عمرو عاشور - مجلة رمان الثقافية https://rommanmag.com/archives/author/91rommanmag-com مجلة ثقافية فلسطينية مستقلة Sat, 02 Nov 2024 08:40:52 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.6.2 https://rommanmag.com/wp-content/uploads/2024/10/cropped-romman_logo-pink-32x32.png عمرو عاشور - مجلة رمان الثقافية https://rommanmag.com/archives/author/91rommanmag-com 32 32 «مولانا»: مصالحة بين الرواية والسينما في مواجهة التطرف والإرهاب https://rommanmag.com/archives/19090 Tue, 30 Jan 2018 13:19:44 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d9%85%d9%88%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%a7-%d9%85%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a9-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7/ لا يمكن الحديث عن فيلم «مولانا»، آخر أعمال المخرج المصري مجدي أحمد علي، دون الإشارة إلى العلاقة بين السينما والرواية. بدأت السينما المصرية بتدشين فيلم «زينب» للمخرج محمد كريم، وهو أول فيلم صامت يشهده العالم العربي، والفيلم مأخوذ من الرواية التي تحمل نفس الاسم للكاتب محمد حسين هيكل عام 1930، ويبدو أنه في مطلع هذا […]

The post «مولانا»: مصالحة بين الرواية والسينما في مواجهة التطرف والإرهاب appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
لا يمكن الحديث عن فيلم «مولانا»، آخر أعمال المخرج المصري مجدي أحمد علي، دون الإشارة إلى العلاقة بين السينما والرواية.

بدأت السينما المصرية بتدشين فيلم «زينب» للمخرج محمد كريم، وهو أول فيلم صامت يشهده العالم العربي، والفيلم مأخوذ من الرواية التي تحمل نفس الاسم للكاتب محمد حسين هيكل عام 1930، ويبدو أنه في مطلع هذا القرن كانت الكتابة عيب أو أنه لا يجوز للباشاوات أن يبدعوا في هذا الحقل لذلك فقد وقع محمد حسين باشا روايته باسم “فلاح مصري” وبعيداً عن الباشاوات وتقاليدهم القديمة فإن هذا العمل يعتبر الإنطلاقة الأولى لفن سيظل هوساً للناس حتى يومنا هذا.

للفيلم حكاية يحكيها صلاح أبو سيف في كتابه «السيناريو والرواية» عن تلك الوقعة حيث أنه أوضح القلق الذي أصاب المخرج أمام هذا النص وارتباكه في تحويله لفيلم حتى اقترح عليه بعض الأصدقاء أن يستعين بالممثل عبد الوارث عسر لكتابة السيناريو، لا يعرف الكثير منا أن الممثل القدير عبد الوارث عسر له باع في الكتابة للسينما.

اطلع عسر على الرواية ثم عرض على المخرج أن يقوم بتعديلات منها الحذف والإضافة ووضع خطاً رئيسياً للفيلم. غير أن المخرج سقط في الحرج، كيف يواجه الباشا بأمر كذلك؟ وهنا عرض عبد الوارث أن يذهب لمقابلة الباشا ومشاورته. الغريب أن رد فعل حسين جاء في صف عبد الوارث تماماً، لقد كان حسين باشا مطلعاً على السينما الغربية وكواليسها، وكان متفهماً جداً لعملية تحويل النص من فن لفن آخر، فقال له: “إن لم تفعل ذلك فأنت لست بسيناريست”. وقد كان، ليبدأ عصر من التزاوج بين الرواية والسينما، ولتصبح الروايات مطمع رجال السينما سواء كانوا مخرجين أو ممثلين أو منتجين.

منذ هذا العهد قدمت السينما المصرية عشرات بل مئات الأعمال المأخوذة من الروايات، هو تزاوج بين فنين أثمر عن روائع الأفلام العربية، ربما لذلك تهافت كُتاب الرواية أيضاً لتحويل أعمالهم إلى الشاشة الكبيرة. ولعل نجيب محفوظ أكثر من تحولت أعماله إلى أفلام، تقريباً معظم رواياته إلا القليل، ولا يمكن أن نغفل ملحمة «الحرافيش» وهي رواية واحدة تحولت إلى تسعة أعمال ما بين الفيلم والاذاعة والمسلسل، بالإضافة لكتابة نجيب شخصياً 29 فيلماً سينمائيا مستقلاً عن أعماله الأدبية تماماً.

وظل هذا التزاوج الناجح بين الرواية والسينما مستمراً حتى مطلع الثمانينيات وظهور ما يعرف نقدياً بأفلام المقاولات، وهنا حدث الانفصال الأول بين الرواية والسيناريو لينحدر الذوق العام، وتتجه الشاشة الكبيرة نحو العنف والجنس والقصص الضعيفة، واحتلت الشاشة وقتها نجمات بفضل الإغراء والإثارة فحسب.

في ظل هذا التخبط ظهرت محاولات على استحياء لإعادة العلاقة بين الرواية والسينما، قد تكون تجربة داوود عبد السيد أبرز تلك المحاولات حيث قدم في أوائل التسعينيات فيلم «الكيت كات» المأخوذ عن رواية الكاتب الكبير إبراهيم أصلان، ثم فيلم «سارق الفرح» عن قصة خيري شلبي، ثم جاء مجدي أحمد علي ليستكمل المحاولة مع فيلم «عصافير النيل» عن رواية إبراهيم أصلان، ثم أعقبه بفيلمه الأخير «مولانا» عن رواية الكاتب إبراهيم عيسى.

تحكي قصة الفيلم عن الشيخ حاتم، الموظف بوزارة الأوقاف والذي يتمتع بحس فكاهي ولسان لاذع، تسقطه الصدفة للظهور في أحدي القنوات الفضائية ويصبح في فترة وجيزة نجم الفضائيات الأول. قد يتوقع المشاهد أنه بصدد فيلم يحكي عن قصة صعود مختلفة، ولكن الأحداث المتعاقبة للفيلم تكشف لنا كواليس عوالم ربما هي بعيدة كل البُعد عنا وفي الوقت نفسه لها شديدة الأثر على واقعنا اليومي، فإشكالية الفيلم الأساسية هي عن التطرف بكل صوره، ودور الإعلام في إيجاد غطاء شرعي لأخطاء النظام، واستغلال الدين لخدمة السياسة.

الفيلم يسير في خطين متوازين: خط العائلة، وهو الخط الأضعف في الفيلم ويدور حول الشيخ حاتم (عمرو سعد) وزوجته أميمة (درة) وما تعرض له ابنهما (إياد أكرم). الخط الثاني وهو المحور الرئيسي للفيلم ويدور عن تورط الشيخ حاتم مع ابن الرئيس الذي يستعين به من أجل مشكلة تخص شقيق زوجته حسن (أحمد مجدي) الشاب المتطرف الذي يرغب في ترك دينيه والتنصر، هنا تقع المشكلة على كتف حاتم المكلف بإرشاده وعودته لصوابه. على هذا الأساس يدور الصراع حتى نكتشف في نهاية العمل أن التطرف ليس مصدره عقيدة وإنما منبعه الجهل والسطحية.

كتب مجدي أحمد علي سيناريو الفيلم باحترافية عالية تحسب له، ومن الجدير بالذكر أنه كتب العديد من السيناريوهات الناجحة ومنها فيلم «ضحك ولعب وجد وحب»، حتى أنك لن تستطيع أن تتوقع نهاية الفيلم أو كيف ستتطور الأحداث. بينما جاء الحوار للكاتب إبراهيم عيسى، وهي التجربة الأولى له لكتابة الحوار ورغم ذلك جاءت خفة دم الشيخ حاتم تلقائية تماماً، فكان حديثه طوال الفيلم وكأنه سخرية وتهكم لا تتوقف إلا حين دخلت الأمور في الجد.

بشكل عام قدم نجوم العمل أداءً جيداً. غير أن درة وكذلك عمرو سعد كانا لهما أداء مميز بينما كان أداء نشوي (ريهام عبد الغفور) هو الأضعف على الأطلاق.

من الجدير بالذكر أيضاً أن جميع أعمال المخرج مجدي أحمد علي تناهض الإرهاب المتمثل في الجماعات الإسلامية المتطرفة، تقريباً لا يخلو فيلم له من تلك الإشكالية، وهو ما صرح به في حواره الأخيرة بأن محاربة الإرهاب هو شغله الشاغل، ربما لذلك هو بصدد تحويل رواية أخرى «الدنيا أجمل من الجنة» للكاتب خالد البري إلى فيلم سينمائي، حيث الاستمرار في التعاون المثمر مع النص الروائي والتنديد بالإرهاب.

يؤمن مجدي أحمد علي أنه لا نهوض للسينما إلا إذا عادت لعهدها القديم في الاستعانة بكُتاب الرواية وكذلك القصة القصيرة حيث تحوّل كُتاب السيناريو حالياً إلى السطحية والتفاهة -كما يقول- بعكس ما يشهده الأدب من إبداع حقيقي وأصيل، موضحاً أن انفصال الروائي عن السينما أدى إلى ما نعانيه اليوم، ومع ذلك فهو ملتزم بالتفاؤل الكبير رغم كل شيء.

أما عن دور السينما في مواجهة الإرهاب، فكيف لمن لا يشاهد الفن ويكفّره أن يتلقى مثل تلك الرسائل التي يحملها الفيلم؟

هنا يوضح لنا مجدي أنه يعمل على التفريغ أو قطع الطريق على الشاب الذي سيكون لاحقاً إما مواطناً صالحاً أو إرهابياً قاتلاً.. فهل استطاع الفيلم أن يحقق هدفه؟

يؤكد على أنه حقق ذلك بقدر أكبر من المتوقع، فالفيلم تمكن من حل المعادلة الصعبة حيث استطاع أن يحقق إيرادات عالية جداً في السينما رغم تسربه من دور العرض بأسبوع واحد، كما أنه حاز على إشادة النقاد وتم الاحتفاء به عالمياً أيضاً.

The post «مولانا»: مصالحة بين الرواية والسينما في مواجهة التطرف والإرهاب appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
خمسة روائيين من مصر… نبدأ بحكاياتهم العام الجديد https://rommanmag.com/archives/19061 Tue, 09 Jan 2018 08:09:33 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%ae%d9%85%d8%b3%d8%a9-%d8%b1%d9%88%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%b5%d8%b1-%d9%86%d8%a8%d8%af%d8%a3-%d8%a8%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%a7%d8%aa%d9%87%d9%85-%d8%a7%d9%84/ “القراءة غذاء العقل والروح” تلك المقولة دائماً ما نسمعها أو نرددها في حياتنا اليومية دون أن نعرف مصدرها. وبعيداً عن مصدر تلك الحكمة فإن القارئ النهم يدرك تماماً مدى صحتها، لذلك فإنه دائم البحث عن وجبات جديدة نبدأ بها العام، نُشبع بها رغبة ملحة قد تكون متعلقة بالعقل الذي هو بيت الحكمة والمعرفة، ولإشباع تلك […]

The post خمسة روائيين من مصر… نبدأ بحكاياتهم العام الجديد appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
“القراءة غذاء العقل والروح” تلك المقولة دائماً ما نسمعها أو نرددها في حياتنا اليومية دون أن نعرف مصدرها. وبعيداً عن مصدر تلك الحكمة فإن القارئ النهم يدرك تماماً مدى صحتها، لذلك فإنه دائم البحث عن وجبات جديدة نبدأ بها العام، نُشبع بها رغبة ملحة قد تكون متعلقة بالعقل الذي هو بيت الحكمة والمعرفة، ولإشباع تلك الرغبة سنقدم هنا قائمة بخمس وجبات متنوعة وشهية لكُتاب استطاع كل واحد منهم أن يقدم طبخة روائية متفردة المذاق.

حمدي أبو جُليّل: المهمشون في صرّة

“أغلب ظني أن حمدي قد صرّ عالمه في منديل محلاوي وربطه حول رأسه ثم فرطه أمامنا كيفما اتفق، إلا أن الفتافيت والمزق كانت طعاماً شهياً، أكلناه، قرقشناه بلذة فائقة تفوق لذة الأكل على موائد الدسم” هكذا يصف لنا الكاتب الكبير خيري شلبي رواية «الفاعل» للكاتب حمدي أبو جُليّل، وهي الرواية الثانية لهذا الكاتب البدوي والحاصلة على جائزة نجيب محفوظ، وقد سبقها حمدي برواية «لصوص متقاعدون» التي تُرجمت لعدة لغات أجنبية، بالإضافة إلى عدة مجموعات قصصية جمعها الكاتب مؤخراً في كتاب بعنوان «طي الخيام».

وحمدي من الكُتاب الذين اتخذوا من كتابة السير الذاتية مقصداً لهم، وفن السيرة نفسه ليس غريباً على الأدب العربي فقد دشنه توفيق الحكيم في مطلع الثلاثينيات من خلال روايته الأولي «يوميات نائب في الأرياف» ولكن أهم ما يميز أدب حمدي الصدق الفني الشديد وتفكيكه للبنية السردية.

ربما ذلك ما دفع الكاتب الكبير خيري شلبي بأن يصف رواية «الفاعل» بأنها “تكنيك الهرتكة” فالرواية تبدو للقارئ وكأنها قصص قصيرة منفصلة ومتصلة في ذات الوقت عن عالمه البدوي أو المديني، لذلك هي تشبه “النقنقة” لقارئ سيجد في أدب حمدي ما يثير ضحكه أو شهوته أو دعوته للتأمل بلغة سلسلة تجمع ما بين العامية المصرية والفحصى البسيطة، قد لا يصيبك أدب حمدي بعسر هضم ولكن سيترك لك وجبة متكاملة قادرة على إشباعك مهما أشتدّ جوعك.

