حبذا لو ينفصل النشر عن التوزيع فتُرفع احترافيّة إخراج الكتاب وتحريره. وأيضًا أن تزداد أعداد المكتبات المستقلّة المُخصّصة لبيع الكتب، ويذهب هؤلاء إلى وسائل التسويق الحديثة وعدم الاكتفاء بمعارض الكتاب الدوليّة، فتعود ثقة دلّال الكتب الحظيري وابن شاكر الكُتُبي التي دفعتهما للهجرة من قريتهما للعمل في إنتاج وبيع هذه السلعة.
اكتشف صلاح الدين أبو عبد الله محمد بن شاكر بن أحمد بن عبد الرحمن بن شاكر بن هارون بن شاكر بأنَّ لديه خطًّا جميلًا. وعلى ما يبدو فإنَّ هذا الداراني الدمشقي كان فقيرًا فقرًا شديدًا وقت ما اكتشف ذلك، فعمل بالوِراقة والنسخ وبيع الكتب وقد كانت هذه المهنة، رغم كلّ دروسه التي أخذها، هي أكثر ما ساعدته على التحصيل الثقافيّ فغدا مؤلّفًا كَتَبَ كُتُبًا في التاريخ.
سُميّ صلاح الدين بابن شاكر، ربما لكثرة ما ورد هذا الاسم بسلسلة نسبه، لكنّه عُرِفَ بابن شاكر الكُتُبيّ. أن يكون هذا الرجل معروفًا باسم الكتبيّ لأنّه ألّف بعد عمله بالوِراقة أمرٌ قد يبدو بديهيًّا، لكنَّ الواقع لا يمت لهذه الحقيقة بصلة. فخلافًا لمشاهير الورّاقين- المؤلّفين كأبي حيّان التوحيدي وياقوت الحمويّ، نُسِبَت كلمة الكُتبيّ إليه لأنّه، وحسب يوسف عيد في المجلّد الثامن في ’موسوعة الحضارة العربية‘، قد "اتجر بالكتب وجمع مالًا كثيرًا".
إنَّ جمع الأموال من تجارة الكتب فكرة تُغري كلَّ مُحبّ للكتب، لقد انتقل هذا الرجل من داريّا إلى دمشق في عهد المماليك البحرية للاتجار بالكتب. قبله بمئة عام، خلال العهد السلجوقي، قام الشاعر والأديب أبو المعالي الحظيري بالهجرة من قريته الحظيرة شمال بغداد ليعمل في بغداد ورّاقًا فغدا معروفًا بدلّال الكتب الحظيري.
أن يُهاجر شخصٌ ما من بقعة إلى أُخرى بهدف الاتجار بالكتب و"جَمْعِ المال الكثير" أمرٌ لا نفكّر بحدوثه حتى. بل حتى فكرة جمع الثلاثي معًا في مُعادلة واحدة (الهجرة، تجارة الكتب، المال الكثير) لا تتّفق. قد يُهاجر المرء لجمع هدفين منهما غير متوقّعٍ أن يظفر بالثالث أيضًا.
لكن بعد هذا التعجُّب الابتدائي بقراءة مقتطفٍ عن حياة ابن شاكر الكُتُبيّ يأتي السؤال التأمُّليّ: كيف يرتبط لقبُ الكُتُبيّ بتاجر الكُتُب وليس بكاتبها أو قارئها؟ أليس الكاتب كُتُبيًّا أيضًا؟ وهل القارئ محرومٌ من كُتُبيّته لأنّه يقع على الطرف النهائي والمُستهدف من "الكُتُبيّة"؟ يبدو أنَّ أبا حيّان بعدما عُرِفَ بأديب الفلاسفة وفيلسوف الأُدباء لم يعد كُتُبيًّا. لم تعد تُلازمه هذه اللازمة. وكأنَّ عمله بالكتب انتهى مع عدم ذيوع شهرته كورّاق، كابن شاكر الذي قيل عنه بأنّه كان حَسَنَ المُعاملة إلى جانب كونه خَطّاطًا بارعًا.
