أصوات للأفلام الكويريّة - مجلة رمان الثقافية https://rommanmag.com/archives/tag/أصوات-للأفلام-الكويريّة مجلة ثقافية فلسطينية مستقلة Sat, 02 Nov 2024 08:41:42 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.6.2 https://rommanmag.com/wp-content/uploads/2024/10/cropped-romman_logo-pink-32x32.png أصوات للأفلام الكويريّة - مجلة رمان الثقافية https://rommanmag.com/archives/tag/أصوات-للأفلام-الكويريّة 32 32 رحلة الاغتراب الداخلية لمثليين ومثليات من سوريا ولبنان… من أفلام مهرجان “كوز” في حيفا https://rommanmag.com/archives/19882 Fri, 06 Dec 2019 12:58:58 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%b1%d8%ad%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%85%d8%ab%d9%84%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%88%d9%85%d8%ab%d9%84%d9%8a/ على المرء توخي الحذر عندما يُجري في ذهنه عملية مقارنة ما بين معاناة ومعاناة أخرى أشد ألمًا وقسوةً. إذ هناك أشياء خارجة عن إرادتنا وخياراتنا، ومكان وظروف وطبيعة نشأتنا وانتماءاتنا وتحديد هوية أو هويات من خلالها نُعرّف بها عن أنفسنا.  لكن في عالمنا العربي لا يمكننا أن نمنع أنفسنا من إجراء بعض المقارنات، مثل أن […]

The post رحلة الاغتراب الداخلية لمثليين ومثليات من سوريا ولبنان… من أفلام مهرجان “كوز” في حيفا appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>

على المرء توخي الحذر عندما يُجري في ذهنه عملية مقارنة ما بين معاناة ومعاناة أخرى أشد ألمًا وقسوةً. إذ هناك أشياء خارجة عن إرادتنا وخياراتنا، ومكان وظروف وطبيعة نشأتنا وانتماءاتنا وتحديد هوية أو هويات من خلالها نُعرّف بها عن أنفسنا. 

لكن في عالمنا العربي لا يمكننا أن نمنع أنفسنا من إجراء بعض المقارنات، مثل أن نقارن ما بين المرأة والرجل، من ناحية الاضطهاد والتواطؤ الاجتماعيين؟ فالمجتمع يضهد المرأة ويتواطأ مع الرجل. يسامح المجتمعُ الرجل على أخطائه وغفواته، فو حرّ بممارسة الجنس قبل الزواج، ومسموح له بتعدد الزوجات. أما المرأة فتكاد تكون أسيرة أنماط وأشكال فرضتها قوانين المجتمع الذكوري، والنصوص المقدسة. 

مع هذه المقارنات، تحضر قضية “مجتمع الميم” في العالم العربي، إذ قد يستطيع أي شخص غيريّ جنسياً تحديد هوياته المتعددة والإجهار بها في العلن بشكل واضح، والعيش بشكل “طبيعي” نوعاً ما. أما المثليين والمثليات والمتحولين جنسياً، فتكاد تكون مهمة الإجهار بهويتهم الجنسية أمام المجتمع بمثابة تعريض حياتهم للخطر، والاضطهاد المستمر، والشعور الدائم بأنهم منفيين داخل الأوطان التي ولدوا وعاشوا فيها، الأوطان التي شكّلت بالمقابل انتماءهم الايديولوجي، وانتماءهم وعلاقتهم مع المكان، المكان بوصف هوية أيضاً. 

في الدورة الرابعة من “كوز – مهرجان أصوات للأفلام الكويرية” التي انطلقت أمس الخميس في “مسرح خشبة” بمدينة حيفا الفلسطينية، نحن أمام تجارب سينمائية عربية جريئة على مستوى الطرح فيما يخص معاناة “مجتمع الميم” في العالم العربي، سواءً ممن ما زالوا يعيشون دخله، أو ممن هاجروا أو هجّروا منه. 

من الأفلام المشاركة في هذه الدورة والتي سنتحدث عنها هنا، فيلم «Mr. Gay Syria» من للمخرجة عايشة توبراك (تركيا، 2010، 127 د)، وفيلم «ذاكرة جسد» للمخرجة ملك مروة (لبنان، 2018، 19 د)، وفيلم «ماركو» للمخرج سليم حدّاد (لبنان، 2019، 22 د)، و«سينما فؤاد» للمخرج محمد سويد (لبنان، 1993، 41 د). 

«Mr. Gay Syria»

يحكي الفيلم عن حياة اللاجئين السوريين من “مجتمع الميم” في تركيا، فمحمود لاجئ سوري مثليّ في ألمانيا، لكنه اختار أن يعيش في تركيا، وينظم مسابقة ” أداء” للمثليين السوريين تحت عنوان Mr. Gay Syria ومن يفوز في هذا اللقب سيحظى بفرصة الحصول على فيزا إلى مالطا، للمشاركة في فعالية للمثليين من كافة أنحاء العالم. 

يفوز في المسابقة اللاجئ السوري حسين، القادم من مدينة عفرين، ويعمل في محل حلاقة في تركيا، لكن رغم خروجه من سوريا، لم يستطع أن يعبّر عن مثليّته بشكل كلّي، فانتمائه لعائلة محافظة، والتي تجبره على أن يتزوج زواجاً تقليدياً من فتاة لا يشعر اتجاهها بأية مشاعر، ومن ثم إنجابه منها طفلة، يضعه داخل صراع نفسي، يشطر حياته إلى حياتين؛ حياته السرية داخل مجتمع الميم السوري في تركيا، وحياته مع عائلته التي تقيم معه في تركيا، وتهديدات والده بقتله في حال لم “يتغيّر”. 

رغم أن الفيلم يتطرق إلى حياة شباب سوريين غير حسين، إلا أن شخصية حسين وصراعاته الشخصية تستحوذ على تفاصيل الفيلم، فحياته اليومية يسيطر عليها القلق والخوف الدائمين، شعوره بالذنب تجاه زوجته التي يراها ضحية المجتمع مثله، انتظار الموافقة على الفيزا، ليستطيع السفر إلى أوروبا، ليعيش حياة طبيعية وآمنة، إلى جانب تفكيره الدائم بمصير طفلته التي لا يريد لها أن تكبر وتعيش في مجتمع لا يتقبل المختلف عنه. كما يسيطر عليه هاجس الاعتراف لابنته بأن مثلي جنسياً عندما تكبر، وعدم رغبته في التخلي عنها. 
 

«ذاكرة جسد»

أما الفيلم اللبناني «ذاكرة جسد» للمخرجة اللبنانية ملك مروة، فيسلط الضوء على مسألة “علاج إعادة التوجيه الجنسي” الذي يجري فرضه في لبنان من قبل عائلات والأهالي، على أبناءهم وبناتهنّ ممن اكتشفوا أنهم مثليين جنسياً، بغرض “تصحيح” ميولهم الجنسية. إذ بعد ان تكتشف والدة الفتاة مايا علاقتها العاطفية بصديقتها دانا، تجبرها على الخضوع لعلاج بالصدمات الكهربائية العنيفة، هذا عدا إجبارها في المستشفى على تحسس جسد رجل، ومشاهدته وهو يمارس العادة السرية أمامها. 

تصوّر المخرجة العلاقة العاطفية التي تربط مايا بدانا، من خلال الحالة التي تدخل فيها مايا أثناء جلسات الصدمات الكهربائية التي تُجرى على دماغها، ما إن تغمض مايا عينيها، حتى تنتقل الكاميرا من مشهد العلاج، إلى مشهد مايا ودانا أثناء ممارستهما العلاقة الحميمة. لتتداخل مشاهد النشوة مع مشاهد التعذيب على ذات الجسد الذي يقاوم الاستسلام لعملية “التحول”. 

تعمل مخرجة على إحداث تناص بين حكاية الفيلم الواقعية، ومحاكاتها بالفن، كأن نجد صورة كبيرة تملأ الجدار الذي يقع خلف السرير في غرفة نوم دانا، للوحة The Oreads للفنان الفرنسي ويليام بوغيرو، والتي تصوّر عدداً من الحوريات معلقين ما بين الأرض والسماء أو متجهين نحو السماء ربما، وثلاثة رجال يحاولون الإمساك بهنّ. وتجري محاكاة حيّة للوحة بوغيرو في مشهد لفتيات عاريات مستلقيات في وضعية مشابهة لحوريات بوغيرو. وتعد لوحة بوغيرو وعملية تجسيدها ممسرحة، أشبه بحالة تمرّد، تمرد الجسد الذي لا يمكن مسح ذاكرته.  

كما تظهر في لقطة أخرى صورة لتمثال «نشوة القديسة تريزا»، للنحات الإيطالي جان لورينزو برنيني، وهي قصة عشق صوفية روتها الراهبة الإسبانية القديسة تيريزا في كتاب سيرتها الذاتية.

تتقاطع ملامح النشوة في وجه المنحوتة – القديسة تيريزا مع ملامح النشوة التي نراها على وجه مايا. وبينما يقاوم جسد مايا ذاكرة لذته ونشوته بين أحضان صديقتها دانا، تصدح في خلفية المشاهد المتداخلة بين العذاب والنشوة، مقطوعة من سيمفونية “قداس الموت” (requiem) للمؤلف الموسيقي النمساوي فولفغانغ أماديوس موزارت. 

 فيلم «ماركو»

تطرح قصة فيلم «ماركو» قصة مشابهة لقصة الفيلم الوثائقي «مستر جاي سيريا» وهي علاقة المثليين مع عائلاتهم، لكن من زاوية مختلفة بعض الشيء، إذ إن «ماركو» يصور هذه العلاقة في مرحلتها النهائية؛ أي بعد تحقيق الوصول لبلد المهجر، وانقطاع بعض الخيوط التي تربط بين الأبناء المثليين مع أهاليهم. عمر الذي يعيش لندن، يحاول التهرب من التواصل مع والده الذي دخل إلى المستشفى لإجراء عملية خطيرة، بعد أن تتصل والدته وتطلب منه أن يتحدث لوالده بعد نجاح العملية التي أجراها، بالمقابل يحضر إلى بيته في لندن شاب يدعى ماركو، يدّعي أنه إسبانيّ، مختص بجلسات المساج، لكن بعد أن يتحدثا، يكتشف عمر أن ماركو، لاجئ سوري مثليّ، قدم مؤخراً إلى لندن، واسمه الحقيقي أحمد. 

بينما يحاول عمر الابتعاد عن ماضي العائلة، يسهب أحمد في الحديث عن علاقته بأهله، وحنينه إلى بلده، فهو لا يريد، ولا يستطيع قطع علاقته بعائلته، إذ أنه ابنهم الوحيد، ويخاف أن يمرض أبوه أو أمه وهو بعيد عنهما، كما أنه يحلم بأن يحصل على إقامة، أو لجوء بشكل رسمي في المملكة المتحدة، حتى يستطيع إحضار عائلته. 

الشعور بالاغتراب هنا مضاعف، فالاغتراب مع استمرار صلة التواصل مع الأهل قد يكون أهون من الاغتراب الذي يترافق مع فِعل القطيعة، والتي بدورها تفاقم الشعور بالعزلة عند اللاجئين. 
 

«سينما فؤاد»

مع «سينما فؤاد» نعود بالزمن لفترة التسعينات في لبنان، إذ أن الفيلم من إنتاج 1993، أي بعد ثلاثة سنوات من انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية (1975- 1990). يتناول الفيلم قصة السوري من مدينة حلب خالد الكردي. يحكي خالد قصة العنف الذي تعرض من قبل أخيه الأكبر، عندما كان يعيش مع عائلته في حلب، ويرتدي ملابس أخته، ويتشبه بالنساء. 

حلم خالد بأن يصبح راقصة، كما حلم أن يجري عملية تحول جنسي، لكي تتضح ملامحه كأنثى، وتنتهي معاناة عيشه داخل جسد نصفه أنثى ونصفه الآخر ذكر. 