مصطفى ذكري: وجبة مفضلة لقارئ مميز 

هل أنت قارئ متمرس بإمكانه أن يهضم أدب كافكا، كونديرا، جيمس جويس؟ إذا كنت من هذا النوع الذي يستطيع أن يلتهم الأعمال الذهنية الصعبة دون معاناة فإن أعمال مصطفي ذكري ستكون وجبتك المفضلة بلا شك.

مصطفي ذكري من مواليد حي حلوان، اشتهر في الوسط الأدبي بأعماله التي ارتبطت بالأفكار وليست مجرد حكايات فحسب.

قدم ذكري للمكتبة العربية العديد من الروايات ومنها« تدريبات على الجمل الاعتراضية» و«هراء متاهة قوطية» و«الخوف يأكل الروح» و«الرسائل» و«المرآة 202» و«أسود وردي».

كما قدم للسينما المصرية فيلمين اعتبرهما النُقاد من أهم أفلام السينما المصرية وهما «عفاريت الأسفلت» بطولة محمود حميدة وسلوي خطاب وإخراج أسامة فوزي، عام 1996، و«جنة الشياطين»، بطولة محمود حميدة ولبلبة واخراج أسامة فوزي أيضاً، عام 2000.

يعتبر ذكري نفسه أنه كاتب بلا جمهور، ويسعده ذلك، وبلا مشروع أيضاً، فهو يكتب لنفسه ولأصدقائه ومحبيه الذين لا يتجاوزون الـ 20 قارئاً، ومع ذلك يبقى ذكري واحداً من أهم كُتاب جيله وواحداً من  المبدعين الذين أخلصوا لفن الكتابة ليقدم لنا وجبات لن يهضمها إلا من كان محترفاً ومتذوقاً لفن الكتابة الحقيقية.

طارق إمام: أدب أميركا اللاتينية ببهارات مصرية

هو واحد من الذين بدأوا حياتهم الأدبية مبكراً جداً، حيث كتب أول مجموعة قصصية له وهو لا يزال في عامه التاسع عشر بعنوان «طيور جديدة لم يفسدها الهواء»، ومع ذلك فازت تلك المجموعة بجائزة سعاد الصباح التي كانت وقتها توازى جائز البوكر حالياً، بعدها انطلق طارق ليقدم العديد من الروايات، ومنها روايته الأهم «هدوء القتلة» الفائزة بجائزة ساويرس والحاصلة أيضاً على جائزة الدولة التشجعية، أما مجموعته القصصية «حكاية رجل عجوز كلما حلم بمدينة مات فيها» فقد فازت هي الأخري بجائزة ساويرس بينما حصلت قصته “عين” على جائزة متحف الكلمة الإسباني.

وكما هو واضح من اختياره للعناوين، وكذلك موضوعاته وأسلوبه يذكرنا إمام بأدب أميركا اللاتينية، وبالأخص ماركيز الذي كان له أشد الأثر على كُتاب هذا الجيل.

يصف البعض طارق إمام بأنه صائد جوائز نظراً لحصوله على العديد منها سواء على المستوى المحلى أو العالمي، وإن عبّرت كثرة الجوائز عن شيء فهو بالضرورة جودة العمل المتقدم وحرفية صاحبه الذي تخرّج من مدرسة الواقعية السحرية فصار أستاذاً فيها.

محمد ربيع: الأدب بنكهة سياسية

في حفل توزيع جوائز ساويرس لعام 2016، أشار الشاعر والناقد سيد محمود مداعباً الكاتب الفائز بالجائزة الأولى محمد ربيع عن روايته «عطارد» بأنه روايته تنال إعجاب أي لجنة تحكيم.

محمد ربيع تخرج من كلية الهندسة عام 2002، بعدها التحق بورشة كتابة كان يشرف عليها الكاتب محمد عبد النبي صاحب رواية «في غرفة العنكبوت»، كان من نتاج تلك الورشة الرواية الأولى لربيع «كوكب عنبر» والتي حصلت على جائزة ساويرس لعام 2010. 

الرواية كباقي أعمال ربيع تتسم بالطابع السياسي، وهي السمة التي الغالبة على كافة أعماله، وقد اتخذت من المكتبة مسرحاً لها.

بعدها أصدر ربيع روايته الثانية «عام التنين» وهي رواية سياسية في الدرجة الأولى ثم لحقها بثالث عمل له هو «عطارد»، وهي الرواية التي وصلت إلى القائمة القصيرة بجائزة البوكر العالمية والفائزة بجائزة ساويرس أيضاً، وتدور أحداث الرواية في مصر المستقبل حيث تقع تلك الدولة تحت احتلال غامض يقاومه عطارد، ضابط الشرطة الأسبق.

طلال فيصل: للسيرة المتخيلة مذاق خاص

أما الطبيب طلال فيصل فقد بدأ حياته من خلال دار ميريت التي أصدرت له أولى رواياته تحت عنوان «سيرة مولع بالهوانم»، الرواية رغم صغر حجمها إلا أنها كشفت عن موهبة متفردة راهن عليها الكثير وربحوا الرهان بعد إصداره لروايته الثانية «سرور» التي تحكى عن الشاعر المصري نجيب سرور، في تقاطع مع الشخصية الرئيسية طلال، وفن السيرة الذاتية المتخيلة للعظماء هو فن متعارف عليه في الغرب لكن على المستوى العربي يبقى مجهولاً ومكبلاً بعدة عوائق ومنها: تقديس الرموز، الخلط بين المتخيل والواقع.

ورغم تلك العوائق إلا أنه استطاع أن يحصل على جائزة ساويرس ليدشن بذلك فناً كان غريباً على الثقافة العربية وبات متعارفاً عليه. بعدها واصل طلال طريقه فكتب رواية «بليغ» الصادرة حديثاً عن دار الشروق للنشر وهي تحكى كما هو واضح من عنوانها عن الفنان الراحل بليغ حمدي وما تعرض له من أزمات رهيبة.

حالياً طلال بصدد الانتهاء من رواية جديدة عن سيد قطب، وأخرى عن التجربة الألمانية ليواصل تفرده ومشروعه الروائي الضخم. 

The post خمسة روائيين من مصر… نبدأ بحكاياتهم العام الجديد appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
«مخمل» حزامة حبايب وجائزة “نجيب محفوظ” https://rommanmag.com/archives/19036 Mon, 25 Dec 2017 13:05:57 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d9%85%d8%ae%d9%85%d9%84-%d8%ad%d8%b2%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d8%ad%d8%a8%d8%a7%d9%8a%d8%a8-%d9%88%d8%ac%d8%a7%d8%a6%d8%b2%d8%a9-%d9%86%d8%ac%d9%8a%d8%a8-%d9%85%d8%ad%d9%81%d9%88%d8%b8/ تعلم الإدارة الأمريكية التي قرّرت مؤخراً نقل سفارتها إلى القدس، أن الغضب العربي، وربما العالمي كذلك، هو غضب وقتي وسريعاً ما سيتلاشى في خضم الأحداث المتعاقبة، وأن للشعوب العربية ذاكرة السمك، أو كما وصفها نجيب محفوظ بروايته الأشهر «أولاد حارتنا» فإن “آفة حارتنا النسيان”. ولأن النسيان آفة حقيقية بإمكانها أن تأكل تواريخ الشعوب والأمم، وتلتهم […]

The post «مخمل» حزامة حبايب وجائزة “نجيب محفوظ” appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
تعلم الإدارة الأمريكية التي قرّرت مؤخراً نقل سفارتها إلى القدس، أن الغضب العربي، وربما العالمي كذلك، هو غضب وقتي وسريعاً ما سيتلاشى في خضم الأحداث المتعاقبة، وأن للشعوب العربية ذاكرة السمك، أو كما وصفها نجيب محفوظ بروايته الأشهر «أولاد حارتنا» فإن “آفة حارتنا النسيان”. ولأن النسيان آفة حقيقية بإمكانها أن تأكل تواريخ الشعوب والأمم، وتلتهم ذاكرتها وماضيها وأمجادها لتتركها في النهاية فريسة سهلة المضغ بلا ماض تستند عليه أو حاضر تلجأ إليه أو مستقبل تصبو نحوه، ولعل هذا ما يعمل عليه المحتل بمنتهي الدقة والاحترافية بداية من تهويد الأراضي الفلسطينية ومن ثم تزييف التاريخ وخلق حكايات بديلة عن وطن زائف.

ولكن نسي الاحتلال، أو تناست قواته أن للحكاية قوة لا يمكن أن تهزمها أسلحة الدنيا، وأن الحكاية تتوارث كما تتوارث القضايا والهموم، وأن بالحكاية وحدها قد تحقق الأمم انتصارات، وإن اعتبرها البعض انتصارات صغيرة غير أنها فعالة، وها هي الفلسطينية حزامة حبايب تحقق انتصاراً جديداً في عقر دار عدوها الأول، بالحكاية، فلماذا الحكاية؟ 

تجيب صاحبة رواية «مخمل» الفائزة بجائزة نجيب محفوظ مؤخراً موضحة في خطابها بالجامعة الأمريكية: “أنا بالحكاية أرسم خريطة العودة إلى وطني، إلى بيت هناك كان لي ذات وطن.. إلى بيت هناك سيكونُ لي ذات وطن“.

والحكاية الفائزة ترصد معاناة النساء بداخل مخيم البقعة حيث حوا، البطلة الرئيسية بالنص، والتي تعاني من وحشية الأب وخنوع الأم فتجد في بيت الست قمر الشامية حصناً لها وملاذاً من عالم يعج بالكراهية. بداخل هذا البيت، تندمج في عالم الحياكة فتأسرها رائحة الأقمشة كما أسرها صوت فيروز، تكبر حوا، وتسقط في حب مراد بائع أنابيب الغاز، حب عذري يموت كما تموت الأشياء الجميلة دوماً، ليظهر بدلاً منه نظمي اللحام ويتزوج بـ حوا، نظمي نموذج للزوج المتسلط البذيء، تلجأ معه إلى الخيال أثناء المضاجعة فتنجب منه آية التي تُصاب بأمراض نفسية عدة، وقيس الكسول والعنيف والحرامي أيضاً، وكأنها تهرب من أسرة فُرضت عليها في الماضي لتقع في مظلة أسرة أخرى لا تقل عنها في السوء، وكأن حياة حوا سلسلة من الشقاء المتواصل. في النهاية تموت الست قمر وترث منها البيت والمهنة والطيبة ثم تفوز بالطلاق بعد 20 عاماً من البكاء والقهر، تستعيد حوا جمالها القديم حين تلتقي بـ منير الرجل الخمسيني الذي يبادلها العشق، يبدو أن الأمور تسير مع العاشقين إلا أن يعرف الابن -قيس- قصة عشق أمه فيقتلها!

تجسد رواية «مخمل» في لغة سردية وشعرية متفردة معاناة كل امرأة عربية وليس فلسطينية فحسب، أو كما وصفتها الكاتبة “هي رواية المرأة، عاشقة ومعشوقة، المرأة التي وإن أنهكها الضيم والمرارات وأزقة الحياة الوعرة وجبروت الرجال الذين نخرتهم هزائم التاريخ، فإنها تتقن صنع الحب وعيش الحب والموت كرمى للحب. ونساءُ مخمل قادرات على اقتناص البهجة من وسط القهر؛ وهن يشتهين الطعام والأقمشة المترفة وينتظرن رجلاً واحداً ووحيداً في فضاء عريض من البؤس والانتهاك والكبت عنوانه المخيم.“

رواية «مخمل» هي الرواية الثالثة للكاتبة وقد سبقتها «قبل أن تنام الملكة» و«أصل الهوى» بالإضافة إلى عدة مجموعات قصصية، من أشهرها: «ليل أحلى» و«الرجل الذي يتكر» و«التفاحات البعيدة».

حزامة ليست الفلسطينية الأولى التي تحصل على هذه الجائزة فقد سبقها مريد البرغوثي الذي تقاسمها مع يوسف القعيد عن كتابه «رأيت رام الله» عام 1997.

يمتاز أدب حزامة باتخاذه المخيمات والقضية الفلسطينية محوراً أساسياً له، ولا يمكن أن نغفل دورها في قيادة الحركة الأدبية ضد نشر أنطولوجيا للقصص القصيرة لـ كاتبات بالشرق الأوسط، حيث كان من ضمن المشاركات كاتبات إسرائيليات وعنه سحبت حزامة قصصها المشاركة بل ودعت الكاتبات العرب للمقاطعة قائلة: “لا أستطيع أن أشاطر صوتي مع كاتبتين تعكسان صوت الاحتلال البغيض“

تعرّف حزامة نفسها بحفل الجامعة الأمريكية قائلة: “أنا حزامة حبايب، ابنة اللاجئ الفلسطيني حامد محمد حبايب، الذي غادر قريته الفلسطينية طفلاً في السابعة، ممسكاً يد أمه، لاهياً عن مآل البلاد وناسِ البلاد، غير واعٍ أنه استحال رمزاً لأكبر نكبات العصر.. أنا حزامة حبايب إنما أستعيد البلاد وناس البلاد بالحكاية.“

أثناء إلقائها التعريف السابق لم تتمالك الكاتبة نفسها فبكت، الأمر الذي دفع الحضور للقيام احتراماً لتلك التجربة، والهتاف بـ “القدس عربية” ليعلن للعالم أجمع بأن صوت الإبداع قادر أن يخترق حصن العدو.

