يوميات أكرم زعيتر عبر ستين عاماً

2019-12-30 00:00:00

يوميات أكرم زعيتر عبر ستين عاماً

من المواقف المؤثرة التي يصفها زعيتر في تلك اليوميات، موقفه الحاد من قرار الملك حسين بتشيكل حكومةٍ عسكرية تخلف حكومة سعد جمعة، وأوكل لزعيتر فيها حقيبة وزارة التربية والتعليم. حيث دخل غاضباً على الملك مراراً محذراً إياه من خطورة تشكيل حكومة عسكرية وإقحام العسكر في شؤون السياسة، حتى قال له الملك: "لقد أتعبتني يا أكرم"، فيردّ قائلًا: "أنا هنا لأُتعبك، وسأُتعبك وأُتعبك". إلى أن عدل الملك عن تشكيل تلك الحكومة.

تعتبر اليوميات التي كتبها السياسي والمثقف الفلسطيني أكرم زعيتر، على مدار أكثر من ستين عاماً من سيرته ومسيرته الثقافية والسياسية والمهنية، واحدة من أهم المراجع التي لا بد لأي باحث أو مختص في التاريخ الفلسطيني من الرجوع إليها لقراءة معمقة يومية لواقع التحولات التي مرت على المنطقة العربية، ابتداءً من نهايات العشرينات وحتى منتصف الثمانينيات من القرن الماضي.

تنبع أهمية تلك الوثائق أو اليوميات، ليس فقط من كونها توثق لمرحلة طويلة، من الانتداب البريطاني على فلسطين والهجرات اليهودية وبناء الوطن القومي لليهود على الأرض المحتلة، بل من أن كاتب هذه اليوميات، كان منخرطاً وبشكل كبير في العمل الثقافي والسياسي في فلسطين والأردن والعراق وسوريا ولبنان، لذلك فهي وثيقة تاريخية لمن يود البحث في تشكل الدولة القومية في المنطقة العربية ما بعد انهيار الامبراطورية العثمانية، وبدايات تشكل الهوية الثقافية الوطنية وكذلك نشأة وتطور الحركة الوطنية الفلسطينية على وجه الخصوص. 

امتدت مسيرة أكرم زعيتر منذ مطلع عشرينيات القرن الماضي وحتى وفاته عام ١٩٩٦، وخلال تلك الفترة كتب زعيتر يومياته على أوراق الأجندات اليومية، لذلك فإن هذه اليوميات تكتسب قيمة اضافية بكونها توصيف يومي دقيق أكثر من كونها مذكرات كتبت في مرحلة معينة من العمر اعتماداً على الوثائق والذاكرة. ولم يقم أكرم خلال حياته بتقسيم تلك المذكرات وفرزها وإصدارها في كتاب واحد أو متسلسل، لكن جزءاً كبيراً منها بقي حبيس أرشيفه الشخصي الذي فقد جزءاً منه في الاجتياح الإسرائيلي للبنان، لكنه إلى جانب تلك المذكرات نشر عدة كتبٍ وعددٍ كبير من المقالات في الصحف والمجلات العربية.

الأستاذ الذي تحول للعمل السياسي

بدأ زعيتر حياته المهنية مدرساً للثانوية في مدينة عكا حتى عام ١٩٢٩، حين بدأت الثورة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال الإنجليزي التي سميت هبّة البراق، استقال حينها من التدريس وبدأ بالعمل السياسي.

ترأس بعدها أكرم رئاسة تحرير جريدة "مرآة الشرق" التي كانت تصدر في القدس، والتي شكّلت منبراً تحريضياً ضد الاحتلال البريطاني والحركة الصهيونية، ما أدى لاعتقاله ومحاكمته في أبريل من العام ١٩٣٠، وحكم عليه بالسجن، والنفي عن القدس وإعادته إلى مدينته نابلس لمدة عام لمنعه من الاستمرار بالصحيفة، لكنه لم يتوقف عن الكتابة وبدأ بمراسلة عددٍ من الصحف الفلسطينية، مثل صحيفة "اليرموك الحيفاوية"، "الكرمل"، "الشورى"، "الجامعة العربية".