لكن المخرج اللبناني محمد سويد يركزّ في فيلمه على أكثر من جانب في شخصية خالد، التي أطلقت على نفسها إسم ” أوسكار الحلبية”. فأوسكار تعشق الرقص الشرقي، وقد عملت كراقصة في الكازينوهات والملاهي الليلية، لكن بالمقابل هي شغوفة في السينما، وأثناء حديثها مع المخرج، تعود بذاكرتها لأول مرة دخلت فيها السينما في حلب؛ سينما فؤاد. 

خلال عملها كراقصة، تتعرف أوسكار على أحد رجال المقاومة الفلسطينية، وتنضم إليه في المقاومة المسلحة، وتنفيذ عمليات فدائية في جنوب لبنان ضد الإسرائيلين وجيش أنطوان لحد في فترة الحرب الأهلية. 

يقدم فيلم «سينما فؤاد» شخصية فريدة من نوعها، إذ أن حب أوسكار لأنوثتها، يطغى على كل تفصيل بحياتها، سواء في طريقة تعبيرها عن نفسها، وحبها وتقبلها لذاتها، فعندما تتطرق أوسكار للحديث عن موضوع الدين وأداء الصلاة، تقول بأنها تفضل أثناء تأدية فروض الصلاة أن تكون بين يدي الله أنثى، كما تشعر من أعماقها وكما حلمت بأن ترغب أثنى كاملة من الخارج كما في الداخل، لذلك عندما تصلي، ترتدي الحجاب المخصص للصلاة. 

 

The post رحلة الاغتراب الداخلية لمثليين ومثليات من سوريا ولبنان… من أفلام مهرجان “كوز” في حيفا appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
أربعة أفلام من مهرجان كوز للأفلام الكويريّة… البحث واللّكم واللعنات https://rommanmag.com/archives/19881 Thu, 05 Dec 2019 14:04:10 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%a3%d8%b1%d8%a8%d8%b9%d8%a9-%d8%a3%d9%81%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%87%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d9%86-%d9%83%d9%88%d8%b2-%d9%84%d9%84%d8%a3%d9%81%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88/ تستضيف مدينة حيفا في فلسطين الدورة الرابعة من مهرجان “كوز” للسينما الكويرية، وتنظمه مؤسسة أصوات، في سعي للإضاءة على التجارب السينمائية المرتبطة بأسئلة الجندرة والعنف على أساس الدور الاجتماعيّ، ليتحول إلى مساحة آمنة يمكن ضمنها التعرف على المحاولات العربية والعالميّة التي تسعى لخلق نقاش وجدل حول حقوق الأقليات في فلسطين والمنطقة العربيّة، والسعي للحد من العنف الذي […]

The post أربعة أفلام من مهرجان كوز للأفلام الكويريّة… البحث واللّكم واللعنات appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>

تستضيف مدينة حيفا في فلسطين الدورة الرابعة من مهرجان “كوز” للسينما الكويرية، وتنظمه مؤسسة أصوات، في سعي للإضاءة على التجارب السينمائية المرتبطة بأسئلة الجندرة والعنف على أساس الدور الاجتماعيّ، ليتحول إلى مساحة آمنة يمكن ضمنها التعرف على المحاولات العربية والعالميّة التي تسعى لخلق نقاش وجدل حول حقوق الأقليات في فلسطين والمنطقة العربيّة، والسعي للحد من العنف الذي يتعرض له مجتمع الميم الذي ما زال مُختفياً كونه يُجرم في العديد من الدول العربيّة.

رفع المهرجان هذا العام شعار “الهجرة والتهجير والاغتراب” لتأتي الأفلام المختارة محاولة للإضاءة على تحولات هذه الكلمات الثلاث، ومعانيها الحرفيّة والمجازيّة التي يمكن للسينما أن تكتشفها أو تضيء على جوانب جديدة منها.

«نصف حياة»… صراع البحث عن الشبيه

ترسم المُخرجة تمارة شوجلو في بداية فيلم التحريك «نصف حياة»  (12د) المدينة وصخبها والاكتظاظ الذي تحويه، إذ تؤسس للجموع وأسلوب حركتها، لتنقلنا بعدها إلى المقهى، حيث يجلس ناشط من أجل حقوق المثليين، ويجري لقاءً صحفياً من نوع ما، لكننا لا نسمع أسئلة، إذ يبدأ بالحديث مباشرة عن “خطورة” ومصاعب أن يدافع الفرد عن حقوق الإنسان في مصر، ليخبرنا بعدها كيف شهد مع أصدقائه حادثة تعرض فيها طفل في الخامسة عشر للضرب والتنمر من قبل شبان في الشارع، ثم دخوله وأصدقائه في شجار مع الشبان الأشقياء، وأخذهم إلى قسم الشرطة، حيث ضُرب الطفل مرة أخرى، وتعرض للاغتصاب، ليأتي نص محضر الاعتقال مختلفاً كلياً عما حدث، خصوصاً أن المعتدي لم يتعرض لأي مساءلة.

هذه الحادثة التي تكشف آلية عمل أجهزة القمع، وأسلوب الإفلات من العقاب فتحت أعين الراوي على حقوق الإنسان والمثليين في مصر، إذ بدأ يكتب على النقود عبارات ضد نظام مبارك، وينشط في الثورة المصريّة، لننتقل بعدها إلى صور حقيقة عن والقمع الذي مارسه رجال الشرطة ضد المتظاهرين.

يخبرنا أيضاً كيف بدأ يسعى لنشر الوعي بخصوص المثلية وحقوق المثليين المهدورة، وهنا يظهر تورطه الشخصيّ أثناء حديثه عن علاقته مع “بلاده”، فهل سيكون له حبيب مصري أو أجنبي، ليجيب فوراً أنه يفضل من يُشبهه، شاب مصريّ يفهم لغته ونكاته وتاريخه.

يحاول الفيلم أن يشير إلى أشكال الاختفاء التي تقع على المثليين في مصر، وصراعهم من أجل الظهور علناً والبحث عمن يشابههم، فهم لا يعانون فقط من تمييز السلطات ووحشيتها، بل هناك أثر شخصي، وهو الرغبة في البحث عن شبيه، عمن يكون مثلهم، فلا مساحة آمنة للتجمع والظهور وممارسة حقوقهم البسيطة، وهنا نعود للراوي الذي يعيش غريباً في بلاده، مع ذلك هو يبحث عمن يشبهه، فالهرب ليس إلا استسلاماً، ونفي للذات نفسها التي تبحث عن مساحة لها، وهنا نفهم عنوان الفيلم الذي يحيل إلى اقتباس لجبران خليل جبران، فنصف الحياة، هو عدم قدرة الفرد على أن يعيش حياته التي يعلم أنه يستطيع عيشها.

«بلاك مامبا»… بانتظار الضربة القاضيّة

تهرب سارة من شباك المنزل، ثم نراها لاحقاً تخفي الكدمات على وجهها، بعد ذلك، تسألها أمها عن سبب الكدمات، هل هو محمود، خطيبها الذي من المفترض أن يتزوجها قريباً، بعدها، نراها والكدمة على وجهها في مدرسة الخياطة، ليبدو الأمر للوهلة الأولى وكأننا نشاهد فيلماً تقليدياً عن تعنيف النساء، لكن الأمر مختلف، إذ تحاول أمل قلاتي على طوال عشرين دقيقة في فيلم «بلاك مامبا» أن تعرفنا على صراع آخر تخوضه المرأة في تونس، وهو حرية ممارسة ما تريد، والذي نكتشف لاحقاً أنه “الملاكمة،” فسارة الملقبة بـ”بلاك مامبا” في الحلبة، تتسلل ليلاً للمشاركة في مباريات الملاكمة، لنراها تصارع خصمين، الأول يتمثل بوضعها الاجتماعيّ، والثاني غريمتها في الحلبة.

تقترب الهزيمة من سارة، لكنها تستمر في “اللكم” وتنتصر على خصمها الأول، ليبقى الثاني المتمثل بدورها الاجتماعيّ، إذ نراها وبانتقال سريع من لحظة انتصارها التي لا نراها على سريرها وهي ترتدي ثوب العرس، ترتجف خوفاً من رجل لا نراه، خصوصاً أن “طقس الزواج” سيمنعها من الملاكمة، لكن حينها، يأتيها خبر من اللجنة الأولمبية تدعوها للمشاركة في أولمبياد ريو، لنراها تحمل رداء الملاكمة، وتهرب من العرس.

يسير الفيلم بصورة مشوّقة نكتشف إثره الصراعات التي تمر بها سارة والتي تترك كدمات نفسية وجسديّة عليها، هي “مقاتلة” بالمعنى الشعري والحرفي للكلمة، وكأن ما حولها مؤقت وحاجز لا  بد من اجتيازه بانتظار لحظة المواجهة، هي تريد أن تكون بطلة لأجل نفسها، لا لإرضاء أي أحد.

نشاهد في الفيلم شكلين لدور المرأة لن نناقش كل واحد على حدة، لكن سنشير إلى “الأزياء” المرتبطة بهما، فهي الفتاة العاملة والعروس التي يفرض عليها الاستعداد لتقوم بدورها الذي لم تتمرن عليه، في حين أنها في الحلبة ترتدي عباءة الملاكم، وتتمرن يومياً، هي تؤمن بـ”طقس الملاكمة” وقدرته على تحريرها، وترى فيه وسيلة للمواجهة، فالحياة حسب مدربها مباراة ملاكمة كبرى.

العلاقة بين الزي ولحظة نزع الزيّ تحمل الفيلم إلى مساحة للتأويل ترتبط بالقرينين، حلبة المصارعة والسرير، إذ من المفترض إن تم العرس أن تنزع التنكر/الثوب نهاية من أجل دماء ما، وهذا ما لا نراه، في حين أنها في الحلبة تنزع الزي وتأخذ زمام المبادرة، وتسيل دماؤها ثمن لانتصارها هي، هذه الثنائيّة نراها في لحظة الهروب، إذ يفقد ثوب العرس قيمته، بل يصبح أشبه بعائق يلفت انتباه الناس إليها أثناء فرارها بعيداً.

«هذا ليس حباً»… أنا بكل عيوبيّ

تلتقط تيريزيا سالا في وثائقيّ “هذا ليس حباً» (33 د) سيرة باربارا، المصابة بإعاقة جسدية، والتي تقول في بداية الفيلم إنها تتمنى أن لا تموت أمها، لنراها بعدها عاريّة، تكشف عن جسمها وتكوينه، في إجابة مباشرة عن أول ما يخطر في بالنا حين نراها، وهو سبب إعاقتها.

لاحقاً تأخذنا بربارة في رحلة حميمية عن الذاكرة والجسد، تخبرنا عن شهواتها وما تريده، وتوقها لملمس جسد آخر “يُفرد” على جسدها، تكشف لنا عن فانتازماتها وشهوتها للآخر، هي مدركة بدقة إعاقها، لكنها كـ”الآخرين”، مدّعي “الصحّة” تريد حباً وشغفاً، في ذات الوقت اشتهاءً وشبقاً.

تمتلك بربارة عشاق من الرجال والنساء، لكنها تفضل النساء، فنشوتها الأولى كانت مع صديقتها بعمر الخامسة عشر. تتابع لتخبرنا عن تجاربها السيئة ثم الممتعة ومن تحب ومن تشتهي، الأهم أن بربارة ساخرة، تدرك لم قد يشتهيها البعض، ربما لاكتشاف اختلافها، أو لتفريغ رغباتهم، لكنها تسأل دوماً “من يشتهيني؟”

يحاول الفيلم أن يكسر الصورة النمطية التي نمتلكها عن جنسانيّة ذوي الإعاقة والتي تحاط غالباً بالغموض والفانتازم المنحرف، الذي تولده التحديقة الطبيّة أو الإحساس بالشفقة، إذ نرى أنفسنا في عالم شعري، نكتشف فيه حساسية بربارة التي نراها تنطق قصائد في الكثير من الأحيان، تدعونا لاكتشافها كما هي، بربارة، العاشقة، الشهوانيّة، الساخرة من العالم ومتحدية شكله القويم.
 