غير أنها تماسكت في النهاية وهي تضيف: “أنا امرأة بلا وطن. ورثتُ من أبي الفلسطيني حكايةً ناقصة عن بيت كان لنا ذات وطن، ولدتُ ونشأتُ في بيت في المنفى، بيت حاولنا أن نجعله يشبه بيتاً كان يمكن أن يكون لنا في الوطن، بيت مليء بحسّنا وحواسنا، بهمسنا، بوشوشاتنا، بضحكاتنا التي تعالقت مع عرق أكفّنا على الحوائط، بنشيجنا الخافت الذي طرّز أرق الليالي. ثم راح البيت في حربٍ، كالعادة، نحن ضحاياها الموعودون. حوائطنا تهاوت، وأشياؤنا الكثيرة التي كنا نحسبها لا غنى عنها لوجودنا ضاعت.“

فهل ضاع كل شيء فعلاً؟ تجيب صاحبة «ليل أحلى»: ” شيء واحد فقط في رحلة الفقد المتتالي استبقيتُه.. شيء واحد ضننت عليه من الضياع: الحكاية! لقد كانت الحكاية هي الدليل بأني وجدت يوماً. وهي البرهان بأني عشت.. عشتُ حقاً. أنا في كل حكاية، أعود إلى وطني.. قد لا أكون منتصرة.. لكنني بالتأكيد أكون مهزومة أقل. فالمجد للحكاية، المجد كل المجدِ للحكاية”

The post «مخمل» حزامة حبايب وجائزة “نجيب محفوظ” appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
الصحافيون الثقافيون… ثلاث تجارب من مصر https://rommanmag.com/archives/18971 Tue, 31 Oct 2017 15:12:53 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d9%81%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%82%d8%a7%d9%81%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%ab%d9%84%d8%a7%d8%ab-%d8%aa%d8%ac%d8%a7%d8%b1%d8%a8-%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%b5%d8%b1/ تقترن الصحافة الثقافية بالمبدع، سواء كان شاعراً أو روائياً أو قصاصاً، فهي المهنة التي لجأ إليها صُناع الكلمة، لذا سنجد أن عظماء الأدب بدأوا حياتهم المهنية من خلال الصحافة، وبالأخص الصحافة الثقافية. غير أنها كباقي المهن لها عيوب ومميزات. فما هي عيوب وميزات تلك المهنة؟ هذا ما سنعرفه من خلال بعض المبدعين الذين اشتغلوا بالصحافة […]

The post الصحافيون الثقافيون… ثلاث تجارب من مصر appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
تقترن الصحافة الثقافية بالمبدع، سواء كان شاعراً أو روائياً أو قصاصاً، فهي المهنة التي لجأ إليها صُناع الكلمة، لذا سنجد أن عظماء الأدب بدأوا حياتهم المهنية من خلال الصحافة، وبالأخص الصحافة الثقافية. غير أنها كباقي المهن لها عيوب ومميزات. فما هي عيوب وميزات تلك المهنة؟ هذا ما سنعرفه من خلال بعض المبدعين الذين اشتغلوا بالصحافة الثقافية..
 

أحمد إبراهيم الشريف: ما ربحته من تجارتي وما خسرته

يتساءل أحمد إبراهيم الشريف صاحب رواية «موسم الكبك» الحاصلة على جائزة ساويرس، والذي يعمل محرراً ثقافياً بموقع اليوم السابع: “كيف يستطيع المحرر الثقافي أن يختصر كتاباً يتكوّن من مئات الصفحات في عشرات الكلمات؟… منذ أن بدأت أعرف التقرير الصحفي والتحقيق ومن قبلهما الخبر وأنا مفتون بالصحافة الثقافية“.

يعترف الشريف أنه في فترة ما من حياته، وقع تحت تأثير مجلتين ثقافيتين مهمتين، الأولى هي مجلة «الشباب»، الصادرة عن مؤسسة الأهرام، والتي مثلت له مع مطلع كل شهر بوابة كبرى لكثير من الموضوعات الثقافية، ومن ذلك كانت مقالات الكبير عبد الوهاب مطاوع.

 يذكر إبراهيم من ذلك مقالة له بعنوان «كن عبقرياً واصنع ما شئت» تناول فيها مذكرات الفنان التشكيلي العالمي سلفادور دالي، ومن بعدها تأثر بالمقالة وظل يبحث عن هذه المذكرات بشكل هستيري حتى وجدتها.

أما بخصوص المجلة الثقافة الثانية التي تركت أثرها الكبير في بداياته فيقول: “هي مجلة «العربي» الكويتية، وكانت حافلة بكثير من المواد الثقافية التي جعلتني شغوفاً بالعالم الثقافي، ثم شاءت الأقدار، بعد ذلك، أن أعمل في مجال الصحافة الثقافية، وصرت أشارك في صناعة هذا المجال بشكل يومي، وفي الوقت نفسه أكتب أعمالاً إبداعية بشكل آخر متمثلة فى الرواية، وبالممارسة تيقنت أن عملي في هذا المجال وعلاقته بالكتابة السردية ينتج وجهين؛ وجهاً إيجابياً وآخر سلبياً“.

يتمثل الوجه الإيجابي بالنسبة للشريف في متابعته الدائمة للأحداث الثقافية بشكل أسرع مما كان يعرفه من قبل، والمساعدة على المعرفة السريعة للأعمال الإبداعية الصادرة حديثاً، وبالتالي سرعة اقتناء هذه الكتب وقراءتها، كذلك فإن العمل في الصحافة الثقافية يجعله يتعامل بشكل مباشر مع تجارب الآخرين حيث يلتقيهم ويستمع إليهم ويسألهم فيتعلم منهم ويستفيد.

أما عن الجانب السلبي فيقول لرمان: “عملي كمحرر ثقافي يتمثل في شيئين؛ الأول يخص الصحافة بوجه عام، وهو أنها تأكل الوقت خاصة في ظل العمل الدائم في المواقع الإخبارية التي تقوم على فكرتي السرعة والمنافسة، والشيء الثاني خاص بالصحافة الثقافية فالكتابة الصحفية خاصة المتابعة الخبرية والتقارير الصحفية تبسط اللغة بشكل كبير لأنك تخاطب قارئاً سريعاً ربما يتفقد الموقع على تليفونه وهو يحمل طفله في عربة مترو، وبالتالي فإن ذلك يؤثر على درجة التماسك الكتابي الواجبة داخل النصوص الأدبية”.

يرى الشريف أن الشللية نتاج طبيعي لشعور المثقفين بالاختلاف عن باقي المجتمع ورغبة منهم للبحث عن درجة من التقارب المفقودة مع الآخرين، لكنه يعترف بخطورتها عندما تتحول إلى “سلطة” تمنح وتمنع وتتحكم في مواقع النشر وفى حلقات النقد فتحسن السيء وتشوه الجميل. 

يستطرد قائلاً: “أكثر الذين يتأذون من هذا الأمر هم كتاب الأقاليم، لأنهم عادة يكونون بعيدين عن مركزية صناعة “المزاج الثقافي“ الذي يسود، ولا يستطيعون نظراً لبعدهم عن القاهرة أن يفرضوا أنفسهم أمام كاميرا المشهد الثقافي، إلا القليل منهم، لذلك فإن القضاء على “مركزية” الثقافة هو الحل الذي سيحول هذه الشلل إلى مجرد صداقات جميلة وليست مصالح متوحشة”. 

ينهى الشريف حديثه موضحاً: ”في العام لا أستطيع أن أقول، بشكل قاطع، أن الإيجابيات أكثر تأثيراً أو أن السلبيات هي صاحبة الكلمة العليا، في تجربتي، فالأمر سجال بينهما طوال الوقت”.    


وجدي الكومي: ما قد تجلبه على الأديب

صدرت للكاتب المصري وجدي الكومي أربع روايات:«شديد البرودة ليلاً» و«الموت يشربها سادة» و«خنادق العذراوات» و«إيقاع» (الفائزة بجائزة الفكر العربي)، بالإضافة إلى مجموعتين: «سبع محاولات للقفز فوق السور» و«شوارع السماء».

يرى الكومي أن الصحافة الثقافية من أمتع المهن التي عمل بها، ولكنه فوجئ أنها تؤثر بشكل ما عليه ككاتب. يقول لرمان: “بعد فترة من مزاولة الصحافة الثقافية، اكتشفت أن عدداً من الخصومات تتكوّن رغماً عن أنفي مع عدد الكُتاب، الزملاء، أو غيرهم، شيء لم أنتبه له في البداية، وهو أن بعض التقارير الصحفية، قد تثير ضيق بعد الكُتاب الزملاء، خاصة إذا كنت تتناول جائزة أدبية ما، وصل إليها زملاء كُتاب من مصر، أو من غيرها“

يذكر وجدي أنه أثار ضيق وغضب زملاء كُتاب حينما كتب مقالاً انتقد فيه جائزة البوكر العربية منذ عامين. يوضح: “وقتها سجلت رأيي في آليات الجائزة، بحكم كوني أحد المشاركين بعمل ضمن الأعمال المتقدمة، الكل ترك النقد الذي كتبته ضد آليات الجائزة، والتفت إلى أنني ما كان يجب أن أكتب، لأنني كنت مشاركاً“.

يعتقد الكومي أن الناس أحياناً تضع قواعد، ولا تعرف بالضبط ما هي حتمية أن تلتزم بهذه القواعد التي تتحول إلى عرف. يضيف: “المعروف أنك إذا أردت أن تعبر عن رأيك، فالصحافة الثقافية ليست هي المكان الذي تعبر فيه عن هذا الرأي، ولا صفحتك على الفيسبوك، بل جلسات النميمة المغلقة، وهو ما أرفضه بالتأكيد“

يرى صاحب «خنادق العذروات» أن الشللية شيء قميء، فهي تتسبب في مصادرة واستبعاد أعمال أدبية وجيدة من النشر، لأن منطق الشلة لا يقبل من هو خارجها، وتقطع أرزاق كُتاب، إذا رغبوا فى كتابة مقال في إحدى الدوريات لمجرد أن العمل في هذه الدورية محصور فقط على أبناء وأعضاء الشلة، الشللية أسوأ أمراض وسطنا الثقافي، ومنطقتنا العربية.

كما أنه يؤكد أن الصحافة الثقافية هي المكان الأمثل للأدباء أن يعبروا فيه عن آرائهم فيما يحدث، لكن هذا التعبير عن الرأي قد تكون له عواقب، لذلك فالبعض يخشى هذه الطريق، ويؤثر السلامة، لهذا تخلو صحافتنا الثقافية من المعارك، وتكتفي فقط بتسليط الضوء على الكتب الجديدة، والإصدارات الأحدث.


أحمد مجدي همام: ميزات بلا حصر

يعد الكاتب أحمد مجدي همام، الحاصل على جائزة ساويرس عن مجموعته «الجنتلمان يُفضل القضايا الخاسرة»، واحد من الكُتاب الشباب الذي استطاع أن يجمع بين جودة وغزارة الإنتاج الأدبي والعمل الصحفي، لمجدي ثلاث روايات: «قاهري» و«أوجاع ابن آوى» و«عياش». بالإضافة إلى كتاب صحفي «مصنع الحكايات» الذي يضم 25 حواراً صحافياً مع كُتاب الرواية والقصة العرب.

يعمل حالياً في حقل الصحافة الثقافية فهو مُراسل لعدة مواقع عربية ويكتب بشكل منتظم لجريدة الحياة اللندنية.

يقول مجدي عن مهنته كمحرر ثقافي: “هي المنفذ الوحيد للمبدع. الكاتب في أساسه شخص له القدرة على التعامل مع الكلمات، وكذلك المحرر. إذن فالعمل الصحفي قرين المبدع“.

لا يرى مجدي أن عمل المبدع بالصحافة له سلبيات. يضيف: “بالعكس فإن إيجابيات العمل بالصحافة، وبالأخص الصحافة الثقافية له ميزات عدة لا يمكن حصرها“. يضيف: ”أولاً: الكتابة للصحافة تعطى ثقة للكاتب، أنت تكتب مقالة ويقرأها عشرات الآلاف، أليس هذا أمراً رائعاً؟ ثانياً: تعمل الصحافة على توسيع دائرة العلاقات والمعارف، تجعلك تناقش وتكتشف العالم السري للكتابة، أن تدخل الكواليس وتطلع عما يحدث بداخل المطبخ الأدبي. ثالثاً: توفر للكاتب المزيد من الوقت، وأنا هنا أقصد الكتابة الحرة، أنا جربت العمل المؤسسي الإلزامي، يجب أن تكتب عن كذا والآن، الكتابة الإلزامية إذ كان بها بعض العيوب غير أنها ترفع من قدرة المبدع، تحوله من هاوِ إلى محترف. رابعاً: وهو السبب الذي خلق من أساسه العمل، توفير المال اللازم لاستمرار الحياة.

أما عن عمله كديسك فيقول: “حين كنت أعمل على مادة صحافية وكثيراً ما تكون مهلهلة أو غير مترابطة، كان عليّ أن أغير الأسلوب، أو أن أجد زاوية بديلة ليتضح الموضوع، بتلك الطريقة أتعامل مع الأدب، الإبداع في تغيير الأساليب وتحديد زوايا جديدة“.

عن كتاب «مصنع الحكايات» يصرح مجدي: “أعتبر هذا الكتاب وجبة متكاملة لقارئ مهتم في الأساس بالثقافة، يحب الكتابة والمبدع، فالكتاب تجميع لحوارات متفرقة لأهم الكُتاب العرب، هذا النوع من الكتب غائب تماماً من المكتبة العربية، ولعل ما قدمه فؤاد دوارة في ثمانينات القرن الماضي أقرب تجربة يمكن رصدها“.

يؤكد همام على أن الشللية لا تقتصر على مصر فحسب، بل هي حالة يعيشها العالم الثقافي العربي. يتوقع أنه في المستقبل قد ينتج الكثير من الكتب الصحافية، فبإمكان المحرر المبدع أن يجمع مواده المتشابهة أو تلك التي تدور حول إشكالية واحدة في كتاب يفيد القارئ المهتم ويزيد من رصيد الكاتب وشعبيته.

