تبدو طاقة الكلام هائلة لدى حبيبي، وربما كانت أكبر من أن تسعها الكتابة فتفتّتتْ معها الأخيرةُ وتذرذرت في نصوص قصار وأفكار متطايرة، رغم حديثه الدائم عن ضرورة ولادة الكتابة من اختمار التجربة. حماسته، ونارية طباعه الملاحظة في المقابلات، تولّدان انطباعاً بالاستعجال. كان الحكّاء أعظم من الكاتب بما لا يقاس، اعتمد نبرات تتباين وتهذي أحياناً وقد تحوّل عمله الأدبي إلى رواية تعليمية، إذ سرعان ما ينضب خزين الكاتب من التجارب والذكريات فلا تسعفه مخيلته حين تستعصي الكتابة.