«خوسيه»… لعنة الحياة الرتيبة

لم يكن هناك جديد في حياة خوسيه إلا لقائه بلويس وهزة أرضيّة، إذ يستيقظ كل يوم ليوصل والدته إلى الحافلة، ثم يذهب للعمل في مطعم فقير، هناك يبيع الطعام للمارة، يُدخن، يلتقي شاباً ما ليفرغ فيه شهوته، ثم يعود للمنزل. 

الروتين السابق الذي نراه في فيلم «خوسيه» (1:26 د)” لـ”لي شينج” يتغير حين يظهر لويس، ويبدأ مع خوسيه قصة حب يكتشفان عبرها رغباتهما، ومشاعرهما التي لم تظهر في علاقاتهما العابرة، لكن كل منهما خاضع لشروط قاسية، خوسيه يعيل والدته، ولويس مهاجر من الريف الكاريبي، لا مجال ليكونا معا في فضاء غواتيملا، عليهما فقط استراق اللحظات السريّة والممتعة، تلك التي قادت خوسيه في رحلة تأمل اكتشف عبرها العنف الذي يخضع له، كغيره من سكان غواتيمالا الذين يلتهم الفقر عقولهم.

يرحل لويس، ويكتشف خوسيه عدميّة الإيقاع الذي يعيشه، لا مستقبل ولا حاضر، مجرد استنزاف يومي كان يخدره بعلاقاته العابرة، حتى محاولته البحث عن لويس باءت بالفشل، إذ لم يجده حيث يسكن، ليظهر الفيلم أشبه بمحاولة لاكتشاف الجدوى من الحياة، التي إن وجدت معنى لها في فرصة “الحب” لا يعني أنها ستقبل به، بل قد تتركه يرحل، وكأن هناك جرجاً عميقاً لا يندمل، وعوضاً عن النحيب، هناك الصمت الثقيل الذي ينخر رأس خوسيه.

 

The post أربعة أفلام من مهرجان كوز للأفلام الكويريّة… البحث واللّكم واللعنات appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
الهجرة والتهجير والاغتراب… في الدورة الرابعة من “كوز – مهرجان أصوات للأفلام الكويرية” https://rommanmag.com/archives/19863 Fri, 22 Nov 2019 13:21:52 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%ac%d8%b1%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%87%d8%ac%d9%8a%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%a8-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d8%b1%d8%a9/ من ٥ حتى ٧ من ديسمبر ٢٠١٩

The post الهجرة والتهجير والاغتراب… في الدورة الرابعة من “كوز – مهرجان أصوات للأفلام الكويرية” appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
ستنطلق الدورة الرابعة من “كوز – مهرجان أصوات للأفلام الكويرية” ما بين ٥ و ٧ من كانون الأول/ديسمبر ٢٠١٩ في “مسرح خشبة” في حيفا. وعلى مدار ثلاثة أيّام، ستُعرض في المهرجان أعمالٌ محليّة وإقليميّة ودوليّة، تعالج مسائل الجنسانيّة والميول الجنسيّ والهويّة الجندريّة، وتُظهر التقاطعات الكامنة ما بين نضال أفراد مجتمع الميم، ضمن سياق الاغتراب بجوانبه المختلفة وتسليط الضوء على تقاطعية المواضيع المطروحة وتداخلها وتعزيز مفهموم تعرية ومناهضة كافة منظومات القمع والاضطهاد التي من شأنها أن تعزز من مشاعر الاغتراب، وكذلك تقف دون حصولنا على حياة آمنة وكريمة في مجتمعاتنا وأوطاننا وحتى في العالم، إذ يؤمن مهرجان “كوز” بأنّ السينما، التي بإمكانها تجاوز المحرّمات الاجتماعيّة والحدود الماديّة، تملك القدرة على عكس الواقع وتخيّل مستقبلٍ بديل.

كما يستضيف المهرجان متحدثين خبراء وينظم ورشات تفاعليّة وحوارات مع فنّانين/ات في صناعة السينما، بغرض إشراك الجمهور، واستكمال برنامج الأفلام.

الهجرة والتهجير والاغتراب

من أصعب ما يمكن أن يمر به الإنسان وفي مراحل مختلفة في حياته/ا هو الشعور بالاغتراب، إن كان الاغتراب الذي يولد من رحم الهجرة بحثاً عن حياة أفضل أو التهجير القسري واللجوء نتيجة الحروب والملاحقات والاضطهاد. لكن الاغتراب ليس محصوراً في المكان والانتماء الجغرافي، فاغتراب الشخص يمكن أن يكون كذلك نحو جسده ومحيطه وبيئته، والاغتراب هو شعور مؤقت يجعل المرء غريباً، عن ذاته أو عن محيطه حيث يؤثر على تصرّفاته وعلاقته مع محيطه. كما أن الاغتراب بحسب المفكر كارل ماركس يحدث أيضاً في ظل الرأسمالية بين العامل والمنتوج الذي يصنعه والعمل مما يخلق أزمة كبيرة وجب حلها والتطرق إليها.

في كوز اخترنا أن نسلط الضوء على ثيمة “شعور بالاغتراب” الذي من الممكن أن يلازم الأشخاص والأفراد الكويريين العرب بشكل خاص لكونهم كويريون أولاً، وتقديم أفلام التي تطرح وتسائل موضوع الجسد والجندر والجنسانية وعلاقتنا مع جسدنا وأنفسنا من منظور كويري. وكذلك سنقدم الأفلام والندوات التي تطرح قضية الكويريين العرب في اللجوء والهجرة، والوقوف عند التحديات والصعوبات والتخبطات التي يمرون بها. 

إلهام صناع الأفلام الفلسطينيين والكويريين

يندرج مهرجان “كوز” تحت برامج جمعيّة “أصوات – المركز النسوي الفلسطيني للحريات الجنسية والجندرية” ضمن برنامج “المقاومة والفن والتغيير الاجتماعي” وهو البرنامج الذي يشكّل منصّة للناشطيّة، وتُنظّم من خلاله معارض فنية للفنّانات/ين الكويريين الصاعدين، ويستضيف منتديات نقاشيّة مفتوحة حول مسائل الجنسانيّة والميول الجنسي والهويّة الجندريّة في السياق الاجتماعي/ الاقتصادي/السياسي الفلسطيني. ينظر “كوز” إلى السينما باعتبارها أداة هامّة للتّعبير عن الذّات والسرد، ويطمح إلى إلهام صانعي الأفلام الفلسطينيين والكويريين لإنتاج أفلامٍ تعكس التجارب الفريدة للكويريين الفلسطينيين والعرب. كما ويؤمن “كوز” بأنّ السينما، التي بإمكانها تجاوز المحرّمات الاجتماعيّة والحدود الماديّة، تملك القدرة على عكس الواقع وتخيّل مستقبلٍ بديل.

سيفتتح “كوز” دورته الرابعة بعرض الفيلم الوثائقي “ميستر جاي سيريا” للمخرجة التركية عايشة توبراك، والذي يتابع  قصة اثنين من اللاجئين السوريين مثليي الجنس الذين يحاولون إعادة بناء حياتهم. ويجمعهم حلم المشاركة في مسابقة جمال دولية، آملين الهروب من حياتهم العالقة وتحدي تهميشهم واضطهادهم. سيكون الافتتاح يوم الخميس 5 كانون أول في الساعة الثامنة في “مسرح خشبة”. 

للقراءة عن الدورة السابقة من المهرجان… هنا

The post الهجرة والتهجير والاغتراب… في الدورة الرابعة من “كوز – مهرجان أصوات للأفلام الكويرية” appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
غدير شافعي: نعمل لكشف النّقاب عن دعاية “الغسيل الوردي” الإسرائيلية https://rommanmag.com/archives/19493 Tue, 20 Nov 2018 11:49:20 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%ba%d8%af%d9%8a%d8%b1-%d8%b4%d8%a7%d9%81%d8%b9%d9%8a-%d9%86%d8%b9%d9%85%d9%84-%d9%84%d9%83%d8%b4%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%91%d9%82%d8%a7%d8%a8-%d8%b9%d9%86-%d8%af%d8%b9%d8%a7%d9%8a%d8%a9/ بمشاركة عربية وعالمية واسعة، اختتمت السبت الماضي مؤسسة “أصوات” فعّاليات مهرجان “كوز” للأفلام الكويرية في دورته الثالثة، في حيفا مع فيلم “ع شفير”، حيث نجح المهرجان في دورته الحالية في استقطاب وعرض أكثر من 12 فيلماً دوليًا عربيًا ومحليًا في أربعة أماكن عرض شملت مسرح خشبة ومساحة والمنجم وسين. عن فعاليات هذه المهرجان وصعوبات التنظيم التي واجهت […]

The post غدير شافعي: نعمل لكشف النّقاب عن دعاية “الغسيل الوردي” الإسرائيلية appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>

بمشاركة عربية وعالمية واسعة، اختتمت السبت الماضي مؤسسة “أصوات” فعّاليات مهرجان “كوز” للأفلام الكويرية في دورته الثالثة، في حيفا مع فيلم “ع شفير”، حيث نجح المهرجان في دورته الحالية في استقطاب وعرض أكثر من 12 فيلماً دوليًا عربيًا ومحليًا في أربعة أماكن عرض شملت مسرح خشبة ومساحة والمنجم وسين. عن فعاليات هذه المهرجان وصعوبات التنظيم التي واجهت القائمين عليه ورسائل وأهداف الدورة الثالثة من “كوز”، كان لرمان الحوار التالي مع مديرة مؤسسة “أصوات” غدير شافعي.
 

بداية، هل يمكن الحديث عن “أصوات” والتعريف ببداياتها وتوجهاتها واهتماماتها؟

“أصوات” هي حركة نسويّة من أجل العدالة والحريّات الجنسيّة والجندرية في المجتمع الفلسطينيّ. تعمل من أجل تحقيق العدالة والحريات الفرديّة والجماعية لكافة أفراد المجتمع الفلسطينيّ، وننشط لخلق مجتمع فلسطيني تحرري يحترم ويحتوي الاختلاف والتعددية الجنسية والجندرية، ويناضل ضد كل أشكال القمع، العنف والتمييز، محليًا، إقليميًا وعالميًا.

نعمل من خلال محورين أساسيّين؛ محور الأبحاث وإنتاج المعرفة، والذي يوفر موادّ ومعلومات أصيلة وموثوقة حول المثليّة الجنسيّة والتعدّديّة الجندريّة وخصوصيّتها في المجتمعات العربيّة، كما ويعمل على توثيق ونشر سيرورات، تجارب وأدبيّات وأبحاث عن المثلية. ويعمل المحور الثّاني، المحور التّوعويّ التّربويّ، سويّة مع الناشطين/ات والمهنيين/ات من خلال تفعيل برامج وورشات تدريبيّة حول الهوية الجنسية والجندرية لتوفير المعلومات والأدوات للتعامل الإنسانيّ والمهني لأفراد المجتمع المثليّ كجزءٍ لا يتجزّأ من نسيج المجتمع الفلسطينيّ.

كما وننظم ومنذ 2015 كوز- مهرجان “أصوات” للأفلام الكويرية، والذي نسعى من خلاله، وبواسطة عرض أفلام من السينما الكويرية من ثقافات ونضالات متعددة ومحاورة بعض من مخرجيها والمشاركين فيها، إلى فهم السيرورات والتحديات التي ترافق إنتاج الأفلام الكويرية والهويّات الجنسيّة والجندرية المتعددة، المألوفة وغير المألوفة منها، وعلاقتها بالظواهر الاجتماعيّة والسياسيّة والثقافيّة المحيطة محليًا، إقليميًا ودوليًا. والذي يهدف إلى تعزيز النشاط والإنتاج الثقافي الفلسطيني البديل ليعمل على إنتاج أفلام فلسطينيّة عربية تعرض شخصيّات وقصص مركبة مدوّرة وعميقة.