بالإضافة للمقالات، نشر عدداً من الكتب الأكاديمية بالاشتراك مع مؤلفين أخرين، ولكن أهم كتبه السياسية، والتي اعتمدت على مقالاته ويومياته كتاب «القضية الفلسطينية»، والذي نشر عام ١٩٥٥ وترجمه للإنجليزية موسى خوري عام ١٩٥٨، كما ترجمه هاشمي رفسنجاني إلى الفارسية ١٩٦٥، وترجم كذلك إلى الأردية. كذلك كتاب «وثائق الحركة الوطنية الفلسطينية، ١٩١٨-١٩٣٩»، صدر عام ١٩٧٩ عن "مؤسسة الدراسات الفلسطينية". وكذاك كتاب «الحكم أمانة» الذي صدر بنفس العام. كتاب «يوميات أكرم زعيتر، وثائق الحركة الوطنية الفلسطينية ١٩٣٥ ـ١٩٣٩» عام ١٩٨٠ عن "مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، وكتاب «بدوي الجبل وإخاء أربعين عاماً» الذي صدر عام ١٩٨٧ عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر". كتاب «بواكير النضال، من مذكرات أكرم زعيتر ١٩٠٩-١٩٣٩» صدر عام ١٩٩٣ عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر". كتاب «من أجل أمتي، من مذكرات أكرم زعيتر ١٩٣٩-١٩٤٦» عام ١٩٩٣ أيضاً عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر". كتاب «صفحات ثائرة، من مقالات أكرم زعيتر»، عن "دار البشير" في الأردن. و«أوراق أكرم زعيتر، وثائق القضية الفلسطينية ١٩١٨ ـ١٩٤٠»، «يوميات الثورة الكبرى والإضراب العظيم ١٩٣٦ ـ١٩٣٩».

ومن الواضح من عناوين تلك الكتب أنها أرّخت إلى الأحداث السياسية وتشكل الحركة الوطنية في فلسطين ما قبل النكبة، من خلال رؤية ومتابعة ومشاركة أكرم في الأحداث تلك، وحتى مرحلة ما قبل نكبة ١٩٤٨.

من حرب حزيران وحتى أيلول الأسود

لكن الكثير من اليوميات التي كتبها زعيتر عبر ستين عاماً، بقيت غير مصنفة ومدققة ومنشورة، حتى صدرت جزء منها لأول مرة بعد أكثر من عشرين عاماً من وفاته، في كتاب حمل عنوان «يوميات أكرم زعيتر سنوات الأزمة ١٩٦٧-١٩٧٠»، صدرت في نيسان ٢٠١٩ عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، من إعداد ثلاثة باحثين هم معين الطاهر ونافذ أبو حسنة وهبة أمارة، وجاءت في ٦٧٢ صفحة، بينها ٥٨ صفحة احتوت وثائق وصور وفهارس، انتقاها الباحثون من بين أكثر من ثلاثة آلاف ورقة، دوّنها زعيتر عن تلك المرحلة، لتنشر بعد مرور نصف قرن على الأحداث التي توثقها، والتي لا تزال رغم تلك السنوات الخمسين تحمل أهمية استثنائية لكونها واحدة من أكثر المراحل الزمنية المعقدة في العلاقة الفلسطينية الأردنية، التي شهدت خسارة الدول العربية وعلى رأسها الأردن التي كانت تخضع الضفة الغربية والقدس الشرقية لسلطتها المباشرة، لحرب الأيام الستة التي احتلت فيها إسرائيل سيناء وهضبة الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية. ولأن كاتب تلك اليوميات هو أحد العارفين بأدق تفاصيل السياسة الأردنية والفلسطينية آنذاك.

