توفيق طوبي” و”ماير فلنر” من دخول كفر قاسم واختراق الحظر، ومن ثم خرجا الى الرأي العام ليكشفا أمر المجزرة، فاضطرت حكومة الاحتلال حينها لعقد محاكمة، وحكمت على مرتكبي المجزرة ما بين ثماني إلى سبع عشر سنة، ولكن اكتشف فيما بعد أن هذه المحاكمات قد خُفضت إلى الثلث تقريباً، وظهر ذلك جلياً عندما حوكم “يسخار شدمي” المسؤول ومصدر الأوامر في إطلاق النار، واختصر الحكم في توجيه توبيخ له ودفع غرامة مقدارها قرش واحد!

ولكَم يشبه من مات لـ”خرقه حظر التجول” في كفر قاسم وهو لا يدري ولا يعلم، من مات في مخيم اليرموك أو مخيم خان الشيح وهو يحاول خرق الحصار طلباً للطعام والماء من أجل أن يستمر وجوده رافضاً التخلي عن مكانه أسوة بمن حافظ عليه داخل فلسطين.

تزامنت المجزرة مع العدوان الثلاثي على مصر، بعد إعلان الراحل “جمال عبد الناصر” تأميم قناة السويس، إذ قام “تسفي تسور” المسؤول العسكري عن منطقة المثلث التي امتدت من أم الفحم شمالاً إلى كفر قاسم جنوباً، في صباح يوم المجزرة بإبلاغ قادة الجيش في تلك المنطقة بأن سياسة “بن غوريون” في التعامل مع العرب داخل منطقة الحكم العسكري هي ضمان الهدوء التام على هذه الجبهة، لصالح عمليات سيناء.

المجزرة التي حاولت اقتلاع سكان كفر قاسم لم تأتِ بنتائجها، وأعطت أصحاب الحق وأصحاب المكان قوة من أجل الحفاظ على الأرض والاستمرار في الدفاع عنها، وما هو عدد السكان إلا دليلاً على هذا القول، فعدد سكان القرية كان زمن ارتكاب المجزرة 1500 نسمة، والآن هو 22 ألف، يقومون في كل عام منذ ارتكاب المجزرة بإحياء ذكراها ويبدأون من بداية شهر تشرين الأول الاستعداد لها، والخروج بمسيرات وإعادة ترميم النصب التذكاري لضحايا المجزرة ومقبرة الشهداء، وفي هذا العام تم تحديد أسبوع كامل لإحياء الذكرى تتخللها نشاطات وفعاليات متنوعة إلى جانب نشر وثائق ومواد نادرة في وسائل الإعلام تتعلق بأحداث المجزرة.

منذ ذلك الوقت وحتى الآن، ارتكاب المجازر واستهداف الفلسطيني ومحاولات إبعاده وإقصائه عن مكانه لا تزال مستمرة، مع اختلاف التسميات لفعل الإبعاد والقتل والتهجير، والمشترك في ذلك هو مطاردة الفلسطيني حتى في الأماكن التي لجأ إليها بعد العام 1948، وما حصل من موضوع فرض حظر التجول لا يبتعد كثيراً في فرض حصار على اللاجئ الفلسطيني في سورية لسنوات داخل مخيمه والذي ذهب ضحيته مئات اللاجئين بسبب الجوع ونقص الدواء والشراب، ولكَم يشبه من مات لـ”خرقه حظر التجول” في كفر قاسم وهو لا يدري ولا يعلم، من مات في مخيم اليرموك أو مخيم خان الشيح وهو يحاول خرق الحصار طلباً للطعام والماء من أجل أن يستمر وجوده رافضاً التخلي عن مكانه أسوة بمن حافظ عليه داخل فلسطين.

The post كفر قاسم: المجزرة المتجددة appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>