تحدثتم في بيان الانطلاق بأن الدورة الثالثة الحالية ستشهد نقلة نوعية، بماذا تختلف هذه الدورة عن سابقاتها؟

هذه المرّة الأولى التي يستضيف المهرجان أفلاماً عربية ومحلية، من فلسطين ولبنان والعراق والإمارات المتحدة، إلى جانب الأفلام الأجنبية، من البرازيل وبولندا والولايات المتحدة، تعالج الطرائق التي شكّلت فيها السياسة، العلاج، القانون والدين، خطاباتها حول الجندر والهويات الجنسيّة. فقد حرصنا منذ البداية على استقطاب أفلام عربية لبناء التضامن والتعاون بين النضالات الإقليميّة من أجل إحقاق الحقوق الجنسيّة والجسديّة وجلب فن بديل جديد، تمّت موضعته في الهامش، إلى الصّدارة وحث المخرجين العرب على إخراج أفلام تعالج هذه القضايا. بالإضافة إلى التركيز على الخطاب السياسي ودورنا في مقاومة محاولات دولة الاحتلال والاستعمار في تلميع صورتها من خلال استخدام تسويق ذاتها كدولة ديمقراطية متحررة ومتسامحة تحترم الحقوق الجنسية وتحمي المثليين الفلسطينيين من “تخلف” مجتمعهم.
 

كيف كانت الردود حول الدورتين السابقتين، وهل وجدتم إقبالا وردود إيجابية دفعتكم للاستمرار في إطلاق الدورة الثالثة؟

كان هناك أصداء إيجابية للدورتين السابقتين مما حث مخرجين فلسطينيين على إخراج أفلام تعالج قضايا المثلية والحقوق الجنسية والجنسانية ودفع الإعلام المحلي والعربي للاهتمام بشكل خاص في تغطية المهرجان والاهتمام بخطاب “أصوات”. وأضاف العديد من الأصدقاء الجدد ودائرة الداعمين والنشطاء ليس فقط للجمعية ولكن في مجال الحقوق الجنسية والجنسانية وبالتالي تراكم هذه الجهود والنشاطات من مؤسسة “أصوات” ومؤسسات أخرى ينعكس في توسع المهرجان وتنوع الجمهور الحاضر والداعم والعمل على نشر المفاهيم الصحيحة فيما يتعلق بمثل هذه القضايا.

ما هي التحديات التي واجهتكم في تنظيم المهرجان سواء مع سلطات الاحتلال أو مع المجتمع الفلسطيني، وكيف تعاملتم معها؟

التحدي الأساسي في تنظيم مهرجان كوز كان وما زال إيجاد أفلام ناطقة باللغة العربية مبنية على شخصيات عربية تمّكن الجمهور من التواصل معها وتتماشى مع خطاب “أصوات” والتركيز على المجتمع الفلسطيني والعربي، على الرغم من أن هذا التحدي بات أخف من قبل إلا أن هذه الأفلام ما زال عددها محدود بالأخص عند الحديث عن نساء مخرجات عربيات. طبعاً من خلال بناء الشراكات المحلية والعربية تمكننا من الحصول على الأفلام العربية الموجودة ولكن نأمل أن هذه المهرجانات واهتمام الإعلام بإدراج هذه المواضيع سيشجع المخرجين والمخرجات العرب على إنتاج أفلام أكثر تركز على الحقوق الجنسية والجنسانية وبصوت النساء. إضافة إلى ذلك هناك التحدي في أماكن العرض المهيئة فنحن لا نعرض في أماكن إسرائيلية، والمسارح الفلسطينية الرسمية في الداخل تتعرض لهجوم شرس وتضييقات من حكومة الاحتلال وبالتالي فالشراكات والمساحات التي يوفرها حلفاؤنا في حيفا مهمة جدًا على الرغم من أنها ليست جميعها أماكن لعرض الأفلام إلا أن التفافهم حول خطاب “أصوات” وأهمية عملها والتزامهم الحقوقي والوطني يحثهم على التعاون والمساعدة دائما.

يشهد المهرجان هذه السنة مشاركة أوسع وأكثر تنوعاً من العالم العربي، كيف يمكن فهم هذه المشاركة وتوظيفها في تحقيق أهداف المهرجان؟

السينما بالنسبة لنا هي منصة من خلالها يمكن تمرير رسائل عديدة ومختلفة، ورواية القصة التي بإمكانها تكسير صور نمطية وأفكار مسبقة موجودة بالمجتمعات. فالسينما تتحدث لشريحة كبيرة من الناس الذين يتذوقوها أو ببساطة يشاهدون أفلامها (شبيهة بالموسيقى) لكن الإضافة هي إمكانية رواية قصة أو بناء شخصيات يتعاطف معها الجمهور ويعكسها على حياته.

ونرى أن السينما الفلسطينية حتى اليوم (ويمكن العربية إلى حد ما) لم تنجح بتبني خطاب أو إنتاج سينمائي يعالج مواضيع الجندر والجنسانية بعمق وبطريقة “ثورية” إن أردنا التحدث عن تغيير وعن طرح أمور بجرأة. بالعكس، هناك صوت مغيب في أغلب إنتاجنا السينمائي اليوم كصوت المثلياتين والمتحولاتين وحتى النساء أحياناً.

وهنا تكمن أهمية تنظيم مهرجان كوز لحث السينمائيين والمخرجين على التطرق لمواضيع كالجنسانية والجندر وتشجيع إنتاجات سينمائية تطرحها.

فاهتمامك للكتابة عن المهرجان ورسالته واهتمام الإعلام المحلي والعربي في تغطية فعاليات المهرجان هي مؤشر للتغيير الذي بدأنا نلحظه في السنوات الأخيرة وهذا بالطبع يعود لفعاليات وجهود العديد من المؤسسات النسوية والشبابية والكويرية في العمل على الهوية الجماعية والحقوق الفردية بما فيها الحقوق الجنسية والجنسانية والتشديد على كل مفهوم الجندر. وجميعنا يعرف قوة الإعلام الإيجابية والسلبية، بالتالي وقوف الإعلام إلى جانبنا والترويج لخطابنا يساهم بالتأكيد في هذا التغيير. بالإضافة لذلك، فمشاهدة المهرجان تزداد سنة بعد سنة، والنقلة النوعية في مضامين وجماليات وتصوير وإخراج ونوعية الأفلام تبث فينا الأمل. وكذلك أننا نتكلم عن جيل شبابي للمخرجين ولكن يبقى السؤال متى سنرى مخرجات فلسطينيات وعربيات يخرجن أفلاماً في هذا المجال بشكل أكبر.
 

طاقم المهرجان

عنصرية الاحتلال دفعته إلى تصدير نفسه للعالم كعصري وحديث يحارب مجتمع فلسطيني متخلف ومعادٍ لحقوق المثليين ومنغلق على مسائل الجنسانية التي تخصه، كيف يعالج المهرجان هذه العنصرية؟

يدين الجانب الدعائيّ لمفهوم “الغسيل الورديّ” الفلسطينيين بأنّهم ليسوا “حضاريّين” بما فيه الكفاية ليفهموا ويحترموا الحقوق “المثليّة”، بالتالي فَهُم يُحرمون من الحصول على موارد وفرص متساوية. بالنسبة إلى الفلسطينيّين “المثليّين”، يحدّ “خروجهم من الخزانة” هُويّاتهم الجنسيّة بالمفهوم الإسرائيلي اليهوديّ للمثلية، حتى عندما لا تنطبق معايير المقياس الضيّق على سياقهم المحلّي.

يستثمر مفهوم “الغسيل الورديّ” كلّ جهوده لإبقاء صورة الرّجعيّة والعنصريّة مطبوعة في الأذهان، لتبرير أشكال الاضطهاد والتمييز ضد الفلسطينيّين، والتشكيك في انتمائهم.

وبخصوص مفهوم “الغسيل الورديّ”، فإنّ “أصوات” تستثمر جهودها في كشف النّقاب عن دعاية “الغسيل الورديّ” والتي تهدف إلى رسم صورة زائفة لإسرائيل كدولة ديمقراطيّة، متحرّرة وداعمة نسبياً لحقوق المثليّين/ات. فالاستخدام الإسرائيلي لإستراتيجيّة “الغسيل الورديّ”، كاستخدامها لاستراتيجيّات أخرى من التّبييض (Whitewashing)، الذي يسعى إلى صرف الأنظار العالميّة عن أنظمة الاحتلال والاستعمار والتّمييز العنصريّ الموجّه ضدّ الفلسطينيّين. وقد تكمن خطورة هذه الاستراتيجيّة بأنها تعمل على ترسيخ صورة عنصريّة وخاطئة عن الفلسطينيين والعرب، من خلال وصفهم بالرّجعيّة والتخلّف وكمَنْ يعانون من رهاب المثليّة.

يقدّم الخطاب المثلي الإسرائيلي النمطي الهوية وأسلوب الحياة المتعلقة “بالمثلية” وحقوقها تبصّراً مثيراً للاهتمام: أن إسرائيل تخشى من أن يتّنظم الفلسطينيّون حول القضايا التي تتقاطع مع الاحتلال، والتّمييز العنصريّ، والاضطهاد المبنيّ على الهويّة الجنسيّة والجندريّة. اليوم، وبوجود حملة مقاطعة فعّالة ومدعومة من قبل حلفاء دوليّين، والإدراك أنّ “الغسيل الورديّ” هو إستراتيجيّة مضلّلة ومتمسّكة بالدّعاية الاستعماريّة التي تبيح ظلم الفلسطينيين، سوف تتمكّن حركاتنا المثليّة والمحلية بإزالة هياكل العنصريّة الإسرائيليّة والاحتلال من الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة. وهذا هو العمل السياسي الذي بجب أن نصبو إليه.

ما هي الرسائل التي يرجو القائمون على المهرجان إرسالها من الدورة الثالثة؟

يسعى المهرجان لترويج التعددية كمبدأ في المجتمع وليس فقط بالقضايا التي تعنى بالجنسانية، ويعمل على خلق مساحة مستقلة لعرض مضامين تعالج الحقوق الجنسية والجنسانية. كما يسلط المهرجان الضوء على أهمية التواصل مع الحيز الأكبر وكسر الحصار الثقافي من خلال التواصل مع عالمنا ومع مخرجين ومنتجين يتحدثون لغتنا، ومع الحلفاء الذين تتقاطع نضالاتهم مع نضالاتنا لنتعلم من تجارب بعضنا البعض ولنشجع الإنتاج الناطق باللغة العربية لنتمكن من التواصل مع جمهورنا ونعمل على تنويعه وتوسيعه، ومن هذا المنطلق تحديداً حرصت “أصوات” على بناء شراكات مع أماكن عرض فلسطينية ومتنوعة وعرض الأفلام هناك.

كما تشدد “أصوات” على أهمية تشجيع النساء الفلسطينيات والعربيات ودورهن في هذا الإنتاج من منظور نسوي ولعكس صوت النساء المغيب في السينما.

إن هدف “كوز” ورسالته تتماشى مع هدف “أصوات” في خلق مجتمع فلسطيني تحرري يحترم ويحتوي الاختلاف والتعددية الجنسية والجندرية، ويناضل ضد كل أشكال القمع والعنف والتمييز، محليًا، إقليميًا وعالميًا، والسينما قادرة على التأثير وتشكيل الوعي والمعرفة المطلوبة لتحقيق ذلك

ما هي الخطوات القادمة والبرامج الجديدة “لأصوات”؟

ستستمر الجمعية بتطوير مشاريعها التوعوية التربوية من خلال التدريبات والورشات وبناء الشراكات المحلية والإقليمية حول الهوية الجنسية والجندرية لتوفير المعلومات والأدوات للتعامل الإنساني والمهني لأفراد المجتمع المثلي كجزءٍ لا يتجزّأ من نسيج المجتمع الفلسطينيّ. بالإضافة إلى الاستمرار في العمل لإنتاج المعرفة لنوفر موادّ ومعلومات أصيلة وموثوقة حول المثليّة الجنسيّة والتعدّديّة الجندريّة وخصوصيّتها في المجتمعات العربيّة، كما وتعمل على توثيق ونشر سيرورات، تجارب وأدبيّات وأبحاث عن المثلية. وبالرغم من الالتفاف الجماهيري حول نشاطات “أصوات” بسبب شراكاتها مع مجموعات نسائية في كل مكان بما فيه ذلك القرى غير المعترف بها ومؤسسات محلية وإقليمية إلا أنها ستحاول الوصول إلى شرائح جديدة لم تسنح لها الفرصة بعد بممارسة مسؤولياتها اتجاهها.