يقول صاحب «الوصفة رقم » لرمان: “الشللية هي نتاج للمركزية الثقافية، دائماً ما ترتبط بالعاصمة أو الإسكندرية على استحياء مما يعني أن كُتاب الأقاليم، وهم الذين أجبرتهم الحياة على العيش خارج القاهرة أصبحوا محرومين من تسليط الأضواء على أعمالهم أو ترشيحهم للجوائز الكبرى، بالرغم أن الكثير منهم موهوب بلا شك. كما أن الشللية تعمل على نشر أعمال قد تكون سيئة على المستوي الفني ولكن صاحبها نشط بوسط الثقافي فيلقى عمله الترحاب والنقد وربما تمجيداً لا يستحقه أبداً.“

The post الصحافيون الثقافيون… ثلاث تجارب من مصر appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
رمزية الحيوان في الأدب الإنساني.. من «كليلة ودمنة» إلى «مزرعة الحيوان» https://rommanmag.com/archives/18874 Tue, 29 Aug 2017 11:02:59 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%b1%d9%85%d8%b2%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d9%88%d8%a7%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%af%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%84/ العلاقة بين الحيوان والإنسان لها جذور عميقة. فالإنسان في أصله حيوان، ناطق أو مفكر. غير أنه حيوان استطاع أن ينطق ويفكر، أن يعبّر عما يريد وأن يحققه. لعل البداية مع وجود الإنسان البدائي الذي توقف عن الجمع والالتقاط ليبدأ حقبة جديدة بتسخير الحيوانات لمنفعته الشخصية، فالكلب للحراسة والحصان للتنقل والثور لحرث الأرض… إلخ. لعل تلك […]

The post رمزية الحيوان في الأدب الإنساني.. من «كليلة ودمنة» إلى «مزرعة الحيوان» appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
العلاقة بين الحيوان والإنسان لها جذور عميقة. فالإنسان في أصله حيوان، ناطق أو مفكر. غير أنه حيوان استطاع أن ينطق ويفكر، أن يعبّر عما يريد وأن يحققه. لعل البداية مع وجود الإنسان البدائي الذي توقف عن الجمع والالتقاط ليبدأ حقبة جديدة بتسخير الحيوانات لمنفعته الشخصية، فالكلب للحراسة والحصان للتنقل والثور لحرث الأرض… إلخ. لعل تلك العلاقة هي ما دفعته أيضًا لتصوير الحيوانات على الكهوف القديمة لتسجيل ما يمر به، وتقديسها مع نشوء الديانات الأقدم، حتي الديانات السماوية لم تخل من قصص الحيوانات. أما الأدب فقد اتخذ من الحيوانات أبطالاً وشخوصًا، وسرد على ألسنتهم العديد من الحكايات الأدبية البديعة، وإن كانت الكتابة عن الحيوانات بالغة الندرة فهي أيضًا بالغة التأثير، فمن خلالها تمكن المؤلف من أن يعبّر عن المتاح وغير المتاح، هنا سنعرض أبرز القصص التي اتكأت على الحيوان كبطل رئيسي ومحرك أساسي في الحكاية..

 

«كليلة ودمنة»: خلاصة الحكمة بالطرافة..


يحكى أن الأسكندر ذا القرنين حين غزا بلاد الشرق، وكانت الهند من ضمن تلك البلاد، عيّن أحد رعاياه حاكمًا عليهم. غير أن الهنود لم يرضوا بهذا الحاكم الأجنبي فثاروا عليه وخلعوه ونصبوا واحدًا منهم وهو “دبلشيم” حاكمًا لهم، وقد أمر الحاكم الجديد الفيلسوف “بيديبا” أن يجمع له خلاصة الحكمة بأسلوب طريف، فما كان من الفيلسوف غير أنه كتب حكايات كليلة ودمنة. وكليلة ودمنة هما حيوانان من حيوانات ابن آوي، والحكايات كلها تدور في الغابة على ألسنة الحيوانات المختلفة، وقد رجح البعض أن الكتاب يعود إلى القرن الرابع الميلادي وتمت كتابته باللغة السنسكريتية وأنه هندي الأصل بينما شكك البعض الآخر في تلك المعلومة ونسبوا الكتاب إلى عبد الله بن المفقع نظرًا لكون الكتاب في لغته العربية هي الأقدم، فكيف يكون ترجمه ابن المفقع في القرن الثاني الهجري بينما الكتاب تم تأليفه في القرن الرابع الهجري؟ وبعيدًا عن أصول الكتاب فإن العمل الذي وصل إلينا الآن زاخر بالحكايات المسلية ذات المعاني القيمة، فكل قصة تحمل في نهايتها حكمة يعقبها دعوة للحاكم، ويحتوي الكتاب على خمسة عشر بابًا، لكل باب منها يتضمن حكمة ما، فالباب الأول مثلاً، باب الأسد والثور، سنجد أن موضوعه ينطوي على الوشاية التي تفسد الصداقة، بينما الباب الثاني، باب الفحص عن أمر دمنة، فإن الحكمة منه هي المصير السيء للواشي… وهكذا.

والكتاب يتخذ نفس تقنية «ألف ليلة وليلة» من حيث أن هناك قصة إطارية عامة، بداخلها قصة تنبع منها قصة أخرى… فما تكاد أن تخرج من حكاية حتى تدخل في أخرى.

وإن كان هدف الكتاب من البداية تجميع الحكمة بأسلوب أدبي مسل، فإن الكاتب استطاع أن يحقق هدفه، وأن يقدم للبشرية عملاً أدبيًا راقيًا يشمل النصح الأخلاقي والإصلاح الاجتماعي والتوجه السياسي السليم ويعمل على تقويم الحكام والرعيّة.

«مزرعة الحيوان»: هكذا تضيع الثورات..


لا يمكن أن ننظر إلى الأعمال الأدبية بمعزل عن حياة مؤلفيها، فالكاتب كالإناء ينضح بما فيه، وجورج أوريل الكاتب البريطاني الأشهر عانى كثيرًا من الشيوعية السوفييتية، واعتبرها مضللة، تغرر بالأفراد وتستغلهم. تُنتسب «مزرعة الحيوان» إلى الأدب السياسي، وفيها يرصد تطورات الثورات -وإن كان يقصد تحديدًا الثورة الروسية- منذ اندلاع الحلم وحتى تحولها إلى كابوس رهيب. والبداية مع الخنزير العجوز ميجور صاحب الجائزة الذي رأى في منامه حلماً بالاستقلال، فأخبر به حيوانات المزرعة ومات، ولكن بعد موته تتحرر الحيوانات من استعباد مستر جونز السكير، وتطيح به وبرجاله لتصبح المزرعة ملكًا للحيوانات، ويقوم الخنزيرين سنوبول ونابليون على إدارة المزرعة، ولكن مع تطور الأحداث تتحول الخنازير إلى صورة أخرى من البشر، من الاستبداد والظلم. وتضيع مبادئ الثورة، وتندثر شعاراتها وما كان يأمل إليه كل حيوان وسط ثغاء الخراف، ليجدوا أنفسهم كما كانوا قديمًا مجرد عبيد.

 

«حكاية على لسان كلب»: التنصل من الأصل..

 

 الكاتب المصري يحيى الطاهر عبد الله حالة متفردة بلا شك في الأدب العربي، وربما العالمي، يكفي أنه الوحيد القادر على حفظ رواياته وقصصه، ولعل ذلك ما أكسبه لغة شديدة الخصوصية.

وللكاتب المصري رواية صغيرة أو قصة طويلة بعنوان «حكاية على لسان كلب» والقصة تدور حول الكلب البلدي محظوظ الذي يعيش في الأرياف، وهناك يرى الكلبة لولو صاحبة الحسب والنسب فيتعلق بها ويقرر أن يهرب من أهله وأن يرحل باحثًا عنها في المدينة حيث يتعرف على نملة تكون هي مرشدته المخلصة. ويكتشف الكلب محظوظ مواهبه فيلتحق بالسيرك ليقدم عروضًا مدهشة، على أثرها ينال الشهرة والمجد والمال، ويتزوج من لولو حبيبة القلب في حفل زفاف ضخم يضم الكلاب من كافة الفصائل. غير أنه في حفل الزفاف يتنصل من أهله ”البلدي“ ويطردهم من قصره الكبير، ويقتل النملة… بعدها يُصاب بمرض غامض فيعيش ما تبقي من عمره على الحقن والأدوية.
قد تبدو القصة مستهلكة تمامًا، وهي أقرب إلى أفلام السينيات، وقد تكون أقرب إلى قصة عبد الحليم حافظ، وقد تكون من أقل ما كتب يحيى الطاهر عبد الله، ذلك الكاتب الذي متعنا بـ «حكايات للأمير حتى ينام» و«أنا وهي وزهور العالم».

 

«النورس جوناثان ليفنجستون»: أن تعيش لتطير..


يحكي الكاتب الأميريكي ريتشارد باخ  في روايته الصغيرة عن النورس جون، ذلك النورس الذي يحلق بعيدًا عن السرب، فالطيران بالنسبة له متعة أو غاية المتع، ولا يقارن بأي عمل آخر، في الوقت الذي يراه باقي السرب غريب الأطوار، حتى الأب والأم، وهما شخصيتان في غاية النمطية، وفي مرة قرر جون أن يحلّق بسرعة كبيرة جدًا. غير أن مجلس السرب قرر أن يطرد جون بسبب حماقته المتكررة. وفي وحدته تعرّف على المُعلم -وهو أيضًا شخصية في غاية النمطية- الذي نصحه بأن يتبع تفكيره ليجد جون نفسه في سماء غير السماء، لها ألوان عجيبة وشموس، وهناك الكثير من النوارس التي تحيا من أجل الطيران. وكان بإمكانه أن يعيش هناك إلى الأبد غير أنه بدافع من المسئولية قرر العودة إلى موطنه على المحيط ليواصل رسالته المقدسة وليكون معلمًا لـ “فلتشر” بعدها انضم العديد من النوارس ليتعلموا من جون.. هنا تنتهي الرواية في جزئها الثالث ولكن المؤلف قرر أن يضيف جزءاً رابعاً لكتابه، وفيه تحول “جون” عبر أجيال إلى نورس مقدس.

والرواية قد حققت رواجًا هائلاً -كعادة الروايات التي تتسم بالنصائح المباشرة أو تنتمي إلى التنمية البشرية- ولكن إن نظرنا في النص ورمزيته فلن نجد أنه قدم جديداً، خاصة وأنه أفرغ المعنى الباطني واقتصره على الطيران بلا جدوي.

على أية حال فإن الأعمال الأدبية التي قدمت الحيوانات كأبطال لها توقفت عند الرمزية، وانشغلت بما ينشغل به الإنسان، ولم تعبر بصدق عن الحيوان نفسه، وإن كنت أعتقد أن الفن، والأدب خصوصًا قادر على إنتاج نص يعبر بالفعل عن بطله حتى وإن كان حيواناً.

The post رمزية الحيوان في الأدب الإنساني.. من «كليلة ودمنة» إلى «مزرعة الحيوان» appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
شيماء: فصل من رواية “حكايات مدهشة لابن الراوي” https://rommanmag.com/archives/18840 Tue, 08 Aug 2017 13:34:06 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%b4%d9%8a%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d9%81%d8%b5%d9%84-%d9%85%d9%86-%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%af%d9%87%d8%b4%d8%a9-%d9%84%d8%a7%d8%a8%d9%86-%d8%a7/ لكل واحد منا أميرة، وشيماء أميرتي… شغوف بها طوال اليوم الدراسي، ليست الأجمل ولكن شعور مبهم خطفني لها. ولا أعرف كيف ألفت نظرها؟ فالأميرات ينجذبن إلى الأوسم، الأطول، الأشطر. وأنا نقيض كل ما فات.  ويطلب منا الأستاذ عادل أن نحفظ مقطعاً من كتاب القراءة، فغدًا الإملاء. في البيت، بدلاً من أن أنشغل بالحفظ أفكر في […]

The post شيماء: فصل من رواية “حكايات مدهشة لابن الراوي” appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
لكل واحد منا أميرة، وشيماء أميرتي… شغوف بها طوال اليوم الدراسي، ليست الأجمل ولكن شعور مبهم خطفني لها. ولا أعرف كيف ألفت نظرها؟ فالأميرات ينجذبن إلى الأوسم، الأطول، الأشطر. وأنا نقيض كل ما فات. 

ويطلب منا الأستاذ عادل أن نحفظ مقطعاً من كتاب القراءة، فغدًا الإملاء. في البيت، بدلاً من أن أنشغل بالحفظ أفكر في طريقة تضمن لي التفوق الأكيد. أفتح الكشكول وأكتب المقطع المطلوب حفظه على جلدة الكشكول من الداخل بقلم رصاص خفيف.. وفي الحصة، أدعي أنني أداري ما أكتبه بجلدة الكشكول عن زميلي، غير أنني في الحقيقة أنقل المقطع قبل حتى أن ينتهي منه الأستاذ عادل، ولمزيد من الحرص، ولمزيد من الدهاء، أتعمد أن أخطأ في ثلاث كلمات، ينشغل الأستاذ بتجميع الكراريس فأمسح المكتوب بالقلم الرصاص وأنا موقن من النتيجة مُسبقًا، وتأتي النتيجة 7/10.. في المرة الثانية أخطأ في كلمتين، في الثالثة أخطأ في كلمة، في الرابعة أحصل على عشرة من عشرة، وأتحول بقدرة قادر من تلميذ خائب إلى طالب مجتهد، وينسب الأستاذ عادل لنفسه فضل كبير ويتباهي بي أمام العيال والمدرسين أيضًا، وأفرح أنا بنجاحي الزائف وأعتز به، وأري الإعجاب في عين أميرتي فأتجرأ في الفسحة وأتحدث معها، فأفوز بالأميرة بغير عناء. وتمر الأيام وتهترئ جلدة الكشكول من أثر الكتابة والمسح، وأبحث عن طريقة بديلة فغدًا حصة إملاء جديدة ووسام آخر على صدري، أكتب المقطع المطلوب حفظه في ورقة وأطويها بعناية وأضعها في جيبي. لم تكن هناك خطة محددة. ويطلب الأستاذ عادل من الطلبة المتفوقين – وأنا واحد منهم- أن ينتقلوا إلى الدكك الأخيرة، ويسحب كرسيه ويجلس في المقدمة لمراقبة التلاميذ الخائبة التي لا بد وأن تكون غشاشة، ويترك لي مساحة من الحرية. أفتح الورقة وأرمي بها بين قدميّ تحت الدكة، أدقق النظر في الحروف والكلمات فلا أميزها. أعاني من نظري الضعيف، ومن اضطرابي المخيف، أحاول أن ألتقط كلمة واحدة فأعجز. وإذ بيد قوية تنزل على قفايا، تصطدم رأسي بحافة الدكة، قبل أن أستوعب ما يدور يلتقطني هو كفأر مقزز ويركلني، ركلة كفيلة بأن تطيح بي. الجميع عينه معلقة عليّ وأنا عيني معلقة عليها وأميرتي مذعورة. يلتقط الورقة من على الأرض، ويرفع بدليل إدانتي.. يصرخ.

