ككلِ قصةٍ نبدأُ نبيذاً عن أرض تفقد النبيذ
تصارع اثنان أو أكثر ليصنعوا جنةً
دون أن يروا الجنة الواقفين فيها
عدماً بدأوا مضاجعة..
كلٌ على حدى وبطريقته
صراعٌ، خواءٌ، فجيعةٌ
مرسومة بموسيقا
الكلُ عازفٌ
الأخوة عازفون بطريقة مدويةٍ
الكل موسيقا
وحده العازف وحيداً يقف منتصباً ككمنجة ويأس نرجسْ
وحده القائل في فضائه
أنا المكانُ الجنةُ الدوارُ النبيذُ
الأرضُ النهدُ ونبي المكان الوحيد..
عمداً يقف الجميع مستنكراً متنكراً
ينظرون
ينظرون العزف ولا يسمعون
الكمنجة تلهي النرجس عن يأسه
صراع الأخوة دائر رغم موسيقا الجميع
كلٌ يعزف لحنه، فطرة، دون أن يدري
متصارعون متناغمون متناقضون
بأسبابِ الحياةْ
لقمة العمر، لحظة الكهرباء وآثار الطحين
والوحيد وحده منتصباً كنبيٍ بآلته يعزف الجميع
لا دمعةً في عينه ولا شاهداً
يرسمُ رواية الكُلِ في الكل ْ
يدنو من اللاشيء يصنع نفسه من أشلاء المَشاهِدِ
والجنةُ المتحاورُ عليها بالقذائف والبطولات
تسأل:
أين حواء؟ عزف التفاحة وهروب الوطن في الوطن...
....
المشهد على اشتدادٍ، بكلهِ
الموسيقا تتألق نرجساً يبتسم
الجميع لا يفهم
خوفٌ، خبزٌ، حبٌ ناقصٌ
عصافير بلا مناقيرْ، تبكي جنةً لم تمتّْ ولن تعود
والواقف وحده مازال ينقح المكان بكمنجته
يحاور اللاوقت صامتاً
يحاور الجميع صامتاً إلا من الأوتار
تأتي شظيةٌ عابثةٌ، تريح وتراً
ليس رمادياً هذا العضال الموسيقي
يكملُ بأبهى من حديقةٍ وقرآنٍ وبسمة قتيلْ
كأنما بداية الانهيار بدايةٌ
الشظايا تحصدُ العازفين الصامتين
الاخوة يعتقلون الأخوة موتاً
الجنة لم تعدْ كما كانت قبل الاخوة
النرجسة تبتسم لبقية الأوتار
الكلُ حائرٌ رغم الكلْ
الوحيدُ العازفُ يتوسط الأمكنة
كما الحقيقة
لم يتعب بعدْ
يترجمُ المكانْ
يراوغُ بكمنجته
يؤرّخُ الكليّْ
المكان يمضغ نفسه واللاشيءْ يتشكلْ
شظيةٌ... تقطع ظلَ العازفِ
يقعُ المكانُ والكلُ صمتاً
والوحيدُ العازفُ يقع في الربْ
لكنَ الكمنجةَ لم تحزنْ
تكمل العزف وحيدةً،
ترتب يأس النرجسِ،
وتكمل أدوار الحرب...