توفر أيضاً “أصوات” مساحة لأي مبادرة وتتفاعل مع احتياجات المجتمع بشكل مستقل وتعمل كداعمة ومدعمة من مجوعات نسائية وفق أجندات اجتماعية اقتصادية سياسية وتصوّر من منظور نسوي.
 

The post غدير شافعي: نعمل لكشف النّقاب عن دعاية “الغسيل الوردي” الإسرائيلية appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
اختتام مهرجان أصوات للأفلام الكويرية “كوز” بمشاركة محلية وعربية https://rommanmag.com/archives/19486 Sun, 11 Nov 2018 09:21:23 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%a7%d8%ae%d8%aa%d8%aa%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%87%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d9%86-%d8%a3%d8%b5%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d9%84%d8%a3%d9%81%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%8a%d8%b1%d9%8a%d8%a9/ اختتمت ليلة امس السبت مؤسسة أصوات فعّاليات مهرجان “كوز” للأفلام الكويرية في دورته الثالثة، في حيفا مع فيلم “ع شفير” وهو أول فيلم روائي للمخرج اللبناني محمد صبّاح. وقد شهد المهرجان هذا العام التفافًا جماهيريًا واسعاً في المواقع المختلفة. حيث نجح المهرجان في دورته الحالية في استقطاب وعرض اكثر من 12 فيلـماً دوليًا عربيًا ومحليًا […]

The post اختتام مهرجان أصوات للأفلام الكويرية “كوز” بمشاركة محلية وعربية appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>

اختتمت ليلة امس السبت مؤسسة أصوات فعّاليات مهرجان “كوز” للأفلام الكويرية في دورته الثالثة، في حيفا مع فيلم “ع شفير” وهو أول فيلم روائي للمخرج اللبناني محمد صبّاح.

وقد شهد المهرجان هذا العام التفافًا جماهيريًا واسعاً في المواقع المختلفة. حيث نجح المهرجان في دورته الحالية في استقطاب وعرض اكثر من 12 فيلـماً دوليًا عربيًا ومحليًا في أربعة أماكن عرض شملت مسرح خشبة ومساحة والمنجم والسين. هذه الافلام جاءت من أكثر من 6 دول منها العراق ولبنان والإمارات المتحدة والولايات المتحدة وبولندا والبرازيل وفلسطين.

من جانبها صرحت مديرة المهرجان، حنان وكيم: “نحن سعداء للغاية بالمشاركة العربية والمحلية للأفلام هذه السنة، وسعداء أكثر باستقطاب جمهور واسع ومتنوع والتفافه حول فعاليات المهرجان”، وأكدت “أنه وبالرغم من التحديات السياسية والاجتماعية وظروف التمويل المعقدة إلا أننا حريصون على إقامة هذا المهرجان السنوي والذي بدوره يضيف الكثير إلى الحيز الثقافي المحلي عامةً وإلى المشهد السينمائي الفلسطيني خاصةً، من خلال الأفلام المشاركة والضيوف المشاركين وكونه يساهم في تطوير آفاق سينمائية لدى الجمهور المتلقي ويحث على إنتاج سينمائي فلسطيني وعربي من منظور نسوي وكويري يطرح مفهوم اللامعيارية وقضايا متعلقة بالحقوق الجنسية والجنسانية”.

وأضافت وكيم: “تكمن أهمية مهرجان كوز في طرحه بديلًا لسياسات وممارسات “الغسيل الورديّ” الإسرائيليّة، والتابوهات الفلسطينيّة فيما يتعلق بالحرّيات والحقوق الجنسيّة، ونطمح من خلاله التأكيد على دور مقاومة الحركة الكويريّة الفلسطينيّة في نضالها من أجل الحريّة الجنسيّة”.

ولم يقتصر المهرجان على عروض الأفلام فقط، فقد تخلل اليوم الختامي ندوة بعنوان “صورة شاذة” حاورت من خلالها عضو الإدارة في أصوات، رلى خلايلة، المخرج موسى شديدي المولود في العراق، حول كتابه “الجنسية اللامعيارية في السينما العربية”. وقام بدوره بتعريف اللامعيارية كبديل أصيل لكلمة كوير وإعطاء لمحة تاريخية عن تطرق السينما العربية للامعيارية والتي ارتكزت حتى الآن على تصويرها من منظور ذكوري. بالإضافة لذلك، تحدث  شديدي عن فيلمه “يمّا” والذي تتحدث من خلاله والدته عن السيرورة التي تمر بها مع إبنها. وعند سؤاله خلال الحوار حول سبب اختياره لوالدته، أجاب شديدي “يقال أن الأمهات يعرفن عن جنسانيتنا أكثر منا، فهن يساندن أبنائهن وبناتهن على الرغم من هرمية العائلة التي لا توفر لهن مساحة للتعبير عن أنفسهن، ولكن عاطفتهن تفوق المعيارية التي يلزمهن بها المجتمع”. كما حاورت خلايلة المخرج الفلسطيني ماثيو خوري والذي تحدث عن فيلمه “أنا جورج” الذي يطرح قضية المتحولين جنسيا ويتحدث عن تجربته في تمثيل وتصوير الفليم في البيت وبحضور عائلته. وعند سؤاله حول تخوفاته تحدث خوري عن خوفه من عرض الفيلم لمدة طويلة بسبب الأفكار المسبقة التي قدر تصدر الأحكام عليه وعلى عمله بحيث أن فكرة الفيلم بدأت كمشروع في التعليم، ويضيف أنه مع الوقت “أدرك مسؤوليته كفرد وكفنان في العمل من أجل تحقيق الحقوق الجنسية والجنسانية وخلق مجتمع يحترم التعددية والاختلاف”.

وكانت فعاليات مهرجان “كوز” قد انطلقت يوم الخميس الماضي في 10 تشرين ثاني/نوفمبر في مسرح خشبة في مدينة حيفا مع فيلم “الرجال فقط يحضرون الدفن” للمخرج الإماراتي عبدالله الكعيبي. الفيلم الذي تحدث عن أم عمياء، في فترة ما بعد انتهاء الحرب العراقية عام 1988، تريد أن تكشف لابنتها عن سر دفين، ولكنها تلقى حتفها قبل أن تتمكن من ذلك. وتتعرف البنات على حياة وتاريخ أمهن من خلال الزوار المتوافدين لتعزيتهم بوفاتها. وفي زحمة انشغال الجميع في كشف النقاب عن السر، تطرق بابهن امرأة تهز كيان البنتين عند اكتشافهما أن الذي جمع بينها وبين أمهن كان أكثر من صداقة. بل العشق أيضاً. 

ولم يكن لمهرجان “كوز” أن ينجح هذا العام لولا الدعم والشراكة مع أماكن العرض المحلية، حيث أقيمت هذه الفعاليات بالشراكة مع مسرح خشبة ومساحة والمنجم والسين وبرعاية من مقهى إليكا وخبير التجميل هاني عاردات والراقص أيمن صفية والفنان الياس واكيم. وبرعاية إعلامية من مجلة رمان الثقافية وبالتعاون مع رصيف 22 ومجلة فسحة الثقافية وتلفزيون مساواة بالإضافة إلى التعاون مع كباريت والعديد من النشطاء في تنسيق وتنظيم المهرجان.

من الجدير ذكره أن مهرجان “كوز” ينظم من قبل مؤسسة “أصوات – المركز النسوي الفلسطيني للحريّات الجنسية والجندرية ” والتي تأسست عام 2003 كمؤسسة غير ربحية، تعمل من أجل تحقيق العدالة والحريات الفرديّة والجماعية لكافة أفراد المجتمع الفلسطينيّ، وتنشط لخلق مجتمع فلسطيني تحرري يحترم ويحتوي الاختلاف والتعددية الجنسية والجندرية، ويناضل ضد كل أشكال القمع, العنف والتمييز، محليًا، اقليميًا وعالميًا.
 

The post اختتام مهرجان أصوات للأفلام الكويرية “كوز” بمشاركة محلية وعربية appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
«مكان لرجل»… كيف يبدو العالم من/عن مسامات البيت/الجسد؟ https://rommanmag.com/archives/19485 Sat, 10 Nov 2018 11:05:50 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d9%85%d9%83%d8%a7%d9%86-%d9%84%d8%b1%d8%ac%d9%84-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d9%8a%d8%a8%d8%af%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85-%d9%85%d9%86-%d8%b9%d9%86-%d9%85%d8%b3%d8%a7%d9%85/ ضمن مهرجان "أصوات" للأفلام الكويريّة "كوز"

The post «مكان لرجل»… كيف يبدو العالم من/عن مسامات البيت/الجسد؟ appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>

يقول بول كونرتون في كتابه “كيف يغزو النسيان ذاكرة الحداثة” (2009) عن البيت والجسد: “كلاهما يجمعهما قاسمٌ مشترك، إذ يأخذهما الإنسان مأخذ المسلمات، حيث نميل إلى أن نأخذ أجسامنا على أنها من المسلمات إلى أن تخذلنا من خلال حادثة أو من خلال مرضٍ أو الشيخوخة، والأمر نفسه ينطبق على البيت، حيث ننظر إليه على أنه من المسلمات أيضًا إلى أن تحدث ظروف استثنائيّة، مثل الانتقال من المنزل أو خلاف أسري، أو اندلاع حريق، أو حرب، أو فقر مدقع، وعندها نكون مجبرين على تذكر أهمية المنزل في حياتنا، وهناك لحظة أخرى يجري فيها التعبير البياني عن هذين الإثنين -البيت والجسد- من خلال الرسومات التي يقوم بها الأطفال، والذين دأبوا فيها على إظهار نوافذ وأبواب البيوت، وهي سمات يمكن ترجمتها إلى عينٍ وفمٍ للبيت، أما أثاث البيت فهو الآخر يذكرنا بالتاريخ المشترك للبيت مع الجسد”.

وأما الوعي فوجوده يتحقق عن طريق الجسد، أي أن الجسد هو الأداة المادية لتحقيق الوعي، أو بصياغة أكثر دقة نقول: بقدر ما يفصل الوعي نفسه عن الجسد ويعتبره شيئًا آخر خارجًا عنه، ويتأمل فيه ويعي تفاعله معه، عند ذاك يصبح واعيًا بوجود الجسد(ه). وإذا كان لنا أن نمد هذا الافتراض المنطقي إلى البيت باعتباره جسدًا مرآويًا لنا، كان لنا حينها أن نتفهم مقولة فيلم “مكان لرجل” (2018) للمخرج اللبناني أنطوني شدياق، والتي تنبثق من مرآوية العلاقة بين البيت والجسد، وديمومتها.

فمشاهد الفيلم (الكادرات) في أغلبها حميمية مع جلد/جسد البيت الداخلي لأنطوني، ما يعطي المتلقي/ة موقعًا في جسد السارد (أنطوني) على طول الفيلم، ليس فقط من خلال الصوت، وإنما من خلال إخفاء جسد أنطوني لصالح التماهي مع البيت، يظهر الأمر جليًا في الحديث عن الدخلاء (السوريين) لجسد البيت.

يغلب على مشاهد الفيلم التصوير الداخلي من البيت، وبدرجة حميمية لا تظهر فقط في المشاهد (الكادرات)، إنما كذلك في حركة الأجساد والمسافات بينها وبين عين المتلقي/ة (الكاميرا)، وأبرز هذه الاحتكاكات هي مشاهد التصوير القريب للوجوه، وكذلك مشاهد العمل والبناء في البيت من الداخل، ما يدفعنا للتساؤل كمتلقين: إذا كان النظر إلى الشيء يجعلك جزءًا منه، أولاً يجعلنا كذلك جزءًا من الناظر؟ السارد (أنطوني) هاهنا؟ ألا يجعلنا هذا في موقف لا محايد، كيف لا والسينما في أساسها ليست فنًا محايدًا، هل ثمة حياد في الخيال؟!
 