ليه؟

مصدوم هو بلا شك. لا أرد. الذهول أقوي من الجميع.

اقلع الجزمة.

مأزق آخر… الشراب مقطوع وبائس مثلي. أتسمر. ينهال عليّ بالعصا كمجنون.

اقلع الجزمة.

أتلكع في خلعها، يزداد غضبه، يحملني، ويحطني على الدكة الأمامية ويخلعها هو، ويأمر العيال بأن يكبلوني، يختار منهم الأشرار والعملاقة، ثم يضربني على قدمي 10 ضربات موجعة، لا أتمالك نفسي فأبكي، وأتحاشي النظر إلى أميرتي. حين ينتهي يأمرني بأن ألف الفصل كله فأفعل، ثم يعود ليضربني عشرة ضربات أخري، نار تحرق قدمي، أتقافز ككتكوت على صفيح ساخن، يعاود ضربي مجددًا، أعتقد أن عقابه سيكون أبدي غير أنه يمزق كراستي ويلقي بها في سلة المهملات ويخرج. 

البعض ينظر لي بشفقة، والبعض ينظر لي بشماتة، وأنا منكس الرأس ومهزوم، ومتعري، ولا أملك غير أمنية واحدة: أن تنشق الأرض وتبتلعني.

وقت المرواح لا أذهب إلى شقتنا، أخرج من المدرسة وأجري على بيت سيتي. حين تفتح خالتي الباب تُصعق وتخبط صدرها.

مالك؟

أرد بصوت ذليل.

مافيش.

تتأمل وجهي، وتتفحصه.

إزاي مافيش؟ انت شكلك مضروب.

أنهار وأصرخ وأقول لها:

أنا عاوز أبقى شاطر.

تحاول أن تجبرني على الهدوء فلا أهدأ. أردد بإصرار.

أنا عاوز أبقى شاطر.

بعد الغداء، تفرش الكتب المدرسية على الأرض وتراجع معي الدروس، أنتبه لها تمامًا.

في حصة الإملاء يُجلسني أستاذ عادل جواره، يترك الفصل كله ويركز معي، أسلمه الكراسة بلا خطأ واحد، يراجعها أكثر من مرة، ويقلب فيها ثم يعطيني الدرجة النهائية دون أي مدح.

يتجنبني العيال، وأتحاشهم أيضًا، وأنظر إلى أميرتي فتبدو كذكري بعيدة وموجعة.

****

في الصف الخامس الإبتدائي تعلن مديرة المدرسة بطابور الصباح عن مسابقة أدبية في مجال القصة القصيرة، والقصة عن أمجاد الجيش المصري في حرب أكتوبر. 

أبو الشبح كان قد شارك في حرب أكتوبر، وفيها فقد عين. 

بليل أشتري ورق فلوسكاب وأكتب قصة عم  أبو الشبح، وأستعين بالراوي – وهو يحب من يستعين به في الرسم فقط- فيرسم على أوراق القصة علم مصر وطائرات ودبابات ملونة ومزينة بالورود.. في صباح اليوم التالي أقدم ورق المسابقة لأمينة المكتبة..

وتمر الأيام، وربما الشهور، وأنسي أمر المسابقة ولا أنسي أميرتي، لا تزال على دكتها، ولا يزال قلبي معلق بها. ويدخل أحد أفراد الشرطة المدرسة ويطلب من عادل الراوي وشيماء سعادة التوجه لمكتب المديرة.

أمشي إلى جوارها متردد وخائف من القادم، تبدو هي أكثر توتر، تسألني.

انت عملت حاجة غلط؟!

أكاد أن أقول لها أنني لا أفعل غير الغلط. غير أنني أهز رأسي بما يعني “لا”، وأعيد لها السؤال:

وأنتي؟

تنظر في عيني.

خايفة.

أتمني أن أحضنها وأقول لها لا تخافي. ولكني أسكت.

وندخل المكتب، في المكتب ينتظرنا موظف وموظفة، ما إن ترانا المديرة حتي تقوم مرحبة بنا.

أهلا بحبايبي الحلويين.

أطمئن، تضيف.

دول ولادي.

ويتساءل الموظف.

أنتم كنتم مشتركين في مسابقة القصة؟

ونُجيب معًا.

آه.

تقول الموظفة.

مبروك.. أنتم كسبتم..

ويحصل كل واحد منا على شهادة تقدير، ومقلمة تحتوي على مسطرة وقلم رصاص وآخر جاف وأستيكية وبرجل واستيكر وبراية. ونعود ونحن سعداء، وتلمح في عيني نظرة إعجاب فتبتسم برضا، وتظل ابتسامتها كذكري قريبة ومبهجة. 

The post شيماء: فصل من رواية “حكايات مدهشة لابن الراوي” appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
فلسطين اليوم في عيون كتّاب مصريين https://rommanmag.com/archives/18831 Thu, 03 Aug 2017 13:53:12 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d9%81%d9%84%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d8%b9%d9%8a%d9%88%d9%86-%d9%83%d8%aa%d9%91%d8%a7%d8%a8-%d9%85%d8%b5%d8%b1%d9%8a%d9%8a%d9%86/ بمشاركات كل من رانيا هلال ومصطفي الشيمي ووسام جنيدي وعمرو العادلي ومحمد علاء الدين

The post فلسطين اليوم في عيون كتّاب مصريين appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
 الكاتب شاهد على عصره، موهبته فرضت عليه أن يرى الواقع بعين أخرى، عين المدقق والمحلل، ربما ليعيد ما تم إختزاله إلى فن في النهاية أو لتوثيقه بطريقته الخاصة، لذلك فهو أصدق من يعبّر عن قضايا مجتمعه ومشاكله، ولعل من أهم القضايا التي شغلت وتشغل كل عربي هي قضية فلسطين، تلك القضية التي دامت إلى أكثر من ستة عقود دون حل فعلي وعادل… كيف يراها كُتاب هذا الجيل من المصريين؟ 

الحنين إلى الشغف
تقول رانيا هلال صاحبة مجموعة «دوار البر» الفائزة بجائزة ساويرس، لـ رمان: لم تعد الأحزان وحيدة مفردة، بعدما كانت القضية الفلسطينية محور اهتمامنا ومتابعاتنا طوال فترة الطفولة والشباب، تكاثرت الهموم العربية داخليًا وخارجيًا فأضحت نظرتنا للدماء والقتلى معتادة ولم يعد مشهد قتل الشهيد الفلسطيني محمد الدرة يفجعنا كما كانت أول مرة. أصبحنا نرى كل يوم داعش تمثّل بالعشرات من الجثث والإرهاب يحصد المئات فى العديد من الدول ومصر على رأسها. 
كل هذه المشاهد التي نألفها يوماً بعد يوم أودت بالكثير من الآمال والأحلام التى أخذت تتراءى لنا شباباً وأطفالاً ومن أبرزها عودة الأرض المغتصبة من المحتل الصهيوني. 
ومع ارتفاع الأسعار فى مصر وتعويم الجنيه ورفع الدعم بنسبة كبيرة إضافة لغياب الرقابة وانتشار الجشع بين التجار أصبح هم كل عائل لأسرة أو شاب يواجه الواقع بمفرده أن يجد لنفسه موطأ قدم، فرصة عمل تؤمّن له احتياجاته الأساسية، أو كما نقول تؤمّن فقط “حد الكفاف”.
وأتساءل فى ظل هذه الظروف العصيبة كيف يتسنى لأب وأم كادحين أن يجدا الوقت والطاقة والبراح النفسي والمادي حتى يغرسا قيم الانتماء وحب الوطن فى نفوس أطفالهم ناهيك عن الانتماء العربي والكفاح الفلسطيني ضد الاحتلال. كيف لشاب أن يحمل الهم الفلسطيني وهو غارق حتى أذنيه فى دوامة لا تنتهي من الصراعات النفسية والاجتماعية والمادية من بعد آماله التى تحطمت بعد ثورة يناير.
الشتات هو عنوان المرحلة التى لم تنته بعد فى العالم العربي، شتات داخل الأوطان وخارجها، يعلم الجميع أن ما يحدث من مفاوضات ومؤتمرات لحل مستجدات القضية الفلسطينية وإدانة وشجب وتنديد من قبل كل الدول بما يفعله الكيان الصهيوني، ما هو إلا استكمال لمحاولات بائسة فى تمثيلية معادة مملة.
الحسرة والعجز والصمت هو ما يعتري جيلاً بأكمله كممت أفواهه بالعوز والاحتياج وخيبة الأمل ولازال يرى ويصمت قهراً، ومع ذلك لازلنا نحمل داخلنا ذلك الشغف القديم لفلسطين، وما إن نرى بارقة أمل -حتى وإن كانت مؤقتة- حتى نستعيد حنينا إليها المتواري خلف أستار همومنا اليومية.

الهموم الداخلية تطغي
ويؤكد الروائي والقاص مصطفي الشيمي الحاصل على العديد من الجوائز منها جائزة دبي الثقافية عن مجموعة «بنت حلوة وعود» لـ رمّان: مشكلة فلسطين، في ظني، هي أنها لم تعد تمثل أهمية كبرى في شتى البلدان التي مرت بما يُعرف بالربيع العربي، فهذه الثورات تركت البلاد في وضع صعب، وما دامت البلاد مشتعلة كلها، وتأكلها النيران، فإن خصوصية الوضع السياسي لفلسطين، قد تراجع إلى الخلف قليلاً، وهذا أمر طبيعي.. على سبيل المثال، فإن المواطن المصري الآن، مهموم أكثر بارتفاع أسعار البنزين، والدولار، الذي سبب ارتفاع أسعار كل شيء، وهو يراقب جيدًا حال السوق الذي يبدو كأنه على كف عفريت. عند الوقوف على منحدر، اقتصادي، فإن أعين الجميع تعود إلى الداخل، رغم اهتمام المصريين طوال الوقت السابق بالقضية الفلسطينية، وكذلك اهتمام الدولة بها باعتبارها قضية تمس أمنها القومي، أو من قبل تيارات أخرى تنازعت على حق امتلاك القضية، لتسويق وجودها السياسي، إلا أن قيمة القضية الفلسطينية الدينية لم تتأثر -كثيرًا- بهذا الصراع على السلطة في مصر.
أنا أيضًا، المتيم بفلسطين، بشعرائها ومطربيها، لا أتابع ما يحدث هناك، بقدر ما أتابع الوضع في مصر، والاقتصادي منه خاصة، حتى الآمال السياسية، والمطالبات بالحقوق والحريات، فقد انزوت إلى ركن قصي، ولم تعد تمثل أولوية لدي في الوقت الحالي، والتفكير في بلدان أخرى، في هذا الوقت الصعب، يعد رفاهية، ومثالية في رأيي. أعتقد أنه، بعد عبور هذه اللحظة التاريخية الصعبة، فإن القضية الفلسطينية ستعود إلى مكانتها، كما كانت، فهي محاولة لإبادة شعب كامل، مثلما حدث مع السكان الأصليين، الهنود الحمر، في أميركا، لكن هذه الإبادة تتم بأدوات هذا العصر، وبلغة جديدة.

حنظلة يتساءل: وين الجيوش العربية؟
وسام جنيدي روائي وقاص مصري صدر له رواية «نانسي وأصدقاؤها» بالإضافة إلى مجموعة قصصية بعنوان «منزل مليئ بالقطط».. يصرّح جنيدي لموقع رمّان: منذ الصغر وأحلام القومية العربية، وصورة العربي الممشوق، وحلم تحرير القدس والقضية الفلسطينية في عقلي وقلبي، مع مرور الوقت ومع موت الشيخ ياسين راعني منظر حنظلة الذي رسمه ناجي العلي، لتكون تنفيسًا عن غضبه ضد السياسيين الإسرائليين والفلسطينين على السواء، وعندما شاهدت الفيلم المكتوب عن قصة حياة ناجي العلي الذي أخرجه عاطف الطيب رحمه الله، استرعى انتباهي شخصية محمود الجندي، السكير الذي ظل أثناء الغزو ينتظر الجيوش العربية، وظل السؤال يتردد على لسانه طوال الوقت بعد يقينه بعدم مجئيها “وين الجيوش العربية؟” فتكوّن عندي شخصية مشتركة في خيالي تعبّر عما يدور في خلدي، صورة حنظلة وهو يدير ظهره للعرب أجمعين وينفث عن غضبه بالكلمات ولكن إذا ما استدرنا لرؤية وجهه لرأينا وجه هذا الطفل ساخرًا وربما متساءلاً “وين الجيوش العربية ؟”.
كل شيء يسيّس عدا حنظلة، الذي تحول مع الوقت إلى “تعليقة رقبة” يأتي بها أشقائنا الفلسطينون هدية لنا في مصر عند زيارتنا، حنظلة الطفل الذي أصبح سكيراً في أفكاري لا يهادن، ولا يرضى بالحلول الوسط ولا المكاسب الوقتية أوالمكانية البسيطة، حنظلة لن يترك أهله ولا أرضه سيظل منتظراً للجيوش العربية، حنظلة لن يهادن ولن يقبل بالموائمات السياسية بين الأحزاب المتعددة، حنظلة سيسامح على ما حدث له في المخيمات من قتل إذا ما جاءت الجيوش العربية، حنظلة هو أجمل ما في القضية الفلسطينية، الأرض والأيديولوجيات والمعتقدات لا تعنيني، يعنيني أن يدير حنظلة وجهه للعالم ثانية، يسامح، يعود لدراسته ويعود لمنزله، حنظلة هو القضية الفلسطينية، لا الأرض.

