عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)

رهام درويش

كاتبة من الأردن

يروي فيلم GoodFellas قصة حقيقية لواحدة من أعنف عصابات المافيا في أمريكا، عصابة تجاوز عُنفها في الواقع ما صوّره الفيلم، على عكس توقعات المُشككين. يتابع الفيلم صعود وتراجع عصابة هنري هيل (راي ليوتا) في حي بروكلين.

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

18/03/2020

تصوير: اسماء الغول

رهام درويش

كاتبة من الأردن

رهام درويش

ومترجمة

كتبها أوليفر لن لـ BFI وهذه ترجمتنا لها

لا يختلف فيلم GoodFellas الملحمي الذي أخرجه مارتن سكورسيزي عام 1990 عن بقية تحفه الفنية التي صوّرت عالم المافيا، إذ تميّز الفيلم بالحديث الصارم لرجال العصابات وبألحان فرقة رولينغ ستونز إضافة إلى أعمال عنف شديدة. يُزيح هذا الفيلم السّتار عن عالم الصفقات المشبوهة والقَتَلة المتجردين من مشاعر الرحمة ممن يرتكبون جرائمهم في عتمة مدينة نيويورك. سواءً كان يصوّر عملية نقل نصف جثة في صندوق سيارة أو زوجاً يصوّب مسدّسه نحو رأس زوجته، لا يمكن لكاميرا سكورسيزي أن تجفل، حتى وإن فعلنا نحن.

يروي فيلم GoodFellas قصة حقيقية لواحدة من أعنف عصابات المافيا في أمريكا، عصابة تجاوز عُنفها في الواقع ما صوّره الفيلم، على عكس توقعات المُشككين. يتابع الفيلم صعود وتراجع عصابة هنري هيل (راي ليوتا) في حي بروكلين. في البداية نرى ألق حياة المافيا في الأموال الطائلة والاحترام والمعاملة التي يحظى بها بطل الفيلم بحصوله على أفضل طاولة في ملهى كوباكابانا، ثم نصل إلى الجانب المظلم حيث يكون جنون الارتياب ونظرات التّرقب المليئة بالشك، والخوف الدائم من التعرض للقتل. يتم التعبير عن كل هذه المشاعر في عيون ثلاثة من الشخصيات، الشرير تومي ديفيتو الذي يلعب دوره جو بيشي، ومجرم العصابات جيمي ذا جاينت كونواي الذي يقدمه روبرت دي نيرو، إضافة إلى هنري هيل الذي مثّل دوره ليوتا، وهو رجل عصابات مدمن على الحياة بقدر ما هو مدمن على الكوكايين.

مع الأداء المذهل الذي قدمته هذه الشخصيات والجُملة الشهيرة “لطالما أستطيع أن أتذكر أني كنت أريد دائماً أن أكون رجل عصابات” وقدرة سكورسيزي الفنية على السّرد، يمتلك فيلم GoodFellas كل المكونات التي تجعل منه عملاً كلاسيكياً يمكن مشاهدته عدداً غير محدود من المرات. لا عجب أن أعمالاً كثيرة حاولت تقديم محاكاة له، ولا عجب أن كل أفلام العصابات التي تلته قدّمت رجال عصابات ينفثون دخان السيجار ولا يمكن أن يموتوا إلا بسبب من اثنين: رصاصات رشاش تملأ أجسادهم أو بسبب ارتفاع شديد في الكوليسترول.

كما تعرفون، فهذا ليس فيلم سكورسيزي الوحيد عن العصابات أو الجدير بتصدّر لائحة لأفلام المافيا، إذ سترون في السطور القادمة بعضاً أهم أفلام المافيا التي تثير الجدل.
 