في أحد مشاهد الفيلم يرسم أنطوني على بقايا دهان الجدار المتفسخ خريطةً للعالم، ليشرح لهذا العامل السوري العالم، في امتداد لسؤاله إياه إلى أين يريد أن يسافر، وهو سؤال أنطوني لنفسه، وكلاهما حبيس الجسد/البيت/لبنان، وفي نفس الوقت كلاهما حبيس المعاني المهزومة، فأنطوني حبيس النظرة “السلبية” له من المجتمع والأقارب، كما أوضح لعمه، والشاب السوري هو حبيس ظرفه السياسي والاقتصادي والاجتماعي باعتباره لاجئًا في لبنان، يدفعنا هذا الأمر إلى تأمل تساؤلين:

١- أيمكننا القول أن لجوء الشاب السوري  يتماهى في المقابل مع لجوء أنطوني في جسده وبيته؟ هل للسياسة جانب جسدي بالمعنى المباشر؟ كيف لا وكل نتاج السياسات الدولية والعالمية في منطقتنا يقع على جسد المواطن/ة العربي/ة قبل أي شيء؟ تقول جوديث باتلر: “لا جسد لا سياسة”، باعتبار الجسد هو أول تمظهرات المعنى والمعنى المضاد، والسياسة بالنهاية هي استراتيجيات إنتاج معنى!
 
٢- إذا جاز لنا اعتبار جدار البيت حيث رسم أنطوني خريطة العالم، هو مسامات الجسد الداخلي للبيت، كيف يبدو العالم من الوجه الداخلي لمسامات “جسد” أنطوني؟ ألا يضعنا السرد على هذه المسام، باعتبارنا متماهين معه بلا حياد في طرحه السردي؟

الأب وامتلاك الجسد والبيت والمعنى

في مشهد المقابلة مع الأب، تتبدى حدود الجسد والبيت، أو بلفظ أدق تتبدى حدود الداخل والخارج، وسلطات المعنى في الفصل بينهما، فالأب الغائب تقريباً كما يصفه أنطوني، ما إن عاد حتى رسم حدود هيمنته على الداخل والخارج من خلال حديثه عن مشروع أنطوني السينمائي عن العائلة والبيت، ونقاشهما عن الداخل والخارج، أو “البره والجوه”، لترسيم حدود الجسد والبيت معًا من خلال تمظهرهما في الفيلم، كفضاءات سردية.

وفي مشهد آخر للأب وهو يحدّث أنطوني بعد أن ذهبا إلى الأرجنتين، تتكثف رمزية البيت والجسد في تطابقهما، حيث يجلس الأب محدثًا ولده عن الشخصيات المختلفة بينهما عاموديًا (حجة كل منظومة هيمنة)، وخلفه عُلقت على الحائط الفاتر البياض مجموعة كبيرة من المفاتيح، وكأن سوريالية المشهد تتواطأ مع منظومة هيمنة الأب، باعتباره مالك مفاتيح الجسد والبيت.

وأمّا الأم وصوتها الحاضر برخامته كضابط لتداعيات المعنى في الفيلم وتوجيه السرد يحقق مقولة جورج باطاي:

“نحن نرغب في اختراق هذه الحدود مهما كان الثمن، ولكننا نريد أن نتخطاها وأن نحافظ عليها في الوقت نفسه”.
 

مساماتنا والحرب

لأجسادنا وجهان/جلدان، وجه/جلد على العالم الخارجي، في الـ”هناك” البعيد القريب، حيث يتماس “الآخر” مع سطحه، فنعرف به ذواتنا وحدودها، ووجه/جلد على ذواتنا يطل في الـ”هنا”، هو الوجه القريب للمسافة البعيدة التي تهجس فيها أرواحنا بما يضج فيها وبها، هي المسافة الرمزية للأنا، ففيها -مثلًا- يرتع “إسمنا” بما يحمل لنا من خارجنا إلى داخلنا والعكس، هناك تتراتب أسئلتنا الوجودية في مقاعدها بوجاهة طفل، وفوّهتها إلينا، وإن أخطأت إلى الـ”هناك”.

ينبثق هذا الحديث الحميم (بصريًا وسرديًا) في الفيلم بين الـ”هنا” والـ”هناك”، الداخل والخارج من حدود الجسد والمنزل، بكل خشخشته في الروح، ليعيد ترتيب الهواجس والمواجهات -والتي لا تُعد أسماؤنا إلا أولها- بين البري والمستأنس/المؤنسن فينا، (ومن هنا معنى وجود الكلب في الحيز الحميم للمنزل).

هذا الطرق بمطرقة “الإنساني” اللامعة، صراع الداخل والخارج، وإن كانت مرآويته جسدًا وبيتًا، إلا أنه يعري فينا مساماتٍ يخترقها النظر والمعنى والرمز والقلم والعين وليس السلاح والرصاصة فقط، مساماتٍ لمسافات نعرف أنفسنا ونتعرف إلى آخرنا فيها. ولعل هنا يمكننا رؤية كيف بات للحروب هذا النزق للسيطرة على الجسد، وبات الجسد فيها آلة حربية، تنفجر في الآخرين أو تعذب لحماية الأوطان أو تقدم قرابين آلهة، كل تلك الأنماط من إستهلاك وهندسة الجسد والبيت، تستمد معانيها من قناعات وديناميات تستبطنها الذات داخلها، تحت طبقة جلدها الداخلية، كإسمها وجنسها ولونها ودينها، ومن مسامها تطلقها لجلود الآخرين وأجسادهم.

قلق البيت من قلق الجسد، وقدرتنا كبشر على الابحار في الزمان والمكان، أثقلت كاهلنا بخفة هدمت حدود هوياتنا وأجسادنا وبيوتنا وانتماءتنا.

فجلودنا ليست محصنة، مسامنا لا نملك التحكم فيها متى أردنا -دائمًا على الأقل- بل مراتٍ تتواطأ ضدنا مع كل ما قد يود إختراقها لداخلنا، حاملًا رسائله ومعانيه، لتظل فكرة “كيف نخرج الآخرين من جلودنا؟” تحمل في طياتها إستبطانًا لسؤال أكثر واقعية : “كيف ندخل نحن إلى جلودنا؟”.

The post «مكان لرجل»… كيف يبدو العالم من/عن مسامات البيت/الجسد؟ appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
«ع شفير»… كيف لا نتخطى الفاجعة! https://rommanmag.com/archives/19484 Sat, 10 Nov 2018 10:05:04 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%b9-%d8%b4%d9%81%d9%8a%d8%b1-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d9%84%d8%a7-%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%b7%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%ac%d8%b9%d8%a9/ ضمن مهرجان "أصوات" للأفلام الكويريّة "كوز"

The post «ع شفير»… كيف لا نتخطى الفاجعة! appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>

سكان بيروت الذين اختبروا موجات الانفجارات يعرفون كيف يتنقلون بسرعة بين الأيام العادية والأيام التي تحصل فيها الفاجعة حيث العبوات المفخخة أو الانتحاريين. وسكان بيروت لديهم مرونة في المشاعر التي تعيد القدرة على التكيّف مع فكرة الموت الوشيك دائماً، بسرعة، وفي أن تستمر الحياة في نفس الوقت. ولكن ما الذي يحصل حين تمُسّنا الفاجعة وتأخذ منّا من نحب؟ كيف نتخطى الفاجعة بصورة فردية، ونتعافى منها مثل ما نتعافى منها بشكل جماعي، أي حين يسارع سكان بيروت إلى ملئها بأصواتهم وضجيجهم بعد هدوء وفراغ يلحق أي انفجار.

يضعنا مخرج فيلم “ع شفير” محمد صباح أمام هذا السؤال، كيف نعود إلى الحياة بعد ما يأخذ الانفجار منّا من نحب، وكيف نختبر موت من نحب، إن لم يكن هذا الحب متوافق عليه من قبل المجتمع؟

نلتقى بـ “عمر” في أول الفيلم وهو يركض نحو شيء ما، والذي يتابع أخبار بيروت مع كوارثها، يعرف تماماً أن الأصوات المرافقة لهذا المشهد مألوفة جداً: زمور سيارات الإسعاف وأصوات تحدّد كبر الفاجعة أو الانفجار. يدّعي عمر أنه يخضع الممثلين والممثلات إلى تجربة أداء، يقول إن هذه التجارب سوف تسعفه  لينتصر على الموت. لكن سرعان ما يتوضح للمشاهد أن هناك أمر ما غريب عن عمر، ويساعد الإيقاعُ البطيء في الربع الأول من الفيلم على فهم أن هناك ما يدعو للقلق، وأن عمر يختبئ وراء الكاميرا ليتعامل مع الموت، ولكن موت من؟ تتغير شخصية عمر في الفيلم، أو تتوضح أكثر كلما يلتقى بأحد الممثلين الذي يخضعهم لتجربة أداء، فالممثل الأول كان راقصاً وتفاعله مع عمر يؤدي إلى ردّات فعل عنيفة من قبل عمر، وذلك بصفته رمزاً أو تجسيداً لشخص آخر لا نعرف ما علاقته مع عمر إلا حين تظهر مي وتشاركه خسارتها لصديقها الذي غرق في البحر على متن إحدى مراكب الهجرة وذلك هرباً من بيروت، فيبوح عمر بخسارته لـ “وسيم” في انفجار وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت.

يعيش مي وعمر لحظات هشّة يحاول كل منهما استرجاع ذكرى الحبيب، لكن عمر لم يتخطّ الفاجعة، فيصبح مؤذياً ومُعنّفاً، كأن الألم هو الطريقة الوحيدة التي يعرف أن يتواصل بها مع الآخرين، إلى أن يلتقى بـ ” أنتوني” الناجي من انفجار من منطقة الاشرفية والذي تتسارع الأحداث بينهما، ويستطيع أنتوني التمرّد على الدور الذي كان يلعبه عمر مع الآخرين، فيستلم عنه زمام الأمور، ويساعد عمر على إخراج جميع عواطفه ويتصالح مع إنسانيته مجدداً ولكن من خلال ممارسة العنف والفعل العنيف كبابٍ واحد لخروج مشاعر عُمر الحقيقية إلى العلن.
 

يكشف الفيلمُ عدّة متسويات لتوترات ما بين المدينة نفسها والأموات ومن يشهدون على الفاجعة. فبيروت، تصبح مسرحاً للموت والخسارة، ولا يمكن إلا الرحيل عنها إلى مناطق أخرى كطريقة وحيدة للحداد والابتعاد عن الحالة التي يجد عمر نفسه فيها، وذلك بعكس مي التي تتكيف مع الخسارة من خلال التعامل مع المدينة كأرشيف حيّ للحب التي اختبرته، فيصبح البحر مكاناً لا يذكّرها فقط بالموت، بل تستعمله لتتذكر غياب صديقها، يمكن لها أن تُحيي غيابه، ففاجعتها تصلح في أن تكون علنية ومقبولة، ولكن كيف يمكن لعمر أن يمارس كل طقوس الحداد والخسارة لرغبة لا مكان لها، لحب لا يمكن للمدينة أن تقبل به، ولا مكان له في الروايات التي تُحكى عن الأموات فيما بعد. فتبقى بيروت بالنسبة لعمر مسرحاً للجريمة، ولكن عزلته عنها لا تعطيه ما يريد أيضاً، في حبه المثليّ فُرض على عمر الهامش ويبدو كأنه يحاول وضع بيروت وما حصل فيها في نفس الموقع.