يصف الكاتب معين الطاهر ذلك الجزء من يوميات زعيتر، وهو أحد الباحثين الذين قاموا بإعداد تلك اليوميات، بقوله "يندر أن تجد سياسيًا يثابر على كتابة يومياته مدة تزيد على 60 عامًا، وينقل أوراقه معه من مكان إلى آخر، أو يخبئها في ظروف الاعتقال والملاحقة. يفقد بعضها إثر قصف صهيوني لمنزله في اجتياح لبنان عام 1982، وينجو ببعضها الآخر وينقله معه إلى مدينة أخرى، بعد أن تنقّل عبر حياته ما بين نابلس وبغداد ودمشق والقاهرة وعمّان وطهران وبيروت. هي يوميات كتبت في وقتها، وليست مذكرات كتبها صاحبها بعد أن استقر به المقام، وتبدّلت الأحوال والآراء والمواقف، فاسترجع تاريخه عبر قراءته لحاضره وخشيته على مستقبله، فهي كلماتٌ بنت لحظتها. ومن هنا صدقها في التعبير عن كاتبها ومواقفه في حينها، التي قد تعبّر أو لا تعبّر عن مواقفه اللاحقة".

يصف زعيتر في يومياته الأجواء التي واكبت الاستعدادات لحرب حزيران ١٩٦٧، واستشرافه بأن "الحرب قادمة لا محالة. اللهم انصر العرب، آه من قلبي الذي لا يبدو عليه الارتياح مما نحن مقبلون عليه". ولم يستشرف قدوم الحرب فقط، بل استشرف نتائجها بالهزيمة، التي جرى بعدها بأيام تعيينه وزيرًا للبلاط الملكي الهاشمي، في الأردن بعد أن كان عضوا في مجلس الأعيان الأردني، ليصبح مشاركاً مباشراً في مركز صناعة القرار السياسي ليس فقط الفلسطيني وإنما الأردني. فقد سمح له منصبه الجديد حضور الاجتماعات في القصر الملكي، وربطته علاقة جيدة بالملك الحسين بن طلال، واطلّع على البرقيات التي جرى تداولها ما بين الرؤساء والملوك والقيادات السياسية والعسكرية العربية خلال الحرب، ودوّنها في يومياته.

من المواقف المؤثرة التي يصفها زعيتر في تلك اليوميات، موقفه الحاد من قرار الملك حسين بتشيكل حكومةٍ عسكرية تخلف حكومة سعد جمعة، وأوكل لزعيتر فيها حقيبة وزارة التربية والتعليم. حيث دخل غاضباً على الملك مراراً محذراً إياه من خطورة تشكيل حكومة عسكرية وإقحام العسكر في شؤون السياسة، حتى قال له الملك: "لقد أتعبتني يا أكرم"، فيردّ قائلًا: "أنا هنا لأُتعبك، وسأُتعبك وأُتعبك". إلى أن عدل الملك عن تشكيل تلك الحكومة.

ينتقل من مرحلة ما بعد الحرب إلى مرحلة تطور العمل الفدائي في الأردن وتحقيقه نتيجة لم تكن متوقعه بانتصار الفدائيين في معركة الكرامة بمساندة من الجيش الأردني، تلك العلاقة التي لم تستمر بين الطرفين وسرعان ما تحولت لأكثر المراحل تعقيداً وصعوبة، والتي بقيت ولسنوات نوعاً من التابوه الذي لا يجري الحديث عنه وتقديم قراءة نقديه فيه، وهي حرب أيلول الأسود عام ١٩٧٠ بين المنظمات الفدائية الفلسطينية والنظام الملكي الأردني، وما سبق تلك الأحداث من تطورات قادت إليها، حيث يسجل أكرم العديد من الشهادات عن عدد من الحوادث من أصحابها أو ذوي الشأن فيها، من كلا الطرفين، متأسفاً حزيناً على وقوعها، محملاً المسؤولية لأخطاء كلا الطرفين الفلسطيني والأردني دون انحياز أو تبريرات.