The Big Heat

1953 – إخراج فريتز لانغ
 

يتمحور فيلم فرينز لانغ الذي كتب نَصّه صحفي الجرائم سيدني بوهم حول شرطي يلاحق مجموعة مشبوهة بعد مقتل زوجته، ويُعدّ الفيلم أحد أكثر أفلام النوار التي تم إنتاجها في الخمسينات سوداوية، إذ يحتوي على مشهد وحشيّ يظهر فيه لي مارفين الذي يلعب دور الرجل الخشن فينس ستون وهو يصبّ إبريقاً من القهوة المغلية على غلوريا غراهام، متسبباً بحرق جانب من وجهها. (تنجح هي في الانتقام منه لاحقاً). في مكان آخر، يقوم ستون العصبي والحاقد على النساء بإطفاء سجائره على جسد امرأتين أخريين. قد تدور أحداث فيلم The Big Heat حول محقق الجرائم المنضبط غلين فور، لكن شخصية مارفن الشريرة تُلقي بظلالها على الفيلم، فهو ممثل يبدو وكأنه وُلد ليمثل أدوار رجال العصابات بفضل أسلوب كلامه وملامحه الخشنة.
 

The Godfather trilogy

1972-90 – إخراج فرانسيس فورد كوبولا
 

يمكن من الدقائق الثلاثين الأولى التي تصوّر حفل زفاف مطوّل التعرف على كل الشخصيات الرئيسية في هذا الفيلم، حيث لا تقتصر شهرة The Godfather الذي قدّمه فرانسيس فورد كوبولا على أنه واحد من أفضل أفلام المافيا، لكنه أيضاً واحد من أفضل الأفلام التي تروي حكايات العائلة. في المشهد الأول، لا تُطلق أي رصاصة ولا تسيل أي قطرة دم. يتركز جمال هذه الثلاثية بأكملها في أنها تروي الأحداث التي تعقب الانقسامات بين أجيال العائلة وما يحدث عندما تصبح أعمال العصابة أمراً شخصياً، كأن يضطر ابن لمساندة والده. تستمر الأحداث حتى تجد نفسك منغمساً عند وفاة إحدى الشخصيات، وتذكر نفسك أن أحدهم هو المسؤول عن مقتل الكثيرين. ذكّر نفسك بأن ألحان نينو روتا الكئيبة هي التي أسَرَتْك.
 

The Long Good Friday

1980 – إخراج جون ماكنزي
 

“المافيا؟ لقد سيطرتُ عليها”. هكذا يتعامل رجل عصابات لندني مثل هارولد شاند الذي يلعب دوره بوب هوسكينز مع رجال العصابات الأمريكيين في فيلم الجريمة البريطاني الكلاسيكي The Long Good Friday من إخراج جون ماكنزي. فهو زعيم عالم الجريمة في العاصمة الذي يقوم بتأسيس الشراكات وبناء الكازينوهات ويزداد جشعاً باستمرار. قبل أن تبدأ انفجارات القنابل وجرائم القتل التي تتسبب في انهيار عالمه. تبدو هذه أموراً قليلة الأهمية، لكن أداء هوبكينز لدور شاند الصغير الذي يتمتع بأهمية كبيرة ينمّ عن جانب شديد الذكاء في عالم الجريمة، فنسمع خلال الفيلم عباراته البارعة مثل قوله: ” Shut up you long streak of paralysed piss.””.
 

Scarface

1983 – إخراج براين دي بالما
 

لأل باتشينو حضور مثير على الشاشة في فيلم Scarface الذي يعد فيلم الجريمة الكلاسيكي الأشهر للمخرج براين دي بالما. يتناول الفيلم صعود وانهيار المهاجر الكوبي توني مونتانا (أل باتشينو) الذي يحقق نجاحات متواصلة في عالم المخدرات في ميامي في الثمانينات. تشير كل تفصيلة في شخصيته إلى هويته المرتبطة بالمافيا، فنراه في بدلات أنيقة وبأنف معتاد على تعاطي الكوكايين، كما يظهر غالباً شاهراً مسدّسه الذي أطلق عليه اسم “رفيقه الصغير”، كما لو كان مجنوناً خطيراً. أثناء مشاهدة الفيلم، لا يمكنك أن تشيح أنظارك عنه، فله سطوة مماثلة لتلك التي تمتع بها رجال العصابات الذين مثّلهم دي نيرو في هذه الفئة، إذ لا يليق بأل باتشينو إلا شخصيات يقدم من خلالها دور الزعيم. لا عجب أن هذين الممثلين حصلا على العديد من أدوار الرجل القوي، حيث حقق هذين الرجلين نجاحاً كبيراً في هذه الفئة تماماً كما فعل سكورسيزي وكوبولا كمُخرجين.
 