الكتاب بضاعةٌ إذن، يمكن استبدالها بأُخرى والعمل بها وكسب المال. لقد وفّرت المطبعة على الناسخ ساعات الإرهاق لكنّها لم تمنحه دائمًا الراحة من حاجته لقراءة المخطوط بسبب عملية صفّ الحروف التي صاحبت المطابع اليدوية الأولى. لكن هل هذه القراءة ما زالت جزءًا من حياة تاجر الكتب؟
المطبعة لم تختلف بعملها مبدأيًّا عن عمل النسّاخ حتى تمأسَّسَ الكتاب في المؤسسة المعروفة بدار النشر. وهي تلك المؤسّسة التي تتبنّى مخطوطًا من كاتبٍ فتتكفّل بكلّ مراحل تحويله إلى الكتاب السلعة الذي يشتريه القارئ (والذي بدوره قد يكون كاتبًا). وطباعة الكتب الحديثة لا تستلزم من الطابعين قراءتها. نعم، الكتاب قبل أن يكون رحلةً مميّزة للقارئ هي رحلة مضنية لكاتبٍ كَتَبَه ظانًّا أنّه يسعى لإرضاء القارئ الباحث عن الرحلة لكنّه اصطدم بناشر يريد أن يُقيّم كتابه كسلعة في سوق.
الناشر بالعادة يتعامل مع نوعين من التُّجار. إمّا أنّه يوظّف شركات التوزيع لتبيعه لتُجّار الجملة ومتاجر بيع الكتب أو يتعامل أحيانًا مع تاجر الجملة مباشرةً والذين يوصلون "البضائع" للمكتبات التي هي النقطة الأساسيّة لوصول القارئ إلى الكتاب.
العالم العربي ليس فيه تُجّار جملة يُتاجرون بالكتب فهم أقلُّ تفاؤلًا من ابن شاكر الكتبي بشأن هذه الصناعة، كما أنَّ تُجّار الجملة، إن وُجِدوا، سوف يتعاملون مع المكتبات المستقلّة والتي هي شبه مفقودة أيضًا، لأنّ منطق سوق الورّاقين لم يختلف كثيرًا، فكلُّ ناشر لديه معرضه الخاص ومنهم من يبيع في مكتبته كُتُبًا منشورةً في دولٍ عربية أُخرى فيغدو أكثر تركيزًا على التوزيع من النشر وإتقانه.
ماذا سيكون موقف ابن شاكر، الذي كسب ثروته من شدّة إتقانه الخطَّ العربي، من الإخراج الهزيل للكتب العربية المُعاصرة بسبب تركيز دور النشر على مهنة هي بالأصل ليست لهم؛ أي التوزيع؟
الناشر يقوم بالتوزيع بنفسه، وهنا لا يعود النشر (تحويل المخطوط إلى كتاب مطبوع) بالأمر الأساسيّ بل ثانويًّا إلى أبعد الحدود. دور النشر العربية تفخر بمقدرتها على التوزيع في حين أنّهم يعتمدون على مدقّقين لغويين ميكانيكيين ومصمّمين مكرّرين لأنفسهم، قافزين عن عملية التحرير، يعملون بشكلٍ مستقل وحر وربما بأجور متواضعة.
دور النشر تسعى لصناعة البضاعة بأقلّ التكاليف وتفخر بقدرتها على البيع فحتى مُدراء وأصحابُ الدور يقفزون من معرض كتابٍ إلى آخر بهدف بيع الكتب المليئة بالأخطاء. دور النشر هي الناشر والموزّع والمتجر، بسبب شح المكتبات. وعندما تواجه ناشرًا بهذا يتحجّجون جميعهم بأنّها صنعة خاسرة تستهدف ذائقة عامّة سيئة. ألستم أنتم التُّجار؟ ألستم أنتم الكُتبيّون؟ ألستم أنتم مَن كان يمتلك إمكانيّة تشكيل الذائقة العامّة؟ هل انتفى نموذج الناشر- القارئ؟ سنأتي على هذا.