لا يحمل المسؤولية ولا يعقد محاكمات، لكنه يسرد الأحداث كما شاهدها وشهدها وسمعها من أطرافها، مشيراً إلى الأخطاء التي أوصلت لكارثة أيلول ١٩٧٠، والتي أدت لإخراج فصائل منظمة التحرير الفلسطينية من الأردن إلى بيروت. وبذات الطريقة التي ينتقد فيها الشعارات التي رفعها الفدائيون ضد الملك ونظامه، وممارساتهم وتدخلاتهم في تشكيل الحكومات، ينتقد الحكومات الأردنية التي سيطر عليها سياسيون فاسدون سعوا لتحقيق مصالحهم الشخصية على حساب المصلحة العامة، كما انتقد الدول العربية التي لم تقف موقفاً قومياً يسعى لحل النزاع بين الأخوة المتقاتلين، بل اتخذت مواقف متحيزة مع الطرفين المتحاربين ما أجج المعارك وعقد الأمور، وأفشل أي إمكانية في حل النزاع أولاً وصنع قاعدة أردنية فلسطينية وعربية مشتركة في التصدي للاحتلال، وتوجهت بنادق الجيش العربي والفدائيين لبعضهم البعض على بعد كيلومترات من العدو في الأرض المحتلة التي خسرها الفلسطينيون والأردنيون معاً.

ورغم الكثير من المآسي التي حملتها تلك السنوات الثلاث من هزيمة الدول العربية لحرب الايام الستة، وما تلاها من اقتتال فلسطيني أردني أدى لخروج المنظمة من الأردن، إلا أنه يورد في يومياته عدداً من العمليات الفدائية في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة في تلك الفترة ضد الاحتلال الصهيوني والتي رأى فيها عهداً جديداً للثورة الفلسطينية.

تشكل كتب زعيتر ويومياته سواء التي صدرت قبل وفاته أو بعدها، أرشيفاً مهماً يمكن من خلاله بناء تصور دقيق وتفصيلي عن مجريات الأحداث من داخل الحركات الوطنية وأنظمة الحكم، في فلسطين والمنطقة العربية من خلال رحلات زعيتر وعلاقاته مع كبار السياسيين العرب على امتداد الدول العربية. وهي مرجع دائم للباحثين في التاريخ الفلسطيني والأردني منذ العشرينيات وحتى الثمانينيات، ولم يسبق لمؤرخ أو كاتب أن أرّخ لتلك المرحلة بمثل هذا التفصيل والموضوعية.

ولد أكرم زعيتر في مدينة نابلس عام ١٩٠٩، والده الشيخ عمر زعيتر الجزائري من أعيان مدينة نابلس، ورأس بلديتها في أوائل القرن العشرين. وأخوه عادل زعيتر شيخ المترجمين العرب. درس الصفوف الابتدائية في مدينة نابلس، وأكمل دراسته الثانوية في كلية النجاح ثم انتقل إلى الجامعة الأمريكية في بيروت، والتحق بعدها بكلية الحقوق في القدس. عين زعيتر في بداية حياته المهنية أستاذًا في المدرسة الهاشمية للذكور في نابلس عام ١٩٢٥، وفي ١٩٢٦ جرى نقله إلى المدرسة الصلاحية في نابلس. سعى زعيتر لنقله إلى القدس لاستكمال دراسته في الحقوق، لكن جاء قرار نقله إلى مدرسة ذكور عكا الثانوية في ١٩٢٧ معاكساً لتوقعاته، وبقي فيها حتى استقالته في ١٩٢٩ إبان ثورة البراق

بدأ زعيتر في الكتابة اليومية في صحيفة "مرآة الشرق"، وكان سبقها نشره عددًا من المقالات في جريدة "اليرموك" تحدث فيها عن تداعيات الثورة، لكن كتابات زعيتر في "مرآة الشرق" شكلت نموذجًا لكتابةٍ تحريضية، سعت لنقل الخطاب التحريضي نحو الثورة المسلحة إلى فعل مباشر على الأرض، قبل أن تنتهي رحلته مع الصحيفة بقرار من حكومة الانتداب البريطاني بعد مقالة له في "مرآة الشرق"، بعنوان "جيش الدفاع"، وهو المقال الذي اعتبر مؤسساً لدعوات المقاومة المسلحة للاستعمار.