ماذا نفعل حين يفنى جسد نرغب به؟ ماذا نفعل بكل هذه الرغبة وهل تستمر، أم أن ما يستمر هو الشوق لها؟ في محطة هامة في الفيلم، يطرح المخرج سؤال الرغبة والجسد، بعد وقت على مضي الفيلم، نتأكد أن عمر مثليّ، ولكن نعيد الشك في مثليته حين تتطور اللحظات الحميمية مع “مي”، فهل يرغب بها؟ وهل ترغب به؟ أم الإثنان يبحثان عن تلك اللمسة الأخيرة مع من فقدوا؟ يدفعهم شوق قد لا ينطفئ. وماذا إن توقف عمر عن مثليته؟ فماذا يصبح؟ وما سيحلّ بمشاعره؟ لا يمكن فصل الألم الذي يختبره عمر والحداد الذي يتخبط به عن هويته الجنسية وعن رغبته وعن جنسه. فمثلاً يحاول أن يعتدي على مي، يتحول من مثلي مفجوع، إلى معتدٍ، فلا ينجح ويتوقف حين تبادله مي العنف. فهل عمر أسير رجولته السامة؟ الرجولة التي، حرفياً ورمزياً طوال الفيلم، لا تستطيع أن تتواصل مع أبسط المشاعر إلا بممارسة العنف على شخص آخر. يرتاح عمر أخيراً بنقل ألمه إلى شخص آخر، فيبدأ بالحداد ولكن العنف لم ينته.
 

The post «ع شفير»… كيف لا نتخطى الفاجعة! appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
«الرجال فقط عند الدفن»… الموت في سبيل النهوض https://rommanmag.com/archives/19483 Fri, 09 Nov 2018 10:07:57 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d9%84-%d9%81%d9%82%d8%b7-%d8%b9%d9%86%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%81%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%aa-%d9%81%d9%8a-%d8%b3%d8%a8%d9%8a%d9%84-%d8%a7/ ضمن مهرجان "أصوات" للأفلام الكويريّة "كوز"

The post «الرجال فقط عند الدفن»… الموت في سبيل النهوض appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>

“فقط الرجال عند الدفن” (2016) هو العنوان الذي منحه المخرج الإماراتي عبدالله الكعبي لفيلمه الروائي الأول. ومع أن للعنوان أساس وقائعي، إلا أنه مفعم بالرمزية والشعرية بحيث يمتدان لينالا حصة كبيرة في السينوغرافيا واللغة السينمائية المعتمدتان في الفيلم.

تتلقى “غنيمة” مكالمة بحيث يُطلب منها المجيء فوراً إلى بيت أمها “فاهمه” المكفوفة، والتي تقرر أنه لم يعد بإمكانها كتمان سر ما، بحيث تطلب الإفشاء عنه بحضور الإبنة وزوجها “جابر”. ولكن يفضي القدر إلى مصير تموت فيه الأم دون الإفشاء بالسر. تُدفن الأم، ثم تنهض الأسرار. تتوإلى انكشاف الأسرار مع كل زائر/ة معزيّة تدخل بيت الأم وعائلتها، ليكون ذلك تقنية يعتمدها المخرج في تقديم شخصياته وحيواتهن إلى المشاهدين/ات.

يضطر جابر، بصفته “الرجل” الوحيد في العائلة، تولي تدابير دفن فاهمه، بحيث تفتتح ظروف موتها الغريبة والضبابية، جملة من الأسئلة تحاول شخصيات الفيلم الإجابة عنها والتملص منها في الوقت ذاته. هل ماتت فاهمه بسبب سقوطها عن سطح المنزل على إثر الإصابة بالعمى؟ أم كان لجابر ضلع في إتمام مسألة موتها؟ ألم نشهد لحظة فيها تسطع أضواء سيارة جابر وبعدها دوي اصطدام؟ ومع ذلك، يطلب الفيلم من مشاهده أن يعيش مفارقة، ولو لفترة وجيزة -أن يعرف، ويجهل في اللحظة ذاتها، فيعيش المشاهد بصورة تشبه الحالة التي تعيشها الشخصيات- بين التذكر والنسيان (السر، “الأسرار”). نلمس توتراً مستمراً بين الطبقات المختلفة في الفيلم، فهل الأمور هي مثلما تبدو أم أن هناك ما هو أبعد من ذلك؟

عارفة، هي شخصية مركزية في الفيلم، وبالرغم من ذلك لم يتم التعريف عنها. هي تسكن المنزل مع فاهمة وزوجها منذ أن كان الأخير على قيد الحياة، لكننا لا نعرف من تكون عارفة هذه بالنسبة للأم وبناتها، وهذا مقصود بالطبع، فالخفي والمسكوت عنه في عالم الفيلم (Diegesis) يطال أيضاً العلاقة التي تجمع المشاهد بالشخصيات. عارفة، تعرف. وهذا ما يسعى المخرج/المصور قوله في اللقطات التي تلتفت عارفة، وتميل رأسها نحو الكاميرا في زاوية موازية تماماً للقطات البومة “الي أكثر تشوف فظلام الليل” والتي تظهر بصفة رمزية/مجازية في الفيلم. بحيث تتجلى عارفة في البومة والبومة في عارفة. عارفة فقط تعرف أسرار الشخصيات الأخريات، بينما هن يدركن الأشياء بصورة جزئية أو لا يدركنها على الإطلاق، فتنكشف بعضها مع سير الأحداث، باستثناء “سر” عارفة، فهي وسرّها يظلان في منطقة اللغز.
 

بعد دفن الأم، وفي اليوم الأول، تعلن غنيمة عن قرارها مغادرة أجواء الفقد والعودة إلى حياتها اليومية، ولكن تعترض طريقها امرأة، سرعان ما يتضح بأنها أختها البكر، عائشة، التي هربت من المنزل لتتزوج من شاب اعترض عليه الأب، فكان عقابها القطيعة وحتى التهديد بالقتل. بين الأختين علاقة مشحونة تطغى فيها ديناميكية تقوم على ثنائية “الضحية والمذنبة“، كما يمكن اجتثاث ذلك من الدلالات الناتجة عن الأسماء المختارة. غنيمة تلوم عائشة وأفعالها على زواجها القسري من جابر. تتناول غنيمة حبوباً مهدّئة وصفها لها الطبيب، ولكن سبب تعاطيها لتلك الحبوب يظل سؤالا مفتوحا للتأويل. إلى جانب ذلك، باستطاعة المشاهد تلمّس السمات والجوانب القاسية والمجمّدة في غنيمة، ويمكن رصدها من خلال معاملتها لجابر وأختها عائشة وصعوبتها بتقبّل جوانبهم الحيّة، النابضة والمتمردة. من هنا، ربّما يمكن تفسير الأدوية بوصفها حبوباً “تهدّئ” وتُسكِت دواخلها المتمرّدة، التوّاقة لأن تنبثق وتنفجر. فتعكس شخصية معينة لشخصية أخرى في الفيلم القمع والظلم الذين تتكبده، كما يمكن فهم المرآة الحاضرة في بعض المشاهد على أنها مصطلح صوريّ يرمي إلى تعزيز هذه الجزئية.

يشير عنوان الفيلم “الرجال فقط عند الدفن” إلى أن القمع الأساسي الذي تعاني منه شخصيات الفيلم هو القمع الجندري وربما الجنسي أيضاً. يدخل زوج فاهمه إلى المنزل كي يخبرها عن إصابته بالمرض، وقراره بعدم الانتقال إلى بغداد، في حين تكون عارفه وفاهمه منهمكتان في مشهد تعزف وتغني فيه فاهمه لعايشة، بينما ترتدي عايشة الدشداشة وثوب الرجال. فعندما تتنبهان إليه، تكفّان عن ذلك. ننكشف إلى مشهد آخر يحضر فيه ما يسمّى بالـ crossdressing، وهو بأقصى التبسيط، مصطلح يُطلق حين يرتدي “الرجال” ملابس “النساء” و”النساء” ملابس “الرجال”. يقوم جابر في التزين والتبرّج أمام فاهمه معتقداً لحظتها بعجزها عن رؤيته. لست متأكدة فيما إذا كان من وراء ”الكروسدريسنغ“ إشارة إلى الميول/الهوية المثليّة التي تحملها الشخصيات (جابر، فاهمه وعارفه)، وإن كان هذا القصد، فبرأيي الربط فيما بين الأمرين غير موفّق. أميل إلى الاعتقاد بأن ”لعبة“ ”الكروسدريسينغ“ بعامة توفّر رقعة فيها قدر ما من إمكانية للتحرر، وربما للانعتاق من الأدوار الجندرية الجامدة، وليس للميول المثلية علاقة بها بالضرورة. وتباعاً، هناك إمكانية لقراءة ترى في هذه المشاهد سعي الشخصيات في التنفيس عن القمع الجندري وفي ذات الوقت التعبير عنه وإبرازه. فالهويات الجندرية كما نعرفها، وفي كل أحوالها، ورطة. وفي عودة إلى سياق الفيلم، نتعلّم عن القمع مع اكتشاف الأسرار- فمثلاً، نكتشف بأن فاهمه كانت تكتب الشعر، وكفّت عنه بعد تدخل والدها. وبأن علاقة حب مثلية كانت تجمعها بخلود، طبيبة الأب/الزوج، وانقطعت. وبأنها لم تكن عمياء، وإنما فقط تظاهرت بذلك. فهي تظاهرت بالعمى كي لا تشهد القمع، ولكن ذلك لم يعنِ اختفاءه. ربما عبر هذه الحيلة، استطاعت فاهمه ولو قليلاً تجاهل القمع أو حتى تجاوزه، فالعمى منحها إمكانية وإن كانت مؤقته، بأن لا تكون شريكة في القمع، فلم ترفض عودة عايشة للمنزل، بحجة أنها لم تعرف/ترَ أنها عايشة، بسبب/بفضل التظاهر بالعمى.

إذن، لنسأل السؤال مجدداً. من حضر الدفن؟ أي من قام بالدفن؟ من قام بالطمس؟ بالقمع. بالكبت. من أو ما المسؤول. “الرجال”، كما يقترح الفيلم؟ بمفهوم الدور الاجتماعي الجامد المخصص لهم، المتولد عن أو المولّد للذكورية والسلطوية الأبوية؟ ومن أو ما الذي دُفن في النهاية؟

نهاية، سأشير إلى بعض النقاط الشائكة والضعيفة في الفيلم، فقد رأينا جابر، في سيارته، يغادر منزل الأم، ثم شهدنا استعداد غنيمة للمغادرة، ثم استعداد عارفة. لكن ما الذي حل بعايشة؟ هل كان هذا مقصوداً أم أنه ضعف في الكتابة؟ وبخصوص الكتابة، بنظري، كان على المخرج بذل المزيد من الجهد في التحرير. فهناك الكثير من الإفراط على مستوى النص. لنأخذ البومة مثالاً، جميعنا يعرف أنها ترى في الليل، ولقد ظهرت مرات كافية كي نفهم أنها تشكّل مصطلحاً بصريّاً كجزء من اللغة السينمائية المعتمدة، لماذا إذن كانت هناك حاجة في توضيح وظيفتها في حوار الشخصيات؟ فقد أحدث السعي الجدي في الاتكاء على اللغة البصرية وقوعاً ثقيلاً في النص والحوارات الدائرة فيه. كما أن هناك إفراط دلاليّ في تسمية الشخصيات. وبسبب هذا الفائض، بدا أن الفيلم يذهب أحياناً باتجاه الميلودراما رغم عدم كون ذلك بيت القصيد. في الفيلم تكمن موهبة مميزة، وإن بدت اليد الصانعة مرتجفة أحياناً.

