ناقد سينمائي من لبنان
ولكونها الأصدق في التعبير عن حالةٍ شعبية، وفي التأثير في حالةٍ شعبية في آن واحد، لأنها تعتمد مفرداتٍ "سهلة"، مُلحّنة ومُغنّاة، تُصيب "العصب الإيمانيّ" -في السياسة والاجتماع والدين والعائلة والتربية والسلوك- لدى شريحة واسعة من المريدين.
المفارقة الجميلة كامنة في أن "المُسافر"، نصاً ومعالجة، يبتعد عن كل سجال فكريّ أو ثقافي أو سوسيولوجي أو سيكولوجيّ، لانهماكه الإبداعي في مقاربة أحوال فرد مُقيم في قلقه ومخاوفه وارتباكاته وآلامه الخاصّة،
فلـ "أمور شخصية" كيان خاص، ينكشف في تنقيبٍ سينمائي ـ متين البنية الدرامية والسردية والأدائية والفنية ـ عن أمورٍ تُصيب كثيرين، لكنها تتحوّل مع مهى الحاج إلى عنوانٍ لبداية سينمائية صائبة وجميلة وممتعة.
أفلامٌ تغوص في أعماق الانفعال الذاتي ـ الفردي، وفي متاهات العلاقات الإنسانية المرتبكة والملتبسة، وفي أروقة الروح وتشعّبات أسئلتها المتعلّقة بالانتماء والهوية والعلاقة بالآخر.