Once upon a Time in America

1984 – إخراج سرجيو ليون
 

رغم أنك ستتمنى لو كان هذا الفيلم الذي يستمر لمدة أربع ساعات أقصر قليلاً حتى تتمكن من الذهاب إلى الحمّام ، إلا أن بوسع تحفة سرجيو ليون الفنية متعددة الأطراف Once upon a Time in America أن تشدّك للاستمرار في المشاهدة عبر ظهيرة يوم أحد. يتبع الفيلم عقوداً من حكاية مجموعة من أبناء أحياء الغيتو اليهودية في نيويورك خلال العشرينات من القرن الماضي، بينما يواصلون الغرق في عالم الجريمة المنظمة. تُمهّد أسماؤهم مثل “نودلز” و”باغزي” لهذه المفاجأة.

بفضل عدم تنظيم أحداث الفيلم زمنياً، يمكن للمشاهد أن يرى كيف دمرت حياة الجريمة عيشة كل منهم. في نهاية الأمر، وإلى جانب الأحداث التي تحاكي معاني الصداقة وتغيّر شكل حياة المجتمع الأمريكي، فإن الأثر الأكبر يبدو جليّاً في الحيوية التي تطغى على نيويورك قبيل بدء الحرب، كما لو كان بإمكانك زيارة العالم عبر الشاشة، فتصعد إلى مقعد خلفي في عربة خشبية تدور بك عبر الأحداث، برفقة ألحان إنيو موريكوني الموسيقية.  
 

A Bronx Tale

1993 – إخراج روبرت دي نيرو
 

في تلك المرحلة من تاريخ السينما، كان وجه دي نيرو قد أصبح دليلاً يشير إلى كل ما يتعلق بأعمال العصابات، لكنه في عمله الإخراجي الأول A Bronx Tale احتفظ لنفسه بدور الأب المتوازن والذي يحصل ابنه على عمل في حانة يرتادها أفراد المافيا. بفضل وعود بالثراء والحصول على الاحترام يشعر الابن المراهق بالحماسة للعمل في الحانة، وسرعان ما تتملكه الحيرة بين شخصية الوالدين في حياته، والده سائق الحافلة الكادح، ومديره زعيم العصابة المحلية سوني لوسبيتشيو الذي يمثّل شاز بالمينتري دوره.

بفضل مقطوعات موسيقى دو ووب المليئة بالحنين واسترجاعه لزمن قضى فيه مراهقو نيويورك وقتهم على الرصيف ومارسوا لعبة التقاط العصيّ في الشوارع، يعدّ فيلم المافيا الذي قدمه دي نيرو عملاً كلاسيكياً متقناً. لكن أهم ما في الفيلم هو العثور على طفل يبدو وكأنه بلا شك من سلالة أسرة دي نيرو. كان هذا أمراً لا يصدّق فعلاً.
 

Casino

1995 – إخراج مارتن سكورسيزي
 

لا تعد أي لحظة من ساعات فيلم سكورسيزي الملحمية الثلاثة مضيعة للوقت، وذلك بسبب تصويره الذي يحبس الأنفاس لامبراطورية قمار وعصابات لا رحمة لدى أفرادها، إضافة إلى زوجة يافعة تتعاطى الكوكايين. عند متابعة الفيلم للمرة الأولى، يكون من الصعوبة تجاوز مشهد جو بيشي وهو يثبّت رأس رجل بملزمة نجّار، أو عندما يطعن رجلاً في حنجرته عند قيامه بإهانة صديقه، أو مجرّد كونه جو بيشي نفسه. في المتابعة الثانية، يبرز ثراء العلاقات في الفيلم، مثل الزواج الخالي من الحب بين جنجر التي تقدمها شارون ستون وسام الذي يلعب روبرت دي نيرو دوره، أو علاقة الصداقة القديمة التي جمعت بين الرفاق سام ونيكي اللذين ابتعدا عن بعضهما بشكل مأساوي. لكن ما من شك أن الممثلين الثلاثة، دي نيرو وبيشي وستون نجحوا في أداء أدوارهم على نحو باهر. كيف يمكن لمخرج واحد أن يأتي بهذا القدر من التحف الفنية؟
 