The post «الرجال فقط عند الدفن»… الموت في سبيل النهوض appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
مهرجان أصوات للأفلام الكويريّة “كوز” انطلق أمس من حيفا https://rommanmag.com/archives/19482 Fri, 09 Nov 2018 09:33:08 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d9%85%d9%87%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d9%86-%d8%a3%d8%b5%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d9%84%d8%a3%d9%81%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%8a%d8%b1%d9%8a%d9%91%d8%a9-%d9%83%d9%88%d8%b2-%d8%a7%d9%86/ انطلقت مساء أمس الخميس، فعّاليات مهرجان أصوات للأفلام الكويرية “كوز”  في دورته الثالثة في مسرح خشبة، بمشاركة أكثر من  12 فيلـماً دوليًا عربيًا ومحليًا. ويشمل المهرجان الذي تنظمه مؤسسة ”أصوات“ (المركز النسوي الفلسطيني للحريات الجنسية والجندرية)، بحسب القائمين عليه، أفلامًا طويلة روائية ووثائقية وأخرى قصيرة. وسوف تعقد فعاليات المهرجان في أربع مساحات ثقافية تشمل مسرح […]

The post مهرجان أصوات للأفلام الكويريّة “كوز” انطلق أمس من حيفا appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>

انطلقت مساء أمس الخميس، فعّاليات مهرجان أصوات للأفلام الكويرية “كوز”  في دورته الثالثة في مسرح خشبة، بمشاركة أكثر من  12 فيلـماً دوليًا عربيًا ومحليًا.

ويشمل المهرجان الذي تنظمه مؤسسة ”أصوات“ (المركز النسوي الفلسطيني للحريات الجنسية والجندرية)، بحسب القائمين عليه، أفلامًا طويلة روائية ووثائقية وأخرى قصيرة. وسوف تعقد فعاليات المهرجان في أربع مساحات ثقافية تشمل مسرح خشبة، ومساحة والمنجم والسين.

وافتتح مهرجان كوز هذا العام بفيلم “الرجال فقط يحضرون الدفن” في عرضه الأول في البلاد، للمخرج الإماراتي عبدالله الكعيبي، وهو يتحدث عن أم عمياء، في فترة ما بعد انتهاء الحرب العراقية عام 1988، تريد أن تكشف لابنتها عن سر دفين، ولكنها تلقى حتفها قبل أن تتمكن من ذلك. 

وتتعرف البنات على حياة وتاريخ أمهن من خلال الزوار المتوافدين لتعزيتهم بوفاتها. وفي زحمة انشغال الجميع في كشف النقاب عن السر، تطرق بابهن امرأة تهز كيان البنتين عند اكتشافهما أن الذي جمع بينها وبين أمهن كان أكثر من صداقة. بل العشق أيضا. 

ويقول القائمون على المهرجان، إنه تم اختيار هذا الفيلم تحديدًا، لإبراز الأفلام العربية في هذه الدورة وأهميتها، بحيث أنها “المرّة الأولى التي يستضيف  المهرجان أفلاماً عربية ومحلية، من لبنان والعراق والإمارات المتحدة، إلى جانب الأفلام الأجنبية، من البرازيل وبولندا والولايات المتحدة، تعالج الطرائق التي شكّلت فيها السياسة، العلاج، القانون، والدين، خطاباتها حول الجندر والهويات الجنسيّة” لتسليط الضوء على القواسم المشتركة بين هذه النضالات، والعثور على طريقة يتعلم فيها بعضنا من تجارب البعض الآخر.
 

في هذا السياق، أكدت مديرة جمعية “أصوات”، غدير شافعي في كلمتها بالافتتاح، أن مهرجان “كوز” “هو حدث سنوي هام وأساسي يضاف للنشاطات الثقافية، يعمل على استقطاب أفلام عربية لبناء التضامن والتعاون بين النضالات الإقليميّة من أجل إحقاق الحقوق الجنسيّة والجسديّة، وأضافت أن المهرجان يجلب إلى الصّدارة فنًا بديلًا جديدًا تمّت موضعته في الهامش وهو مساحة لتقديم أفلام فلسطينية وعربية وعالمية، إذ ينظر “كوز” إلى السينما باعتبارها أداةً هامّةً للتّعبير عن الذّات والسرد، ويطمح إلى إلهام صانعي الأفلام الفلسطينيين والعرب والكويريين لإنتاج أفلامٍ تعكس التجارب الفريدة للكويريين الفلسطينيين والعرب.

إضافة الى ذلك، أشارت المديرة التنفيذية لجمعية ”أصوات“، إلى أن المؤسسة تحرص بشكل دؤوب على إقامة هذه الفعالية السنوية كونها تشكل قيمة إضافية ونوعية للحيز الثقافي المحلي عامةً والكويري خاصة إيمانا منها على أهمية مساهمة السينما في تشكيل الوعي السياسي والإجتماعي. كما ويؤمن “كوز” بأنّ السينما، التي بإمكانها تجاوز المحرّمات الاجتماعيّة والحدود الماديّة، تملك القدرة على عكس الواقع وتخيّل مستقبلٍ بديل.

وينظم “كوز” هذا العام بميزانية متواضعة ومستقلة تعتمد على رعايات وشراكات محلية. إذ نظم المهرجان بالشراكة مع أماكن عرض محلية منها مسرح خشبة ومساحة والمنجم والسين وكباريت وبدعم من مقهى إليكا وخبير التجميل هاني عاردات.

إلى جانب الفيلم الافتتاحي، تخلل افتتاح المهرجان، عرض دراج جديد بعرافة وضيافة الياس وكيم “مدام طيوش” وتصميم الراقص أيمن صفية.

ومن بين الأفلام البارزة المشاركة هذا العام فيلم “الرجال فقط يحضرون الدفن” للمخرج الإماراتي عبدالله الكعيبي، والذي حاز على أفضل فيلم روائي في مهرجان دبي عام 2016، كذلك الفليلم الوثائقي اللبناني “غرفة للرجل” للمخرج أنتوني تشايداك الحائز على أفضل فيلم في المهرجان الدولي للأفلام الوثائقية في مونتريال، عام 2017. والفيلم الوثائقي الأمريكي ” ميجور” للمخرجة أناليز أوفيليان الحائز على أكثر من عشرة جوائز عالمية. بالإضافة إلى مجموعة من الأفلام الروائية والوثائقية والقصيرة من دول عدة منها: فلسطين والعراق والبرازبل وبولندا.

من الجدير ذكره أن المهرجان سيستمر على مدار ثلاثة أيام، ما بين 8-10 نوڤمبر 2018، في كل من مسرح خشبة ومساحة والسين والمنجم في مدينة حيفا. وتحث “جمعية أصوات” الجمهور على متابعة برامج وفعاليات مهرجان “كوز” للأفلام الكويرية، من خلال زيارة موقعها الإلكتروني ومن خلال صفحات المهرجان على مواقع التّواصل الاجتماعي “فيسبوك“، و”إنستغرام
 

The post مهرجان أصوات للأفلام الكويريّة “كوز” انطلق أمس من حيفا appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
مهرجان “أصوات” للأفلام الكويريّة “كوز” ينطلق الاسبوع القادم… https://rommanmag.com/archives/19476 Sat, 03 Nov 2018 08:19:49 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d9%85%d9%87%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d9%86-%d8%a3%d8%b5%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d9%84%d8%a3%d9%81%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%8a%d8%b1%d9%8a%d9%91%d8%a9-%d9%83%d9%88%d8%b2-%d9%8a/ أصدرت “جمعية أصوات” فلسطين، القائمة على مهرجان “كوز”  للأفلام الكويرية، بياناً، اليوم، قالت فيه أنّها بدأت بالتحضير لانطلاقة دورة المهرجان الثالثة، التي ستنطلق الأسبوع القادم. وذكرت في بيانها أن مهرجان “كوز” يندرج تحت برنامج جمعيّة أصوات –  المقاومة، الفن والتغيير الاجتماعي، وهو البرنامج الذي يشكّل منصّة للناشطيّن، وتُنظّم من خلاله معارض للفنّانات/ين الكويريين الصاعدين، ويستضيف […]

The post مهرجان “أصوات” للأفلام الكويريّة “كوز” ينطلق الاسبوع القادم… appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
أصدرت “جمعية أصوات” فلسطين، القائمة على مهرجان “كوز”  للأفلام الكويرية، بياناً، اليوم، قالت فيه أنّها بدأت بالتحضير لانطلاقة دورة المهرجان الثالثة، التي ستنطلق الأسبوع القادم. وذكرت في بيانها أن مهرجان “كوز” يندرج تحت برنامج جمعيّة أصوات –  المقاومة، الفن والتغيير الاجتماعي، وهو البرنامج الذي يشكّل منصّة للناشطيّن، وتُنظّم من خلاله معارض للفنّانات/ين الكويريين الصاعدين، ويستضيف منتديات نقاشيّة مفتوحة حول مسائل الجنسانيّة، الميول الجنسي، والهويّة الجندريّة في السياق الاجتماعيّ- الاقتصاديّ- السياسي الفلسطينيّ.

وأعلنت “جمعية أصوات” في البيان، أنه “من المخطط أن تشهد الدورة المقبلة نقلة نوعية إذ ستُعرض في المهرجان، على مدار ثلاثة أيام، أعمالٌ محليّة، إقليميّة، ودوليّة، تعالج مسائل الجنسانيّة، الميول الجنسيّ، والهويّة الجندريّة، وتُظهر التقاطعات الكامنة بين نضال أفراد مجتمع الميم، كما يستضيف المهرجان متحدثين خبراء وينظم ورشات تفاعليّة وحوارات مع فنّانين/ات في صناعة السينما، بغرض إشراك الجمهور، واستكمال برنامج الأفلام.

وأضافت أنها “المرّة الأولى التي تستضيف أفلام عربية ومحلية، من لبنان والعراق والإمارات المتحدة، إلى جانب الأفلام الأجنبية، من البرازيل وبولندا والولايات المتحدة، تعالج الطرائق التي شكّلت فيها السياسة، العلاج، القانون، والدين، خطاباتها حول الجندر والهويات الجنسيّة”.

وصرّحت المديرة الفنية للمهرجان، حنان وكيم، في البيان، أنه “منذ البداية حرصنا على استقطاب أفلام عربية لبناء التضامن والتعاون بين النضالات الإقليميّة من أجل إحقاق الحقوق الجنسيّة والجسديّة، وأضافت أن المهرجان يجلب إلى الصّدارة فنًا بديلًا جديدًا تمّت موضعته في الهامش، إذ ينظر “كوز” إلى السينما باعتبارها أداةً هامّةً للتّعبير عن الذّات والسرد، ويطمح إلى إلهام صانعي الأفلام الفلسطينيين والكويريين لإنتاج أفلامٍ تعكس التجارب الفريدة للكويريين الفلسطينيين والعرب. كما ويؤمن “كوز” بأنّ السينما، التي بإمكانها تجاوز المحرّمات الاجتماعيّة والحدود الماديّة، تملك القدرة على عكس الواقع وتخيّل مستقبلٍ بديل.

كما وأكدت مديرة المهرجان في البيان، أنه “في  ظل إسقاطات الاحتلال، الاستعمار،الأبارتهايد، والفصل الجغرافي بين الفلسطيّنيين، يطرح “كوز” بديلًا لسياسات وممارسات “الغسيل الورديّ” الإسرائيليّة، والتابوهات الفلسطينيّة فيما يتعلق بالحرّيات والحقوق الجنسيّة، ويؤكد على دور مقاومة الحركة الكويريّة الفلسطينيّة في نضالها من أجل الحريّة الجنسيّة والتحرّر الوطنيّ”.

من الجدير ذكره أنه سيتم إطلاق الإصدارة الثالثة من “كوز”، كما جاء في البيان، ما بين 8-10 من الشهر الحالي تشرين ثاني/ نوڤمبر 2018، في كل من مسرح خشبة ومساحة والسين والمنجم في مدينة حيفا. وسيسلط، المهرجان، الضوء هذا العام على عيون وأصوات النساء وأفراد مجتمع الميم الموجودين في مواقع مختلفة، والمتحدّرين من خلفيات متنوّعة وعلى القواسم المشتركة بين هذه النضالات، بهدف العثور على طريقة يتعلم فيها بعضنا من تجارب البعض الآخر.

وتحث “جمعية أصوات” الجمهور على متابعة برامج وفعاليات مهرجان “كوز” للأفلام الكويرية، من خلال زيارة موقعها الإلكتروني ومن خلال صفحات المهرجان على مواقع التّواصل الاجتماعي فيسبوك، وإنستغرام.

The post مهرجان “أصوات” للأفلام الكويريّة “كوز” ينطلق الاسبوع القادم… appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>