رغم كون هذه الصنعة خاسرة، يتفاجأ الكاتب والقارئ بكمّ دور النشر الضخم ونسبتها غير المتناسبة أبدًا بعدد المكتبات المستقلّة الموجودة في أيّ مدينة عربية. إن كان الناشر يستهدف الكاتب ليتبنّاه، ومتجر بيع الكتب يستهدف القارئ فالمنطق البسيط لهذه الظاهرة يستدعي تفسيرًا اقتصاديّا مبنيًّا على المُعادلة البسيطة المعروفة بالعرض والطلب. فالطلب على تحويل المخطوط لكتاب مطبوع (سلعة) أكبر من الطلب على امتلاك هذه السلعة (سواء بهدف قراءتها أو إهدائها لأحد أو حتى تزيينها على الحائط). ومن هُنا نفهم توجّه غالبيّة كبيرة من الناشرين في كثيرٍ من الدول العربية بتكلفة الكاتب ثمن نشر مخطوطه.
مشهد النشر بالعادة ينقسم إلى ثلاثة أنواع. النشر التقليدي الذي يتبنّى العمل لأهداف تجارية بغرض البيع، أو تثقيفية وتوعوية فيُنشر بهدف التوزيع المجاني. وهناك النشر المعروف باسم نشر الغرور Vanity Press وهو النشر الذي يقوم بتكلفة الكاتب جزءًا من تكاليف النشر مُقابل نشر وتوزيع الكتاب.
عادةً يذهب الكاتب إلى هذا النوع من النشر لأنّ أعماله رُفِضَت من ناشري النوع الأوّل وقد يُنعتُ بالغرور بسبب إصراره على النشر رغم عدم تبني أحدٍ له، وربما الغرور هو من طرف الناشر الذي يتمظهر بمظهر الناشر اللاعب للدور الثقافي في حين أنّه يستهدف الكاتب نفسه زبونًا. وحيث الكتاب سلعة فسيذهب الكاتب عادةً لهذا الخيار لاعتقاده بأنّه تمَّ رفضه لأنّه ببساطة ليس مشهورًا واسمه لا يبيع بعد أو لاعتقاده أنَّ عمله نخبويّ.
برأيي أنَّ هذا النوع يُنعَت بنشر الغرور لأنَّ الناشر توقّف عن استهداف الكتب الجيّدة لنشرها. بل إنّه أصبح يستهدف غرور كاتبٍ عبر تحويله هو إلى سلعة. فجميع عقود ناشري الغرور هي غير منطقية من الناحية الاقتصادية والكاتب هو الخاسر الأكبر ماليًّا منها.
النوع الثالث من النشر هو النشر الذاتي. ويذهب البعض إلى هذا الخيار في دول العالم العربي، حيث أنَّ هُناك بُلدانًا مُحبّة للثقافة وليس فيها دور نشرٍ إلّا من النوع الثاني. فيكون النشر الذاتي أقلَّ تكلفة، وللكاتب اليد العليا على جميع حقوق الكتاب. إلّا أنَّ هذا الخيار سيجعله ويجعلها يصطدمان بواقع الهمّ الذي يتمثّله التوزيع بسبب غياب مؤسّسات مختصّة بالتوزيع ورفض دور النشر والتوزيع القيام بتوزيع أعمال حُرّة، طبعًا مُذكّرين بنقص عدد المكتبات مقارنةً بالمتاجر الأُخرى بالإضافة إلى صعوبة إدخال الكُتُب من دولة عربية إلى أُخرى بسبب الرّقابة المفروضة على المنشورات في كافّة العالم العربي ممّا يزيد التكلفة التي سيتكبّدها الكاتب إمّا بشحن وتخليص البضاعة وفسحها أو بالسفر شخصيًّا لإيصال الكتب من مدينةٍ لأُخرى.
بالعودة إلى ابن شاكر الكُتُبيّ الذي يُمثّل نموذج الناشر- الكاتب. هذا النموذج الذي برز في عصر النهضة العربي في القرن التاسع عشر، لكنّه برز بصيغة كتابة ونشر مقالات في مجلّة، أحيانًا وُزّع معها كتبٌ كملحقات أدبية، هذا النموذج برز جيّدًا في مجال الصحافة غير السياسيّة، خاصّة أنّها في عصر النهضة كانت رياديّة. لكنَّ الذين كتبوا كُتُبًا ونشروها لم يكونوا دائمًا أصحاب المطابع والمجلّات إلّا ما ندر، بل كانوا كُتّابًا مستقلين لهم علاقاتهم بناشرين وأصحاب مطابع تبنوا كتبهم، كنقولا الحدّاد مثلًا أحد أنضج كُتّاب النهضة وأقلّهم شهرة، ربما لأنّه لم يكن يملك مطبعة ولم يكن ناشرًا، أيّ أنّه كان كاتبًا وليس كُتُبيًّا، فضاع اسمه بين كُتّاب المقالات. هل الثقافة العربية الحديثة ثقافة مقالات وليست ثقافة كُتُب؟
المجلّة كانت البديل الجديد للنشر والإنتشار بعد سوق الورّاقين والخطابة الشفهية والحكواتي، فهي كانت قادرة على الوصول والانتشار بقدرات ملفتة وكانت تفوق بذلك المجلّات المطبوعة المُعاصرة. كما أنّها كانت الوسيلة الإعلامة الأقوى ولا مُنافِس لها. جرجي زيدان كان يسلسل رواياته في مجلّة ’الهلال‘ التي أسّسها وكانت من ضمن الأوسع انتشارًا. وقد ألحق محمّد رشيد رضا بعض أجزاء مجلّته ’المنار‘ بكتبٍ، منها ما كان تجميع لمقالات متسلسلة أصلًا ومنشورة سابقًا. وكذلك فرح أنطون كان يسلسل ترجماته في مجلّته ’الجامعة‘ باستثناء واحدة فقد كانت ملحقًا على شكل كتاب (وقد قام بنشر رواياته وكتابه عن ابن رشد ككتب ملحقة أيضًا). ثلاثة مهاجرين من قُراهم الشاميّة إلى مصر بهدف العمل في هذه الحرفة المزدهرة هُناك حينها.
قلّة هم من عملوا بنشر الكتب حصرًا وكانوا أنفسهم كُتّابًا للكتب، وأقلُّ من القلّة من نجحوا بذلك، حالٌ لا تزال مستمرّة إلى الآن. لكنّ السابقة التاريخيّة في التاريخ العربي هي أنَّ مشاهير النهضة هم من مارسوا النشر إلى جانب الكتابة (كتابة المقالات تحديدًا)، ففي أروقة النهضة الضيقة والمعتمة يقبعُ أمثال نقولا الحدّاد مِن كُتّابٍ منسيين لأنّهم كتبوا كُتُبًا ولم ينشروها بأنفسهم، خلافًا لما سبق وما لحق.
يواجه الكِتاب في الزمن المُعاصر منافسًا صعبًا فهو يقف ضد كلّ وسائل التسلية التجارية التي تُحيط بالبشرية. لم يَعُد يستطيع هذا المجسّم مستطيل الشكل الاستحواذ على القوى الكبرى للتأثير بالذائقة العامّة. طبعًا آخذين بعين الاعتبار أزمة تزوير الكتب التي تعصف بهذه الصناعة بشكلٍ لا تأبه به الحكومات العربية، غالبًا لأنّ سلعة الكِتاب لا تخضع لضريبة المبيعات رغم أنّها لا تُعتبر من الأساسيّات فهي بلا قيمة حقيقية لأيّ جهة حكومية.
إنَّ محبة تحويل المخطوطات إلى كتب ومحبّة امتلاك نسخ الكتب لا علاقة لهما بفعليّ القراءة والكتابة. النشر الحديث لم يكن موجودًا أيّام الأقدمين لكنّهم قُرئوا، كانت خزائن الكُتُب موجودة وتكفل وصول الكتاب للقارئ حتى لو لم يمتلكه، فامتلاك القارئ للكتاب ليس شرطًا للقراءة. لكنّها رغبةٌ أدّت إلى تحويل الكتاب إلى سلعة أكسبت ابن شاكر مالًا كثيرًا. ولاحقًا بسبب فشل نموذج الناشر- الكاتب أدّى إلى صعود التُّجار الذين يريدون أن يصبحوا كُتُبيين دون حتى أن يدركوا مكنونات الكتب التي يدورون بها في المتاجر والمعارض الدولية، أيّ أنّ الكتاب بالنسبة لهم لا يتعدّى كونه سلعة، فهم يعتمدون بالغالب على رأي المدقّق أو لجنة قراءة. قلّة هم الناشرون الذين يختلفون عن أصحاب أي متجر آخر يبيع المواد التموينية. هذا يعني أنَّ نموذج الناشر- القارئ أيضًا لا حضور له تقريبًا.
إن دخل زبونٌ إلى متجرٍ صاحبُهُ لا يفقه بالبضاعة فكيف سيساهم بإقناع ذلك الزبون بأهمية سلعة دون أُخرى اعتمادًا على النوعية. تُجّار الكتب يكتفون بمعرفة القارئ للعناوين التي يريدها وأسماء الكُتّاب الذين يُتابعهم، بل إنّ القُرّاء يجنحون لمعرفة من هو الناشر حتى يسهل البحث عن الكتاب في المستودعات التي يتعامل أصحابها مع اللوائح التي يقومون بتعبئتها وتعديلها يدويًّا. إنَّ نموذج الناشر- القارئ هو الحد الأدنى المطلوب من الناشر والموزّع للبدء برفع الذائقة، عوضًا عن أبويّة تجارية لدى النّاشرين ترفض الأعمال الصعبة والنخبويّة وتبحث عمّا يسهل تسويقه، أو استغلاليّة تقوم بتغريم الكاتب ثمن صعوبة كتبه.
أتكون إحدى مظاهر البِبليوفوبيا (رُهاب الكُتُب) التي تُصيب الفرد عند إحاطته بعدد ضخم من الكُتُب؟ يقترح هولبروك جاكسون أنَّ حتى محبّ الكتب يصيبه رُهابٌ ونفورٌ منها كلّما تذكّر أو رأى الكمية الهائلة الموجودة منها. ويُعيد جاكسون هذه الظاهرة إلى فترة ما بعد المطبعة حيث أصبح انتشار الكتاب واسعًا وإنتاجه بكميات كبيرة. فهل ناشر الكُتُب وبائعها يعافها تمامًا كصياد السمك الذي لا يرى في البحر جمالًا وكحارس المقبرة الذي لا يرهب عشرة الأموات؟
حبذا لو ينفصل النشر عن التوزيع فتُرفع احترافيّة إخراج الكتاب وتحريره. وأيضًا أن تزداد أعداد المكتبات المستقلّة المُخصّصة لبيع الكتب، ويذهب هؤلاء إلى وسائل التسويق الحديثة وعدم الاكتفاء بمعارض الكتاب الدوليّة، فتعود ثقة دلّال الكتب الحظيري وابن شاكر الكُتُبي التي دفعتهما للهجرة من قريتهما للعمل في إنتاج وبيع هذه السلعة.