بعد عودته إلى القدس، تولى تحرير جريدة "الحياة" التي قامت بدور رئيسي في تحريك أحداث انتفاضة عام ١٩٣١، وجرى اعتقاله على إثرها وأُغلقت الصحيفة، وتم إبعاده مرة أخرى إلى مدينة نابلس حيث تولى التدريس في كلية النجاح، وأسس مع آخرين جمعية العناية بالمساجين العرب. وفي تلك الفترة أسس كذلك مع عدد من رفاقه حزب الاستقلال العربي في فلسطين.

اشترك أكرم في تأسيس "عصبة العمل القومي" في سورية، وكان نائباً لرئيس مؤتمرها التأسيسي الذي عقد في بيروت عام ١٩٣٣، وحين توفي الملك فيصل الأول في بغداد، مثّل أكرم "حزب الاستقلال" في مراسم جنازته، فالتقاه ياسين الهاشمي وطلب منه البقاء للعمل في معاهد العراق موجهاً قومياً، وهناك ساهم بتأسيس نادي المثنى والجوال القومي.

بعد عودته إلى فلسطين شرع في عقد الاجتماعات الشعبية في جميع أنحاء فلسطين داعياً للمقاومة ومجابهة الانتداب البريطاني. وعلى إثر صدامات مع الشرطة البريطانية بداية عام ١٩٣٦ دعا أكرم زعيتر إلى تأليف لجان قومية، وتولى هو أمانة سر لجنة نابلس التي دعت إلى الإضراب العام الكبير الذي امتد ستة أشهر، والذي كان الممهد لثورة ١٩٣٦، فاعتقل، وكان أول معتقل في هذه الثورة، لجأ بعد اعتقاله إلى دمشق، لكن ملاحقات القوات الإنجليزية للسياسيين العرب دعته للذهاب إلى العراق حيث عمل مفتشاً في وزارة المعارف إلى أن نشبت ثورة رشيد رضا الكيلاني عام ١٩٤١ فشارك فيها، وحين أخفقت الثورة لجأ أكرم إلى بادية الشام ثم حلب ومنها إلى تركيا ليقضى ثلاثة أعوام لاجئاً سياسياً في الأناضول.

بعد إعلان استقلال سوريا عام ١٩٤٥ عاد أكرم إليها، وأصبح مقرباً من رئيسها شكري القوتلي، كما مثل سوريا في كثير من النشاطات القومية، وكان مستشاراً لوفدها لدى جامعة الدول العربية، وعضواً في لجنة فلسطين الدائمة في الجامعة العربية.

كما شغل عدداً من المناصب السياسية في الأردن ابتداء من تمثيله الأردن في الدورة السادسة عشر للأمم المتحدة، وفي عام ١٩٦٣ عُين سفيراً للأردن لدى سورية، ثم سفيراً للأردن لدى إيران وأفغانستان، وفي عام ١٩٦٦ عُين وزيراً للخارجية الأردنية، وفي عام ١٩٦٧ أصبح عضواً في مجلس الأعيان الأردني، ثم وزيراً للبلاط الملكي. وفي عام ١٩٧١ أصبح سفيراً للأردن لدى لبنان واليونان، ثم عاد ثانية إلى عضوية مجلس الأعيان.

عاد إلى لبنان ليشغل منصب رئيس المركز الثقافي الإسلامي لسنوات طويلة، شهد خلالها الحصار الإسرائيلي لبيروت عام ١٩٨٢، وأصيب منزله واحترقت مكتبته التي تضم رسائل من كبار الشعراء والأدباء العرب في الوطن والمهجر، فغادر بيروت إلى عمان، حيث تولى رئاسة اللجنة الملكية لشؤون القدس. وتوفي بمنزله في عمّان إثر إصابته بسكتة قلبية يوم الحادي عشر من نيسان سنة ١٩٩٦.