شارع 1
ليتنا رسوماتٌ متحركةٌ،
نرسم للقذيفة ابتسامةً وعيوناً برموشٍ طويلة.
نلوّن وجنتيها بالأحمر،
ونعطي شعرها لون النبيذ،
وعندما يطلقونها
يكونُ الانفجارُ بوالينَ وسكاكرَ وريشاً،
وسبباً للرقص.
نمنح الصاروخ قدمين
فيغادر منصته إلى مخيم اللاجئين
في أحضان الأمهات يبكي كالابن الضالّ
وبين الأطفال يصير أرجوحةً.
نجعل البنادق عكازاتٍ للعجائز،
والطلقاتِ قلائد للفتياتِ.
إذا هربنا تحمينا الأشجار،
تلتف من حولنا مصفحاتٍ خضراء.
إذا اجتاحوا حاراتنا
تهجم الحيوانات داجنةً وبريّةً..
وفي النهاية نرمي الأشرار
برفساتٍ في المؤخرات
خارج الكوكب.
ليت العالم إستديو
ليتنا رسومات متحركة!
شارع 2
مثل ورّاقٍ في بغداد
بدواةٍ تُعْمِلُ محواً في القرطاس،
بسراجٍ يزيد اللّيل في الليل،
أحاول تخيّل القرنِ الحادي والعشرين..
مثل زيتونةٍ قديمةٍ كانت على ذلك السّفح الذي كالجرح في الجبل،
أستبطن شبح الزيتِ، في شبح الحبّاتِ، على شبح الغصونِ، في شبح الشجرة التي كنْتُها..
ومنذ قطعَتْهَا الريح صار السفح جرحاً ينزف في ذاكرة الجبل آلام زيتونةٍ مقطوعةٍ كالوريد..
مثل سرب الغربانِ في لوحةِ فان كوخ الأخيرة
أبحث عما يبقيني طائراً،
لو مجرّد رسمٍ على الجدران المتاحف..
مثل وشم قبيلةٍ سقط من وجه الجدة والتصق بالرمل، ومثل الرمل إذ تصلّي له القبيلة لا أستطيع نكرانَ قرابة الموتى.
مثلها كلها
جعلتني هذه الحرب.
شارع 3
تُشَبّه الأمهاتُ الطرق بخطوط الكحل في العيون..
وحين يبكين تسيل الكحلةُ والطّرق.
كلما ظنناها تمسح طريقاً
بيديها عن الخدين
كانت تتفقّد الخارطة.
مناديلهنّ
ملأى بالطرقات.
لا بد من كحل، يقلن،
كي نسمّد تراب الوجوه..
فمن يسفحن ماء عيونهم
دون خلطهِ بسواد ما
ستصير وجوههم أرضاً بوراً.
تلك طريقتها
في محو الطرقات،
تلك طريقتهنّ في وأد الهجرة.
شارع 4
يحبُّ كحصانٍ..
يبكي كحصانٍ..
حين أراد أن يموت لم يجد من يقتلُهُ
كما يليق بحصان..