The Departed

2006 – إخراج مارتن سكورسيزي
 

في فيلم The Departed نرى فيلم جريمة جديد لسكورسيزي، يروي خلاله حكاية ملتوية اُشتقت أحداثها من فيلم Infernal Affairs الذي صدر عام 2002 في هونغ كونغ، مع نقل أحداثه إلى مدينة بوسطن ليتمركز حول مافيا أيرلندية. يتبع الفيلم شخصية جاسوس (مات دامون) زرعه رجل العصابات الأيرلندي القوي فرانك كوستيلو (جاك نيكلسون) في قسم شرطة ولاية ماساتشوستس، فيما زرعت الشرطة أحد أفرادها ضمن صفوف المافيا (ليوناردو ديكابريو)، لتبدأ ملاحقة مثيرة لا نهاية لها عبر أنحاء بوسطن يكاد ينكشف خلالها أمر الجواسيس عدة مرات. على المتابع أن يتوقع مشاهدة لقاءات مشبوهة بين أفراد العصابات خلف حانات سيئة السمعة، إضافة إلى لهجة بوسطن الثقيلة والكثير من أغنيات Dropkick Murphys ومشاهد سينمائية مفعمة بالحيوية كما هي عادة أعمال مُصوّر سكورسيزي السينمائي الخاص مايكل بولهاوس.
 

Eastern Promises

2007 – إخراج ديفيد كروننبرغ
 

في فيلم الإثارة والجريمة الذي أبدعه ديفيد كروننبرغ، تصل المافيا الروسية إلى لندن حيث يباشرون أداء مهامهم بجدية. تؤدي نعومي واتس دور الداية التي تنغمس في عالم الجريمة لدورها في ولادة طفل مومس روسية مدمنة على المخدرات تبلغ من العمر أربعة عشر عاماً. بينما تستمر أحداث الفيلم، نتعرف على حضور عائلة Vory v Zakone السرّي في المدينة، وعلى عصابة الاتجار بالجنس التي يديرونها. كما نشاهد سائق عصابة فيغو مورتينسين كثير الوشوم الذي فقد كل معاني الرحمة، حتى أثناء قتاله شابين يواجهانه بالسكاكين أثناء تواجده عارياً من الملابس والسلاح في حمّام عام.
 

Gomorrah

2008 – إخراج ماتيو غاروني
 

“بتقديم من مارتن سكورسيزي” وبناءً على قصة حقيقية، يتبع فيلم ماتيو غاروني اللاذع والخاص بمافيا مدينة نابولي قصص عائلات المافيا المعاصرة في إيطاليا. يمكننا خلال الفيلم مشاهدة كل شيء، حرب مستمرة من الشجارات وجريمة منظمة في نابولي نتعرف على أثرها في تدمير كل مستويات المجتمع، وذلك من خلال تجارب مراهقيْن هزيليْن مهووسيْن بـ Scarface. يناضل الصبيان ليصبحا زعيمين محليين كما فعل أل باتشينو في دور توني مونتانا، وذلك على الرغم بعدهما عن ميامي وهوليوود. يتفرّد فيلم غاروني الذي يعد شديد الواقعية مقارنة ببقية أفلام هذه الفئة بغياب دور الشرطة والسلطات عن القصة. ربما كان هذا سبب كون الفيلم عميقاً ومباشراً بشكل لا نراه في غالبية أفلام العصابات الأمريكية، كما لو أن هذه الفئة قد خضعت لعدسة أحد مخرجي الواقعية الجديدة.

الكاتب: رهام درويش

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع