كأن لا اكتراث بتطورات الحاصل أمامنا، طالما أن صوتاً مسموعاً معظم الوقت، لممارسات جنسية، آتية من غرفة في الفندق أو من شاشة فيه، لنزلاء أو لأفلام بورنو لم يبتعد الفيلم كثيراً عنها في أجوائه.
من المشهد الأول حتى الأخير، وبتصوير محصور غالباً في الفندق المرمي على الطريق العام، الخالي معظم الوقت، ومرتادوه يمارسون الجنس فيه وحسب، إزعاجات بصرية وسمعية، وثلاث شخصيات تحوم حول بعضها البعض. مالذي يحصل؟ لا يهم.
كأن لا اكتراث بتطورات الحاصل أمامنا، طالما أن صوتاً مسموعاً معظم الوقت، لممارسات جنسية، آتية من غرفة في الفندق أو من شاشة فيه، لنزلاء أو لأفلام بورنو لم يبتعد الفيلم كثيراً عنها في أجوائه.
الفيلم مبني على إفراط في مواده، ما أفقدها جماليات مفترضَة. إضاءات النيون مفرطة، وكذلك الجنس. الألوان المبالَغ في إظهارها في كافة نواحي اللقطات، فكل شيء ملوّن هنا، كانت مفتعَلة وبلا تنسيق. فقط القصة، التي أمكن لها بكل الأحوال أن تكتفي بفيلم قصير، كانت ببداية عالية، وأمضت باقي الفيلم بالنزول، رتيبة، قبل أن تتوتر قليلاً في النهاية، من دون قدرة على قتل ما أحدثه الفيلم، على طوله، من ملل.
الفيلم (Motel Destino) للبرازيلي من أصل جزائري كريم عينوز، ومشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، لحق فيلماً ممتازاً لعينوز في دورة العام الماضي. الفيلم، "موتيل دوستينو"، إفراط تام، وصل حد الإزعاج بصرياً والملل سردياً، وهو صورة كاريكاتورية من أفلام الأرجنتيني غاسبار نُوي، المبنية على الضوء والجنس تحديداً، وهو حال أفلام البورنو إن وضعنا جانباً عنصر اللون. وكلاهما نسخة رديئة من أفلام الدنماركي نيكولاس فنتينغ رفين.
في البرازيل، يهرب شاب من باحثين عنه لقتله، يلتقي بامرأة ويذهبان إلى الفندق، هناك يتقرب من مالكة المكان وزوجة شريكها فيه. يحسن العمل في الفندق، تنشأ علاقة بينه وبينها، يكتشف الزوج ذلك، فيحاول قتلهما.
كل ما في القصة متوقَّع، ما سيحصل تشي به، بصراحة فجّة، المشاهدُ السابقة، لا مفاجآت هنا، ولا جماليات بصرية تعوّص رتابة النص، الأولى كانت زائدة والأخيرة كانت ناقصة. لعله، وحسب، أداء الممثلين الثلاثة، وقد انحصر المُشاهد فيما بينهم، حال دون شعور بهدر ساعتين في مهرجان يضطر أحدنا فيه انتقاء أفلام للمشاهدة على حساب أخرى.