الظلم الأكبر
الكاتب عمرو العادلي صدر له العديد من الروايات والمجموعات القصصية حصل على جائزة ساويرس عن مجموعة «حكايات يوسف إدريس» وجائزة الدولة التشجيعية عن رواية «الزيارة» بالأضافة إلى تصدّر روايته الأخيرة «اسمي فاطمة» قائمة البيست سيلر.. يتحدث حول تلك الإشكالية قائلاً: القضية الفلسطينية، أنا ولدت فوجدتها جرحًا لا يداويه الزمن ولا القادة العرب. وهي جرح ليس فقط لأنها دولة عربية. ولكنها لو لم تكن عربية مسلمة لكنت سأتعاطف معها أيضًا، فهي أكبر ظلم تاريخي وقع على شعب منذ بداية التاريخ، لأن الدول التي تحتل دولاً أخرى كانت تعود إلى ديارها بعد أن تتم أعمال السلب والتخريب.
لكن في المسألة الفلسطينية الأمر يختلف. إذ أن من احتلوها اختلقوا في خيالهم بلداً. ولكنهم في الحقيقة بلا بلد ولا منطق. لذلك فالشعب الفلسطيني يبقى أشجع شعوب الأرض وأبسلهم في التفنن في الدفاع عن أرضه منذ سبعين سنة. وما ساهم في خفوت القضية العربية الأساسية، وهي القضية الفلسطينية، في المرحلة الأخيرة هو بروز قضايا عربية أخرى مثل الخراب والدمار في العراق ومشكلة اللاجئين في سوريا والإرهاب في ليبيا. وتخبط المواقف العربية في مصر والسعودية والإمارات. كل ذلك جعل القضية الفلسطينية جزءاً من كل. ولكن برغم ذلك فتلك القضية تمثل لي الكثير من محاولة التمسك بأهداب الكرامة العربية المهدرة في السنوات الأخيرة.

فلسطين في القلب والعقل
أما الكاتب محمد علاء الدين صاحب رواية «إنجيل آدم» و«الصنم» و«القدم» و«كلب بلدي مدرب»، والذي أصدر العديد من المجموعات القصصية ومنها «الحياة السرية للمواطن م» فإنه يرى أن: فلسطين ما زالت هنا، لم تعد فقط في القلب، بل في العقل. ربما أدى دخولها العقل إلى تحييد بعض من العاطفة، ولكنه، وفعلاً، فقد قادك العقل لأسئلة أخرى تعيد تشكيل المعضلة، فشعور الظلم كعاطفة تحوّل لسؤال عن العدل، وشعور الهوية تحول لسؤال عن تشكلها، والدفع بالحق توسع ليشمل كل من ولد على هذه الأرض في يومنا هذا.
تحولت فلسطين لمثال عظيم على كيفية اختراع المجتمعات، والثقافة، والفنون. تحولت لمثال بديع، هي والنظر إليها معًا، عن إعادة التوصيف، إعادة التعيين، إعادة التفسير. ما تزال فلسطين تعني لي أشياء كثيرة، أهمها الحب من بعيد، وكيف يمكنك أن تحب ما لا تعرف، وربما جزء من المحبة يكمن في هذا الجهل، بالضبط كمن يميل لإسرائيل في دولة من دول الشمال الاسكندنافي.
أفكر كثيرًا في بقعة من الأرض، في شعب بالأحرى، تم اختطافه مرتين: مرة من سفن بعيدة أتت من الشمال، ومرة من إناس لهم ذات الأسماء وذات الملامح وذات اللغة، تاجروا به في القصور والمطابع وقاعات الندوات والمؤتمرات. كيف تم اختطافنا، بشكل أو بآخر، بسبب اختطاف هذا الشعب. كيف حرمنا من بعض حقوقنا، لأن هذا الشعب قد حرم من أغلب حقوقه.
تأتي المفارقة من تخيل أن حلاً ما لأزمة فلسطين ربما لا يحل أزمتنا؛ سيجدون الإيرانيين، أو الأتراك، أو الماسونيين، أو غزاة الفضاء، ليحدثوننا عن “الخطر المحيق بنا”، ويرجوننا أن نصمت لأن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة. على العموم، نتحدث عن فلسطين وليس عنا، إن كان هذا التفريق ممكنًا جدًا في هذه البقعة من الجغرافيا وهذه البقعة من التاريخ. أتمنى أن يجد كل أبناء فلسطين، من كل الأعراق والأديان والطوائف، مكانًا تحت الشمس، مكانًا يعيشون فيه بعدل وكرامة وحرية، مكانًا يسع كل من ينتمي لهذه الأرض، لا تزال فلسطين في القلب والعقل، طبعًا.

​​​​​​

The post فلسطين اليوم في عيون كتّاب مصريين appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
فلسطين في الأفلام المصرية منذ ١٩٤٨ حتى “باب الشمس” https://rommanmag.com/archives/18788 Sun, 23 Jul 2017 13:12:20 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d9%81%d9%84%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%81%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b5%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d9%86%d8%b0-%d9%a1%d9%a9%d9%a4%d9%a8-%d8%ad%d8%aa%d9%89/ تُعتبر السينما، بخلاف كونها فنًا مرئيًا، وسيلة لتوثيق حال المجتمع، ومن خلالها يمكن أن نرصد حال الشعوب وتاريخها، لذلك فإن السينما منذ نشأتها قد انشغلت بالقضايا وبالمشاكل سواء كانت إنسانية أو إجتماعية أو سياسية أو قومية، وقد حاولت قدر المستطاع أن تقدم رؤى مختلفة لتلك القضايا، ومن أهم القضايا التي تناولتها السينما، وتحديدًا السينما المصرية، […]

The post فلسطين في الأفلام المصرية منذ ١٩٤٨ حتى “باب الشمس” appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
تُعتبر السينما، بخلاف كونها فنًا مرئيًا، وسيلة لتوثيق حال المجتمع، ومن خلالها يمكن أن نرصد حال الشعوب وتاريخها، لذلك فإن السينما منذ نشأتها قد انشغلت بالقضايا وبالمشاكل سواء كانت إنسانية أو إجتماعية أو سياسية أو قومية، وقد حاولت قدر المستطاع أن تقدم رؤى مختلفة لتلك القضايا، ومن أهم القضايا التي تناولتها السينما، وتحديدًا السينما المصرية، قضية فلسطين. فهل نجحت في ذلك؟

ربما يكون فيلم “فتاة من فلسطين” أقدم الأفلام المصرية التي تعرضت لتلك الإشكالية… والفيلم تم إنتاجه في عام النكبة، 1948، وهو بطولة محمود ذو الفقار وإخراجه أيضًا، وقد شاركته في البطولة سعاد محمد، وكتبته عزيزة أمير ويوسف جوهر، وتدور أحداثه حول الضابط المصري الذي يدافع عن الأراضي الفلسطينية ضد العدو الصهيوني، وذات مرة تصاب طائرته فيسقط في قرية صغيرة بفلسطين، وهناك يتعرف على سلمى التي تتولى العناية به في منزلها، ويتعرف أيضًا على مجموعة من الفدائيين الذين يدفعون حياتهم مقابل الأرض والوطن، وتتوطد علاقته بسلمى فيقع في حبها، خصوصًا بعد معرفته أن بيتها ما هو غير مركز للمقاومة، وفي النهاية يتزوج منها في حفل عربي فلسطيني حيث يزفه الفدائيون.

في العام نفسه، 1948، قدم المخرج نيازي مصطفي فيلم “أرض الأبطال” بطولة كوكا وجمال فارس، وإن كانت قصته لا تبتعد كثيرًا عما سبقه، فالبطل جمال تضربه الصدمة حين يعلم أن الفتاة التي يحبها ستتزوج من والده الثري، فيقرر ترك البلاد ويسافر إلى فلسطين وهناك يتعرف على كوكا ويقع في حبها، ثم ينضم إلى المقاومة غير أن والده يعقد صفقة سلاح مع رجال المقاومة وإذ بها أسلحة فاسدة تتسبب في فقدان بصر الابن، وهي إشارة واضحة لصفقة الأسلحة الفاسدة حينذاك.

بعد ثورة يوليو بعدة أعوام، في عام 1957 قدم المخرج كمال الشيخ مع فاتن حمامة وعمر الشريف فيلم “أرض السلام”، ما يحسب فعليًا لهذا الفيلم أنه أول فيلم يستخدم اللهجة الفلسطينية، والفيلم هو تكرار لنفس القصص الفائتة تقريبًا حيث المناضل أحمد الذي ينضم للمقاومة ضد الصهاينة فيسقط في حب سلمى الفلسطينية لتنتهي قصة الحب بالزواج كالعادة. 

قبل هذا الفيلم بعامين فقط، 1955، وبأمر من جمال عبد الناصر شخصيًا تم عرض فيلم “الله معنا”، والفيلم تم تصويره في عهد الملك. غير أن الملك فاروق منع عرضه. وهو يحكي عن الضابط عماد الذي يشارك في حرب 48 ليقع ضحية الأسلحة الفاسدة فيفقد ذراعه وعند عودته يكتشف أن والد حبيبته نادية متورط في تلك الصفقة المشبوهة فتساعده. والفيلم من بطولة عماد حمدي وفاتن حمامة، وإخراج أحمد بدر خان، أما القصة فللكاتب الكبير إحسان عبد القدوس.

ويبدو أن بعد النكسة انشغلت السينما المصرية بقضيتها الداخلية، وانصرفت عن قضية فلسطين فلم يظهر أي فيلم يناقش القضية الفلسطينية إلا بعد نصر أكتوبر بعامين، في 1975، من خلال فيلم “الظلال في الجانب الآخر”، والفيلم ناقش القضية وقضايا أخرى من منظور مختلف هذه المرة، وهو من إخراج غالب شعث، وتأليف محمود دياب، وبطولة نجلاء فتحي ومحمود ياسين، ويتناول الفيلم علاقة حب محمود وروز التي تسفر عن جنين، فيهرب محمود من المسؤولية ويلجأ إلى العوامة حيث الأصدقاء الجُدد، وهناك تُدار المناقشات عن ظروف البلد الداخلية والخارجية، وأهم تلك المناقشات ما يدور في فلسطين، وفي النهاية تموت الطفلة وتنتحر البطلة كعادة أفلام السبعينيات.

فيلم “إسكندرية ليه؟” ليوسف شاهين يعد أهم محطة في تناول السينما للقضية الفلسطينية، هو يعتبر من زاوية ضيقة أول سيرة ذاتية سينمائية للمخرج الكبير، ولكن من زاوية أوسع هو رصد لتاريخ دول تتبدل أحوالها حيث نهاية الحرب العالمية الثانية وتأثيرها على البلدان والشعوب والأشخاص أيضًا، والفيلم من إنتاج عام 1978، وفيه يعرض شاهين مقتطفات من حياته من خلال شخصية يحيى الفتى الذي يعشق السينما بجنون، ويتطرق إلى التهجير القسري في فلسطين وتشكيل العصابات الصهيونية، ويصبح صديق اليوم عدو ومغتصب في الغد، فصديقه اليهودي الذي كان يرافقه دومًا يرحل إلى فلسطين ليكون واحداً من عصابة تعمل على قتل المواطنين هناك، ولنا وقفة أيضًا عند شخصية سارة، نجلاء فتحي، اليهودية وعلاقة حبها مع إبراهيم، أحمد زكي، ورفضهما لسياسات حكامهما، وتعلقهما ببعضهما في علاقة حب. 

أما فيلم “ناجي العلي” الذي تم عرضه عام 1992 فيُعتبر حالة متفردة، وهو من إخراج عاطف الطيب، وتأليف بشير الديك، وبطولة نور الشريف، ويصنفه النقاد على أنه سيرة ذاتية، ولكن المتأمل الحقيقي لأحداث الفيلم سيدرك على الفور أنها سيرة وطن يناضل بالكلمة أو الصورة ليكون جزاؤه في النهاية الاغتيال، والفيلم يحكي عن ناجي العلي رسام الكاريكاتير الأشهر، ومبدع شخصية حنظلة، وعن نضاله بفنه ضد الصهيونية بأسلحتها، وكيف للرسمة أن ترهب جيشاً بأكمله فيلجأ إلى قتل صاحبها.

قبل الانتفاضة الفلسطينية الثانية بعامين تقريبًا ظهر على الساحة السينمائية ما عُرف باسم سينما الشباب، ويعتبر مدحت العدل والمخرج سعيد حامد أهم مؤسسي تلك الظاهرة التي لم تعد ظاهرة في الحقيقة، وقد كان فيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية” تدشيناً لمرحلة سينمائية جديدة تعبر عن الشباب ووعيهم بالقضايا، والفيلم من بطولة هنيدي ونخبة من الشباب الذين أصبحوا نجوماً فيما بعد، وتدور أحداثه حول خَلَف، الفتي الصعيدي الذي جاء من قريته ليلتحق بالجامعة الأمريكية، فينشغل بالموضة والفتيات إلى أن يعرف طريقه في النهاية، وأنه لا بد أن يصبح صاحب قضية، ويحرق علم إسرائيل ليصبح بطلاً في عيون الجميع! بعدها بعدة أعوام اندلعت انتفاضة الحجارة وأصبح حرق العلم الإسرائيلي داخل جامعات مصر هو المشهد الأكثر انتشارًا.

بعد ثلاثة أعوام يكتب مدحت العدل فيلم “أصحاب ولا بزنس” ويخرجه علي إدريس، وهو من بطولة مصطفي قمر وهاني سلامة، ويحكي الفيلم عن صديقين يتنافسان على إعلان لشركة ملابس، كريم وطارق، ويفوز طارق بالإعلان في حين تجبر المحطة كريم أن يسافر إلى فلسطين لتغطية أحداث الإنتفاضة، وهناك يتعرف على جهاد الذي يقرر أن يفجر نفسه في كمين لجيش الاحتلال ليفوز كريم بسبق إعلامي يضمن له جماهيرية عريقة، والفيلم لا يخرج عن كونه سطحياً جدًا سواء في اختيار الأسماء أو على مستوى التعامل مع القضية وأهلها.

ولكن في عام 2004 ظهر فيلم “باب الشمس” ليعيد للقضية رونقها وعمقها، والفيلم مأخوذ من رواية إلياس خوري الكاتب اللبناني المولود في بيروت 1948، أي أنه ابن عام النكبة، وهي رواية بديعة تحمل نفس اسم الفيلم، وقد أخرجه يسري نصر الله. والقصة تسرد تاريخ شعب بأكلمه من خلال قصة يونس ونهيلة، زوج وزوجة في مواجهة الاحتلال الذي يفرّق بينهما فيلتقيان سرًا في باب الشمس، وهو يعتبر الفيلم الأصدق والأجمل فنيًا، ولعل ذلك ما دفع الناقد رفيق الصبان بأن يقول عنه: “باب الشمس فيلم نفتخر به، وكنا ننتظره من سنين طويلة عن قضية هي قضية عمرنا كله وقضية أولادنا من بعدنا، قضية عرف يسري نصر الله كيف يجعلها درة حقيقية على رأس السينما المصرية”.

غير أنه بعدها بعام، 2005، تم تقديم القضية في شكل مبتذل للغاية من خلال فيلم “السفارة في العمارة” الذي أخرجه عمرو عرفه وكتبه يوسف معاطي، وهو من بطولة عادل إمام وداليا البحيري، وقد تفنن الكاتب يوسف معاطي في جعل القضية تافهة، فالبطل/ المناضل شريف خيري رغم سنه الطاعن إلا أنه زير نساء من الدرجة الأولى، يعمل في الإمارات ولكن يُطرد من عمله بعدما اكتشف مديره بأنه على علاقته بزوجته، فيعود إلى القاهرة حيث شقته القديمة التي تجاور السفارة الإسرائيلية، ينزعج لأن وجود السفارة بالعقار يمنعه من متعه. غير أنه مع الوقت تبدو أن السفارة قد حلت كل مشاكله، وفي إحدى جولاته يتعرف على “داليا، من اليسار التقدمي”، هكذا اسمها بالكامل لنكتشف معه أن اليساري المصري ما هو غير كاريكاتر أجوف وقذر ومنحل، هذا ما أبرزته عائلة داليا! ولإعجابه بداليا يقرر أن يناضل ويرفع قضية لطرد السفارة من العقار. غير أن مقتل صديقه إياد -طفل فلسطيني أنقذه من الموت في الإمارات- بث روح الوطنية فيه فجأة. فصُناع الفيلم لم يروا في فلسطين غير طفل بشال، وفي اليسارية غير أسرة منحلة ومعقدة، وفي النضال غير كهل متصابي يعيش لمتعه الخاصة!

إنه التناول، وطريقة العرض التي جعلت من قضية واحدة -القضية الفلسطينية- أشكالاً متعددة الأوجه لتتسم مرة بالنمطية وأخري بالسطحية وتارة بالعمق والمُعاشة وتارة بالإبتذال والمتاجرة. وتبقى القضية الأصلية كما هي، في انتظار حل فعلي وواقعي.

The post فلسطين في الأفلام المصرية منذ ١٩٤٨ حتى “باب الشمس” appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
النوفيلا: الرواية المغضوب عليها من الجوائز العربية https://rommanmag.com/archives/18761 Thu, 22 Jun 2017 23:00:00 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%84%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d8%b6%d9%88%d8%a8-%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%87%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac/ منذ إطلاق الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر عام 2007 والكُتاب العرب يتصارعون للحصول عليها، وكذلك دور النشر التي تتنافس على الجائزة، وقد أثري هذا التنافس والتصارع المكتبة العربية بالعديد من الروايات الهامة، والتي شملت بلداناً عربية مختلفة، كما أن قيمة الجائزة والامتيازات التي يحصل عليها الكاتب هي حلم وطموح لكل روائي عربي. ثم جاءت جائزة […]

The post النوفيلا: الرواية المغضوب عليها من الجوائز العربية appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>

منذ إطلاق الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر عام 2007 والكُتاب العرب يتصارعون للحصول عليها، وكذلك دور النشر التي تتنافس على الجائزة، وقد أثري هذا التنافس والتصارع المكتبة العربية بالعديد من الروايات الهامة، والتي شملت بلداناً عربية مختلفة، كما أن قيمة الجائزة والامتيازات التي يحصل عليها الكاتب هي حلم وطموح لكل روائي عربي. ثم جاءت جائزة كتارا عام 2014 ليتضاعف أمل الكُتاب ولتصبح المنافسة أشرس، ولكن ما يؤخذ على الجوائز العربية اهتمامها بالروايات الضخمة  -أو روايات الكعب- دون النظر إلى الروايات الصغيرة، فالمتأمل لقوائم الفائزين منذ فوز «واحة الغروب» لبهاء طاهر في دورة البوكر الأولى وحتي فوز رواية «موت صغير» لمحمد علوان في الدورة الأخيرة سيجد بوضوح اهتمام الجائزة المُنصب على هذا الحجم تحديدًا، هل لأن الرواية القصيرة ليست جديرة بالمنافسة؟ هنا سنعرض أهم الروايات القصيرة العالمية والعربية على سبيل المثال لعلنا نجد إجابة وافية.

بيدرو بارامو

في عام 1955 خرجت للعالم رواية «بيدرو بارامو»، ورغم أن كاتبها المسكيكي خوان رولفو لم يقدم قبلها غير مجموعة قصصية واحدة بعنوان «السهب الملتهب» إلا أن هذه الرواية الصغيرة كانت بمثابة حدث روائي عظيم استطاع أن يلفت انتباه كُتاب الجيل وقتها والأجيال المتعاقبة! وربما ترجع عظمة هذه الرواية إلى التجربة التي مر بها الروائي نفسه، فرولفو الذي ولد ببلدة سايولا بولاية المكسيك عام 1918، وهي البلدة التي هجرها معظم سكانها بسبب الفقر والحروب الأهلية، والتي قُتل فيها جميع أسرة خوان، لعل ذلك ما دفعه لأن يكتب روايته الوحيدة عن شاب يبحث في قرية تدعي كومالا عن والده المفقود بيدروا بارامو ليكتشف أنها قرية موتى. وعن تلك الرواية قال بورخيس: “إن بدرو بارامو واحدة من أفضل الروايات في الأدب الإسباني، بل والأدب العالمي كله”.

أما ماركيز فقد كانت له وقعة مع هذه الرواية حيث يحكي أنه كان في المكسيك لحضور مؤتمر أدبي ما، في تلك الفترة لم يكن قد نشر غير رواية «غرباء الموز» و«ليس لدي الكولونيل من يكاتبه» ومجموعة «الأم الكبيرة»، وكان حينها عاجراً عن الكتابة تماماً. في تلك الأثناء زاره صديقه الكاتب الكولومبي ألبارو موتيس حاملاً مجموعة كتب، وإذ به يسحب أصغرهم حجماً ويقدمها لصديقه ماركيز قائلاً: “خذ هذه اللعنة واقرأها كي تتعلم” لم تكن هذه اللعنة غير رواية «بيدرو بارامو»، يقول ماركيز: أخذتها ولم أنم ليلتها إلا بعدما قرأتها مرتين. وظللت طوال الست أشهر الباقية من العام بعدها غير قادر على قراءة أي عمل أدبي آخر”…

مزرعة الحيوان

جورج أورويل يُعد من أهم كتاب بريطانيا، بل لعله من أهم وأشهر كُتاب الرواية عبر التاريخ، وربما ترجع سبب شهرته، أو بدايتها على الأقل مع رواية «مزرعة الحيوان» التي صدرت في عام 1945، والرواية حكاية خرافية عن حيوانات المزرعة التي تعلن ثورتها على المزارع السكير مستر جونز، وتستولي على المزرعة والقصر وتترك للخنازير إدارة كل شيء فإذ بالخنازير يتحولون في نهاية الحكاية إلى صورة أخري من صور الاستبداد والاستغلال! والرواية التي لا تتجاوز الـ 120 صفحة تنتمي إلى الروايات السياسية؛ لا يمكن أن ننظر في عمل روائي بمعزل عن صانعه، وصانع العمل أورويل هو رجل سياسي ومناهض للشيوعية السوفييتية، ورغم أنه توفي صغيراً عام 1950 إلا أن أعماله، بالأخص «مزرعة الحيوان» و«1984»، لا تزال تتصدر قائمة الأكثر مبيعاً حتي يومنا هذا.

الغريب

هي الرواية الأولي للكاتب الفرنسي ألبير كامو الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1957، وهي الرواية التي لفتت الأنظار إلى هذا الفيلسوف رغم أنها لا تتجاوز الـ 100 صفحة، ومع ذلك فقد استطاع هذا الكاتب أن يقدم من خلال شخصية ميرسو -بطل الرواية- نموذجاً للإنسان الفاقد لأهمية الحياة، بالإضافة إلى أسلوب كامو المتفرد في اختيار المفردات وتصرفها والتعبير عن فلسفته بما يسمي بالفلسفة النقضية، فكامو نفسه عاش من أجل الدفاع عن الضمير الإنساني وهو ما أشارت إليه لجنة نوبل بأن “أعماله تلقي الضوء على المشاكل التي تواجه الضمير الإنساني”… والرواية تدور حول ميرسو، الشخص العدمي تماماً الذي يستقبل خبر وفاة أمه بشكل حياد دون مشاعر، فيذهب إلى مارينجو لتشييع جنازة الأم… وهناك، وبعد مراسم الدفن يخرج في نزهة فيقتل أحدهم، لمبرر غاية في الغرابة، “لأن الشمس كانت تضايقني”، ثم يقبض عليه ليواجه تهمة الإعدام التي يتقبلها أيضاً بحيادية ودون مشاعر! وألبير رغم كونه كاتب مقل، فقد أنتج ثلاث أعمال روائية فقط إضافة إلى «الغريب»، وهي «الطاعون» و«السقوط» و«المنفي والمملكة». بالإضافة لعدة أعمال مسرحية وفلسفية وقصصية إلا أنه يُعتبر واحد من أهم كُتاب الرواية.

المسخ (التحول)

تخيل أنك استيقظت من النوم ذات صباح فوجد نفسك أصبحت حشرة، حشرة رهيبة. هذا ما حدث مع جريجور سامسا بطل رواية المسخ، الرواية التي كتبها فرانز كافكا الألماني في عام 1915، وهي رواية صغيرة -نوفيلا- لا تتجاوز الـ 50 صفحة، ومع ذلك تُعد من أهم مئة رواية عالمية، وتحكي عن سامسا مندوب المبيعات الذي يكفل أسرته الأم/الأب/الأخت من خلال مهنته المتعبة، يصحو ذات صباح فيجد نفسه قد تحول إلى حشرة، وهنا تتضح لنا معاناته وخوفه من فقدان الوظيفة، ويبدو لنا تلك الإشكالية مع الصفحات الأولى من الرواية، وتكتشف الأسرة ما أصاب ابنها فتضطر إلى تأجير إحدى الغُرف للحصول على المال، ولكن المستأجرون يرتابون من الغرفة المغلقة، وهنا يتحول جريجور إلى مصدر إزعاج للأسرة، فتقرر الأسرة أن تتخلص منه، وتلجأ إلى الأخت كمصدر جديد لكسب المال.

يُقال أن كافكا كان يعمل لمدة سنتين على مخطوط آخر، وذات مساء دخل غرفته وشرع في كتابة الافتتاحية لرواية المسخ حتى انتهى منها بعد أسبوعين فقط لا غير، والرواية هي حالة مترسبة في ماضي الكاتب، وقد كان كافكا في طفولته يعاني من تسلط الأب هرمان، ذلك الشخص الصارم الذي كان يعمل جزاراً، حتي أن كافكا كتب في مذكراته عام 1921 “احتفظت في النهاية بصورتي طفلاً هزمه أبوه” وفي موضع آخر من نفس مذكراته كتب عن مشهد مؤلم ظل يقاسي منه طوال عمره.. حين كان يستيقظ ليلاً لطلب جرعة ماء، وهو طلب بسيط لطفل، فإذ بوالده يحمله ويرمي به خارج البيت! وقتها أيقن كافكا أنه لا يمثل لأبيه سوي العدم. 

تلك المعاناة لم تكن خاصة بالأب فحسب بل الأم أيضاً كانت مهيمنة عليه بشكل كبير، حتى الخادمة كانت تمارس عليه نوع من التسلط.

 الشيخ والبحر

في عام 1952 نشرت مجلة لايف الأميريكة رواية الشيخ والبحر مسلسلة فباعت أكثر من 5 مليون نسخة في يومين، بعدها بعامين فقط حصل الكاتب الأميريكي أرنست همنجواي على جائزة نوبل في الآداب. وذلك، بحسب رأي اللجنة “لإتقانه فن السرد، الذي برهن عليه مؤخراً في رواية الشيخ والبحر، وللتأثير الذي مارسه في الأسلوب المعاصر”.

تلك الرواية القصيرة والتي لا يمكن أن تتجاوز الـ 10 ألاف كلمة أحدثت تغييراً عظيماً في حياة كاتبها، وتاريخ الأدب المعاصر كله، وقد قُدمت في ترجمات عديدة كما أن هيوليود تناولتها في ثلاثة أفلام سينمائية. والرواية تدور حول سينتاغو البحار العجوز الذي لازمه النحس لأكثر من 80 يوم دون أن يصطاد سمكة واحدة، وفي ليلة قرر أن يبحر للصيد وحده في أبعد مكان ليصطاد سمكة كبيرة، وبالفعل يتمكن من اصطياد سمكة ضخمة غير أن أسماك القرش تتكاتل على سمكته فتلتهم لحمها تاركة له الهيكل والذيل، ويعود الشيخ إلى الشاطئ متحسراً على صيده الذي ضاع. غير أن السائحين والصيادين حين شاهدوا هيكل السمكة الضخم راحوا يتساءلون عن الصياد الماهر صاحب هذه السمكة.

إنها قصة عن قوة الإنسان وتحديه للطبيعة، فإذا خسر الإنسان غنيمته أمام عنف الطبيعة ووحشيتها فإنه حتماً سيفوز بالمجد والشهرة، وهذا ما حدث مع همنجواي فعلاً، الذي حصد الشهرة والمجد من خلال تحديه لظروفه الصعبة وإصراره على النجاح. وقد كان شغوفاً بالصيد محباً للصيادين، ومنهم استوحى قصته.

رجال في الشمس

والرواية القصيرة لا تقتصر على الأدب العالمي فحسب، وإنما الأدب العربي زاخر بمثل تلك الأعمال الراقية، ونذكر على سبيل المثال رواية «رجال في الشمس» وهي الرواية الأولي للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني، ورغم صغر حجم الرواية إلا إنها اتكأت على تعدد الرواي، وهم أبطال القصة، مجموعة من الرجال طحنتهم الظروف السياسية والاقتصادية القاسية فاضطروا إلى الهرب للكويت من أجل الحصول على حياة أفضل. لكل شخصية من شخوص الرواية حكاية يسردها: أبو قيس، مروان، أسعد، أبو خيزران.. تنتهي القصة بموت الجميع -ما عدا المهرب، قائد السيارة- في الخزان من الحر قبل الوصول لنهاية الرحلة، وهي رواية تعكس الكثير سواء على مستوى الحكي أو الموضوع وقد تحولت إلى فيلم سينمائي سوري عام 1973.

الطوق والأسورة

وهي بمثابة لؤلؤة الكاتب المصري يحيى الطاهر عبد الله، وقد نقل فيها الكاتب تفاصيل من حياته بصعيد مصر، حيث المجتمع الغارق في الجهل والمعادي للمرأة، والرواية -ككل أعمال يحيى الطاهر- صغيرة الحجم، ولكن كل مقطع فيها يحتاج إلى دراسات مطولة، وقد تحولت إلى فيلم سينمائي كتب السيناريو والحوار له الشاعر عبد الرحمن الأبنودي وكانت البطولة لشيريهان وعزت العلايلي وفردوس عبد الحميد أما الإخراج فكان لخيري بشارة.

وأخيراً…

هل تُعتبر الروايات السابقة في نظر لجان الجوائز العربية غير جديرة بالتقدير؟ إذا تقدمت مثل هذه الأعمال للبوكر أو كتارا هل كانت ستستبعدها لأنها ليست رواية “كعب” كما يفضل القائمون على الجائزة؟ 

الرواية القصيرة، أو النوفيلا، جنس أدبي أعترف له العالم قديماً وحديثاً، كُتابه حصدوا نوبل وذاع صيتهم ولهم شعبية في كل مكان، وهذا هو حال الفن الأصيل الذي يقدر ويعرف قيمة الكلمة، الكلمة التي لا يمكن أبداً أن تُزن بـ “الكيلو”.. فهل جاء الوقت لتعيد الجوائز نظرها حول الروايات المقدمة؟ ثم… هل يدرك القائمون على الجوائز العربية أن الرواية القصيرة (النوفيلا) باتت في خطر بسبب توجهات الجوائز، فالناشر يحرص على نشر الروايات التي يمكن أن ينافس بها في الجوائز العربية لذا فهو أيضاً يهتم بالروايات الضخمة، والكاتب حريص على نشر رواياته لذا فلا مانع أن يجعل من الرواية التي تُكتب في مئة صفحة أن يمط فيها لألف صفحة، مما يهدد فن النوفيلا بالانقراض. 

The post النوفيلا: الرواية المغضوب عليها من الجوائز العربية appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
فلسطين في الأغنية المصرية: من عبد الوهاب إلى منير https://rommanmag.com/archives/18732 Sat, 03 Jun 2017 04:00:00 +0000 https://romman.b5digital.dk/%d9%81%d9%84%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ba%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b5%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%87%d8%a7/ قد يكون عام 1948 هو الأسوأ في تاريخ الشعوب العربية، إنه عام النكبة الذي شُرّد فيه أهل فلسطين عن أراضيهم التي احتلها العدو الصهيوني وقرر إقامة دولته على أرضهم، وهي الطعنة التي شقت قلب كل عربي تاركة جرحاً غائراً لم يندمل. ولأن كل واحد منا مُقاتل بطريقته، فأهل الطرب أيضاً مقاتلون بحنجرتهم وموهبتهم وشعبيتهم كذلك، […]

The post فلسطين في الأغنية المصرية: من عبد الوهاب إلى منير appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>
قد يكون عام 1948 هو الأسوأ في تاريخ الشعوب العربية، إنه عام النكبة الذي شُرّد فيه أهل فلسطين عن أراضيهم التي احتلها العدو الصهيوني وقرر إقامة دولته على أرضهم، وهي الطعنة التي شقت قلب كل عربي تاركة جرحاً غائراً لم يندمل. ولأن كل واحد منا مُقاتل بطريقته، فأهل الطرب أيضاً مقاتلون بحنجرتهم وموهبتهم وشعبيتهم كذلك، ولعل محمد عبد الوهاب أول من أشهر صوته في مواجهة العدو وقدم أول أغنية للدفاع عن القضية الفلسطينية بعنوان “فلسطين”، الأغنية من كلمات على محمود طه ومن ألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وفيها حث واضح على الجهاد ومواجهة المغتصب.

أخي جاوز الظالمون المدى… فحق الجهاد وحق الفدا.

أنتركهم يغصبون العروبة… مجد الأبوة والسؤددا؟

بعدها بعدة أعوام، رحل الملك فاروق تاركاً الحكم للضباط الأحرار، فقدم عبد الحليم حافظ أغنيته الشهيرة “ثورتنا العربية” من تأليف مأمون الشناوي وتلحين رؤوف ذهني، وفيها أشار إلى فلسطين قائلاً: 

ضد الصهيونية… بالمرصاد واقفين

وهترجع عربية.. حبيبتنا فلسطين

وحاتفضل في الدنيا.. نور يهدي البشرية

وفي عام 1960 حدثت الوحدة بين مصر وسوريا، ووضع حجر الأساس للسد العالي، وبهذه المناسبة قدم كبار المطربين نشيد “وطني الأكبر”، وكانت الألحان لمحمد عبد الوهاب ومن تأليف أحمد شفيق كامل، وكان الغناء لعبد الوهاب وعبد الحليم وصباح ووردة وهدى سلطان ونجاة وشادية.. وفي المقطع الخاص بحليم يقول:

وطني يا ساكن قلبي وفكري.. عهدي وأصون

العهد بعمري.. أنا اللي هأرفع بإيدي رايتك

على القدس كله وعلى الجزاير..

حليم لم يتوقف عن الغناء لفلسطين بعد ذلك، ففي عام 1960 غني “ذكريات” وقد استرجع في هذه الأغنية ذكريات ما جرى في 48 على الآراضي الفلسطينية. حتى أنه في أغنية “مطالب شعب” لم ينسَ أن يتحدث بلسان الفلسطنيين مخاطباً جمال عبد الناصر.

باسم اللاجئ.. باسم حقوقه في فلسطين

باسم دمانا.. بالشهدا الفدائيين

عاوزين، عاوزين يا أمل الملايين

العودة لأراضينا

ولكن بدلاً من تحقيق العودة أصابت مصر نكسة وهزيمة مخزية على يد العدو الصهيوني، ورغم ذلك ظلت القضية الفلسطينية شغل حليم الشاغل، فقدم أشهر أغانيه “المسيح” من كلمات الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي وألحان بليغ، وقدمها في حفل بلندن لتكون بمثابة صرخة للعالم في وجه الظلم.

قبل النكسة بأيام معدودة، وعلى مسرح قصر النيل، قدمت أم كلثوم أغنية “راجعين بقوة السلاح” وهي من ألحان السنباطي، ومن أشعار صلاح جاهين، والأغنية موجهة للجيش، حيث غنت فيها

جيش العروبة يا بطل الله معك

ما أعظمك ما أروعك ما أشجعك

مأساة فلسطين تدفعك نحو الحدود

حول لها آلالام برود في مدفعك

في العام نفسه كتب الشاعر نزار قباني قصيدة “أصبح الآن عندي بندقية” وهي القصيدة التي تحولت إلى أغنية بعدها بعامين من غناء كوكب الشرق أم كلثوم وتلحين عبد الوهاب، ومن أجواء القصيدة..

عشرون عاماً وأنا أبحث عن أرضٍ وعن هوية.

عن وطني المحاط بالأسلاك

أبحث عن طفولتي

عن كتبي

عن صوري

عن كل ركن دافئ

وكل مزهرية

أما فريد الأطرش فقد كانت له أغنية بعنوان “وردة من دمنا” من كلمات الأخطل الصغير، وتلحين فريد يقول فيها:

وردة من دمنا في يده لو أتي النار بها حالت جنانا

يا جهاداً صفق المجد له لبس الغار عليه الأرجوانا

شرف باهت فلسطين به وبناء للمعالي لا يداني

إن جرحاً سال من جبهتها لتمته بخشوع شفتانا

مع رحيل جيل العمالقة، ظهر بأوائل الثمانينات المطرب “محمد منير” ليغير شكل الأغنية المصرية تماماً. منير يعتبر أكثر من غني للقضية الفلسطينية على الإطلاق، تقريباً لا يخلو ألبوم من ألبوماته وإلا كان به أكثر من أغنية لتلك البلد الحبيبة، وربما يعود له الفضل في تحويل الأغنية الوطنية أو التي تناقش قضايا عربية أو محلية إلى أغنية شعبية، يتغني بها جمهوره في الحفلات، ولك أن تتخيل ألاف الشباب بحفلة منير وهم يرددون باللهجة الفلسطينية أغنية مثل “العمارة” وهي من كلمات كريم العراقي وتلحين جعفر حسن.. قد يبدو الأمر وكأنه مظاهرة تنديد وهم يهتفون..

جيينا نصبحكم بالخير.. يا العمارة العمارة

جيينا نمسيكم بالخير.. يا العمارة العمارة

واحنا نغني في كل مكان.. أغاني الشعب الثوارة

وأصغر طفلة بفلسطين شالت بالكف حجارة

غايتنا نعمرلكو البيت.. يا العمارة العمارة

ولا أحد بالطبع يمكنه أن ينسي “شجر الليمون”، الأغنية التي عبّرت بصدق عن طول الأزمة ووجعها، وهي من تأليف الشاعر عبد الرحيم منصور والذي قدم له أيضاً أغنية “شمس المغيب” التي تدور حول نفس الموضوع -حب فلسطين- ومن تلحين أحمد منيب، وفيها يتساءل..

كام عام ومواسم عدوا

وشجر الليمون دبلان على أرضه؟

فإن نسي، أو تناسي الجميع القضية الفلسطينية فإن منير يرد عليهم في أغنية “القدس” قائلاً: 

ينساني دراعي اليمين.. ينساني دراعي الشمال

لو نسيت القدس.. أدبل، أنتهي، أموت..

لم يكن للقضية الفلسطينية نصيباً كبيراً مع باقي جيل منير، فهاني شاكر وعمرو دياب ومحمد فؤاد لكل واحد منهم أغنية يتيمة، ثم مع مرور الزمن بدأت الأغاني لفلسطين تخفو شيئاً فشيئاً، حتى انفجر بركان الغضب مع الإنتفاضة الفلسطينية الثانية في سبتمبر 2000، عقب تدنيس أرييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي لساحة المسجد الأقصي، فكتب مدحت العدل أوبريت “الحلم العربي” وشارك في غنائه 22 مطرباً عربياً من مختلف البلدان ولحّنه صلاح الشرنوبي وحلمي بكر.

ولكن الحلم العربي تحول إلى كابوس اليوم، فلم تعد فلسطين وحدها المنكوبة، لقد أصابت النكبةُ الوطن العربي كله. فهل بإمكان الأغاني أن تساعد أوطاناً تُنهب أراضيها ويشرد أهلها؟

The post فلسطين في الأغنية المصرية: من عبد الوهاب إلى منير appeared first on مجلة رمان الثقافية.

]]>